من بطنها هل هؤلاء قد تبلور ايمانهم؟ نظره اليهم. ينظر اليهم بعين فاحصة وينتظر. لذا كان قد تعرض لخطر جم حينما اوى الغلام. لا تظننه انه كان قد اعتزل مع ذلك ونجى. لا وانما ان الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به نستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا لا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه واله وسلم. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته. ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة. وخلق منها زوجها وبث منهم رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله تعالى واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه واله وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. فلا زلنا يا ايها الاخوة نعرج من خلال سورة البروج الى عقائد البلاء. وما ينبغي على المرء ان يعتقده اذ البلاء لا ينفك. البلاء لا انفكوا عن امرئ قط سنة الله عز وجل في خلقه. لذا كان ينبغي للمرء ان يتخذ مجموعة عقائد. يدخل في البلاء فيصير كالذهب الابريزي اذ دخل في النار يخرج منها اعظم لمعانا واكثر بهاء. والا فان ان الفتن للقلوب للايمان في القلوب اكالا. وهي مع ذلك في ولوجها اليه عمالة. لا يستطيع المرء ان انفك عنها الا وتأخذ من دينه ان لم يكن كان قد استعد لها. وكنت قد تحدست في اللقاء الفائز في الشهر الماضي عن عقيدة من تلك العقائد ما اخزتها من مجموعة العقائد المسرودة. المسرودة في سورة البروج تبع وانما ايضا من فحوى هذه القصة العظيمة. قصة الراغب والغلام قصة الراهب والغلام والساحر اخذت منها في اللقاء الفائت ان الموت اوسع الجانبين. وان امة لا تؤمن دار الاخرة مخزولة مغمومة في ذيل الامم. لا تستطيع ان تمرق ابدا از الدنيا للعزاء مثبطة فلا يستطيع المرء ان يدخل الى الله عز وجل وان يسير اليه الا اذا لاحت منه نظرة ثاقبة الى الاخرة وهذه اطلالة اخرى ايها الاخوة. اطلالة اخرى ايضا ملفتة للنظر. حينما ينظر المرء الى هذا الراهب الى هؤلاء الى هذه الرعية. كيف استقبلت الموت؟ كيف استقبلت هكذا بصدر الرحب. انها قصة تشي بان اهل الاخدود ماتوا جميعا. لم يبق منهم عين ولا اثر لم يبقى من المؤمنين منهم عين ولا اثر. فولوا جميعا وقتلوا جميعا واحرقوا في الاخاديد جميعا واشادوا الله عز وجل مع ذلك بهم وكما قلت في اللقاء الفائت نعاهم بقوله قتل اصحاب الاخدود. فكيف استقبل هؤلاء الذين كانوا منذ ساعات يسيرات فقط على الكفر بالله عز وجل. وهم الذين ينظرون الى ملكهم هذا كأنه الاله الذي يعبد من دون الله عز وجل بل ربما كان المرء منهم قد نسي ان ثمة اله الا هذا الذي قد اجبرهم على عبادته ورضوا به ورضوا بذلك لغو وخنعوا. كيف كان هذا ايها الاخوة لغز ينبغي ان ينظر فيه انه لغز السحرة سحرة فرعون. الذين اتى بهم من كل حدب وصوب ثمانين الفا. وقفوا ازاء موسى واخيه هارون فقط عليهما السلام. هو نفس اللغز الذي قال فيه ابن عباس رضي الله عنهما كانوا في اول النهار كفارا ما دخل عليهم اخر النهار الا صاروا مؤمنين. وهل الايمان طفرة؟ وهل الايمان ضربة لازب؟ وهل يكون الايمان هكذا ايها الاخوة لغز ينبغي ان يفك وان يحل فان الواقع يقول ان هؤلاء اصبحوا كافرين وبالفعل امسوا مؤمنين بل امسوا بل امسى هؤلاء على حالة كما قلت اشاد الله عز وجل بقتلهم. بل ونعاهم وخصهم بالفوز الكبير التي لم تتكرر في القرآن للفوز قط قط لم يأت الفوز كبيرا الا لاصحاب الاخدود وفي سورة البروج فتأمل جيدا انه يقين الذين قاموا في وجه هذا الملك. يقين كان في الغلام نقل يقينه من قلبه الى هذه الرعية. فاخذوا ينظرون ويتفتحون ويتنورون. ويعلمون ان في السماء اله يبذل له وان كل ما دونه ما وان كل من دون الله مفضوح مفضوح مقطوع مبتور مع لا اثر له ولا يستطيع لهم شيئا ولا يملك لهم نفعا ولا ضرا. كان اليقين ينتقل من قلب الغلام. هذا اليقين الذي كان في قلب الغلام والذي اكتسبه من الراهب ايضا. ان الدعاة الى الله عز وجل ايها الاخوة هم من يشكلون ضمير هذه الامة. هم الذين يشكلون ضميرها على حسب ما كان هؤلاء وكانت وجهتهم. فاذا وجد منهم هذا اليقين انبث في الامة وانتقل الى الامة وثابرت الامة عليه. كما قال بعض السلف كان الناس في ايام تاج ابن يوسف اذا اصبحوا يقول الرجل لجاره من قتل البارحة. فلما كان سليمان بن عبدالملك كان الرجل يقول لجاره ما طعامك البارحة؟ فلما كان عمر بن عبدالعزيز كان الرجل اذا لقي الرجل سأله عن حاله في الاخرة سأله كيف حالك في الاخرة؟ المشاعر تنتقل واليقين من القلوب يتحرك لا سيما ازا كان في قلوب فاضت به ايمانا وتسليما وتثبيتا. كان الراهب وعجب الامر الراهب. وينبغي للغلام ان يأخذ منه اليقين اذا بهذا الراهب الذي قام بافعاله واقواله مقاما ينقل اليقين بحق. فهو قد قام ازاء هذا الملك حينما قام بدعوته المنكرة تلك. وقنع له الناس برمتهم قام وانكر عليه. فلما تهدده انطلق الى غار بعيدا معتزلا فجلس فيه وكان ذلك من افعاله ايضا التي انكرت عليه فانه من المعلوم ان زوي العقل يصطنعون اصحاب عقل وغير زوي العقل يصطنعون السفل. ومن ثم كان خروج مثل الراهب نكير نكير ايضا عليه ثم اعتزل هذا الراهب ولم يكن يتجمجم في هذا الغار لوحده نجا بنفسه. وانما كان الرجل من الملك رمية حجر كما وضح زلك في الحديس ان الغلام مر عليه وهو يزهب الى الساحر ولا شك ان طريق الساحر معبد ومع زلك فهو من اكابر طرق المدينة ولابد. ومع ذلك الراهب يمكث يمكث في سكة الغلام اذا ذهب الى الساحر اذا فالراهب مع ذلك لم يحجم ولم يتوارى بل كان رمية حجر من هذا الملك ثم له نظرة ثاقبة الى المجتمع هل تبلور؟ هل هؤلاء قد تغيروا؟ هل لاحت وسنحت تلك الفرصة التي ينهدم فيها ملك هذا الطاغية الرجل لا زال ذلك في نفسه يعلم يقينا ان هؤلاء ان امثال هؤلاء ما يستطيع المرء ان يعيش معهم لانهم وبمنتهى البساطة لا يحيون الا لانفسهم. سم هم مع زلك يتلززون بالام من دونهم لا يحيون الا لانفسهم وملأهم. لزا كان الرجل يدبر عليه وهو معلوم. وهزه القصة توضح لك في ثناياها الشيء يا سيدي. حينما تنظر الى دابة خرجت على طريق الناس الاساسي. الذي يعبرون منه الى الاسواق في كل يوم وقفت الدابة ايا كانت هذه الدابة على اختلاف اقوال المفسرين. وقفت الدابة فمنعت الناس. سم الناس والدابة على حالها. ثم زاد احتشاد الناس وانتشر الخبر في البلدة والدابة على حالها. الم يعد لمثل هذه الامور من يستطيع ان يعالجها؟ الم يكن في هذه الدولة انذاك فرق وانقاذ تستطيع ان تدفع هذه الدابة هو امر لا يعني هذا الرجل ابدا من قريب او من بعيد. لكنه مع ذلك لما نزع في ملكهم ولما انفلت فالناس من عبوديته وخرجوا عن طاعته كانت الالات متوفرة. بحيس حفر الاخاديد في الصخر الجلمود وجد تلك الالات ووجد مع ذلك الحد الرابع. هذا مثال واحد يدلك على انه مع ذلك لا يفلح مع هؤلاء احد الراهب قد جلس وهو يدبر عليه ويعد زلك وينظر الى الى هذه الرعية. هل صلحت؟ هل خرج حب الشرك الرجل كما قلت رمية حجر من الملك ان شاء ان يراه رآه. ثم هو بعد ذلك يأخذ غلاما لا زال في مقتبل العمر ويودعه سره ويقول له ان هذا الملك ليس باله. وانما الله عز وجل هو الذي لا اله الا هو. وهذا الغلام لا ما زال في السن صغير فربما تكلم مع احد بنية صافية وعندها سيكون قتل الرجل امر المسلم لكنه مع هذا لم يحزر از وجد السغرة التي يمرق بها كان هذا من افعاله. حين اوى الغلام وعلم الغلام واحتال له قيل وبرز مع زلك له مع شدة هذا الخطر. يقين في جذر القلب ايها الاخوة. ثم يظهر مع ذلك من افعال بهذا الرجل يطعمها باقواله. يقول للغلام حينما قتل هذه الدابة انك قد صرت اليوم افضل مني. وان ستبتلى. ينبغي ان تعلم انها حقيقة مسلمة. وان على الطريق بلاءات لكن انظر الى هذه الشفا والى هذا اللسان كيف كلمة البلاء منه فانه لم يعظمه ولم يضخمه. بل قال هذه الاحرف التي خلت من جل معانيها. فلم تعد عند الغلام الا احرفا سازجة لا تدل على شيء من الخوف قط. وكأنه يقول يا غلام انك ستبتلى والبلاء لين لان الله عز وجل يؤنس عباده. وهو مع زلك من سنة الله عز وجل على الطريق لا اكتمك. ايها الغلام فينبغي ان تعد له عدة. ثم يقول اذا ابتليت فلا تدل علي. يريد مع ذلك ان ينظر انه اذا خسر الغلام اعد جيلا من بعد الغلام انها معركة لن تنتهي ولاء وبراء حب في الله عز وجل. وكذلك بغض فيه وبحمده. فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وقد اتاه ابو سفيان بن حرب رضي الله عنه ايام كان كافرا ودخل ليشد العهد بينه وبينه حينما غادر حلفاؤه بحلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وظن ان الخبر لم يبلغ اليه فانطلق رسول الله وقال والله لا ارجع والله لا ارجع لا ينفعكم اليوم مع وذلك حلف ولا صلح. لا ارجع حتى يفتح الله عز وجل لي او تنفرد سالفتي. اي ان تقطع رقبتي واموت في لكن هذه مرحلة لا رجوع. يقين ايها الاخوة ففتح الله عز وجل له مكة من غير سيف ولا نصل اللهم الا الشيء اليسير. يقين في قلب الراهب تبلور في قلب الغلام وانتقل. لذا ترى للغلام مرحلتين مرحلة يدخل فيها على الملك فلما عزبه اقر على الراهب. ومرحلة اخرى بعد ان رأى رأى مصرع الراهب. كانت مرحلة كانت هذه المرحلة مرحلة غير الاولى. فقد كان الغلام فيها يزهب به الى قاموس البحر ووسطه ليقتل فلما ينجو يرجع الى الملك ماشيا. ثم يذهب به على قمة الجبل فلما يرجع ايضا الى الملك ماشيا تبلور الغلام حتى دل الملك على حتف نفسه. قال له انك لن لن تقتلني الا ان تأخذ سهما من كنانتي يذله على رؤوس الاشهاد ويعلمه انه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا فكيف لغيره؟ ثم ترميه فاذا رميته جاء ها هنا هل رأيتم احدا يموت اذا جرح في صدره؟ لكنه يريد ان يعلمه ان الموت والحياة انما هما معقودان في السماء بيد الله عز وجل. فلما القاه امن الناس لكنه اليقين حين دخل الغلام ونظر بعينه الى الراهب وهم يجرجروه. وادخلوه على الملك فقام منتصبا كرمح سمهاري له مثقفوه وهو يجادله ويكلمه ترجع عن دينك واتركك. ان شئت كنت لك في كان لك في الدولة مقام ارجع عن دينك وارجع الى عبوديتي واتركك واترك لك من الدنيا لعاعة. فرأى الغلام وهو يؤثر ان يشق فرقتين. ان يوضع المنشار في مفرق رأسه. ان يتحمل هذا بين يديه. رأى الرجل قائما مات ما سقط الا لما خرجت منه روحه. هذا اليقين انتقل حينما سقطت جثة الرجل على الارض. ليدخل في الغلام ليعود شيئا اخرا ثم ينتقل من قلب الغلام الى هذه الرعية. انه حل اللغز وبمنتهى البساطة ايها الاخوة ان لهذه الامة رؤوس يدلون الناس على دين الله عز وجل. والناس مع ذلك بهم فهما خير الى الله عز وجل. ان صلح هؤلاء صلحوا وان فسد هؤلاء فغالبا يفسد الذين من بعدهم اذ اذ قد تغيرت قناعاتهم وتغير مع زلك الايمان في جذر قلوبهم. ان النبي صلى الله عليه واله وسلم كان قد خرج بين يدي اصحابه كان قد خرج بين ايديهم حينما حبسوه في شعب بني طالب. وهو وهو ينقل هذا لرعية من بعده. حادثة الشعب مهيبة. حادثة الشعب غريبة. حادثة الشعب لم تزل في السنة وهزا العلم فمن اخزه اخز بحظ وافر. لذا دخل ابو هريرة رضي الله عنه يوما على المسلمين في المسجد ونادى انتم في السوق ونادى انتم ها هنا تبيعون وتشترون وميراث رسول الله الان الان امرا عجيبا كيف يصبر قوم ثلاث سنين يأكلون اوراق الشجر حتى خرجت القرح في وحلوقهم. ثم هم يأكلون مع ذلك التراب حتى ذهبت حتى ذهبت خاصة التذوق من السنتهم حتى قال سعد بن ابي وقاص او عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنهما كنت امشي في الشعب ليلا فدست شيئا طريا فوضعته على النار وقسمته انا واخ لي. ووالذي نفسي بيدي ما ادري ما الذي اكلته الى الان. لم يجد له طعما ولم تسوق له ذواقا لم يجد شيئا البتة. كيف صبر هؤلاء؟ انه توفيق من الله عز وجل لنبيه فلما كان يقين رسول الله في النجوم انتقل الى اصحابه من بعده. فكان وهو في الشعب يخرج على الناس فينازرهم مع انه كان من المفترض ان يحبس فيه لانهم لن يعاملوه ولن يؤاكلوه ولن يشاربوه ولن يناكحوه كانت الصحيفة الاسمة ومع زلك كان يخرج يمشي بين ظهرانيهم. يجادل هذا ويناظر ذاك ويحقق الامر مع هذا حتى اسلم جماعة من هؤلاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الشام. يمشي بينهم لم يقل نزهب الى طائفة ممن ربما اظهروا رقة القلب فيأتي اليهم حتى يقنعوا الاخرين بانه رضي بحبسه في الشعب حتى تخلوا سبيله او انظروا له قناة لينة يخرج من خلالها لا وانما خرج منازرا لهم مناقضا صلى الله عليه واله وسلم حتى ذكر بعض اهل السير ان ايات عدة ظهرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في هذا الشاب دعاة هذه الامة هم الذين يدلون اتباعهم وينتقل اليقين منهم. لذا صبروا على ما صبروا عليه ثلاث سنين سلاس سنين متواليات ازهلت التاريخ وصفقت لها الاجيال. ايها الاخوة انهم اهل العلم الزين زكرهم الله عز وجل حين صلاحهم بانهم مع ذلك حماة التوحيد لبسه في الناس قال الله عز وجل شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط فمن عجب ان ترى الله عز وجل قد اشهدهم على وحدانيته وهو عزيم امر الديانة التوحيد اصل الديانة ومع كذلك اشهدهم الله عليه ثم وضعهم معه سبحانه وبحمده ومع ملائكته في نسق واحد. الله والملائكة واولو العلم مع ذلك هم الذين كانوا يتلمسون هم الذين كانوا يرون الفتن. فيدل الناس عليها حتى يحوشوهم عنها هم الادلاء اذا ما اضطرب الطريق وانطفأ نوره. هم هؤلاء الذين ظهروا لما خرج قارون في عزته وفي في هيئته وفي سؤدده يزعم انه هو الذي امد نفسه واغناها. وهو الذي مع ذلك اقنعها وامدها بما الله عز وجل ينكر ذلك في سورة قد جلاها. فتأمل وقال الذين اوتوا العلم والكم فخرج على قومه في زينته. قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو عزيم فانتبه اهل العلم لها. وقال الذين اوتوا العلم واليكم وكان الزجر على قدر الخطأ. ويلكم لم يقننوا لهم حب هذه الدنيا ولا الاعجاب بقارون لم يقننوا لهم البراءة من قارون في حال كفره بالله عز وجل وانما واجهوهم ويلاكم ثواب الله خير. خير مما ترونه هذا بعيني رؤوسكم فاهتدى الناس. حتى قال صلى الله ان محمدا قد مات قتلته وانما زهب للقاء ربه كما ذهب موسى عليه السلام ثم سيرجع ويقطع طاب المنافقين ومن عائشة رضي الله عنها التي خرجت على باب حجرتها تبكي تؤكد انه قد مات