بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا ابو احمد قال حدثنا سفيان عن الاعمش عن عمارة ابن عمير انا عبدالرحمن بن يزيد عن عبدالله بن مسعود قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شباب لا نقدر على شيء وقال يا معشر الشباب عليكم بالباءة فانه اغض للبصر واحصن للفرج فمن لم يستطع منكم الباءة فعليه بالصوم فان الصوم له وجاء قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح قوله حدثنا محمود بن غيلان ومحمود بن غيلان العدوي ابو احمد المروزي توفي عام تسع وثلاثين ومئتين قال فيه ابو حاتم ثقة قال حدثنا ابو احمد وهو محمد ابن عبد الله ابن الزبير توفي عام ثلاث ومئتين ويقال له ابو احمد الزبيري قال ابو حاتم حافظ للحديث عابد مجتهد له اوهام طبعا له اوهام في بعض روايته عن سفيان فهو مكثر عن سفيان وبعضهم قدمه في سفيان لكثرة ما اجاد فيهم قال حدثنا سفيان وسفيان بن سعيد بن جناد الثوري امام اهل العراق في زمانه عن الاعمش وهو سليمان ابن مهران الاعمش المتوفى عام سبع واربعين ومئة عن عمارة ابن عمير وهو عمارة ابن عمير ايضا ابن عمير التيمي الكوفي. توفي بعد المئة وهو ثقة قال العجلي ثقة وكان خيارا نظر الى رجل بمكة تأمل قال الست الذي كنت تجالسنا بالكوفة؟ قال بلى. فاخرج صبة فيها خمسون دينارا فدفعها اليه رحمه الله تعالى ورحم الله المسلمين اجمعين ورحم الله المتصدقين والقابلين عن عبدالرحمن ابن يزيد وهو ابن قيس النخعي ابو بكر الكوفي توفي عام ثلاث وسبعين وقيل ثلاث وثمانين وهو ثقل عن عبدالله بن مسعود وهو الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود اول من جهر بالقرآن امام قريش واودي في الله تعالى قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شباب لا نقدر على شيء لا نتمكن من الزواج. وقال يا معشر الشباب عليكم بالباءة اي بالتزوج فانه اغض للبصر من فوائد الزواج ان الانسان يغض بصره عن النظر الى الحرام واحصن للفرد يحفظ الانسان فرجه قال فمن لم يستطع منكم الباءة اي لم يقدر على الزواج وتكالي في الزواج فعليه بالصوم فان الصوم له اي مانع يمنع الحديث في صحيح البخاري رقم خمسة الاف وخمس وستين سوف نقرأه من صحيح البخاري ثم نشرح الحديث شرحا مفصلا بان رواية البخاري فيها سبب لرواية هذا الحديث نعم البخاري قال باب قول النبي صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة فليتزوج لانه اغض للبصر واحصن للفرج وهل يتزوج من لا هرب له في النكاح الى حاجة ثم قال حدثنا حفص ابن حدثنا عمر ابن حفص قال حدثنا ابي قال حدثنا الاعمش قال حدثني ابراهيم عن علقم ساقه من طريق علقمة وعلقم مشهور من رواية عن عبد الله ابن مسعود قال كنت مع عبد الله اي ابن مسعود فلقيه عثمان عثمان بمنى فقال يا ابا عبدالرحمن ان لي اليك حاجة فخليها اي خلا احدهما بالاخر لاجل ان يقول له الحاج من غير ان يسمع الاخرون فقال عثمان هل لك يا ابا عبد الرحمن في ان نزوجك بكرا يذكرك ما كنت تعهد فلما رأى عبدالله ان ليس له حاجة الى هذا اشار اليها فقال يا علقم فانتهيت اليه وهو يقول اما لان قلت ذلك لقد قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء الامام البخاري حينما يختار يختار الطرق الاقوى والطرق الاشمل فالبخاري يختار الصحيح ويختار اصح الصحيح من فوائد هذا الحديث اولا في هذا الحديث دعوة لعباد الله الى تحصين فروجهم ومباشرة الاسباب التي تدعو الى تحصين الفرج فمن استطاع ان يتزوج فهو خير له. وابعد له من الوقوع في الخطيئة ومن لم يستطع الزواج لعدم قدرته على تكاليفه او غير ذلك فيستحب له الاكثار من الصيام فهو الدواء الشافي باذن الله تعالى ثانيا دل امتناع عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه على انه يجوز للرجل ان لا يتزوج اذا لم يجد في نفسه حاجة للزواج واللغة البخاري بوب على هذا ثالثا من الاداب العظيمة التي ارشد اليها الحديث ان الرجل اذا اراد ان يحدث صاحبه في امر يستحيا منه ان يخلو به في مكان لوحدهما حتى لا يتسبب له بالحرج امام الناس رابعا من الواجبات على المؤمن ان يحب لاخيه من الخير مثل ما يحب لنفسه وان يعينه على الامور التي تبعث الراحة والطمأنينة في النفس خامسا الترغيب في الصوم لمن لم يستطع الزواج ووجد في نفسه الحاجة الى النكاح وذلك لان الصيام يظعف الانسان ويقطع شهوته بالجماع سادسا اذا فيه الترغيب بالصوم لمن لم يستطع تكاليف الزواج وفيه فائدتان. الاولى انه اعون على غض البصر والثانية انه ادعى الى تحصين الفرج وحفظه من الوقوع في المحرمات سابعا استدل العلماء بهذا الحديث على تحريم الاستبناء وذلك لانه لو كان جائزا لارشد اليه النبي صلى الله عليه وسلم لحفظ الفرج ولا محتاجة الى الانتقال الى الصوم ثامنا يجب على كل ساع الى تحصين فرجه ان يحفظ بصره فلا يطلقه الا المحرمات فاذا فعل المؤمن ذلك وتيقن في قرارة قلبه بان جزاء الحسنة الحسنة بعدها اعانه الله على ما هو اكبر من ذلك فيحصن الله تعالى فرجه اما الذي يبعث نفسه على ابواب الحرام وينظر فهذا قد يعني فتح على نفسه باب شر تاسعا ان مما يعين المؤمن على الصبر على الابتلاءات ومجاوزة العقبات هو ان ينظر الى عظم الغايات التي يكافئ بها من تجاوز تلك العقبات وان الغاية العظمى التي يسعى كل مؤمن الى تحصيلها هي رضوان الله تعالى وبلوغ جنته ولا يمكن ان تحصل هذه الغاية الا اذا جعل المؤمن منهاج حياته ترك ما يحب اذا كرهه الله. وتحمل ما يكره اذا احبه الله كما ارسل الى ذلك واعظ المدينة ابو حازم سلمة ابن دينار رحمه الله وقد ضرب الله لنا الامثلة على ذلك في كتابه العزيز كما في قوله فلما فصل طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين امنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله. والله مع الصابرين. اذا هو اخذ معه الذين يستطيعون السيطرة على انفسهم. ويغلبون هواهم ويقدمون مرظاة الله تعالى على اشباع غرائزهم فان هؤلاء القول لما صبروا على ما يكرهون في سبيل طاعة الله كافأهم الله بالنصر على الاعداء مع قلة عددهم وعدتهم ومن تأمل في قصص الانبياء السابقين فانه سيجد ما يعينه فيوسف عليه السلام لما حصن فرجه وتعفف عن الحرام كافأه الله بان جعله عزيز مصر ومالك خزائنها وموسى عليه السلام لما اعان المرتين وغض بصره عنهما رزقه الله الزوجة الصالحة والمأوى الان وهذه الامور لا يوفق اليها الا من اصطفاه الله تعالى وهم قليلون في كل عصر وزمان فالسعيد من التحق باولئك الركن واقتفى اثارهم حتى يجتمع بهم في جنات النعيم جمعنا الله تعالى واياكم على الخيرات والبركات والمسرات هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته