فقال الرجل يا رسول الله افي كل عام هذه مسألة مسكوت عنها وتوجه الخطاب للرجل بأن لا يبحث عن هذا. فسكت عن وجوب الحج. هل يتكرر ام لا يتكرر؟ والأصل وتلك حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه وكقوله تلك حدود الله فلا تعتدوها والثالث ان يقوم بعد ذكر الحدود النهي عن المقاربة فلا تقربوها في اية البقرة المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح الاربعين النووية. الدرس عاشر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق الحمد واوفاه واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله ومصطفاه صلى الله وعليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين معنا الحديث الثامن والعشرون حديث ابي نجيح لارباب ابن سارية رضي الله عنه اقرأ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي نجيح العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فاوصه قال اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عزل. فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث اصل في بابه ببيان الاستمساك بتقوى الله جل وعلا والوصية بذلك والاستمساك بالسمع والطاعة. وبالسنة وبطريقة الخلفاء الراشدين المهديين من بعد النبي عليه الصلاة والسلام قال العرباض ابن سارية رضي الله عنه وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة الوهم هو التذكير الامر والنهي وبحقوق الله جل وعلا في الامر والنهي يعني فيما امر به ونهى عنه وهذا يكون معه غالبا التخويف الموعظة قد تكون بترغيب وقد تكون بترهيب والغالب عليها ان يكون معها التخويف من عدم امتثال الامر او بارتكاب النهي قد جاء ذكر الموعظة في القرآن في عدد من المواضع والمفسرون فسروها باتباع الامر او بالتذكير باتباع الامر والتذكير اجتناب النهي قالوا ان لفظ وعظ بمعنى جعل غيره في عظة والعظة نوع مما يحصل به الاعتبار وذلك من اثار الاستجابة للتخويف او التهديد او الانذار او الاعلام وما شابه ذلك فلهذا فسرت الموعظة فيما جاء في القرآن بانها كما ذكرت لك امتثال الاوامر واجتناب النواهي والقاء ذلك بشيء من التخويف منهما وعمت الموعظة امور الترغيب والترهيب فيقال هذه موعظة اذا ذكر بالله وبالآخرة وبأمر الله ونهيه. وبعقوبة المنته بعقوبة المنتهي عن الامر او المرتكب المنهي. حين يذكر بعقوبته في الاخرة في الدنيا صار واعظا المقصود من هذا ان قوله هنا وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب ويرفث منها العيون سبب الوجل وجل القلوب. وسبب ان العيون ذرفت انه اشتملت على اشياء. منها التخويف الوعيد ومنها انه نبههم انه سيفارقهم فجمع عليه الصلاة والسلام لهم بابين الاشعار بمفارقته لهم عليه الصلاة والسلام وما بين تذكيرهم بأمر الله جل وعلا وبحدوده واوامره والتخويف من مخالفة ذلك فقال رضي الله عنه وجلت منها القلوب ولغفت منها العيون والوجل وجل القلوب اعظم من خوفها لان الوجل خوف وزيادة وهو الخوف الذي معه اضطراب تردد في هذا الامر يعني انه خاف منه مع كون القلب راغبا راهبا في هذا الامر وهناك درجات هي الرهبة والخوف والوجل فكلها داخلة في معنى الخوف لكن كل واحدة لها مرتبتها قال فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع يعني لما اشتملت عليه من الاشارات ولما كانت عليه من انها جامعة فاستشفوا انها موعظة مودع لهم فكأنه عليه الصلاة والسلام جمع لهم ما يحتاجون وارشدهم بذلك الى انه ربما فارقهم لانه جمع اشياء كثيرة في مكان واحد قال فاوصنا ومر معنا معنى الوصية قال عليه الصلاة والسلام اوصيكم بتقوى الله عز وجل والتقوى هي وصية الله من الاولين والاخرين. وقد ذكرنا لكم ان معنى التقوى ان تجعل بينك وبين عذاب الله وسخطه وعقابه في الدنيا والاخرة وقاية. وهذه الوقاية بامتثال اوامره واجتناب مناهيه والعمل بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم التقوى في كل مقام بحسبه. وقد فسرت التقوى بعدة تفسيرات ذكرناها لكم. ومن سمع قول خلق ابن حبيب رحمه الله تعالى ان التقوى هي ان تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله وان تترك معصية الله على نور من الله تخشى عتاب الله فجمع في هذا التعريف بين الترك والعلم والنية. وهذا هو حقيقة التقوى في الاوامر والنواهي. قاله اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا قال والسمع والطاعة. والسمع والطاعة حقان الامام او للامير وهما من ثمرات البيعة. لان البيعة عقد وعهد على السمع والطاعة. وتحصل بالمباشرة وتحصل الجنابة والسمع والطاعة من ثمرات البيعة. فالامام المسلم اذا بايعه طاهفا من اهل العلم ومن يشار اليه في الحل والعصر فانهم فان في بيعتهم له على السمع والطاعة وعهدهم له ان يسمعوا ويطيعوا في ذلك مبايعة بقية المسلمين. وعلى هذا جاءت سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء الراشدين. فالسمع والطاعة كما ذكرت لك لا فرق بينه وبين البيعة. ومن فرق بين بيعة وبين السمع والطاعة في الحقوق التي للامام المسلم او للامير المسلم فلا دليل له سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا من عمل الصحابة والتابعين ولا من قول اهل السنة والجماعة اتباع السلف في عقائدهم. السمع والطاعة للامير المسلم حق من حقوقه. لقول الله جل وعلا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. لكن السمع والطاعة له لا تجب له حق انه استقلالا وانما هي على وجه التبع. يعني انها تبع لطاعة الله وطاعة رسوله لهذا جاء في الاحاديث بيان ان الطاعة انما هي في المعروف. والمعروف هو ما ليس معصية يعني ما عرف بالشرع حسنه وهو ما ليس بمعصية. ولهذا جاء في احاديث اخرى بيان فان الطاعة تكون في غير المعصية. وعلى هذا اعتقاد اهل السنة والجماعة في امتثالهم لهذه الوصية العظيمة منه عليه الصلاة والسلام اوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة. السمع والطاعة كما وناس يعني ايه في غير المعصية؟ فاذا كان في الواجبات السمع والطاعة لامر الله جل وعلا الراشدين لان معاوية احق منه بهذا الوصف لو كان هذا الوصف سائغا. اما الخلفاء فهم اربعة قوله عليه الصلاة والسلام ثلاثون سنة خلافة نبوة. فما بعد ذلك انما هو وصف ولحق الله جل وعلا لا لحق الامير. واذا كان في المباحات او فيما يكون فيه الاجتهاد. فهنا ليتوجه السمع والطاعة لحق الامام او لحق الامين. يعني ان المسائل الثلاثة ما وجب بعصر الشرع فانه يطاع فيه الامير لامر الله جل وعلا بذلك وليس الطاعة هنا من يعني في الواجب من حقوقه بل هي بل هو يطاع بحق الله جل وعلا في طاعته فيما اوجب جل وعلا ثانيا ان يأمر او ينهى عن مباح او فيما فيه اجتهاد او عن مكروه او ما اشبه ذلك فانه يطاع هنا بحق الذي هو لان الله جل وعلا جعل له السمع والطاعة. والحالة الثانية ان يكون امره بمعصية او نهيه عن واجبه. فهنا لا طاعة له. لان طاعة الله جل وعلا حق مقدم على طاعة غيره ممن جعل الله جل وعلا له الحق. فمثلا الوالدان والمرأة لزوجها والامام واشباه ممن جعل الله جل وعلا لهم حقا في السمع والطاعة فانهم يطاعون في غير المعصية يعني فيما جاء في الشريعة انه غير محرمة قال وان تأمر عليكم عبد وان تعمر عليكم عبدا لقوله تأمر معنى التغلب وان تأمر عليكم عبد يعني غلب عبد على الامارة فدعا فدعا لمبايعته او دعا لان يسمع له ويصام. فهنا يجب ان يسمع له ويطاع. فلهذا قال العلماء الولايات الشرعية العامة تكون باحدى طريقين الطريق الاول طريق الاختيار ان يختار الامام العام او ان يختار الامير والاختيار ولاية الاختيار لها شروطها اذا كانت لاهل الحل والعقد فانهم يختارون من اجتمعت فيه الشروط الشرعية التي جاءت في الاحاديث. ومنها ان يكون الامام قرشيا ومنها ان يكون عالما ومنها ان يكون يحسن سياسة الامور واشبه ذلك مما تركه اهل العلم في ولاية الاختيار. والقسم الثاني ولاية التغلب وهو ان يغلب امام ان يغلب احد امير او غيره ممن لا تتوفر فيه الشروط او بعض الشروط او تكون تتوفر فيه لكنه فهماما اخر حوله فانه هنا اذا غلب يبايع ويسمع له ويطاع لان البيعة هنا اصبحت بيعة تغلب والولاية ولاية غلبة مواسير فهذا كما اوصى هنا عليه الصلاة والسلام ان يسمع ويطاع لمن لم تتوفر فيه الشروط التي تكون في ولاية الاختيار. حيث قال هنا عليه الصلاة والسلام وان تأمر ونفهم من التأمر انه لم يكن تم اختيار. فهذه الولاية التغلب وقال ان تأمر عليكم عبد ومعلوم ان العبد لا يحتر بجل امور المسلمين. فدل هذا على ان ولاية الغلبة يجب لمن غلب فتولى يجب له السمع والطاعة كما تجب الايمان الذي يختار الاختيار. لا ترقى بينهما في حقوق البيعة والسمع والطاعة. وذلك بهذه المصلحة العامة من المسلمين. واذا نظرت فان على اختيار وقع في تاريخ هذه الامة على الخلفاء الراشدين الاربعة وعلى معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه. وما بعد معاوية من عهد يزيد الى في زماننا هذا فالولايات ولايات تخلف. لانها تكونت الدويلات وهذا يعارض هذا الى اخره فكلها لم تنشأ تواصل او كتتابع في اصل الخلافة الراشدة. وانما صارت ولاية تغلب. وهذا هو الذي جاء في الحديث الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قال تكون خلافة النبوة ثلاثون تكون خلافة النبوة ثلاثين عاما او قال ثلاثين عاما خلافة نبوة ثم يكون ملكا عابا وهكذا يعني ان الخلافة التي على من هذه النبوة تكون في هذه الامة فقط لمدة ثلاثين عاما بعده وعليه الصلاة والسلام وهي التي انتهت مغفر علي رضي الله عنه وولاية معاوية كما هو معلوم ولاية اختيار لان الحسن ابن علي تنازل له الخلافة فاجتمع عليه الناس وسمي ذلك العام عام الجماعة باجتماعهم على معاوية رضي الله عنه وما اصبحت ولاية تخلف واهل السنة والجماعة اجمعوا لما صنفوا عقائدهم من القرن الثاني الى زمانها هذا على ان البيعة منعقدة لمن تغلب ودعا الناس الى امامته مع ان الذي يشترط للامام غير متوفر فيه او هو متوفر فيه. فالامر سيان. من جهة حقوقه حقوق الطاعة والسمع والبيعة وما يترتب على ذلك من الجهاد معه والتجميع عليه وعدم التنفيذ عنه هو الحقوق التي جاء جاءت لي الائمة والامراء. قال هنا عليه الصلاة والسلام وان تامر عليكم عبد فانه من النص من الكتاب والسنة ولا يدخل في العمومات وليس له قياس فهذا يدل على انه ليس بواجب ولا يجوز البحث عنه ولهذا انكر النبي عليه الصلاة والسلام على من سأل عن الحج هذه تعليلية فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا. يعني سيرى اختلافا على الامراء فوصيته عليه الصلاة والسلام له انه من عاش فرح الاختلاف فعليه بالسمع والطاعة وان تأمر عليه عبد وجاء في احاديث النحر بيان بعض هذا الاختلاف وما يحصل من الفرقة واشبه ذلك يجمعها ان الاختلاف اختلاف على الدين او اختلاف على الامين. فمن رأى الاختلاف الكثير فان عليه ان يلزم التقوى وعليه ان يلزم السمع والطاعة فهذه وصيته عليه الصلاة والسلام اذ قال فانه من يعش فسيرى اختلافا كبيرا. والاختلاف الكثير يعني عن ما كانت عليه سنته عليه الصلاة والسلام. فاوصى فقال فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين. عليكم بسنتي يعني الزموا سنتي. ابحثوا عنها والزموها امام به في سنتي الزموه وهذا هو الواجب على العباد حين الاختلاف. اذا اختلفوا في العقائد فعليهم ان يبحثوا في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم اذا اختلفوا في الشرائع بالاحكام فعليهم ان يبحثوا بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. اذا كثر الاختلاف بين الفتن والاراء الى اخره. فعليهم ان يرجعوا الى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وسنة الخلفاء الراشدين ان فيها النجاسة ولم نرى مسألة من المسائل التي من اجلها اختلف الناس في تاريخ الاسلام كله من اوله الى يومنا هذا الا وفي السنة بيانها. لكن يؤتى الناس من جهة انهم لا يرون في السنة لا يرغبون في امتثال وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم وامره ونهيه وبيانه عليه الصلاة والسلام لهذا اوصى عليه الصلاة والسلام هذه الوصية العظيمة. فقال فعليكم بسنتي. والسنة المقصود هنا بها الهدي والطريقة التي كان عليها عليه الصلاة والسلام. والسنة بيان للقرآن. فما كان من كلامه عليه الصلاة والسلام وما كان من افعاله فان في ذلك السنة وهي الطريقة والهدي الذي كان عليه عليه الصلاة والسلام. وهذا فيه بيان واضح لمعنى القرآن حيث قال جل وعلا وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون في سورة النحل فقوله وانزلنا اليك الذكر الذكر هنا هو سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. قال وسنة الخلفاء الراشدين المهديين الخلفاء هم الذين خلفوا المصطفى صلى الله عليه وسلم في ولاية الامر على طريقته عليه الصلاة والسلام. والخلفاء الراشدون من بعده عليه الصلاة والسلام اربعة ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي. رضي الله عنهم اجمعين. ووصفوا بانهم راشدون لانهم قاموا بالرشد والرسم هو العلم بالحق والعمل به. فسموا راشدين لانهم كانوا علماء بالحق به وليست هذه الصفة الا لهؤلاء الاربعة وفي عمر ابن عبد العزيز رحمه الله خلاف هل يعد من الخلفاء الراشدين ام لا يعد من الخلفاء الراشدين والذي عليه نص كثير من اهل العلم كاحمد وغيره انه من الخلفاء الراشدين انه علم الحق فعمل به وعامة الولاة ليسوا على ذلك بل منهم من لا يعلم الحق اصلا ومنهم من يعلم الحق فيخالفه لاهواء وشهوات ونوادر مختلفة الذين وصفوا بانهم خلفاء راشدون هؤلاء هم الاربعة اصحاب محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام وعمر ابن عبد العزيز كذلك خليفة الراشد وهنا تنبيه على مقالة ربما تردوا على السنة بعض الكتاب وهي غيره سليمة من جهتين مكانة الصحابة رضوان الله عليهم غير متسبقة بالجملة مع عقائد اهل السنة والجماعة فيما نفهم من عقائدهم وهي قولهم عن عمر ابن عبد العزيز رحمه الله انه خامس الخلفاء الراشدين وهذا ليس بسبيل لان معاوية رضي الله عنه اعظم منزلة من عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى اذا كان الدم خامس للخلفاء الراشدين فهو معاوية لانه احق بهذا الوصف من عمر ابن عبد العزيز. لكن عمر وصفه جماعة من اهل العلم بانه خليفة القراشي ومعاوية بحسب الاعتبار انه اجتمع عليه فانه خليفة الراشد لكن لما جعل الامر ملكا في بنيه ملكا في يده كان اهل العلم يعبرون عنه بانه ملك راشد وخير ملوك المسلمين على الاطلاق وهو خليفة لانه خلف ما بعد بالحق وليس ثم خامس اربعة الخلفاء. فاذا قيل ان عمر ابن عبد العزيز رحمه الله خليفة الراشد هذا حق. ولكن لا يقال هو خامس الخلفاء لاجل التحديث في خلال الامراء واوصافهم الولاة. قال عليه الصلاة والسلام المهديين يعني الذين من الله عليهم فهداهم للحق فعملوا به قال عضوا عليها بالنواجذ. بالنواجذ وهي الابراج. واشد ما يكون من الاستنفار اذا اراد المرء ان يستمسك بشيء باسنانه ان يعض عليه باضراسه بانها اشد الاسنان. فقال عليه الصلاة الصلاة والسلام عدوا عليها بالنواجذ يعني كونوا مستمسكين بها على اشد ما يكون الاستمساك. الاستمساك بسنته عند الاختلاف وسنة الخلفاء الراشدين عند الاختلاف والتقوى والسمع والطاعة فان في هذا النجاح وهذا مجرد في كل ما مر بتاريخ الاسلام من تقلبات وفتن فان من اخذ بهذه الوصية في دينه ودنياه. قال عليه الصلاة والسلام واياكم ومحتهاة الامور فان كل بدعة ضلالة اياكم هذا تحذير ونهي ومن الصيغ التي يفهم منها النهي او يعبر بها عن النهي صيغة اياك وكذا كما قرره علماء الاصول. فقوله واياكم ومحدثات العمر هذا في معنى قوله لا تقربوا او لا تأتوا الامور فهو نهي عن محدثات الامور. والمحدثات جمع محدثات. وهي كل ما احدث بعده عليه الصلاة والسلام على غير لسان سابق له. وهذه المحدثات التي احدثت على قدميه منها محدثات من قبيل المصالح المرسلة التي اوضحنا لكم معناها وضوابطها في قواهم هذا الشرح فهذه لا تدخل في المحدثات المذلة لانها محدثة لغة ولكنها ليست بمحدثة شرعا. لان لها الدليل في الشرع الذي دل على كبارها وهو كونها من المصالح المرسلة واشباه ذلك على الضوابط التي ذكرناها في ذلك المقام والقسم الثاني المحدثات التي هي في التين بما احدث مع قيام المقصر لفعله في عهده صلى الله عليه وسلم وترك كما ترك في عهده من العبادات او مما يتقرب به الى الله جل وعلا. مع قيام المقتضي لفعله. ولم فهو محدثة في الدين. فهو بدعة وهذا القسم هو الذي يتوجه اليه قوله صلى الله عليه عليه وسلم واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. وهذا يعني ان نعكس الامر الا تكون يكون المنهي عنه هي الضلالات من البدع وهي البدع في الشريعة. البدع في الدين. واما البدعة من حيث هي اللغة فانها قد تكون ولا ينهى عنها في الشرع. كما قال عمر حين جمع الناس او حين جمع الناس على امام واحد فقال نعمت البدعة هذه. فجعلها بدعة يعني في اللغة اليست كل بدعة في اللغة بدعة بشرط لانها قد تكون بدعة لغة ولا تكون بدعة شرعا بدخولها في تاريخ المصالح المرسلة او في العفو العام او ما اشبه كذلك اما ما يتقرب الى الله به من العبادات. وقد قام المقتضي بفعله في عهده عليه الصلاة والسلام يفعل فانه من البدع المحدثات ومن البدع الضلالة. فقال فان كل بدعة ضمانة وهذه الكلية من صيغ العموم وهذا يدل على ابطال قول من قال ان من البدع في الدين ما ليس بضلال وهو ما احدثه العز بن عبدالسلام في الامة من تقسيم البدعة الى خمسة اقسام واجبة ومستحبة ومباحة ومكروهة ومحرمة. فتبعه الناس على ذلك وانتشرت البدع على التعريف او هذا التقسيم بقوله ان من البدع ما هو واجب ومن البدع ما هو مستحب واشبه ذلك وهذا بهذا النص وقول بالرأي القول بالرعي مذموم اذا كان في مقابلة النص ومصادمته. فالنبي عليه الصلاة والسلام قال لنا كل فان كل بدعة ضلالة. هذه الكلية فمن قال ان ثم من البدع. ما ليس من ضلالة فهو مخالف لقوله عليه الصلاة والسلام ان كل بدعة ضلال. فما من بدعة في الدين الا وهي ضلالة. كما قال عليه الصلاة والسلام على تعريف البدعة الذي ذكرناه يخرج من ذلك المصالح المرسلة لانها لا تدخل في البدع كما هو معروف من تعريف البدعة وتعريف المصلحة المرسلة. حيث ذكرنا لك ذلك مفصلا في موضعك نعم وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله قل لي في الاسلام قولا لا قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلهم الجنة ويباعدني عن النار. قال لقد سألت عن عظيم فانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. وتصوم رمضان وتؤتي الزكاة وتؤديه وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما ماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تلا قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعلمون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام وعمود مثلا ثم ترى قوله تعالى تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعلمون اللي يعملون ايه تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم اقناعهم بما رزقناهم فلا تعلم نفسهم من قرة جزاء بما كانوا حتى بلغ يعملون ثم قال الا اخبرك برأس الامر وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله. ثم قال الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله. فاخذ بلسانه وقال كف عليه ليس هذا قلت يا نبي الله وانا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح هذا الحديث فيه ذكر اشياء من ابواب الخير هو من الاحاديث العظيمة التي لكل جملة منها شاهد لكل جملة منه شواهد كثيرة. ولهذا هو حديث حسن مجموع شواهده لجمله المختلفة قال معاذ بن جبل رضي الله عنه قلت يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار هذا فيه ما ينبغي التعجب به على ما ينبغي التعجب به لاهل العلم لان معاذ بن جبل رحمه رضي الله عنه ورحمه من ادم هذه الامة بالحلال والحرام بل هو اعلم الامة بالحلال والحرام فهو من اهل العلم وهذا يدل على ان طالب العلم ينبغي عليه ان يكون حريصا على ما يقربه من الجنة ويباعده عن النار. قال معاذ يا رسول الله اخبرني بعمل يدخلني الجنة. ويباعدني عن النار وهذا مما ينبغي لكل طالب علم ان يحرص عليه ما يقربه الى الجنة وما يباعده من النار. لان العلم له شهوة والعلم له عنفوان وقد يصرف صاحبه عن نستعي في الغاية من العلم وهو ما يقرب من الجنة وما يباهي من النار قد قال عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى ان للعلم طغيانا وطغيان المال العلم يطغي اذا لم يكن صاحبه يسعى فيما يقربه الى الجنة ويباعده الى النار العلم له مقتضيات كثيرة واصحاب العلم واهل العلم وطلبة العلم ينبغي لهم ان يكونوا الين الناس في غير تفريغ وان يكونوا اظهر الناس. واحق الناس بالحكمة والاخذ بما يقربهم الى الله جل وعلا. فهم القدوة وهم الفقراء بالعلم والعمل. لهذا سأل معاذ هذا السؤال ذلك من حكمة الله جل وعلا ان يسأل ليبصر اهل العلم جميعا بما ينبغي ان يكونوا عليه. قال اخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار. قال عليه الصلاة والسلام لقد سألت ثمن عظيم وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه. هذا السؤال العظيم. ما يقرب الى الجنة ويبعد عن النار. سؤال العظيم وهو شاب من حيث الامتثال لكنه يسير على من يسره الله عليه. فاذا نفهم من هذا ان ثم سلف لي ان يمتثل المرء بمقتضى العلم. ولكنه يسير على من يسره الله عليه. والله جل وعلا اذا اقبل العبد يسر عليه الامر كما قال جل وعلا فاما من اعطى واستقى الحسنى فسنيسره لليسرى. تيسير الله جل وعلا. فتيسير الله جل وعلا امور الخير للعبد هذا يكون بشيء يبذله العبد. اما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى قال عليه الصلاة والسلام هنا وانه ليسير على من يسره الله تعالى عليه ثم قصر فقال تعبد الله لا تشركوا به شيئا. تعبد الله يعني ان تتوجه جميع انواع العبادات الى الله جل وعلا وحده فاذا دعوت دعوت الله واذا سألت سألت الله واذا صليت صليت لله واذا استغثت استغثت بالله واذا اعظمت الرجاء اعظمته بالله وكل العبادات القلبية واللسانية والعملية بالجوارح كلها كونوا لله جل وعلا وحده ولا يكون لمخلوق فيها نصيب. قال فاعبدوا الله لا تشركوا به شيئا. يعني كبير الشرك وصغيره وخبيه. لان كلمة شيئا نكرة جاءت في سياق التي فتحها كل ما كان بمعناها فلا يشرف باي شيء لا يدرك بالهوى لا يشرك به المخلوق البشر لا يصحك بالملائكة لا يشرك بعظيم لا يترك بصائر لا يشرك بجني بشجر بحجر باي نوع مما خلق الله جل وعلا وهذا لا شك انه عظيم ولكنه يسير على من يسره الله عليه. فعبادة الله جل وعلا وحده دون ما سواه. هذه غاية ارسال المرسلين ونفي الشرك ونبذه والتخلص منه. ايضا مما جاء به المرسلون. واقاموا رسالاتهم عليه وهذا نتنوع فما كان من قبيل الشرك الاكبر فظاهر وجوب اجتنابه ان من فعله فهو مشركون تعافر سافر في الدين مع اجتماع الشروط انتباه الموانع وما هو اقل من ذلك الشرك الاصغر ينبغي على العبد ان يسعى في تجنبه يعني ينبغي وجوبه يجب عليه ان يسعى بتجنبه وان يجاهد نفسه بالشرك الاصغر يدخل فيه الرياء يسير الرياء والشرك الخفي ايضا يدخل في اشواق اشياء الخفية والتسبيح والمقاصد وان يكون قصد المرء الدنيا فيما يأتي ويذهب وفي الامور الدينية وطلب العلم واشبه ذلك مما يراد به الله فاذا عبادة الله وحده لا شريك له هذا حاصل ان شاء الله عند الموحد لكن يخاف على الموحد من انواع الشرك الاصغر والخبيث. مما يكون من يسير الرياء توجه لغير الله في ذلك فهذه عظيمة فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة واني لكن حالك لا يعني ان هذا الامر شديد ويجب ان توطن نفسك على اخراج المخلوق من قلبه وان يكون القلب خالصا لله متوجها لله في تحركه في سكناته في امره في نهيه في تصرفك مع مع اقاربك مع الامور العامة مع الامور الخاصة اذا كان كل شيء لله تم الاخلاص قال وتقيم الصلاة وفي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وهذه الأربعة مر بيانها. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير الصوم ذلة والصدقة تسلم الخطيئة الصوم يريد به قوم النفل. لانه قدم صيام رمظان. ثم قال الا ادلك على ابواب الخير؟ الصوم جنة جنة يعني ايه وقاية يد العبد مما يصعده الله جل وعلا لان الصيام فيه تذكير بحقوق الله جل وعلا وحقوق عباده. فهو جملة من نفوذ الشيطان الى العبد وكما جاء في الحديث انه عليه الصلاة والسلام قال اذا دخل رمضان او قال اذا جاء رمضان فتحت ابواب الجنة وغلقت ابواب النار وخفضت الشياطين. وقال عليه الصلاة والسلام في حق من لم قولا للنكاح ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء. فالصيام جنة يعني يكون به الاجتماع لان الجنة والاجتناب هو الحاج الذي يقيه الغطاء هو الجنة. ومنه قيل للجنين جنين لانه في غطاء استتار وللمجنن دم من ذلك الى اخره قال والصدقة تطفئ الخطيئة. كما يظهر الماء النار الصدقة بانواعها تظهر الخطايا الصدقة بالقول وبالعمل الواجبة والمستحبة والصدقة بالمال كل هذه تطفئ الخطايا. لانها حسنات والله جل وعلا قال ان الحسنات يذهبن السيئات وقد في مر معنا قوله عليه الصلاة والسلام اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها. وقالت الناس بخلق حسن. طيبتين فمعنى الصدقة العامة الشامل الذي ذكرناه في درس مضى فانه كلما حصلت منك خطية فعليك بكثرة الصدقات. والخطايا لا تحصى لانه ما من حال تكون فيه الا ولله جل وعلا امر ونهي في ذلك وقل من يكون ممتثلا للامر في كل حالة. فاذا لا بد من الاكثار من الصدقات السرية. ابواب الخير. قال تفهم الخطيئة كما يصب ماء النارة النار اذا شبت لا يشفيها الا الماء فانك تأتي بالماء تنطفئ وهذا مثال الحسنات بعد السيئات قال وصلاة الرجل في جوف الليل قناة الرجل في جوف الليل يعني ان يقوم الليل او قيام المستحب وقيام الليل على درجات والاه ان يكون في قيام المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي جاء في اخر سورة المزمل ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك تعصب له ما كان بعد نصف الليل الى الفجر وبعده من اول ثلث الليل اخر الى الفجر ثم هكذا مراتب بما يتيسر للعبد. فصلاة الرجل في جوف الليل هذه من اعظم ابواب الخير. وبها يحصل للمرء من النور في قلبه. وحسن تعامله مع ربه وخشيته له والتنكب عن دار الدنيا والرغب في الآخرة ما لا يدخل تحت وصف. اعانني الله واياكم على ذلك فان صلاة الرجل والمرأة في جوف الليل هذه يكون معها التدبر للقرآن وحسن مناجاة الله و حياته او التلذذ بحياته. فالمباحات والمستحبات يمكنه ان يتلذذ فيها باشياء كثيرة تغنيه عن الحرام. قال وسكت عن اشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها سكت عن اشياء يعني ان الله ثبت الدمعة التي تشبل من خشية الله جل وعلا. اذ يكون المرء لذلك على يقين بانه انما قام لله جل وعلا وحده. فتعظم الصلة ويعظم التعلق ويعظم اثبات القلب ويعظم الرجاء وتعظم الرهبة ويعظم الخوف ويؤثر القرآن في القلوب تأثيرا عظيما واصحاب الليل هم اهل التقوى. قال جل فقال جل وعلا تتجافى جنوبهم عن المطالب يعني في وصف عباده المخبتين المنيبين في سورة الف لام ميم السجدة تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون فهذا من فضل الله جل وعلا عليه. قال ثم قال الا اخبرك برأس الامن وعموده وذروة سنامه؟ قلت بلى يا رسول الله. قال رأس الامر الاسلام. لان الامر الذي هو الدين رأسه الاسلام اه اذا قدم الرأس فلا حياة فاذا ذهب الاسلام فلا حياة له للمرء في الدين. فقال رأس الامر الاسلام وهو الاستسلام لله جل وعلا بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهته قال وعموده الصلاة العمود هو ما يقوم عليه البناء الا كان ثم اشياء يقوم عليها البناء فانه فان بالصلاة يقوم بها. لهذا قال وعبوده الصلاة فعمود الأمر عمود الدين الصلاة. وقال عموده لأن الصلاة هي الركن العملي. الذي به يحصل الالتفات لمقتضيات الايمان العملية يعني بركن الايمان الذي هو العمل. الايمان قول واعتقاد وعمل والعمل عموده الصلاة فاذا ذهبت الصلاة فلا قيام لذلك لهذا قال عمر رضي الله عنه ولا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة وثبت عنه عليه الصلاة والسلام انه قال العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد ترك. قال عليه الصلاة والسلام بعد ذلك وزير والاثنان الجهاد جنة سلامه تشبيه للامر بالجمل والجمل اعلاه وذروة اعلاه ذروة الثمن والجمل متحرك والجهاد ايضا يبعث على الانتشار فهو سبب انتشار الاسلام الدخول في الدين. فمثله عليه الصلاة والسلام يعني مثل الدين الراحلة الجمل وجعل الجهاد من هذه الراحلة ذروة السلام لانه بالغ بين متميز الاسلام تميز من بين الاجيال كتميز الجمل بذروة سنامه بالجهاد. الجمل متميز بذروة ها يعني بالسلام بهامة وفي ذروة المنام وهذا الاسلام تميز بالجهاد في سبيل الله. والجهاد انواع والمراد به هنا الجهاد في هذا الاعداء وهو كما هو معلوم على مرتبتين واجبة ومستحبة والواجب ايضا على قسمين واجب علمي وواجب كتابي كما هو معلوم في مكانه من الفقه قال ثم قال الا اخبرك بملاس ذلك كله؟ قلت بلى يا رسول الله. تعهد بلسانه وقال كف عليها هذا اللسان هو اعظم الاعضاء جرمة لانه سهل الحركات تفيض الخطايا فباللسان يحصل الاعتقاد الزائف باللسان يقول المرء الكلمة لا يلقي لها بالا تهوي به في النار سبعين خريفا باللسان تحصل الادوات وقد قال جل وعلا وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن ان الشيطان ينزع بينهم وباللسان يحصل الوقوع في المؤمنين والايذاء بغير حق. قد قال جل وعلا والذين يضلون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد اشتملوا بهتانا واثما مبينا والايمان اعظم انواعه ما كان باللسان وقد ولديت عائشة رضي الله عنها وارضاها باللسان بما بلغ بها المبلغ الذي تعلمون في قصة الافك باللسان يحصل نشر الخير وباللسان فاذا حاسب المرء نفسه على لسانه حصل له غلاف هذا الامر وهو انه ملك عليه انه واما اذا اطلق انسانه في كل شيء فانه يضر نفسه ضررا بالغا ولا يملك على نفسه دينه واللسان قد جاء في الاحاديث الكثيرة في بيان شرعه ومر معنا في حديث مضى بعض بعض ذلك. فقال كف عليك هذا. يعني انت فالكلمة اذا لم تعلم انها من الحق الذي تؤجر عليه فاتركها لانها عليك وليست لك قال قلت يا نبي الله وانا لمعاقلون بما نتكلم به فقال ثكلتك امك بانه لم يتوقع من معاذ وهو العالم بالحلال والحرام الفقيه ان يسأل هذا السؤال فقال ثكلتك امك يعني استغراب من هذا السؤال الذي لا يتوقع من معاذ ان يفهمك. فقال وهل يكب الناس فكلتك امك؟ وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم تستنشق كثير من النعيم فقال ثكلتك امك. يعني استغراب من هذا السؤال الذي لا يتوقع من معاذ ان يسأله. فقال وهل يكف الناس ثكلتك امك؟ وهل يكب الناس في النار على وجوههم؟ او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم يستنكف كثير من الناس يعني من المسلمين ان يعمل عملا محرما من الكبائر جوارحه تجد انه يستنكف ان يأكل الربا ويستنكر ان يشرب الخمر يستنكف عن يأتي كبيرة الزنا يستنكف ان يأتي كبيرا السحر يستنكر ان يأتي كبيرة او في المحصنات الغافلات يستنكف ان يأتي كذا وكذا من الكبائر. ولكنه في كبائر اللسان يقع فيها بلا مبالاة فيقع في النميمة من دون ان يشعر فينقل كلاما وبه يفرق بين المرء وبين اخيه اقول فلان ما سمعته يقول فيك كذا وكذا وهذه نميمة. ان تنقل كلاما يوقع الضغينة والشرف في نفسي مسلم على اخيه المسلم. وهي كبيرة من الكبائر وهي الحالقة يغتاب والغيبة محرمة وهي عند كثير من اهل العلم كبيرة وما دارها على اللسان وقد قال جل وعلا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه. قال طائفة من اهل العلم لما شبه الغيبة باكل لحم الميت دل على انها من الكبائر. لان المشبه به كبيرة فيأخذ المشبه حكم المشبه به. فدل على انها من الكبائر. وهكذا في اصناف شتى. فما وجد في العداوات والبغضاء الا باللسان. وما تفرقت الامة الا باللسان قبل الاعمال. فاللسان هو مدار الامر. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام الا اخبرك بملاك ذلك كله؟ يعني بملاك رأس الامر وعموده وذروة سنامه قال بلى يا رسول الله قال كف عليك هذا فهذه وصية عظيمة وسبب التعريف التعذيب كثيرين في النار انهم لم يكفوا السنتهم عما لا يحل لهم. فلهذا علينا ان نحذر اللسان اعظم الحذر. فنوصي بهذه الوصية التي اوصى بها المصطفى عليه الصلاة والسلام بقوله كف عليك هذا فاوصي نفسي واياكم بان نكف السنتنا الا عن شيء علمنا حسنه فاذا خاطبنا اخواننا فلنخاطبهم بالتي هي احسن وقل لعبادي يقولوا التي هي احسن. احسن ما تجد من اللفظ قله لوالدك لوالدتك لاخوانك لاخواتك لاهلك لاخوانك المؤمنين. لانه في هذا تبعد مدخل الشيطان في التفريط ما بين اهل الايمان. وما حصل ما حصل في تاريخ الاسلام وفي زمننا هذا للامور المنكرة الا بسبب اطلاق اللسان فيما لا يعلم انه من الحق وكل يتكلم بما شاء فحصل ما لم يحمد. نسأل الله جل وعلا ان يلزمني واياكم ما فيه صلاحنا في قلوبنا والسنتنا وجوارحنا نعم. وعن ابي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حد حدودا فلا تعتدوها. وحرم اشياء فلا تنتهكوها وسكت عن اشياء لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها رواه الدار قطني حديث حسن رواه الدار قطني وغيره هذا الحديث ايضا من الاحاديث الاصول العظيمة عن ابي ثعلبة الخشني جرثومة ابن ناسه وجرثوم جرثوم وجرثومة معناها الاصل الذي يرجع اليه هذه بالمناسبة يعني فجرثوم كلمة يعني اسم له دلالته القوية في اللغة يعني هو اصل لغيره والجرثومة هي الاصل وليست هي كلمة ذنب وانما هي في اللغة ما يدل على انه اصل لغيره. قال جرثوم ابن رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها وحد فلا تعتدوها الحديث قوله عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها. يعنى هنا بالفرائض ما جاء ايجابه في القرآن قال ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها. فرض يعني اوجب واجبات فلا تضيعوها ومن المعلوم ان كلمة فرض في القرآن قليلة. والفرظ قليل في الكتاب والسنة. ولهذا ما زل القرآن على وجوبه فهو فرض فقوله عليه الصلاة والسلام هنا ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها يعني ما اوجبه الله جل وعلا في القرآن فما ثبت في القرآن وجوبه فيسمى فرض بهذا الحديث. ولهذا ذهب جماعة من اهل العلم الامام احمد على ان الفرض اعظم من الواجب من جهة ان ما اوجب الله جل وعلا يقال له فرض وما دلت السنة على وجوبه يقال له واجب. الا اذا اتى بصيغة الفرض تفرق احمد وجماعة من اهل العلم بين الفرض والواجب من جهة الدليل لا من جهة المرتبة فهما من حيث الحكم التكليفي واحد. حكمهما الوجوب الفرض واجب والواجب فرض لكن ما كان من جهة الدليل من القرآن سمي فرضا وما كان من جهة الدليل من السنة سمي واجبة وقال بعض اهل العلم ان الفرض ارفع درجة من الواجب وهو المعروف من مذهب ابي حنيفة رحمه الله فان الفرض عنده ما ثبت بدليل قطعي والواجب ما ثبت بدليل غير قطعي حصل عنده انه فرق بين الفرض والواجب من جهة الدليل عليه ومن جهة مرتبته الفرض عنده ارفع من الواجب. والقول الاول لا. الفرض والواجب من حيث المرتبة واحد لكن من حيث الثبوت مختلف وقال طائفة من اهل العلم وهو قول الجمهور ان الفرض والواجب واحد من حيث الدليل عليهما ومن حيث المرتبة فيقال الصلوات الخمس طرائف ويقال هي واجبة ويقال صوم رمضان واجب ويقال فرض ويقال الحج واجب وفرض يقال بر الوالدين واجب وفرض وهكذا على هذا القول الثالث وهو القول المعروف المشهور لان الفرائض والواجبات معناهما واحد الفرض معناه الواجب ولهذا نقول ان قوله عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها يعني ما اوجبه الله جل وعلا في القرآن فلا نهى عليه الصلاة والسلام عن تضييعه وما امر به المصطفى صلى الله عليه وسلم فهو من حيث اللزوم والالزام بعدم تضييعه بدليل خارج عن هذا الدليل وهو بدليل قول الله جل وعلا وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهى انتهوا وبقوله جل وعلا واطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون والايات كثيرة في هذا الباب وبقوله عليه الصلاة والسلام الا واني اوتيت الكتاب ومثله معه الى ان قال الا وان ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله في الحديث المعروف حديث تحريم الحمر في خيبر الى اخره. المقصود ان قوله فلا تضيعوها يعني امتثلوا وادوا هذه الفرائض. ولا تضيعوها بعدم الامتثال. فان الله ما فرضها الا لتنسب وهذا يدل على ان من ضيع اثمه لانه نهى عن التضيع وهذا داخل ضمن القاعدة ان ترك الواجب محرم قال وحد حدودا فلا تعتدوها هذا اللفظ حدودا فلا تعتدوها يدخل فيه البحث عن جهات كثيرة لكن الخص لك ذلك بتقرير قاعدة عامة في فهم نصوص الكتاب والسنة التي جاء فيها لكم الحد والحدود وهي انها جاءت على ثلاثة انواع من الاستعمال الاول ان يؤتى بلفظ الحدود بي اطلاق يعني بلا امر او نهي بعدها كقوله تعالى في سورة النساء تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله او تأتي ويكون بعدها الذي عن الاعتداء كقوله جل وعلا التي فيها ذكر الصيام والاعتكاف تلك حدود الله الا تقربوها فهذه ثلاثة انواع في القرآن وفي السنة اتى الحج ايضا ويراد به العقوبات المقدرة او يراد به الذنوب التي عليها عقوبات يعني المحرمات التي يجب في حق من؟ اقتحمها ان يعاقب اذا تقرر ذلك فنرجع الى تأصيل هذا في ان الحدود لفظ استعمل في الكتاب والسنة واستعمل في كلام الفقهاء وكلام السالف في التقسيم الى الانواع هذا انما هو لنصوص الكتاب والسنة واما التعبير بالحدود في كتب اهل العلم واهل الفقه فهذا استعمال اصطلاحي ليس هو استعمال الحدود في نصوص والسنة اذا تبين هذا النوع الاول ذكرنا لكم ثلاثة انواع النوع الاول كقوله تلك حدود الله من يطع الله ورسوله او كقوله وتلك حدود الله ومن يتعدى حدود الله وكقوله تلك حدود الله فلا تعتدوها فاذا ذكر الحدود بلا كلمة بعدها يعني نهي عن الاعتداء او ذكر بعدها النهي عن الاعتداء فان المراد بالحدود هنا الفرائض يعني ما اذن به الفرائض او ما اذن به فما اذن به فرضا كان او مستحبا او مباحا الحدود هنا يراد بها هذه الاشياء ولهذا جاء بعدها فلا تعتدوها. فالذي يخرج من دائرة المأذون به. الى خارج عن المأذون به فقد تعدى الحد فقد خرج عنه. وهذا الحد هو حد المأذون به. فهذا نوع تلك حدود الله جاءت بعد بيان ما فرض الله جل وعلا في التركات يوصيكم الله في اولادكم الايات في سورة النساء لما اتمها في ايتين قال تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يعني هذا ما امر الله جل وعلا به وشرعه وهذا معناه ان هذه حدود المأمور ولهذا عقبها في الطاعة قال ومن يطع الله ورسوله وتلك حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه. هذه الحدود هي ما اذن به وامر به هذا هو النوع الاول فالحدود هنا ليست هي المحرمات الحدود وهي ما اذن به يدخل فيها الواجبات والمستحبات والمباحة الحدود بالمعنى الثاني اذا جعلت للمحرمات فلها ضابطان. الاول ان يكون بعدها فلا تقربوها وان يكون بعدها او معها ذكر عقوبة. وهذا يعني ان الحدود هنا هي المحرمات لهذا ناسب ان يكون معها النهي عن القربان النهي عن الاقتراب. تلك حدود الله فلا تقربوها. يعني المحرمات لا تقرب وعلى يقترب منها فهذا نوع ولاجل هذا النوع قيل في العقوبات التي شرعت لمن انتهك تطهيرا لمن انتهك المحرمات قيل لها حدود من قبيل رؤية هذا النوع دون غيره. وهذا الشائع كثير في اللغة وفي الشريعة فاذا العقوبات التي شرع لمن ارتكبه محرما فقارب او انتهك حدود الله قيل للعقوبة حق لانه دخل في الحد. وقيل لها حدود لانه اقتحم الحدود واما النوع الثالث وهو العقوبات التي جاءت في بعض الاحاديث فهذه المراد منها ما جعل في الشرع له عقاب بعينه ويقال حدد سرقة حد الخمر الى اخره. كما قال عليه الصلاة والسلام لا يجلد فوق عشرة اسواق الا في حد من حدود الله في حد من حدود الله يعني الا في معصية جاءت الشريعة بالعقوبة فيها ويدخل في هذا الحدود عند الفقهاء والتعزيرات عند الفقهاء. فقوله عليه الصلاة والسلام في هذا القسم الثالث لا يجلد فوق عشرة اشواط يعني تأديبا. فلا يحل لاحد ان يؤدب من ابيح له تهذيبه فوق عشرة اسواق. الا في حد من حدود الله يعني الا في عقوبة جاء الشرع بها اما ان تكون حدا على اصطلاح الفقهاء او ان تكون تعزيرا. وهذا بحث طويل في كتاب الحدود ومعرفة الحدود والتعزيرات في الفقه. لكن ضبطت لك هذا على نحو ما ذكرت لك من التبسيط ليجتمع لك شمل ما اراد به الفقهاء اصطلاحهم الحدود وما جاء في النصوص بكلمة الحدود. اذا تقررت هذه القاعدة وهذا في فهم هذه الكلمة التي اشكلت على كثير من العلماء ولعدم فهمها ذهبوا الى مذاهب شتى قال عليه الصلاة والسلام نقول هنا وحد حدودا فلا تعتدوها هنا الحدود على ما ذكرنا هي ما قوذن به الواجبات المستحبات وما اشبه ذلك. لهذا قال حدودا فلا تعتدوها. يعني لا تعتدي ما اذن له. فكن في دائرة الواجب والمستحب والمباح ولا تنتقل منه الى غيره الاول فرض فرائض فلا تضيعوها يعني امتثل الفرائض. ادي الواجبات. والثاني كن في دائرة المستحب والمباح ولا تتعده الى غيره. ثم قال وحرم اشياء فلا تنتهكوها وهذا من العطف المغاير لان التحريم غير تعدي الحدود كما ذكرنا لك من بيان فهم نصوص والسنة في هذه المسألة المهمة. فما حرم الله جل وعلا نهانا عليه الصلاة والسلام ان ننتهكه والتعبير بالانتهاك ايضا يفيد الاعتداء وعدم المبالاة ممن انتهك المحرمات. قال وحرم اشياء لا تنتهكوها. وقوله عليه الصلاة والسلام حرم اشياء يفيد ان هذه الاشياء المحرمة قليلة. ولهذا ان اصول المحرمات في الاطعمة قليلة قل لا اجد فيما اوحي فيما اوحي الي محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة الى اخر الاية او المحرمات بعامة قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا الايات المعروفة في الوصف قال العشر في اخر سورة الانعام او محرمات في اللباس فهي محدودة بالنسبة للرجال وبالنسبة للنساء او محرمات في الاشربة فهي ايضا محدودة او محرمات في المنازل فهي محدودة او محرمات في المراكب فهي محدودة. لهذا المحرمات اشياء قليلة بالنسبة لغير المحرمات لان دائرة المباح ولله الحمد اوسع لهذا قال وحرم هذه الاشياء قليلة فعجيب ان تنتهى. فقال فلا تنتهكوها فيكون هذا المنتهك لهذه المحرمات شيء في نفسه جعله ينتهك هذا القبيل ويغرى بهذا القليل. ولهذا لم يحرم الشرع شيء فيه لابن ادم منفعة في حياته حاجية او تحسينية او ضرورية. بل كل المحرمات يمكنه الاستغناء عنها ولا اثروا عليه في حياته فما حرم الله جل وعلا او حرمه رسوله صلى الله عليه وسلم من اشياء فانه لا حاجة لابن ادم اليها فيه وهذا السكوت الذي وصف الله جل وعلا به. ليس هو السكوت المقابل للكلام. يقال تكلم وسكت انما هذا سكوت يقابل به اظهار الحكم فالله جل وعلا سكت عن التحريم بمعنى لم يحرم لم يظهر لنا ان هذا حرام فالسكوت هنا من قبيل الحكم سكوت عن الحكم وليس سكوتا عن الكلام. فغلط على هذا من قال قال ان هذه الكلمة يستدل بها على اثبات صفة السكون لله جل وعلا وهذا مما لم يأتي في السلف في الصفات وهذا الحديث وامثاله لا يدل على ان السكوت صفة لان سكوت القسمان سكوت عن الكلام وهذا لا يوصف الله جل وعلا به بل يوصف الله سبحانه وتعالى بانه متكلم ويتكلم كيف شاء اذا شاء متى شاء. واما صفة السكوت عن الكلام فهذه لم تأتي في الكتاب ولا في السنة. فنقف على ما ووقفنا على ما اوقفنا عليه يعني على ما اوقفنا الشارع عليه فلا نتعدى ذلك. والقسم الثاني من السكوت السكوت عن اظهار الحكم. او عن اظهار الخبر. واشبه ذلك فلو فرض مثلا هل انا امامكم الان واتكلم باسترسال تكدت عن اشياء وانا مسترسل في الكلام بمعنى اني لم اظهر لكم اشياء اعلمها تتعلق بالاحاديث التي نشرحها وسكوتي في اثناء الشرح عن اشياء لم اظهرها لكم. اوصف فيه بالسكوت. فتقول مثلا فلان سكت في شرحه عن اشياء كثيرة لم يبدها لاجل ان المقام لا يتسع لها مع اني متواصل الكلام. فاذا لا يدل السكوت يعني في هذا يعني السكوت عن اظهار الحكم عن السكوت الذي هو صفة. والله جل وعلا له المثل الاعلى فنصفه بما وصف به نفسه او وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث. فنصفه بالكلام ولا نصفه بالسكوت الذي هو يقابل به الكلام وانما يجوز ان تقول ان الله جل وعلا سكت عن اشياء بمعنى لم يظهر لنا حكمها. اذا تقرر هذا من جهة البحث العقدي سنرجع الى قوله سكت عن اشياء بما يدل على ان هذه الاشياء قليلة رحمة بكم او رحمة لكم غير نسيان السكوت بعدم اظهار بعض احكام القضايا رحمة لا نسيان. والله جل وعلا ليس بنسي كما قال سبحانه وما كان ربك نسيا في كتابه لا يضل ربي ولا ينسى فالله سبحانه ليس بذي نسيان بل هو الحفيظ العليم الكامل في صفاته واسمائه سبحانه وتعالى وجل وتقدس ربنا فاذا هناك اشياء لم يبين لنا حكمها فالسكوت عنها رحمة غير نسيان. امرنا على عليه الصلاة والسلام الا نبحث عنها فقال فلا تبحثوا عنها اذا تقرر هذا فالاشياء المسكوت عنها انواع النوع الاول ما لم يأتي التنصيص عليه من المسائل لكنها داخلة في عموم نصوص الكتاب والسنة داخلة في العموم داخلة في الاطلاق وداخلة في مفهوم الموافقة او مفهوم المخالفة او في المنطوب او اشبه ذلك. مما هو من مقتضيات علم اصول الفقه فهذا النوع اما دلت عليه النصوص بنوع من انواع الدلالات المعروفة في اصول الفقه فهذا لا يقال عنه انه مسكوت عنه لان الشريعة جاءت ببيان الاحكام من ادلتها من الكتاب والسنة انواع الدلالات فهذا النوع لا يصح ان يقال انه مسكوت عنه ولهذا العلماء ادخلوا اشياء حدثت في عمومات النصوص ففهموا منها الحكم او في الاطلاق او في المفهوم واشباه ذلك واذا اردنا ان نسرد الامثلة فهي كثيرة يضيق المقام عنها تراجعونها في المطولة النوع الثاني اشياء مسكوت عنها لكن داخله ضمن الاقيفة يعني يمكن ان يقاتل مسكوت عنه على المنصوص عليه وقد ذهب جمهور علماء الامة الى القول بالقياس اذا كانت العلة واضحة اجتمعت فيها الشروط ومنصوصا عليها اذا اجتمعت فيها الشروط او كانت منصوصا عليها فاذا كان القياس صحيحا فان المسألة لا تعد مسكوتا عنها الحالة الثالثة ان تكون المسألة مسكوتا عنها بمعنى انه لا يظهر ادخالها ضمن دليل فكانت في عهده عليه الصلاة والسلام هذا نوع ولم ينص على حكمها ولم تدخل ضمن دليل عام فسكت عنه فهذا يدل على انها على الاباحة لان الايجاب او التحريم نقل عن الاصل الاصل الا تكليف ثم جاء التكليف بنقل اشياء عن الاصل فلابد للوجوب من دليل ولابد للتحريم من دليل. فما سكت عنه فلا نعلم له دليلا انه يحصل الامتثال بفعله مرة واحدة فقال النبي عليه الصلاة والسلام لو قلت نعم لوجبت ذروني ما تركتكم يعني اذا تركت البيان فاسكتوا عن ذلك. قد ثبت في صحيح مسلم انه عليه الصلاة والسلام قال ان اشد المسلمين في المسلمين جرما رجل سأل عن شيء فحرم لاجل مسألته قد قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء ان تهدى لكم تسوءكم وان تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبدى له. عفا الله عنه فاذا هذا النوع مما سكت عنه فلا يسوغ لنا ان نبحث ونتكلم الدليل عليه تلحظ احيانا من بعض الادلة التي يقيمها بعض اهل العلم ان فيها تكلفا للاستدلال لحكم المسألة فاذا كان الدليل لا يدخل فيها بوضوح فانها تبقى على الاصل. وسكت عن اشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها وهذا من رحمة الله جل وعلا بعباده اسأل الله الكريم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يلهمني واياكم الرشد والسداد وان يعلمنا ما ينفعنا وان يثبت العلم في قلوبنا ويرزقنا زكاته والعمل به وتعليمه والاحسان في ذلك كله. بقي عندنا اثنا عشر حديثا. وبقي عندنا جلسة غدا بعد العشاء يوم الخميس عصرا نكمل ان شاء الله تعالى البقية لان الاحاديث البقية قصيرة وليست بطولة واحاديث اليوم وما قبله كانت طويلة في الفاظها والى لقاء ان شاء الله تعالى واثابكم الله