صلى الله عليه عليه واله وسلم ان الله عز وجل في سماواته والملائكة حتى الحوت في الماء وحتى النمل في جحرها لتستغفر لمن يعلم الناس الخير. تستغفر له وتدعو له الدنيا برمتها اتعلم فضله لانه هو الذي يدل هذه الامة. لانه ضمير الذين من خلفه هو من يشكل لهم ضمائرهم. هو من تشكل لهم ضمائرهم لزا عقد النبي صلى الله عليه وسلم مثالا بزاته نفسه صلى الله عليه واله وسلم فقال فضل العالم على العابد كفضلي على ادناكم. يعني كفضله هو صلى الله عليه وسلم على ادنى انسان تاني فينا وفضله على اعظم انسان فينا عزيم لا يتصوره المرء من بون شاسع مترامي الاطراف فكيف ازا كان فضله على ادنانا يذكر العالم في ذكر نفسه صلى الله عليه وسلم لانهم ورثته. من اخذه بحق. كما قال صلى الله الله عليه واله وسلم. وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم لطالب العلم رضا بما يصنع ان الملائكة وان الانبياء وان العلماء ورثة الانبياء. وان الانبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا. وانما ورثوا قسم في مسجده فانطلق الناس يريدون ان يصيبوا من ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويشاهدوه. فلما دخلوا الى المسجد عادوا اليه وقالوا ما وجدنا شيئا يا ابا هريرة؟ قال فما وجدتم؟ قالوا وجدنا حلقا للذكر والتعليم والتفقه والتلاوة قال والله الذي لا اله غيره انه لارث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. العلماء ضمير الامة ضمير الامة ايها الاخوة يشكلون ومع زلك اليقين الذي في قلوبهم اذا اشتد وفاض ينتقل منهم الى الامة من بعدهم فيشكلونهم على نحو مما ذكرت لك. حتى قال بعض اهل العلم حينما جعلوا الواحد منهم الجماعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الفتن فعليكم بالجماعة. وفي رواية عليكم بالسواد الاعظم. فقيل لعبدالله بن المبارك من الجماعة في زماننا؟ تأمل من الجماعة؟ فقال ابو حمزة السكري رجل واحد هو الذي ينبغي ان تعقد عليه الخناصر وتنصب له الا وجه لانه اعلم الناس بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ابو حمزة السكري وقيل لبعضهم من الجماعة في زماننا؟ فقال محمد بن اسلم الطوسي. محمد بن اسلم الذي كان عصري احمد بن وقيل هو يفضل على احمد بن حنبل رحم الله الجميع. قال محمد بن اسلم الطوسي ما تعلمت سنة قط الا عملت بها ولو مرة. ولقد فاتني من من السنن التي تعلمتها سنة واحدة. سنة واحدة اردت ان بها فعجزت. قيل وما هي؟ قال الطواف بالبيت راكبا. اردت ان اقلد رسول الله حين طاف بالبيت راكبا. فكان الزحام كان مشتدا في زمانه فلم يستطع رحمه الله. رجل واحد يكون هو الجماعة بل ازيدك. رجل واحد من هؤلاء يفعله الله عز وجل عصمة من العصم. عصمة من العصم ودليلا على ودليلا على درء الفتن. يعصم الله عز وجل من خلفه به ويدرأ الله عز وجل الشر لمن بعده به. لكن هذا هو الذي ازيل عليه في الخطبة الثانية. اسأل الله عز وجل ان يجعلني واياكم ممن اذا دعي بادر واذا نهي انتهى وعقل مثواه فهدى لنفسه. واقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم. الحمد لله الذي لم يزل عليما حكيما. وصلى الله وسلم وبارك على محمد الذي ارسله ربه الى الناس بشيرا ونذيرا وعلى ال محمد وصحبه وسلم تسليما كثيرا. رجل واحد من هؤلاء المستيقنين جعل الله عز وجل يقينه يقينا للامة من بعده. وجعله عصمة من العصم ووقى الله عز وجل الشر به وهذا قد حدث في التاريخ كسيرا وهو مصداق مصداق لما ذكرته انفا ان الجماعة ربما كانت ربما تكون واحدا وواحدا فقط انه ابو بكر الصديق رضي الله عنه ابو بكر الذي دخل المسجد فوجد الامة قد مزقت على اثر موت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فمن جالس على الارض لا يستطيع القيام قد خانته واقدامه فشل حينما سمع بموته صلى الله عليه وسلم. ومن داع ان يأخذ الله عز وجل بصره لكي لا يرى احدا بعده صلى الله عليه واله وسلم فعمي من ساعته. ومن شاهر لسيفه ينطلق بين الناس يصوت عاليا بصوته يقول من قال وسلم. في هذه الصدمة الكبيرة جدا التي تنحل فيها تلافيف العقول. ويزهل فيها المرء ويندهش. لا يدري اي موضع يذهب والى اي رشد يعتمد؟ دخل ابو بكر رضي الله عنه فدخل الى حجرة رسول الله عمدا في خطوات سابتة ليست بالوئيدة وانما يقين على الارض يتحرك. فلما دخل عليه نعاه وقبله وودعه ثم خرج مع زلك فوقف الى جنب وقال ايها الناس الي الي. فجاء الناس الى ابي بكر رضي الله عنه وكان عمر رضي الله عنه كان يتحدث وابو بكر يسكته وكأن عمر رضي الله عنه زهل عن صوت ابي بكر من شدة الوطأة التي نزلت عليه صبت عليه مصائب لو انها صبت على الايام عدنا لياليها. نظر عمر رضي الله عنه فوجد الناس عنه ينجفلون ووجد ابا بكر يحدثهم فما ان زهب عمر رضي الله عنه الى تلك الحلقة حتى هدأ قلبه وتلا ابو بكر رضي الله عنه عليهم القرآن ونادى من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت. وان اعجب من من يقول هذا الكلام الرصين فتعجب من قائله اكثر من عجبك من ان يدبجه انسان. فقائله ابو بكر الذي احب رسول الله حبا امتلأ التاريخ به. وفاضت الاثار بذكره. وعلم وعلم اول الامة واخرها خلى ملاعين الروافض خلا ملاعين الروافض الذين لم يعلموا ولم يريدوا ان يعلموا. لكن الامة برمتها تعلم ان ابا بكر رضي الله عنه هو احب احد الى رسول الله ورسول الله احب احب احد اليه. هو من يقول هذا الكلام اقول يقين يقين يتحدث وينطق ثم يخرج الى سقيفة بني الى سقيفة بني ساعدة والناس يختلفون من نؤمر من الذي يكون علينا اميرا ورسول الله في حجرته مسجى. والمصيبة عماله والفتن قد داهمت. والفرس قد قامت على اقدامها والروم واشربت رؤوس المنافقين وبدا الناس ينظرون ستنشق هذه الامة هذه الامة التي ما بدا لها قرن يزر حتى تنشأ ستنشق الان وتكون اثرا من غير عين. فوقف ابو بكر رضي الله عنه وحسمها وجاء بابي وجاء بعمر رضي الله عنه وابي عبيدة واقام احدهما عن يمينه والاخر عن شماله ونادى في الناس اني قد ارتضيت هذين من مهاجرين والمهاجرون امراء والانصار وزراء وقد علم الانصار هذا فهدأ الانصار مع انهم كانوا الان يريدون الامارة معهم ويريدون سياسة هذه الامة. هدأ الانصار. كلام صادق يخرج من قلب مستيقن ما يستطيع احد ان يعارضه. فلما قال اختاروا من هذين الرجلين احدا يكون عليكم اميرا. فانطلق عمر رضي الله عنه وقال واكون انا امير في رعية انت فيها لا والله ثم مد يده وقال ابسط يدك فل ابايعك فبسط ابو بكر يده فاستوثقت له بيعته. حتى اجمع الناس عليها حتى قال بعضهم قتلتم سعد بن عبادة؟ فقال عمر قتله الله يعني يريد ان يقول نزل امر الله فان اردت فان شئت ان تقول قتل فاعلم اننا ما قتلناه. وانما قتله الله ثم يمكث في خلافته شيئا يسيرا ودمعه على خديه ما يجف حتى تأتي فتنة اخرى اكبر من هاتين الفتنتين اتت فتنة الردة. فخرج الناس من دين الله افواجا كما دخلوا في دين الله افواجا. ولم يبق في يد ابي بكر رضي الله عنه والا مكة والمدينة ومدينة بالبحرين. يقال لها جواثا. وكل الارض قد تقلبت عليه. والفرس قد انبرت تدفع اموالا مرتدين ليشنوا هجمات وينفقوا على السلاح في في هجماتهم على ابي بكر رضي الله عنه. ومع ذلك اشرأبت اعناق الاعناق اهل الكتاب ونفضوا مع ذلك ذمتهم. وقام المنافقون وراسلوا المشركين وانقلب الامر حتى. قال بعض المؤرخين لو حدث الردة هذه في انبراطورية عتيدة راسخة الاركان بقيت لها مئات السنين على الارض لتداعت اركانها وذهبت اثرا من بعد عين لكن من العجيب ان تكون الدولة الناجئة التي لم تتجاوز العقدين من عمرها يقوم ابو بكر رضي الله عنه فيها فتثبت يقول له بعضهم يا ابا بكر قد ارتد الناس وخرجوا عن الاسلام ولم يبقى في يد فالا الحرمين يا ابا بكر ادخل في بيتك فقد اتت الفتن وابك على خطيئتك وامسك عليك لسانك يا ابا بكر ان الساعة فنظر اليه ابو بكر رضي الله عنه غاضبا وحمل التاريخ كلامه. لو رأيناه بحق في التاريخ لرأيناها حروفا اشعلت نارا لم تكتب بمداد قط وانما كتبت بيقين ابي بكر. يقول للرجل انا اتخاذل عن الدين والله لاقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فان الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا يعني حبلا كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم على منعه. والله لو خذلتني يميني لقطعتها بشمالي. اينقص وانا حي ااطيع رسول الله حيا واعصيه ميتا كانه قمر او ضيغ منه او حية ذكر او عارض هطل. وقام رضي الله عنه في حملة لا تبقي ولا تزر تأخذ الفتن كما اخذوا عصام الثرى من الارض يخرج على رؤوس الكتائب اراد ان يقاتل بنفسه فما رده الا علي رضي الله عنه يقول لو قتلت انحل انحل سماط الاسلام وانفرط عقده. فيرجع رضي الله عنه بعد ان غبر قدميه في سبيل الله ويبسط يمينه. الى العراق بعدها والى الشام فيفتح الله عز عز وجل عليه فتوحات فتوحات كان اثرها على ابي بكر ان قال والله ما حلمت وما سهوت منذ ان توليت الخلافة. كنت قائما كان كأن قلبي قد قد من الصخر الصوان ليس من اللحم والدم يعلن على الناس خلي الهوينا للضعيف خل الهوينة للضعيف ولا تكن نئوما ولا تكن نئوما فان الحزم ليس بنائم. وحارب اذا لم تعط الا زلامة شبه الحرب خير من قبول المظالم. فوقى الله فتنتها. ثم تأتي فتنة خلق القرآن عارمة يحمل فيها احمد بن حنبل ليدخل على المأمون وهو محمل مع ذلك باسقال الحديد. يقول بعضهم كان وكاد ان يسقط عن جمله اكثر من مرة. تكسرت عظامه وانحنى ظهره. والرجل قد طعن في السن قارب الخمسين عاما فلما اقبل على المأمون لقيه اعرابي ونادى افي هذا الركب احمد بن حنبل؟ فقال له احمد نعم بعد ان سكت في اول مرة قال له في عليك يا ابا عبدالله والله لقد تركت المأمون قد سل لك سيفا ما سله لاحد قط واقسم بقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم انه سيقتلك ان لم تجبه الى القول بخلق القرآن لا محالة عندها نزل احمد بحديده وثقله وجثى على ركبتيه وانهمرت عينه وانبعث دمعه ومد الى الله يده وقال اللهم اذلوا اوليائك اللهم لا اللهم لا القى المأمون. فلما كان عند الفجر نادى المنادي مات المأمون واستجاب الله لاحمد وجاء المعتصم فحبسه وهو يقول بمنتهى الصراحة يا ابا عبدالله والله لو لو انك لم تكن لولا انك كنت في يد الذي قبلي لخليت عنك الان لا حاجة لي في اختبارك. لكنك كنت في يد الذي من قبلك يعني في يد المأمون والملك عقيم لا يراعى فيه احيانا هذه القواعد. فحبسه حبسا طويلا يناظر فيه ويجادل ولا يكل ولا يمل حتى قيل له ان المعتصم قد عزم على قهرك. فاخرجه في يوم من ايام رمضان صائف كان الرجل فيه صائما وقربوا اليه الثلج ليفطر ويشرب فلما هم بها رجع. واراد ان يموت فيلقى الله عز وجل صائما. اقول يقين في القلب تبرز الامة عليه من بعده. فوقى الله عز وجل شرها باحمد فضربوه وعلى وجهه كبوه وداسوه ونزل دمه. ومع ذلك صلى قاعدا وجرحه يشعب. فقال له بعض القضاة الذين يأكلون بدينهم يا احمد وهو يسخر تصلي وجرحك يثعب دما؟ اليس الدم بنجس؟ فقال احمد صلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجرحه مع ذلك كان ينزف دما فكأنما القمه الحجر. وحاله فلا الين قول الحق اذكره حتى يلين لضرس الماضغ الحجرون. ومع ذلك قالوا لقد كببناك على وجهك يا احمد ودسناك وضربناك فقال الحمد لله قد كنت نائما. قد كنت مغشا علي. مع ذلك لم اشعر بما فعلتم ووقاني الله عز وجل ما قصدتم من اهانتي ثم ذهب المعتصم وجاء من بعده فنظر فرجع بقلبه ومع ذلك لم يتفوه بها صراحا وانما منع حتى جاء صاحب السنة فاعلى مقام احمد ونشر السنة وابطل القول بخلق القرآن. فصارت الامة في من هذا القول الذي اجمع اهل العلم ان من دان به كفر وارتد الا ان يكون له في ذلك عذر مقبول. ومع ذلك الله عز وجل برجل واحد. والتاريخ ممتلئ. ايها الاخوة بمثل هذا يقين في رؤوس هؤلاء العلماء ينتقل منهم الى تلك كالرعية التي تبصر بعد ذلك بصرا صحيحا. لكل حدث يقع عليها وفيها. وعلى النقيض ايضا اذا تراعن هؤلاء ظلت الامة من بعدهم اذا تركوا في تراعنهم حينما دخل نابليون الى بلادنا الى هذا القطر المصري ودخل وفيه سار عليه البعض وكان حريق القاهرة وسار وكانت سورة القاهرة وارادوا ان يقاتلوه فوقف مع زلك جماعة من الذين يعيشون لبطولهم وفقط ونادى ان الرجل يحب الاسلام ويدفع عنه ويميل اليه انكم تفتتحون علينا باب فتنة واراقة دم. وان الرجل في قتالكم لمحق. يحب الاسلام وهو الذي ارسل في كتابه الشهير الى كليبر يقول له اني اعامل المسلمين بكل قسوة فاني اقتل منهم في كل يوم ثلاثة اطوف برؤوسهم في الشوارع والازقة. يقول يقولون يحب الاسلام. واخر حينما جاء الاحتلال الانجليزي ايضا الى هذا القطر ابتلي الناس ببعضهم. حتى خرج محمد عبده ونادى في الناس انهم حكومة البلاد وعليكم مع ذلك طاعتهم فان طاعة هؤلاء فرض عليكم وواجب. تأمل ان تعجب من البلادة العلمية فلا عجب من السماجة النقلية. تاريخ ايها الاخوة يبين لكم ان هذه الامم بهؤلاء بتلكم الرؤوس اذا يناشد اهل العلم ان يقوموا بحق الله عز وجل في دين الله عز وجل. وانه كما ذكرت لك في اللقاء الفائت ان بعض المواقف لا تحتاج الى الملابس المعتادة. بل للباس الوحيد الذي يكون فضفاضا اريحيا هو يبذل هؤلاء فيه يدرج هؤلاء فيه ويبذلون مع ذلك اليه. في هذه البلاد لما اخذها الفاطميون استأزنوا بعض اهل العلم بمنتهى البرود وقالوا نحن سنسب الصحابة على المنبر. فان شئتم اخزتم مالا وسكتم وان شئتم قتلتم فقال العلماء بل نقتل فرصوهم وقتلوهم جميعا. تأمل جيدا انه تاريخ يحمل لك مع ذلك الشيء ويحمل ضده. وينبغي لك ان تمعن فيه. وان تتأثر به وان تأخذ منه العبرة والعظة هي قصة اصحاب قوم ماتوا عن اخرهم فستر الله عز وجل عقائد البلاء التي كان الله عز وجل قد اودعها في قلوبهم لا زلنا نرشف منها ايها الاخوة حداء نأخذ منها حداء للسير الى الله عز وجل. نسأل الله عز وجل ان يسبق بنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اسبق بنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم اربط على قلوبنا حتى لا نلقاك تبي فتنة. اللهم ان اردت بقومنا فتنة فاقبضنا اليك غير مفتونين. اللهم اغفر لنا ذنوبنا واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اغفر لنا هزلنا وجدنا وخطأنا وعمدنا. وكل زلك عندنا. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد والحمد لله رب العالمين