الاهتمام بما فيه فقه للنصوص. هذا مما يدل على حسن اسلام المرء قال من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. بالمفهوم ان من حسن اسلام المرء الاهتمام بما يعنيه تتحصل هنا ان قوله ان الله طيب لا يقبل الا طيبا. يعني لا يقبل من العمل والقول والاعتقاد الا ما كان على وصف الشريعة. واريد به وجهه جل وعلا. هذا حاصل تعريف الطيب. لان المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح الاربعين النووية. الدرس الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه اما بعد سنتم فرحنا للاحاديث الاربعين النووية وهذا هو الاسبوع الثاني من هذه الدورة المباركة ان شاء الله تعالى على من شارك فيها القائم وسمعنا نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى طيب لا يقبل الا طيبا. وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين. فقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ثم ذكر الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يديه الى السماء يا رب يا رب ومطعمها حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب له؟ رواه مسلم هذا الحديث ايضا من الاحاديث التي قيل فيها انها اصل من اصول الدين يعني ان كثيرا من الاحكام تدور عليها هذا الحديث فيه ما يلفظ من قوله فاي قول لفظ فانه يكتب والدليل الثاني ان تقسيم تقسيم ما يكتبه الملك. الى انه يكتب ما فيه الثواب والعقاب هذا يحتاج له ان يثبت ان الملك الامر بالاكل من الطيب وانه سمة المرسلين وسنة المؤمنين بالمرسلين وهدر ذلك الاكل الطيب من الحلال على عبادة المرء وعلى دعائه وعلى قبول الله جل وعلا لعمله فقال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله طيب لا يقبل الا طيبا و قوله ان الله طيب يعني ايه انه جل وعلا منزه عن النصائح والعيوب وانه جل وعلا له انواع الكمالات في القول والفعل فكلامه جل وعلا اطيب الحلال وافعاله جل وعلا كلها افعال خير وحكمة والشر ليس الى الله جل وعلا فالله سبحانه طيب بما يرجع الى ذاته والى اسمائه والى صفاتها جل وعلا ومن اوجه كونه طيبا انه جل وعلا هو المستحب للعبادة وحده دون ما سواه وهو المستحق ان يسلم المرء وجهه وقلبه اليه سبحانه دون ما سواه ولقوله جل وعلا طيبا لا يقبل الا الطيب. فقال عليه الصلاة والسلام ان الله طيب لا يقبل الا طيبا ومعنى قوله لا يقبل يعني لا يرضى ولا يحب الا الطيب وايضا يعني ايه لا يفيد ولا يهجر الا على الطيب فان كلمة لا يقبل هذه في نظائرها مما جاء في السنة قد تتوجه الى ابطال العمل وقد تتوجه الى ابطال الثواب وقد تتوجه الى ابطال الرضا بالعمل وهو مستلزم في الغالب ابطال الثواب. والهجر يعني ان العمل قد يقع مجزئا ولا يكون مقبولا كما جاء في حديث لا يقبل الله ثلاثة حتى يرجع ومن اتى كاهنا او عرافا لم تقبل له صلاة اربعين ليلة واشباه ذلك تتكرر ان كلمة لا يقبل هذه فاتجهوا الى نفي اصل العمل يعني الاله الطالع كما في قوله لا يقبل الله الصلاة حافظ الا باختمار لا يقبل الله صلاة احدكم اذا احدث حتى يتوضأ هذا فيه ابطال العمل الا بهذا الشرط وقد تتجه الى ابطال الرضا به او الثواب عليه فهذه هنا ان الله طيب لا يقبل الا طيبا تحتمل بحسب العمل ان يكون المنفي او ان يكون المنفي الاجر والثواب او ان يكون المنفي الرضا به والمحبة له يعني بهذا العرض حين عمل هذا العمل فقال لا يقبل الا طيبا يعني الذي يوصف بانه مدبر وانه مرضي عنه عند الله جل وعلا. وانه يثاب عليه العبد هو الطيب واما غير الطيب فليس كذلك فقد يكون غير مرضي او غير مثاب عليه. وقد يكون غير مجزئ اصلا بحسب تفاصيل ذلك. في الفروع الفقهية اذا تقرر هذا فقوله عليه الصلاة والسلام هنا لا يقبل الا طيبا هذا فيه ان الله جل وعلا انما يقبل الطيب على الحق وطيب جاء في النصوص ببيان ان الطيب يرجع الى الاقوال والى الاعمال والى الاعتقادات فحصل ان الله جل وعلا من اثار انه طيب انه لا يقبل من الاقوال الا الطيب ولا يقبل من الاعمال الا الطيب. ولا يقبل من الاعتقادات الا الطيب ما هو القول الطيب والعمل الطيب والاعتقاد الطيب؟ فسرنا الطيب اولا بانه المبرأ من النقائص والعيوب كذلك القول والعمل والاعتقاد هو المبرأ من النقص والهيب يعني الذي صار بريئا من خلاف الشريعة الطيب هو الذي وثق فيه الشر. فالقول الطيب وهو الذي كان على منهاج الشريعة. والعمل الطيب هو الذي كان على منهاج المصطفى صلى الله عليه وسلم. والاعتقاد الطيب ما كان عليه الدليل من الكتاب ومن السنة. فهذا هو الطيب من الاقوال والاعمال والاعتقادات. واذا صار قول المرء طيبا فانه لا يكون خبيثا والخبيث لا يستوي والطيب كما في اية المائدة. قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو اعجبك كثرة الحديث وكذلك في الاعمال والاعتقادات نتج من ذلك ان العبد اذا تحقق بالطيب لقوله وعمله واعتقاده صار طيبا في ذاته والطيب له دار الطيبين. كما قال جل وعلا الذين تتوفاهم الملائكة طيبين وصار عنده خبز في بدنه وروحه نتيجة لخبث قوله او خبث عمله او خبث اعتقاد ولم يغفر الله جل وعلا له فانه تطهر يطهر بالنار حتى يدخل الجنة طيبا لان الجنة طيبة لا يصلح لها الا الطيب. وهذا في الحقيقة في تحرير شديد ووعيد وتخويف من كل قول او عمل او اعتقاد خبيث. يعني ايه؟ لم يكون على وقف الشريعة. فالطيب هو المبرأ من النقص واعظم النقص في العمل او من اعظم ما ينطق العمل ان يتوجه به الى غير الله جل وعلا وان يقصد به الدنيا العلماء نظروا في كلمة طيب في واغفر له جل وعلا وفيما يقابلها تنوعت اقوالهم. والذي يحقق المقام هو ما ذكرته لك. قال عليه الصلاة والسلام وان الله امر المؤمنين بما امر به المرسلين المرسلون امروا واتباع المرسلين الذين هم المؤمنون امروا ايضا بما امر به المرسلون. فقال جل وعلا في اية في اللي هي ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا في اية المؤمنون. وقال جل وعلا في وصف المؤمنين او في امره للمؤمنين في اية البقرة. يا ايها الذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكما فامر المؤمنين ان يأكلوا من الطيبات. وامر المرسلين بان يأكلوا من الطيبات. وامر فيها ان يعملوا صالحا وهذا يدل على اثر اكل الطيبات في العمل الصالح. لان الاقتران بقوله يا ايها ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا. لان الاقتران يدل على ان بينهما صلة والصلة ما بين اكل الطيب والعمل الصالح هي تأثير الاكل الطيب في العمل الصالح. ولهذا قال كثير من اهل العلم ان العمل لا يكون صالحا حتى يكون من مال طيب فا الصلاة لا تكون صلاة صالحة مقبولة حتى يكون فيها الطيب من الاقوال فيكون لباس المرء طيب. ويكون تخلص من الخبيث من النجاسات وغيرها. الى اخر ذلك. والزكاة لا تكون مقبولة حتى تكون طيبة بان تكون عن نفس طيبة والا يراد بها رياء ولا سمعة الى اخر ذلك. والحج كذلك فمن حج من مال حرام لم يقبل حجه لان الله جل وعلا لا يقبل الا الطيب ثم ذكر عليه الصلاة والسلام مثالا من امثلة التأثير الاكل الطيب في بعض الاعمال الصالحة واثر اكل الحرام فيه بعض الاعمال الصالحة. فقال ابو هريرة رضي الله عنه ثم ذكر وقف يعني النبي عليه الصلاة والسلام عن رجل يطيل السفر اشهد اوبر يمد يديه الى السماء يا ربي يا ربي او يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام ومأكله حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام بانى يستجاب لذلك؟ قال ثم ذكر الرجل يطيل السفر اسعد اغضب يمد يديه الى السماء. ذكر هذه الصفات بان هذه الصفات مظنة الاجابة. السفر من اسباب اجابة الدعاء قد جاء بالحديث الحسن ان النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة يستجاب لهم وذكر منهم المسافر السفر من اسباب الاجابة وهذا قد تعرض لسبب من اسباب الاجابة وهو السفر ووصفه بقوله يطيل السفر واطالة السفر تعطي كثيرا من الاغتراب وفيه انكسار النفس وحاجة النفس الى الله جل وعلا اذا كان السفر للحاجة. قال يطيل السفر يعني من حاجته يحتاج الى صبر في معيشته يحتاج الى السفر في اموره. والا فان المرء لا يختار اطالة السفر الا لحاجة ان يقيموا السفر اجمل حربة وهاتان الصفتان تدلان على ذلته وعلى استكانته وهذه يحبها الله جل وعلا. وكان بعض السلف اذا اراد ان يدعو لبث شيئا حقيقا ولم يتزين. وانما صار اسعد. ثم توجه في خلوة ودعا الله او على وقال انه اقرب للاجابة. لما في هذه الصفة من انتفاء الكبر. وقرب التذلل والاستهانة وهذه يكون معها الاضطرار والرغب وعدم الاستهلاك فذكر عليه الصلاة والسلام هذه الصفة فقال اشعث اغضبه يمد يديه الى السماء. وهذه الصفة ايضا ثالثة. لانه يمد يديه الى السماء في رغبه ان يكون اتى بما يجاب معه دعاؤه. ورفع اليدين للدعاء سنة كما سيأتي بيان بعض ذلك. قال ثم يقول يمد يديه الى السماء يا رب يا رب وذكره هنا يا رب مكررة فيجوز ان تقول يا ربي على حد. او يا رب على القدر في تكريرها ذكر لصفة الربوبية ومعلوم ان اجابة الدعاء من اثار ربوبية الله جل وعلا على خلقه ولهذا لم تكن اجابة الدعاء للمؤمن دون الكافر. بل قد يجاب للكافر ويجاب للمارد قد اجيب لابليس. وذلك لان اجابة الدعاء من اثار الربوبية. كرزق الله جل وعلا لعباده اعطاءه لهم وكاصحاحه اياهم امدادهم بالمطر واشبه ذلك مما يحتاجون اليه لانه قد يدعو النصراني ويستجاب له وقد يدعو المشرك ويستجاب له الى اخر ذلك. ويكون هنا تكون هنا الاستجابة لانه متعهد لها. ولكن لانه قام بقلبه الاضطرار والاحتياج لربه جل وعلا والربوبية عامة للمؤمن ذكر هنا يا رب يا رب وهذا من اداب الدعاء العامة كما سيحصل. وذكر هذا في لفظ الربوبية ايضا من اسباب اجابة الدعاء قال في وصف حاله مع انه تعرض لهذه الانواع مما يجاب معه الدعاء قال في وصف حاله ومطعمه حرام حرام وملبسه حرام وغذي بالتهديد وطلب من من يقولها بالتشديد غذي لهي غذي من الغذاء رضي بالحرام فانى يستجاب لذلك يعني فبعيد تعجب ان يستجاب لذلك وهو على هذه الحال. فمن كان ذا مطعم الحرام ولا من المشرب الحرام ولا ملبس حرام وغذي بالحرام. فهذا يستبعد ان يستجاب له وقد جاء في معجم الطبراني باسناد ضعيف ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له سعد ابن ابي وقاص يا رسول الله ادعوا الله لي ان اكون مجاب الدعوة. فقال يا سعد مطعمك تكن مستجاب الدعوة وهذا في معنى هذا الحديث فان اصابة المطعم من اسباب الاجابة. فهذا تعرض لانواع كثيرة من اسباب الاجابة لكنه لم يأكل طيبا بل اكل حراما فمنع الحجاب واستغرب ان يجاب له ان يجاب. وقد جاء ايضا في بعض الاثار الالهية ان موسى عليه السلام طلب من ربه هل يجيب لقومه دعاءهم فقال يا موسى انهم يرفعون ايديهم وقد سفكوا بها الدم الحرام واكلوا بها الحرام واستعملوها في حرام. فكيف يجابون؟ وهذا انه مما يكفيه المؤمن بان حاجته للدعاء اعظم حاجة. دل هذا على ان اصابة المطعم من اعظم اسباب اجابة الدعاء وانه اذا تخلف هذا السبب ولو وجدت الاسباب البخر فانها لا تجاب الدعوة غالبا لقوله فأن يستجاب لذلك هذا الحديث دلنا في اخره على اداب من اداب الدعاء فلك ومنها السفر يعني من اداب السجن او من اسباب اجابة الدعاء السفر تتحرى فيه الدعاء و الاتيان بالدعاء بتذلل واستكانة بالظاهر والباطن هذا ايضا من اجابة من اسباب اجابة الدعاء و مهد رفع اليدين الى السماء بالدعاء هذا ايضا من اسباب اجابة الدعاء. ورفع اليدين الى السماء له ثلاث صفات بثلاث احوال دلت عليها السنة. اما الاول فهو بالنسبة للخطيب القائم للخطيب القائم فانه اذا دعا يشير باصبعه فقد من اثنين السبابة وهذا دليل دعائه وتوحيده. ولا يشرع له ان يرفع يديه اذا خطب قائما على المنبر او على غيره الا اذا استغفر فانه يرفع يديه ويرفع الناس معه ايديهم كما جاء في حديث انس بن وغير في البخاري والنسائي و غيرهم هذه الحالة الاولى رفع اليدين بالاكتفاء برفع الاصبع والثاني ان يرفع يديه الى السماء ركعا شديدا بي حيث بحيث يرى بياضين هكذا وهذا انما يكون في الاستسقاء وفي الامر الذي يصيب المرء معه كرب شديد بما فيه تجارة عظيمة وكرب شديد. فهذا يرفع يديه الى السماء بشدة. فهذه لها صفتان اما تكون اليدان بطنهما الى السماء واما ان تكون اليدان وظهرهما الى السماء ورد هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام وورد هذا وتفاصيل هذا تحتاج الى وقت الثالث ان يرفع يديه مبسوطا الكفين الى الصدر يعني الى موازاة ابيين الرجل والمرأة وهذا هو اغلى الدعاء للنبي عليه الصلاة والسلام. بل كان دعاؤه في عرفة هكذا يرفع يديه الى في الثديين ويمزهما كهيئة المستطعم لا يجعلهما الى الوجه هكذا ولا بعيدا عنه بحيث ما تكون الى التدريس بل يبسطهما كهيئة المستطعم المسكين يعني ايه؟ كهيئة المسكين الذي يريد ان يعطى شيئا في يديه. وقد ثبت في السنن من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله حيي كريم يستحيي من عبده ان يمد اليه يديه يطلب فيهما خيرا فيردهما صفرا خائبتين ايردهما صفرا خائبتين وهذا من اعظم العادات حين نخلص من ذلك الى سنة اداب الدعاء كثيرة وهذا مثل قاله عليه الصلاة والسلام يعني مثل اثر الحلال الطيب في العبادة ذكر الدعاء. كذلك له اثر في الصلاة له اثر في العبادات بالذكر الى اخره. الله جل وعلا لا يقبل الا طيبا فمن اكل حراما فيتحرك بجسده في حرام وقد تجزئه صلاته لكن لا يكون بتحركه في بدنه بحرام مرضية عند الله جل وعلا ولو كانت صلاته خاشعة. بل اعظم ما يبر به البدن ان يكون البدن طيبا بالاجر ايقول الا ما يعلم انه حلال بما يعلم انه طيب فهذا له اثر في رضا الله جل وعلا عن العبد وقبوله بصلاته وصيامه وقبوله اعماله كلها قوله في اخره اهنا يستجاب لذلك انى يستجاب لذلك؟ يعني عجيب وبعيد ان يستجاب له وقد يستجاب له قد يستجاب له لعارظ اخر قذفه اضطرار وشد فيه الحال وحاجة ماسة فهذه يعطى معها حتى الكافر فاذا ركبوا في الخلف دعوا الله مخلصين له الدين. فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون. المشرك قد يستجاب كذلك المؤمن العاصي الذي يأكل الحرام قد يستجاب له. لكن في حالات قليلة وذلك اذا كان معها حالة الاضطراب او شفع له غيره وكان مع مجاب الدعوة. فامن عليه او ما شابه ذلك من الاستثناءات ذكرها اهل العلم نعم عن ابي محمد الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته رضي الله عنهما قال حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك الى ما لا يريبك. رواه الترمذي والنسائي. وقال الترمذي حديث حسن صحيح هذا الحديث عظيم ايضا وهو في المعنى قريب. من قوله عليه الصلاة والسلام في حديث النعمان بن بشير فمن ترك الشبهات فقد استبرأ بدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام فهذا الحديث قال فيه الحسن رضي الله عنه حديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم. دع ما يريبك الى ما لا يريبك وهذا امر وقوله يريبك بفتح الياء يجوز يريهم لكن الفتح افصح واشرف دع ما يريده يعني ما تشك فيه. ولا تطمئنوا له وتخافوا منه لان الريب هو الشك وعدم الطمأنينة وما يخاف منه من يأتيه فلا يدري هل هو له ام عليه دعما يريبك يعني اذا اتاك امر فيه عدم الطمأنينة لك او انت اذا اقبلت عليه او اذا اردت عمله اقتربت منه وصرت في خوف ان يكون حراما ادعني الى شيء لا يريدك لان الاختبار مأمور به فترك المشتبهات الى اليقين هذا اصل عام. وهذا الحديث دل على هذه القاعدة العظيمة. ان المرض يبحث عن اليقين بان فيه الطمأنينة واذا حصل له اليقين سيجعل ما شك فيه فمثلا اذا اشتبه عليهم في امريكا امري مسألة ما هل هي حلال ام حرام؟ فانه يتركها الى اليقين وهو ان يستبرئ بدينه فيترك المسألة او الى ما هو حلال ليقين عنده او مال انتبه عليه فيدع ما يريده منه ويأتي ما لا يريده وكذلك في العبادات. واذا قلنا العبادات فنعني بها الشعائر. لان العلماء اذا قالوا العبادة للافراد ارادوا منها ما يدخل في تأليف العبادة اسمهم جامع كل ما يحبه الله ويرضاه الان. واذا قيل العبادات في الجمع فيريدون بها الشعائر الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد واسباب وفرق ما بين الافراد والجمع كما فرقوا في السماء والسماوات ومظاهر ذلك في العبادات ايضا يأتي اليقين. واذا طرح الشك عليه فلا يدع هذا اليقين لشمس طرف لان اليقين لا يريده وما وقع فيه من الشك هذا يريبه ولا يطمئن اليه. فإذا اتبع عليه مثلا في الصلاة الأحدث ام لم يحدث هل خرج منه شيء ام لم يخرج منه شيء؟ فيبني على الاصل وهو ما لا يريبه وهو انه دخل في الصلاة على طهارة متيقن منها فيبني على الحقل ويدع ما طرأ عليه من الشك الى اليقين كان متطهرا فشك هل احدث ام لا؟ يبني على الاصل ويدع الشك. وهذا اصل عظيم كما ذكرنا هذا الحديث اصل عظيم من اصول الشريعة كما مر معنا في حديث النعمان ابن بشير فيدخل في ترك جميع ما يريبه يريبه المسلم الى شيء يتيقن من جوازه والا يلحقه به وانه لا به اثم او شيخ دينه او عرضه. ذهب جاء هذا المعنى في احاديث كثيرة. وقال مع انه مسعود رحمه الله الواحد الذي يريبه يعني الشيب الواحد الذي يريبه. الى اربعة الاف لا تريده. يعني ابن مسعود انه الله ان الذي يريب خليله والذي لا يليق المرء حوادث الاقوال او في الاعمال. او في الاعتقادات او هذا كثير ولله الحمد. الذي يريه اتركه الذي يريدك من العلم الذي يريدك من القول الذي يريبك من الاعمال الذي يريبك من العلاقات الذي يريبك من الظن كل ما تخاف منه ولا تطمئن اليه فدعه واتركه الى امر لا يريبك وهو كثير ولله الحمد. فهذا فيه طلب قراءة الذمة الى الاشياء المتيقنة. واذا تقرر هذا فالحديث له تكملة. وهو قوله عليه الصلاة والسلام فان الخير طمأنينة وان الكذب او ها فان الصدق وان الكذب ريبة فان الصدق طمأنينة او ان الخير طمأنينة. وان الكذب ربا. يعني في تكملة في بعض الروايات وهذا يدل على ان كل ما فيه خير تطمئن له نفس المؤمن تعمدت تأتي الى ما تتلفظ به من اقوال فتزنها بهذا الميزان. ما تأتيه من اعمال فتزنها بهذا الميزان والعجب ممن يتكلم بشيء وهو في داخله غير مرتاح له. ومع ذلك يغشاه فهذا مخالف لهذا الامر العظيم. كذلك اعمال لا يرتاح لها. او صحبة لا يرتاح لها. ومع ذلك يأتيها وهو غير مطمئن لذلك وهذا لا شك انه مخالفة لهذه الوصية العظيمة يعني ما يريبك الى ما لا يريبه وهذا التوجيه النبوي عظيم الفائدة عظيم العائدة وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يستعملون هذا الحديث اصل في الواقع. اصل في ترك المشتبهات. اصل في التخوف من اي بنوع من الحرام والورى سهل قد قال بعض السلف اظنه حسان بن ابي سنان قال اذا اتاني امر وفيه ربا تركته وما كسلها على الناس. فهذا ولا شك عند نفس المؤمن الذي اثبت بربه فانه اذا اتاه ما يريد يترك ما يريبه يتركه ويكون في ذلك راحة النفس وطمأنينة القلب. وهذا امر واضح في في الشريعة. نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال ورفع عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث ايضا من الاحاديث الاربعة التي قال فيها طائفة من اهل العلم منهم ابن ابي زيد الخيرواني وهذا ولا شك عند نفس المؤمن الذي اخبث لربه فانه اذا اتاه ما يريد يترك ما يريبه يتركه ويكون في ذلك راحة النفس وطمأنينة القلب وهذا امر واضح في في الشريعة. نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا هذا الحديث ايضا من الاحاديث الاربعة التي قال فيها طائفة من اهل العلم منهم ابن ابي زيد الخيرواني المالكي المعروف انه احد احاديث اربعة هي اصول الادب في السنة فهذا الحديث اصل من الاصول في الاداب ذكرنا لكم في اول هذه الدروس ان النووي رحمه الله اختار هذه الاحاديث كلية في ابواب مختلفة في كل باب اصل من الاصول فيه قال هنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه من حسن اسلام المرء من هنا تبعيظية يعني ان ترك ما لا يعني وبعض ما يحصل به احسان الاسلام وحسن الاسلام يعني من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه. بعض ما به حسن اسلام المرء ترك ما لا يعنيه وهذا ظاهر من اللغة وقوله عليه الصلاة والسلام هنا حسن اسلام المرء حسن الاسلام جاء هذا اللفظ ومشتقاته في احاديث متعددة منها مثلا قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا احسن احدكم اسلامه كان له بكل حسنة يعملها عشر حسنات الى سبعمائة ضعف واذا عمل بالسيئة كانت السيئة بمثلها. وله الفاظ اخر فدل هذا وغيره على ان احسان الاسلام مرتبة عظيمة وفيها فضل عظيم واحسان الاسلام مما اختلف فيه اهل العلم فقالت طائفة احسان الاسلام ان يأتي بالواجبات وان ينتهي عن المحرمات وهي مرتبة المقتصدين يعني الذين جاءوا في قول الله جل وعلا ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم مسابق بالخيرات باذن الله فالمقتصد هو الذي يأتي بالواجبات ويترك المحرمات ويجعل مع الواجبات بعض النوافل فقالوا المحسن لاسلامه هم هذه الصفة. هم اهل هذه الصفة يعني الذين يأتون بالواجب بعض النوافل ويدعون المحرمات جميعا. فمن كان كذلك فقد حسن اسلامه والقول الثاني ان احسان الاسلام معناه ان يكون على رتبة الاحسان في العبادة التي جاءت في حديث جبريل المعروف قال فاخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك الذي يحسن اسلامه هو الذي وصل الى مرتبة الاحسان اما على درجتها الاولى درجة المراقبة او على كمالها وهو درجة المشاهدة وهذا القول الثاني ظاهر في الكمال ولكنه ليس ظاهرا في كل المراتب ولهذا قال طائفة ايضا من اهل العلم ان احسان الاسلام ليس مرتبة واحدة بل بل الناس مختلفون فيه فبقدر احسان الاسلام يكون له الفضل والثواب الذي اعطيه من احسن اسلام فمثلا في قوله عليه الصلاة والسلام اذا احسن احدكم اسلامه كان له بكل حسنة يعملها عشر حسنات الى سبعمائة ضعف قالوا هنا عشر حسنات الى سبع مئة ضعف عشر حسنات لكل من احسن الاسلام. يعني لمن كان له لمن كان له الاسلام حسن منه فانه يبدأ من عشر عشر اضعاف الحسنة يعني تكتب له الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى سبعمائة ضعف هذا بحسب درجته في احسان الاسلام. فدل تنوع الثواب على تنوع الاحسان يعني ان درجة الاحسان تختلف واهل احسان الاسلام فيه متفاوتون لتفاوت الفضل والمرتبة والاجر على ذلك. فقال الى سبع مئة ضعف فمن اسباب مزيدها الى سبعمائة ضعف ان يكون احسانه للاسلام عظيما. ولهذا قال ابن عباس وغيره من المفسرين ان الحسنة بعشر امثالها لكل احد يعني لكل مسلم في قوله جل وعلا في اخر الانعام من جاء بالحسنة فله عشر امثالها قال هذا لكل احد اما من احسن اسلامه فانه في قول الله جل وعلا وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما وهذا تقرير صحيح. فان الناس في احسان الاسلام مراكب وهذه المسألة مشكلة يعني لو راجعت الصروح وكلام اهل العلم مشكلة لكن كلام اهل التحقيق الذين قرروا هذا من هذه المسألة بينوا ان احسان الاسلام له مراتب فليس مرتبة واحدة وان اهل المعصية يعني من ظلم نفسه ليس من اهل احسان الاسلام فقال من حسن اسلام المرء يعني هذا الفعل وهو ترك ما لا يعني من حسن اسلامه وهذا ظاهر في المرتبتين جميعا. فان الذي يأتي الطاعات ويبتعد عن المحرمات فانه منشغل بطاعة ربه عن ان يتكلف ما لا يعنيه واما اهل الاحسان في مقام المراقبة او ما هو اعظم منها فهؤلاء منشغلون باحسان العمل الظاهر والباطن عن ان يكون لهم هم فيما لا يعنيه اذا تقرر هذا فما معنى قوله ما لا يعنيه ما هو الذي يعني والذي لا يعنيه العناية في اللغة هي شدة الاهتمام بالشيء. او الشيء المهم الذي يهتم به والذي لا يعني وليس لي به عناية هو الشيء الذي لا ينفع المعتني به يعني لا ينفع المتوجه اليه وليس له به مصلحة ومعلوم ان امور الشرع المسلم له بها عناية وان فقه الكتاب والسنة له به لكل مسلم به عناية يعني فيشتد اهتمامه بها. فاذا ما لا يعني المرء المسلم من الاقوال التي ليس لها نفع له في دينه ولا في دنياه او في اخرته او في اولاه فان تركها من حسن اسلام المرء وهذا عام يشمل ما يتصل بفضول العلوم التي لا تنفعه ولفضول المعاملات وبفضول العلاقات ونحو ذلك. فتركه ما لا يعنيه هل في دينه فانه هذا دليل حسن اسلامه يعني دليل رغبته في الخير. لان التوسع او الاتيان ما لا يعني في العلاقات او في الاقوال او في السماء الى اخره. هذا ذريعة لان يرتكب شيئا محرما او ان يفرط في واجب. وتفوته رتبة المقتصدين الذي التي هي اقر الرتب اهل حسن الاسلام ادخل الشرح ايضا وهذا واضح وبين وقد جاء في بعض الاحاديث ان من ما لا يعني المرء الكلام او السماع كلام نطقا او سماع الكلام. يعني ان من حسن اسلام المرء ترك ما لا يعنيه من الكلام سماعا او نطقا وهذا ظاهر بين لان اللسان هو مورد الذلل والاذن ايضا هي مورد الزلل. فاللسان نطقا محاسب عليه العبد. ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وهذه الاية عامة فان الملك يكتب كل شيء حتى الاشياء التي لا تؤاخذ بها قال بعض السلف يكتب حتى انين المريض يعني ما حتى ما لا يؤاخذ به فانه يكتبه وهذا هو الراجح بانه يكتب كل شيء ولا تختص كتابته بما فيه الثواب والعقاب وذلك لدليلين الاول ان قوله من قول هذه نكرة في سياق النفي وسبقتها من وهذا يدل على التنسيق الصريح في العموم يعني الذي لا يتخلف معه شيء من افراده البتة الذي يكتب عنده التمييز في الاعمال ما بين ما فيه الثواب وما لا ثواب فيه والتمييز في النيات واعمال القلب والاقوال التي تصدر عن اعمال القلوب. والى اخره. قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان وهذا لا دليل عليه. يعني ان الملك يعلم ما يثاق عليه من الاقوال وما لا يثاب عليه. وانما الملك تافه كما قال جل وعلا ام يحسبون انا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون كراما كاذبين الى اخره دل هذا على ان طرف ما لا يعني بالاقوال في القول لفظا او سماعا ان هذا مما يعظم تعظم به درجة العبد. لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس فلهذا يظهر من الحديث عند كثيرين ان المراد به كما ذكرت القول او السمع. فيدخل فيه اذا البحث عن احوال لا تخصك او لا تحنيك في دينك او الحرص على معرفة الاخبار. اخبار فلان وش عمل؟ وش سوى؟ وقال وفعل. وحل خبره مع فلان وش عندك من الاخبار؟ وش وش قالوا فلان؟ والناس ايش عملوا؟ ونحو ذلك فالاهتمام بهذه الاشياء بما لا يعني هذا مخالف لما يدل عليه حسن الاسلام فمن ادلة حسن الاسلام ترك ما لا يعنيه. من فضول الاقوال وفضول ما يسمع فاذا هذا الحديث من احاديث الاداب العظيمة فينبغي لنا وجوبا ان نحرص على حسن الاسلام لان فيه من الفضل العظيم ما فيه من حسن الاسلام ان نترك ما لا يعنيه من الكلام او السماع كلام الاسئلة التي ليس لها داعي يأتي يستفصل وتارة مع من هو اكبر منه او من قد يحرج باستفصاله وتدقيق في الاسئلة تجميع الاخبار عن الناس وهذا فعل وهذا ترك وهذا ذهب وهذا جاء الى اخره والتحدث بها وتوسيع ذلك هذا كله مذموم ويسلب عن العبد حسن الاسلام اذا غلب عليه ولهذا نقول في هذا الحديث وصية عظيمة في هذا الادب العظيم من المصطفى عليه الصلاة والسلام فان من حسن اسلام المرء ان يترك ما لا يعنيه ما لا يعنيه في دينه ما لا يعنيه في امر دنياه ما لا يعنيه من الاقوال ومما يسمع او مما يسمع واشباه ذلك فان في هذا الاثر الصالح له في صلاح قلبه وصلاح عمله والناس يؤتون من كثرة ما يسمعون او يتكلمون ولهذا قال بعض السلف في اناس يكثرون الكلام والحديث مع بعضهم. قال هؤلاء خص عليهم العمل. فاكثر الكلام وهذا مذموم ان يكثر الكلام بلا عمل. نجلس مجالس طويلة ساعة ساعتين ثلاث في كلام مكرر مدار لا نفع فيه. والواجبات لو تحملها كثير. تجد انه يتوسل في مباح وربما كان معه بعض والحرام في الاقوال والاعمال ويترك واجبات كثيرة وهذا ليس من صفة طلاب العلم. فطالب العلم يتحرى ان يكون عمله دائما فيما فيه نفع له يعني فيما يعنيه مما امر به في الشريعة او حث عليه وان يترك ما لا يعنيه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة هذا الحديث قال عنه النووي في اخره حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا وتحسينه من جهة كثرة طرقه من كثرة شواهده والراجح عند علماء العلل انه مرسل فقد قال احمد ويحيى بن معين وجماعة ان الصواب فيه انه مرسل ولكن له شواهد كثيرة قريب من لفظه ولهذا حسنه النووي رحمه الله فقال حديث حسن رواه الترمذي وغيره هكذا فالصواب انه حسن لغيره لشواهده نعم عن ابي حمزة انس وعن ابي حمزة انس ابن مالك الخادم رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب ما يحبه لنفسه. رواه البخاري ومسلم هذا حديث انس رضي الله عنه وهو الحديث الثالث وهو الحديث الثالث عشر من هذه الاحاديث النووية قال عن ابي حمزة انس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه لا يؤمن احدكم هذه الكلمة تدل على ان ما بعدها مأمور به في الشريعة اما امر ايجاب او امر استحباب والنفي الايمان هنا قال فيه شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب الايمان كما احضرني بعض الاخوة لا يؤمن احدكم ان هذا نفي لكمال الايمان الواجب فاذا نفي الايمان بفعل دل على وجوبه يعني على وجوب ما نهي الايمان لاجله. لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه دل على ان محبة المرء لاخيه ما يحب لنفسه واجبا قال لان نفي الايمان لا يكون لنفي شيء مستحب فمن ترك مستحبا لا ينفع عنه الايمان. فنفي الايمان دال على ان هذا الامر واجب. سيكون اذا نفي الايمان نفي لكماله الواسع يدل على ان الامر المذكور والمعلق به في النفي يدل على انه واجب اذا تقرر هذا فقوله هنا لا يؤمن احدكم حتى له نظائر كثيرة في الشريعة يعني في السنة لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من من والده وولده والناس اجمعين. لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه وهكذا اذا تقرر ذلك فان نفي الايمان فيها على باب واحد وهو انه ينفى كمال الايمان الواجب ثم قوله عليه الصلاة والسلام حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه هذا يشمل الاعتقاد والقول والعمل. يعني يشمل جميع الاعمال الصالحة من الاقوال والاعوام الاعتقادات والافعال فقوله حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه يشمل ان يحب لاخيه ان يعتقد الاعتقاد الحسن كاعتقاده وهذا واجب ويشمل ان يحب لاخيه ان يكون مصليا كفعله. فلو احب لأخيه ان يكون على غير الهداية فانه ارتكب محرما انتفع عنه كمال الايمان الواجب. لو احب ان يكون فلان من الناس على غير الاعتقاد الصحيح الموافق للسنة يعني على اعتقاد بدعي فانه كذلك ينفع عنه كمال الايمان الواجب وهكذا في سائر العبادات وفي سائر انواع اجتناب المحرمات. فاذا احب لنفسه ان يترك الرشوة واحب لاخيه ان يقع في الرشوة حتى يخرج هو كان منسيا عنه كمال الايمان الواجب. وهكذا في نظائرها. وقد جاء في النسائي يعني في سنن النسائي وفي غيره تقييد ما يحب هنا بما هو معلوم وهو قوله حتى يحب لاخيه ما يحبه لنفسه من الخير وهذا ظاهر حيث بين ولكن التنصيص عليه واضح اما امور الدنيا فان محبة الخير لاخيه كما يحب لنفسه هذا مستحب لان الايثار بها مستحب وليس بواجب في حب لاخيه ان يكون ذا مال مثل ما يحب لنفسه هذا مستحب يحب لاخيه ان يكون ذا وجاهة مثل ما له هذا مستحب يعني لو فرط فيه لم يكن منفيا عنه لم يكن كمال الايمان الواجب منفيا عنه. لان هذه الافعال مستحبة. فاذا صار المقام هنا على درجتين اذا كان ما يحبه لنفسه متعلق بامور الدين فهذا واجب ان يحب لاخوانه ما يحب لنفسه وهذا هو الذي تسلق نفي الايمان عليه لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه. يعني من امور الدين. او من الامور التي يرغب فيها وامر بها امر ايجاب او امر استحباب وكذلك ما نهى عنه الشارع. ويحب لاخيه ان ينتهي عن المحرمات ويحب لاخيه ان يأتي الواجبات. هذا لو لم يحب لانتفع عنه كمال الايمان الواجب. اما امور الدنيا كما ذكرنا فانها على الاستحباب. يحب لاخيه ان يكون سعة في الرزق فهذا مستحب يحب ان يكون لاخيه مثل ماله من الجاه مثلا او من المال او من حسن الترتيب او من الكتب او الى اخره فهذا كله راجع الى الاستحباب ويتبرع عن هذا مسألة الايثار الايثار منقسم الى قسمين ايثار بالقرب وايثار لامور الدنيا اما الايثار بالقرب فانه مكروه لانه يخالف ما امرنا به من المسابقة في الخيرات. والمسارعة في ابواب الطاعات. سابقوا الى مغفرة من ربكم وسارعوا الى المسارعة والمسابقة تقتضي ان كل باب من ابواب الخير يسارع اليه المسلم ويسبق اخاه اليك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون والقسم الثاني الايثار في امور الدنيا يعني في الطعام في الملبس في المركب ايه تصدر في مجلس او ما اشبه ذلك. فهذا مستحب ان يؤثر اخاه في امور الدنيا كما قال جل وعلا في وصف خاصة المؤمنين ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون فدلت الاية على ان الايثار بامور الدنيا من صفات المؤمنين وهذا يدل على استحبابه صلة هذا بالحديث قال لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه يحب للاخ ما يحب للنفس قد يقتضي هذا ان يقدمه فهل اذا كان في امور الدنيا يقدمه على ما ذكرنا ان الايثار بالقرب مكروه الايثار في امور الدنيا مستحب حبه لاخيه ما يحبه لنفسه من امور الدنيا المستحب هنا ايضا يستحب ان يقدم اخاه على نفسه في امور الدنيا هذا خلاصة هذا الحديث من البحث بهذا يظهر ضابط قوله لا يؤمن احدكم ما يتصل بها من الفعل حتى يحب لاخيه حتى اكون احب اليه من ولده ووالده. والناس اجمعين ان هذا امر مطلوب شرعا من لا يأمن جاره بوائقه الى اخره نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه