اهل حماة ببلاد الشام وعرفت باسمه وهذا الكتاب نفع الله به نفعا كبيرا كما هو الشأن في كتب علماء السنة ينفع الله عز وجل بها النفع العظيم والسبب في هذا كما قال الله جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امنهم وكما قال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ان المسائل التي عرظ اليها في هذا الكتاب يرد عليها او يرد فيها شبهات على قلوب الناس تاجوا الى يحتاجون الى كشف الصواب فيها وبياني المعتقد الصحيح في هذه المسائل الحمد لله رب العالمين انعم علينا بالنعم العظيمة انعم علينا بنعم في ابداننا باذنين تسمعان وعينين تبصران لساني يتكلم وانعم علينا بنعم في ادياننا فانزل القرآن العظيم هداية للخلق اجمعين وارسل نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين جل وعلا على نعمه على فظله المزيد من خيره وبره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله واصحابه واتباعه كلم تسليما كثيرا اما بعد فان من افضل الاعمال التي يتقرب بها الانسان الى ربه ان يطلب العلم الشرعي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع كما قال صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة ولذلك فضل الله عز وجل العلماء رفع مكانتهم وامر بالرجوع اليهم. فقال فهذه العقيدة الواسطية ان اصلها سؤال ورد من مدينة واسط هذه العقيدة التدميرية لان السائل من اهل تدمر وبين ايدينا الفتوى الحموية الكبرى وهذه الفجوة سميت بهذا الاسم لان السائل من اهل حماة جل وعلا قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون قال سبحانه وتعالى يرفع الله الذين امنوا منهم والذين اوتوا العلم درجات ومن هنا فينبغي باهل الايمان ان يهتموا بهذا الجانب جانب التعلم. وذلك لان الاعمال كلها لا تصح الا بعلم يسبقها فكل عمل لا يبنى على علم صحيح فانه لا يقبل لانه ليس على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. اي انه مردود على صاحبه غير مقبول عند الله جل وعلا ومن اعظم العلوم التي يحسن باهل الاسلام ان يعتنوا بها وان يجعلوها مقدمة لغيرها من العلوم علم المعتقد ويدلك على ذلك امور اولها ان صحة جميع الاعمال مبنية على المعتقد الصحيح فاساس دين الاسلام اعتقاد فمن لم يكن عنده معتقد صحيح فانه حينئذ لا تقبل بقية اعماله ويدلك على هذا ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل الدعاة الى الاقاليم يدعوهم الى التوحيد ابتداء لذلك لما ارسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل الى اهل اليمن قال له انك تقدم على قوم من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه ان يوحدوا الله ويدلك على اهمية مباحث المعتقد ان النبي صلى الله عليه وسلم جلس عشر سنين في هذه البلاد لا يدعو الا الى التوحيد فان فان فريضة الصلاة لم تكن على هذه الامة الا بعد عشر سنوات من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. قبل الهجرة بثلاث سنوات لم يكن صلى الله عليه وسلم يدعو في السنوات الاولى من عمره عشر سنوات الا الى التوحيد. الى شهادة ان لا اله الا الله ويدلك على اهمية مبحث المعتقد ان العبد يسأل في قبره عن امور معتقده فيقال له من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك وهذه اساسيات امور المعتقد ويدلك على اهمية امر المعتقد ان الفاصل بين اهل الايمان وغيرهم يبنى على قضايا الاعتقاد ولذلك فان الداعي يدعو اولا الى الاعتقاد ويجعله اساسا في امر دعوته وكل دعوة الى دين الاسلام لا تبتدئوا بامر الاعتقاد فانها على خلاف طريقة النبي صلى الله عليه وسلم. وهديه ومن اعظم امور الاعتقاد الايمان بالاركان الستة الايمان بالله بالملائكة بالكتب بالرسل وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. كما ورد في حديث جبريل عليه السلام كما ورد في الصحيح من حديث عمر ومن حديث ابي هريرة رضي الله عنهما وقد جاءت نصوص قرآنية كثيرة تؤكد على اهمية الايمان بالله وباليوم الاخر ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ولذلك على المؤمن ان يجعل بين عينيه امر الاخرة ويستحضر انه سيقف بين يدي ربه جل وعلا عما قريب وان الله سبحانه وتعالى سيسأله عن اعماله قليلها وكثيرها وانه سيجازى على هذه الاعمال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وقد عاب الله جل وعلا على اولئك الذين يقدمون الدنيا او تلهيهم الدنيا عن تذكر امر الاخرة. وعن تقديم عمل صالح في الاخرة كما قال تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا والاخرة خير وابقى قال تعالى كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الاخرة بنصوص كثيرة وقد جاءت امور المعتقد في كتاب الله. وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم متتابعة واضحة جلية مرة تأتي بسياق تقرير المعتقد وبيان ما ينجو به العبد يوم القيامة انظر يا ويلي سورة البقرة ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وبين صفات المتقين وكان من اول الصفات انهم يؤمنون بالغيب ومرة تأتي الايات القرآنية ببيان الادلة. الدالة على المعتقد الصحيح. بما له العقول السليمة لا تنازع فيه فطرة عند انسان سوي وتأتي مرة امور المعتقد ببيان اثارها في الدنيا والاخرة وتأتي مرة بتوضيح مصير من ظل في امور المعتقد كيف كان له العاقبة السيئة في الدنيا مع ما ينتظره من العقوبة الشنيعة في الاخرة ولكن الايات القرآنية تحتاج الى من يجمع بينها من جهة وتحتاج الى من يعرف معانيها الحقيقية. من يعرف معانيها الحقيقية. ومن ثم احتاج العلماء الى التأليف في مسائل الاعتقاد ليوضحوا العقيدة الصحيحة ولينفوا الاعتقادات الفاسدة ولذلك اعتنى علماء الشريعة بالتأليف في امور المعتقد وذلك لعدد من الاسباب اولها بيان معاني الايات القرآنية والاحاديث النبوية التي وردت في امور المعتقد فان بعض الايات قد تخفى معانيها عن الناس يحتاجون الى توضيح المعنى المراد بهذه الايات وثانيا هناك الفاظ قرآنية ونبوية تستعمل باستعمالات متعددة فمرة تستعمل في موطن بمعنى ومرة في موطن اخر بمعنى اخر من امثلة ذلك لفظ الارادة ان لفظ الارادة مرة يطلق يراد به الارادة الشرعية وما في قوله تعالى يريد الله بكم اليسر قوله والله يريد ان يتوب عليكم ومرة يراد به الارادة الكونية القدرية التي التي تقع ولا محالة كما في قوله تعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فنحتاج الى بيان معنى هذه الالفاظ التي ترد معان مختلفة في مواطن من كتابه هكذا ايضا هناك الفاظ خفيت دلالاتها على الناس سبب ما ورد عليهم من العجمة وما كان من اثار اختلاط هذه الامة بغيرها من الامم ومن ثم احتاج الناس الى بيان معاني هذه الالفاظ فان بعض اصحاب الضلالات ادخلوا في معاني الالفاظ القرآنية ما ليس منها وهكذا يوجد وساوس وشبهات تلقيها الشياطين واتباع الشياطين في قلوب بني ادم. فيحتاجون الى كشف هذه الشبهات بيان حقيقتي المعتقد الصحيح بحيث لا يقع تلبيس على الناس بسبب هذه الشبهات التي تلقيها الشياطين في قلوب بني ادم قال تعالى شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ومن هنا اعتنى علماء الشريعة بوضع مؤلفات في ابواب المعتقد خصوصا ان الشبهات متجددة وان كانت اصولها واحدة كل هذه الشبهات في القرآن والسنة جواب عنها الا انها تتعدد الفاظها وتتغير طرائق عرضها ما بين زمان واخر احتاج العلماء الى التأليف في امور المعتقد ثم ان من الاسباب التي دعت العلماء للتأليف في مسائل الاعتقاد ان الفاظ الناس تختلف ما بين زمان واخر ويكون عندهم مصطلحات استعمالات لبعض الالفاظ يختلفون في طريقة استعمالها عمن سبقهم من ثم يحتاجون الى مخاطبتهم بما يعرفون من اجل اقامة الحجة على الخلق ومن اجل تبليغ شرعي رب العزة والجلال للناس اجمعين فان الله عز وجل قد اخبر ان الانبياء عليهم السلام ارسلوا الى اقوامهم بلسانهم وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم ووظيفة الانبياء واتباع الانبياء وخصوصا الدعاة والعلما هي بيان الشريعة وتوضيح احكام رب العزة والجلال كما قال تعالى ان عليك الا البلاغ والبلاغ لا بد ان يكون بحسب ما يفهمه الناس من لغاتهم من ثم شرع ان يخاطب الناس بما يعرفون وان يكلموا بحسب ما لديهم من المعاني والاصطلاحات وقد الف علماء السنة مؤلفات شتى في مسائل الاعتقاد يؤلف كل عالم بحسب ما يحتاج اليه اهل زمان من المسائل يخاطبهم بالالفاظ التي يفهمونها من اجل تبليغ شرع رب العزة والجلال ومن اوائل العصور الف ائمة السنة علماء الشريعة لتوضيح امر المعتقد وبعض هذه المؤلفات يكونوا على جهة الابتداء يبتدأ المؤلف فيه البحث في امور المعتقد من اجل توضيح هذه المسائل للناس في زمانه. وبعد زمانه وبعض هذه المؤلفات يكون على جهة الرد بحيث يتناولون شيئا من المعتقدات المخالفة للشريعة فيردونها ويبينون مخالفتها للشرع في كل زمان يوجد من يحاول ان يظهر المعتقد الفاسد على انه دين الاسلام ويروجون على الناس بعقائد مخالفة لدين الله بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروجونه على الناس بانه هو دين الاسلام. ويكون مخالفا لاصول دين الاسلام ومن ثم نحتاج الى من يرد عليهم ويبين مخالفتهم لشرع رب العزة والجلال وكذلك من اسباب التأليف ان يكون هناك اسئلة يسألها بعض الناس من اجل تشفي الصواب بيان المعتقد الصحيح في بعض المسائل التي ترد على الناس ومن المؤلفات التي كانت جوابا عن سؤال كتاب الحموية شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ان الشيخ ومن علماء القرن السابع والثامن وردت عليه اسئلة كثيرة خصوصا في امور المعتقد من اجل اراد السائل بها ان يوضح وان يتبين المعتقد الصحيح كتب الشيخ فيها جوابات مختلفة بحسب سؤال السائل وفي الغالب ان هذه الكتب يسمى بالبلدان التي وردت الاسئلة منها ومن هنا تضمنت هذه الرسالة على مسائل عظيمة يحتاج اليها الناس وان كانت هذه الرسالة الفت اصالة في مسائل الصفات خصوصا في مسألة العلو الا ان نفعها في تقرير قواعد يستفيد الانسان منها في جميع مسائل الاعتقاد فانه وان استجدت في عصرنا الحاضر مسائل اعتقادية يحتاج اليها الخلق ويحتاجون الى بيان الصواب فيها الى كشف شرع رب العزة والجلال فيها الا ان هذه المسائل الجديدة اذا نظرنا اليها وجدناها تعود الى اصول هي الاصول التي ذكرها الشيخ في هذه الرسالة مثال ذلك في مسائل اعتماد العقول او اعتماد العقل في مسائل الاعتقاد فان كثيرا من الناس يقول بانني لا يمكن ان اقبل ما يتعارض مع عقلي ولذلك رد كثير منهم صفة او اثبات صفة العلو لله عز وجل ظنا منهم بان هذه الصفة تخالف ما تدل عليه العقول فكان الشيخ رحمه الله تعالى قد بين ان مسائل او ما يظن ان العقل يدل عليه ويكون مخالفا للنصوص فاحد امرين. ما ان يكون النص لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم او انه حمل ما لا يحتمله النص من المعاني واما ان يكون الاحتمال الاخر هو ان ما ظن انه من العقل ليس من العقل في شيء بل يكون مخالفا للعقل فاننا نجد ان كثيرا من من يدعي وجود العقل معه يزعم بعد مدة ان ما دل عليه العقل قاطعا في الزمان الاول يزعم ان العقل يدل على خلافه على جهة الجزم والقطع. ومن ثم احتجنا الى بيان ان العقل الصحيح لا يمكن ان يخالف دلالة النصوص من الكتاب والسنة. وكم من مرة وجد من يظن ان العقل يدل على معنى بينما العقل الصحيح يدل على خلافه واذا نظرنا في احوال من يدعي ان العقل يخالف النص وجدنا ان ما ادعى انه من العقل انما هو من امور لم يحتملها عقله ولم ولم تتوسع مداركه لفهمه. فظن ان العقل يدل على خلافه ولا يكون الامر كذلك ومن هنا نقرر مسألة مهمة الا وهي التسليم للنصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فان من خاصية المؤمن انه يقدم النصوص على غيرها فلا يعارض النصوص بما يظن انه من العقول. ولا يعارض النص بما يظن انه كشف واذا نظر الانسان بهذه النصوص الشرعية وجد انها من عند رب العزة والجلال. والله جل وعلا عالم بصفات نفسه عالم تمام العلم ما يصح عليه امر الاعتقاد. ومن ثم لا يمكن ان جاهلا فيما هذه المسائل ثم هي من عند الله عز وجل الصادق ومن اصدق من الله قيلا تم لا يمكن ان يكون في خبر الله او في خبر رسوله صلى الله عليه وسلم مخالفة للواقع ثم هذه النصوص جاءت بلسان عربي مبين من مقتضى كونها بلسان عربي مبين ان تكون واضحة وان يراد بها ظاهرها تفهم على مقتضى لغة العرب وحينئذ لا تؤثر فينا الشبهات التي يطلقها بعض الناس من اجل صدنا عن النصوص الشرعية في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واذا نظر الانسان الى هذه الشبهات وجد ان لها اصولا في الزمان الاول فما من شبهة في زماننا الحاضر الا وفي النصوص حلها وبيان انها تبهة باطلة لا يصح الاستناد اليها اذا نظر الانسان في عقائد المخرفين وفي عقائد الملحدين وفي عقائد المخالفين للشرع اصحاب البدع والاهواء وجد ان في كتاب الله في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يكون جوابا صريحا عن شبهاتهم ونقضا لمعتقداتهم الفاسدة واذا نظر الانسان الى الفرق التي وجدت عندها الشبهات وجد انها تعود الى عدد من انواع الفرار اولها اصحاب التعطيل الذين يعطلون النصوص من معانيها يجعلون النصوص لا تدل على المعنى اللغوي الذي يفهم منها بحسب لغة العرب وهناك طائفة اخرى هم اهل التشبيه يجعلون النصوص الشرعية خصوصا في صفات الله في صفات وفي اسمائه مماثلة مشابهة لصفات المخلوقين. فهؤلاء اهل التمثيل وهناك طائفة اهل التخييل الذين يقولون بان النصوص انما جاءت من باب الخيال لتخاطب خيال الناس وليست على حقيقتها وهناك اهل التأويل الذين يفسرون النصوص بخلاف ظاهرها يجعلونها على خلاف ما يفهم منها في مقتضى لغة العرب وهناك اهل التجهيل الذين يقولون بان الرسول صلى الله عليه وسلم يجهل حقيقة الامر صفات ربه اعوذ بالله من مقالتهم وهناك المفوضة الذين يقولون لا نعرف معاني الكتاب والسنة ونفوظها الى الله وهذا خطأ لان الله عز وجل قد اخبر بانه انزل الكتاب ليفهم كما قال تعالى كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته. وليتذكر اولوا الالباب كما قال تعالى انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. اي تفهمون هذا الكتاب كما قال تعالى افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ومن هنا فانما نبحثه في مسائل صفات رب العزة والجلال يمكن ان نأخذ منه قواعد به شبهات المبطلين في جميع مسائل الاعتقاد وفي زماننا الحاضر وجد من وسائل الاعلام من وسائل التواصل ما تعرض فيه هذه المسائل العقدية سواء فيما يتعلق بوجود الله او ما يثبت له سبحانه وتعالى من الاسماء والصفات او ما يجب له من والحقوق يوجد من يتكلم فيها بباطل. يحاول ان يصد الناس عن الهدى والخير بعرض الشبهات التي قد قد تجد من القلوب من يتلقفها ولا يفهم حقيقتها ولا يعرف مخالفتها للشرع بالتالي نحتاج حاجة شديدة في زماننا الحاضر الى دراسة المعتقد صحيح من اجل الا يثبت في قلوبنا معتقد فاسد. او ان يروج اعتقادات مخالفة لما في الكتاب والسنة وما يثبت لرب العزة والجلال على انواع وهناك اسمى تثبت لله كما في قوله تعالى الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم فهذا اسماء يجوز للعبد ان يعبد لها. يقول عبدالرحمن وعبدالرحيم. ويجوز ان يسأل الله متوسلا بها لله. اللهم اني اسألك باسمك الرحمن ويجوز للعبد ان يتوجه بالسؤال لها فيقول يا رحمن يا رحيم ولا يتوجه الى الاسم وانما ما يتوجه للمسمى جل وعلا النوع الثاني مما ينسب لله سبحانه وتعالى الصفات فهناك صفات تنسب لله منها صفة الرحمة هذه صفة لله جل وعلا والصفات لا يلزم ان يؤخذ منها اسماء بخلاف بخلاف اسماء الله ان كل اسم لله يؤخذ منه صفة اما الصفات فلا يلزم ان يؤخذ منها اسماء ولذلك هناك صفات لله جل وعلا منها مثلا صفة الاستواء على العرش صفة العلو هذه صفات لا يؤخذ منها اسماء والصفات يجوز ان يتوسل بها لله. لكن لا تدعى لا تدعى الصفة انما يجعل موصوف جل وعلا. وكذلك لا يعبد لها. لا يعبد لها من امثلة ذلك صفة النور مذكورة في قوله جل وعلا الله نور السماوات والارض هذه صفة لله سبحانه وتعالى وقد جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال نورنا النار قيل بان هذا من صفة الله جل وعلا وقيل بان هذا هو الحجاب حجابه النور كما ورد في الخبر ولذلك لا يصح ان يسمى عبد النور لان هذا وان كان من الصفات الا انه ليس من الاسماء وان كان بعض العلماء اطلق لفظة الاسم على النور لكنه لا يريد حسب الاصطلاح المعهود عند علماء الشريعة انما مراده انه من والصفات والنوع الثالث مما ينسب الى الله جل وعلا الافعال من امثلتهما ورد بعض الصفات بعض النصوص الشرعية. ان الله عز وجل يضحك فهذا لا يؤخذ منه اسم لا يؤخذ منه وانما هو من الافعال وسيأتي معنا امثلة كثيرة هذه الافعال في كتاب الشيخ وهناك اخبار يخبر بها عن الله عز وجل وهذا النوع الرابع اخبار نسبتها لله عز وجل من امثلة ذلك ما ورد لقوله جل وعلا ولاي شيء اكبر شهادة قل الله الله شيء هذا يخبر عن الله بانه موجود بانه شيء لكن لا يلزم من ذلك ان يكون هذا من اسماء الله لا يقال هذا من صفاته وانما هذا ينسب الى الله على جهة الخبر وما ينسب الى الله ويضاف الى الله على نوعين النوع الاول ذوات والنوع الثاني معاني فمثلا تقول رحمة الله الرحمة معنى فيكون صفة من صفات الله جل وعلا اما اذا اظيفت الذوات الى الله سبحانه وتعالى. فحينئذ هذه ليست من الله انت تقول عبد الله هل هذا العبد؟ هنا عبد اضيف الى الله. هل هو من صفات الله؟ نقول لا لما لم يكن من صفات الله؟ لانه ذات. وليس بمعنى لذلك تقول بيت الله ناقة الله فهذه ذوات اليها حينئذ لم تكن من صفات رب العزة والجلال البحث في اسماء الله وصفاته له اثار عظيم فهو اولا يعرف العبد بربه سبحانه وتعالى معرفة العبد لربه من الامور المطلوبة التي خلق الانسان لها ويسأل عنها يوم القيامة وكذلك من اثار معرفة العبد لاسماء الله وصفاته تحقق اثار هذه الاسماء. فاذا علمت بان الله رحيم دعيت للحصول على رحمته اذا علمت ان الله شديد العقاب هربت من عقوبته فكان لذلك اثار فيما يتعلق بحياة العبد كذلك من اثار دراسة مباحث الاسماء والصفات التصديق بما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من اثبات هذه الاسماء والصفات لله جل وعلا فان معيار صدق ايمان العبد هو في التسليم للنصوص الشرعية. وعدم معارضتها ولعلنا ان شاء الله ان نقرأ شيئا من مقدمة هذا الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يا شيخ علامة ربانية وابن عباس احمد بن عبد الحليم ابن عبد السلام ابن تيمية الحراني واقول السادة العلماء ائمة الدين في ايات الصفات كقوله تعالى الرحمن على العرش استوى وقوله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان الى غير ذلك من الايات واحاديث الصفات فقوله صلى الله عليه وسلم ان قلوب بني ادم ان قلوب بني ادم بين اصبعين من اصابع الرحمن وقوله يضع الجبار قدمه في النار الى غير ذلك من الاحاديث وما قالت العلماء وابسطوا القول في ذلك مأجورين ان شاء الله تعالى فاجاب الحمد لله رب العالمين قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والسابقون الاولون من مهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان وما قاله ائمة الهدى من بعد هؤلاء الذين اجمعوا المسلمون اجمعوا المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهذا هو الواجب على جميع الخلق في هذا الباب وغيره. فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذنه باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد لهم بانه بعثه داعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. وامره ان يقول قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. فمن المحال في العقل والدين ان يكون السراج المنير الذي اخرج الله به الناس من الظلمات الى النور وانزل معه الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وامر الناس ان يردوا ما نازعوا فيهم الى ما به من الكتاب والحكمة. وهو يدعو وهو يدعو الى الله والى سبيله باذنه. على بصيرة وقد اخبر انه اكمل له ولامته دينه واتم عليهم نعمته محال مع هذا وغيره ان يكون لقد ترك باب الايمان بالله والعلم والعلم به. ملتبسا مشتبها. فلم يميز بينما فيجب لله من الاسماء الحسنى والصفات العليا. والصفات والصفات العليا وما يجوز عليها وما يمتنع فان معرفة هذا اصل اصل الدين واساس الهداية وافضل ما اكتسبته وافضل ما اكتسبته القلوب وحصلته وادركته العقول فكيف يكون ذلك الكتاب؟ وذلك الرسول وافضل خلق الله بعد النبيين لم يحكم هذا الباب اعتقادا وقولا حكموا احسن الله اليكم. لم يحكموا هذا الباب اعتقادا وقولا. ومن المحال ايضا ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد قد علم امته كل شيء حتى الخراءة وقال تركتكم على البيضاء ليلها كنهار لا يزيغ عنها بعدي الا هالك. وقال فيما صح عنه ايضا ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه يعني يدل امته على خير ما يعلمه يعلمه لهم. وينهاهم عن شر عن شر ما يعلمه لهم وقال ابو ذر رضي الله عنه لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يقلب جناحيه في السماء الا ذكر لنا منه علما. وقال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فذكر بدأ فذكر بدء الخلق حتى دخل اهل الجنة منازلهم واهل النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه. روى البخاري رواه البخاري. ومحال مع تعليمهم كل شيء. لهم فيه لمن بعثوا في الدين وان دقت ان يترك تعليمهم ما يقولونه بالسنتهم ويعتقدونه بقلوبهم في ربهم وبعقودهم رب العالمين الذي معرفته غاية غاية المعارف وعبادته اشرف المقاصد والوصول والوصول اليه غاية المطالب. بل هذا خلاصة الدعوة خلاصة الدعوة النبوية. وزبدة الرسالة الهية فكيف يتوهم من في قلبه ان لا مسكت من ايمان وحكمة ان لا يكون بيان هذا الباب وقد وقع من الرسول صلى الله عليه وسلم على غاية التمام اذا كان قد وقع ذلك منه فمن المحال ان خير امته هو افضل وافضل قرونه وخير امته وافضل وافضل قرونها قصروا في هذا الباب. زائدين فيه ناقصين عنه ثم من المحال ايضا اي ان تكون القرون الفاضلة القرن الذي القرن الذي بعث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم كانوا غير غير عاملين وغير قائلين في هذا الباب