بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الترمذي علينا وعليه رحمة الله باب ما جاء في كراهية الفرار من الطاعون حدثنا قتيبة قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن عامر بن سعد عن اسامة بن زيد ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال بقية رجز او عذاب ارسل على طائفة من بني اسرائيل فاذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا منها واذا وقع بارض ولستم بها فلا تهبطوا عليها وفي الباب عن سعد وخزيمة بن ثابت وعبدالرحمن بن عوف وجابر وعائشة قال ابو عيسى حديث اسامة ابن زيد حديث حسن صحيح قوله باب ما جاء في الكراهية الفرار من الطاعون اي سأسوق لك في هذا الباب ما يدل على كراهية الفرار من الطاعون كراهية شرعية فديننا الحنيف قد جاء بالاهتمام بالعقيدة وامر العقيدة امر مهم جدا والعقيدة في قلوب اصحابها اقوى من الف سيف والعقيدة الصحيحة ومعرفتها هو سبب لصلاح الفرد والاسر والمجتمعات ولذلك لو فرضنا انك تتأمل في هذا الحديث جيدا ستجد انه انما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حتى ترسخ العقيدة في قلب المؤمن حدثنا قتيبة وقتيبة ابن سعيد ابن جميل ابن ظريف الثقفي البغلاني المتوفى عام اربعين ومائتين قال حدثنا حماد بن زيد وهو حماد بن زيد بن درهم الجهظم المتوفى عن تسع وسبعين ومئة وهو ثقة وهو من احفظ اهل البصرة عن عمرو بن دينار وهو المكي ابو محمد الاكرم الجمحي توفي عام ست وعشرين ومئة وقيل سبع وعشرين ومئة روى ابن مهدي عن شعبة قال لم ارى مثل عمرو ابن دينار ولا الحكم ولا قتادة يعني في التثبت وقال شعبة ما رأيت اثبت من عمرو ولا الحكم ولا قتالة عن عامر بن سعد وعامر بن سعد بن ابي وقاص ثقة في عام ثلاث ومئة عن اسامة ابن زيد اسامة ابن زيد ابن حارثة تقدم قريبا صحابي بن صحابي ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال بقية رجز او عذاب بقية هو ايضا بمعنى عذاب. وهن بقية رجز او عذاب شك من الراوي ارسل على طائفة من بني اسرائيل قال الطيبي هم الذين امرهم الله تعالى ان يدخل الباب سجدا فخالفوا. قال تعالى فارسلنا عليهم رجزا من السماء نعم فربنا جل جلاله قد ارسل عليهم الطاعون فمات منهم في ساعة عدد كبير جدا قال بقية لزنا وعذاب ارسل على طائفة بني اسرائيل فاذا وقع بارض وانتم وانتم بها فلا تخرجوا منها باعتبار ان العذاب لا يدفعه الفرار وانما يمنعه التوبة والاستغفار والانسان لو فرضنا خرج لحاجة في مثل هذا فلا بأس به قالوا اذا وقع بارض فلستم بها فلا تهبطوا عليها فلا تهبطوا عليها. طبعا في رواية الصحيحين فلا تقدموا عليه. والمراد بالهبوط هو القدوم. واعادة العرب ان يسموا الذهاب بالصعود والقدوم بالهبوط اصبح الان الناس تسافر في الطائر تقولها بطنها وهكذا والحديث في الصحيحين كما تقدم في الباقي عن سعد طبعا حديث سعد ابن ابي وقاص اخرجه الطحاوي في شرح المعاني ولفظه اذا وقع الطاعون بارض وانتم بها فلا تفر منها واذا كان بارض فلا تهبطوا عليها قال له خزيمة بن ثابت وحديث خزيمة بن ثابت اخرجه مسلم وهو ايضا في مسند الامام احمد ولفظه ان هذا الطاعون رجز او بقية من عذاب عذب به قوم قبلكم وعبدالرحمن بن عوف ورواية عبد الرحمن بن عوف اخرجه اخرجها البخاري ومسلم بلفظ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سمعتم به بارض فلا تقدموا عليه واذا وقع بارض وانتم بها فلا تخرجوا فرارا منها قال وجاءبر وحديث جابر اخرجه احمد بلفظ الفاظ من الطاعون كالفار من الزحف والصابر فيه له اجر شهيد وهذا الخبر يعني ابن حجر قال سنده صالح للمتابعات. ومنذر ايضا قال يعني حسن قال اسناده حسن لكن العراقي في تخريج لحياقة اسناده ضعيف وعائشة وحديث عائشة اخرجه احمد ولفظ ثناء امتي بالطعن والطاعون فقلت يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال غدة كغدة الابل المقيم فيها كالشهيد والفار منهم كالفار من الزحف طبعا عراقي في المغني قال عنه اسناده جيد والحافظ ابن حجر في فتح الباري قال اسناده حسن نعم وهذه الاحاديث يعني تدل على حرمة الخروج من ارض وقع فيها الطاعون فرارا منهم وكذا الدخول في ارض وقع بها الطاعون لان الاصل في النهي التحريم نعم الترمذي لما اورد الخبر قال فيه حديث اسامة ابن زيد حديث حسن صحيح. طبعا الانسان لا يدخل اذا دخلها فيقول لو لولا اني دخلت ما حصل لي كذا. وكذلك الذي يفر. قل لولا اني فررت لحصل كذا فيؤثر في الايمان بعقيدة الايمان بالقضاء والقدر. قال ابو عيسى حديث اسامة ابن زيد حديث حسن صحيح كما قلت اخرجه البخاري ومسلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد. وقبل هذا وذاك يعني اختم الدرس بمقولة ابي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم يقول ما سمعت ما سمعت اذني شيء من العلم الا وعاه قلبي يعني كان لا يسمع شيء الا وعاه قلبه قال واني كنت امشي في سوق بغداد فاسمع من الغرف صوت المغنيات ويضع اصبعيه في اذنيه مخافة ان يعيه قلبي فيا عباد الله احفظوا سمعكم واحفظوا ابصاركم يحفظ الله لكم اعمالكم هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته