المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ طروحات كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. شرح اصول الايمان الدرس العاشر الى يوم الدين اما بعد. قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذن لي ان اذن لي ان احدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام رواه ابو داوود والبيهقي في الاسماء والصفات والضياء في المختارة. ومن سادتهم الفوائيل عليه السلام وقد وفقه الله تعالى بالامانة وحسن الخلق القوة وقال انها لا علمه شديد القوى تؤذي الرجل فاستوى ومصدة اخوته انه رفع متائن قوم لوط عليه السلام وكنا سبعا بمن فيهن من الامم وكانوا قريبا من اربع مئة الف وما معهم من الرواد والحيوانات وما لتلك المدائن من الاراضي والامارات على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء حتى سمعت الملائكة مباحة وفيها حديثتهم ثم طلبها فجعلها ليها سافلها فهذا هو شديد القوى وقوله ذو مرة اي ذو خلق حسن هاء وثناء وقوة شديدة قال معناها ابن عباس رضي الله عنهما وقال غيره ذو مرة اي ذو قوة. وقال تعالى في صفته انه انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش متين من ثم امين اي له قوة وبعث شديد وله مكانة ومنزلة عالية رفيعة ان ذي العرش مطاع تم اي مطاعم في الملأ اي مطاعم في الملأ الاعلى امين لامانة عظيمة. ولهذا كان هو السفير بين الله وبين رسله وقد كان يأتي الى رسول الله صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين وله ست سميت روى ذلك البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه وروى الامام احمد عن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته كل جناح منها شد الافق يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت فالله به عليم بعده قوي ولكن لابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في حلة خضراء قد ملأ ما بين السماء والارض رواه مسلم وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيت جبريل منهبطا قد ملأ ما بين الخافقين عليه ثياب سندس بهما اللؤلؤ والياقوت رواه ابو الشيخ وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال جبرائيل وعبد الله وميكائيل عبيد الله وكل اسم فيه ايد فهو عبدالله وله عن علي ابن الحسين مثله وزاد واسرافيل وعبدالرحمن روى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عشان اخره سين اسراء في ما هو في جبرائيل ميكائيل جعل قيل بمعنى الله يعني في اللغة السريانية و قيل بمعنى الرحمن نعم فوق رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بافضل الملائكة؟ ابراهيم وعن ابي عمران الجوني انه بلغ انه بلغه ان جبرائيل اتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي اللهم صلي فقال له رسول الله صلى الله عليه تكلم ما يبكيك؟ قال وما لي لا ابكي؟ فوالله ما جئت لي عين منذ خلق الله النار مخافة ان اخيه فيقذفني مخافة ان اعصيه فيقذفني فيها رواه الامام احمد. الله اكبر. هم. وللبخاري عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابراهيم الا تزورنا اكثر مما تزورنا؟ فنزلت؟ وما نتنزل الا بامر ربك له ما بين ايدينا وما خلفنا الاية ما بين ذلك ومن سادتهم ومن ساداتهم ميكائيس عليه السلام وهو موكل بالقطر والنبات رواه الامام من ساداتهم معنى سيادة هنا انه معه من الملائكة من يأتمرون بامره يعني سيد بمعنى انه يأمر وينهى فجبرائيل سيد الملائكة يعني يأمرهم يأمر الملائكة وميكائيل من سادات الملائكة لانه يأمر سمعنا سادات الملائكة يعني الملائكة الذين معهم جنود معهم اعوان ينفذون امر الله جل وعلا بما وكل اليه ملك الموت قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم اسرافيل اسرافيل مثل ما جاء في الحديث اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل صافي من سادة الملائكة وهو الموكل بالنفخ بالصوت اخذ الارواح يعني او ازهاق الارواح يعني حين النفخ في الصوت ان هينصح نفخة الصعب فيموت ثم ينفخ نفخة البعض فتعود الارواح فملك الموت يقبض الارواح ومستودعها مستودع الارواح في لانه في الصور عند اسرافيل المقصود هذا معنى من ساداتهم رواه الامام احمد عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لابراهيم ما لي لم ارى ميكائيل ضحكا قط قال ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار ومن ساداتهم اسرافيل عليه السلام وهو احد حملة العرش وهو الذي ينفخ في السور رواه الترمذي وحسنه والحاكم عن ابي زايد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف انعم وصاحب القرن قد نقم القرص وحنى جبهته وابقى سمعه ينتظر بدأ يؤمر فينفث قالوا فما نقول يا رسول الله؟ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا الله اكبر. نعم قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان ملكا من حملة العرش يقال له اسرافيل زاوية تعوية من زوايا الارظ زاوية من زوايا العرش على جاهله قد مرقت قدماه في الارض السابعة السفلى ومرق رأسه من السماء السابعة العليا رواه ابو الشيخ وابو نعيم بالحلية وروى ابو الشيخ عن الاوزاعي قال ليس احد من خلق الله احسن صوتا من اسرافيل فاذا اخذت التسبيح قطع قطع على اهل سبع سماوات صلاتهم وتسبيحهم ومن ساداتهم ملك الموت عليه السلام ولم يجيء مصرحا باسمه في القرآن ولا في الاحاديث الصحيحة. وقد جاء في بعض الاثار تسميته باسرائيل والله اعلم قاله الحافظ ابن كثير وقال انهم بالنسبة الى ما هيأهم له اقسام فمنهم حملة العرش ومنهم الكروبيون الذين هم الذين هم حول العرش وهم ما وحملة العرش اشرف الملائكة وهم الملائكة المقربون كما قال تعالى ان يستنكف المسيح ان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومنهم سكان السماوات السبع يأمرونها عبادة دائمة ليلا ونهارا صباحا ومساء كما قال تعالى يسبحون الليل والنهار لا يفترون ومنهم الذين يتعاقبون الى البيت المعمور قلت الظاهر ان الذين يتعاقبون الى البيت المعمور سكان السماوات ومنهم موكلون بالجنان في الزمان واعداد الكرامات لاهلها وتهيئة الضيافة لساكنيها من ملابس ومعاقل ومشارب ومصاغ ومساكن وغير ذلك اما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ومنهم الموكلون بالنار اعاذنا الله منها وهم الزبانية. ومقدموهم تسعة عشر وخازنها مالك. وهو مقدم وهو مقدم على الخزنة وهم المذكورون في قوله تعالى وقال الذين في النار في خزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب وقال تعالى ونادوا يا ما لك ليقضي علينا ربك قال انكم ماكثون. وقال تعالى عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون. وقال تعالى عليها تسعة عشر وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة. الى قوله وما يعلم نود ربك الا هو ومنهم الموكلون بحفظ بني ادم كما قال تعالى له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله. قال ابن عباس يحفظونه من بين يديه ومن خلفه فاذا جاء امر الله خلوا عنه وقال مجاهد ما من عبد الا وملك موكل بحفظه في نومه ويقظته من الجن والانس والهوان. فما منها شيء يأتيه فما منها اي يأتيه يريده يريده الا قال له وراءك الا شيء يأذن الله تعالى فيه فيصيبه ومنهم الموكلون بحق اعمال العباد كما قال تعالى اذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يمسك من قول الا لديه رقيب وقال تعالى وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون روى البتار عن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله ينهاكم عن التعدي فاستحيوا من ملائكة الله معكم الكرام الكاذبين الذين لا يفارقونهم الا عند احدى ثلاث حالات. الغائط والجنابة والغطس فاذا اغتسل احدكم بالاعراء فليستدل بثوبه او او باذن حائط او بغيره قال الحافظ ابن كثير ومعنى اكرامهم ان يستحي منهم ان يستحي منهم فلا يملي عليهم الاعمال القبيحة التي يكتبونها. فان الله خلقهم كراما في خلقهم واخلاقهم ثم قال ما معناه؟ ان من كرمهم انهم لا يدخلون بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جنب ولا قتال ولا يسحبون رفقة معهم كلب او او جرس وروى مالك والبخاري ومسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرض ثم يعرج اليه الذين باتوا في فيسألهم وهو اعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون واتيناهم وهم يصلون وفي رواية ان ابا هريرة قال اقرؤوا ان جئتم وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا روى الامام احمد ومسلم حديث ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت السكينة وغشيته وغشيته وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نكبه وفي المسند والسنن حديث ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع والاحاديث في ذكرهم عليهم السلام كثيرة جدا رحمه الله تعالى هذه الاحاديث المتنوعة منها ما هو صحيح الاسناد ومنها ما لا يصح واهل العلم اذا اتوا الى اصل من الاصول في تقريره فانهم يسوقون ما في الباب من الاحاديث كما هي طريقة اهل العلم الراسخين فيه من المتقدمين والمتأخرين قال شيخ الاسلام ابن تيمية في احد اجوبتي على منهج اهل الحديث قال واهل الحديث لا يستدلون بحديث ضعيف في اصل من الاصول بل اما في تأييده او في فرع من الفروع او كما قال يعني انه لا يقترح اصل بحديث ضعيف لا يثبت وانما اذا كان الاصل ثابتا فانها فان منهج اهل الحديث انها تساق الاحاديث سواء منها ما صح او ما لم يصحها اسناده تأييدا لذلك الاصل بيانا لكثرة ما ورد في ذلك لان الحديث الضعيف قد يكون صحيحا وانما حكمنا بضعفه لسوء حفظه او الانقطاع فيه او نحو ذلك نهاية وحماية لكلام المصطفى صلى الله عليه وسلم والا فقد يكون صحيحا ولذلك اذا كان في اصل من الاصول فانه يؤيد به. وهذا التأييد على قسمين بطريقة اهل الحديث المتقدمين منهم والمتأخرين يعني من حفاظ الحديث ورواته هذا التأييد على قسمين اما تأييد كامل يعني لجميع ما جاء بجميع الاصل واما تأييد ناقص يعني تأييدا لبعض وفيكم ما لن تضلوا ان اعتصمتم به كتاب الله وانتم وانتم تسألون عني كما هم قائلون قالوا نشهد انك قد بلغت واديت ونصحت. قال باسمك قال باسميك الكبابة يرفعها الى السماء وينفثها الى النار اللهم اشهد ثلاث مرات. هذا الباب ذكره الامام رحمه الله تعالى في اصول الايمان لان الايمان بكتب الله جل وعلا ركن الايمان فاركان الايمان ستة والايمان بالكتب احد هذه الاركان الستة واعظم درجات الايمان بكتب الله جل وعلا الايمان باعظم كتب الله وافضلها وحجتها على المكلفين بعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام وهو القرآن وهو الذي امر الله جل وعلا باتباعه و توعد من خالفه ولم يأخذ به فقالت سبحانه اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون فالله جل وعلا عظم الاخذ بكتابه من جهة الايمان به و تصديق ما فيه والعمل بمحكمه والايمان بمتشابهه حقيقة الايمان بالقرآن انها تشمل مراحل المرتبة الاولى ان هذا القرآن كلام الله جل وعلا المنزل على عبده محمد عليه الصلاة والسلام المرتبة الثانية ان القرآن حق لا باطل فيه المرتبة الثالثة وهذه كلها واجبة ومن معنى الركنية او من داخله كلها في الايمان بهذا الركن والمرتبة الثالثة ان القرآن واخر كتب الله جل وعلا وانه لا كتاب بعده ولا هدى يأتي من الله جل وعلا بعده لعباده فكما ان محمدا عليه الصلاة والسلام خاتم الانبياء والمرسلين فكذلك القرآن وخاتم كتب الله جل وعلا وحجة الله على هذه الامة هو الصراط المستقيم وهو حبل الله المتين من اخذ به هدي ومن تركه ضل الايمان بالقرآن على درجتين درجة واجبة التي هي الركن من لم يأت بها فلا يرتحل منه الايمان وهي التي ذكرت لك في المراتب الثلاث والدرجة الثانية مستحبة والمستحبة هي الايمان بكل التفاصيل التي جاءت بالقرآن او في السنة وما جاء من تفسيرها فهذه مستحبة اجمالا او اه يعني قبل علم الانسان بها فانه يقال يؤمن ولو لم يعلم بما للقرآن من فضل ويجب الايمان بها لمن علمها على وجه التفصيل وقال بعض اهل العلم بل قال كثير من اهل العلم انها واجبة وليست مستحبة من جهة الاجماع فانه يجب عليه ان يؤمن بما للقرآن من فضل علمه او لم يعلمه من جهة الاجماع واذا علم التفصيل فانه يجب التفصيل عند التحقيق يعني القولين متقاربان لانه في الحقيقة اه يعني من جهة عملية لا فرق بينهما كذب ذكر لك حديث زيد ابن ارقم وفيه وصية النبي عليه الصلاة والسلام ناس قوله وقوله عليه الصلاة والسلام وانا تارك فيك وانا تارك فيكم ثقلين اولهم ما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به قال فحث على كتاب الله جل وعلا ثم قال واهل بيت وهذه العبارة استدل بها على ان الثقلين كتاب الله جل وعلا واهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام و المحققون من اهل العلم يقولون ان حديث زيد ابن ارقم هذا فيه اختصار ودخل كلام زيت دخل بعضه في بعض وزيد في اوله كما رواه مسلم ذكر انه نسي اشياء هذا الحديث يحمل فيه قوله واهل بيتي انها جملة مستقلة لا علاقة لها بالثقلين فذكر عليه الصلاة والسلام احد الثقلين وهو كتاب الله اني تارك فيكم ثقلي كتاب الله وسكت عن الثاني او لم يذكره يعني سكت زيد في سياقه عن الثاني ثم انتقل الى قوله واهل بيتي واهل بيتي منصوبة يعني واهل بيتي يعني واذكركم الله في اهل بيته او اوصيكم باهل بيته او لا تنسوا اهل بيتي لان التمسك الواقع ليس هو باهل البيت وانما هو بما انزل الله جل وعلا من الحجة وهذا ما جاء في حديث اخر رواه الحاكم وغيره ان الثقلين كتاب الله جل وعلا وسنتي كما قال اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وسنتي فاذا لهم اهل بيتي هذا يستدل به الرافضة والرواية في صحيح مسلم لكن على التحقيق لمن قرأ الحديث كله حتى في الصحيح فانك تجد ان زيدا رضي الله عنه ذكر انه فيها نفي اشياء ذكر ما ذكر ولم يترتب الكلام واتفاق الاحاديث اولى من تعارضها واهل البيت لا شك ان تقديمهم واعتقاد فضل فضل اعتقاد فضلهم ومحبتهم و اشبه ذلك ان هذا فرض على كل مسلم ان يحب اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام ولكن ان يكون اهل البيت احد الثقلين ويقرن بكتاب الله جل وعلا فهذا ليس على ظاهره كما جاء في الرواية وانما دخل فيها حلو والرواية الحديث الثاني المعروف حديث جابر الطويل الذي رواه مسلم اه في اه في صحيحه في سياق حجة النبي عليه الصلاة والسلام. ذكر في خطبة النبي عليه الصلاة والسلام وفيها قوله وقد تركتم فيكم ما ان ما ان تمسكتم به لن تضلوا او ما لن تضلوا ان اعتصمتم به كتاب الله ولم يذكر السنة لان السنة في كتاب الله جل وعلا فاذا ذكر الكتاب فان السنة مذكورة في ضمن الكتاب لان الله جل وعلا هو الذي اوجب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وبين انه انزل عليه الحكمة و اعطاه البيان عما في القرآن نعم وعن حديث رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم الا انها ستكون فتنة قلت منا يا رسول الله؟ قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعد وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهدي من تركه من جبار عصمه الله. ومن ابتغى الهدى من غيره اضله الله. وهو حبل الله المسروق. وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تلتفت به الالسنة ولا تشبه منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد ولا تستطيع جائز هو الذي لم تنتهي الجن اذا اذا سمعت اذا سمعت حتى قالوا انا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد فآمنا به. من قال به صدق ومن عمل به اجر. ومن حكم به عدل ومن اليه هدي الى صراط مستقيم. رواه الترمذي وقال غريب وعن ابي الدرداء رضي الله عنه مرفوعا ما احل الله في كتابه فهو حلال وما حرمه فهو حرام وما كتب عنه فهو وعافية. تقبلوا من الله عافيته. فان الله لم يكن لينسى شيئا. ثم تلى وما كان ربك نسيا. رواه البزار وابن ابي والطبراني اما حديث علي ففيه وصف القرآن وهو حديث مشهور معروف عند اهل العلم وهذه الاوساط التي وصف بها القرآن حق كلها حق وكلها صواب فالقرآن موصوف بهذه الصفات الجليلة العظيمة. بل كتاب الله جل وعلا كما وصف واعظم من ذلك والحديث الصواب انه موقوف على علي رضي الله عنه ولا يصح مرفوعا لانه من رواية الحارث عن علي والحارس ضعيف او وصف او اتهم باعظم من الكذب ونحو ذلك. المقصود ان هذا يصح موقوفا على علي وقد قال جمع من اهل العلم ب لانه موقوف على علي اشبه من كونه مرفوع ولا شك ان القرآن هو المخرج من الفتنة الا انها ستكون فتنة فتنة يعني جنس الفتن ما المخرج من الفتن اذا اقبلت؟ كتاب الله جل وعلا الذي يستمسك بما في القرآن ويؤمن بالمحكم ويدع المتشابه وقد خرج من الفتنة لان كل فتنة تأتي لابد لها مستمسك من بعض الحق ما في فتنة تأتي في المسلمين وهي واضح انها على باطل. واضح انها من بدايتها باطل في باطل لانها لو كانت كذلك لما اشتبهت ولما اصرت ولما افتتن بها الناس فلا تكون فتنة الا اذا كان فيها نوع لبوس حق يشتبه معه الباطل الذي فيها وذلك هي الفتن من جنس البدع لذلك فاذا اقبلت فان الذي يأخذ بالمحكم فيها وينظر الامر ببصيرة بما جاء في القرآن وسنة النبي عليه الصلاة والسلام فانه يخرج من الفتنة. اما الذي يأخذ بالشبهة فانه يقع في الفتنة لهذا فان الفتن الذي التي وقعت في تاريخ الاسلام من فتن الصحابة الى يومنا هذا كل فتنة تحصل تجد ان عند الطرب المذموم عنده نوع حق عنده نوع حق لكنه ليس بصاحب حق بل الذي معه من الباطل اكثر مما معه من الحق. ولهذا فان النظر والبصر النافذ وقت حلول الشبهات وقت حلول الفتن انما يكون المعرفة كتاب الله جل وعلا وما فيه من الاوامر والنواهي ولهذا ذكر الله جل وعلا اهل الزيغ فقال جل وعلا في اول سورة ال عمران فهم الذين في قلوبهم زيغ ايتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة الغاء الفتنة يعني هم يقصدون الفتنة او ان حقيقة فعلهم انهم لما تركوا المحكم واتبعوا المتشابه لاجل الزيغ الذي في قلوبهم انهم سلكوا الفتنة. وان لم يعترفوا بانهم سلكوا الفتنة ولهذا جرت جرى ما جرى في عهد الصحابة من فتنة الخوارج عثمان ما قتل الا بالتأويل بتأويل القرآن ولا قام معاوية رضي الله عنه على علي الا بتأويل القرآن تأويل قوله وما ومن قتل مظلوما فقد جهلنا لوليه سلطان ولا قاتل من قاتل بيوم الجمل صفين الا بالتأويل ولا تفك دمعة دم علي رضي الله عنه الا بالتأويل ولا ولا الى اخره فكل هذه الفتن التي حصلت واعظمها قتل عثمان رضي الله عنه الى اخر الفتن من التقرب والعياذ بالله الى الله جل وعلا بالفتنة فان هذا انما حصل بانواع التاويل ذلك من استمسك بالقرآن فانه يخرج من الفتنة وهذا من نعم الله جل وعلا على الراسخين في العلم والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب فما يدخل في فتنة الا ناقص العلم وعما من كان علمه راسخا او اخذ عن الراسخين في العلم فانه لا تنطلي عليه فتنة لان حقيقة الاستتان اشتباه الحق بالباطل والباطل في الواقع لا يشبه الحق الباطل لا يشبه الحق ولهذا فان الواجب على كل مسلم على طلبة العلم بالخصوص ان يعتنوا بكتاب الله جل وعلا اعظم عناية وان يعلم المحكمات فيه والمتشابهات ان يعلموا ما اجمع عليه السلف من عقائدهم وما ذكروه في كتبهم وما ذكروه في مجمل السنة التي بينوا بها القرآن فان الاستمساك بذلك هو تفسير الاستمساك بالقرآن فمن معه القرآن فقد خرج من الفتنة ومن ومن الفتنة ان يقال ان يقول المبتسم للاخر انت الذي وقعت في الفتنة لانك لم تأخذ بالقرآن فيستدل بالمتشابه ثم يتهم غيره بانه هو الذي افتتن على القرآن لانه ما اخذ بما اخذ به. في الخوارج ذموا الصحابة عبدالرحمن ابن ملجم طلع من رؤوس الخوارج الذي قتل علي كان من خاصة اصحاب عمر ولما رآه عمر في المدينة وكان كثير التلاوة عابدا كثير القرآن يرغب في اقراء القرآن قال لعمر اريد ان انفع الناس فكتب عمر الى واليه على مصر اظنه عمرو بن العاص فقال له اني مرسل اليك رجلا اثرتك به على نفسي هو عبدالرحمن ابن ملجم فاذا اتاك بكتاب هذا فاتخذ له دارا يقرئ الناس فيها القرآن فلما ذهب الى عمرو اكرمه باكرام امير المؤمنين له. واتخذ له دارا لكنه لم يكن فقيها لم يكن عالما يعرف المحكم والمتشابه لم يكن عالم بالسنة لم يأخذ عن الصحابة اخذا كثيرا وانما كان عنده عبادة وعناية بالقرآن بخصوصه دخله اصحاب ابن السوداء وضللوه في اشياء وقعت من عثمان من التصرفات المالية والولايات ونحو ذلك مما عثمان فيها معذور رضي الله عنه وارضاه ال به الامر الى ان يشترك بقتل عثمان ثم يخرج ثم يصل به الامر الى قتل علي رضي الله عنه ولما قتله قتله احتسابا ولهذا قال شاعرهم شاعر الخوارج عمران ابن حطان عليه من الله ما يستحق قال مادحا لعبدالرحمن ابن ملجم في قتله لعلي رضي الله عنه وارضاه يا ضربة من تقي ما اراد بها الا ليبلغ الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا اني لاذكره حينا فاحسبه اوفى البرية عند الله ميزان فهذا مدح متأخر لقاتل علي ديانة يرون ان هذا ديانة قتل علي ديانه يرون انه اوفى البرية عند الله ميزان حينما خلص الناس من افضل من على الارض في وقته وهو علي رضي الله عنه دين وقربة ولما ارادوا قتله قتل عبد الرحمن ابن ملجم قال لهم وكان بعد قتل علي يسبح يسبح ويذكر كثيرا فلما ارادوا قتله قال لا تقتلوا لا تقتلوني دفعة واحدة بل قطعوا اطرافي وانا انظر حتى وسبح الله جل وعلا واذكره اطول هذا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في صفة الخوارج يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. فاذا المسألة الفتنة ليست هي في الواقع مسألة الرجل صالح ولا هو صالح مطيع ما هو مطيع عابد ولا مهو بعابد هذه اشياء ليست هي الميزان الميزان هل هو متبع لكتاب الله جل وعلا؟ بما قرره السلف ما قرره الصحابة ما قرره ائمة الاسلام ام لم يتبع ذلك فان كان اخذ بهذا فهو الناجي. والا فان الفتن كثيرة والاحتجاج بالشبهات كثير. لهذا قال تعالى فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون فالحظ وجود الزيغ قبل اتباع المتشابه ولو لم يكن في القلب زيغ مثلا امن بالمتشابه كما امن بالمحكم ولم يشتبه عليه الامر فالحقيقة ان المخرج هو من الفتنة هو كتاب الله جل وعلا ما فيه من الاحكام الامر والنهي وما فيه من الاخبار والعقائد مسألة عظيمة عظيمة جدا لكن الله جل وعلا ابتلى عباده في الفتن والاقوال المضلة لينظر من يتبع من القرآن ممن يتبع هواه الله المستعان انجاني الله واياكم من الفتن المضلة ما ظهر منها وما بطن. اللهم الزمنا السنة قولا وعملا واعتقادا. ونعوذ بك من بعد الكور ومن الضلالة بعد الهدى. اللهم فثبتنا فيه الله المستعان نعم اللي بعدها