لما جئت به اي للذي جئت به. ما الذي جاء به؟ محمد صلى الله عليه وسلم هل جاء بما بما فيه الطرب حاشا وكلا هل جاء بما فيه كما يقول الناس قال المصنف رحمه الله عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به. حديث حسن صحيح روينا نعم روينا وصلحوها رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح. نعم مناسبة هذا الحديث لما قبله ان الانسان الذي يريد الزهادة في هذه الدنيا حتى يكون غريبا او عابر سبيل بحاجة الى مجاهدة عظيمة وهذه المجاهدة بدايتها مخالفة الهوى وهذه المجاهدة بدايتها مخالفة هوى النفس موضوع هذا الحديث موظوع هذا الحديث تربية النفس باتباع الشرع تربية النفس باتباع الشرع هذه النفس التي بين جنبينا هي الارواح اما ان تتدنى فتصبح مثل الاجساد طينية بهيمية واما ان تترفع فتصبح طاهرة نقية متشبهة بالملائكة في المنازل العلية فانت الان بيدك الزمام اذا كان الروح في البدن في حال الدنيا فان الملكة للانسان انت تستطيع تمسك زمام الامر بشيء من الشدة والحزم والقوة والقدرة هذا الحديث يبين كيف الانسان يربي نفسه؟ وان النفس لامارة بالسوء والنفوس كما تعلمون ثلاثة انواع كما قال العلماء رحمهم الله النفوس ثلاثة انواع نتكلم عن نفوس اهل الايمان اهل الاسلام نفس امارة بالسوء وهذا هو الغالب على الانفس لانها اذا لاقت البدن تلطخت واصبحت دنية فهي بحاجة الى الترفع والتنزه والتطهر حتى يدرك انها ليست من هذه الارض الدنية الارواح ما خلقها الله من الارض جسم ابن ادم وبدنه مخلوق من الارض قال الله عز وجل منها خلقناكم اي من الارض وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى. اما الارواح فالارواح من خلق الله. قال ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين هذه ارواح مخلوقة نفخها الله فينا بامره سبحانه وتعالى بفعله جل في علاه بقوله كن فلا بد ان نجاهد انفسنا على ان نرفعها من النفوس الامارة بالسوء فاذا جاهدتها ارتفعت واصبحت في الدرجة الثانية وهي النفس اللوامة لا اقسم بيوم القيامة ولا اقسم بالنفس اللوامة والنفس اللوامة تشمل الامرين اما ان تصبح في درجة اعلى من النفس الامارة بالسوء فلا تأمر بالسوء ولكنها تلوم على ترك السوء تلوم على ترك السوء. اذا ارتفاعها شيء قليل يسير وربما تكون لوامة ارتفاعها اعلى قليلا وتصبح تلوم النفس على فعل المعصية او تلوم النفس على ترك الواجب فلوامة اذا كانت لوامة بدرجة اعلى بقليل من الامارة بالسود تلوم على الترك المعاصي ثم اذا جاهدتها اصبحت تلومك على ترك الواجب وفعل المحرم ثم اذا جاهدتها بلغت الى مرتبة تصبح هذه النفس مطمئنة لا شأن لها الا الطاعة لا هم لها الا الطاعة لا غم لها الا الطاعة لو لم تطع لاصبحت في كرب وفي هم وفي غم لانها اصبحت مطمئنة نسأل الله جل وعلا ان يجعل نفوسنا مطمئنة هذه النفوس المطمئنة كيف وصلوا الى هذه المرتبة ايها الاخوة؟ هذا الحديث يبين لنا هذا المعنى قال عن ابي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال مرفوعا لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت قد قلنا مرارا وتكرارا ان نفي الايمان ينظر فيه اذا كان المنفي مخالفا لاصل الايمان فهذا يعني الكفر واذا كان المنفي مبنيا على فعل محرم او ترك واجب فهذا يعني ان المنفي هو الايمان الواجب. صحيح طيب الان لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئتم الهوى المقصود به هنا هوى النفس بمعنى رغبة النفس رغبات النفس اذا معنى هذا ان من لم يكن رغبات نفسه تابعة لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فان ايمانه في نقص فان ايمانه في نقص وواجبه في خلل واجب الايمان فالواجب على الانسان يجاهد نفسه حتى يجد في قلبه انشراحة لكل اوامر الشر فيصدق عليه قوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما هنا قال لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت الهواء قلنا هو هواه الهوى هنا ايش؟ رغبات النفس رغبات النفس بمعنى انك جاهدت نفسك وزكيت نفسك حتى اصبحت رغبات نفسك تابعا لما جاء به الشرع. النفس تريد ان تنام. انت تقول لا الشرع امرني ان اصلي الفجر في الوقت النفس تريد منك الا تصوم وانت تقول لا الشرع امرني ان اصوم ولو كان حارا اذا هذا معنى حتى يكون هواه تبعا لما جئت تبعا تبعية هنا بمعنى يجعل الشرع اماما ويجعل نفسه تابعا فهذا مثل الحديث الذي مر معنا والقرآن حجة لك او عليك حجة لك اذا جعلت الهوى اذا جعلت هواك تبعا لشرع الله عز وجل لما جئت به تقديس العقل؟ لا جاء بالنقل الكتابي والسنة لما جئت به الكتاب والسنة الذي فيهما صلاح العباد في الدنيا والاخرة هذا الحديث قال عنه النووي رحمه الله ابو زكريا يحيى ابن شرف الدين قال هذا حديث حسن صحيح حسن بمعنى اسناده وصحيح يعني معناه فهو من حيث الاسناد يرتقي الى الحسن ومن حيث المعنى فمعناه صحيح قال رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح اذا هذه من مرويات الامام من مرويات الحافظ في كتاب الحجة الامام الاصبهاني باسناد صحيح فان قال قائل فان بعض العلماء قد ظعف هذا الحديث كما يفيد ذلك كلام الهيثمي ومن المتأخرين كلام العلامة الالباني رحمهم الله نقول ان الصحيح والله اعلم ان هذا الحديث حديث حسن وان ما قاله هؤلاء العلماء دائر بين الاجتهاد فمن كان اجتهاده ادى به الى ضعف اسناد هذا الحديث فله ذلك وله سلف ومن قال ان الحديث حسن فله سلف واما القول بان الحديث لا يصح لان فيه معنى منكرا وهو كيف يجعل الهوى تبعا لما جاء به الشرع والهوى مذموم نقول الهوى المذموم هو الهوى المطلق واما هنا فالمقصود ان يجعل هواه تبعا للشرع فيصبح حينئذ هذه رغبة نفس مقبولة الامر الثاني ان المقصود بالهوى هنا ليس ما تهواه الانفس مجردة وانما المقصود ان مرادات يجعلها تابعة للشر فعلى كل حال الذي يظهر والله اعلم ان هذا الحديث ليس في متنه ما ينكر فعليه قبوله امر لا يستغرب. نعم