المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ شروحات كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله شرح الجواب المجمل والمفصل من كتاب كشف الشبهات الدرس الاول. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا وتقى وخشية يا ارحم الراحمين اما بعد فمن هذه الجملة من هذه الرسالة العظيمة كشف الشبهات يبتدأ الكلام على الشبهات وعلى ابطالها وما ذكره المصنف رحمه الله تعالى قبل ذلك مقدمات غاية في الاهمية وهي المحكمات التي يحتاج الموحد الى ان يرجع اليها في حجابه مع اهل الباطل واهل الظلم والطغيان قال الامام رحمه الله هنا وانا اذكر لك اشياء مما ذكره الله في كتابه جوابا لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا فنقول جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل كله شبهة في كلام المشركين ادلوا بها فان جوابها في القرآن اما عن طريق الجواب المجمل واما عن طريق التفصيل لقول الله جل وعلا ولا يأتونك بمثل الا جئناك بالحق واحسن تفسيرا والله جل وعلا ابطل حجج المشركين بالاجمال وبالتفصيل وقول الشيخ رحمه الله هنا جواب اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل كلمة مجمل تعرفا يقابل بها المبين وتارة يقابل بها المفصل ومعناها اذا قوبل بها المبين يختلف عن معناها اذا قوبل بها المفصل والاول هو الذي يبحثه الاصوليون حين يجعلون في مباحثهم في الركن الثالث من من اركان اصول الفقه وهو البحث في الاستدلال المجمل ويقابلون به المبين والمجمل الذي يقابل به المبين اختلفت عباراتهم في تعريفه ولكن حاصلها يرجع الى ان المجمل ما لم تتضح دلالته او كما قال بعضهم محتمل شيئين ولا نرجح او كما قال بعضهم ما لم يكن متحد المعنى ولم يكن ثم ما يبين ذلك المعنى فيه. فاذا المجمل الذي يقابل بالمبين هذا يبحث فيه من جهة دلالة الالفاظ. ومن جهة الاستدلال ويقال هذا مجمل وهذا مبين ومعلوم ان النصوص اذا جاء فيها شيء مجمل فلابد من البحث عما يبينه حتى يتم الاستدلال بان الاستدلال بالمجمل لا يصح لانه محتمل لاشياء ولا مرجح لاحد الاحتمالات من او من الترتيب وانما لابد من البحث من البحث عن البيان في ادلة اخرى واما في مقام البرهان وعند اهل الحجاز هو الاستدلال فانهم يستخدمون لفظة اجمل المقابل لها المفصل وهو الذي عناه الشيخ رحمه الله في هذا المقام. حيث قال من طريقين مجمل ومفصل. والمجمل هنا هو المجمل في باب وباب الاستدلال واقامة البرهان وذلك ان البراهين في اقامتها تنقسم الى براهين مجملة وبراهين مفصلة ويقصد بالاجمال البرهان العام الذي يمكن ان ان ترجع افرادا كبيرة اليه من جهة الاحتجاز. فيصلح حجة لاشياء كثيرة. دون تحديد. واما فصل الذي يقابل به المجمل هذا فانه الذي يقابل به كل شبهة على حدة وتكون السبعة لها رد بالتفصيل عليها. وقد يكون هناك من رد المفصل ما يشترك فيه بين رب ورد وهذا يأتينا ان شاء الله تعالى. فتحسر لك ان قول الامام رحمه الله تعالى زواج اهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل ان المجمل هو الجواب العام والاستدلال العام العام الذي يصلح لكل حجة يوردها المولد يريدها المجادل والمفصل هو البرهان والدليل لابطال كل شبهة على حدة ذلك على وجه التفصيل فاذا عندنا الاجمال هنا غير الاجمال المعروف بوصول الفقه. فالاجمال هنا واضح بصلات المجمل في اصول الفقه فانه ما لم على دلالته. فاذا قول الشيخ رحمه الله ان المجمل فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة اما الجواب الذي فيه البرهان والدليل العام والشامل لافراد كثيرة لرد افراد كبيرة منصوب على اهل الباطل بل لرد كل شبهة يوردها المبطلون. قال فهو الامر العظيم والفائدة الكبيرة لمن عقلها. وهذا واظح فان النبي صلى الله عليه وسلم احال على هذا الجواب واحال على هذا الامر العام في قوله عليه الصلاة والسلام في بيان اية ال عمران فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم وهذا في حالة الى تحذير عام من كل صاحب شبهة وهذه يحتاجها كل مسلم. كل موحد لان درجات العلم تختلف حتى بعض اهل العلم قد يخفى عليه جواب بعض الاشكالات. لكن ان كان من الراسخين في العلم ومن الموفقين امن بما واحال الجواب على المحكمة. ولا يلزم من ذلك ان تكون كل شبهة مردودة عند كل كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى. لكن المحكمات الامر المجمل العام هذا تستفيده في كل موقف. من المواقف التي يجادلك من يخالف طريقة اهل التوحيد طريقة اهل السنة والجماعة طريقة السلف الصالح. فالاستمساك بهذا الجواب المجمل هذا غاية الاهمية لانه قد لا يستحظر طالب العلم او يستحضر الموحد جواب كل شبهة على تفصيلها فاذا تمكن من هذا الجواب المجمل فانه يتمكن من رب كل شبهة اوردها المبطلون وتفصيل هذا الاستدلال المجمل برد كلام اهل الباطل في التوحيد وبه شبههم جميعا قال فيه وذلك قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهة فاما الذين في قلوبهم زيغ سيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب هذه الاية فيها بيان من الحق جل وعلا ان هذا القرآن انزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قسمان منه محكم ومنه متشابه والمتشابه والمحكم راجعان الى دلالة الالفاظ وراجعان الى المعنى. لا الى المراد به فالمحكم اختلفت اقوال العلماء في تعريفه ما هو المحكم وما هو فقال بعضهم ان المحكم هو ما استبان معناه واتضحت دلالته فلا نفس فيه متضح لكل احد لا لبس به ولا اشكال والمتشابه ما يشتبه معناه المراد به فلا يتضح فاذا ان وجع على هذا التعريف المحسن الى المتضح البين والمتسابق الى ما يحتاج الى اجتهاد ونظر لا يستضح ما له ومن الاقوال في ذلك ما رواه علي ابن ابي طلحة في صحيفته المعروفة التفسير عن ابن عباس انه قال رضي الله عنهما انه قال المحكم هو وامره ونهيه وحلاله وحرامه فارجع المحكم ابن عباس الى ما يكون من جهة العمل واما الاخبار فانها لا يعلم تأويلها الا الله جل جلاله. لان حقيقتها غير معلومة يعني في الامور الغيبية يعني كما سيأتي وقال اخرون من اهل العلم المحكم راجع الى ما لا تعدد في دلالته. والمتشابه الى ما تتعدد الدلالة فيه والاحوال في هذا كبيرة معروفة في كتب الاصوليين ومن الباطل فيها ما يجعل المحكم من الباطل ما يجعل المحكم ما رجع الى امور الفقه الاحكام و المتشابه ما يرجع الى امور العقيدة لان هذا معناه ان الله جل جلاله لم يبين لنا بيانا محتمل شيئا من امور العقيدة ومن الباطل فيه ما يقال ان من المتشابه او الفساده منه ايات الصفات ومنه الحروف المقطعة لاول السور. وهذا ايضا من الاقوال الباطلة فيه وليس هذا محل بسط الكلام في المحكم والمتشابه لكن المقصود من ذلك ان الراجح عند اهل العلم ان المحكم هو ما تبينت دلالته والمتشابه هو ما يحتاج في بيان دلالته الى اجتهاد ونظر والقرآن جعله الله جل وعلا محكما كله. وجعله جل وعلا متشابها كله في ايات اخرى قال جل وعلا في بيان ان القرآن جميعه محكم كتاب احكمت اياته. ثم فصلت من لدن حكيم خبير. فالقرآن على هذا كله محكم بمعنى انه لا تقع سفيه ولا اختلاف. متقن لا تفاوت فيه ولا اختلاط لا من جهة الاخبار. ولا من جهة الانشاءات وهو جل وعلا احكم لا اختلاف فيه. كما قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا. والقرآن ايضا متشابه كله كما قال جل وعلا فالله نزل احسن الحديث كتابا متشابها. والقرآن متشابه لانه بعده يشبه بعض حياة التوحيد وايات البدايات في وصف احد الرسل وبيان حاله مع قوله وايات كذلك وينهي في والجنة والنار والنار والاخرة والاخرة. وكذلك في صفات الله وصفات الله. وهكذا فبعده يشبه بعضه الامر والنهي وفي الامر والنهي في الحلال والحرام في الحلال والحرام وهكذا. وهذان القسمان غير الحصن الذي في هذه الاية. هذه الاية فيها تقسيم ثالث للقرآن. وهو ان القرآن منه محكم ومنه متشابه. والمحكم اتضحت دلالته وبان والمتشابه ما يحتاج في بيان دلالته الى اجتهاد اهل العلم فيه او الى ربه للمحكم. ومن جهاد ان يرد الى المحكم فالمتشابه من القرآن ما لم تتضح دلالته في نفسه يشتبه على الناظر فيه وذلك من قوله تعالى ان البقرة تشابه علينا يعني لا ندري المراد اي واحدة من البقر انه بقرة تشابه علينا فلا ندري اي واحدة من البقر اردت بالامر وهذا هو المراد هنا في قوله متشابهات يعني يشتبه بعضها من حيث الدلالة والامر فلا بد من ارجاع الى المحكم اذا كان كذلك فالمحكمات التمسك بها هو الاصل الاصيل في رد الشبه وهذه الايات المحكمات انواع. فمنها النوع الاول الايات المحكمات في رد شبه اهل الباطل في التوحيد جميعا النوع الاول الايات التي فيها بيان ان الكفار مقرون بتوحيد الربوبية وانهم لا اشكال عندهم في ذلك على نار والنوع الثاني من الايات ان الكفار ما ارادوا عبادة ما عبدوا الا لاجل التقرب الى الله جل جلاله بالزلفى والشفاعة الى اخر الايات لذلك والنوع الثالث من الايات المحكمات في هذا الباب الواضحة اما الاموات التي عبدت لا تملك شيئا. وانها يوم القيامة تتبرأ ممن عبده والنوع الرابع من الادلة المحكمة في هذا الباب في رد حجج المشركين الايات التي فيها بيان ان الله جل جلاله لم يتخذ ولدا ولم يتخذ شريكا ولم يتخذ وليا ولم يتخذ شفيعا كاية سورة سبأ واية سورة الاسراء اية في القرآن واشبه ذلك والنوع الخامس من هذه الانواع المحكمة ان معبودات المشركين في القرآن مختلفة فمنهم من عبد الاصنام ومنهم من عبد الاوهام والصنم ما كان على هيئة صورة مصورة منحوتة والوثن ما لم يكن على هيئة صورة شجر الى اخره كوكب منهم من عبد الملائكة ومنهم من عبد الاولياء ومنهم من عبد الجن ومنهم من عبد الشجر والحجر الى اخره فهذه التصاميم في الايات لمعبودات المشركين هذه تنزل عليها كل حال له من حالات اهل الشرك في هذا الزمن وفي ما قبله وما بعده فهذه ايات محكمات اصول في باب توحيد العبادة هذه الانواع. لهذا ترى ان شيخ الاسلام الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله يكثر من تنويع لهذه هذه الادلة لانها حجة في هذا الباب محكمة. لا يستطيع احد ان ينقضها ولا ان يا رب قال جل وعلا منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات معنى ان ام الكتاب اي هن الاصل الذي يرجع اليه في الكتاب فالمحكمات البينات الواضحة. وما من اية مشتبهة في القرآن الا ويمكن ارجاعها الى محكم فيه فمعنى ام الكتاب يعني هن عصر الكتاب الذي يرجع اليه لان الام هي اصل الولد وام الكتاب الاصل الذي يرجع اليه الكتاب في هذه وذلك لانها مشتملة على معاني الكتابة. ومنها كانت الفاتحة ثم القرآن لان جميع ايات القرآن راجعة الى ايات الفاتحة بظهور او بشيء من البيان قال واخر متشابهة. وهنا بين ان القرآن منه كذا ومنه كذا. منه محكم ومنه متشابه. متشابه لمسة الطلاق دلالته وهذا المتشابه قد يكون في الاخبار وقد يكون في الامر قد يكون في الاخبار وقد يكون في الانشاءات ولا يحد المتشابه بقسم الاخبار بقسم الانشاء دون الاخبار او بقسم الاخبار دون بل التشابه وقع في اسمه الكلام. الاخبار والانشاءات ومعنى الاخبار يعني التي يكون امتثالها بالتصديق والانشاءات معناها التي يكون امتثالها العمل قال هنا في بيان موقف الذين زاغوا قال فاما الذين في قلوبهم زيت فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء فتنة وابتغاء تأويل وهنا تلحظ ان قوله جل وعلا فاما الذين في قلوبهم زيع فيه اثبات ان القلوب زاغت قبل النظر في القرآن فهم زاروا قبل ثم بعد ذلك تلمسوا الدليل على زيعهم قال فاما الذين في قلوبهم زيهم فيتبعونه. فزاغت قلوبهم ثم اتبعوا ما تشابه منه فيتبعون ما تشابه منه يستدلون بما تشابه بما لم يتضح معناه او بما يحتمل او بما لو رد الى محتمل دان يتبعون ما فساده منه يعني يتبعون يتبعونه ويجمعونه لاجل الاستدلال به. ويتركون المحكم وهذا مثل ما حصل من النصارى انهم نظروا في القرآن فزعموا ان رسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاصة بالعرب لقول الله جل وعلا وانه لذكر لك ولقومك وايضا في قول الله جل وعلا وانذر عشيرتك الاقربين. فاحتجوا بايات على خصوص بعثة محمد صلى الله عليه وسلم للعرب. وهذا احتجاج بالمتشابه واتباع له. لان في قلوبهم زيغة. فموجود منزلق في القلوب وهو وعدم رب الكتاب وعدم اتباع محمد عليه الصلاة والسلام فتلمسوا وتتبع الدليل كذلك كما هو ظاهر في هذه الامة الفرق الضالة من الخوارج والمرجئة والقدرية والمعتزلة واشباه هذه الفرق فان كل فرقة احتجت بالمتشابه وتركت المحكمة فاخذت بعض الخوارج على بدعتهم في تكفير صاحب الكبيرة استدلوا بقول الله جل وعلا ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها فقالوا هذا يدل على ان كامل الكبيرة كافر لانه حكم عليه بانه خالف في النار واحتجت المرضعة مثلا على بدعتهم بايات واحتجت القدرية على بدعتهم بايات على بدعتهم بايات اذا القرآن فيه احتجاج لكل صاحب بيت حتى في هذا العصر اتى طائفة وقالوا الصلوات في القرآن ثلاث لان الله جل وعلا من يذكر في القرآن خمس صلوات فلا نصلي الا ثلاث. ومنها هنا قال عدد من اهل العلم من المفسرين وغيرهم ان الحكمة من وجود المتشابه في القرآن الابتلاء لانه لو كان القرآن واضحا سارة الزائع عنه معاني فقط لانه واضح فلن يزيغ الا المهام. والله جل وعلا من حكمته ان جعل القرآن منه محكم ومنه متشابه. لم تتضح دلالة ليبتلي الناس كيف يعملون؟ هل يسلطون اهوائهم مستدلين بالمتشابه؟ ام يتخلصون من الهوى يرجعون المتشابه الى المحكم فان ويرجعون ذلك الى الراسخين في العلم والى اهل العلم الذين يفهمون المتشابه ويفهمون المحكمة فاذا الحكمة من وجود المتشابه في القرآن الابتلاء. والله جل وعلا ابتلى الناس بالحياة. ليبلوهم ايهم احسن عملا وابتلاهم بالرسول عليه الصلاة والسلام هل يؤمنون به ان لا يؤمنون؟ انما بعثتك لابتليك وابتلي بك كما في صحيح مسلم. وكذلك ابتلى الله جل وعلا الناس بالقرآن بجعل بعد القرآن متشابها. هل يرجعونه للمحكم او يسلمون لاهل العلم؟ ام انهم يخوضون في المتشابه فسيقعون في الفتنة. لهذا قال اهل العلم في التفسير معنى قوله فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة يعني ابتغاء فتنة اتباعهم. كما نص عليه ابن كثير في تفسيره. فهم اتبعوا ما فمنه لاجل ان يضلوا ويفتنوا الاتباع معهم. فهم اذا تقررت عندهم اشياء ثم نظروا ولم يسلموا لاهل العلم القيادي الراسخين في العلم لم يرجعوا الخوارج للصحابة ولم يرجعوا القدرية الى الصحابة وهكذا في اشياء كثيرة ولم يرجع المعتزل الى ائمة السنة ولم يرجع الاشاعرة الى ائمة اهل الحديث والسلف قبلهم فيما وفيه فاتبعوا ما تشابه منه وتركوا المحكمات ابتغاء الفتنة يعني لاجل ان يحصل لاجل ان يحصل لهم اتباع الاتباع. وقوله ابتغاء الفتنة نفهم منه ان من اضل بشبهة فهو مبتغ للفتنة. سواء قال انا لم ارد الاضلال او قال اردته لان الله جل وعلا قال فاما الذين في قلوبهم ليغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء اخوتنا واذا نظرت الى قول النبي صلى الله عليه وسلم فاذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه واولئك الذين سمى الله فاحيروهم ما يبين انهم لم الفتنة في الناس قصدا في الاضلال فيعلمون انهم على باطل فيضلون الناس. هذا غير مراد. وانما ابتغوا الفتنة كحالة اللهب فهم حين اتبعوا ما تشابه منه فقد ابتغوا الفتنة في حالتهم فحالهم حين اتبعوا المتشابه وتركوا المحكم انهم يبتغون الفتنة. فليشغلوا منزلة القاصدين بذلك لانهم تركوا المحكم واتبعوه المتشابه. فلما انهم لم يتخلصوا من الزيغ مع وضوح هدى ووضوح طريقه ولم يتبعوا المحكم وانما تبع المتشابه فالحال انهم بطريقتهم هذه ابتغوا الفتنة لهم ولاتباعهم فكأنهم قصدوا ذلك قصدا وان كانوا يقولون انما اردنا الخير فالصف الخوارج كانوا اشد الناس عبادة اشد من الصحابة عبادة يحقر احد الصحابة عبادته مع عبادتهم وصلاته مع صلاتهم وصيامه ومع صيامه فلا يظن بهم انهم اتبعوا المتشابه من القرآن قصدا في مخالفة القرآن وقصدا في الاظلال وانما حصل منهم الضلال لشيئين. اولا انهم تركوا المحكم واتبعوا المتشابه. ثانيا انهم لم ارجعوا في بيان المتشابه الى الراسخين في العلم في زمانهم في زمن الصحابة رضي الله قال جل وعلا وابتغاء تأويله. والتأويل هنا الذي ابتغوه ان ينزلوا المتشابه على ما ارادوا بان يوفر تفسيره. والذي يجب انه اذا عرظ المتسابق فانه يرجع في تفسيره الى المحكم ويرجع بتفسيره الى اهل العلم. اما من عرظ له متشابه فدخل في تأويله بجهله وبهواه وبما عنده فلا شك انه سيقع في الزيغ والضلال لانه ليس متأهلا لرد المتشابه الى المحكم في كل مسألة او الى بيان معنى المتشابه والتأويل في القرآن اتى على معنيين المعنى الاول بالتاويل ما تؤول اليه حقيقة الشيء لا تغول اليه حقيقة الايات والايات على قسمين منها ايات اخبر ومنها ايات ان شاء وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا صدقا في الاخبار وعدلا في بالانشاء بالامر والنهي فالاخبار تأويلها ما تؤول اليه حقيقتها فاذا كانت الاخبار غيبيات عن الله جل وعلا فتأويل الخبر حقيقته وكنهه الذي عليه الله جل وعلا و الخبر تأويل الخبر الذي هو وصف مثلا للجنة تأويله ببيان حقيقة الجنة ما هي هذا معنى للتأويل ومنه قوله جل وعلا في سورة الاعراف هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تهويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق الاية يعني هل ينظرون الا ما تؤول اليه حقيقة الاخبار التي اخبر الله جل وعلا بها؟ يوم يأتي تأويله يعني ما تؤول اليه حقيقة الاخبار ورأوا الجنة ورأوا النار وحصل يوم البعث الى يقول الذين سئل اخر الاية هذا هو النوع الاول من التأويل في القرآن الثاني التويل بمعنى التفسير وهذا في قول الله جل وعلا وما نحن بتأويل العهد فلا وما نحن بتأويل الاحد باحلامي بعالمين ومنه ايضا في هذا في هذا قوله جل وعلا انا انبئكم بتهويله واشباه ذلك. التأويل هنا بمعنى التفسير تأويل الاحلام بمعنى التفسير الاحلام. التأويل بمعنى التفسير هذا في القرآن وهذا هو الذي اعتمده ابن جرير الطبري فيما ترى في تفسيره حيث يقول قال اهل التأويل وبنحو الذي قلنا في بهذه الاية قال اهل التاويل ذكر من قال ذلك. قال اهل التأويل يعني قال اهل التفسير وهناك معنى ثالث للتأويل ليس في القرآن ولا في السنة وانما هو اصطلاح حادث للاصوليين وهذا ليس هو المراد هنا لان التاويل عندهم في مقابلة الظاهر وهو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادل منه الى معنى اخر لقليلة هذا معنى جديد اصطلاحي وهو من قسم الى ثلاثة اقسام كما هو معروف عند الاصوليين صحيح وضعيف وباطل هنا المراد وابتغاء تاويله في هذه الاية يحتمل المعنى الاول ويحتمل المعنى الثاني اغاء تأويله يعني ابتغاء معرفة ما تغول اليه اخباره واوامره ونواهيه او ابتغاء تأويله بمعنى تفسيره يصح الاول ويصح الثاني وهنا نقف عند قوله وما يعلم تأويله الا الله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم تلف السلف على الوقف هنا. هل الوقف على قوله وما يعلم تأويله الا الله او الوقف على العلم فيكون معفوف على ما قبله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم على قولين للسلف وسبب الخلاف ان هناك قولين هنا ما المراد بالتأويل فمن نظر الى ان التأويل هو العلم بما تؤول اليه حقيقة اخباره في الاخرة حقيقة صفات الله جل وعلا حقيقة الجنة حقيقة الاخبار عن النار حقيقة الاخبار عن الملائكة فهذا لا شك امر غيبي لا يعلمه احد فمن نظر الى هذا قال الوقف على لفظ الجلالة فقال وما يعلم تأويله الا الله يعني وما يعلم تأويل ما تؤول اليه حقائق اخباره الا الله جل وعلا. وهذا المعنى صحيح فان فان حقيقة الاخبار وما تؤول اليه ليس ثم احد يعلمها الا الله جل وعلا ومن نظر الى ان التأويل المراد به ما تؤول اليه حقيقة الامر حقيقة النهي قال الاوامر تأويلها بامتثالها يكد فعلها بعملها على وجه احكام الشريعة والنواهي تأويلها بالاجتناد لها والبعد عنها على احكام سريعة وهذا من التأويل في في الانشاءات يعلمه الراسخون في العلم من جهة العلم والعمل جميعا لهذا قال بعضهم هنا يقف على العلم لان الراسخين في العلم يعلمون التهويل على ما ذكرنا يعني ما تؤول اليه حقائق الانشاءات ما تقول لي حقيقة الامر امتثال الامر عن الوسط الشرعي. ما تؤول اليه حقيقة النهي امتثال النهي على الامر شرعي للامر بالكف وقال اخرون الوقف على على العلم فالعلماء يعلمون كما قال ابن عباس انا ممن يعلمون تأويله قال ابن عباس انا ممن يعلمون تأويله فيكون المعنى هنا في التاويل التفسير لان النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال اللهم علمه التأويل قال انا ممن يعلمون تأويله فيكون هنا معنى وابتغاء تأويله يعني ابتغاء تفسيره. فلا يعلم تفسيره الحق الا الله جل جلاله والا الراسخون في العلم وهذا التفصيل هو الصحيح فاذا نقول يحتمل ان يكون الوقف على لفظ الجلالة ويحتمل ان يكون على العلم فمن وقف على لفظ الجلالة ورأى ان الراسخين في العلم لا يعلمون التهويل فهو انما هنا يعني من اهل السنة ومن الصحابة لانه مروي عن السلف نوعان لانه مروي عن السلف نوعان من الوقف هنا. فمن رأى ان الوقف على لفظ الجلالة رأى ان التأويل هو ما تؤول اليه هي حقائق الاخبار فقط ومن رأى ان الوقف على العلم فقال التاويل هو ما فوله حقائق الانشاءات مثل ما قال ابن عباس ناسخه وحلاله وحرامه وامره ونهيه او التأويل هنا بمعنى التفسير ومن قال ان المتشابه لا احد يعلمه البتة الا الله جل جلاله فليس علم المتشابه لاحد من الخلق فهذا غلط ولا يصح نسبته الى احد من اهل السنة وهذا يعني ان المتشابه المطلق الذي لا يعلمه احد هذا غير موجود في القرآن عند المحرم كثير من اهل السنة والجماعة فان المتشابه الموجود في القرآن متشابه نسبي اضافي فعندنا المتشابه هنا في هذه الاية قسمان متشابه مطلق ومتشابه نسبي فالمتشابه المطلق غير موجود البثة بمعنى يشتبه معناه فلا يعلم له معنى اصله والثاني المتشابه النسبي الاضافي نقول اشتبه علي. اشتبه على العالم الفلاني المعنى. اشتبه على الامام الكلام في هذه المسألة يشتبه عليه تأويل الاية واشباهنا فهذا ممكن فيكون متشابها اضافيا. لكن لا يوجد اية في القرآن معناها ما نقول تأويلها يعني ما تؤول اليه حقائق الاخبار فيها لا انما معناها هذا لا يوجد اية في القرآن يشتبه معناها على من الراسخين في العلم من هذه الامة هذا القول ليس من اقوال اهل السنة والجماعة وانما هو من اقوال اهل البدع الذين ذهبوا مذهب التجديد فاذا نقول الصحيح ان الراسخون في العلم يعلمون لكن يعلمون المتشابه الذي يمكنهم علمه وهو ما كان في باب الانشاءات او كان في باب التفسير تفسير المعنى وهذا متعين لان الله جل وعلا قال والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا لو كان ان الراسخين في العلم لا يعلمون البتة وانما يقولون هامنا به كل من عند ربنا فليس لهم فضيلة على ما سواهم في المتشابه فما فظيلة اهل العلم الراسخين في في المتشابه؟ اذا كانوا كعوام المسلمين انما يعلمون المحكم والمتشابه جميعه والمتشابه جميعه يقولون فيه امنا به كل من عند ربنا هذا فيه ابطال لمزية اهل العلم في العلم والمحكمات قلنا ان معناها هي ما اتضح معناه وبانت الى لثق. والمتشابه ما خفي معناه ولم تستضح بلا فاذا على قول من قال ان الراسخين في العلم لا يعلمون فهذا فيه ابطال لمزية اهل العلم كما حرره ابن عطية رحمه الله تعالى والخطاب واجاد في ذلك في هذا البيان. وهذا يعني ان الراسخ في العلم اعلم واذا كان كذلك فهنا يشكل على كثيرين ترتيب الاية والراسخون في العلم يقولون امنا به. كيف يكون الترتيب على هذا الوجه؟ فنقول قال ائمة ها على هذا الود يكون التركيز وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون يعني حالتهم انهم يقولون امنا به. ايعلمون مع الايمان به ويقولون كل من عند ربنا. لاجل لانه ليس في قلوبهم شك من ورود المتشابه. واما ضعاف الايمان واما ضعاف العلم فقد في قلوبهم شك من وجود المتشابهين في القرآن كما فعل الصبيغ بن عسل المعروف في زمن عمر حيث كان يتتبع ما الزارية الثروة ويسكت الناس بها. فاذا ضعف العلم ربما وقعت الشبهة في القلب من صحة القرآن. اما الراسخون في العلم فيعلمون ويقولون امنا به كل من عند ربنا فليس في قلوبهم سب ولا شبهة من ورود المتشابه في القرآن لانهم يعلمون ان المتشابه في القرآن لاجل ابتلاء الناس. هذا خلاصة معنى الاية ومعناها مهم في هذا الموضع. قال وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اذا رأيتم الذين يبيعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم. فاذا الواجب على الموحد الواجب على المسلم انه اذا ضبط المحكمات بالتوحيد بانواعه وفي الشريعة فانه اذا اتى من يتبع ما تشابه منه فانه يجب عليه ان يعمل شيئين. الاول الحذر كما اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فاولئك الذين سمى الله فاحذروه. والحذر هذا يوجب المفاصلة في القلب بان لا يصغي الى حديثه ولا يجعل احدا يلبس عليه دينه هذا الاول والثاني يجب عليه ان يقول امنا به كل من عند ربنا سبب الاشكال الى جهله. واما الاية في نفسها فواضحة يعلمها الراسخون في العلم ولهذا مثلا في باب التوحيد يأتيك من يحتج بالمتشابهات مثلا ربما مجالها سياسي لكن لايضاح المقام يقول في قول الله جل وعلا وكان ابوهما صالح هذا فيه دليل على تأثير الصلاح في فيما بعد او يقول الشهداء احياء وانت لا تسأل ميتا انما تسأل حيا بنص القرآن هم احياء لقوله ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا ونحو ذلك فاذا هناك احتجاجات في توحيد العبادة باية من القرآن. وفي توحيد الاسماء والصفات باية من القرآن وهكذا حتى ان اهل شرب الخمر والعياذ بالله واهل الربا ونحو ذلك من الموبقات وجدوا لهم بعض المشتبهات تهتد بها. فالموحد المسلم يحرص تمام الحرص على ان يحذر ممن يوقع في قلبه الشبهة ولهذا انتبه لقوله تعالى فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون. فاحذر اشد الحذر من ان يوقع احد في اذنك وسبحة تبقى ولا تستطيع الرد عليها ثم ينميها الشيطان حتى يوقع في القلب الزيت ولهذا قال بعض السلف لا تصغي الى ذي هوى باذنيك فانك لا تدري ما يوحي اليك فقال جل وعلا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فهو يأتي ويقول هذا معناه ان لهم جاه عند الله تلحظ ان هذا الاستنتاج هذا اتباع للمتشابه. لان الاية تدل على انهم مكرمون. وليس اذا كان رجل غير محكم العلم قوي لا يجلس مع اهل الشبه يحذر بان السلامة في الدين على سلامة الدين اعظم ما ينبغي الحرص عليه قال هنا الشيخ رحمه الله مثال ذلك الان الجواب المجمل اتضح وانه في كل مسألة ترجعه الى المحكم اذا اتى احد بشبهة فترجع الى المحكمات وذكرت لك انواع المحكمات في القرآن من الايات. فاذا احد اتى احد طيب من المشتبهات فانت ترجعه الى نوع من الايات في المحكمات نوع من الهيات المحكمات فتبطل شبهته ولو سبح وسبح فتقول له ما عندي من الاستدلال محكم بين لا يستطيع احد ان يدفعه ما اتيت به شبهة فانا اؤمن بان الجميع من عند الله ولكن لا اترك المحكم للمتشابه لان هذه طريقة اهل الزيغ. فتمسك بها فان هذه من اعظم الفوائد والهواء قال الشيخ رحمه الله بعد ذلك مثال مثال تطبيقي لما ذكرنا الجواب المجمل عرفناه بالاستمساك بالمحكم في وجود متشابه. اذا اتت ذاك استدلال متشابه ما عرفت الجواب عليه او جاوبت فاورد على الشبهة الثانية تتمسك بالمحكم واترك الافغاني المتسامح قال مثال ذلك اذا قال لك بعض المشركين الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون استدل هنا المشرك بهذه الاية الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة الاية دلت على ان الاولياء لهم منزلة عند الله جل وعلا لانهم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وانهم الذين امنوا وكانوا يتقون وان لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. معنى ذلك ان الولي له المنزلة العظيمة عند الله جل وعلا ثم يستدل بان الشفاعة حق شفاعة حق ويقول هنا الولي له جاه وله حرمة وله منزلة عند الله جل وعلا والشفاعة حق والانبياء لهم جاه ايضا والمنزلة العظمى عند الله جل جلاله فكيف تجعل من سأل الاولياء من الاموات او سأل بعض الانبياء من الاموات ودعاهم يكون مشركا مع منزلتهم الرفيعة عند الله والشفاعة حق والمنزلة عندهم ثابتة منزلة لهم ثانية وهنا هذه شبهة يأتي جوابها تفصيليا لكن اذا وقعت هذه الشبهة في القلب يعني او وقعت على الاذن وعرضت على القلب فكيف يكون الجواب اذا لم تعرف الجواب التفصيلي هذه شبهة عظيمة فماذا تقول؟ تقول ما عندي من العلم محكم وهذه محتملة لانه هو دخل فيها باستدلال لان الاولياء الله جل وعلا بين ان لهم فضل لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ان الله اكرمهم وهو استدل بهذا الاكرام على ان لهم جاها عند الله جل وعلا وهذا النوع صار متشابها لانه جعل الفضل الذي اتاه الله جل وعلا الاولياء او الشهداء او الانبياء بعد مماتهم دالة على الجاه وعلى ان هذا الجاه لا يرد اذا توسطوا به فتلحظ انه ادهل اشياء زائدة عن معنى الاية فالاية فيها اشتباه بالمعنى لكن اذا فسرها اهل العلم اوضحوا معنى ذلك فاذا هنا يأتينا ردها ذلك تفصيليا لكن هنا كيف ترد عليه؟ فتقول ما عندي محكم وهو ان الله جل جلاله بين ان المشركين الذين كفرهم النبي صلى الله عليه وسلم وقاتلهم انما ارادوا الزلفى انما ارادوا القربى وهم ما توجهوا الا لاولياء ام اتخذوا من دونه اولياء قل اولو كان قل ام اتخذوا والذين اتخذوا من دونه اولياء. ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله ظلما فاولئك تقربوا للاولياء لماذا لاجل الزلفة فهذه محكمة واضحة المعنى كذلك بيان ان المشركين كانوا يقرون بالربوبية وانهم مشركون وسبب شركهم مع عبادتهم وطاعتهم في اشياء كما ذكرنا سبب الشرك هو طلب الشفاعة كما قال جل وعلا ان اتخذوا من دون الله شفعاء قل اولو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون قل لله الشفاعة جميعا. فنفاها عنهم فهذا اصل كذلك من نوع الثالث من الايات المحكمات التي فيها بيان ان الله جل جلاله حكم على من اله عيسى بالكفر وقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم. وقال المسيح يا بني اسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار اذا فهو يورد الشبهة. وانت تورد عليه المحكمة المحكمات واضحة في المعنى لكن هذه الشبهة التي اوردها بهذه الاية تلحظ ان الاستدلال بها فيه مقدمات وليسوا اصحاب جهل لان الاية فيها ما اعطاهم الله جل وعلا من الفضل. لكن ان لهم جاها هذي لم تأتي في الاية. فجعلوا جعل من اتبع المتشابه هناك كلام بين المكانة والرفعة وبين ان يكون لهم جاها ما معنى الجاه؟ الجاه معناه انه اذا توسط لا يرد فجعل هذه ملازمة لهذه وهذا لا شك انه من اتباع المتشابه لانه ليست دلالة الاية على ذلك. فاذا هذا مثال لحجة يدلي بها المشرك فاذا ادلى بهذه الحجة فتدمغه بالمحكمات الكثيرة قال هنا او ذكر كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم يستدل به على شيء من باطله وانت لا تفهم معنى الكلام الذي ذكره. يعني لا تفهموا معناه الصحيح لا تستطيع ان توضح له كلام المفسرين فيه. كلام اهل العلم في ابطال ما اورد من الاستدلال قال فجاوبه يعني اجبه بقولك ان الله ذكر الذين ذكر ان الذين في قلوبهم زينة يكون المحكم ويتبعون المتشابه وما ذكرته لك من ان الله ذكر ان المشركين يقرون بالربوبية وان كفرهم بتعلقهم على الملائكة الانبياء والاولياء مع قولهم هؤلاء فقهاءنا عند الله هذا امر محكم بين لا يقدر احد ان يغير مأمه. بل ليس له معنيان. لان المشركين عبدوا غير الله زلفى قال ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. هذا بين واضح لا يحتاج الى مقدمات في الاستدلال كذلك قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله. فهم طلب الشفاعة ايضا هذا امر بين واظح قال الشيخ رحمه الله هذا امر محكم بين لا يقدر احد ان يغير معناه وما ذكرته لي ايها المشرك من القرآن او كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا اعرف معناه فهذا هو الذي يجيب به الموحد اذا ابلى احد بالشبهة تقول انا لا اعرف المعنى وهذا ليس بعيب وان تكون لا تعلم الايات معنى بعض الايات لان العلم واسع. فتقول تعترف تقول انا لا اعرف معنى هذه الاية الصحيحة لكن اعلم ان المحكم هو كذا وكذا لكن اقطع ان كلام الله لا يتناقض لما؟ لان القرآن كله من عند الله جل وعلا وهو محكم وكله حق والحق لا يناقض حقا بل يؤيده ويدل عليه. قال وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. لان الرسول عليه الصلاة والسلام اذا ثبتت سنته وصارت مقبولة محتجا فانها مبينة. قال وان كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف كلام الله عز وجل. لان الرسول عليه الصلاة والسلام اذا ثبت وسنته وصارت مقبولة محتجا بها فانها مبينة للقرآن ودالة عليه. كما قال جل وعلا وانزلنا اليك ذكرى لتبين للناس ما نزل اليهم فانزلت السنة وكان جبريل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما يأتيه في القرآن لبيان معنى الذكر تارة يكون بيانا لفظيا وتارة يكون بيانا عمليا كلام النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف ما جاء في القرآن. لكن التوفيق بين هذا وهذا تقول انا اجهله يقول كلام النبي صلى الله عليه وسلم هو بين لا يخالف كلام الله جل وعلا وكلام الله جل وعلا لا يناقض كلامه جل وعلا. لكن التوفيق بين هذه الاية وهذه الاية رد هذا المتشابه الى المحكم حتى يتضح المعنى هذا لا اعلمه انا وانما يعلمه الراسخون في العلم لكن ما عندي من العلم بالتوحيد هذا بين كم لا يستطيع احدا ان يرده او يشكك في دلالته قال رحمه الله بعد ذلك في نهاية هذا الجواب المجمل وهذا جواب سديد ولكن وهذا جواب جيد سديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى تحتاج الى توفير بالتخلص يعني هنا التوفيق يأتي بتخلص العبد من هواه. وتخلص العبد من رؤيته لعقله ونفسه لان بعض الناس يأتي للمتشابه ويخوض فيه لان عقله جيد يقول انا عقلي احاول افهمها ليش بما نفهم لا نفهم فيدخل في المتشابه ويغوص ويغوص فيخرج منه اشياء يضل بها كما قال جل وعلا ابتغاء الفتنة فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تهويله يعني ابتغاء تفسيره فيخوض في المتشابه المشكل المعنى رغبة وطلبا للتفسير. فيضل في التفسير فيعتقد ان تفسيره صواب وان فهمه للاية الصواب وفهمه للسنة الصواب فيكون ممن اتبع المتشابه وترك المحكم والواجب عليه الا في ذلك وان يرد معناه الى اهل العلم الراسخين فيه. قال وهذا جواب شديد ولكن لا يفهمه الا من وفقه قال الله تعالى واذا اردت الخير في هذا الباب فاياك ثم اياك من تعظيم عقلك وان تقول قد حصلت من علمي كذا وكذا فتقوم في اشياء وتطعن بفهمك على فهم اهل العلم فاذا خالفت في فهمك فهم الراسخين في العلم فاعلم انك لو استرسلت في فهمك فان هذا من اتباع المتشابه. لاننا بان الراسخين في العلم يعلمون المعنى. ولا يمكن ان يكون المعنى مفقودا من الراسخين في العلم وان وان يؤتاه من ليس براسخا في العلم. لان الله جل وعلا قال وما يعلم تاويله الا والراسخون العيد قال ولكن لا يفهمه الا من وفقه الله تعالى. فلا تستهن به فانه كما قال جل وعلا ما يلقاها الا الذين صبروا يحتاج الى صبر لان النفس تنازع خاصة طالب العلم او الذي قرأ عنده قراءات وثقافات واشباه ذلك تنازعه نفسه في حل كل الاشكال تنازعه نفسه في الدخول في الاستدلال في كل متشابه وبهذا تجد بعض طلبة العلم الان او بعض المنتسبين للعلم والقراء تجد انهم يريدون اشكالات كثيرة فالعالم يرد عليهم بالمحكمات ولا يظطرب بورود المتشابه. لكن من ليس براسخا في العلم اذا ورد متشابه عنده فانه يضطرب. لم يضطرب لانه لا يعرف عظمة المحكمات. وكثرتها ووضوح معناها فان المحكمات في الادلة والمحكمات في العقيدة والمحكمات في الاحكام هذه واضحة عند اهل العلم بينة ما يمكن اننا نضطرب معها قد يرد اشكال فنقول والله هذا مشكل نبحث عن جواب ماذا قال اهل العلم في جواب؟ لكن من لم يكن صابرا على الاكتفاء بالمحكمات فانه سيدخل في المتشابهات متعجلة وسيظل من حيث ظن انه سيبحث او سيحل الاسكان ولهذا هنا لابد في المتشابه من الصبر وما يلاقاها الا الذين صبروا. مثل ما قال الشيخ رحمه الله واجل له المثوبة يحتاج الى صبر وكثيرين ما صبروا جاءتهم الشبه فاتبعوها ما صبروا دخلوا فيها باهوائهم وارائهم وما صبروا. ولو صبر زمنا طويلا وتمسك بالمحكمات كان قد ادى النبي عليه قال وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. ولا شك ان الذي يستمسك بالمحكم لرد المتشابه فانه قد ادى الذي عليه وامتثل قول الله جل وعلا وخلص من الابتلاء والفتنة متشابه ويكون حاله اذا انه ذو حظ عظيم لانه سلم من الابتلاء بذلك كلمة من الفتنة فنجح حيث لم يتبع المتشابه ورد المتشابه الى المحكم ولا شك ان هذه كلمة ينبغي لك ان ترددها في مسائل العلم جميعا وخاصة المسائل التي يكون هناك فيها القاء للشبه بامر توحيد العبادة وكذلك في امور العقيدة بشكل عام فلا تجهل لها قدرا وخذها ذكورا للذي يحيي الانام ونختم بهذا واسأل الله جل وعلا ان ينور قلوبنا بالعلم الصالح النافع وان يجعلنا ممن يحذر من المتشابهات ويفقه المحكمات ويستعين بالله جل وعلا في امره كله اللهم لا حول لنا ولا قوة الا بك. فامر قلوبنا بالايمان واجعلنا من الصابرين. نعوذ بك ان نضل او نضل. او نجهل او هل علينا او نذل او نذل واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد