فان كان خبرا في الاصل او مبتدأ في الاصل او ادى حذفه الى الباس فانه لا يحذف ولكنه يضمر مؤخرا وذلك كما اذا قلت ظننت وظنني ظننت زيدا وظنني صديقا اياه ظننت وظنني زيدا صديقا اياه. فهنا حين قلت ظننت ازاي ده؟ وظنني زيد صديقا اياه. اعملت الثاني لو قلت ظنني صديقا صديقا هذا استكمل مفعولاته. الاول وننت زيدا وبقي له المفعول الثاني من بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبعهم باحسان الى الدين ربي يسرها برحمتك يا ارحم الراحمين. ابدأوا بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس السابع والعشرين. من تعليق على كتاب الفية ابن ما لك. قد وصلنا الى باب التنازع في العمل بسم الله. بسم الله الرحمن الرحيم. قال الناظم رحمه الله التنازع في العمل. ان عمل اقتضيا في اسم العمل قبل فللواحد منهما العمل. والثاني اولى عند اهل البصرة واختار عكسا غيرهم ذا اسرة واعمل المهمل في ضمير ما تنازع والتزم ما التزم كي يحسنان ويسيئناك وقد بغى واعتدى عبدك ولا تجئ مع ولا تجئ مع اول قد اهمل بمنظر لغير رفع اولى. بل حتفه تنبيكن غير خبر مؤخرا ان يكن هو الخبر. واظهر واظهر من يكن. واظهري واظهر ان يكن ضمير خبرا لغير ما يطابق المفسر. نحو اظن ويظنان اخاه زيدا وعمرا اخوين في الرخاء. بسم الله. باب التنازع. التنازع في كلام العربي التجاذب قال عدي بن الرقاع العامري يتنازعان من الغبار ملاءة جدلاء محكمة هما نسجاها وهذا الباب يسمى باب التنازع وسماه الكوفيون باب الاعمال. قال لئن عاملان اقتضيا في اسم العمل قبل فللواحد منهما العمل اي اذا اقتضى اي طلب عاملان فاكثرا. لان التنازع قد يكون بين عاملين وقد يكون بين اكثر من عاملين من الفعل المتصرف والتنازع لا يقع الا بين الافعال المتصرفة فالفعل الجامد لا يقع به التنازع. من الافعال المتصرفة او شبهها من الاسم واسم الفعل. فهذا كله يقع به التنازع وقد يكون المتنازعين قد يكون المتنازعان فعلين كما في قول الله تعالى اتوني افرغ عليه قطرا. هاتوني فعل افرغ فعل. وقطرا مفعول به للفعل الثاني. والاول اعطيناه ضمير ولكنه حذف للقاعدة التي سنذكرها وهي قوله ولا تجئ مع اول قد اهمل بمضمر لغير رفع اهل اذا عملت الثاني وكان الاول مستحقا لنصب مطالبا لمنصوب فانك تعطيه ضمير نصب ولكنك تحذفه كما سنصرح بذلك في محله ان شاء الله وقد يكون التنازع بين اسمين كما في قول الشاعر عهدتم مغيثا مغنيا من اجرته فلم اتخذ اذ الا فناءك موئلا مغيثا مغنيا من اجرته. واذا مغريا اسمعني متنازعا. وقد يقع اه الاختلاف بينهما بان يكون احدهما اسما والاخر فعلا كما في قول الله تعالى هاء مقرؤوا كتابية. فهاؤم اسم فعل واقرأوا فعل وقع التنازع هنا بين الاسم والفعل. ان عاملان في اكثر من الفعل المتصرف او شبهه اقتضيا اي طلبا في اسم فاكثر قد يكون المتنازع فيه واحدا وقد يكون اكثر. كما ان آآ ايضا التنازع يكون بين عاملين فاكثر وفي الحديث تسبحون وتحمدون وتكبرون الله دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين يحمدون هذا عامل وتسبحون وتحمدون وتكبرون ثلاثة افعال تنازعت في المفعول به وهو الله. وظرف وهو دبر كل صلاة. والمصدر وهو ثلاثا وثلاثين المفعول المطلق وهو ثلاثا وثلاثين لأنه سيأتينا قريبا ان العدد ينوب عن عن المصدر في الانتصاب على المفعولية المطلقة. فتنازع فيها هذا المثال ثلاثة في ثلاثة. ثلاثة عوامل في اه ثلاثة معمولات فللواحد منهما العمل. ولابد ان يكون ايضا مطلوبا لكل واحد منهما. ولذلك لا تنازع في لقول امرؤ القيس ولو ان ما اسعى لادنى معيشة كفاني ولم اطلب قليل من المال ولكن ما اسعى لمجد مؤثر وقد يدرك المجد المؤثر امثالي. ولو ان ما اسعى لادنى معيشة كفاني ولم اطلب قليل من المال. المعنى كفاني قليل من المال ولسه اللي معناه كفانيه قليل ولم اطلب قليلا. بفساد المعنى هذا ليس مقصودا لانه ليس مطلوبا لكل واحد منهما من جهة المعنى فللواحد منهما العمل اي فيعمل واحد منهما والاخر يعطى الضمير كما سيأتي والثاني اولى عند اهل البصرة. يجوز اعمال الاول ويجوز اعمال الثاني. لكن ايهما اولى عمل الثاني اولى عند اهل البصرة. وذلك لقربه. لكونه اقرب الى المعمول من الاول. ولسلامته من الفصل بين العامل ومعموله. اذا اعمدنا الاول فاننا سنفصل بين الاول ومعموله بالعامل واختار عكسا غيرهم وهم الكوفيون ذا اسرة اي قوة يعني انا الكوفي جينا قالوا ان الاول اولى بالعمل وذلك لسبقه ولسلامة اعماله من الاضمار قبل الذكر ايضا. وقال نحو يقال له ابن العلج قال انهما يستويان لان لكل واحد منهما مرجحا كما بينا. ثم قال المهملة في ضمير ما تنازعاه والتزم ما التزما. اذا اعمالت واحدا منهما فانك تعطي الاخر ضمير واعمل المهمل اي الذي اهملته منهما في ضمير ما تنازعا والتزم ما التزم من وجوب ذكره اذا كان عمدة فلا يجوز حذفه. ومثل لذلك بقوله يحسنان ويسيئ ابناك. اصل هذا الكلام يحسن ويسيء ابناك نزع في هذا الفاعل ابناك. فاعملنا الثاني وهو يسيء واعطينا الاول ضميرا فكنا يحسنان ويسيئ. اعمالنا الثانية هنا واعطينا الاول ضميره. وكقول الشاعر جفوني ولم اجبوا الاخلاء. انني لغير جميل من خليلي مهمل اصلها الكلام الجفاني الاخلاء ولم اجف الاخلاء. فالاخلاء مطلوبة للاول فاعلا الثاني مفعوله. فعملنا الاولة آآ اعمدنا الثاني اقصد اعمالنا الثاني. فقلنا ولم اجفل اخلاء واعطينا الاول ضميرا. قلنا جفوني جفوني ولم اجف الاخلاء. انني لغيري جميل من خليلي. مهمل. ومثله قول الشاعر هوينني وهويت الغاليات الى ان شبت فانصرفت عنهن امالي. هوينني اي هويا الغانيات وهويت الغانيات. فاعملنا الثاني واعطينا الاول ضميره هوينني وهويت الغانيات الى ان شئت فانصرفت عنهن امالي. ولك اعمال الاول كمثاله هو وقد بغى واعتديا عبداك. بغى واعتدى نزع عبداك. فاعملنا الاول ولذلك جردناه من الضمير واعطينا الثاني ضمير قال اتديا عبدك واذا اعملنا الثاني آآ اقصد اذا اعملنا الاول فانه الجزء مع الثاني اظهار الضمير اذا كان فضلة ويتعين معه اذا كان عمدا مثالهما مثلنا بغى واعتدى اعمالنا الاول واظهرنا الضمير مع الثاني واذا كان فضلة فانه يجوز ذكره فتقول اكرمني طمته زيت اكرمني واكرمته زيد. فانت هنا عملت الاول وهو اكرمني. وذلك قلت زيدون. واعطيت الثانية وصرحت به فقلت اكرمته اكرمني واكرمته. ويجوز حذفه في ساعة الكلام. وخصه بعضهم بالضرورة ومنه قول الشاعر بعكاظة يعشي الناظرين اذا هم لمحوا شعاعه بعكاوة يعشي الناظرين اذا هم لمحوا. اي يعشي الناظرين شعاعه يهم لمحوه فاعمل الاول. واعطي الثاني ضميرا وحذف. وان عملت الثاني فان كان الاول رافعا تعجل ذكر الضمير عند جمهور البصريين. كمثال الناظم يحسنان ويسيئ ابناك جفوني ولا ما هوينني وهويت. ويجوز حذفه عند الكساء بقول علقمة بن عبدة التميمي تعفق بالارطى لها وارادها رجال فبذت نبلهم وكذبوا تعفق بالارطى لها وارادها. عملنا الثاني فلما نقول تعفقوا ولم يقل ايضا ارادوا وهذا ظاهر فيما ذهب واليه الكساي من ان الفاعل هنا حذف. والبصريون يجعلون في مثل هذا ضميرا مستترا اه ضمير مذكر تخفق هو ويجعلونه عائدا على جماعة الرجال. وهذا مسموع بقلة. وكضمير ذات غيبة جعل ضمير جمع وكغائب يقل. اي جعل ضمير الواحد المذكر للغائبين قليله. ومنه قول الشاعر فاني رأيت الصامرين متاعهم يموتوا ان يموت هنا اني رأيت الصامرين متاعهم يموت ويفنى فارضخي من وعائيا. ومنه قول الله تعالى ان لكم في الانعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه. بطونه ضم الراجح على الانعام. جمع فهذا مسموع على قلة. ومذهب الكسائي لا يحتاج الى تخريج. وهو الحمل على الحذف واذا اه كان الظمير الذي ستعطيه للاول ضمير نصب فهذا هو الذي عبر عنه بقوله ولا تجيء مع اول قد اهمل بمدبر بغير رفع اهل يعني اذا عملت الثاني وكان الاول طالبا بضمير منصوب طالبا بمنصوب فاعطيته ضمير نصب. فانك تحذف كما في قول الله تعالى اتوني افرغ. فان عندك فعلين تنازعا في منصوب فاعملت الثانج منهما وهو آآ افرغ فنصب قطرا واعطيت الاول ضميرا ولكن لما كان هذا ضمير فضله حذفته وسمع قول الشاعر اذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب جهارا فكن في الغيب احفظ للعهد والغي احاديث الوشاة اقل ما يحاول واشن غير هجران ذي ودي وقد زعموا ان المحب اذا دنا يمل وان البعد يشفي من الوجدي بكل تداوينا فلم يشفى فلم يشفى ما بنا على ان قرب الدار خير من البعد على ان قرب الدار ليس بنافع اذا كان من تهواه ليس بذي ود. اذا كنت ترضيه ويرضيك صاحب. اعملنا الثاني واعطينا الاول ضمير نصب ثم ذكرناه معه ترضيه وهذا غير جائز عند الجمهور ولم يستبعده ابن مالك في الكافية قال انه لو شاع لما استغرب اذا قال ولا تجمعوني قدهملا بمدبر لغير رفع اهل. اذا ماذا تفعل له؟ فالحذفه الزم ان يكون غير خبر احذفوا اذا كان غير خبر. ولم يؤدي حذفه ايضا الى الباسه طن وهو صديقا. فاعطيته عملت فيه الثاني. فهنا تضمر مؤخرا فتقول صديقا اياه وننت جيدا وظنني صديقا اياه لأنه لا يمكن حذفه هنا لكونه خبرا في الأصل عنوا فيضمر مؤخرا هذا مذهب البصريين واجاز الكوفيون آآ حذفه اجاز الكوفيين حذفه آآ لان حذف تاني ظن حذف احد معموله ظن لي دليل تقدم انه آآ جائز. وآآ من شواهده في كلام العرب قول عنترة بن شداد ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم. اي لا تظن غيره واقعا. قالوا والحذف هنا قد وقع دليل ولا اشكال في ذلك. اذا اذا كان هذا الضمير الذي ستعطيه للمفعول للعامل الاول ضميره ناصب وكان في الاصل خبرا لا يجوز حذفه فانك لا تحذفه وانما تضمره مؤخرا وكذا اذا كان حذفه يوقع في نفس كما اذا قلت مثلا استعنت واستعان زيد استعنت واستعان زيد علي اردت بقولك استعنت استعنت به. لانك اذا قلت استعنت واستعان زيد علي فاستعانة زيد عليك قريب تجعل السامع يظن انك انت ايضا استعنت عليه. وانت في الحقيقة لم تستعن عليه وانما استعنت به. فهنا لا تحذف لان الحذر يوقع في اللبس فتضمره مؤخرا وتقول استعنت واستعان زيد علي به. اذا اوقع الحذف في الباس او ادى الى خبر ما هو عمدة في الاصل كالمبتدئ او الخبر في باب غنة مثلا فانه لا يحذف الضمير هنا الذي نعطيه للعامل الاول وانما نضمره كما بينا هذا هو مذهب البصريين وجاز الكوفيون آآ الحذف في مسألة آآ المعمولة الذي كان في الاصل مبتدأ او خبرا كما بينا. وهذا معنى قوله بل حذفه الزم ان يكون غير خبر واخر ان يكن هو الخبر. ثم قال واضمري واظهري يكن ضمير الخبر لغير ما يطابق المفسر نحو اظنه ويظنان اخا زيدا وعمرا اخوين في الرخاء. احيانا يؤدي الاضمار الى اشكال لا يمكن التخلص منه الا بالاظهار. وهذا كما اذا كان مثلا المتنازعان اه عملنا احدهما وكان المهمل طالبا منصوب هو خبر في الاصل عن مبتدأ وهذا المبتدأ يخالف مفسر الضمير في الافراد والتثنية والجمع فهنا يتعذر الاضمار لاننا اذا امرناه مثلا مفردا سيطابق المبتدأ دون المفسر او العكس. واذا اضمرناه مثنا سيطابق المفسر دون المبتدأ والعكس في هذه الحالة يتعين الاظهار لان الاسم الظاهري لا يحتاج الى مفسر. مثل ذلك بقوله اظن ويظنانان اخا زيدا وعمرا اصل هذا الكلام اظن زيدا وعمرا اخوين ويظنني زيد وعمرو اخا فقلنا اظن هذا فعل مضارع معه فاعله لانه فعل مضارع مبدوء بالهمز والفعل المضارع المبدوء بالهمز فاعله ضمير مستتر ابدا واعملت اظن في المفعولين معا فقلت اظن زيدا وعمرا اخوين واعطيت يونني ضمير الفاعل فقلت اظن ويظناني. فهنا اظن استكملت مفعولاتها لان استكملت معمولاتها لان عندها فاعل وهو الضمير المستتر في اظنه. وقد اعطيتها زيدا وعمرا مفعولا اول انتهى اخوين مفعولا ثانيا ويظنان عندها الان فاعل وهو الالف وعندها مفعول اول وهو ياء المتكلم وبقية طالب مفعول ثاني هذا المفعول الثاني اضماره مشكل. لماذا؟ لان هذا المفعول الثاني هو خبر عن الياء في يظنان هو في الاصل رياء مبتدأ وهذا المفعول الثاني هو خبر بان ظن تدخل على المبتدأ والخبر فالياء مفردة فهو بهذا الاعتبار ينبغي ان يكون ضميرا مفردا لكن هذا الضمير مفسره مثنى. وهو زيد ابن عمرو. فاذا اضمرناه مفردا طابقنا المبتدأ الذي هو خبر عن في الاصل ولكن لم نطابق المفسر واذا اضمرناه مثنا طابقنا المفسر دون ان نطابق المبتدأ الذي هو في الاصل خبر عنه. قلت اظن ويظنانان زيدا وعمرا مثلا اظن ويظنان اظن ويظنان زيدا وعمرا آآ اخوين اياهما مثلا هو ناس ستطابق اه المفسرات دون دون الضمير واذا افردته مفردا فانك ستطابق المبتدأ دون المفسر فكيف تتخلص منها؟ تتخلص باظهاره وجعله اسما ظاهرا فتقول اظن ويظنان اخا زيدا وعمرا اخوين فتظهره هنا لانك لو اضمرته اما ان تضمره مفردا فستطابق المبتدأ الذي هو خبر عنه. وحينئذ لن يطابق المفسر او ستطابق المفسر دون مطابقة اذا ها معنى قوله واظهر يكون ضمير خبرا لغير ما يطابق المفسر نحو اظن ويظنان اخا زيدا وعمرا اخوين في الرخاء ونقتصر عليها القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك