لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين. اما بعد فلا زلنا مع شرح بن عقيل على الفية ابن مالك يقول في الصفة المشبهة باسم الفاعل صفة استحسن جر فاعلي. معنى بها المشبه المشبهة اسم الفاعل وصوغها من لازم لحاضر كطاهر القلب جميل الظاهر. وعمل اسم فاعل المعدى لها على الحد الذي قد حد وسبق ما تعمل فيه مجتنب وكونه ذا سببية وجب. يقول الشيخ الصفة ما دل على معنى وذات اسم فاعل اسم مفعول افعل تفضيل الصفة المشبهة. علامة الصفة المشبهة استحسان جر فاعلها. حسن الوجه حسن وجهه منطلق اللسان منطلق لسانه طاهر القلب طاهر قلبه ثلاثة وهذا لا يجوز في غيرها من الصفات. زيد ضارب الاب عمرا. تريد ضارب ابوه عمرا. زيد قائم الاب غدا تريد زيد قائم ابوه غدا. وقد تقدم ان اسم المفعول يجوز اضافته الى مرفوع. زيد مضروب الاب وهو وحينئذ جار مجرى الصفة المشبهة. الرابع لا تساق الا من لا تصاغ الا من فعل لازم طاهر القلب جميل الظاهر ولا تكون الا للحال. فلا تقول زيد حسن الوجه غدا او امس. ولا تصاغ من فعل متعدد زيد قاتل الاب بكرا. تريد قاتل ابوه بكرا. الصفة المشبهة اذا كانت من فعل ثلاثي تكون ما وازن المضارع نحو طاهر القلب ما لم يوازنه وهو كثير. جميل الظاهر حسن الوجه كريم الاب. وان كانت من غير الثلاثي وجب موازنتها المضارع طالق اللسان. المسألة الخامسة يثبت لهذه الصفة عمل اسم الفاعل المعد الرفع والنصب زيد حسن الوجه او زيد حسن الوجه. ففي حسن ضمير مرفوع هو الفاعل. والوجه منصوب على التشبيه بالمفعول به. لان حسنا بيضارب فعمل عمله. الصفة المشبه تعمل على الحد الذي سبق في اسم الفاعل. وهو انه لابد من كما انه لا بد من اعتماده. لما كانت الصفة المشبهة فرعا في العمل عن اسم الفاعل قصرت عنه فلم يجز تقديم معمولها عليها. كما جاز في اسم الفاعل فلا تقول زيد الوجه حسن كما تقول ايد عمرا ضارب. ولم تعمل الا في السبب. يعني قول سببي انه جزء من هذا الكيان. مثل الوجه جزء من حسد او من زين زيد حسن وجهه. ولا تعمل في الاجنبي لان عمرو ليس هو زيد ولا تعمل في اجنبي فلا تقل زيد حسن عمرا. واسم الفاعل يعمل في السبب زيد ضارب ما هو والاجنبي زيد ضارب عمرا والله اعلم