الحق المبين لان ضد ذلك اما عدم العلم والقول واما اعتقاد نقيض الحق وقول خلاف الصدق وكلاهما ممتنع. اما الاول فلان من في قلبه ادنى حياة ادنى حياة وطلب وطلب وطلب العلم وطلب للعلم او نهمة في العبادة يكون البحث عن هذا الباب والسؤال عنه ومعرفته الحق. فيه اكبر فيه اكبر مقاصده واعظم مطالبه اعني بيان ما ينبغي اعتقاده لمعرفة كيفية الرب وصفاته وليست النفوس الصحيحة الى شيء اشوق منها الى معرفة هذا الامر وهذا امر معلوم بالفطرة بالفطرة الوجد بالفطرة الوجدية فكيف يتصور مع قيام هذا المقتضى الذي هو من اقوى المقتضيات ان يتخلف عنه مقتضاه في اولئك السادة في عصورهم هذا لا يكاد يقع من ابلد الخلق واشدهم اعراضا عن الله واعظمهم انكبابا بابا على طلب الدنيا والغفلة عن ذكر الله فكيف يقع من اولئك؟ واما كونهم كانوا معتقدين فيه غير الحق او قائلين او قائليه فهذا لا يعتقده مسلم ولا عاقل عرف حال القول ثم الكلام عنهم في هذا الباب اكثر من ان اكثر من ان يمكن سطره في هذه الفتوى او اضعافها يعرف ذلك من طلبه وتتبعه. ولا يجوز ايضا ان يكون الخالفون اعلم من السالفين كما يقول بعض الاغبياء ممن لم يقدروا قدر السلف بل ولا ولا عرف الله ورسوله والمؤمنين به حقيقة المعرفة المأمور المأمور بها من ادنى طريق من ان طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم اعلم واحكم فان هؤلاء المبتدعة الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن ومن حذى حذوهم على طريق على طريقة السلف انما اوتوا من حيث ظنوا ان طريقة السلف هي مجرد الايمان بالالفاظ بالفاظ القرآن والحديث من غير فقه لذلك. بمنزلة الاميين الذين قال فيهم ومنهم اميون لا يعلمون الكتاب الا اماني. وان طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص. المصروفة عن حقائقها بانواعها المجازات وغرائب اللغات. فهذا الظن الفاسد اوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الاسلام الظهر وقد كذبوا على قد كذبوا على طريقة السلف وظلوا في تصويب تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم وبين الجهل والضلال بتصويب طريقة الخلف. وسبب ذلك اعتقادهم انه ليس في نفس الامر دلت عليها هذه النصوص لشبهاء لشبهات شبهات الفساد لشبهتهم الفاسدة التي شاركوا فيها اخوانهم من الكافرين. فلما اعتقدوا انتفاخ في نفس الامر وكان مع ذلك لا بد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الايمان باللفظ وتفويض المعنى وهي التي يسمونه وهي التي يسمونها طريقة السلف. وبين صرف اللفظ وبين صرف اللفظ الى معان الى معن الى معان بنوع بنوع تكلف وهي التي يسمونها يسمونها طريقة الخلف فصار هذا الباطل مركبا من فساد العقل والكفر في السمع. فان النفي انما فان النفي انما اعتمدوا فيه على امور عقلية ظنوها بينات وهي شبهات والسمع حرفوا فيه الكلام عن مواضعه فلما انبأني امرهم على ان بنى امرهم على هاتين المقدمتين الكفرين الكفريتين كانت النتيجة استجهال السابقين الاولين واستبلاههم واعتقاد انهم كانوا قوما اميين بمنزلة الصالحين من العامة. لم يتبحروا في حقائق العلم بالله. ولم يتفطنوا لدقائق العلم الالهي وان الخلف الفضلاء حازوا السبق في هذا كله. ثم هذا القول يتدبرون اذا هذه الرسالة الحموية التي الفها الشيخ الفها بناء على سؤال ورد اليه هذا السؤال كان في شبه ترد على الناس فيما يتعلق ايات الصفات التي يقرأونها في القرآن وفي السنة ثم بعد ذلك يترددون في الايمان بمقتضاها من امثلة ذلك ايات الاستواء انه قد ورد في الايات القرآنية في مواطن عديدة اثبات الاستواء لله عز وجل. في سبعة مواطن من القرآن ثم استوى الى السماء الرحمن على العرش استوى ومن ثم احتاج الناس الى بيان المعتقد الصحيح فيها فهذه المسألة فيما يتعلق ايات الصفات واحاديث الصفات. وما هو واجب على المؤمن تجاهها وقد قعد الشيخ بقواعد مهمة القاعدة الاولى ان المؤمن يؤمن بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يتردد في ذلك فقال قولنا فيها ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا لان مقتضى الايمان هو التسليم لكلام الله عز وجل ولكلام رسوله صلى الله عليه فارقوا بين المؤمن وغير المؤمن وفي التسليم لله جل وعلا ولرسوله صلى الله عليه وسلم ثمان الله عز وجل اعرف ثمان الله عز وجل اعلم بنفسه من عباده من ثم فان عن نفسه مبني على علم كلام الناس عن الله عز وجل ان كان لم يبنى على كلام الله فليس مبنيا على علم واما القاعدة الثانية هي مشروعية اتباع السلف من الصحابة والتابعين وتابعيهم خصوصا في مسائل الاعتقاد فان الله جل وعلا قال والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار الاية في هذه الاية اثنى على من اتبع السابقين الاولين من هذه الامة ويدل عليه قوله تعالى اتبع سبيل من اناب الي. ولا شك ان من خيرة من اناب الى الله هم الصحابة التابعون كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم انهم خير القرون. ويدل على هذا قول الله تعالى ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين. نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا قد ذم اولئك الذين لا يتبعون سبيل المؤمنين. وتوعدهم بالعقوبات المتعددة وما ذاك الا لان طريقة السابقين الاولين لسلفنا الصالح طريق الصالحة سليمة موافقة لما جاء في النصوص الشرعية ويدل على ذلك ان هذه الامة قد اجمعت في جميع عصورها على الثناء على السلفي الاول واجمعوا على انهم اصحاب الهداية واصحاب الدراية في صفات رب العزة والجلال ثم اقام المؤلف عددا من الادلة الدالة على هاتين المقدمتين العظيمتين المبنية على تحكيم النصوص واتباع السلف الله عليهم فالدليل الاول ان الله عز وجل قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالنور ومن اعظم ما يحتاج اليه الناس في هذا الباب باب صفات رب العزة والجلال. ومن الا يكون قد وضح لهم الحق وبين لهم الهدى في هذا الباب العظيم وذلك لان هذا الباب اهم الابواب على الاطلاق هذا الباب اهم الابواب على الاطلاق لانه يتعلق بصفات رب العزة والجلال. ومن ثم لا بد ان يكون بيانه واضحا في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ويدل على هذا ان الشريعة كاملة واضحة. ومن كمالها ان تأتي ببيان الحق فيما يتعلق باسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى. فقد قال تعالى قال جل وعلا ليوم اكملت لكم دينكم من اكمال الدين بيان ما يتعلق باسماء الله وصفاته جل وعلا وقال تعالى ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. ومن اشد ما يحتاج الى بيان انا ما يتعلق باسماء الله وصفاته قد استدل المؤلف على هذا المعنى بعدد من الاحاديث. منها قول النبي صلى الله عليه وسلم تركت على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي الا هالك. وهذا الحديث قد رواه ابن ماجة واحمد قد وقع فيه اختلاف بين اهل العلم في تصحيح هذا الخبر اورد المؤلف حديث قول النبي صلى الله عليه وسلم ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه بان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم. وهذا حديث صحيح ورد في صحيح الامام مسلم. واورد كلام ابي ذر لقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما من طائر يقلب جناحيه في السماء لا ذكر لنا منه علما. ليبين ان النصوص الشرعية كاملة وافية لم لم تترك شيئا يحتاج اليه الناس من المطالب الدينية والشرعية الا وقد وضحت جليا بلا لبس ومن اعظم ذلك ما يتعلق باسماء الله وصفاته ثم اقام المؤلف الدليل على ان العلم بالله وباسمائه من اهم المطالب ومن اعظم ما نحتاج اليه الخلق وجعل معرفة الله غاية المعارف لان عبادة الله اشرف المقاصد. وبين ان جميع الرسل انما بعثوا لعبادة الله. انما بعثوا للدعوة الى عبادة الله كما قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله ومن مقتضى دعوتهم لعبادة الله ان يعرفوا بالمعبود وان يوضحوا اسماءه وصفاته جل وعلا فاذا كان الامر كذلك استحال ان يكون الانبياء لم يوضحوا صفات رب العزة والجلال ثم اقام الدليل على ان السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم وهم خير من علم هذا الباب وخير من حققه وذلك لان هؤلاء الناس هم خير الخلق بعد الانبياء عليهم السلام. فاذا كانوا كذلك استحال ان يتركوا المطالب العظيمة المتعلقة باسماء الله وصفاته. فلا يسألون عنها ولا يعرفون حقيقتها. لا يعرفون ربهم ومعبودهم جل وعلا ويدل على هذا ان من الامور التي فطر الناس عليها ان يعرفوا حقائق من يتعاملون معه من اعظم انواع التعامل العبادة فكيف يعبدون الها لا يعرفون صفات ولا يعرفون اسمائه جل وعلا ثم بين انه لا يمكن ان يوجد صاحب ايمان يقول بان السلف الصالح من الصحابة والتابعين كانوا جاهلين للحق. او كانوا عالمين به لكنهم لا يقولون به فمثل هذا الاعتقاد لا يمكن ان يظن في اولئك القوم رظي الله عنهم ومن هنا نبه المؤلف الى مقالة سيئة. يقولها بعض الناس يقولون طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم. هذه المقالة مقالة سيئة مقال خاطئة مخالفة لمقتضى النصوص الشرعية. ومخالفة لحقيقة اولئك القوم بين المؤلف السبب في قول بعض الناس هذه الكلمة اذا الصواب ان طريقة السلف اسلم واعلم واحكم اما طريقة الخلف فاذا كانت مخالفة لطريقة السلف فهي فهي ليست باسلم ولا باعلم ولا باحكم ثم بين المؤلف السبب الذي جعل بعض الناس يقولون هذه المقالة. فقال بان السبب هو انهم ظنوا ان السلف لم يكونوا يعرفون معاني الصفات وانهم يثبتونها مجرد الفاظ بدون ان يكون لها حقائق ومعاني. يقولون مثلا الرحمن اسم لله لكننا لا نعرف معناه. هكذا ظنوا هذا ظن خاطئ بل السلف علموا معاني الاسماء بحسب لغة العرب. واثبتوا هذه لله عز وجل. فاذا من ظن ان السلف كانوا يفوضون معاني الكتاب الكتاب والسنة ويقولون لا نعرف معناها. وانما نؤمن بها بدون معرفة المعنى فهذا اعتقاد مخالف لحقيقة معتقد الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم بل كانوا يعرفون معانيها ويثبتونها بحسب لغة العرب ومن هنا اذا جاءنا بعض الناس وظنوا ان هذه الصفات لا يراد بها معانيها بحسب لغة العرب. واصبحوا يفسرونها بتفسيرات اخرى تخالف معانيها الحقيقية حينئذ هذه الطريقة ليست باسلم بل هي مخالفة بل هي تحريف لكتاب الله لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وفي نفس الوقت ليست اعلم ولا باحكم اذا ما السبب الذي جعلهم يفضلون طريقة الخلف على طريقة السلف انهم لم يعرفوا حقيقة مذهب السلف وظنوا انهم مفوضة لا يثبتون معاني الاسماء والصفات اذا ما معنى التفويض؟ ما معنى التفويض ان نثبت اسم الصفة ولا نثبت المعاني التي تشتمل عليها هذا يقال له التفويض. هل التفويض مذهب السلف؟ نقول لا. ليس التفويض مذهبا للسلف فاذا من اسباب ظلال كثير من الناس انهم عرفوا المذاهب الباطلة. مذهب التفويظ ومذهب وحينئذ ترددوا بين التأويل والتفضيل. التفويض هو اثبات الصفات باسماء مجردة بدون اثبات معانيها والتأويل صرف هذه الالفاظ الواردة في الاسماء والصفات عن معانيها الى معان اخرى بحسب المجاز او بحسب غرائب اللغة اي الطريقتين اسلم؟ واحكم واعلم عندما ينظر الانسان لهذين القولين الباطلين يتردد في الترجيح بينهما ولا يصح للانسان ان يرجح في مسألة حتى يعلم جميع الاقوال الواردة فيها. لان القول ثالث قد يكون هو القول الصواب قد يكون هو القول الموافق للكتاب والسنة التالي اذا نظرت في اي مسألة فانتبه لا ترجح في المسألة وانت لم تستوعب جميع الاقوال الواردة فيها. فهنا لما اقتصر نظرهم على هذين المذهبين مذهب المفوضة مذهب المؤولة وقع التردد بينهم او التردد عندهم بين مذهبين باطلين والمذهب الحق والصواب في مذهب اخر غير هذين المذهبين فقولهم طريقة السلف اسلم لم يريدوا طريقة السلف. انما طاردوا طريقة المفوضة. وهم يخالفون طريقة السلف رضوان الله عليهم ولهذا تفويض المعاني في الاسماء والصفات هذه ليست طريقة السلف ماذا ترتب على هاتين المقدمتين ماذا ترتب على هذا الكلام؟ انهم جعلوا السابقين الاولين من الصحابة والتابعين يجهلون حقيقة دين الاسلام. لانهم يجعلونهم يفوضون الاسماء والصفات ولا يثبتونها بحسب معانيها وبالتالي هذا استنقاص لسلفنا الصالح واذا نظر لانسان في طرائق اهل الاهواء والبدع وجد انهم يحاولون السلف وتقليل مكانتهم والتنزيل من درجتهم وجعلهم صالحين لكن لا حقائق الامور وبالتالي لا يتفطنون لدقائق العلم وهذه المقالة في غاية الجهالة ومخالفة لحقيقة الامر. بل الصحابة وآآ التابعون هم اعلم منا بشرع الله وبدينه وهم اقرب الى بطريقة النبي صلى الله عليه وسلم. وهم الذين سلموا في معتقدهم وعلموا واحكموا هذا الباب رظوان الله عليهم ثم اورد المؤلف قيم مما يبين للناس ان الخلف قد ظلوا في هذا الباب واصبح عندهم حيرة وان الطريقة التي سار عليها افاضل الخلف طريقة ليست بسليمة وفي نفس الوقت ليست بحكيمة وليست مبنية على علم ولعلنا ان شاء الله ان نذكر شيئا من هذه المعاني في يوم اخر. اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم ممن اعتقد المعتقد الصحيح في اسماء الله وصفاته وفي سائر ابواب المعتقد كما اسأله جل وعلا ان يهدي ضال المسلمين وان يردهم الى دينه ردا حميدا وان يرزق المسلمين في جميع بلدانهم الامن والاستقرار وان يجمع كلمتهم على الحق هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم كثيرا الى يوم الدين