قال المصنف رحمه الله عن ابي العباس سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه انه قال جاء رجل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس. فقال ازهد في الدنيا يحبك يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس. حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره باسانيد حسنة هذا الحديث مناسبته لما قبلها ان الحديث السابق فيه ذكر بيان احكام بيان الاحكام في الاسلام لكن هذه الاحكام بعضها التزامها مؤد نيل محبة الناس وبعضها مؤد الى نيل محبة الله وهنا فان الانسان يحتاج الى امر يجمع له محبة الله ومحبة الناس فلذلك اردف الحديث السابق بحديث سهل ابن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه وموضوع الحديث بيان الاسباب بيان الاسباب الجالبة للمحبة بيان الاسباب الجالبة للمحبة سواء كانت متعلقة بمحبة الله او بمحبة الناس قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله دلني على عمل اذا عملته واحبني الله واحبني الناس هذا الرجل قال احبني الله ولم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم ان الله لا يحب فدل على ان الله يوصف بانه يحب وهذا جاء منصوصا في القرآن في مواضع كثيرة قال الله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحب قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني ايش يحببكم من يحببكم الله. اذا الله يحب هذه عقيدة اهل السنة والجماعة وما لنا وللمتكلمين الذين يأولون المحبة ويقولون يريد الله. لا الارادة من لوازم المحبة وليست هي المحبة المحبة صفة غير المحبة والله عز وجل خاطبنا بما نفهم فالله عز وجل مريد وهو سبحانه وتعالى اراد ويريد وهو سبحانه وتعالى يحب ويحب جل في علاه وهو اعظم محبوب الله جل وعلا اعظم محبوب وهنا الرجل قال دلني يعني ارشدني على عمل اذا عملته احبني الله واحبيت فيه اشارة عظيمة على ان المحبات لا تنال بمجرد الاعتقادات المحبات لا تنال بمجرد الاقوال. بل لا بد من العمل لان هذا الرجل قال على عمل ها تأمل العبارة دلني على عمل اذا عملته احبني الله واحبني الناس فقال صلى الله عليه وسلم اذا لما قال دل على ان سؤال الرجل مقرر وليس فيه خطأ اذن الله جل في علاه يحب ويحب وان العمل هو الذي يكون سببا في نيل محبة الله وليست محبة الله كمحبة العبد كما ان ذاته العلية ليست كالذوات الموجودة المفتقرة المحتاجة فان الله يقول عن نفسه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الله يحب ويرضى ويسخط ويغضب وليس حبه وسخطه ورضاه وبغضه جل في علاه ليس كحب وسخط وبغض المخلوقين كما ان عذابه ليس كعذاب المخلوقين كما ان اسماؤه ليست كاسماء المخلوقين فجميع صفاته على وجه الكمال له وحده سبحانه. لا يشاركه فيها احد من الوراء وهو سبحانه العلي الاعلى والله سبحانه وتعالى يوصف بانه سبحانه وتعالى رحيم والعبد رحيم وليس الرحيم كالرحيم الله سبحانه وتعالى سمى نفسه ووصف نفسه بالملك وسمى عبده بالملك وليس الملك كالملك وسمى نفسه ووصف نفسه بالعزيز ووصف عبده بالعزيز وليس العزيز كالعزيز اذا لا بد ان نستيقن ان الله هو السميع البصير لكن على قاعدة ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قل هو الله احد الله الصمد. هذه اسماء وصفات لله ثم لابد ان تعتقد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد اذا هذا الحديث يقرر ان الله جل في علاه موصوف بانه يحب ونيل محبة الله انما يكون بالعمل وليس كما يقوله من يقوله من اهل الشرك والبدع ان الله يحب اذا ان الله يحبك اذا اعتقدت كذا وكذا فقط لا لابد من العمل ربط محبة الله بمجرد الاعتقاد هذا من شأن من عقائد اهل الكفر ومن عقائد اهل البدع اما اهل السنة فانهم يقولون ان مجرد الاعتقاد بدون عمل لا يكون سببا لنيل محبة الله المطلوبة هذا ينبغي ان ندرك اي نعم الله جل وعلا يحب اهل الاسلام من حيث العموم لكن حبه جل في علاه لاهل الاخلاص واهل البر والتقى والاحسان ليس كحبه لعامة المسلمين ولهذا خصهم بذكر حبه لهم فقال ان الله يحب التوابين وقال يحب المتطهرين وقال ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كانهم بنيان مرصوص وهكذا فارشد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الى عمل اذا عملناه فاننا ننال بذلك محبة الله. او ننال بذلك المحبة. والمحبات منقسمة الى قسمين محبة للخالق ومحبة المخلوق والشأن في نيل محبة الخالق فمن نال محبة الخالق لا ريب انه سينال محبة المخلوق ومن نال محبة المخلوقين فلن ينفعه اذا لم يكن محبوبا عند فالشأن كل الشأن ان نعمل بما هو سبب في نيل محبة الله تعالى ومن جملة ذلك ان نعمل في نيل محبة الناس فان اذا عملنا بذلك ننال المحبتين قال صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله قد يقول قائل الزهد كيف يكون عمل؟ لا الزهد عمل لكنه عمل تركي والاعمال قلنا ونبهنا مرارا ونكرره تكرارا ليثبت في الاذهان وفي العلوم وفي الصدور وفي السطور ان الله جل وعلا بنى دينه على فعل فعل اشياء وترك اشياء كما ان هناك واجبات فرائض ومحرمات هناك افعال وتروك فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ازهد في الدنيا يحبك الله. ما معنى الزهد ما معنى الزهر الزهد مبناه على امرين الزوج ليس معناه تلبس الصوف ليس معناه تلبس الجبة المرقعة ليس معناه ان تلبس جديدا فان النبي صلى الله عليه وسلم لبس جديدا وعاش حميدا ومات صلى الله عليه وسلم شهيد هذا ليس الا مدحه اذا ما هو الزهد الزهد مبناه على امرين الاول امر قلبي امر قلبي وهو عدم التطلع الى ما ليس عندك الزهد عدم التطلع الى ما ليس عندك هذا مبدأ الزهد الامر الثاني ان تستخدم ما عندك في المباح بدون تكلف ان تستخدم ما عندك في المباح بدون تكلف هذا هو الزهد يقال فلان زاهد لانه لا يتطلع الى ما عند الناس لا يتطلع الى الدنيا فلان زاهد لانه يستخدم ما عنده بالقدر المعقول لتحصيل المنافع الدينية والدنيوية بالمباح فقط وليس معنى الزهد كما يفهمه بعض الناس انك ما تعمل اتكون يعني تعيش على الدروشة وعلى الناس لا سؤال الناس مذمة ومذلة والله جل وعلا يحب ان عبده يعمل ويأكل من كسب يده وما عمل ابن ادم عملا اطيب من كسب يده اذا قال النبي صلى الله عليه وسلم ازهد في الدنيا يحبك الله لا تتطلع اليها ولا تستخدم الدنيا الا بالقدر المباح بدون مبالغة ولا شرف ولا ترف ولا تبذير هذه حقيقة الزهد ولهذا سيد الزاهدين وامامهم وقدوتهم محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام يأكل ويشرب ويتطعم ويحب الحلوى والعسل وكان عليه الصلاة والسلام يلبس ما يجد من الثياب ولا يتكلف ما لا يجد ولا يتطلع الى ما لا يجد وينفق انفاق من لا يخشى الفقر هذا حقيقة الزرع وليس الزهد ان يقال فلان طول عمره ما لبس جديدا ليس الزهد ان يقال فلان طول عمره ما اكل رغيدا ليس هذا زؤل النبي صلى الله عليه وسلم اكل الشاة المشوية وابراهيم عليه السلام كان يذبح العجل ويحنده ويأكله ويطعمه اهله واضيافه وهؤلاء ائمة الزاهدين في الدنيا ومن يتجرأ ويستطيع ان يقول لم يكونوا زاهدين الا مخبل او مكبر عليه اربعا بالطعن في دينه لان الذي يطعن في الانبياء والمرسلين لا خير فيه قال ازهد في الدنيا يحبك الله وازد فيما عند الناس يحبك الناس اذا ننال محبة الله بالزهد وننال محبة الناس بالزهد فيما في ايديهم وجد فيما عند الناس يحبك الناس