وكان عامر بن فهيرة يعفي اثرها بغنمه اي يمر بغنمه على اثر اسماء حتى لا يرى وعاهد ابو بكر رضي الله تعالى عنه الى ابنه عبد الله ابن ابي بكر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على افضل المرسلين خاتم النبيين وعلى اله واصحابه اجمعين. ومن تبع انبياء سالمين الى يوم الدين نبدأ بعون الله تعالى وتوفيقه الدرس الرابع عشر من التعليق على الفية الامام العراقي رحمه الله تعالى في السيرة النبوية الشريفة. وقد وصلنا الى قوله الهجرة الى المدينة. قال رحمه الله فشى الاسلام بالمدينة هاجر من هاجر من يحفظ فيها دينا وعزم النبي ان يهاجر فرده وعزم الصديق ان يهاجرا فرده النبي حتى هاجرا وعزم الصديق ان يهاجرا فرده النبي حتى هاجرا معا اليها فترافقا الى غار بثور ثم بعده ارتحلا ومعهما عامر مولى الصديق وابن اريقط وابن اريقط دليل للطريق فاخذوا نحو طريق الساحل والحق للعدو خير شاغلي تبعهم سراقة ابن مالك يريد فتكا وهو غير فاتك لما دعا عليه الساخة الفرس ناداه بالامان اذ عنه حبس. قال واذ فشى الاسلام بالمدينة هاجر من يحفظ فيها دينه ذكرنا قبل ان النبي صلى الله عليه وسلم بايع الانصار بيعتيني البيعة الاولى والبيعة الثانية وبعد البعث في الثانية اه انتشر الاسلام في المدينة ولم يبقى حي من الانصار الا وفيهم مسلمون وآآ ارسل النبي صلى الله عليه وسلم كما قلنا دعاة الى المدينة ثم اذن لاصحابه في ان يهاجروا اليها فخرج المسلمون من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة. وبقي النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر ان يأذن له ربه في الهجرة فهاجر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق بمكة من الصحابة ممن هو غير محبوس الا ابو بكر رضي الله تعالى عنه وعلي ابن ابي طالب وكان ابو طالب كان كان علي كان ابو بكر رضي الله تعالى عنه قد هم بالهجرة كما قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا لما هم ابو بكر رضي الله تعالى عنه بالهجرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا. وهذا معنى قوله وعزم الصديق ان يهاجر فرده النبي حتى هاجر. معنى فرده اي قال له لا تعجل وهاجرا بالف الاثنين. واما ان يهاجر فهي الف الاطلاق. وعزم الصديق ان يهاجر اي ان يهاجر ورده الصديق فرده النبي صلى الله عليه وسلم حتى هاجر اي هاجرا معا ولما رأت قريش ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قد خرجوا الى المدينة وانه اصبحت لهم منعة وقوة وحماية بالمدينة خافوا ان يخرج النبي صلى الله عليه وسلم ايضا الى المدينة ويفلت منه فاجتمعت قريش في دار قصي ابن كلاب وهي دار الندوة دار التي تجتمع فيها قريش وتقضي فيها عوائم امورها وتمثل لهم الشيطان في صورة شيخ نجدي حضر معهم وقالوا من انتقل شيخ من نجد بلغني انكم اجتمعتم من اجل النظري في هذا في شأن هذا الرجل وعسى ان لا تعدموا مني رأيا فتكلموا فقال بعضهم نحبسه ونتربص به ما اصاب من قبله من الشعراء كزهير والنابغة قال تعالى ام يقول لنا ام يقولون شاعر نتربص بهريب المنون اي قالوا نحبسه ونأسره وننتظر به ما اصاب الشعراء قبله كزهير والنابغة وقال بعضهم بل نتركه يخرج ويترك لنا ديننا ولا علينا ان يتبعه ان يتبعه غيرنا وكان الشيخ النجدي هذا كلما تكلموا برأي من هذه الاراء عقب عليه فقال في الرأي الاول وهو الحبس ما هذا برأيي والله لان حبست امه ليخرجن آآ امره وليهتن من بين ايديكم ثم لما قالوا نتركه يخرج قال الم تروا حسن حديثي و بلاغة كلامه يوشك ان يغلب على حي من العرب فيتبعوه فيطأكم به فقال ابو جهل والله ان عندي رأيا ما اراكم وقفتم عليه قالوا قل يا ابا الحكم قال ارى ان نأخذ من كل قبيلة من قبائل قريش رجلا نسيبا وسطا فيهم فيضربوه ضربة رجل واحد اذا ضربوه ضربة رجل واحد تفرق دمه في قريش فلم يستطع بنو هاشم ان يقاتلونا جميعا فيرضون منا حينئذ بالدية فنعطيهم اياها وقال الشيخ النجدي هذا الرأي واجمعوا على ان يقتلوه بعد اختلافهم فيما يفعلون به قال الله تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكرون الله والله خير الماكرين. ليثبتوك انه يحبسوك او يقتلك او يخرجك. كانت هذه الاحتمالات الثلاثة التي وضعت قريش بعضهم قالوا نخرج. بعضهم قال نحبس. بعضهم قال نقتل نقتل. ثم استقر رأيهم على القتل وخرجوا يريدون ان يرصدونه في داره. فجاء الوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وان لا يبيت في داره. ودعا النبي صلى الله عليه وسلم علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وامره ان يبيت بمضجعه وان يتسجى وهذه منقبة عظيمة لعلي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه انه كان بات يفدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم والقى حصيات على القوم فسقطوا نائمين جميعا وبقي علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ببيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في مكانه متسجيا ببرده رضي الله تعالى عنه وارضاه. وجاء النبي صلى الله عليه وسلم الى ابي بكر اخبره ان الله تعالى قد اذن له بالخروج الى المدينة. وفرح ابو بكر رضي الله تعالى عنه بذلك فرحا عظيما قالت عائشة رضي الله تعالى عنها والله لقد بكى من الفرح وما كنت اظن ان احدا يبكي من الفرح حتى رأيت ابا بكر يبكي من الفرح حين اخبره النبي صلى الله عليه وسلم بان الله تعالى قد اذن له في الهجرة انه صاحبه في الهجرة. وخرجا يمشيان الى جبل يقال له ثور فدخل في غار فيه ثمان قريش جعلت تطلع فترى علي مسجل ببرج النبي صلى الله عليه وسلم وتظن انه النبي صلى الله عليه وسلم تنتظر خروجه حتى اصبحوا فخرج عليهم علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه فقالوا ترون قالوا والله لقد افلت افلت الرجل اه من بين ايديكم. وكان ابو بكر رضي الله تعالى عنه قد احكم خطة الهجرة فعامل رجلا من المشركين يقال له عبدالله بن اريقط على ان يأتيهم الركاب التي سيسافرون عليها بالابل التي سيسافرون عليها بعد ثلاثة ايام في غار ثأر وامر غلامه وخادمه عامر بن ابو هريرة ان يريحها غنمه عن عليه في الغار يريد ان يشرب من البانها وكانت اسماء بنت ابي بكر رضي الله تعالى عنها وعن ابيها وامها كانت تأتيهم بالطعام ان يظل في اندية قريش يتتبع الاخبار واخبار الطلب. ويأتيهم في الليل اخبار قريش وما فعلوا في شأن طلبهم للنبي صلى الله عليه وسلم وبحثهم عنه فدخل النبي صلى الله عليه وسلم الغار مع ابي بكر رضي الله تعالى عنه وهو صاحبه الذي باذن الله تعالى عليه وذكره في محكم كتابه. قال تعالى الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين فروثان جذنين اذ هما في الغار. اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا. وكان الكرة قد بحثوا اشد الطلب البحث حتى انهم جاؤوا الى الغار ونوروها اعماهم الله سبحانه وتعالى عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم وكان ابو بكر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم لو نظر احدهم الى رجليه لابصرنا فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟ ثم اقام على ذلك ثلاثة ايام واراد بذلك ان يخف الطلب لانه كلما تقدم الوقت كلما قنطت قريش وعلمت انها لن تدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال وعزم الصديق ان يهاجر فرده النبي حتى هاجرا معا اليها اي الى المدينة فترافق خرجا رفيقين الى المدينة خرجا اولا الى غار بثور الى الى غار في جبل يقال له ثور ثم بعد ارتحل اي بعد ثلاثة ايام ارتحلوا الى المدينة وهم اربعة كما قال ومعهما عامر مولى الصديق وابن اريقط دليل للطريق يعني انهم حين خرجوا من الغار كانوا اربعة رجال. النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر وعامر بن فهيرة مولى ابي بكر رضي الله تعالى عنه وعبدالله بن اريقط الدؤلي وهو رجل مشرك ولم يثبت شيء في اسلامه لكنه كان صاحب امانة وهو في تلك الايام لم يكن مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار. وقد علم امر قريش وانهم رصدوا الدية اي مئة من الابل لمن يأتي بمجرد خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كان رجلا امينا فلم يخبر قريشا بهذا الامر ولم تغره جائزتهم التي رصدوها لاخذ النبي صلى الله عليه وسلم او العثور عليه ومعهما اي حين خرجوا من الغار عامر بروفوهيرة مولى الصديق ومولى ابي بكر رضي الله تعالى عنه وهذا الضرب كما قلنا اليس من الرجز؟ ولو قال وعمل معهم وعامر معهم مولى العتيق وابن اريقط دليل للطريق لست لم من هذا وعامر معهم مولى العتيق. ابو بكر رضي الله تعالى عنه يقال له العتيق كما يقال له الصديق لكن الصديق لا تتهيأه الرجزي هنا وعامل مع همومنا العتيق وابن اريقط دليل للطريق لسلم منها ذكره عامر معه وعامر ومعهما عامر مولى الصديق وابن اريقط دليل بالطريق فاخذوا نحو طريق الساحل اخذوا طريق الساحل متجهين الى اه المدينة والحق اي الله سبحانه وتعالى للعدو خير شاغل يعني ان الله تعالى شغل عنهم عدوهم تبعهم سراقة بن مالك تبعهم رجل يقال له سراقة بن مالك بن جعشم المدلج من بني مدلج بن بكر وكان آآ سمع رجلا يتحدث وقال انه رأى اه رجالا من شأنهم كذا وكذا وظن ان انه غالب على ظنه ان المقصود هو النبي صلى الله عليه وسلم ورفقته فاسكت الرجل وقال اولئك بنو يبحثون عن ضالة لهم. وكان انما فعل ذلك يرجو ان يلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم وان يرده لكي يفوز بالدية التي رصدتها قريش للتيان بالنبي صلى الله عليه وسلم فاخرج سهامه من كنانته واستقسم بالازلام فخرج السهم الذي يكره اي الذي يأمره بالا يذهب فذهب اخذ سلاحه وركب فرسه وسار على الطريق التي وصفها له الرجل حتى ادرك النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر فلما كان على مكر منهم ساحة قوائم رجله رجل فرسه في الارض وسقط عنها سقطة شديدة. وكان النبي صلى المكدعة عليه فقال اللهم اكفنا شره بما شئت كان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا عليه فقال اللهم اكفنا شره بما شئت فرسه وسقط عنها سقطة عظيمة ثم قام من كبوته واستقسم بالازلام فخرج السهم الذي يكره اي الذي يأمره بان لا يذهب فعصى الازلام وذهب في يريد النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان على مقربة منهم ساخت قوائم فرسه في الارض وسقط سقطة اشد من التي قبلها فعلم انهم معصومون ممنوعون منها. فناداهم الامانة الامان اي ان يؤمنوا وسألهم ان يلحق بهم. اي ان يأتيهم ويكلمهم. فجاء للنبي صلى الله عليه وسلم وكلمه وكتب له النبي صلى الله عليه وسلم امانة وقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف بك اذا لبست سواري كسرى وقد تحققت معجزة النبي صلى الله عليه وسلم بالاخبار بهذا المغيب في خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه فان سراقة ابن مالك لبس اسورة كساء. قال تبعهم سراقة ابن ما لك؟ يريد فتكا وهو غير فاتك بهم لان الله تعالى عصم نبيه صلى الله عليه وسلم امنا. لما دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله اللهم اكفنا شره بما شئت ساخر قوائم فرسه في الارض فسقط عنها. ثم حاول مرة ثانية فسقط سقطة اشد من التي قبلها. ثم ناداهم فاتاهم وكلمهم كما اسلفنا انفا. ذكر مروره صلى الله الله عليه وسلم بام معبد. قال مروا على خيمة ام معبدي وهي على طريقهم بمرصد وعندها شاة اضر الجهد بها وما بها قوى تشتد فمسح النبي صلى الله عليه وسلم منها الضرعة فحلبت ما قد كفاهم وسعى وحلبت بعد اناء اخر ترك ذاك عندها وسافر ذكر هنا انه مر على امرأة يقال لها ام معبد لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم موضعا يقال له قديد فرأى خيمته فجاء الى تلك الخيمة فوجد فيها امرأة وهي عاتكة بنت خالد الخزاعية. امرأة من خزاعة يقال لها عاتكة بنت خالد واشتهرت بكنيتها ام معبد وقد اكرمها الله تعالى بالاسلام بعد ذلك فاسلمت وحسن اسلامها. وسيأتي نعتها للنبي صلى الله عليه وسلم اي وصفها آآ للنبي لخلق النبي صلى الله عليه وسلم وصورته الكريمة. سيأتي ذلك في باب الشمائل مروا على خيمة ام معبد عند موضع يقال له قضيت. وهي على طريقهم بمرصدي واصل المرصد مكان الرصد اي المكان الذي ينظر فيه ويرصد فيه من يمر اه على الطريق ونحوها والمعنى انها على طريقهم فسألوها ان تبيعهم لحما او تمرا اذا كانت عندها فقالت والله لو كان عندنا ما اعوزناكم وما احوجناكم الى بيعه اخبرته انه ليس عندها شيء من الطعام فرأى النبي صلى الله عليه وسلم شاة قد اقعدها الجهد في الضعف والشدة فما تستطيع ان تذهب في المرعى فقال ما هذه الشاة؟ قالت شاة اقعدها لجهد قال اتأذنين في احتلابها؟ قالت ان بدا لك ان تفعل والله ما طرقها فحل وما بها. لبأ وما بها قوة طاقة فمسح النبي صلى الله عليه عليه وسلم درعت تلك الشاه فاسبل ضرعها وامتد وحلب النبي صلى الله عليه معقد كفاهم وسعا اي ما يبلغه وسعهم اي طاقتهم ما تحتمله طاقتهم من الري هلب منها في قدح فشربوا حتى ارتوا ثم حلب منها قدحا اخر وتركه لام معبد. وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مسافرا. قال فمسح النبي منها الضرع فحلبت ما قد كفاه موسى حلبت بعده اناء اخر ترك ذاك الاناء الثانية عند ام معبد وسافر خرج مواصلا سفره صلى الله عليه وسلم الى المدينة وسمعت قريش هاتفا يهتف في جبال مكة ينشد قوله جزى الله رب العرش خير جزائه رفيقين حلا خيمتي ام المعبد هما نزلا بالبر ثم ترحلا فافلح من امسى رفيق محمد صلى الله عليه وسلم وخرج النبي صلى الله عليه وسلم فواصل سفره الى المدينة حتى بلغ قباء ونقتصر على هالقدر ان شاء الله سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك ونتوب اليك