امري ان لم يكن بي منك غضب علي فلا ابالي غير ان عافيتك هي اوسع لي اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة. ان يحل بي سخطك بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. منتبعا باحسان الى يوم الدين سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم. نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الثالث عشر من التعليق على الوية الامام رحمه الله تعالى بالسيرة النبوية. قد وصلنا الى قوله رحمه الله تعالى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل وبيعة الانصار له صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله وعرض النبي نفسه على قبيلة قبيلة ليحصل ايواءه من من بعضهم يبلغ رسالة الله فكل اليهم الشيطان حتى يعرضوا عن قوله ويهزأوا ويرفضوا حتى اتاح الله للانصار فاستبقوا للخير باختجار. فيسلم الواحد منهم يسلم به جميع اهله فرحموا لقي ستا او ثمانيا لدى عقبة دعاهم الى الهدى فامنوا بالله ثم رجعوا لقومهم يدعونهم فسمعوا. حتى فشى الاسلام ثم قدما في قابل منهم وممن اسلما لبيعتهم ضعف الذين سلفوا كبيعة النساء ثم انصرفوا ثم اتى من قابل سبعون ونجيف. فبايعوا يخفون بيعتهم ليلا ونعم البيعة جزاء من بايع فيها الجنة قال رحمه الله وعرض النبي نفسه على قبيلة قبيلة ليحصل ايواء يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم لما مات عمه ابو طالب الذي كان يحميه ويمنعه من قريش بدأ صلى الله عليه وسلم بعرض دعوته ونفسه على القبائل من اجل حمايته لتبليغ دعوته صلى الله عليه وسلم فكان كل قبيلة دعاها يفسد الشيطان امرهم فلا يقبلون دعوته صلى الله عليه وسلم. قال فكل ينزغ اليهم الشيطان قالوا نزغ الشيطان بين الناس آآ افسد بينهم افسد ذات بينهم من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي حتى يعرضوا عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ويهزأوا منها ويرفضوا كما عليه للطائف وقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم الى اهل الطائف يدعوهم للاسلام فردوا عليه دعوته صلى الله عليه وسلم بل انهم اغروا به سفهائهم يرمونه صلى الله عليه وسلم حتى ادموا رجله الشريفة صلى الله عليه وسلم. فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فلما خرج من الطائف مرة ببستان واذا فيه عتبة بن ربيعة واخوه شيبة فرأي النبي صلى الله عليه وسلم وما رأي ما فعلت به ما فعل به اهل الطائف فادركتهما رحمة الرحم فبعث اليه غلاما لهما يقال له عباس بطبق فيه عنب فجاءه به فناوله اياه فقال النبي صلى الله عليه وسلم باسم الله فقال الغلام والله ان هذا كلام ما نعرفه بهذه الارض فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من اين انت؟ قال من العراق قال ثم من اين؟ قال من نينوى. قال النبي صلى الله عليه وسلم مدينة الرجل الصالح. يونس ابن تاء قال ومن اين لك ذلك قال هو نبي وانا نبي هو اخي نبي وانا نبي. فقال والله ما يعلم هذا احد من اهل الارض. من اهل هذه الارض ثم اسلم واكب على النبي صلى الله عليه وسلم فقبل يده ورجله ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم راجعا الى مكة وقد رد عليه اهل الطائف دعوته. فجلس بالطريق تحت شجرة ودعا الله سبحانه وتعالى دعاءه المشهور. اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. اللهم اليك اشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس. ان ترب المستضعفين وانت الهي الى من تكلني الى بعيد يتجهمني او الى قريب ملكته او الى عدو ينزل بي غضبك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك. فلما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء جاءه ملك الجبال اللي تقدم ذكره قال له انا رسول الله اليك تامرني ان شئت اطبقت عليهم لاخشى وقال النبي صلى الله عليه وسلم بل ارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يعبده ولا يشرك به شيئا ودخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة حينئذ في جوار المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وهي منة ونعمة حفظها النبي صلى الله عليه وسلم للمطعم بعد ذلك. وقال في غزوة بدر عندما اصاب سبعين من المشركين لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء لتركتهم له. حتى اتاح الله للانصار فاستبقوا للخير باختجاره فيسلم الواحد منهم يسلم به جميع اهله فرحموا. يعني حتى اتاح الله اي هيأ الله تعالى للانصار الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم وحمايته فاستبقوا تسابقوا للخير باختيار من الله سبحانه وتعالى ان يصطفان يعني ان الله تعالى اختار الانصار دون غيرهم لحماية نبيه صلى الله عليه وسلم فيسلم الواحد منهم اي فكان الواحد منهم اذا اسلم اسلمت جماعته بدعوته. كما فعل سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه فانه حين اسلم لم يمسي ببني عبد الاشهل رجل مشرك الا القصيرين ستأتي قصته لاحقا ان شاء الله. فيسلم الواحد منهم يسلم به جميع اهله فرحموا لقي ستا اي كان بدء امر النبي صلى الله عليه وسلم مع الانصار انه لقي ستة رجال وقيل ثمانية رجال عند منى يحلقون رؤوسهم وهما ابو امامة اسعد بن زرارة رضي الله تعالى عنه وعوف بن الحارث بن رفاعة ويقال له عوف بن واشتهر بالنسبة الى امه عبر بنت عبيد رضي الله تعالى عنها ورافع بن مالك بن العجلان وقطبة بن عامر بن حديدة وعقبة بن عامر وجابر بن عبدالله بن رئاب لقي النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الستة عند عقبة منى يحلقون رؤوسهم في الموسم قال من القوم؟ قالوا من الخزرج فقال الا تجلسون اكلمكم؟ قالوا بلى. فجلسوا فكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليهم الاسلام وقرأ عليهم القرآن وكان مما قربهم من الاسلام ان يهود كانت جيرانهم في المدينة وكانوا يخوفونهم بالنبي صلى الله عليه يسلموا ويتوعدونهم ويقولون انه قد اضلنا زمان نبي سيبعث. وسنتبعه ونقتلكم معه قتلة عاد ويرى فلما كلمه النبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا القرآن قال بعضهم لبعض تعلمون انه والله لنبي يهود الذي تحذركم اياه. فلا يسبقنكم اليه فاسلموا ستتهم رضي الله تعالى عنهم. وقالوا يا رسول الله قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من والبغضاء مثل ما بينهم. فان جمعك الله بهم فلا احد اعز منك. ثم انصرفوا راجعين الى المدينة ودعوا الى الاسلام. قال فامنوا بالله ثم رجعوا لقومهم يدعونهم. رجعوا الى قومهم يدعونهم الى الاسلام فسمعوا دعوتهم وامن بدعوتهم عدد من اهل المدينة حتى فش الاسلام في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم في العام القادم قابلة قادمة على النبي صلى الله عليه وسلم اثنا عشر رجلا وهي بيعة العقبة الاولى قال حتى فشى الاسلام ثم قدم في قابل منهم وممن اسلم لبيعتهم ضعف الذين سلفوا وتقدم ان الراجح في عدد الذين لقوا النبي صلى الله عليه وسلم اولا انهم ستة ثم في العام الذي بعد ذلك لقيه ضعفهم اي جاؤه اثنا عشر رجلا وهم اهل العقبة الاولى. وهم ستة الذين جاؤوا في العام الاول الا جابر بن عبدالله بن رئاب فانه لم يخرج في ذلك الموسم. فجاءه خمسة من الستة الاول. ومعه سبعة رجال اخرون من الانصار. وهم معاذ بن الحارث وهو ابن وعبادة ابن الصامت وذكوان ابن عبد القيس والعباس ابن عبادة ابن نضرة ويزيد ابن ثعلبة وعويم بن سعدة الاوسي وابو الهيثم ابن التيجان الاوسي ايضا. عشرة رجال من الخزرج ورجلان من الاوس فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم البيعة الاولى وهي بيعة النساء عن عبادة ابن الصامت رضي الله تعالى عنه قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء على مثل ما يبايعه عليه مثل ما بايع النبي صلى الله عليه وسلم عليه النساء. وذلك قبل ان تفرض الحرب. على ان لا نشرك بالله شيئا ولا نسرق ولا نزني. ولا نقتل اولادنا ولا ان اتي ببهتان نفتريه بين ايدينا وارجلنا ولا نعصيه في معروف قال فان وفيتم فلكم الجنة وان غشيتم من ذلك شيئا فامركم الى الله ان شاء عذب وان شاء غفر اصل هذا الحديث في الامام البخاري وهذا اللفظ لفظ الامام احمد ثم انصرفوا اي رجعوا راشدين الى المدينة بعد بيعة العقبة الاولى وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم معلما يعلمهم امر دينهم فارسل معه النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير ابن هاشم ابن عبد مناف ابن عبد الدار وبعث اليهم الاعمى عبدالله بن مكتوم فكانا يقرئانهم القرآن ويدعوانهم الى الاسلام واسلم بدعوة مصعب وعبدالله بن مكتوم عدد كثير من الانصار. ثم اتى من قابل سبعون ونجف فبايعوا يخفون بيعتهم ليلا ونعم ربيعة جزاء من بايع فيها الجنة ثانيا انه في العام المقبل بعد ذلك جاء اهل العقبة الثانية وهم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان. كما حدث بذلك كعب بن مالك رضي الله تعالى عنه وكان ممن شهد العقبة الثانية وقال في حديث الثلاثة الذين خلفوا ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة ليلة العقبة وما احب ان لي بها بدرا وان كانت بدر اذكر في الناس منها قال كعب بن مالك وعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة من اوسط ايام التشريق فلما كانت الليلة التي وعدنا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم نمنا في رحالنا مع قومنا. حتى اذا ذهب ثلث الليل خرجنا نتسلل تسللا قطعا حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ونحو ونحن ثلاثة وسبعون رجلا ومعنا امرأتان وهما نسيبة بنت كعب النجارية واسماء بنت عمرو بن عدي السلمية. من بني سلمة بكسر اللام ولكن في النسب تفتح اللام. كما قال العراقي رحمه الله السلمية في فحفل الانصاري ومن يكسر لامه كاصله لحم. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ومعه العباس ابن عبدالمطلب والعباس يومئذ رجل مشرك. ولكنه كان آآ حاميا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحانيا عليه. وتكلم العباس ابن عبد المطلب اولا وقالوا يا معشر الخزرج وهم في الحقيقة منهم الخزرج ومنهم الاوس لكن العرب كانت تسميهم الخزرج لان الخزرج اكثروا الانصار. قالوا يا معشر الخزرج ان محمدا فينا ما قد علمتم من العزة والمنعة. وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه فهو ذي عزة ومنعة. وانه قد ابى الا انه قد ابى الا الانحياز اليكم فان كنتم مانعيه فذلك شأنكم. والا فاتركه فهو في عزة ومنعة من قوم. قالوا قد سمعنا ما قلت فتكلم يا رسول الله صلى الله عليه وخذ لنفسك فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله واثنى عليه ورغب في الاسلام وتلا بعض القرآن ثم قال ابايعكم على ان تمنعوني مما تمنعون منه نسائكم وابناءكم. قال البراء بن معروض رضي الله تعالى عنه هو الذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه ازرنا. يعني النساء. فبايعنا فنحن والله اهل الحرب والحلقة ورثناها كابرا عن كابر فتكلم ابو الهيثم ابن التيجان رضي الله تعالى عنه قال يا رسول الله ان بيننا وبين القوم يعني اليهود حبالا اي عهودا وانا قاطعوها ان بيننا وبين القوم يعني اليهود حبالا اي عهودا. وانا قاطعوها فهل عسيت ان اوهرك الله على قومك ان ترجع الى بلدك يعني ترجع الى مكة وتتركنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا. بل انا منكم وانتم مني الدم والهدم الهدم انا منكم وانتم مني. فرضوا بذلك. واخذ النبي صلى الله عليه وسلم منهم اثني عشر نقيبا. اي عرفاء على بطون الانصار. اتخذ منهم اثني عشر نقيب لما تكلم العباس ابن آآ عبادة ابن نضلة فقال يا معشر الانصار اتعلمون على ما تبايعون هذا الرجل انكم تبايعونه على نهجة الاموال وقتل الاشراف. فان كنت توم اذا نهكت اموالكم وقتل اشرافكم تاركوه فانه عار الدنيا وخزي الاخرة. وان كنتم تصبرون على ذلك فبايعوه فوالله انه خير الدنيا والاخرة فقالوا بل نبايعه على نهكة الاموال وقتل الاشراف. فما لنا ان فعلنا ذلك يا رسول الله؟ قال الجنة. قالوا ابسط يدك نبايعك فبايعوه صلى الله عليه وسلم للحماية وهي بيعة العقبة الثانية. وكانت الخزرج تقول ان ابا امامة اسعد بن الزرارة هو اول من ضرب يد النبي صلى الله عليه وسلم مبايعا. والاوس يكون دون بل هو ابو الهيثم ابن التيان. بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا. ورجعوا في تلك الليلة الى رحالهم وباتوا في مضاجعهم. ثم انه سمعت قريش هاتفا وهو الشيطان يقول ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد بايعه الخزرج. فجاء المشركون الى الانصار قالوا يا معشر الخزرج والله ما حي من العرب اشد علينا عداوته منكم وقد بلغنا انكم لقيتم هذا الرجل وانكم تابعتموه. فجعل من كان حاضرا من مشركي الانصار مشركي اهل المدينة. يقولون والله ما علمنا بهذا ووالله ما بايعنا الرجل وما لنا علم بهذا وسكت المسلمون فكفاهم المشركون اه حينئذ جواب اه قريش. فكان كعب يقول والله لقد صدقوا والله ما علموا بهذا ولم يشعروا بها. وكانت هذه هي العقبة وبدأ المسلمون يهاجرون حينئذ الى المدينة. قال فما اتى من سبعون ونجفون فبايعوا يخفون بيعتهم اي بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم وهم يخفون بيعتهم كما قال كعب بن مالك خرجنا حين ذهب ثلث الليل نتسلى تسلل القطع. ونعم البيعة جزاء من باع فيها الجنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم حين قالوا ما لنا ان فعلنا ذلك اي حميناك واويناك وامنا بك؟ قال لكم الجنة. وقد وفوا رضي الله تعالى عنهم بما عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم عليها. ونقتصر عليها القدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت