يذكر انه بائع في محل آآ وانه لا يتمكن من اداء صلاة الفجر الا في الساعة الثامنة والنصف صباحا وذلك لانه تسهر الى بعد منتصف الليل وبعد الواحدة والنصف في كثير من الاوقات. ولهذا فوالده غاضب عليه لانه يتخلف عن صلاة الفجر مع الجماعة اما بقية الصلوات فهو يؤديها كما يذكر جماعة الا ان له قرناء سوء يدعونه للفاحشة يزينون ولا يدري كيف يدفعهم وقد وقع بسببهم في بعض الفواحش ويقول ان هؤلاء الذين فيجلس معهم ويبيت معهم آآ منهم كثير من يسب العلماء ورجال آآ الخير آآ فما هو موقفه تجاه ما حصل افيدونا افادكم الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الاولين والاخرين نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين وبعد يقول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين المسلم ينبغي له ان يعرف من يقارن وان يعرف من يصاحب ويجالس وان يختار لنزهاته وجلساته وعلاقاته من يعينه على الخير ويساعده على اعمال البر والانسان اذا جلس جلساء سوء سرعان ما تسري عليه العدوى سرعان ما يتأثر باخلاقهم وعاداتهم وما يهوون حتى يكون خلقه مماثلا لاخلاقهم ثم يصعب عليه استنقاذ نفسه في المستقبل عم ما سأل عنه السائل من امر الصلاة فان امر الصلاة امر عظيم والمحافظة عليها من علامات التقوى ودلائل الايمان وتأخره الى ما بعد الثامنة الى ارتفاع الشمس واتخاذه هذا مسلكا معتادا يخشى عليه بسببه من عدم التوفيق واضطراب الحياة لان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الموافقة في افعالها وهيئاتها ومواقيتها لما كان عليه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم. الذي قال كما ثبت في الصحيح صلوا كما رأيتموني فعلى السائل وعلى كل مسلم ان يحافظوا على هذه الصلاة وان يؤدوها في اوقاتها وان يؤديها الرجال والفتيان مع الجماعة ليحصل لهم بذلك ارباح المصلين فان الصلاة الرجل في المسجد تفضل صلاته صلاته في بيته وسوقه سبعا وعشرين جزءا ويتعين على السائل ان يطيع والديه وان يحرص على طاعة والده الذي يغضب تخلفه عن الصلاة فحق للولد ان يغضب وحق للابن ان يراعي مشاعر والده وان يهتم لارضائه وفي ذلك ارضاء لله سبحانه وتعالى اما هؤلاء الجلساء الذين ينفرون من اهل الخير فان المنافقين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يطعنون في اهل الخير ويذمونهم ويجعلون مجالسهم تتفكه بانتقاص اهل الخير والصلاح والاستهزاء بهم حتى قال قائلهم ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ارغب بطونا ولا اجبن عند اللقاء. فانزل الله في حقهم لا تعتذروا قد كفرتم الى اخر ما جاء في حقهم في القرآن فالذي يتنقص العلماء عامة هذا في الحقيقة رجل سوء. اما ان يتنقص شخصا لعيب علمه منه ويتناقصه فيما بينه وبين نفسه او يخبر ذلك الشخص او يخبر من يستطيع ان يؤثر على ذلك العالم ان عرف فيه عيبا شرعيا فهذا شيء اما ان يقول ان العلماء والمشايخ هذه صفتهم لا شك ان المشائخ والعلماء ليسوا انبياء ولا ملائكة وانما هم بشر والواجب عليهم اعظم من الواجب على غيرهم لان مسؤولية من يعلم ليست كمسؤولية من لا يعلم لكن ينبغي ان يكون المتحدث بهم وفي اعراضهم متقيا لله سبحانه والا يتجرأ على قول ما لم يحط به علما والا ينسب اليهم من الاعمال والاخلاق ما لم يتصفوا بها ولا شك ان الناس اذا نفروا من علمائهم وازدروهم وعابوا الصلة بهم لدى الاخرين فان ذلك من علامات الانفكاك الاجتماعي والاضطراب في الحياة والضياع ما بين اولئك وهؤلاء لاننا سعادة الناس ان يتلاحم علماؤهم سائر طبقاتهم وان تحصل الثقة بين العالم والسائل وبين للتابع والمتبوع وان يكون كل واحد منهم ناصحا للاخر مخلصا لله في ذلك. خائفا على نفسه وعلى اخوانه فنسأل الله ان يهدي السائل والمجيب والسامع وسائر المسلمين لكل خير والله اعلم. بارك الله فيكم