الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ احمد بن محمد الصقعوط حفظه الله يقدم الحديث الحادي والاربعون عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح حديث عبد الله بن عمرو المذكور اخرجه البخاري وابو الشيخ في كتاب الحجة من رواية نعيم ابن حماد قال اخبرنا عبد الوهاب ابن عبد المجيد الثقفي عن هشام ابن حسان عن محمد ابن سيرين عن عقبة ابن اوس عن عبد الله ابن امر به وقد صححه النووي كما هنا. قال حديث حسن صحيح. وظعف الحديث ابن رجب رحمه الله وقال ان تصحيح هذا الحديث بعيد جدا. وهذا الحديث اعل بعدة علل. العلة الاولى تفرد نعيم ابن حماد المروزي ونعيم وان كان حجة في باب العقائد لكنه في الرواية ضعيف. رحمه الله قد ضعفه طائفة وقالوا عنده مناكير. وقال ابن معين ليس بشيء. ولكنه صاحب سنة. ولكنه صاحب سنة ايضا اختلف فيه على نوعين. وايضا في اسناد عقبة بن اوس متكلم في روايته عن عبد الله ابن عمرو. والحديث مع انه صحيح وان كان اسناده ضعيف معناه صحيح. فالعبد لا يكمل ايمانه الكمال الواجب. حتى تكون محبته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الاوامر والنواهي في حب ما امر الله به ورسوله ويكره وما نهى الله عنه ورسوله كما قال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلم تسليما. وقال تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم وفي هذا الحديث وما دل يشهد له من النصوص الاخرى تحذير للعبد من ان يجعل عقله حاكما على الشرع بل يجعل الشرع قائدا ودليلا لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به ولذلك من الطواغيت التي عطلت بسببها النصوص. نصوص الكتاب والسنة تحكيم العقول على النقول وجعل العقل حاكم على النقل. وقد ذكر هذا الطاغوت العلامة ابن القيم في كتابه الصواعق المرسلة وذكر ان هذا احد الطواغيت التي بسببها عطلت الشريعة. ورد واجاب عن هذا باجوبة طويلة وهذا ايضا من القواعد التي اه بنى عليها الامام ابن تيمية رحمه الله كتابه العظيم درء تعارض العقل والنقل. رد فيه على ابي عبدالله الرازي واجاب عنه باعجوبة عديدة وايضا العبد كلما كان اعظم حبا لله عز وجل فان اقباله على طاعة الله يكون اعظم وبعده عن معصية الله يكون اعظم لان هواه يكون تبعا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. وما فرط عبد في واجب او ارتكب محرما الا لنقص محبة الله عز وجل في قلبه. فعلامة المحب الصادق ان يكون حبه وبغضه وعطاؤه ومنعه تابع لما يحبه ربه. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله في الصحيحين عن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ومنها قال طبعا قال ان يحب الله ورسوله ان يحب الله ورسوله احب الى ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب المرء لا يحب الا لله وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار. وفي سنن ابي داوود من حديث ابي امامة. قال عليه الصلاة والسلام من احب وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان. وفي هذا الحديث ايضا دلالة على وجوب الرضا بحكم الله ورسوله. وما دل عليه من الاحكام. وما امر به من الاوامر والنواهي. قال بعض السلف كل من ادعى محبة الله عز وجل ولم يوافق الله في امره فدعواه باطلة. وكل محب ليس يخاف فهو مغرور. وقال يحيى ابن معاذ ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدود الله. ليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدود الله. لا يؤمن احد حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. لان علامة المحب الصادق ان يكون هو الله تبعا لمحبوبه. واعظم محبوب هو الله. تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا محال في القياس شنيع. لو كان حبك صادقا لاطعته. ان المحب لمن يحب مطيع. ولذلك من علامات المحبة الصادقة ان يحب العبد لا يحبه الا لله الحب في الله والبغض في الله من اوثق عرى الايمان. وموالاة اهل الايمان من علامات المحبة الصادقة ومعاداة اهل الكفر من علامات المحبة الصادقة المحبة الله. نعم