الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على اشرف المرسلين محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فلا زلنا مع شرح بن عقيل على الفية ابن مالك قال وانعت بمشتق كصعب وذرب وشبهه كذا وذي والمنتسب ونعتوا بجملة منكرة فاعطيت ما اعطيته خبرا وامنع هنا ايقاع ذات الطلب وان اتت فالقول اضمر تصيبي ونعتوا بمصدر كثيرا فالتزموا الافراد والتذكير. عندنا لا ينعت الا بمشتق لفظا او تأويله. ومعنى كلمة مشتق هنا ما اخذ من المصدر للدلالة على معنى وصاحبه. كاسم الفاعل واسم المفعول. والصفة المشبهة باسم الفاعل وافعل التفضيل والمؤول بالمشتق كاسم الاشارة مررت بزيد هذا وكذا ذو. بمعنى صاحب مررت برجل ذي مال اي صاحب مال. والموصولة مررت برجل ذو قامة اي القائم والمنتسب مررت برجل قريش منتسب الى قريش. المسألة الثانية تقع الجملة نعتا كما تقع خبرا وحالا. وهي مؤولة بالنكرة. ولذلك لا بها الا النكرة مررت برجل قام ابوه اي او ابوه قائم ولا تنعت به المعرفة. فلا تقول مررت بزيد قام ابوه. او ابوه قائم. اذا مررت برجل قام ابوه جملة فعلية. مررت برجل ابوه قائم جملة اسمية وزعم بعضهم انه يجوز نعت المعرف بالالف واللام الجنسية بالجملة وجعل منه قوله تعالى واية لهم الليل نسلخ منه النهار وقول الشاعر ولقد امر على اللئيم يسبني فمضيت ثم فقلت لا يعنيني فنسلخ صفة لليل ويسبني صفة للئيم. ولا يتعين ذلك يعني قوله الرد عليه انه لي جواز والناس الاخوة يسبني حالين يعني يجوز اعرابها حال واشار بقوله فاعطيت ما اعطيته خبره الى انه لابد للجملة الواقعة صفة من ضمير يربطها بالموصوف وقد يحذف للدلالة عليه وقال الشاعر وما ادري اغبرهم ثناء وطول الدهر ام مال اصابوا المسألة الثالثة يقول وفي كيفية حذف قوله احدهم انه حذف بجملة دفعة واحدة. يعني عندنا قوله سبحانه عند قول الشاعر التقدير ام مال اصابه فحذف الهاء وقوله تعالى واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا اي لا تجزي فيه فحذف فيه. وفي كيفية حذف حذفه قولان احدهما انه حدث بجملته دفعة واحدة اي فيه كلها حذفها جملة حذاء والثاني انه حذف على التدريج فحذف في اولا فاتصل الظمير بالفعل فصار تجزيه ثم حذف هذا الضمير المتصل وصار تجزي. المسألة الثالثة لا تقع الجملة الطلبية صفة الجملة الخبرية تقع صفة. جملة الطلبية لا تقع صفة فلا تقول مررت برجل اضربه فتقع خبرا خلافا لابن الانباري فتقول زيد اضربه ولم ما كان قوله فاعطيت ما اعطيته خبرا يوهم ان كل جملة وقعت خبرا يجوز ان تقع صفة قال وامنع هنا ايقاع ذات الطلب اي امنع وقوع الجملة الطلبية في باب النعت. وان كان لا يمتنع في باب الخبر ثم قال فان جاء مظاهره انه نعت فيه بالجملة الطلبية فيخرج على اضمار القوا ويكون القول المضمر صفة والجملة الطلبية معمولة القول المضمر. حتى اذا جن الظلام واختلط جاؤوا بمذق هل رأيت الذئب قط فظاهره هذا ان قوله هل رأيت الذئب قط؟ صفة لمذق وهي جملة طلبية ولكن ليس هو على ظاهره بل هل رأيت الذئب قط مقول لقول مضمن ان هو صفة لمذق والتقدير بمذق مقول فيه. هل رأيت الذئب قط؟ فان قلت هل يلزم هذا التقدير في الجملة الطلبية اذا وقعت في باب الخبر فيكون تقدير قولك زيد اضربه زيد مقول فيه اضربه فالجواب ان فيه خلافا. فمذهب ابن السراج والفارسي التزام ذلك ومذهب الاكثرين عدم التزامه المسألة الرابعة يكثر استعمال المصدر نعتا مررت برجل عدل وبرجلين عدل وبرجال عدل وبامرأة عدل وبامرأتين عدل وبنساء عدل ويلزم حين اذا الافراد والتذكير والنعت به على خلاف الاصل لانه يدل على المعنى لا على صاحبه وهو مؤول اما على وضع عدل موضع عاد او على حذف مضاف والاصل مررت برجل ذي عدل ثم حدث لي واقيم عدل مقامة. واما على المبالغة بجعل العين نفس المعنى مجازا او ادعاء ان وبذلك انها تكون انتهينا من هذا المبحث