فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى واحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة. وكل بدعة ضلالة كل ضلالة في النار. هذا هو الدرس الرابع عشر. من الدروس المستفادة من صحيح السيرة النبوية ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهد الله تعالى فلا مضل له فمن يقبل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتوا ان الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا اه واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد على صاحبها افضل الصلاة والسلام. ونواصل في هذا الدرس الكلام على المصلحة وعلى ضوابطها وقد ذكرنا قبل ذلك ان ان باب رعاية باب رعاية المصالح كان من اهم الابواب التي ولد النبي صلى الله عليه واله سلم منها لتثبيت اركان دولته. والذي جر علينا شرا مستطيرا فيما بعد العصر النبوي ودولة الراشدين حتى ايامنا هذه هو عدم الفقه في هذا الباب. لما حدث انس بن مالك كما في صحيح البخاري ومسلم الحجاج بن يوسف الثقفي بحديث العرنيين لامه جماعة من اصحابه كالحسن وغيره. لان معرفة الحجاج ابن يوسف بحديث العرونيين جر على المسلمين وبالا شديدا من قبل الحجاج العرانيون جماعة اسلموا ثم استووا المدينة اي كرهوها فيها فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم اخرجوا الى بقعة كذا فان فيها راعيا لابل الصدقة. فكلوا من البانها واشربوا من ابوالها. اشربوا من البانها اي من ابوال الابل. فخرجوا فشربوا من البانها وابوالها حتى ردت اليهم العافية فماذا فعلوا؟ قتلوا الراعي وسرقوا الابل. قتلوا الراعي واخذوا الابل فارسل النبي صلى الله عليه واله وسلم على اثرهم يطلبهم. فلما فلما جيء بهم قطع ايديهم وارجلهم وثمل اعينهم. قطع ايديهم وارجلهم وثم لاعينهم اي حمى مسمارا او حديدا ثم وضعه في اعينهم كحل اعينهم بها فالحجاج ابن يوسف اخذ من هذا حجة له وذريعة على القتل. وان من خالف امري فعلت به كما فعل النبي صلى الله عليه واله وسلم بالعرنيين. الذين جاءوا من عريفة فلام الحسن البصري وغيره انس بن مالك على تحديثه للحجاج بن يوسف بمثل في هذا الحديث اخذ العلماء من هذا وغيره وجوب ولا اقول جواز توبوا كتمان بعض العلم عن من يتوهم في انه لو وصله هذا العلم حمله على غير محمله فاحدث به فسادا عريضا عليه او على غيره. ولا يدخل هذا في باب اثني كتمان العلم لان العلم يهدي صاحبه الى مصلحته في الدنيا والاخرة. فان كنت ستحدث بحديث يحمل على غير محمله وتحذف به مضرة فما فائدة العلم؟ حينئذ يجب يجب عليك كتمان بعض العلم عن من تتوهم انه لو وصله هذا العلم احدث به فسادا عريضا عليه او على غيره. وهذا ايضا تتحكم فيه المصلحة. في صحيح البخاري ان ابا هريرة رضي الله عنه قال اخذت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم جرابين من علم اما احدهما ثبتته فيكم. اي قلته واعلنته. واما الاخر فلو بسكته لقطع مني هذا البلعوم. اي لقطع عنقي لو بثثت الجراب الاخر من العلم. استدل في هذا الحديث الباطنية وغيرهم على ان للشريعة ظاهرا وباطنا. والواقع انه لا لا حجة للباطنية في كلام ابي هريرة رضي الله عنه. لان العلم الذي كتمه ابو هريرة محمول عند جميع العلماء على انه علم لا ينتفع به العامة. اي لا يدخل في باب الاحكام الشرعية. انما هو علم يتعلق بعض الامارات امارات الساعة الصغرى او الكبرى. منها مثلا قول ابي هريرة اعوذ بالله من رأس ومن امارة الصبيان. اعوذ بالله من رأس السكين اي من سنة ستين هجرية. ومن امارة الصبيان في سنة ستين هجرية تولى يزيد ابن معاوية امارة المؤمنين. فكأن العلم الذي كتمه ابو هريرة فيدخل من هذا الباب فاستجاب الله عز وجل لدعائه ومات سنة ثمان وخمسين. اي قبل يزيد ابن معاوية بسنتين. وكثير من العلماء يتهمون يزيد ابن معاوية. لانه جائر فكأن هذا العلم الذي كتمه ابو هريرة يدخل كله من هذا الباب. فانه لا يحل لاحد ان يكتم شيئا من العلم الخاص بالاحكام الشرعية. الا كما قلنا لو كان من نافلة العلم ثم التحديث به يحدث مضرة. حينئذ قد يسعك كتمانه. وقد روى مسلم في مقدمة صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال ما انت بمحدث قوما حديثا لا بلوغه عقولهم الا كان لبعضهم فتنة. فلابد ان يكون كلامك كله. على اذهان العوام تكلم على ادنى عقل رجل من الموجودين. ولا تكن كابن الروم. لما قيل له يوما لم تكسب ما لا نفهم؟ فقال له ولم لا تفهمون ما اكتب؟ فان الداعية لو سلك قتلة ابن الرومي احدث شرا عظيما. فانه لا بد ان يتكلم على مستوى ادنى رجل. لان هذا من حقه عليه. وفي صحيح البخاري عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. قال حدثوا الناس بما اتحبون ان يكذب الله ورسوله؟ لانك ان حدثت الناس بما لا يعرفون قالوا هذا لم يقله الله ولم يقله رسوله. فيفترون بذلك الكذب. والسبب في هذا انك لن تراع. مستوى من هو وامامك حينما القيت اليه بالموعظة. باب رعاية المصالح يشمل جميع الحياة يجب على الدعاة اولا ان يراعوا هذا الباب. وان يتقنوه اتقانا جيدا فان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان افقه الناس على الاطلاق بهذا الباب وقد ذكرت فيما مضى بعد تصرفه عليه الصلاة والسلام. في قصة الكعبة وغيرها في عام الحديبية وانظروا الى هذا الموقف وما فيه من ضابط المصلحة الشرعية لما اصطلح النبي صلى الله عليه واله وسلم مع سهيل بن عمرو في صلح الحديبية المشهور كان مما اشترطه سهيل ان من اتى من قريش مسلما فارا بدينه الى النبي صلى الله عليه وسلم انه يرده الى قريش مرة اخرى. وايما رجل كان مسلما في المدينة فر او كفر ورجع الى الكفر ورجع الى قريش ليس على قريش ان ترجعه الى النبي صلى الله عليه وسلم منتهى التحكم. من خرج مسلما فارا بدينه من قريش الرسول صلى الله عليه وسلم يرد اليه ومن كفر بدين الاسلام ورجع الى الكفر ورجع الى قريش ليس على قريش ان ترجعه. الى النبي عليه الصلاة والسلام فبينما هم يبرمون هذا الكلام. اذ جاء ابو جندل. وهو رجل مسلم خر بدينه من قريش. فدخل على النبي عليه الصلاة والسلام وهم يتكلمون في هذا الباب قال يا محمد هذا ما اتفقنا عليه. ان ترجعه الى قريش. فقال عليه الصلاة والسلام ما اتخذت اما بعد قال هذا شرطي فقال عليه الصلاة والسلام اجزه لي اي تنازل عنه لي قال لا فقال له ارجع فقال ابو جندل ايها المسلمون الا ترون ما بي وكان المشركون قد عذبوه عذابا اليما. فترجعونني الى الكفر مرة اخرى فقال عمر وقال عمر في موقفه هذا وهو اول سكت فيه منذ اسلمت. لان الموقف يهز وجدان اي انسان. لكن الله تبارك وتعالى الا كان يكيد لنبيه. لان هذا كان سلما الى فتح مكة. والى اعجاز الاسلام والمسلمين. قال عمر يا رسول الله الست نبي الله حقا؟ قال بلى. قال السنا على الحق وهم على الباطل؟ قال بلى. قال فلما نعطي الدنية في ديننا؟ قال يا عمر انا رسول الله ولن يخذلني. ثم ذهب عمر الى ابي بكر فقال له نفس الكلام. فرد ابو بكر عليه بما رد به النبي صلى الله عليه وسلم. قال عمر فعملت ذلك اعمالا كثيرة اي لاكفر بها عن هذا الاعتراض. عمل كثيرا من اعمال البر يكفر به عن هذا اعتراض لما ظهر له من الفائدة العظيمة بعد ذلك. بعد ابرام هذه الاتفاقية خرج ابو بصير من المدينة فارا بدينه الى النبي صلى الله عليه وسلم. وارسل قريش رجلين على اثره يطلبانه قالوا يا محمد اعطنا ابا بصير قال اذهب معهم قال يا رسول الله الى الكفر يعني يعذبونه عذابا شديدا. قال ارجع فرجع فبينما هو في بعض الطريق معهم اي مع المشركين اذ جلسوا يأكلون تمرا. فقال ابوبصير احدهم ما اجود سيفك؟ فقال الاخر نعم اشتريته بكذا وكذا وجربته. قال هلا اريتني هذا السيف فاعطاه اياه فضرب عنقه وفر الآخر الى المدينة. وفر الآخر الى المدينة الى النبي صلى الله عليه وسلم وابو بصير وراءه وهو يقول اني لمقتول. سيقتلني كما قتل صاحبي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ابا بكر سر ويل امه مسعر حر اي انه سيتسبب في حرب. فقال ابو بصير يا رسول الله ان الله قد قد وفى ذمتك اي انني امتثلت لامرك ورجعت لكني تصرفت. فما قبل منه النبي صلى الله عليه وسلم فخرج ابو بصير على مشارف المدينة هو ومجموعة يقطعون على قريش عيرهم. فما يسمعون بعير لقريش حتى يخرجون فيقتلون هذه العيد سيقتلون اصحابها ويأخذون العير حتى طلبت قريش من النبي صلى الله عليه وسلم ان يأخذ من امن اي ان الذي يخرج من قريش مؤمنا لا يرجع لما رأوا من الفساد العظيم بتحكمهم هذا ترى ان ان من المصلحة التي رآها النبي عليه الصلاة والسلام ان يضع الحرب بينه وبين قريش حتى يدخل الناس في دين الله افواجا. فمعروف ان فترات السلام والهدنة يكون الناس اخفى قلبا وعقلا وذهنا فيتعرضون لنسمات الهدى فيسلمون. اما والحرب قائمة على قدم وساق. فيعثر جدا على كثير من الناس ان يستوعبوا الهدى ويستوعبوا الايمان الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام. فهذا قد يظنه بعض الناس هزيمة ولا تتحمله صدور بعضهم كما فعل عمر وغيره. لكن مقتضى المصلحة لا يأبى الا ذلك. والنبي عليه الصلاة والسلام بكل تصرفه علم اصحابه بعد ذلك فاننا رأينا مثلا في بابة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ان تطبيق المصلحة في هذا باب يأتي بثمرة عظيمة جدا. واغفال تحقيق المصلحة فيه جر علينا وبالا خطيرا لا شك ان الذي يحدث في الافراح من رقص ودمر واجتماع الناس الرجال والنساء امر كله يأبى الاسلام ولا يقره. لا سيما ان اقترن ذلك بمثل شرب شرب الخمور او رقص الراقصات. هذا كله منكر يجب ان يزول وكل تبعته في عنق ولي الامر. لا شك في ذلك ان ولي الامر مسئول بولية كاملة عما يحدث من الفساد العريض في البلد. هذا لا شك فيه. لكن ما دورنا نحن وليس بيدنا شيئا من مقاليد الامور. وليس بيدنا شيء من مقاليد الامور. هل نهزم وعلى هذه الافراح فنكسر الالاف. وقد يتجاوز الامر ذلك فتقتل بعض قول هل هذه مسئوليتنا؟ ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه. وليس وراء ذلك مثقال حبة من خرزل من ايمان. من هذه الكلمة عند العلماء تسمى كلمة عموم اي انها من صيغ العموم اي ان هذا الحديث موجه الى كل رجل في الامة المسلمة لكنه قسم الاستطاعة. استطاعة باليد او باللسان او بالقلب. والذي لا ينكر بقلبه ليس بعد ذلك مثقال حبة من خردل من ايمان. لان انكار القلب لا يطلع عليه احد. وليس فيه مضرة للممكن فاذا كان الامر كذلك ولا ينكر يدل على انه ليس في قلبه خير. انما يتدرج الانسان وينزل في في مراتب انكار المنكر على حسب الاستطاعة. قد لا يقدر على انكار اليد بل ينزل الى الانكار باللسان. او لينزل الى الانكار القلب فهؤلاء عندما هجموا على هذه الافراح وكسروا هذه الالات اصابوا بعض الحاضرين باصابات بالغة. هم يريدون انكار المنكر. بلا شك. فما الذي عن هذا ان صارت الافراح تقام بقوة السلاح. صارت الافراح الان تقام قوة الامن المركزي اليس هذا ضررا جسيما اشد من الاول؟ ضرر الافراح تحمى بقوة السلاح بقوة القانون. لما تهور بعضهم وحرق بعض نوادي الفيديو بدعوى انها منكر. ما الذي حدث؟ يعوض اصحاب نوادي الفيديو. اذا هم شيئا وانما يأخذون هذا من الضرائب التي هي من دماء الشعب. الضرائب هذه تنقص هكذا من دماء الناس فيعوض هذا الرجل باضعاف ما كان يملك. لانه يستطيع ان يقول كان عندي الف مريض فيديو وما كان عنده الا عشرة او عشرين او مئة فقط. فهذا الرجل ما خسر شيئا. ثم وجد جندي واقف على يمنعني انا مثلا ان اردت ان ادخل الى هذا الانسان وانصح له. واقول له انه لا يجوز لك ان تفعل كذا وكذا ويتردد عليه هذا يمنعني ويأخذ اسمي وبعدين يحصل نوع من التحري. فقتلوا علينا هذا ونحن نعلم اناسا كانوا يعملون في هذا الباب. فلما علموا الحكم الشرعي تركوه. الا ان وضع مثل هذه مثل هذه الاشياء على باب هذا الرجل. وقد اغلق قلبه عن كل رجل من المسلمين يدعوه الى الله عز وجل المضرة الناجمة بلا شك اعظم بكثير جدا من المصلحة الحادثة بل لا مصلحة على الاطلاق. هي مصلحة موهومة فقط مصلحة لا لا لا وجود لها على الواقع. في الشهر قبل الماضي لما هجموا على فرقة في سوهاج وضربوهم ضربا شديدا حتى ان بعضهم اصيب بعاهة شكى الي رجل من افاضل الناس اعرفه ان الذي اصيب بهذا الضرب الشديد هو اخوه وانه كان من قديم ينكر على اخره ان يعمل بالطبل والذنب. فكان اخوه يقول هذه مهنتي فدعني ادبر وسيلة اخرى حتى يعني اوفر القوت لاولادي. وكان اخوه هذا الزمار في صراع شديد بينه وبين نفسه. ايترك هذه المهنة؟ وهل يجد عوضا حتى يقتات لاولاده؟ وكان قاب قوسين او ادنى ان يخرج من هذه المهنة. فلما ضرب هذا الضرب الشديد اصر على ان يرجع بنوع من التحدي فقال لن اعود بل انا ساتحدثاهم لو حتى كان ذلك على جثتي. هناك كثيرون جدا من اهل المعاصي يودون لو يأخذ احد الناس بايديهم من هذه المعصية. لكن ضعف ايمانهم وضعف وارادتهم يحمله على ان يظل غارقا في المعصية الى اذنيه. كثير من اهل المعاصي يود لو اخرجه بعض من هذه المعصية بتوفير بعض الامكانات له. فلا شك انك لو اخذته بنوع من اللين واللطف انه سيعود معك سيشكو لك حاجتك. فيمكن بعد ذلك ان تتزوج معه بتقوية ايمانه على الاقل جاءني رجل يشكو من هذا الباب ويقول حتى اجد عملا مناسبا ثم اترك ما انا فيه يعني من المعصية. فقلت يا اخي هلا تدبرت قول الله عز وجل. ومن اتق الله يجعل له مخرجا. فقال لي ولكن الله تبارك وتعالى قال ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة فقلت له اي تهلكة اكثر من ان تركع في هذه المعاصي؟ ان هذه الاية لا علاقة لها بالاية اخرى ومن يتق الله يجعل له مخرجا. انهم يعكسون هذه الاية. انهم يريدون المخرج قبل ان يتقوا الله ولا يرى السبب وجود المخرج على التقوى. فهذا الرجل لابد ان يظهر منه اثار هذه التقوى حتى يجد المخرج. لا يقول اريد المخرج ثم اتقي الله. لذلك هم لا يجدون المخرج. ومن يتق الله يجعل له مخرجا فعل التقوى اولا ثم المخرج هو اثر من اثار هذه التقوى. ويحضرني مثلين عظيمين احدهما لرجل كان يعمل في شركة الدخان في الجيزة. رجل مهندس لصيانة الماكينات فبلغه ان شرب الدخان حرام وانه لا يجوز له ان يظل في مكانه هذا فترك العمل بغير ان يفسر وفي تدبير عمل اخر. ثم داب الارض في البحث عن عمل مناسب لمهنته فلم يجد اقترب خمسمائة جنيه واذ ترى عربة كر ثم صار يبيع عليها الطماطم والبطاطس وظل نحو سنة يدفعها بيديه في شوارع الجيزة. ويبيع هذا الرجل يعد الان من اصحاب الملايين. الان وهذه القصة لها عشر سنوات فقط. يعد الان من اصحاب الملايين ما يضره ان كان العمل شريفا ان يعمل هذا العمل والله اني لاعجب رجل يرضى ان يأكل الحرام ولا يرضى ان يعمل عملا شريفا اقل من عمله السابق. يرضى ان يأكل الحرام وان له اولاده. والمثل الاخر في الاسكندرية. رجل كان عنده مصنع او محل لحقائب النساء واحذية النساء. فقيل له ان هذا العمل فيه شبهة. لانه يعين المرأة المتبرجة على اظهار زينتها وتبرجها. فترك العمل. واتجه الى المعمار وقالوا انه الان تعد من الاثرياء الكبار. ما ترك عبد شيئا لله عز وجل في الحرام الا ابدله اياه واكثر منه في الحلال اتقاء الشبهة. فهؤلاء الذين لا يراعون المصالح. في مسألة انكار المنكر. هؤلاء يدرون علينا وبالا عظيما جدا. ارأيتم الى هذه الصورة التي فرضتها وهي واقعة الان اليس عرض المسرحيات في في اسيوط؟ تحت قوة الحكومة. من اعظم المنكرات التي تسبب فيها هؤلاء صاروا الان ينقلون المسارح الى سوهاج الى اسيوط بنوع حدي وعلني ثم اروني ماذا تصنعون؟ فقد اوصلونا الى انهم صاروا يحمون المنكر بالقوة وما عاد احد يستطيع ان يدخل الى احد من اولئك فيقول لهم اتقوا الله. انه لا يحل لكم ان تصنعوا ذلك لذلك فالعلماء يقولون انه لا يجوز لاي احد ان ينكر المنكر. بل ان الذي ينكر المنكر له شروط واستدلوا بقول الله تبارك وتعالى ثم يعني ليس المسلمون جميعا بل امة ثم تنتصف منهم هم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. لان الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لابد ان يكون عالما بهذا الشيء لانه ربما انكر معروفا وهو لا يدري بسبب جهله فالعلم اولا شرط في هذا الباب ثم الحسبة احتساب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وترتب المصالح على ذلك فلو رأيت مثلا رجلا او قوما يلعبون الشطرنج فانه ليس من الفقه ولا من البصيرة ان تنهاهم عن اللعب الا اذا ضمنت ان تنقلهم الى ما يحب الله ورسوله لان اللاعب بالشطرنج مختلف فيه بين العلماء ما بين محرم وما بين مبيح وما بين كاره فهذا يدخل في محل الاجتهاد فان كان الامر كذلك فليس من الفقه ان تنكر عليهم لانهم ربما ذهبوا الى ما هو اشر من السترين كانوا يلعبون الطاولة مثلا فان لعب الطول هذا معروف انه حرام قولا واحدا. لقوله صلى الله عليه واله وسلم فيما رواه مسلم من لعب بالنرد وفي رواية من لعب بالنردشير فقد عصى الله ورسوله النرد اللي هو الزهر هذه القطعة التي يطلقونها فهذا حرام. لعب الطاولة لا يجوز. فربما انكرت عليهم وهم يلعبون الشطوان فينتقلون الى الطاولة فقد نقلتهم من امر مختلف فيه الى امر متفق على تحريمه كذلك اذا رأيت رجلا يقرأ في الروايات الغرامية وكنت تعلم انه ان انتهى عن هذه القراءة قرأ في كتب اهل البدع والضلال. حينئذ يقال ليس من الفقه ولا من تصير ان تنقله هذه النخلة. لان القراءة في كتب الغراميات والمجون اخف من القراءة في كتب البدع والضلال. والامر واضح لان قراءة كتب الغرام والمجون لا يختلف احد حتى هذا القارئ في انها معصية. قد يكادر في انها معصية. لكن يمكن ان تقيم عليه الحجة. اما الذي يقرأ في كتب اهل البدع فانه يعتقد ان الذي يقرأه دينا لذلك لا يتركه فهذه هي الخطورة فلو قرأ رجل مثلا في اصول الخوارج وكفر جماعة المسلمين ونهيته عن ذلك ظن انك تجادله فيما هو مقرر في دينه. لذلك لا يتركه. لذلك وجدنا بعض اهل البدع والضلال من الخوارج ومن نزلت ومن الشيعة يقتلون وهم مصرون على هذه البدعة. لانهم يرون هذا دينا يتقربون به الى الله اما الذي يقرأ في كتب المجون فلو سألته هل هذا من الدين؟ هل تتقرب الى الله عز وجل بقراءة هذه الكتب؟ يقول لا هناك فرق ان رأيته يقرأ وظننت انه سيقرأ في كتب اهل البدع والضلال فلا تنكر عليه. لان العلماء يقولون ان انكار المنكر لا يجوز ان كان يجر الى منكر اكبر منه على حسب ما تنذره ان شاء الله. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. يقول الحق وهو يهدي السبيل. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ذكر ابن القيم وغيره من العلماء اربعة اربع درجات لانكار المنكر. النوع الاول او الدرجة الاولى انك ان انكرت المنكر اخلفته الى ضده. يعني صار معروفا كاملا هذا مشروع. النوع الثاني انك ان انكرت المنكر خف ولم يزل بالكلية. فذلك ايضا النوع الثالث انك ان انكرت المنكر عادل المعروف يعني ان اردت ان تأتي بهذا المعروف بان انكرت هذا المنكر عادلة. المصلحة التي تنشدها. فهذا محل اجتهاد اتنكره ام لا؟ الدرجة الرابعة انك ان انكرت المنكر انقلب الى ما هو انكر انه فهذا حرام. انكاره حرام لا يجوز. كأن مثلا تبنيت هدم المساجد المبنية على القبور. هذا بلا شك من اجل ما يفعل من المعروف. ان تهدم المساجد المبنية على القبور. لان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. الا اني انهاكم عن ذلك. ثلاث مرات قالت عائشة رضي الله عنها فلولا ذات افرز قبره لكنه خشي ان يتخذ مسجدا. فهذا بلا شك من المعروف. لا انت تعلم انك ان هدمت هذا المسجد على هذا القصر لا نتج عنه ضرر اعظم وهو انهم سيبنون هذا المسجد افضل ما كان. واقوى ما كان. ثم بعد ذلك يطاردون كل الموحدين الذين يأبون هذا الخط. فاي مصلحة اذا في هدم هذا القبر انما مهمته ان تحذر الناس منه. كما هو حادث الان في مسجد الشيخ طلحة. فانهما هدموا هذا القبر وظلوا يبحثون عن جثة الرجل فما وجدوا شيئا. لا اثرا ولا عينا. ومع ذلك على ان يبنوا هذا الضريح مرة اخرى. فيأتي رجل فيقول هل يجوز لنا ان نصلي في هذا المسجد بعدما ثبت ان لا جثة فيه الجواب لا لماذا؟ لان توحيد الله تبارك وتعالى لا يكون الا بالاخلاص كله له عز وجل. فلو ثبت ان حجر يعبد من دون الله حجر لا اقول بشر لو ان حجر موجود في هذا المسجد يتبرك به فيجب ان يزول هذا الحجر او يهدم هذا المسجد. لانه لا فرق بين ان يعبد انسان او ان يعبد حجر او شجر. لان هذا كله ضد التوحيد الخالص. لذلك الآفة ما زالت موجودة. ان خرج انسان من هذا القبر ثم وضع حجر في وصار هذا الحجر يسد مسد هذا الانسان فالمحصلة واحدة. لذلك ما كنا نطمع ان يبنى مرة اخرى. وهذه الاموال الطائلة التي بني بها هذا القبر يوفرون بها مساكن. للذين لا يجدون كان او ينفقونها في اوجه الخير. ان بعض العلماء كره انشاء المآذن الفارهة. وحق لهم ذلك لان الميزان قد تتكلف ربع مليون مثلا. وما فائدة المئذنة الان؟ ما فائدتها؟ والمؤذن لا يصعد عليها ما فائدة المآذن اذا؟ وكان من فائدة المآذن ان يصعد المؤذن عليها ويؤذن لان صعود المؤذن في مكان عال مرتفع يتيح لكل انسان ان يراه ولو لم يسمع الصوت ارأيتم الى هذا المؤذن عندما يضع اصبعيه في اذنيه ويدور يمنة ويسرة على هذه المئذنة. الا يعلم هذا الرجل البعيد الذي لا يصله الصوت ان وقت الصلاة قد ان لم يعد المآذن اذا فائدة فلم الاموال الطائلة عليها. وهناك ما هو اولى منها الف مرة. فبلا شك هذا العمل منكر وما كان ينبغي له ان يكون ولا زالت الصلاة في هذا المسجد مكروهة حتى وان ثبت ان لا جثة في هذا المسجد ان التوحيد ان المساجد كما قال الامام الشافعي رحمه الله ان المسجد والقبر لا يجتمعان في دين الاسلام. ابدا والله عز وجل يقول وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. فان كانت هناك مصلحة او ان استطاع الانسان بماله من ولاية ونقوذ ان يزيل هذا المنكر فليفعل. اما الحكم العام بالنسبة لنا الافراد فهو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم من من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ونحن لا تغيير المنكر باليد فلنغيره باللسان. فهذه استطاعتنا. فان حجر ايضا على تغيير المنكر باللسان عندك القلب وليس وراء ذلك مثقال حبة من خرسل من ايمان. فعندنا اذا تغيير المنكر ان تغيره فينقلب الى معروف هذا مشروع او ان تغير ان تخفف من حدة المنكر. فهذا ايضا مشروع. او انك ان انكرت المنكر حصل فساد يساوي هذه المصلحة. فهذا محل اجتهاد ونظر. فان بدا لك الا تنكر. لان دفع المضرة على جلب المصلحة لا لوم عليه. فان ظهر لك بعد التدبر ان المصلحة هذه تترتب عليها مصالح اخر وان المفسدة تقف عند هذا الحد جاز لك ان تغير المنكر. اما الامر الاخير وهو حرام باتفاق العلماء اذا اذا انكرت المنكر فندم عنه منكر اشد منه. يقول ابن القيم رحمه الله وقال لي شيخ الاسلام ابن تيمية قد الله سره انه كان يمشي مع بعض اصحابه في ايام التتار. فكانوا يشربون الخمر اي التتار انكر بعض اصحاب شيخ الاسلام على الستار ان يشربوا الخمر. قال ابن القيم فانكر عليه شيخ الاسلام ان ينكر عليهم ان يشربوا الخمر. فقال له الا ننكر عليهم وقد حرم الله الخمر فقال له شيخ الاسلام ان الله حرم الخمر لانها تصد عن ذكر الله وعن الصلاة. وهؤلاء لا يصلون ولا يذكرون الله ثم انهم ان افاقوا قتلوا قتلوا العبادة وخربوا البلاد واخذوا الاموال. فاي مصلحة اذا في الانكار عليهم فما اعظم فقه هذا الامام رحمه الله تعالى ولنا في هذه البابة كلام طويل يأتي بعد ذلك لانه ايضا داخل في باب المصلحة رعاية المصالح. نسأل الله عز وجل ان ينفعنا بما علمنا. وان يعلمنا ما جهلنا. وان يهدينا التي هي اقوم بالتي هي احسن. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واثرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اجعل ان الحياة زيادة لنا في كل خير. واجعل الموت راحة لنا من كل شر. اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تزع