وقد خرج حديثه البخاري في جزء في الادب المفرد ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه وثقة جليل ان عوف ابن مالك فهو عوف ابن مالك ابن ابي عوف الاشجيعي القطفاني ابو حماد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي قال حدثنا معاوية بن صالح عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير عن ابيهم عن عوف بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على ميت ففهمت من صلاته عليه اللهم اغفر له وارحمه واغسله بالبرد واغسله كما يغسل الثوب قال ابو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقال محمد بن اسماعيل اصح شيء في هذا الباب هذا الحديث اذا قول الترمذي حدثنا محمد بن بشار هو محمد ابن بشار ابن عثمان العبدي ابو بكر البصري بن دار ولد عام سبع وستين ومئة وتوفي عام اثنتين وخمسين ومئتين وهو من الطبقة العاشرة وهم كبار الاخرين عن تبع الاتباع. خرج حديثه الجماعة وهو ثقة حافظ قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي وهو عبدالرحمن بن مهدي بن حسان بن عبدالرحمن العنبري ولد عام خمس وثلاثين ومئة وتوفي عام ثمان وتسعين ومئة في البصرة وهو ثقة ثبت حافظ عارفا بالرجال والحديث قال علي ابن المديني ما رأيت اعلم منه قال الذهبي في الكاشف الحافظ الامام العالم كان افقه من يحيى القطان. قال علي ابن المديني اعلم الناس بالحديث عبدالرحمن قال حدثنا معاوية بن صالح وهو معاوية بن صالح بن حدير وقيل ابن عثمان ابن سعيد ابن سعد ابن فهر الحضرمي ابو عمرو وهو من الطبقة السابعة كبار اتباع التابعين توفي عام ثمان وخمسين ومئة وقد روى له البخاري في جزء القراءة خلف الامام ومسلم وابو داود الترمذي والنسائي وابن ماجة وهو صدوق امام نعم عن عبدالرحمن ابن جفير ابن نفير وهو عبدالرحمن ابن نفير الحضرمي ابو حميد ويقال ابو حمير الحمصي توفي عام ثمان عشرة ومئة. روى له البخاري في الادب المفرد ومسلم وابو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجع وهو ثقة عن ابيه وهو جبير ابن نفير ابن مالك ابن عامر الحضرمي ابو عبدالرحمن ويقال ابو عبد الله الشامل توفي عام ثمانين او بعدها وقيل ابو عبدالرحمن وهو صحابي جليل توفي عام ثلاث وسبعين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على ميت ففهمت من صلاتي اي مما حفظه وهذي تشرحها الرواية التي سنقرأها من صحيح مسلم بعد ان ننتهي من الحديث اللهم اللهم ففهمت من صلاتي عليها اي لما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الجنازة على الميت سمع هذا الصحابي من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر له اللهم اصلحه يا الله وحذفت فيها النداء وعور بميم التعظيم. وجاء حذف الياء تقديما لاسم الجلالة. اغفر له المغفرة ستر الذنوب والتجاوز عنها وارحمه الرحمة تقتضي الانعام والاحسان الى المرحوم برفع درجاته وتحقيق مطلوبه. اذا الرحمة ابلغ من المغفرة لان الانسان يأمن من المرهوب ثم ينال المطلوب واغسله اغسله بمعنى ظاهرها بالبرد البرد اللي هو المطر المتجمد. اما الثلج فهو الماء المتجمد واغسله بالبرد واغسله كما يغسل الثوب اي نقه تنقية عظيمة طبعا سئل شيخ الاسلام ابن تيمية عن مناسبة تنقية الذنوب بالثلج والبرد مع ان الماء الحار ابلغ في الازالة فقال ان حرارة الذنوب يناسبها شدة برودة التلج البرد وايضا هذا المعنى نأخذه في دعاء الاستفتاح وفيه ايضا دعاء بالتخلص من اضرار الذنوب والمعاصي وطلب التنقية بالماء والثلج والبرد. وابن وابن رجب الحنبلي شرح الحديث شرحا نفيسا في شرحه لصحيح البخاري المسمى به فتح الباري هذا الحديث قال عنه الترمذي حسن هذا حديث حسن صحيح. وقال محمد ابن اسماعيل اي البخاري اصح شيء في هذا الباب. هذا الحديث اذا الحديث لو اردنا ان نرجع الى تحفة الاشراف سنجده اول حديث في ترجمة عوف ابن مالك الاشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المزي لما ذكره وقد اختلف في كنيته فقيل ابو عمرو وقيل ابو عبد الله وقيل ابو عبد الرحمن وقيل ابو محمد وقيل ابو حماد سكن الشام ثم قال جبير بن نفير الحضرمي عن عوف بن مالك ميم تاء سين حديث صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه. واكرم نزله. اذا تحفة الاشراف مهم جدا مهم جدا ولما عزاه الى صحيح مسلم رجعنا الى صحيح مسلم وجدنا مسلم يرويه من طريق معاوية بن صالح عن حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير سمعه يقول سمعت عوف بن مالك يقول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنك واكثر من نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الابيض من الدنس وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله وزوجا خيرا من زوجه وادخله الجنة واعذه من عذاب القبر او من عذاب النار يقول الصحابي قال حتى تمنيت ان اكون انا ذلك الميت اذا هذه رواية مسلم مطولة وكأن رواية الترمذي مختصرة بعض بعض الشيء وقال النووي شارحا الحديث في صحيح مسلم قال فيه اثبات الدعاء في صلاة الجنازة وهو مقصودها ومعظمها اي الصلاة شرعت لاجل الدعاء للميت وفيه استحباب هذا الدعاء باعتبار انه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه اشارة الى الجهر بالدعاء في صلاة الجنازة يعني يسمع الناس احيانا حتى يتعلم منه وهكذا الحديث حديث حافل بالمعاني والفوائد والعوائد والحديث دليل على ان الميت ينتفع بالدعاء حينما يدعى له حينما تتحقق شروط القول ولولا انه ينتفع ما كان لدعائنا له فائدة ولكنه ينتفع بحمد الله تعالى وهكذا هذا الدعاء اذا كان كبير اذا كان الميت طفلا يقال بعد هذا الدعاء اللهم اجعله فرطا لوالديه وذخرا وشفيعا مجابة اللهم ثقل به موازينهما واعظم به اجورهما والحقه بصالح سلف المؤمنين واجعله في كفالة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وقه برحمتك عذاب جهنم وهكذا ذكرنا الفقهاء وليس ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الا ما ورد حينما قال والطفل يصلى عليه ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة هذا في سنن ابي داوود والترمذي والنسائي لكن الفقهاء ذكروا هذا الدعاء اخذا من الحديث اخذا من هذا الحديث الشريف اذا الانسان لا محالة انه ميت هو الانسان لابد ان يعد لما بعد الموت. وان الانسان اذا عاش قريبا من ربه بطاعته فانه يحيا سعيدا ويموت سعيدا اذا ويبعث سعيدا فاللهم ارزقنا السعادة بطاعتك يا ارحم الراحمين. وقنا شر الاشرار وكيد الفجار وطوارق الليل والنهار الا طارقا يطرق بخير يا كريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته