في الارض وهو متنوع هذا افاده غثاء احوى لانه قد يكون كثيفا متنوعا ولكنه قليل الماء فيكون اصفر او ليس على كمال الخضرة فجاء قوله فجعله غثاء اي كثيفا متنوعا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين اما بعد فينعقد هذا المجلس الرابع من مجالس شرح كتاب الاشارة للعلامة ابي الوليد الباجي المالكي في اصول الفقه وكنا اتينا في المجلس الثالث قبل الصلاة على كلام المصنف عن انواع المجاز واشير الى ان هذه الانواع الاربعة قد قالها كثير من الاصوليين وما ذكره ابو الوليد قد قاله كثير من اصحابه من المالكية وغيرهم من الشافعية وغيرهم. وان كان بعض الاصوليين يزيد على تلك وبعضهم يجمل عن تلك اي عن تلك الاربعة واتينا على كلامه في الانواع الاربعة والامر بالاربعة التي ذكرها صار كلام عن الزيادة وقيل ان هذه الزيادة مما يتقى القول فيها. فيكون القول فيها على قدر من الاقتصاد على قدر من الاقتصاد لاتفاق علماء الشريعة واللغة على انه ليس هنالك زيادة في الحروف وانما كل حرف في كتاب الله فان له دلالة ولابد. وعن هذا فيصير التعبير هنا ليس لازما يصير التعبير هنا ليس لازما بل ليس مقصودا اليه عند التحقيق واتقاؤه هو الاولى ولهذا صار التعبير الكوفي اولى من التعبير الذي قاله من قاله من البصريين وهذا اشير به الى ما كان الكوفيون او كثير منهم يستعملونه من كلمة الصلة عن كلمة الزيادة وقيل بان هذه الطرق التي ذكرت في كتاب الله وهي مذكورة ايضا في كلام العرب هي نوع من البلاغة لمن كان فقيها في لغة العرب وكلامها ولهذا كل سياق فانه لا يقال بانه تضمن زيادة وانما هذه الزيادة بالاوصاف او المؤكدات او الحروف فانها تدل على درجة من المعنى لا يتحقق بنفي هذه المؤكدات او الحروف وهذا سائر ومطرد في جميع كلام العرب الاول ومن باب اولى واظهر واتم واكمل بما لا شبيه له ولا مثال له في كتاب الله سبحانه وتعالى وانما يشار لكلام العرب الاول باعتبار ان القرآن نزل بلسان العرب. فحينما يذكر كلامهم وهو من كلامه الجاهليين منهم وكبار شعرائهم. وهذا ليس من التعظيم لاعيانهم وانما هو من التعظيم للغة العرب والتعظيم للغة العرب امر مأمور به في الشريعة لانها اللغة التي نزل بها القرآن واللغة التي تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يفقه كتاب الله الا على وفق كلام العرب لكن كلام العرب ليس مجرد عقيسة وصناعة نحوية فحسب. ولهذا فان علم النحو هو واحد من علوم اللغة وليس هو الجامع لعلوم اللغة. وعلوم اللغة كثيرة كما تعلم. علوم اللغة كثيرة. ولهذا يتدبر في علوم اللغة على هذه الطريقة واشير الى بعض ما جاء في كلام العرب من التغيير بالصفات او الاستيقاظ بالتشبيهات او ما الى ذلك وقد يستوقفون بالغريب او بالكلمة التي يسميها بعضهم بانها من ثقيل الكلام فلا يكون هذا الثقيل كما يسميه بعض المصطلحين او هذا الغريب كما يسميه بعض المصطلحين او هذا الوحشي كما يسميه بعض المصطلحين. لا يكون فواتا على ذلك الشاعر وانما لمراد بلاغي في شعره ولو خلا شعره عن مثل هذه التي سميت عند من سميت عنده هي من الزيادة لو خلا شعره لما علت رتبته لو خلا شعر امرئ القيس من الزيادة والحذف او شعر طرفة ابن العبد من الزيادة والحذف والتقديم والتأخير والتقليد في الصفات وما الى ذلك لا ما على رتبة شعره ولكان من الكلام العادي الذي يقوله احاد الشعراء فليس الامتياز في شعر اولئك من اوائل العرب ليس الامتياز انهم يحسنوا يحسنون ميزان الشعر فان احسان ميزان الشعر درجة لكن الاعلى في ذلك انهم يحسنون صناعة الكلام انهم يحسنون صناعة الكلام على ميزان الشعر ومن هنا فان بعض اللغويين كما تعقبوا بعض الكبار من اولئك الشعراء في مثل بعض الاوصاف فقالوا آآ كان هذا على خلاف الافصحوا على خلاف الاليق في المقام فلما ادخل هذه الكلمة التي سموها وحشية قالوا هذا على خلاف الافصح وعلى خلاف الاتم في البلاغة. والامر ليس كذلك فانه انما ذكر هذه الكلمة الثقيلة في شعره ليوقفك على الصورة التي قال فيها في شطر البيت الاخر تظل العقاص في مثنى ومرسله هو اراد الوقوف فاستوقف بكلمة غريبة قبل ان يدخل على الصورة استوقف بكلمة غريبة في الشطر الاول قبل ان يدخل على الصورة في الشطر الثاني لما قال تظل العقاص في مثنى ومرسلين بعد ذلك نأتي على قول المصنف ونقصان. قال واسألهم عن القرية اجمعوا ان المراد اهلها وهذا اجماع ضروري عند اهل اللغة والشريعة وغيرهم ولكن هذا انما حذف المضاف للعلم به ظرورة فان العلم بالمضاف في هذه الاية لا يختلف انه من المعلوم ضرورة والمحذوف اذا كان العلم به ظرورة فان حذفه متفق على جوازه متفق على جوازه. وهل الحذف يكون بلاغة او لا يكون بلاغة قيل وبحسب المتكلم به فان ثمة فرقا بين امرين الامر الاول ان حذف المعلوم في الكلام امر سائغ بالاجماع باجماع اهل اللغة هذا امر يتعذر الاختلاف فيه هذا امر يتعذر الاختلاف فيه وهو اظهر من ان يحتاج الى نقل في الاجماع وهو الذي قال فيه ابن مالك كما سبق وحذف ما يعلم جائزه انما اذا قيل هل الحذف يكون بلاغة قيل تارة يكون بلاغة اذا كان المتكلم به بليغا فيكون حذفه بلاغة وتارة لا يكون بلاغة في كثير من كلام الناس فيه حذف فلا يلزم ان هذا الحذف وقع على درجة عالية من البلاغة وان كان حذفا صحيحا فليس من شرط كونه صحيحا او عفوا ليس من لازم كونه صحيح ان يكون ليس من لازم كونه صحيح ان يكون بلاغة بل قد يكون عاديا وقد تكون البلاغ على خلافه وقد تكون البلاغة على خلافه وقد تكون البلاغة على خلافه. لكن الاصل ان ثمة نوع من انواع البلاغة تعتبر بما يعرف بمسألة الايجاز في الحذف وذلك بحذف من بعض الكلام وتركه الى التقدير وما الى ذلك. فهذا قدر معروف وعليه فقول الله واسأل القرية هذا من بلاغة القرآن فانه لما قال الله سبحانه وتعالى واسأل القرية التي كنا فيها تضمن ايه؟ تضمن ماذا قوة في جوابهم قال واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها فهم في مثل هذه المكان في هذا الحال لما صار اخوهم عند يوسف عليهم الصلاة والسلام على يوسف وعلى يعقوب عليهم الصلاة والسلام فهم من رسل الله وانبيائه كما تعلم فاخوة يوسف في المقام الاول لما تمالوا على القائه في الجب قال الله جل وعلا وجاؤوا اباهم عشاء يبكون قالوا انا ذهبنا نستبق ذاك مقام ويقولون وما انت بمؤمن لنا اي بمصدق لنا لكن في المقام الاخر لما صار اخوه اخو يوسف عنده قالوا نفذ صواع الملك ولمن جاء به حمل بعيري وانا به زعيم. فلما صار عنده ورجعوا الى ابيهم قالوا واسأل القرية التي كنا فيها وهذا لمتانة الصدق في نفوسهم فصارت البلاغة الا يقولوا اهل القرية او اسأل فلانا او فلانا قال واسأل القرية فكأنه يعني لو سأل يعقوب من شاء فانهم لا يخشون كذبا كما صار في المقام الاول وجاؤوا على قميصه بدم كذب فصار الحذف فيه مقام من البلاغة ما اشير اليه في هذا الكلام قدر ويعلو كتاب الله ويعلو كلام الله عن الاحاطة لكمال بلاغته وحكمته وبيانه ولكن هذا من المعنى المدرك الظاهري القريب في الافادات البلاغية واسأل القرية التي كنا فيها. والعيرة التي اقبلنا فيها وكأنه ليس هنالك اناس بمعنى تخير من شئت من اهل العير او تجار العير واسأل القرية ولم يقوله اسأل فلانا او كبيرا او ما الى ذلك واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها والا فان المعلوم ان المسؤول هم الناس المعلوم هذا مما يعلم ضرورة لكن وجدت فيه بلاغة متناهية لا يحيط البلاغيون والقائلون في معاني القرآن بقدرها واحاطتها لان كتاب الله يعلو عن الاحاطة بحكمة بلاغته المنيفة التي لا يساميها كلام لا من كلام العرب ولا كلام غيرهم وان كان نزل بكلام العرب فهذا ما سمي النقصان ولكن هذا قاعدته قاعدته ان المحذوف يكون معلوما واما اذا لم يكن المحذوف معلوما فلا يكون الحذف هنا منتظما صحيحا ولا يكون من البلاغة اشاعته. وانما يكون ذلك مما يحتمل من القول ولذلك فما جاء في كلام الله جل وعلا وما جاء في كلام الله جل وعلا في مثل ذلك قوله واسأل القرية التي كنا فيها والعيرة التي اقبلنا فيها انما حذف بلاغة لرفعة الدلالة الى هذه الدرجة من المعاني فكان هذا مقاما رفيعا من اللفظ وكان هذا مقاما رفيعا من المعنى. واما طرد مثل ذلك واما طرد مثل ذلك في مسائل الالهيات على طرائق المتكلمين فهذا من الطرق المخالفة للنص والاجماع ودليل العقل فضلا عن دليل الشرع ولهذا لا يستعمل ذلك حجة لو قدر اضطراده في آآ الامور الغير مقدرة على الضرورة الامور المقدرة على غير الضرورة لانه اذا قدر على غير الضرورة صار من باب صار المحذوف من باب الممكن الى من باب الواجب لانه اذا قدر على غير مقام الضرورة صار المحذوف من باب الممكن لا من باب الواجب بخلاف قوله واسألي القرية فان المحذوف من باب الواجب. من جهة العلم به فان العلم به واجب واما اذا قدر في غير مقام الضرورة صار العلم به من باب الممكن والممكن متنوع على التغير ومن هنا امتنع في مقام الصفات من هذا الوجه غير الوجه الاول الذي اشير اليه في كونه مخالفا للنص والاجماع ودليل العقل فانه لو قدر ان ثمة مضافا مع بطلان ذلك لكان العلم بذلك متنوعا في التقدير ولهذا اربابه من اهل التأويل لم يقدروا المحذوف واحدا بل قدروه مختلفا بل قدروه مختلفا وتقديره مختلفا مع امتناع اجتماع ذلك المختلف لان المراد به واحد من المختلفات على هذا التقدير يدل على امتناع التأويل من هذه الطريقة وهذه من ارفع الطرق في ابطال التأويل لمن تدبرها وقد نظر لها بعض الكبار كشيخ الاسلام رحمه الله في بعض كتبه الكبار كدرأ التعارض وغيرها قال رحمه الله قال وتقديم وتأخير الضرب الثالث عند ابي الوليد وكثير من الاصوليين الذين قسموا المجاز على هذه الاضربة الاربعة ما سماه التقديم والتأخير والتقديم والتأخير واقع في كلام العرب ولكنه اذا وقع في كلام العرب الاول فانه نظام من انظمة كالبلاغة عندهم واما اذا قدم واخر في الالفاظ والمعاني عند بعض المحدثين بعدهم مع بدايات تداخل اللغة وذهاب الفصاحة فقد لا يكون الامر كذلك ولهذا وقع في شعر بعض الشعراء من التقديم او التأخير اما في الالفاظ او المعاني ما لا يكون محمودا ما لا يكون محمودا بل قد يكون وجها من التكلف ولهذا استدركوا على الفرزدق مثلا استدركوا عليه في بعض شعره مثل هذا التقديم والتأخير فهنا يقال ان الاستدراك على مثل الفرزدق مما يتأتى لانه تكلف في بعض شعره مسألة التقديم والتأخير لكنك لا ترى التكلف ذلك في شعر الاولين لا ترى التكلف ذلك في شعر الاولين. والا فقد استدرك على الفرزدق في ذلك اكثر مما استدرك على نظرائه. ولهذا التقديم والتأخير في نظرائه في بعض نظرائه يكون بلاغة يندر ان يكون تكلفا المقارنة بينه وبين احد نظرائه من عصره وهو ذو الرمة وهو تميمي كالفرزق كلاهما من بني تميم ففي شعر ذي الرمة تقديم وتأخير. وفي شعر الفرزدق تقديم وتأخير لكن استدرك على الفرزدق في شعره من التقديم والتأخير ما لا بلاغة فيه فيكون ظعفا في الشعر واما ذو الرمة فلكونه على اعرابيته في الجملة على اعرابيته في الجملة وعلى طريقة العرب الاولى في القاء الكلام فان التقديم والتأخير والتقليب للصفات عنده شبيه بذلك الذي كان يستعمله طرفا وامرؤ القيس وامثال هؤلاء ولهذا ربما خاطب نفسه فيظن سامعه ممن لم يكن على ادراكا في الكلام انه يخاطب غيره وهو يجعل الخطاب الى الى نفسه والا فالعرب احيانا تستعين في الخطاب الصاحب وان كان ليس موجودا مع الشاعر ولكنها تستعير الصاحب وان لم يكن الصاحب ايش موجودا وقد يسمون الصاحب باسم من الاسماء وان لم يكن ذلك على الحقيقة وان لم يكن ذلك على الحقيقة كما قال امرؤ القيس صاحي ارى برقا اريك وميضه اصاحي ارى برقا اي يا صاحبي الهمزة لنداء القريب ويروى هذا البيت احاري ارى برقا اريك وميظه يا حارث ولكنه حذف اخر الاسم من باب الترخيب التنخيم معروف بمثل هذا النوع من الاسم يحذف اخره ثم قال ابن مالك ترخيما احذف اخر المنادى كياسعا بمن دعا سعادا ذو الرمة مثلا في بعظ شعره بل من اوائل الشعر الذي قدم به من باديته من اول الشعر الذي قدم به من بادية والقاه بالشام قصيدته التي ابتدأها بقوله ما بال عينك منها الماء ينسكب مع انه انما يعني نفسها انما يعني نفسه يقول انه يبكي وان الدموع تجري من عينه شوقا الى اهله والى دياره في باديته فيقول ما بال عينك منها الماء ينسكب فلما خاطب بهذه القصيدة اول بيت فيها هذا الخطاب من خاطبه قال له بل عينك انت وهو انما يريد نفسه وانما يريد نفسه لانه بعد ذلك يقول مفسرا هذا المظهر في حاله فيقول لا بل هو الشوق عن دار تخونها مر سحاب ومرا بارح ترب اذا ان من سكب من عينه من سكب قال من باب الشوق قال لا بل هو الشوق عن دار تخونها تخونها اي مرة يأتيها هكذا وهكذا مرا يقال في اللغة مرة ويقال مرن مر انسحاب ومرا بارح ترب. الشاهد بهذا ان التقديم والتأخير كثير. وهو مثل الحذف فان قيل هل يقع في كلام العرب التقديم والتأخير قيل بالاجماع يقع التقديم والتأخير وحينما يقرر هذا ليعلم انه ليس المقصود من الكلام في المجالس السابقة عن الحقيقة والمجاز النفي لهذه البديهيات كوجود الحذف او وجود التقديم والتأخير في كلام العرب ولهذا قيل بانه يقع الحذف في كلام العرب بالاجماع هذا لا خلاف عليه. وهنا في الظرب الثالث الذي سماه المصنف قال وتقديم وتأخير يقال بالاجماع عند اهل العربية يقع التقديم والتأخير في كلام العرب ثم هو في كلام العرب الاول ومن باب اخص واعلى رتبة لا تسامي المقام السابق في كلام العرب اذا جاء ذلك في كتاب الله سبحانه وتعالى فان قيل هل كل تقديم وتأخير لما كان سائغا بالاجماع؟ يكون بلاغة قيل لا يلزم ذلك وانما هو بحسب المتكلم به وقد يكون التقديم والتأخير عيا في الكلام او اضطرابا في البلاغة ولكنه اذا نظر في شعر العرب الاوائل فانه بلاغة فانه بلغ ولا يكاد يند عن ذلك شيء ولا يكاد يند عن ذلك شيء اذا اعتبر في شعري كبار شعراء العرب الاوائل كاصحاب المعلقات ونحوهم وهذا متحقق على القطع المبين في كلام الله سبحانه وتعالى. ولهذا ما من تقديم او تأخير في كتاب الله من جهة السياق اللفظي الا وفيه دلائل من المعاني وهذه الدلائل من المعاني وتأمل هذا وهذه الدلائل من المعاني لا يقتصر اثرها على معنى بلاغي مجرد في صناعة البلاغة بل يتعدى اثر ذلك الى ترتيب الاحكام الفقهية ودرجات الاحكام الفقهية باعتبار التقديم والتأخير ولهذا الفقهاء يستفيدون ولا سيما من كان من الفقهاء محيطا بفقه اللغة كالامام الشافعي وهذا من اسباب استغناء الشافعي عن تعداد كثير من الاصول وسبق ان اشرت ان الشافعي في اصوله هو اقصر الائمة اصولا. اعنيه من جهة المتفرعات والا الاصول الاولى كما تعلم مجمع عليها ومن سبب ذلك انه يمضي المسائل وفقه القرآن وترتيب الاحكام على كلام العرب. وتأمل هذا في كتابه الام تأمل هذا في كتابه الام فانه يجري الاستدلال على قواعد هذه اللغة وعليه فما يقع مما سموه التقديم والتأخير هذا اذا بني على رفيع البلاغة افاد صناعة بلاغية رفيعة من جهة ولكنه في خطاب الشريعة لا يقف عند الامر البلاغي وان كان متحققا وان كان متحققا ويشير اليه كبار العارفين بمسائل البلاغة او المتتبعين لذلك في تفسير القرآن وقد اعتنى بهذا بعض اعيان المفسرين ولكن هذا الاثر من مسألة التقديم والتأخير يتعدى اثرها في الاحكام الى ترتيب احكام فروع الشريعة ومثله في مقام الاخبار او غيرها وعليه فالتقديم والتأخير الذي يقع هو ذو دلالة ذو دلالة من جهة المعنى وذو افادة من جهات الصناعة البلاغية والمصنف ذكر لي التقديم والتأخير مثالا قال نعم اقرأ من قوله وتقديم قال وتقديم وتأخير كقوله تعالى والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى. نعم ذكر ان قول الله جل وعلا والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احوى فيه تقديم وتأخير وهذا الذي ذكره ذكره غيره ممن ذكر هذه الاضرب في مسألة المجاز من الاصوليين وتكلم بمثل هذا كثير من المفسرين واهل اللغة وقالوا ان ثمة تقديما وتأخيرا وان اصله فجعله احوى غثاء هكذا يقولون هكذا يقولون لما قالوا ان غثاء هو الهشيم الذي يبس وان احوى هو الذي خضرته بالغة حتى لقوة خضرته وليه من الماء والمطر صار فيه سواد والنبت والربيع اذا اصاب مطرا متواصلا صار هكذا سارة هكذا حقيقي مريه يكون فيه سواد وهو الاحوى هنا قالوا فان المرء اول ما يكون اذا خرج اول ما يكون احوى اي اخظر ثم يكون غثاء اي هشيما. ومن هنا قال من قال من اهل اللغة والتفسير وكما قال المصنف هنا ان ثمة تقديما وتأخيره وقد عرفت ان التقديم والتأخير واقع في الكلام واما هذا المثال فهل هو مثال صحيح او ليس صحيحا يقال هذا امر قريب هذا امر قريب. وقد اختلف فيه عند اهل التفسير ولكن الذي يظهر ان هذا المثال ليس مثالا صحيحا ان هذا المثال ليس مثالا صحيحا وان قول الله جل وعلا والذي اخرج المرعى فلما قال سبحانه اخرج المرعى تم الكلام من جهة احالت المرأة الاولى وهي حالة الخضرة التي تنتفع بها وتأكلها وينتفع بها الناس الانتفاع الاول ثم يأتي ما بعد ذلك وهو ان يكون غثاء احوى وهذا ايضا ينتفع به وهذا ايضا ينتفع به ولكن الاية في اصلها في سياق الخلق والتدبير في سياق الخلق الاية في سورة سبح اسم ربك الاعلى. سورة الاعلى المقصود هنا ذكر مقام التوحيد الخلق وقد قام التدبير ومقام الامتنان هذه اصول القصور في والحكمة في هذه في هذا السياق وهو تقرير مسألة الربوبية في خلق الله وحده وفي تدبيره وفي غناه وافتقار الخلق له فذكر الله جل وعلا انه خلق سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى فهنا تحقق مقام الخلق والتدبير والامتنان وهنا في قوله والذي اخرج المرعى فجعله غثاء احواء هنا ايضا اقول تحقق مقام ذكر الخلق والتدبير والامتنان بغنى الرب وفقر الخلق بغينا نربي سبحانه وفقر الخلق له سبحانه وتعالى وهنا اذا اعتبر السياق ولهذا انظر ان للسياق اثرا في فهم الخطاب اذرا بليغا في فهم الخطاب تجد ان جمهور السلف الاول او عامة السلف الاول من المفسرين من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ما جعلوا في الاية تقديما وماء وتأخيرا في تفسيرهم وانما جعلوا الاية فيها الذكر حذف المعلوم من جهة الصورة الاولى الذي اخرج المرعى وهو قائم عندهم فتحقق بكلمة اخرج المرء تحققه على انحائه واوصافه المتنوعة سم قال الله سبحانه وتعالى في مقام التدبير والامتنان فجعله غثاء احوى وصار خلقه جل وعلا وتدبيره وامتنانه متحقق العلم به من جهة الدلالة في الكلمتين في قوله والذي اخرج المرء فدل على خلقه وتدبيره وامتنانه سبحانه على عباده وغناه وفقرهم وقوله فجعله غثاء احوى دلت ذلك على تلك المقامات بل وعلى غيرها من مقامات الربوبية والتوحيد والاء الله جل وعلا مما لا يحاط به وعليه فلا تقديم ولا تأخير وان كان هذا من حيث الاصل يجوز لغة فان قيل فاين ما قبل الغثاء اليابس قيل ما قبله دخل في قوله اخرج المرأة ثم ذكر الله سبحانه وتعالى الحالة التالية بعد ذلك وانه هو الذي اخرجه وهو الذي جعله غثاء احوى لان العرب كانت تقول مطرنا بنوء كذا وكذا ولهذا لما مطرت او مطرت السماء كما في حديث زيد ابن خالد الجهني رضي الله تعالى عنه في الصحيحين وغيرهما قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في اثر سماء كانت من الليل فلما انصرف فقال اتدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله اعلم. قال اقال الله سبحانه اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال مطرنا بفظل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وفي رواية بالكواكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذاك كافر بي مؤمن بالكوكب فهذه المسألة التي لا ينفكون حاجة عنها وهي المرعى ذكرت على هذا المقام من الخلق والتدبير والامتنان ومن هنا قال ابن عباس وعامة السلف بان الاية لا تقديم ولا تأخير فيها في تفسيرهم وانما قالوا ذلك لانهم قالوا فجعله غثاء اي يبسا احوى اي لشدة يبسه لشدة يبسه داخله داخله السواد ولا تقول صار اسودا لانه لا يصير اسودا على المحض لا يصير اسودا على المحض وانما داخله السواد وداخله السواد هو ما دل عليه قوله احوى فان احوى في كلام العرب الاول ليست هي السواد المحض ليست ياء السواد المحظ فالاسود المحض لا تسميه العرب لا تسميه العرب احوى فالواحد من الخيل اذا كان اسود اذا كان اسود اسودا لا تسميه العرب احوى وانما احوى اذا دخل السواد على غيره اذا دخل السواد على غيره اذا دخل السواد على غيره فهو ايش فهو الاحواء. ولهذا يجعلونه في اوصاف المدح ومنه قول طرفه الذي سبق قال وفي الحي احوى لا يريد به السواد وانما فيه وانما فيه وانما فيه سواد. ولهذا لا يكون كثيرا والا لو كان كثيرا لما كان مدحا لقوله وفي الحي احواله كان السواد مستحكما بل لو كان كثيرا لما كان لما كان مدحا وانما هو سواد يسير وعليه فاحوى هو السواد الذي يرد على لون غيره فلا يغلقه بلاء يغلق هذا اللون هذا هو المعنى باحوى بشعر العرب وفي كلامها ولذلك وقع ايضا في قول ذي الرمة لما وصف من وصف ولعل من توقير المقام عدم التفصيل في الابيات لكن الشاهد اقتطع الكلمة الشاهدة من البيت قال قوة لعسل قوة ها قال لما وصف من وصف قال حوة لاس شف حوة اي انه سواد ايش يسير ولعس على نفس المعنى. لعسي قليل فكأنه يؤكد لك بقوله حوة لعس لا استؤكد ان السواد ليس ليس كثيرا هو هو لا يريد بقوله لا انه ليس مستحكما لان قوله حوة تدل على انه ورد على غيره لكن لئلا يفهم المخاطب انه اراد بقوله حوا ان السواد درجة عالية بعض الشيء قال انها درجة خفيفة من السواد كيف اوصل لك هذا المعنى لغة؟ قال حوة لعسل. لعس يعني قليل منها ليس كثيرا منها وعليه فقوله سبحانه وتعالى في كلام الله والذي اخرج المرء فجعله غثاء اي يبسا احوى اي لما اشتد لبسه وعلاه الصيف وعلاء الصيف جاءه سواد وهذا فيه اشارة الى ان الله سبحانه وتعالى والعرب كانت تقول مطرنا بنوء كذا وكذا ان الله سبحانه وتعالى يدركهم وانه محيط بهم فان المرء كما يعرفه اصحابه لا يكون احوى الا اذا فجأه الصيف اذا فجأه الحر اما لو يبس على التدرج المتقارب فانه يكون اصفر على الاطلاق وانما يسود وانما يسود اذا كان بعيد عهد بمطر ثم فجأه شدة الحر وهذا يعرفه اصحاب البوادي ومن يعرفون البوادي فتجد انه يداخله فيصبح جمع بين بهذه الفجأة جمع بين كوني هشيما يابسا وبين كونه قد داخله سواد وهذا يتضمن ان الله سبحانه وتعالى يدركهم وانه لو شاء لا سبق امر هذا المرأة قبل اوانه المعتاد عندهم وعن هذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بيان مقام التوحيد عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح ليست السنة ليست السنة بالا تمطروا ولكن السنة ان تمطر وتمطر ولا تنبت الارض شيئا فهذا في ذكر مقام التوحيد وان هذه الاسباب اذا وقعت فان الله هو مدبرها ويدبرها باسباب غيرها ويدبرها بمحض امره فانه جل وعلا انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وعليه فمع هذا المعنى المشار اليه يبين به مقام الخلق ومقام التدبير ومقام الاحاطة ومقام الامتنان ولا يحتاج ان يكون في الكلام ما هو من باب التقديم او من باب بالتأخير هذا اذا فسر على هذا الوجه وهو الذي مضى في ظاهر مذهب السلف ولهذا ابن جرير رحمه الله لما ذكر كلام بعض اهل اللغة بان هذه الاية فيها تقديم وتأخير كره ذلك رحمه الله وقال ان هذا التأويل يخالف التأويل عن السلف من اهل التأويل لانهم لم يروا في الاية تقديما ولا تأخيرا فان قيل ان احوا تقع في كلام العرب في الاخضر الذي اشتدت خضرته قيل هذا صحيح ولكنها تقع في غيره واكثر ما قالت العرب في شعرها لم يكن في الاخضر وانما كان في غير ذلك كما هو معروف ويمكن ان يلتمس وجه في الاية يمنع ايضا تجري الاية على عدم التقديم والتأخير وهو ان قوله غثاء لا يدل ضرورة على لا يدل ضرورة على كونه يبسا هشيما فان الغثاء يأتي على هذا المعنى بلا شك في اللغة ولكن كأن من دلالة اللغة ان الغثاء وهو الكثيف المتنوع الكثيف فما تكاثب وتنوع منزعه صار غذاء ومنهم ما جاء في الحديث ولكنكم غثاء بحديث ثوبان ولكنكم غثاء كغثاء السيل فهو اشارة الى تنوع وتفرق الناس اذ ذاك غثاء ما وجه كونه غثاء هل المقصود الكثرة لا ولكنكم غثاء بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء. ماذا افادت كلمة غثاء التفرق افادت كلمة غثاء في حديث ثوبان المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم التفرق التفرق لم؟ لان الغثاء في العربية يكون في المتنوع والذي يتنوع بغير ارادتي فالناس فاذا تنوعا على هذا الوجه قالوا صار ماذا صار الطعام غثاء وهذا فيما يظهر لي انه يمكن ان يلتمس تفسيرا في الاية فجعله غثاء في مقام الامتنان اي جعل هذا الربيع انواعا وكثيفا وهذا احسن ما يريده اهل الابل واهل الماشية واكثر ما يتطلبه الناس من المرأة ان الله سبحانه اخرج لهم هذا المرعى فجعله امتنانا منه غثاءا فتكون غثاء ليست وصفاء ذم هنا وانما وصف انعام غثاء غذاء على معنى كثيفا متنوعا لان بعظ الارظ يكون نبتها واحدة وقد يكون هذا النبت يصلح للابل ولا يصلح للغنم وبعض الارظ يكون نبتها متنوعا فينتفع به الابل والغنم وغير ذلك ويكون بعضه اذا تنوع اصبر من بعض فيبقى هذا ويذهب هذا. فهذا احسن ما كانت العرب تريده من المرأة في ارضهم مثال اي كثيفا متنوعا فلما صار كثيفا متنوعا ماذا بقي من كماله ماذا بقي من كماله في مقام الامتنان عليهم بقي من كماله ان يكون احوى فهو كثيف متنوع لم ينقصه مطر كثيف يعني ليس متباعد في الارض وانما قد اصتك في الارض وتتابع ومن شرط الغثاء ان يكون متنوعا ولهذا اصل كلام العرب في الغثاء هو في هذه الاشياء التي تجتمع مع السيل فيقال غثاء كغثاء السيل لان السيل يجمع الانواع التي لا يريدها الناس يجمع الانواع ومن هنا جاء في شعر العرب كما في قول ابن القيس لما ذكر الغثاء ذكر هذه الاشياء التي يجمعها ولا يجمعها الناس عادة. ولكن يجمعها السيل لما وصف السيل في شعره وقال بما سبق صاحي ارى برقا اريكا وميضه كلمع اليدين في حبي مكلل يضيء ثناه او مصابيح راهب اهان السليط بالذبال المفتل قعدت له وصحبتي بين ضارج وبين العذيب بعدما متأمل ثم يقول بعد ذلك فاضحى يصح الماء حول كتيفة نكب على الادغان دوح الكناهبلي ومر على القنال من نفيانه فانزل منه العصم من كل منزله. العصم ما هي ما يعرف بماعز الجبل اي ان هذه العصم التي تكون في الجبال عادة لما بدأت الجبال تجري بالماء خشيت على نفسها فهبطت قال ومر على القنان من نفيانه فانزل منه العصم من كل منزلي سم يقول وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ولا اطما الا مشيدا بجندل كان ابانا وفي بعض رواية شعرك عنا ثبيرا ولكن الاقرب كان ابانا لان السياق من حيث المكان فيه ابان في جبل ابان وهو معروف في نجد. والعذيب معروف وبارج معروف قال كأن ابانا في عرانين وابله كبير اناس في بجاد مزمل. ثم يقول لك وهو الشاهد كأن ذرا رأس المجيمل بعده اي بعد السيل من السيل والاغثاء فلكة مغسل كأن ذرا رأس المجيمر المجيمر جبل صغير فيقول كان ذرا رأس المجيمر بعده كأن ذرا رأس المجيمل بعده من السيل والاغثاء فلتة مغزل. ما هي الاغثاء التي جمعها هذا السيل الكثيف وهي انواع كثيفة. فلما تكاثفت سميت اغثاعا والا اذا جمع السيل من الورق وغيرها ما كان قليلا لا يصل الى درجة الا غذاء الاغذاء اذا كثر وتنوع سمته العرب واصله كان في السيل يجمع ما يجمعه مما لا يجمعه الناس ومعروف ان السيول تأتي وربما حملت الابل في طريقها اذا كان سيلا علما وهو يقول كان ذرا رأس المجيمل بعده اي بعد السيل من السيل والاغثاء فلكة مغزلي. اذا صارت الاية على نظامها ولهذا لا تقديم ولا تأخير فيها وان كان التقديم والتأخير اصله موجود اصله موجود بالاجماع. نعم قال واستيعاب واستعارة كقوله تعالى قل بئس ما يأمركم به ايمانكم وقوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقوله ان اذا عفوا اذا فيما يتعلق بالتقديم والتأخير تنقيل اوقع في القرآن تقديم وتأخير؟ قيل وقع ولكن هذا التقديم والتأخير في القرآن انما يراد به مقامات ولا يقال مقام فقط بل مقامات من الدلالة فضلا من الدلالة في المعاني فضلا عن الدلالة البلاغية فضلا عن الدلالة البلاغية وعليه فهذه الاية جاءت على مثل هذا الوصف على مثل هذا الاية جاءت على مثل هذا الوصف. اي ان فيها مقاما من البلاغة لكنه تحقق دون الحاجة لمسألة التقديم والتأخير والاصل في الكلام عدم التقديم والتأخير اذا قيل ما الاصل في الكلام؟ قيل الاصل فيه عدم التقديم والتأخير ولكن يقع التقديم والتأخير كما يقع الاستثناء في الكلام وكما يقع التخصيص في الكلام وكما يقع التقديم في الكلام ويكون هذا التقديم والتأخير فيه دلالة في الاحكام وفيه دلالة في الاخبار فقد يقع التقديم والتأخير في سياق الامر والنهي فيفيد دلالة في الحكم وقد يقع التقديم والتأخير في مقام الخبر فيفيد دلالة في الحكم ولهذا اذا تدبرت هذه الاية كما سلف وكما رجحه ائمة التفسير كابن جرير وجدنا انه لا تقديم ولا تأخير فيها على ما ذكره ابن جرير وغيره وهو المنقول عن الصحابة ويمكن ويمكن او لعله يمكن ان تعتبر بالتفسير الاخر الذي يوافق ما ذكر ايضا عن الصحابة في معناه ونتيجته فانه لا يخالف من جاءت النتيجة فلا تقديم ولا تأخير فلا تقديم ولا تأخير بالاية ولا تقديم ولا تأخير في الاية وهذا في كمال خبر القرآن. في كمال خبر القرآن لان الله اذا ذكر تفضله اذا ذكر تفضله ذكره على اعلى المقامات واذا ذكر بطشه ذكره على المقام العالي بان الله سبحانه وتعالى فعله وامره لا يكون الا على الدرجة العالية من المقام في اه مقام البشارة او في مقام الوعظ او في مقام الانذار او في مقام الانذار وهذا مطرد في بلاغة القرآن ولهذا كما قلت لكم كان يوزن البليغ من كلام العرب اذا راعى مثل هذه الاوصاف والا لو ان شاعرا جاء فمدح ارضا وقال ان فيها حوة في ربيعها لما قيل عن هذا البيت اذا ساقه على ميزان الشعر ولكن ما فيه الا ان هذه الارض فيها حوة فان هذا لا يعد لا يعد من رفيع المدح لكنه يحتاج الى ادخال اوصاف ليجعل هذا المكان ذا امتياز ليجعل هذا المكان لا امتياز. ومن هنا قالوا في رفيع مدح المرعى في كلام العرب قالوا من اقوى ما قيل في مدح المرأة في كلام العرب من اقوى ما قيل قول ذي الرمة لانه شبه اعرابي وهو ذكر في شعره انه بالدهناء وانه في بادية الدهناء محله واهله فمن اجود ما قيل في المرأة قوله يصف روضة يصف روضة قال حواء قرحة اشراطية وكفت فيها الذهاب وحفتها البراعيم هل اخبرنا انها حواء فقط هل اكتفى بقوله حواء لو لم يكن في بيته الا ان هذه الروضة حواء لما صار في بيته ذلك المدح الكثير ولما امتاز هذا البيت له لكنه قال حواء اي ربيعها اخضر يميل الى السواد لما يميل الى السواد من من المطر وهو قال لك ذلك في بيته قال حواء قرحاء ترحى اي لو كانت خضراء فحسب ام انها خضراء وفيها نور ابيض ايهما يكون احسن في صفتها ان يكون فيها نور ابيض اللي هو الورد كما يقال او الزهر فيها ورد ابيظ قد تخللها وهذا معنى قوله ترحال قواء فرحاء اي انها ليست مجرد روضة خضراء وانما خضراء وقد تخللها النور الابيض اشراطية ما معنى اشراطية اي وقف عليها المطر والمطر عند العرب على الشرطين. يقولون فيقول انه اتاها المطر الاول والمطر الثاني وجبت فيها الذهاب. طيب جاءها المطر في موسمه الاول في ابتداء الوسم وفي اخر الوسم جاءها المطر في ابتداء الوسم وفي اخره فما نقص عليها المطر لكنه قد يقال بان هذا المطر ربما كان سريعا فهنا تدارك هذا المعنى بقوله وكفت اشراطية وقفت فيها الذهاب. الذهاب والمطر الذي شبه ديم كما يسمى في بعض كلام الناس وهو فصيح الذهاب اي ان المطر تتابع عليها ولم يكن جارحا. ولم يكن ولم يكن جارحا فتتابع عليها مطر لين وطول الوسم واذا تتابع عليها مطر لين صارت على هذه الوصف الذي ثم قال اكمالا لذلك قال وحفتها البراعيم وحفتها البراعيم. وهكذا ما جاء في كلام العرب اذا وصفوا قال المصنف بعد ذلك واستعارة كقوله تعالى قل بئس ما يأمركم به ايمانكم وقوله واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقوله ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. قال رحمه الله واستعارة اسم الاستعارة او مصطلح الاستعارة مصطلح مشهور عند علماء اللغة وبخاصة عند البلاغيين ويذكرون فيه التشبيه وغيره وفي تعريفهم له بعض الاختلاف في كتبهم انما اراد المصنف هنا انه يأتي المجاز على او في سياق الاستعارة كيف ذلك؟ ذكر مثل هذه الايات ما وجه ذلك؟ قال لان الذل لا جناح له وانما الجناح في الحسي فصار ذكر جناح الذل في قوله واخفض لهما جناح الذل او الامر من قبل الايمان قل بئس ما يأمركم به ايمانكم فالايمان هو الفاعل هنا قالا والامر انما يكون من الامر ذي الارادة. وكذلك في قوله ان الصلاة تنهى ان الصلاة تنهى. فصار مثل هذا اذا ورد سماه من سماه من اللغويين او من نقل عنهم من الاصوليين سموه في المجاز وهذا كما سلف في القواعد والمقدمات اذا قيل بان تسميته مجازا من باب الاصطلاح قيل هذا امر مقارب وان كان لم يلزم سببه قيل هذا امر مقارب وان كان لم يلزم او لم يجب سببه ولكن اذا قيل ان هذا من باب الاصطلاع ان اذا قيل انها هذا من باب المجاز الذي هو على معنى نظرية المجاز قيل هذا في حقيقته لم يخرج عن المشترك وسبق الاشارة الى ان ما قيل في نظرية المجاز عنه بانه مجاز ما قيل في نظرية المجاز. وليس في صناعة المجاز واصطلاحه ما قيل في نظرية المجاز التي قررها اربابها وليس في صناعة المجاز واصطلاحه. لم لانه في صناعة المجاز واصطلاحه توسعوا فيه ولهذا المصنف هنا كغيره من كثير من متأخري الاصوليين ما جعلوه في ايجاز الحذف او الاستعارة وانما ادخلوا فيه الزيادة او ما سموه الزيادة والنقصان والتقديم والتأخير والنقصان اوسع من ايجاز الحذف المقصود بالمعنى الخاص انما الشاهد والنتيجة هنا ان يقال بان القول في المجاز من باب الاصطلاح واسع او في باب الصناعة واسع واوسع منه في باب الاصطلاح واما اذا قيل في المجاز والحقيقة على النظرية التي سلفت في المقدمات فانها لا تخرج عن وجهين وهي السياقات التي وصفت بانها من باب المجاز على النظرية وليس على الصناعة او الاصطلاح لا تخرج عن وجهين اما ان يكون من باب ايجاز الحذف وسبق بيانه واما ان يكون من باب المشترك وهذا هو المعك او المحل الذي فيه انغلاق اكثر من باب ايجاز الحذف فانهم متفقون على وقوع المشترك في اللغة وهذا لا خلاف فيه لكن بعض المشترك قد اتفق عليه وعلى العلم باوجه الاشتراك كقوله سبحانه وتعالى والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قرون فهذا مشترك لان العرب تعرف القرء في ذكر الحيض وتعرف القرء في ذكر الطهر ومن هنا صار مشتركا فهذا اشتراك لا ريب فيه عند احد في مثل هذا النوع من مثاله اما في القرآن او في كلام العرب ولكن هل الاشتراك يدخل على ما يتبادر انه من اختصاص ذي الارادة فيكون مضافا الى غيره بحسبه على الاصل دون حذف او تقدير في الكلام دون حذف او تقدير في الكلام هذا محل الخلاف وظاهر طريقة المتقدمين من اهل اللغة انهم لا يمنعون الاشتراك في مثل ذلك لان القول بان هذا انما يقع من ذي الارادة وانه موظوع في اللغة على القصر وانه موضوع في اللغة على القصر والحصر لذي الارادة هذا من الدعوة التي لم ينتصر دليلها على اليقين وان كان هذا هو الغالب في الاستعمال لكن ما فات عن الغالب او خرج عن الغالب لم يلزم ان يكون مما يحتاج الى تقدير او اشارة الى الحذف فيه الحمد لله رب العالمين اذا فيما ذكره المصنف فيما يتعلق بالاستعارة فيقال ان هذا عند التحقيق هو من باب المشترك واما اخراجه عن ذلك فهذا مبني على مقدمة وهي ان اصل الوضع والاستعمال في كلام العرب لا يكون في هذه الموارد التي ذكر فيها الشواهد من كتاب الله الا لذي الارادة الا لذي الارادة وهذه مقدمة في ادنى احوالها مقدمة وبالنية وان كان قد يتبادر لزومها من جهتي غلبتها وليس كل ما غلب صار لازما ولا يزال القول في الاستعارة يحتاج الى مزيد من التقرير لا يستعجل عنه حتى لا يقصر الكلام عن وجهه الملائم ولكن يكون من ختام ما يشار به قبل التهيؤ للصلاة ان القول في المجاز على انحاء ثلاثة اما ان يقع على سبيل الاصطلاح البسيط في اللغة فهذا واسع لا يختلف عليه ولا يتصور الاختلاف عليه واما ان يكون صناعة لغوية محضة فهذا الاصل فيه السعة وان كان قد يختلف فيه من جنس الاختلاف العارض من جنس الاختلاف العارض البسيط بين اهل اللغة في الصناعة واما ان يكون على النحو الثالث وهو محل الايراد والاشكال وهو ان يكون القول في الحقيقة والمجاز من باب النظرية المركبة الغير متمحضة عنن اللغة وانما هي مركبة من اللغة ودليل العقل فهذا هو محل المجادلة والمنازعة. ولهذا اذا قيل ما القول في المجاز قيل على اي وجه وقع السؤال فان كان على النحو الاول فله جواب وان كان على النحو الثاني فله جواب. وان كان على النحو الثالث فله جواب. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا واياكم والمسلمين اجمعين لما يحبه ويرضى. اللهم خذ بنواصينا للبر والتقوى واجعلنا هداة مهتدين اللهم يا ذا الجلال والاكرام احفظ على عبادك المسلمين اجمعين دينهم ودماءهم واموالهم واعراضهم. اللهم اجعل بلادنا امنة مطمئنة سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين. اللهم انا نحمدك على ما اصبتنا به من فضلك من هذا المطر اللهم اجعله متتابعا. اللهم اجعله صيبا نافعا يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا نسألك يا ذا الجلال والاكرام ان توفق ولي امرنا خادم الحرمين وولي عهده لما تحب وترظى وان تعينهم وان توفقهم ايرضيك اللهم يا ذا الجلال والاكرام ارحم موتى المسلمين اجمعين. اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعف عنهم كريم نزلهم اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد