بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله حدثنا هناد قال حدثنا عبدة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مات الميت عرض عليه مقعده فان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل النار ثم يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة قال ابو عيسى الترمذي هذا حديث حسن صحيح قوله حدثنا هناث وهناد ابن السري ابو السري وهو من ثقات الكوف وعبادهم يقاد له راهب الكوفة وله كتاب نفيس اسمه الزهد توفي عام ثلاث واربعين ومئتين قال حدثنا عبدا وهو عبد ابن سليمان وهو ثقة توفي عام سبع وثمانين ومئة عن عبيد الله وهو عبيد الله ابن حفص ابن عاصم ابن عمر ابن الخطاب وهو ثقته في عام سبع واربعين ومئة. عن نافع وهو المدني. مولى عبد الله ابن عمر توفي عام السابع عشر ومئة عن ابن عمر وهو عبدالله ابن عمر الصحابي ابن الصحابي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا مات الميت لو الانسان لابد ان يموت فان الله قد جعل لكل انسان انفاسا معدودا وساعات محدودة عند انقضائها تقف دقات قلبه ويطوى سجله ويحال بينه وبين هذه الدار اما الى دار انس وبهجة واما الى دار شقاء ووحشة اذا مات الميت عرض عليه مقعده حتى نعلم بان القبر فيه يتنعم المؤمن ويعرض عليه مقعده تتنعم روحه في قبره كما قال الربيع بن خثيم ما خير ينتظره المؤمن مثل الموت فالمؤمن لا يخاف الموت لانه سيجد هناك صلاته وعبادته وقراءته للقرآن قال فان كان من اهل الجنة فمن اهل الجنة ان يرى مقعده الذي في الجنة فيكون معروض عليه الجنة وان كان من اهل النار فمن اهل النار. اي هذا المقعد المعروض عليه ثم يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة فهو اما منعم واما معذب. قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح الحديث صحيح بل هو من اعلى المراتب الصحة وكما اخرجه الترمذي من رواية عبيد الله عدنان فقد اخرجه البخاري من رواية مالك عن نافع. وبوب عليه باب الميت يعرض عليه بالغداة والعشي والمقعد هو مكانه الذي سيسكن فيه والبعث هو الحياة بعد الموت من فوائد هذا الحديث اولا في هذا الحديث دليل على ما لاهل الجنة من النعيم حتى في قبوره وذلك لانهم يرون موضعهم من الجنة فيتشوقوا الى الذهاب اليه وما ايضا ويعرض ما لاهل النار من الشقاء والعذاب في القبر لرؤيتهم لمقاعدهم في النار فيكونون على خوف دائم بانتظارهم العذاب الاليم وانتظار العذاب عذاب ثانيا ان روح الانسان لا تفنى وان الذي يفنى هو بدنه قال القرطبي هذا الحديث وما في معناه يدل على ان الموت ليس بعدم وانما هو انتقال من حال الى حال. ومفارقة الروح للبدن ثالثا من الامور المشروعة والتي تدخل السرور في قلوب الناس بشارتهم بما يكون له من النعيم وتبيينه لهم وذكر ما يعلم منه فينبغي على الانسان ان يبشر ولذلك في الاية الخامسة والعشرين ربنا قال وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون. فربنا ذكر المبشر. والمبشر هو المبشر به وسبب البشارة فاسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم ممن يبشر في دنياه واخراه امنة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته