نعم نحن نقول المرأة قرينة الرجل والمرأة لا شك ان انها انسان وان لها كرامة وان لها احترام وان لها اعمالها الخاصة بها هذا لا شك فيه واذا ظيعت هذه المهمات وهذا خير لك وان كرهت بعض مصارحته لك خير لك من هذا الذي يتملق ويمدحك ويزكي جميعا اعمالك وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول رحم الله امرءا اهدى لعمر بسم الله الرحمن الرحيم. المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان. حلقات تبث في اذاعة القرآن الكريم اذا في موكب الدعوة. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه الى يوم الدين ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وحياكم الله مع هذا اللقاء الجديد من برنامجكم في موكب الدعوة يسرنا ان نواصل الحديث مع صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور صالح ابن فوزان ابن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للافتاء عضو هيئة كبار العلماء لنستضيفه في هذا البرنامج في موكب الدعوة. وقد تفضل مشكورا بالاجابة وعلى مدى حلقتين متتابعتين عن العديد من الجوانب المهمة سواء في توجيهه لاخوانه المسلمين او سواء في حديثه عن اه حياته ومشائخه وطلبه للعلم وشيئا من الجوانب المتعلقة بذلك. آآ في مطلع هذا اللقاء باسمكم جميعا ارحب بفضيلة الشيخ صالح. واشكر له قبوله دعوة البرنامج حياكم الله فضيلة الشيخ. حياكم الله وبارك فيكم اه الشيخ صالح حفظكم الله اه ننتقل الى جانب مهم او سؤال اخر اعتقد احسب انه من المتعين ان نطرحه على فضيلتكم اه شيخ صالح لا شك ان للاعلام دور مهم في توجيه الناس. والتأثير عليهم سلبا وايجابا اه كيف ترون اهمية المشاركة من قبل طلبة العلم والعلماء في وسائل الاعلام لا سيما في هذا الوقت الذي يسمى عصر الاعلامي فحسب بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فلا شك ان توجيه الامة في العصر الحاضر اهم ما يتولاه جهتان جهة الاولى جهة التعليم والجهة الثانية جهة الاعلام فالواجب على هاتين الجهتين ان يعرف كل منهما مسؤوليته وتأثيره على مجتمع المسلمين. فعلى جهة التعليم ان تتقي الله سبحانه وتعالى وان توجه شباب المسلمين وابناء المسلمين الى ما فيه صلاحهم وصلاح مجتمعهم وان يعتنوا بتوجيههم الوجهة السليمة في عقيدتهم وفي عبادتهم وفي معاملاتهم وفي اخلاقهم وذلك بالمحافظة على المناهج المستقيمة التي كانوا التي وضعها اهل العلم واستمرت سنين طويلة وهي آآ يستفاد منها في مجال التعليم على المسؤولين عن التعليم ان يحافظوا على هذه المناهج السليمة التي وضعها اهل العلم واهل الخبرة ليستمر العطاء النافع والعطاء الخير والناحية الثانية جهة الاعلام والاعلام ايضا اهم من ناحية التعليم ما هم من ناحية من ناحية انه يركز في الشباب ويركز في الناشئة المعلومات الصحيحة وآآ يحذرهم من المعلومات الخاطئة والمعلومات بالسيئة فهو لجهة خاصة من الناس وهم الشباب اما الاعلام فهو اهم من ناحية انه شامل للشباب ولغيرهم وللحاضرة والبادية وآآ ولانه يدخل في البيوت ويدخل في الدكاكين ويدخل في المراكب البرية والبحرية الجوية فيصاحب الانسان مع في كل حالاته حتى على فراشه فالاعلام جهة مهمة تنفذ الى البيوت والى اي مكان تصاحب الناس والذكور والاناث والكبار والصغار والحاضرة والبادية فعلى المتولين لناحية الاعلام ان يتقوا الله سبحانه وتعالى وان يمحصوا مناهج او برامج ان يمحصوا برامج الاعلام ويجعلوها ويوظفوها فيما هو نافع ومفيد للناس في دينهم وفي دنياهم وان يجنبوا برامج الاعلام ما هو سيء وما هو منحرف وما هو مضيعة للوقت فان الاعلام اذا صلح وجه الامة خير وجه واذا حصل فيه خلل حصل الخلل على جميع الناس ويتولى كبر الاثم في ذلك من يقومون على وسائل الاعلام لانهم هم المسؤولون امام الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الا شك ان القائمين على الاعلام انهم رعاة على ما استرعاهم الله عليه وانهم سيسألون يوم القيامة. فالاعلام اذا وجه وجهة سليمة صار اداة نافعة وعداتا مفيدة واذا وجه توجيها سيئا امتد ظهره على جميع الناس واما العلماء الدعاة الى الله عز وجل فيجب عليهم الدخول في هذا المجال يجب عليهم الدخول في برامج اه في البرامج الاعلامية وان يشاركوا فيها لانها وسيلة عظيمة من وسائل الدعوة الى الله سبحانه وتعالى فعليهم ان ينتهزوا هذه الفرصة والا يتركوها لغيرهم بل هم ينتهزون الفرصة ويدخلون في هذا المجال ويشاركون فيه باكبر اسهام ممكن ليحصل بذلك النفع للمسلمين في تعليمهم في افتائهم والاجابة عن مشكلاتهم في توجيههم لما فيه صلاحهم وصلاح دين في تحذيرهم في تحذيرهم من الشرور ومن الفتن الزاحفة والدعايات المضللة فان هذا مجال اهل العلم ومجال اهل الدعوة. نعم احسنت وما اثابكم الله شيخ صالح. آآ الشيخ صالح حفظكم الله الحقيقي يسود العالم الاسلامي آآ في الوقت الحاضر آآ العديد من مظاهر العودة والرجعة الى الله سبحانه وتعالى. وهي مظاهر مبشرة ولله لله الحمد. البعض ينظر الى هذه التوجهات اه بحذر وانها ليست مرتكزة على علم شرعي اصيل. ولذلك من الممكن ان تزول وتتلاشى بين وقت واخر. والبعض الى هذه الرجعة او ما يعرف في مصطلح البعض بالصحوة الاسلامية بنظرة تفاؤل كبير شيخ صالح ما هو تعليقكم على مثل هذا الامر لا شك ان هذا الدين سيظهر مهما تكالب الاعداء ومهما وقف ضده اهل الشر فانه سيظهر وسيتغلب باذن الله قال الله جل وعلا هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون فلابد ان يظهر هذا الدين بسلطته ونفوذه او بسلطانه ودليله ووظوحه على ما خالفه من الاديان ومن عارضه من المعارظين هذا لا بد منه ولابد ان تتضح الحقيقة امام العقلاء مهما زيف الاعداء ومهما روجوا ظد هذا الدين فان شمس الحقيقة ستكشف هذا الظباب الذي روجه اعداء الدين حول هذا الاسلام وحول هذا الدين الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله جل وعلا يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره المشركون لابد من هذا واما ما تفضلت به من صحوة الشباب ورغبتهم في الخير كثرة التائبين والراجعين الى الله فهذا من هذا من هذا الباب الذي ذكرنا. هذا من ظهور الدين وظهور الحقيقة وان الناس ملوا الان من المناهج والمذاهب الاخرى والمغريات وملوا من من الكذب والدجل اتجهوا الى الحقيقة وليس امامهم حقيقة الا هذا الدين الباقي كله زخرف وكله بعرج وكله كزب فرجوع الناس الى هذا الدين امر حتم وهذا شيء اخبر الله سبحانه وتعالى اخبر الله جل وعلا عنه يظهره على الدين كله يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره المشركون ان الذين كفروا ينفقون اموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة. ثم يغلبون والذين كفروا الى جهنم يحشرون هذا شيء حقيقة شيء ثابت وتوجه الشباب وتوجه الناس نحو هذا الدين هذا مما اخبر الله عنه سبحانه وتعالى ولكن الشأن في استغلال هذا التوجه فان استغل هذا التوجه من الشباب وغيرهم نحو الدين استغلالا حسنا وفقهوا في دين الله عز وجل ورجع هؤلاء الشباب وهؤلاء التائبين رجعوا الى اهل العلم واسترشدوا بارائهم صارت صار هذا الرجوع حقيقيا واستمر وافاد اما اذا استغل هذا الرجوع اهل الشر واهل اه اه اهل النفاق فوجهوا هؤلاء الراجعين الى الدين وجهوهم توجيها سيئا وزيفوا عليهم الحقائق باسم الدين فان العاقبة ستكون سيئة الخوارج من قبل كان عندهم دين وعندهم حماس عندهم محبة للجهاد في سبيل الله وغيره على الدين. وعندهم عبادة عظيمة من صيام وصلاة وتلاوة قرآن. لما لم يكونوا على وجه صحيح وترتكز يرتكز توجههم على دين صحيح وفقه في دين الله صار وبالا عليهم صار وبالا عليهم وحصل عليهم من النكبات ما حصل كل هذا بسبب عدم التوجه الصحيح وعدم الرجوع الى اهل العلم وعدم الرجوع الى الى اهل الفقه في دين الله عز وجل لما استقلوا برأيهم واستثارهم الاشرار باسم الدين والغيرة حصل عليهم وعلى غيرهم من النكبة ما حصل فالواجب على اهل الصحوة وعلى الراغبين في دين الله عز وجل. نسأل الله ان يزيدهم من الخير وان يزيدهم من الثبات لكن نريد منهم وننصحهم ان يتوجهوا الى العلم الصحيح. هم. والى اهل العلم والى تلقي العلم عن اهله والى استغلال فرصة وجود العلماء ينهلوا من علمهم وتوجيههم وان يستشيروا اهل الرأي واهل الخبرة ايضا واهل العقول السليمة من كبار السن ومن اهل الخبرة والا يستقلوا برأيهم او يستغلهم اعدائهم من الاشرار باسم الدين يمكن ان يوظف الدين لمحاربة الدين هذا شيء واقع يمكن ان يوظف اسم الدين ومحاربة الدين والقضاء عليه كما فعل المنافقون من قبل فقالت طائفة من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره لعلهم يرجعون المكر قديم واستغلال الدين استغلال هدم الدين باسم الدين هذا قديم فعلينا ان نتنبه لهذا الامر فهذا الرجوع وهذه الصحوة هذه ان وجهت توجيها صحيحا اصبحت خيرا على اهلها وعلى غيرهم وان استغلت استغلالا سيئا من قبل اهل الشر واهل النفاق ودعاة الظلال او ان هؤلاء اهل الصحوة اعتمدوا على انفسهم وعلى علمهم وزهدوا بما عند غيرهم من العلم حصل الشر وحصل الفساد باسم الدين ولا حول ولا قوة الا بالله. نعم. اثابكم الله احسنتم يا شيخ صالح. اه الشيخ صالح حفظكم الله المرأة في هذا الوقت واجه العديد من السهام المسمومة التي تحاول المساس بكرامتها وعفتها وابعادها عن الطريق الصوي اه السوي والصحيح المرأة المسلمة اعتقد انها من احوج الناس الى ان تستمع الى كلمة من آآ فضيلة الشيخ صالح الفوزان في هذه المناسبة المرأة المسلمة لا شك ان لها مكانة عظيمة في الاسلام وفي التربية والتوجيه وفي آآ القيام بعبء من اعباء الحياة. فالمرأة عون للرجل الرجل لا يستطيع الاستقلال بنفسه وبمهمته الا بجانبه المرأة تقوم بدورها مهمتها ومنذ ان خلق الله ادم عليه السلام خلق منه زوجة هو الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ليسكن اليها ليسكن لاحظ قوله ليسكن اليها يحصل بينهم السكن ومن رحمته ومن اياته قال جل وعلا ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة فمن اعظم فوائد المرأة الى جانب الرجل حصول السكن بين الزوجين سكن يعني السكينة والطمأنينة وان يطمئن كل منهما الى الاخر فهما شريكان يؤسسان شركة عظيمة وهي البيت المسلم الذي ينشأ عنه الجيل والاجيال المسلمة فالرجل يكتسب ويكد ويكدح ويسافر ويتعرض للاخطار في طلب العيش والمرأة في البيت تربي وتصلح اعمال البيت وتحفظ البيت حتى يأتي صاحبه تربي الاولاد ترعاهم واذا جاء الزوج متعبا ومثقلا بالاعمال وجد امامه الزوجة التي يسكن اليها والتي هيأت له الراحة وهيأت له ما يحتاج اليه حصل التعاون بين الرجل والمرأة وايضا الاولاد الذين يحصلون بين الرجل والمرأة من الذي يتولاهم الرجل يسافر بطلب الرزق ويغيب المدة الطويلة من الذي يتولى هؤلاء الاطفال الا المرأة الا امهم التي تربيهم وتقوم عليهم وتسد غيبة والدهم ولهذا قال صلى الله عليه وسلم والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها مسؤولة عن بيت الزوج وما فيه ومن فيه من الذرية هي المسؤولة عن ذلك فهي عليها مسؤولية عظيمة ولها مكانة عظيمة ولها اجر عظيم. اذا اطاعت زوجها وصلت طردها واطاعت ربها دخلت جنة ربها فهي عليها مسؤولية عظيمة وهي تؤدي دورا مهما في المجتمع ولها اجر عظيم اذا قامت بوظيفتها في الحياة. اما اذا ظيعت وظيفتها وخرجت الى عمل غير عملها فانها مسؤولة امام الله ضيعت رعيته. هي راعية ومسؤولة عن رعيتها. سيسألها الله يوم القيامة عن هذه الرعية التي ضيعتها خرجت بطلب الاعمال هنا وهناك ضيعت عمل البيت المرأة لا شك ان عليها دور عظيم وانها هي الام وهي وهي الزوجة وهي القريبة وهي محل اه الامانة ومحل النصح في غياب في غياب الزوج وحتى في حضرة الزوج هناك اعمال لا يقوم بها الزوج ولا يدري عنها هي من عمل المرأة فمهمتها عظيمة واعداء الاسلام يحاولون ان يصرفوا المرأة عن ما هيأت له وان يولوها مهمة غير مهمتهم وبهذا يحصل الفساد في المجتمع والنكسة العظيمة فالمرأة اذا خرجت عن طورها وتولت عملا غير عملها هي اولا لا تنتج في هذا العمل كما ينبغي وثانيا هي تضيع مسؤوليتها ورعايتها المسترعاه عليها امام الله سبحانه وتعالى وبالتالي يظيع يظيع المجتمع لان المجتمع باسره وببيوته فاذا ظاعت البيوت والاسر ظاع ضاع المجتمع كله وهذا ما يريده اعداء الاسلام. يريدون ان يتخذوا من المرأة سلاحا يطعنون به المسلمين وهم لا يشعرون بحجة تثقيف المرأة تعليم المرأة ان المرأة قرينة الرجل ان ان الى اخره خسرنا نصف المجتمع كما يقولون اما اذا اخرجناها من بيتها ووليناها عملا غير عملها هنا ضاع المجتمع كله فيجب التنبه لهذه الدعايات المغرظة وهذه الافكار الخبيثة التي تريد افساد المسلمين بسلاح المرأة نعم احسنتم يا شيخ صالح اثابكم الله الشيخ صالح لا شك ان هناك العديد في الوقت الحاضر من المفاهيم التي حاول البعض المساس بها او تعكيرها وهناك كقضية او ما يعرف بالعلاقة بين الحاكم والمحكوم والعلاقة بين ولاة الامر والرعية اه حاول البعض اه ازاء ايجاد شيء من اللبس والتشكيك في هذه العلاقة. وظهرت العديد او في الساحة العديد من المفاهيم والاغلاط في هذا الامر اه بودي اه من الشيخ صالح الفوزان ان يتفضل ويتكرم مشكورا ببيان اه البيان الشرعي لهذه المسألة اه المهمة لا شك ان هذه جزء من من المكر الخبيث الذي يحوكه اعداء الاسلام هم حاكوا قضية المرأة. نعم وحاكوا ايضا قضية العلاقة بين الحاكم والمحكوم لانهم يعلمون انه اذا حصل الوئام بين الحاكم المسلم وبين الرعية المسلمة حصل الاجتماع حصلت القوة وحصلت المواجهة مع الاعداء فهم يريدون ان يقوضوا هذا البنيان وان يفصلوا بين الحاكم وبين المحكومين حتى يتناثر المجتمع وحتى يسهل عليهم ابتلاع المسلمين والتدخل في شؤونهم الله جل وعلا اولى هذا الامر عناية عظيمة قال سبحانه واطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن التأويل عندنا ايتان كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية ايتان واحدة للراعي وواحدة للرعية التي في الراعي قوله تعالى ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميع بصيرا. هذه توجيه للرعاة ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ان الله نعم ما يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا والاية التي بعدها في الرعية يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويل فلو ان الرعاة والرعية عملوا بهاتين الايتين لحصل الخير الكثير ولا انسد على دعاة الفتنة ودعاة الشر انسد عليهم كل طريق للافساد ولذلك كتب شيخ الاسلام ابن تيمية على هاتين الايتين كتابا مستقلا اسماه السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية وهو كتاب مطبوع ونافع ومتداول يجب الرجوع اليه في هذا الامر المهم فلا شك ان طاعة ولاة امور المسلمين انها امر مهم وهي طاعة لله وطاعة للرسول صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم من اطاع الامير فقد اطاعني ومن عصى الامير فقد عصاني وامر بطاعتهم ولو جاروا ولو ظلموا ما لم يرتكبوا مكفرا ناقظا من نواقظ الاسلام لما في ذلك من المصلحة العامة. ولما في الخروج عليهم من المفاسد العظيمة وان كان بحجة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا ان ما يترتب على الخروج عليهم من سفك الدماء وتفريق الكلمة وتسلط الاعداء اعظم مما يحصل من انكار المنكر الجزئي. انكار المنكر الجزئي وانكار المنكر اذا ترتب عليه منكر اعظم فانه لا يجوز من باب ارتكاب اخف الضررين لدفع اعلاهما فالواجب طاعتهم الا اذا امروا بمعصية الله فانهم لا يطاعون في المعصية لكن يطاعون في غيرها من الاوامر قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. قال عليه الصلاة والسلام انما الطاعة في المعروف تجتنب المعصية لكن يطاعون في غيرها مما ليس فيه معصية لما في ذلك من جمع الكلمة وحزم الرعية ويقول شيخ الاسلام كلاما معناه ما خرجت امة على رعاتها الا حصل من الفساد ما هو اعظم من مفسدة البقاء على طاعتهم هذه قاعدة معروفة واذا تتبعت واقع العالم وجدت هذا صحيح حتى عند الكفار. نعم. الكفار اذا اطاعوا لرؤسائهم وانقادوا لولاتهم حصل لهم الامن وحصل لهم الاستقرار وهم كفار كما تعلمون من حالة الدول الكبرى واذا حصل منهم اه نزاع بينهم وبين رعاتهم حصل الفساد فكيف بالمسلمين واذا استقرأت التاريخ وجدت ما يحصل من المفاسد في الخروج على الولاة اعظم مما يحصل من المفاسد في البقاء على طاعاتهم مع معصية جزئية اما اذا وصل الامر الى الكفر والخروج عن الاسلام فانها لا تجوز طاعته ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا. والنبي صلى الله عليه وسلم يقول اسمعوا واطيعوا الا ان تروا كفرا بواحا عندكم عليه من الله برهان واذا قرأت تاريخ المسلمين وما حصل من الخوارج والمعتزلة في منازعتهم لولاة الامور وما حصل من الروايات والحروب وهو ما حصل من تسلط الاعداء وسفك الدماء عرفت قيمة اوامر الله واوامر الرسول صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة واجتماع الكلمة نعم احسنتم واثابكم الله. هل لكم من كلمة اخيرة شيخ صالح؟ في ختام هذا اللقاء نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفق ان يوفقنا جميعا ويوفق المسلمين لما فيه الخير والصلاح لدينهم ودنياهم وعلى المسلمين جميعا ان يعرفوا وقتهم ويعرفوا مكانتهم ويعرفوا زمانهم ويعرف العدو من الصديق عليهم ان يعرفوا العدو من الصديق وان يقبلوا من الناصح ان يقبلوا من الناصح وان يرفضوا العدو ولو تظاهر لهم بمظهر الناصح ومظهر المشفق والصديق فان العدو لا يكون صديقا ابدا مهما تظاهر ولكن الناصح هذا هو الصديق في الحقيقة. وان رأيت منهما ما لا تقبله في اول الامر يعني لو واجهك بشيء تكرهه من اخطائك ومن فانه خير لك ممن يمدحك ويثني على جميع اعمالك فالذي يذكر لك شيئا من عيوبك هذا هو الناصح عيوبه هكذا اهدى لعمر عيوبه هدية اعتبرها هدية لانها نصيحة فالناصح لا شك انه هو الصديق وان وان رأيت انه عدو لكنه صديق في الحقيقة والمنافق والغاش هو عدو وان تظاهر لك بمظهر بمظهر الصديق والناصح وعواقب الامور تبين هذا فعلى المسلمين ان يقبلوا من الناصحين ولهذا لما حصل الهلاك على قومه على قوم صالح عليه الصلاة والسلام واخذتهم الصيحة قال يا قومي لقد ابلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين هكذا فالواجب على المسلمين ان يعرفوا هذا. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم صلي على محمد شكر الله لكم. ايها الاخوة والاخوات كنا واياكم وعلى مدى ثلاث حلقات سابقة. مع صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للافتاء وعضو هيئة كبار العلماء والذي تفضل مشكورا باجابة دعوة البرنامج والاجابة عن الاسئلة التي قدمت لفضيلته. نأمل باذن الله تعالى ان نلقاكم على خير في مثل هذا اليوم الاسبوع القادم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته