الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمد عبد الله ورسوله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد نشفع الليلة بعون الله تعالى وتوفيقه ونحن في اول اسابيع الدراسة في هذا الفصل الدراسي الثاني في كتاب الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمة الله عليه كتابه آآ الاصول من علم الاصول عبارة عن رسالة لطيفة. وضعها الشيخ رحمه الله تعالى لطلبة في علم الاصول في مرحلة مبتدأة في الدراسة وهم يمثلون طلاب المدارس الثانوية في المعاهد العلمية ونحوها. فكان الكتاب بهذا الوضع يراعى فيه ابتداء الطالب اولا ومرحلته العمرية ثانيا سهولة اللفظ الايضاح بالامثلة الكتاب باسلوب سلس اتيانه على اهم مسائل علم الاصول لا على كلها كل ذلك كان وراء تلك الاعتبارات. بمعنى ان الشيخ رحمة الله عليه لما وضع الكتاب اراد ان يكون مرحلة تمهيدية يمر بها الدارس يتناول فيه الايمان باهم في مسائل علم الاصول في ابوابه الكبار. واقول اهم المسائل وفي ابوابه الكبار بمعنى انه لم يأتي على كل الابواب التي تناولها المتوسعون من مؤلف علم الاصول. وانه ايضا لم يستوعب كل المسائل داخل كل باب كما هو شأن الكتب الموسعة ايضا فانت تجد في باب الامر مثلا او في فصل الامر مسألتين ثلاثا من مهمات المسائل دلالة الامر صيغه دلال من حيث الزمن الفورية وعدمها دلالته من حيث الوجوب في الحكم يعني. ولم يتفرق بمسائل اخرى متعددة متتبعة يتناولها المتوسعون ممن الف في علم الاصول. كل هذه المزايا جعلت من كتاب الشيخ رحمة الله عليه كتابا مناسبا في مرحلة تمهيدية التي نحن بصددها الذي يهمنا الاشارة اليه نحن في هذه المرحلة ونحن في مطلع هذا اللقاءات لنشير الى بعض النقاط المهمة اولها اننا سنعتمد قراءة الكتاب في كل درس بإذن الله نأخذ منه قطعة نشرح ما يحتاج الى شرح ونضرب الأمثلة نحاول في اذا شرعنا بها بعد درسين او ثلاثا ان نعدد الامثلة ان اشرح بمثالين او ثلاثة ثم اختم القاعدة بامثلة اطرحها ثم استبين منكم فهمها واتبين منكم الى اي مدى تم استيعابها؟ ثم نخصص في اخر كل لقاء خمس دقائق او عشرة من اراد استيضاح شيء لم يفهمه او استشكال شيء ورد عليه ويحتاج الى جواب عنه. الامر الاخر وفقكم الله اننا نجهد قدر المستطاع في ان نسير في شرح كتابي في مرحلة تتوازن بين التأني الذي يحقق فهم المقصود من العبارة والاسراع الذي نتلافى معه الابطاء والتأخير. فلسنا بالبطيئين في دراسة الكتاب ان شاء الله ولا بالمسرعين العاجلين الذي ارجو ان يوفقنا الله تعالى اليه اننا لا نتجاوز في حدود العشرة لقاءات الى اثني عشر لقاء كحد اقصى لانهاء الكتاب وبالتالي فاننا امام ساعة كل اسبوع نحاول فيها ان نقطع فصلا او فصلين من موضوعات الكتاب ما كان يحتاج الى شرح ووقوف وقفنا عنده ما وجدنا فيه اسئلة تتتابع حوله. ايضا اعطيناه حظه من الوقوف والنظر والتأمل. وما كان واضحا او اكتفينا فيه مثال سجل الاشكال واتضحت العبارة تجاوزناه الى ما بعده وهكذا. اخيرا كل ما نريد ان نعمد اليه في دراستنا لهذا الكتاب هو ان نظفر وجميعا المبتدئ منا والمتوسط والمتقدم في دراسة علم الاصول من كان مبتدأ ومن كان متوسطا يعني سبق له دراسة شيء من مسائل هذا العلم او متقدما يعني هو متخصص ودرس فيه جملة من المتون والمسائل ان نحقق للثلاثة الفئات هدفا مشتركا هو ان نكون على امامة واضحة بهذه المسائل المهمة التي احتواها الكتاب وهي بوابات علم الاصول ومسائله الكبار وفصوله المهمة التي لا يخلو منها كتاب الاصول. اذا هي المهمات. يتكلم عن الادلة كالاجماع والقياس. يتكلم عن الدلالات واهمها الامر والنهي والمطلق والمقيد يتكلم عن النسخ ويتكلم في اخره ايضا عن الاجتهاد والتقليد والتعارض والترجيح والترتيب بين الادلة كل هذا نريد ان نسير فيه سيرا كما قلت يجمع بين فهم العبارة وعدم الابطاء والاستكثار فيها. اخيرا وفقكم الله ما كان من مقصود الكتاب اختصاره فلا ينبغي في الشرح التطويل فيه ولا العكس. يعني الكتب المختصرة التي توضع على نحو يراد منها الاقتصار كجمل من المسائل التي احتواها الكتاب لست ارى من المنهجية السليمة في ان نأتي فنتوسع ونستطرد ونورد ما لم يورده من المسائل ولا تتعدى ذلك الى ابواب وفصوله موجودة في المطولات. ان كان كذلك بامكاننا ان نعمد ابتداء الى كتاب متوسع فنسير عليه. فكذلك وكل كتاب مختصر حقه ان يكون بقدر اختصار المسائل التي فيه. وانما يتوسع اذا دعت الحاجة كان يكون اشكالا واردا او سؤالا حاضرا او مسألة تتوقف على فهم اخرى تتعلق بها فلا بأس بذلك. لكن الاستكثار فقط من اجل التوسع المسائل وان لم يتناولها الكتاب او يتعرض لها المؤلف فكل ذلك نوع من الاستطراد الذي لا يساعد على انهاء المقصود من الكتاب. ولذلك فما كان من المسائل غير موجود في هذا الكتاب ودعت الحاجة اليه اشرنا اليه فما لم يكن كذلك فلا يستعجل احدكم ذكر مسألتي او عرضها او طلب الرجوع اليها لاننا قد نمر بها في مرحلة اخرى لانه المأمول بعون الله تعالى ان يسر الله لنا اذا وتجاوزنا هذا الكتاب وانهيناه بتوفيق الله وفضله ان نرتقي درجة اخرى اعلى منها لنتناول كتابا اخر اوسع منه وبطريقة اخرى تختلف ونعمد الى صنعة اكثر دقة لدى الاصوليين في التعامل مع العبارات والوقوف عند اصطلاحات اهل الفن وطريقتهم في عرض المسائل وما يحتاج الى آآ دقة اكثر امعانا وفهما واستيعابا. واما هذه المرحلة فكما قلت هي تخيم الفئات على تنوعها باعطاء صوري مجمل موضوعات هذا العلم ومسائله. وبعد وقبل ينبغي ان ننبه دوما على ما يجب التنبيه عليه في كل ما كان من هذا الباب من العناية بامر مهم ومقصود يتوجه له المرء في مثل هذه الابواب هو استحضار النوايا والاخلاص والتفتيش عما في صدور القوم الجالسين والسامعين والمتابعين مما تحمله الصدور من مقاصد في هذا الباب لان واجب وتحصيل النوايا الحسنة مطلوب وتصفيتها من الشوائب ايضا مقصود شرعي. ونحن طلبة علم فحري بنا ان نتواصى بهذا ذكر بعضنا بعضا بقول المصطفى صلى الله عليه واله وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. فلنخلص نيات لله عز وجل ولنحسن مقاصدنا بان نتدرج في باب وفي طريق شريف عظيم. اوله مثل هذه المجالس ومنتهاه باذن الله تعالى فهم واع وادراك شريف لمقاصد الشريعة. ولمعاني النصوص بمعنى اخر هو الوصول الى يشرف بها كل مسلم وهو ان يكون عبدا فاهما عن الله مراده ومراد رسوله صلى الله عليه واله وسلم ليقيم عبوديته لله على الوجه الاتم. بل ليبلغ درجة اشرف واعظم وان يكون منارة يهتدى بها. وان يكون دليلا الى الخير وداعية الى الحق وعالما من اعلام الامة وركنا شديدا تأوي اليه الامة في مسائل الشريعة واحكامها وقد استوعب نصوص الشريعة فهما وادراكا وتعاملا واستنباطا ومع ذلك بعيد على طالب يشد همته في هذا الطريق ويستعين بالله تعالى اخذ بالاسباب المعينة. اسأل الله لي ولكم العون والتوفيق والسداد والهداية والرشاد. وان يأخذ بايدينا جميعا الى العلم النافع والعمل الصالح الذي يقربنا اليه