قال المصنف رحمه الله عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلاما من كل سلامى من الناس عليه صدقة. كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة. وتعين رجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة. والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة وتميط الاذى عن الطريق صدقة. رواه البخاري ومسلم مناسبة هذا الحديث ان الحديث السابق بين الصدقات المتعلقة بالاذكار والصدقات المتعلقة بالمباحات وفي هذا الحديث بيان للصدقات المتعلقة بالافعال المتعلقة بالافعال وموظوع هذا الحديث موضوع هذا الحديث كيفية الصدقة عن النفس كيفية الصدقة عن النفس كلما دخلت دارا او قصر فاغلقوا عليك الابواب فانت لا بد تعرف كيف تفتح هذه الابواب لكي تخرج من هذه الدار والا بقيت اسيرا الانسان كلما نام ثم اصبح فانه ينبغي له ان يعمل اعمالا لكي يؤدي اجر لكي يؤدي اجر السلامى التي لينها الله له فصار قائما قاعدا يمشي موضوع هذا الحديث عظيم ايها الاخوة كيفية الصدقة عن النفس هذا الحديث الذي بدأه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بكلية قال كل سلامى من الناس عليه صد المقصود بالسلامة هي مواضع المفاصل كل موضع فيه جمع بين عظمتين هذه تسمى السلام يعني مثل الاصابع فيه ثلاثة سلامة والمفصل فيه سلامة الكوع سلامة الكتف سلامة وقد جاء في الحديث وهو من معجزات ومن صدق ايات صدقه صلوات ربي وسلامه عليه انه قال ما منكم من احد الا وعليه ثلاثمئة وستون صدقة دل على ان الانسان فيه ثلاث مئة وستون سلاما كم مفصل عندك ستون وثلاث مئة مفصل كل سلامى من الناس عليه صدق قال العلماء ما وجه ما وجه جعل الصدقة على السلامى لان هذه السلامة بها تقوم وبها تقعد وبها تمشي وبها تتحرك فتليين الله لها لخدمتك بحاجة الى ان تتصدق في مقابلها هذا وجه كون كل سلامة عليها صبر يعني ممكن انسان ينام ولم يكن تصدق عن سلاماه ان يستيقظ فيجد رقبته طبقة واحدة لا يستطيع ان يتحرك. لا يمنة ولا يسر ممكن يمكن انسان ينام ثم يصبح يجد فقار ظهره وسلامى ظهره طبقة واحدة لا يستطيع ان يحركه فانت انعم الله عليك وتستطيع ان تحرك فاقل شيء تتصدق في مقابل كل سلامة منها بصدقة هذه نعمة من الله عز وجل اليس لو ان احدنا عمل له معروف السنا نشكره فاذا جاء اليوم الثاني وعمل لنا معروف نكتفي بالشكر الاول ولا نكرر الشكر طيب اذا لا بد من تكرار هذه الصدقة بتكرار هذه النعمة لانها تتجدد لانها تتجدد قال كل سلامة من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس ووجه ذلك ان هذه المفاصل تلين ها تلين في وقت النوم ثم اه تكون في اماكن معينة ثم اذا قمت تعود الى اعمالها ووظائفها في اماكنها كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة تعدل بين اثنين وهذا من كرم الله عز وجل وجود والا لو قال لنا في كل ساعة تتصدقون عن سلاماكم كان حقه ذلك لانه جل وعلا ينعم علينا بتليين مفاصلنا وصل بها عند الحاجة اليها وامكاننا من ليها او تحريكها هذا في كل لحظة نحن ندور في نعم الله لكن من فضله جل وعلا وكرمه احسانه الى عباده وعدم المشقة عليهم كما قال الله حيث علمنا ان نقول ربنا ولا تحمل علينا يسرا كما حملته على الذين من قبلنا كل يوم تطلع فيه الشمس هنا على كل سلامة صد ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم ما هي طرق هذه الصدقات بالفعل بينها بالفعل فقال تعدل بين اثنين صدقة وبدأ بهذا لانه من اعظم الصدقات ودائما الصدقات التي نفعها متعد مقدم على صدقات الخاصة التي نفعها قاصر بمعنى لو عملت عملا انتفع به واحد وعملت عملا انتفع به اثنان فذو الاثنين اعظم اجرا من ذي الواحد والعمل الذي انتفع به عشرة اعظم اجرا من العمل الذي انتفع به اثنان اذا لا بد ان ان ندرك ان ان الاصلاح بين اثنين صدقة بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم لانه اعظم اجرا واكثر اثرا كما قال تعالى في سورة النساء لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس فجعل الاصلاح بين الناس من الامور المباركة قال تعدل بين اثنين صدقة ولما قال تعدل معناها في ظالم ومظلوم. وانت تعدل بينهما ببيان الحق لهما او مخطئ وخاطئ وتجعلهما يتسامحان تعدل بين اثنين صدقة زوج وزوجة ابن وابن ابن واب اخت واخت ابن واخت اخ واخ وهكذا جار وجار صاحب وصاحب شياطين الجن والانس اشد شيء يفرحون به ان ينتشر لزغات الشيطان بين المسلم وهذا الباب يجب اغلاقه ايها الاخوة مهما استطعنا فلندعوا الى الاصلاح فلندعوا للالفة ولندعوا الى المحبة ولندعوا الى الاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. الاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اصل من اصول الشريعة واصل من اصول السنة والاختلاف اصل من اصول البدع ولهذا قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. هذا الاصل الاول واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا هذا الاصل ثم قال وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها او ترفع له عليها متاعه صدقة يعني هذا في قديم الزمان ومثاله في حالنا وانت تمشي رأيت انسانا متعثر بسيارته في الطريق ووقفت له واعنته او رأيت انسانا في الطريق فحملته والكلمة الطيبة صدقة اذا وسبق فعل وهذا الان قوم دل على ان الصدقات شاملة للافعال والاقوال والمقصود بالكلمة الطيبة هي الكلمة التي كلها رسل الكلمة التي لا ضرر فيها بوجه من الوجوب كقولنا السلام عليكم كيف انتم كيف اولادكم هذي كلها صداقات يا فلان قم للصلاة هذا قول وفي نفس الوقت امر بالمعروف قال صلى الله عليه وسلم وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقة تأمل معي لو كان بيتك بعيد مثلا مسافة نصف كيلو فانت تمشي الف خطوة الف خطوة اذا الف حسنة غطيت عليها السلامة اذا كان بيتك قريب مئتين متر مئتين متر فيها اربع مئة خطوة اذا انت غطيت على الثلاث مئة وستين وبكل خطوة تمشيها الى الصلاة صدقت وجاء تفسير هذا في حديث اخر قال خطوة ترفعها يرفع الله بك بها لك درجة واخرى يحط الله عنك بها سيئة يعني خطوة واحدة وتكون صدقة وتكون رفع درجة وتكون رفع تكفير سيئة نعم لان الله ذو الفضل العظيم تنظر لنفسك انظر الى جود الله وكرمه يسقي الكافر ويطعم المشرك الذي ليل نهار يكفر فكيف وانت موحد تشهد ان لا اله الا الله؟ وان محمدا رسول الله احمدوا الله على هذه النعمة العظيمة احمد الله على هذه النعمة التي انعم الله بها علينا والله لا بكدنا ولا بكد ابائنا ولا بجدنا واجتهادنا ولا بعقولنا محض فضل من الله محض فضل من الله. نسأل الله ان يديم علينا وعليكم فضله قال صلى الله عليه وسلم وتميط الاذى عن الطريق صدقة تميط الاذى عن الطريق صدقة يعني وانت ماشي ترى شيء في الطريق صدقة في قوله تميط الاذى عن الطريق صدقة اشارة الى ان القاء الاذى في الطريق وزر يعني انت ماشي بالسيارة تلقي شي في الطريق انت حصلت وزرا انتبه لا تلقي شيء من القاذورات والقمامات في الطريق انما تظع ذلك في اماكنها المخصصة هذا الحديث رواه البخاري ومسلم. لكن جاء في رواية قال صلى الله عليه وسلم ويعدل ذلك كله ركعتان يركعهما من الضحى اذا صليت ركعتين ها في وقت الضحى اديت صدقة الثلاث مئة وستين مفصل الحمد لله رب العالمين وهذا في اشارة ايها الاخوة الى ان نعم الله علينا بحاجة الى الشكوى وكم من نعمة لله عليم والله لو كنت افقر الناس فانت غارق في نعم الله لو كنت اتعس الناس فانت غارق في نعم الله لو كنت اشقى الناس فانت غارق في نعم الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها لو لم يكن من نعم الله علينا الا البصر والعقل لكان كافيا كيف وقد تفظل المنان الكريم الجواد ذو الفضل والاحسان فاعطانا من النعم الظاهرة والباطنة ما لا يمكن لنا ان نحصيها وان عددناها عدة عد على نفسك فقط شيء شيء عجب وفي انفسكما فلا تبصروا. نعم