حتى لو كان هذا الناس اخوك وقريبه صاحبك ونديمك اجهد فيما عنده يحبك لان القاعدة في تعامل الدنيوي ان الناس اذا سألتهم يعطونك اذا يعرفون ثم اذا سألتهم يعطونك مع نوع التلكؤ ثم اذا سألتهم قد يعطونك وقد يمنعونك حتى الاب لو جاء انسان لو جاء الابن الى الاب قال اعطني فاعطيتهم مئة الدرهم ثم بعد ساعة قديم وقال اعطني فاعطيته مئة درهم ثم جاء بعد الساعة قناطينه اعطيته مئة درهم ثم جاء الرابع تقول وبعدين قلبوه لان تعاملات الناس هكذا القاعدة انتبهوا مع الله كلما تسأل ترتقي في مراقي العبودية كلما تظهر حاجتك اليه وفقرك اليه. وانك محتاج اليه كلما ترتقي في المحبات عنده تصبح محبوبا عند الله عكس الناس الناس كل ما تسألهم كل ما يقل حبك عندهم كل ما تسألهم يقل حبك كل ما تترك سؤالهم يزيد حبك. الله عكس الخلق اذا تركت سؤاله يغضب عليك اذا زدت في سؤاله يحبك ومن هنا كان الصحابة رضوان الله عليهم يسأل احدهم ربه ها حتى اذا انقطع شسع نعله يسأل الله ان يصلح حاله من عظيم ارتباط قلوبهم بالله عز وجل في كل لحظة وفي كل ان يا رب يا رب عندهم حتى وهو يغلق الزر يا رب يسر له اليوم الناس يشربون الدوا ما يقولون بسم الله يا رب اجعل ما يقولون من عظيم ميل القلوب الى الاسباب وترك خالق الاسباب جل في علاه اجهد فيما عند الناس يحبك الناس قد يقول قائل هناك امور اخرى جالبة لمحبة الله تعالى فلماذا النبي صلى الله عليه وسلم ذكر لهذا الصحابي الزهد لان جماع المحبات جماع الامور الجالبة لمحبة الله تعالى جماع ذلك الزهد لكن لا بأس ان نذكر امورا اخرى بها تنال محبة الله وامورا اخرى تنال بها محبة الناس من اعظم ما تنال به محبة الله تحقيق التوحيد هذا رقم واحد من اعظم ما تنال به محبة الله حسن التطهر ان الله يحب التوابين والمتطهرين من اعظم ما تنال به محبة الله ان تكون توابا كلما وقع منك ذنب صغير او كبيرة وكبيرة استغفرت ان تكون متقيا يحبك الله ان تكون محسنا يحبك الله ان تكون من الساعين في وحدة كلمة المسلمين حتى يكونوا كالبنيان المرصوص يحبك الله هذه كلها جاءت في ايات واحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا اتقنت عملك ولو كان دنيويا احبك الله ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه اذا كانت لك عبادة خبيئة سرية يحبك الله اذا كنت ممن تحب المساكين والفقراء احبك الله وجماع ذلك ان تتبع سنة رسول الله تنال محبة الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله وليس هذا فقط ويغفر لكم ذنوبكم هذه زائدة واما امور اخرى تنال بها محبة الناس من ذلك الاحسان اليهم فان العبد فان الانسان عبد الاحسان سانيا ان تقول لهم قولا حسنا يحبك الناس لحسن كلامك ثالثا التبسم فان الرجل لا يزال يتبسم في وجه فلان حتى يحبه كان عمرو بن العاص كلما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم يتبسم في وجهه ظن عمرو بن العاص من من كثرة محبة تبسم النبي صلى الله عليه وسلم ظن انه احب الناس اليه فقال يا رسول الله من احب الناس اليك يظن انه يقول له انت فقال عائشة قال لا من من الرجال مو من النساء فقال ابوها قال قلت ثم من؟ قال ثم عمر. قال فعلمت اني وراء وراء وراء تأمل معي البسمة كان سبب لاعتقادي ان رسول الله يحب اذا التبسم من اسباب محبة نيل محبة الناس تفريج الكربات عن الناس سبب من اسباب نيل محبة الناس وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحسن الى عدو الكافر فيسلم ويحب النبي صلى الله عليه وسلم الصدق من اسباب نيل محبة الله ومحبة الخلق الصدق من اسباب نيل محبة الله ومحبة الخلق. وهناك امور اخرى كثيرة ذكرها العلماء بها ينال العبد محبة الله ومحبة الناس نعم