عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله تبارك وتعالى الى جسده يوم القيامة اذا هذه تعلقات ثمة ارتباط و بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالة التدبيرية وما يحتج به اهل الايمان والاثبات على هؤلاء الملاحدة يحتج به كل من كان من اهل الايمان على من يشرب هؤلاء في بعض الحادهم. فاذا اثبت لله تعالى الصفات ونفى عنه مماثلة المخلوقات. كما دل على ذلك الايات البينة كان ذلك هو الحق الذي يوافق المنقول والمعقول ويهدم اساس الالحاد والضلالات ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن السيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فهذه الجملة من كلام المؤلف رحمه الله الذي يبدو والعلم عند الله انه يريد ان يبين فيها تناقضا المتكلمين الذين سلموا بما جاء بنصوص المعاد وحملوه على ظاهره من غير تأويل مع كونهم عمدوا الى نصوص صفات الباري سبحانه وتعالى فخاضوا فيها بالتأويل وابوا حملها على ظاهرها اللائق بالله سبحانه وتعالى فالمؤلف يقول ان هذا تناقض لا ينبغي فيقول رحمه الله وما يحتج به اهل الايمان والاثبات على هؤلاء الملاحدة كاني به يريد باهل الايمان والاثبات يعني في الجملة المتكلمون في الجملة عندهم ايمان ويثبتون لله عز وجل وجودا وبعظا من الصفات فهم في الجملة اذا ما قورنوا باولئك الملاحدة من الباطنية والفلاسفة فلا شك انهم يحق ان يقال انهم اهل ايمان واثبات بمقابل اولئك عندهم في الجملة ايمان وعندهم في الجملة اثبات قال يحتج به كل من كان من اهل الايمان والاثبات على من يشرك اولئك في بعض الحادهم فان المتكلمين مع الاسف الشديد شاركوا اولئك الباطنية في بعض الحادهم حيث انهم قالوا في صفات الله سبحانه وتعالى بغير الحق الواجب فيها فكان عندهم الحاد في اسماء الله وصفاته بمعنى ان اهل الاثبات حقا واهل الايمان صدقا يقولون لهؤلاء المتكلمين اذا كان ثبوت امور المعادي حقا ضروريا فثبوت صفات الله عز وجل حق ضروري واذا كان يجب ان تحمل نصوص المعادي على ظاهرها فيجب حمل صفات حمل نصوص الصفات على ظاهرها واذا كان تأويل نصوص المعادي خطأ فان تأويل نصوص الصفات خطأ فالقول في هذا الباب كالقول في ذاك واجب ان يسلم بالجميع وان يصدق بالجميع وان تحمل نصوص الجميع على ظاهرها بلا تحريف ولا تأويل بل انه يقال ايضا ان الخطأ في تحريف نصوص الصفات اعظم من الخطأ في تحريف نصوص المعاد وذلك لوجهين اولا ان نصوص الصفات اكثر واظهر نصوص صفات اظهروا في معانيها واكثر في ادلتها من نصوص المعاد بل لو اخذت ما جاء في صفة العلو فحسب فقارنته بكثير من مباحث اليوم الاخر او نعيم الجنة او النار لوجدت نصوص صفة العلو تساويها او تزيد عليها فكيف اذا ضممت الى هذا بقية النصوص التي دلت على صفات الله عز وجل مما يؤولها مما يؤوله هؤلاء المتكلمون هذا امر وامر اخر وهو ان الخطأ في باب الصفات اعظم من الخطأ في باب المعاد ذلكم ان القول بغير علم في الخالق اعظم من القول بغير علم في المخلوق تأويلات الباطنية والفلاسفة على ضلالها وانحرافها تعلقت بمخلوقات اليس كذلك تعلقت بامور الجنة والنار ومواقف القيامة والبرزخ وما الى ذلك اما تأويلاتكم يا معشر المتكلمين فانها تعلقت بالخالق سبحانه وتعالى والله عز وجل عظم ذلك فقال وان تقولوا على الله ما لا تعلمون القول على الله بغير علم اعظم واشد فداحة من القول على من القول على غيره بغير علم فهذا مما يبين لك الخطأ الكبير الذي وقع فيه المتكلمون وانه قد شاركوا اولئك الملاحدة في بعض الحادهم والالحاد كما قد علمت هو الميل عن الحق فهم مال بالايات الشرعية وباسماء الله وصفاته عن الحق الواجب فيها وهو وجوب اثباتها جميعا ووجوب حملها جميعا على ظاهرها اللائق به سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فالله سبحانه وتعالى لا تظرب له الامثال التي فيها مماثلة لخلقه فان الله لا مثل له بل له المثل الاعلى فلا يجوز ان يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل ولا في قياس شمول تستوي افراده ولكن تعمل في حقه المثل الاعلى وهو ان كل ما اتصف به المخلوق من كمال الخالق اولى به. وكل ما تنزه عنه المخلوق من نقص فالخالق اولى تنزيه عنه. فاذا كان المخلوق منزها عن مماثلة المخلوق مع الموافقة في الاسم. فالخالق اولى ان ينزه عن مماثلة المخلوق. وان حصلت موافقة في الاسم. ذكر المؤلف رحمه الله ها هنا ما يتعلق بمسألة القياس في الصفات هل يصح اجراء القياس في باب الصفات ام لا يصح والجواب عن هذا كما ذكر المؤلف رحمه الله التفصيل فمن القياس ما لا يجوز ان يجرى في باب الصفات ومن القياس ما يجوز بل يجب ان يجرى في باب الصفات فالقياس الذي لا يجوز ان يجرى في باب الصفات هو القياس الذي يقتضي المساواة بين الافراد بين المقيس والمقيس عليه وهذا ما ذكر المؤلف رحمه الله من قوله فلا يجوز ان يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل ولا في قياس شمول تستوي افراده القياس المعروف عند العلماء منه قياس يستعمله الفقهاء والاصوليون ومنه قياس يستعمله المناطق اما قياس الفقهاء والاصوليين فان حقيقته الاستدلال بجزئي على جزئي الاستدلال بجزئي على جزئي واما قياس المناطق فحقيقته الاستدلال بكلي على جزئي هذا الفرق بين القياسين قياس الفقهاء والاصوليين هو المعلوم عندكم والمستعمل في كتب الفقه وعلى السنة الفقهاء والاصوليين وهو الحاق فرع باصل في حكم لعلة جامعة كأن يقال ان النبيذ محرم كالخمر بجامع علة الاسكار بجامع علة الاسكار فهذا هو القياس الذي ذكر المؤلف رحمه الله انه قياس التمثيل هذا هو هذا هو قياس الفقهاء والاصوليين و فيه مساواة بين الفرع والاصل بين المقيص والمقيس عليه واما ما ذكر المؤلف رحمه الله من النوع الثاني وهو قياس الشمول فهذا هو قياس المناطق حقيقته انه قول مؤلف من قضيتين فاكثر متى سلمت نتج عن هذا قول اخر قول مكون من قضيتين فاكثر يلزم من التسليم بها التسليم بقول اخر او هو على وجه التوضيح الاكثر هو الاستدلال او ادخال جزئي تحت كل حتى تعرف او حتى يعرف حكمه بمعرفة حكم الجزئيات التي دخلت تحت ذلك الكلي وهذا كقولهم الذهب معدن وكل معدن يتمدد بالحرارة فالنتيجة الذهب يتمدد بالحرارة فهو ها هنا مقدمتان متى ما سلمتا نتج عن ذلك نتيجة نتج عن ذلك حكم اشترك هذا الجزئي الذي هو موضوع النتيجة مع غيره من الجزئيات فاتضح لنا حكمه فاقتضى هذا التسوية بين افراد هذا القياس هذا القياس يسمى القياس او يسمى القياس الاقتران ويسمى ايضا بالقياس الحملي وله اوجه اخرى واشكال متعددة لكن هذا من اشهر ما عند المناطق قياس الاقتران بخلاف القياس الاستثنائي وغيره مما يذكره المناطق ويسمى ايضا قياس الشمول وذلك لانه يندرج فيه الحد الاصغر الحد الاوسط ويندرج الحد الاوسط في الحد الاكبر فتكون النتيجة انه يندرج الحد الاصغر في الحد الاكبر ويشمله حكمه ويشمله حكمه بمعنى اذا كانت الف تساوي باء وباء تساوي جيم فانه يلزم بالضرورة ان تكون الف تساوي جيم هذا هو قياس الشمول وهذا هو سبب تسميته بذلك الخلاصة ان القياس سواء كان قياس المناطق او قياس الفقهاء والاصوليين يقتضي حصول التسوية بين الافراد وهذا ما لا يجوز ان يستعمل في باب الصفات لانه يقتضي ان يكون الله تعالى الله كغيره من المخلوقات يجري عليه من الاحكام ما يجري على غيره من المخلوقات ويلزمه ما يلزم المخلوقات ويمتنع عليه ما يمتنع على المخلوقات وهذا مما يجب تنزيه الله سبحانه وتعالى عنه فالله ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير هل تعلم له سم يا ولم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال فلا تجعلوا لله اندادا اذا الله سبحانه وتعالى لا يجوز ان يقاس بخلقه هذا القياس. سواء كان قياس تمثيل او كان قياس شمول انما يستعمل في حق الله عز وجل قياس الاولى وهو ما سيوضحه المؤلف رحمه الله فيما سيأتي قال رحمه الله والله سبحانه وتعالى لا تضرب له الامثال التي فيها مماثلة لخلق نعم الله لا تضرب له الامثال قال تعالى فلا تضربوا لله الامثال وذلك لان الامثال اقوال قياسية الامثال التي تقتضي التسوية بين الحالي وما ضرب له المثل او ما ضرب به المثل فان هذا يقتضي التسوية والله عز وجل لا يساويه احد ولا يماثله احد ولا يدانيه احد فلا يجوز اذا ان يستعمل هذا القياس وان منا اعظم اسباب ضلال المتكلمين انهم استعملوا هذا القياس بباب الصفات فضلوا من ذلك مثلا قولهم ان المتصفة بالصفات جسم فكل جسم حادث فالنتيجة كل متصف بالصفات حادث استعملوا هذا وجعلوه قاعدة كلية وردوا باب الصفات الى هذه القاعدة فنتج من هذا ان اثبات الصفات يقتضي حدوث الله عز وجل طردوا هذا في باب الصفات فاداه ماذا الى ان نفوا الصفات عن الله سبحانه وتعالى فالاشكال عندهم جاء من اجراء هذا القياس في باب في باب الصفات وعلى كل حال هذا الكلام الذي ذكره مقدمتاه باطلة وبالتالي تكون النتيجة باطلة متى ما كانت المقدمة باطلة فالنتيجة بالضرورة باطلة قال رحمه الله فان الله لا مثل له بل له المثل الاعلى كما قال جل وعلا بايتين من كتاب الله بالنحل والروم ولله المثل الاعلى وله المثل الاعلى والمثل الاعلى هو الوصف الاكمل المثل يطلق في اللغة ويراد به الوصف كما قال جل وعلا مثل الجنة التي وعد المتقون. مثل يعني وصف الجنة التي وعد المتقون فالله عز وجل له المثل الاعلى يعني له الوصف الاكمل فاعظم واقصى ما يكون من الكمال فانه ثابت لله سبحانه وتعالى في ذاته وصفاته اذا الله عز وجل له المثل الاعلى فلا يجوز ان يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل ولا في قياس شمول اذ تستوي افراده ولكن يستعمل في حقه المثل الاعلى يستعمل في حقه المثل الاعلى وجوبا يجب ان يستعمل هذا القياس في حق الله سبحانه وتعالى وهذا قد ثبت له سبحانه عقلا وشرعا ثبوت المثل الاعلى وثبوت الوصف الاكمل لله عز وجل ثابت له عقلا وشرعا اما من جهة العقل فان العقول جميعا تسلم بان معطي الكمال اولى به فالعقول جميعا تسلم بان معطي الكمال اولى به من اين استفاد المخلوق كماله اليس من خالقه اذا يستحيل ان يكون المخلوق كاملا وان يكون الخالق غير كامل اذا العقول مضطرة الى التسليم بان معطي الكمال اولى به واما من جهة الشرع فهذا قد جاء في مواضع في الكتاب والسنة استعمال هذا القياس قياس الاولى الذي يقتضي ثبوت المثل الاعلى والوصف الاكمل لله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فانتم فيه سواء فهذا واضح في الدلالة على ثبوت قياس الاولى وقل مثل هذا فيما ثبت في البخاري وغيره حينما سئل النبي صلى الله عليه وسلم سأله سائل عن والده الذي توفي وعليه صيام نذر فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارأيت لو كان على ابيك دين اكنت قاضيه؟ قال نعم قال فدين الله احق بالقضاء قال دين الله احق بالقضاء اذا هذا دليل على ثبوت قياس الاولى في حق الله سبحانه وتعالى وهذا مما يستفاد من ثبوت المثل الاعلى له جل في علاه قال رحمه الله وهو ان كل ما اتصف به المخلوق منك مال فالخالق اولى به وكل ما تنزه عنه المخلوق من نقص فالخالق اولى بالتنزيه عنه قياس الاولى وهو ما نتج عن ثبوت المثل الاعلى لله عز وجل له شقان وله جانبان الاول في جانب الاثبات والثاني في جانب التنزيه اما الجانب الاول فهو ان يقال ان كل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه قد ثبت في المخلوق فالخالق اولى به كل كمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه وهذا القيد لا بد منه ولابد من استحضاره فان الكمال قد يكون كمالا مطلقا وقد يكون كمالا نسبيا والمراد بكونه كمال نسبي والمراد بكونه كمالا نسبيا انه يلحقه نقص بوجه من الوجوه فان هذا لا يجوز ان يضاف الى الله سبحانه وتعالى مثال ذلك ان النوم كمال نسبي فالناس يتعارفون فيما بينهم ويسلمون فيما بينهم ان الذي ينام اكمل ممن لا ينام وقل مثل هذا في الاكل فالذي يأكل اكمل ممن لا يأكل وقل مثل هذا بوجود الولد فما له ولد اكمل ممن لا ولد له لكن ذلك ليس كمالا مطلقا لانه يلتحق به ويقترن به نقص من وجه اخر فان الطعام والنوم والولد يستلزمان الحاجة. اليس كذلك فليس هو اذا كمالا مطلقا لكن العلم والحكمة والعزة والعلو وما الى هذه الصفات لا شك انها كمال مطلق بمعنى لا يلتحق بها من حيث كونها صفات نقص فهذه اذا ثبتت في المخلوق الباري سبحانه وتعالى اولى ان يتصف بها. اذا كان العلم كمالا والعلم قد يتصف به المخلوق فالله عز وجل اولى بان يتصف بالعلم وقل مثل هذا في بقية الصفات اذا هذا هو قياس الاولى في جانب الاثبات اما في جانب التنزيه فان المراد بقياس الاولى في هذا الجانب ما ذكر المؤلف رحمه الله وهو ان كل ما تنزه عنه المخلوق من نقص الله عز وجل اولى بالتنزه عنه. كل نقص تقر العقول بانه نقص وبانه عيب فان الله عز وجل ولا بد متنزه عنه اذا كانت العقول جميعا تسلم بان الصمم والبكم والعمى نقص فالله عز وجل منزه عن ذلك فالله عز وجل منزه عن ذلك واعتبر في هذا ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال انه اعور والله ليس باعور يتعالى ويتنزه عن ان يكون موصوفا بذلك النقص اذا كل نقص في المخلوق فالله عز وجل اولى ان يتنزه عنه وتنبه يا رعاك الله الى ان قياس الاولى في جانب الاثبات يستعمله اهل العلم على سبيل الاعتضاد لا على سبيل التأسيس انتبه قياس الاولى في جانب الاثبات اذا تأملت وتتبعت كلام اهل العلم فيه وجدت انهم انما يستعملونه على سبيل الاعتضاد بمعنى انهم يوردون هذا القياس فيما قد ثبت في النصوص فيما قد ثبت في النصوص فيقولون قد دل على ثبوت هذه الصفة لله سبحانه وتعالى النص ويدل عليه ايضا قياس الاولى ويدل عليه قياس الاولى. اذا جاؤوا مثلا الى صفة العلو لله سبحانه وتعالى فانهم يقررون هذه الصفة لله عز وجل بدليل النقل ثم يؤيدون هذا الاستدلال ويقوونه ويعضدونه بماذا بقياس الاولى وذلك ان العلو عند العقلاء اكمل من السفل اكمل من السفن وبالتالي فالله سبحانه وتعالى له من الكمال منتهى وهذا يقتضي ان كل كمال اتصف به المخلوق فالباري اولى به اما كونهم يثبتون لله عز وجل صفة غير واردة في النصوص بهذا القياس فهذا لا يستعملونه اذا هو مستعمل عند اهل العلم ها اعتضاضا لا تأسيسا و هذا الموضوع لعله يأتي ان شاء الله في ثنايا هذه الرسالة ما يزيده توضيحا ان شاء الله قال رحمه الله فاذا كان المخلوق منزها عن مماثلة المخلوق مع الموافقة في الاسم فالخالق اولى ان ينزه عن مماثلة المخلوق وان حصلت موافقة في الاسم يمكن ان يكون هناك مخلوق يتنزه عن موافقة مخلوق اخر يتفق هو واياه في الحكم بانه مخلوق هذا مخلوق وهذا مخلوق ومع ذلك حصلت موافقة في الاسم يعني حصلت موافقة في المعنى العام حصلت موافقة فيما اتفقنا على تسميته القدر المشترك ومع ذلك فانه يتنزه عن ان يكون مثله في القدر المميز يعني في الكنه والكيفية والحقيقة اذا كان هذا في مخلوق مع مخلوق فانه بين المخلوق والخالق من باب اولى خذ مثلا اليس الانسان متصفا بالوجه له وجه اليس القرد متصفا بالوجه فيقال القرد له وجه ايصح او ايقبل واحد منكم ان يقال انه اذا ثبت ان لك وجها وان وان للقرد وجها اذا وجهك مثل وجه القرد هل يقبل احد ذلك لا يقبل ذلك وانما يقول وان ثبت ان هناك موافقة في المعنى العام او في قدر مشترك هو الوجه قبل الاضافة فان وجه كل يختص به ويليق به اليس كذلك ولا يقتضي هذا حصول التمثيل لا يقتضي هذا حصوله التمثيل والتشبيه فاذا كان هذا في مخلوق مع مخلوق فلا ان يكون بين مخلوق وخالق من باب من باب اولى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهكذا القول في المثل الثاني هو الروح التي فينا فانها قد وصفت بصفات ثبوتية وسلبية وقد اخبرت انها تعرج وتصعد من سماء الى سماء وانها تقبض من البدن وتسل منه كما تسل الشعرة من العجين. احسنت انتهى المؤلف رحمه الله من الكلام عن المثل الاول وهو الجنة وما فيها وعرفنا بتوفيق الله عز وجل الفائدة المستفادة من ضرب هذا المثل اليس كذلك وكيف اننا يمكن ان نرد بهذا المثل على طوائفه من المخالفين هكذا اذا بدأ المؤلف رحمه الله بذكر المثل الثاني والمثل الثاني هو الروح هذه الروح التي فينا والتي هي مقارنة بل حالة في ابداننا وبحلولها في ابداننا تكون حياتنا وبخروجها من ابداننا يكون موتنا هذه الروح في ضرب المثل بها في هذا المقام فائدة كبيرة بينها المؤلف رحمه الله باخر كلامه عن هذا المثل المهم عندي ان تفهم يا رعاك الله الفائدة من ضرب هذا المثل ويمكن تلخيص كل ما سيذكره المؤلف رحمه الله في هذا المثل في كلمات معدودة ذلكم ان يقال ان الروح وهي مخلوقة متصفة بالصفات واتصافها بالصفات لم يقتضي مماثلتها لبقية المخلوقات الروح وهي مخلوقة متصفة بالصفات ومع ذلك ثبوت هذه الصفات لم يقتضي حصول التماثل مع بقية المخلوقات اذا كان ذلك كذلك فلا ان يكون اتصاف الله سبحانه وتعالى بالصفات لا يقتضي حصول التماثل مع المخلوقات من باب اولى فهمنا يا جماعة اعيد الروح وهي مخلوقة وتشترك مع جميع المخلوقات في الحكم بالخلق فالكل ماذا مخلوق ليس ثمة موجود الا خالق ومخلوق والخالق هو الله وحده اذا كل ما سواه فهو مخلوق هذه قضية مسلمة عند جميع المسلمين. اليس كذلك طيب اذا كانت هذه الروح المخلوقة متصفة بصفات وهذه الصفات فيها قدر مشترك بينما قام بالروح وما قام ببقية الصفات ثمة قدر مشترك بينما قام بالروح وما قام ببقية المخلوقات ومع ذلك ثبوت هذا القدر المشترك لم يقتضي حصول التمثيل ما اقتضى مماثلة بين الروح بقية المخلوقات فكيف يقال بعد ذلك ان ثبوت قدر مشترك بين صفة الخالق والمخلوق يقتضي حصوله التمثيل هذا لا يمكن ان يقال به فهمنا يا جماعة ما فهمنا يا جماعة ها واضح اعود فاقول بين الروح والمخلوقات الاخرى قدر مشترك وقدر مميز كما سيأتي التمثيل عليه ان شاء الله اذا كان ذلك قد حصل وهو الاشتراك في القدر المشترك بين مخلوق ومخلوق ومع ذلك امتنع القول بالتمثيل لثبوت ها قدر مميز فارق مختص. هذا والكل مخلوق هذا والكل مخلوق فكيف يقال بعد ذلك ان ثبوت قدر مشترك بين صفة الخالق والمخلوق مع ثبوت القدر المميز يقتضي التمثيل بمعنى سيأتي معنا ان شاء الله ان الروح تسعد ان الروح تصعد وتهبط وتنزل وهذا تشترك فيه الروح مع غيرها من مخلوقات كثيرة فانها تصعد وتهبط ومع ذلك هل يستطيع احد ان يقول عن علم وهو يعلم في نفسه انه محق غير مكابر هل يستطيع ان يقول انه بما ان الروح تصعد وتهبط اذا صعودها ونزولها كصعود هذا المخلوق او ذاك وكنزوله او سيقول انه وان كانت الروح تصعد وتهبط كما ان غيرها يصعد ويهبط الا ان صعودها ونزولها شيء يختص بها لا ندري كونه ولا نعرف حقيقته الا يقول هذا كل محق اذا كان هذا في مخلوق مع مخلوق فكيف يقال بعد ذلك انه اذا كان الله العظيم سبحانه ينزل اذا اثبتم هذا اذا قلتم بما جاء في النصوص بهذا فان هذا يستلزم ولابد ان يكون نزوله كنزول المخلوقين هذا من ابطل الباطل الروح اذا صعدت في مسلم انها اذا خرجت من الروح فانه يتلقاها ملكان فيصعدان بها الى السماء. والسؤال كيف يصعدان بل كيف تصعد هي معهما هل هو كصعود الانسان بالدرج او صعود الانسان بالمصعد او صعود الانسان بالحبل او صعود الطائر الى السماء هل يكون هذا الصعود سريعا وكم مستوى هذه السرعة او هو بطيء وكم مستوى هذا البطء هل يستطيع احد ان يتكلم بهذا ان يخوض هذا الخوض في الكن والكيفية والحقيقة هل يمكن ان يفصل هذا التفصيل الجواب كل البشر عاجزون عن ان يتكلموا في هذا بعلم ربما يتكلم مجنون ربما يتكلم ممخرق مهرطق ربما لكن هذا لا عبرة به. اما شخص يروم الحق ويقول انه يتكلم بعلم يخوض هذا الخوض هل يمكن يا جماعة لا يمكن فكيف بعد ذلك يقال ان كون الله سبحانه وتعالى استوى الى السماء او ان الله عز وجل ينزل الى سماء الدنيا يقتضي ولابد حصول المشابهة يا لله العجب كيف يجرؤ انسان ان يقول ان نزول الله وهذا ما يقوله المتكلمون يقتضي حصول التفريغ اذا نزل من مكان الى مكان فانه يفرغ منه مكان ويمتلئ منه مكان هكذا يزعمون وهكذا يقولون ولاجله نفوا هذه الصفة عن الله سبحانه وتعالى يا قوم هذه الروح اذا نام الانسان اليس تقبض وتذهب وتصعد وتروح وتجيء اليس الله عز وجل يقول وهو الذي يتوفاكم بالليل وهل هذا اقتضى حصول التفريق هل زالت علاقة هذه الروح بالبدن من كل وجه او هي متصلة بالبدن من وجه منفصلة عنه من وجه اخر الامر كذلك وما اقتضى هذا حصول ما ذكروا من هذا اللازم في حق مخلوق مثلهم يقرون بوجوده فكيف يقولون ذلك في حق العظيم الذي ليس كمثله شيء والذي ما رأوه ولا رأوا مثيلا له ارأيت كيف ان هذه اللوازم التي يثبتونها لصفات الله سبحانه وتعالى ما هي الا ضرب من القول بالباطل وبالجهل وبغير العلم كأن الله سبحانه وتعالى من حكمته قد جعل جهلنا بكثير مما يتعلق بالروح فيه فائدة كبيرة تعود علينا في ايماننا الروح لا نعلم عنها الا اقل القليل اليس كذلك ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا والروح في الاية فيها اقوال والاقرب والعلم عند الله انها هي التي نتكلم عنها هذه الروح التي تحل بالبدن ولها احوال ولها صفات علمنا شيئا منها وجهلنا اشياء وجهلنا كنهها وكنه صفاتها اقول كان جهلنا بذلك فيه فائدة عظيمة حتى يتضائل الكبر الذي في النفس والمبالغة التي يبالغها بعض الناس في عقله وانه يمكن ان يحيط علما بكل شيء حتى انهم توسعوا فوصل الامر الى ان يحكموا على الله عز وجل بعقولهم فيقولون هذا يجوز على الله وهذا يمتنع على الله هكذا بمجرد عقولهم يا عباد الله انتم اعجز من ذلك بكثير دعونا في المخلوق الذي هو اقرب اليكم من كل شيء تكلموا عنه بعقولكم قولوا ما يجوز وما يمتنع وما يجب له بعقولكم ثم بعد ذلك تكلموا عما يتعلق بالله سبحانه وتعالى انتم اعجز عن هذا انتم عاجزون عن الكلام بهذا في المخلوق فاعزكم عن الخالق او عن الكلام في الخالق اولى المقصود ان المؤلف رحمه الله ضرب مثلا بموضوع الروح فيه فائدة كبيرة لنا وفصلها في اخر ما يذكر في هذا المثل وقبل ذلك مهد بتمهيد طويل خلاصته مسألتان الاولى كلامه رحمه الله عن اضطراب الناس في الروح وما هي والاقوال التي اختلفوا اليها وهو في الجملة سلكوا مسلكين مسلك تمثيل ومسلك تعطيل فالاقوال في هذا الموضوع تذكرك بالاقوال في باب الصفات كما ان الناس في باب الصفات انقسموا الى اهل اثبات واهل تمثيل واهل تعطيل فالامر قريب في مسألة الروح كما سيتبين لك ان شاء الله تكلم بعد ذلك عن مسألة ثانية قريبة او متفرعة عن سابقتها وهي هل هل يصح ان نقول او ان نصف الروح بانها جسم او لا يصح ثم بعد ذلك عرج بالمقصود من ضرب هذا المثل وهو اللب والخلاصة التي نريد اذا قال رحمه الله وهكذا القول في المثل الثاني وهو الروح التي فينا الروح اقرب ما يمكن ان نقول في تعريفها انها مخلوق قائم بنفسه يحل بالبدن وينفصل عنه يتصف بصفات جاء ذكر بعظها في النصوص لكننا نجهل اكثر صفاتها وكنهها وكنها صفاتها هذا اقرب ما يمكن ان نقول في تعريف الروح للناس ولبعض اهل العلم تعريفات وكلام في ذكر المعنى ولكن اه منه ما يسلم ومنه ما لا يسلم يذكرون اشياء يقولون ان الروح جسم او يقولون ان الروح جسم نوراني الى اشياء اخرى يحتاج المتكلم فيها ان يبرز الدليل عليها والا فانه لا يسلم بما قيل انما اقرب ما يمكن ان يقال هو ما ذكرت لك هي مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى وهذا المخلوق قائم بنفسه ليس هو جزءا من البدن ولا صفة له وليس هو البدن انما هو مخلوق اخر لكنه يحل بالبدن ويتصل به على وجه لا مثال له فيما نعلم من الخطأ ان يقال ان اتصال الروح بالبدن كاتصال الماء او كحلول الماء في الزرع او حلول الدم في الجسم الامر مختلف عن ذلك ولا يمكن ان يقاس عليه ثمة حقيقة اخرى بخلاف حقيقة الدم او حقيقة الماء هذه الروح تتصل بالبدن وتنفصل عنه وهذا الانفصال قد يكون انفصالا جزئيا كالانفصال الذي يكون حال النوم الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ايمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى كما انها تنفصل عنه وتخرج عنه بالكلية فنتيجة ذلك حصوله الموت فما الموت الا انه مفارقة الروح للبدن الموت مفارقة الروح للبدن فالله عز وجل يرسل ملك الموت فيقبض هذه الروح عن بدن صاحبها فيكون الموت وينتقل الانسان بالتالي الى مرحلة اخرى والى حياة اخرى والروح لها تعلقات لها تعلقات بالبدن تختلف عن بعضها فالتعلق الاول تعلق الروح بالبدن اذا نفخ الروح في الجنين بعد مضي اربعين واربعين كما جاء في حديث ابن مسعود في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا تعلق الروح بالبدن حال كون الانسان جنينا في بطن امه. التعلق الثاني تعلق الروح بالبدن اذا خرج الانسان من بطن امه يعني بعد الولادة وهذا التعلق الذي ارتبط بالتكليف التعلق الثاني الثالث تعلق الروح بالبدن حال كون الانسان نائما فالروح في هذه الحال علاقتها بالبدن ليست كعلاقتها بالبدن حال الاستيقاظ ليست كعلاقتها بالبدن حالة الاستيقاظ بل هي متصلة من وجه منفصلة من وجه التعلق الرابع تعلق الروح بالبدن في البرزخ فانه اذا فارقت الروح البدن عند الموت وقبضت وانسلت من هذا البدن فانها تعود له بعد ذلك كما جاء في حديث البراء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو اصل في باب البرزخ قال صلى الله عليه وسلم فتعاد روحه في بدنه. وهذا التعلق هو الذي آآ يكون فيه الحياة او تتعلق به الحياة البرزخية وما فيها من نعيم او عذاب واما التعلق الخامس فهو اخر التعلقات واكملها لانه الذي تعلق به النعيم الابدي او العذاب الابدي وهو تعلق الروح بالبدن عند البعث تعلق الروح بالبدن عند البعث وهذا كما جاء في حديث كعب ابن مالك رضي الله عنه اه اتصال بالبدن وثمة انفصال عنه وهناك صفات جاء في النصوص ذكر بعضها قال رحمه الله فانها قد وصفت بصفات ثبوتية من ذلك صعودها وهبوطها وكونها تلف وكونها تكفن وكونها تحنط وكونها تطرح طرحا كما جاء في الروح الكافرة عافاني الله واياكم من حالها وايضا انه يخرج منها ريح طيب او ريح خبيث كما جاء في حديث البراء رضي الله عنه ومن ذلك انها تتعارف ومن ذلك انها تتناكر الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف من ذلك انها تنعم او تعذب كما جاء في احاديث نعيم القبر وعذابه في صفات اخرى من امثال هذه الصفات من تأملها في الكتاب والسنة حاز علما بها وهناك ايضا صفات قال رحمه الله سلبية صفاته السلبية يعني المنفية من ذلك ان روح الكافر لا تفتح له ابواب لا تفتح له ابواب السماء روح الكافر لا تفتح لها ابواب السماء وذلك كما جاء في حديث البراء رضي الله عنه انه اذا صعد بها اغلقت امامها ابواب السماء كما قال جل وعلا لا تفتح لهم ابواب السماء فهذا من الصفات السلبية التي بينت في النصوص قال وقد اخبرت النصوص انها تعرج وتصعد من سماء الى سماء وانها تقبض من البدن وتسل منه كما تسل الشعرة من العجين الى اخر ما هنالك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والناس مضطربون فيها ومنهم طوائف من اهل الكلام يجعلونها جزءا من البدن كالدم يقولون شأن الروح كشأن الدم الان يسرد لك المؤلف رحمه الله الاقوال التي قالها المتكلمون اهل الكلام ذكر رحمه الله ستة اقوال الاول ان الروح جزء من البدن شأنها شأن الدم وبقية الاجزاء. نعم وبقية الاجزاء نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله يجعلونها جزءا من البدن او صفة من صفاته هذا القول الثاني ان تكون صفة من صفاته يعني عرض من الاعراض كمثل طوله كمثل عرضه كمثل حرارته كمثل رائحته كذلك نعم كقول بعضهم انها النفس او الريح انها النفس. احسن الله اليك. النفس هذا الذي يتردد هذا الهواء الذي يدخل ويخرج يقولون الروح هي هذا هذه آآ او هذا النفس او هذا الهواء الذي يتردد هل هذا صحيح لو كان ذلك كذلك فان كل ميت يمكن ان نضخ فيه هذا الهواء والاكسجين وبالتالي كان ينبغي ان يحيا اليس كذلك؟ وهل الامر كذلك اذا الروح شيء النفس والهواء شيء اخر. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله كقول بعضهم انها النفس او الريح التي تتردد في البدن وقول بعضهم انها الحياء او المزاج او نفس البدن. اقوال ليس عليها اثارة من علم وانما هي تخرصات ولا شك ان القول بغير علم في هذه الامور الغيبية امر قبيح الله جل وعلا انكر على المشركين فقال سبحانه عن قولهم ان الملائكة اناث قال اشهدوا خلقهم وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن اناثا اشهدوا خلقهم اذا كلامهم لا عبرة به ولا يلتفت اليه ولا طائل تحته لانه كلام بغير علم. هل رأيتم الروح حتى تقولون هذه حتى تقولوا هذه الاقوال نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنهم طوائف من اهل الفلسفة يصفونها بما يصفون به واجب الوجود عندهم. هذا القول الثاني المقابل للقول الاول عندنا طرفان متقابلان ها هنا قوم اسماه شيخ الاسلام باهل التمثيل في هذا الباب. في باب الروح جعلوا الروح من جنس البدن اما هي البدن او صفة له او انها اه جزء منه المهم انهما مثلوا الروح البدن يقابل هؤلاء الفلاسفة الذين بالغوا في تجريدها حتى جعلوها من جنس المعدوم او من جنس الممتنع وهؤلاء معطلة فالروح انقسم الناس فيها الى طرفين ووسط قوم ممثلة وقوم معطلة وقوم هم اهل الاثبات الذين قابلوا الذين قالوا بما قالت به النصوص وهم اهل الايمان السائرون على نهج السلف الصالح. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ومنهم طوائف من اهل الفلسفة يصفونها بما يصفون به واجب الوجود عندهم الم نتذكر ما قالوا في صفتي واجب الوجود عندهم وان خلاصة ما ذكروا يرجع الى وصفه بالممتنع فلا هو داخل العالم ولا هو خارجه ولا هو موجود ولا هو معدوم ولا ولا ولا في سلسلة من هذه السلوب التي خلاصتها انه ممتنع غاية الامتناع كذلك القول عندهم في الروح قولهم في واجب الوجود كقولهم في الروح نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهي امور لا يتصف بها الا ممتنع الوجود فيقولون لا هي داخل البدن ولا خارجا ولا مباينة له ولا داخلة له ولا متحركة ولا ساكنة ولا تصعد ولا تهبط ولا هي جسم ولا عرض وقد يقولون انها لا تدرك الامور المعينة والحقائق الموجودة في الخارج وانما تدرك الامور الكلية المطلقة. هذا قول ابن سينا واطرابه يقولون ان الروح انما تدرك الامور الكلية دون الامور الجزئية وهذه مسألة تكلمنا عنها اعني تعريف الكلي والكليات الكلي كما تعلم مصطلح من مصطلحات المناطق يقولون انه ما لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه. ما لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه. فتصور الانسان لمعنى الانسانية او كلمة انسان في ذهن اه المرء لا تمنعوا من ان يشترك فيها خالد وعمرو وزيد وعبيد اليس كذلك اذا هذا هو الكلي الذي لا يمنع تصوره من وقوع الشركة فيه. بعكس الجزئي فتصورك لمعنى اه هشام مثلا يمنع ان اه يحصل اشتراك في ذهنه بينه وبين غيره في هذه الكلمة اليس كذلك هشام المعين هو هشام ذهنك ما ينصرف الا الا اليه هذا الفرق بين الكلي الجزئي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد يقولون انها لا داخل العالم ولا خارجه ولا مباينة له ولا مداخلة. وربما قالوا ليست داخلة في اجسام ولا خارجة عنها ومع تفسيرهم للجسم بما يقبل الاشارة الحسية فيصفونها بانها لا يمكن الاشارة اليها ونحو ذلك من الصفات السلبية التي تلحقها التي تلحقها بالمعدوم والممتنع. الخلاصة ان الاولين ممثلة وان الاخرين معطلة والحق بينهما كالشأن في باب الصفات نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واذا قيل لهم اثبات مثل هذا ممتنع في ضرورة العقل قالوا بل هذا ممكن بدليل ان الكليات ممكنة بدليل ان الكليات ممكنة موجودة وهي غير مشار اليها. فقد غفلوا عن كون الكليات لا توجد كلية الا في الاذهان لا في الاعيان يعتمدون فيما يقولونه في المبدأ والميعاد على مثل هذا الخيال الذي لا يخفى فساده على غالب الجهال. هذا من اسس ضلال هؤلاء الفلاسفة ومن تابعهم وشايعهم ذلكم انهم ظنوا ان كل ما يقوم بالاذان فان له حقيقة كل ما يقوم بالاذهان فان له ماذا حقيقة وهذا من اكبر الاشكالات عندهم فتوهموا اشياء وتصوروا اشياء ثم ظنوا انها حقائق وبنوا على هذا احكاما هذا من اسس البلاء والخطأ عندهم ونبه شيخ الاسلام رحمه الله الى ان ذلك ينبغي ان يفهم على وجهه فالكليات وجودها في الاذهان لا في الاعيان الاعيان يعني في خارج الاذهان في الحقيقة هو الواقع لا توجد الاشياء الا جزئية لا يوجد كلي هو الانسان او الانسانية الا في الذهن يتصور الانسان شيئا هو انسان لكن في الخارج لا يوجد انسان هكذا مجرد عن كل قيد مطلق هل يوجد؟ لا يوجد انما توجد الجزئيات زيد وخالد وعمرو والى اخره هذا وذاك تشير اليه هذا هو الاشكال عندهم. ظنوا ان كل ما قام بالاذهان له حقيقة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واضطراب النفاة والمثبتة في الروح كثير وسبب ذلك ان الروح التي تسمى الناطقة عند الفلاسفة الفلاسفة يسمون الروح بالنفس الناطقة والنطق عندهم ليس هو التلفظ والكلام النطق عندهم هو الادراك او التفكير النفس الناطقة يعني المدركة المفكرة هذا هو مرادهم وان كانوا يقولون انها تدرك الكليات لا الجزئيات نعم وهذا قريب من قولهم في علم الله عز وجل وان الله يعلم الكليات دون الجزئيات؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وسبب ذلك ان الروح التي تسمى بالنفس الناطقة عند الفلاسفة ليست هي من جنس هذا البدن ولا من جنس العناصر والمولدات منها بل هي من جنس اخر مخالف لهذه الاجناس. فصار هؤلاء لا يعرفونها الا بالسلوب التي التي توجب مخالفتها المشهودة التي التي توجب مخالفتها التي توجب مخالفتها للاجسام المشهودة. واولئك يجعلونها من جنس الاجسام المشهودة وكلا القولين خطأ. والحق بينهما هي مخلوقة وموجودة شيء قائم بنفسه ويتصل بالبدن وينفصل عنه ويتصف بالصفات لكنها ليست من جنس بقية المخلوقات ليست من جنس الانسان ولا من جنس الحيوان ولا من جنس الاشجار ولا من جنس الاحجار انما هي شيء اخر نحن ما رأيناه ولا رأينا مثيلا له ولا جاء عنا ولا جاء الينا خبر عنها على وجه التفصيل من جهة الكنه والكيفية والحقيقة ان انما جاء او بلغنا خبر وجودها وخبر اتسعفها ببعض الصفات وعلمنا ذلك من خلال ما اتانا الله سبحانه وتعالى من ملكة ها معرفتي القدر المشترك نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واطلاق القول عليها بانها جسم هو الامر الثاني في هذه المقدمة الطويلة وهي هل يجوز ان نقول ان الروح جسم ام لا؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله واطلاق القول عليها بانها جسم او ليست بجسم يحتاج الى تفصيل فان نفس فان لفظ الجسم للناس فيه اقوال متعددة اصطلاحية غير معناه غير غير معناه اللغوي. ان شاء الله سنشبع هذه المسألة وهي مسألة الجسم والجسمية سنشبعها بحثا ان شاء الله بما ييسر الله عز وجل ويحتمله المقام عند الكلام عن القاعدة السادسة فان المؤلف رحمه الله تكلم عن ذلك هناك وهذا الموضوع من اهم الموضوعات التي ينكشف لك آآ به معرفة حقيقة قول المتكلمين مسألة الجسم والتجسيم اساس البلاء عند المتكلمين المعطلة. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاهل اللغة يقولون الجسم هو الجسد والبدن. نعم هو هذا الجسد الكثيف ذي اللحم والدم هذا الذي تعرفه العرب في لغتها لا تعرفوا الجسم الا هذا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وبهذا الاعتبار فالروح ليست جسما ولهذا يقولون الروح والجسم والانسان انما هو الروح والجسم مكون من هذين نعم كما قالت الحي هو المكون من الروح والجسم نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولهذا يقولون الروح والجسم كما قال تعالى واذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم وقال تعالى وزادهم وبسطة في العلم والجسم واما اهل الكلام فمنهم من يقول الجسم هو الموجود ومنهم من يقول هو القائم بنفسه ومنهم من يقول هو المركب من الجواهر المنفردة ومنهم من يقول هو المركب من المادة والصورى وكل هؤلاء يقولون انه مشار اليه اشارة حسية. ومنهم من يقول ليس بمركب لا من هذا اول من هذا بل هو ما يشار اليه ويقال انه هنا او هناك فعل هذا على كل حال كل الذي ذكره انما هو اصطلاحات اصطلحوا عليها وقاعدة اهل السنة في هذا الباب معلومة عندكم هذا الان صار لفظا مجملا يستعمله المتكلمون على وجه اصطلحوا عليه هم وبالتالي ليس لك ان تسلم وليس لك ان تنفي الا بعد ان تستفصل ثم تبني القبول او النفي تبني الاثبات او النفي على المعنى لا على اللفظ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فعلى هذا اذا كانت الروح مما يشار اليه ويتبعه بصر الميت كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الروح اذا خرج تبعه البصر نعم كما قال هذا في قصة ابي سلمة رضي الله عنه وهذا دليل على ان من صفات الروح انها تشاهد انه يمكن رؤيتها؟ نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وانها تقبض وانها تقبض ويعرج بها الى السماء. يعرج ويعرج بها الى السماء كانت الروح جسما بهذا الاصطلاح. هذا المعنى صحيح. نعم والمقصود ان الروح اذا كانت موجودة حية الان وصلنا الى الخلاصة لماذا اورد المؤلف رحمه الله هذا المثل جاك جاءك الان الجواب. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والمقصود ان الروح اذا كانت موجودة حية عالمة قادرة سميعة بصيرة تصعد وتنزل وتذهب وتجيء ونحو ذلك من الصفات والعقول قاصرة عن تكييفها وتحديدها لانهم لم يشاهدوا لها نظيرا. والشيء انما تدرك حقيقته اما بمشاهدته او وبمشاهدة نظيره او او الخبر الصادق اضف هذا او الخبر الصادق. نعم فاذا كانت الروح متصفة بهذه الصفات اذا كانت فاذا كانت الروح متصفة بهذه الصفات مع عدم مماثلتها لما يشاهد من المخلوقات فالخالق او بمباينته لمخلوقاته مع اتصافي بما يستحقه من اسمائه وصفاته. واهل العقول هم اعجز عن ان يحدوه او يكيفوه. من عن ان يحدوا الروح او يكيفوها يحدوا الروح او يكيفوها. هذا الذي ذكرت لك من الخلاصة من هذا المثل. ثبوت الصفات في الروح ما اقتضى تشبيها وتمثيلا وبالتالي فثبوت الصفات لله عز وجل اولى الا يستلزم او يقتضي ماذا تمثيلا او تشبيها. هذه هي الخلاصة ونستفيد بعد هذا فوائد اخرى من ذلك ما يمكن ان يستفاد من كلام المؤلف رحمه الله ان العلم بالصفة شيء والعلم بالكيفية شيء اخر وان العلم بالصفة لا يستلزم العلم بكيفيتها كما ان الجهل بالكيفية لا يستلزم الجهل بالصفة ان الجهل بالكيفية لا يستلزم الجهل بالصفة من ضبط قاعدة القدر المشترك والقدر المميز سهل عليه فهم هذه المباحث بتوفيق الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا كان من نفى صفات الروح جاحدا معطلا لها ومن مثلها بما يشاهده من المخلوقات جاهلا ممثلا لها بغير شكلها. من الاولون من من الفلاسفة المعطلة الممثلة هم الفلاسفة ها الاولون الذين مثلوا الروح بالبدن او بشيء من صفاتها او اجزائها هؤلاء المتكلمون والذين عطلوهم الفلاسفة اوصلوها الى درجة المعدوم بل الى درجة الممتنع. نعم اعد احسن الله اليكم قال رحمه الله فاذا كان من نفى صفات الروح جاحدا معطلا لها ومن مثلها بما يشاهده من المخلوقات جاهلا ممثلا لها شكلها وهي مع ذلك ثابتة بحقيقة الاثبات. مستحقة لما لها من الصفات فالخالق سبحانه وتعالى اولى ان يكون من نفى صفاته جاحدة معطلا ومن قاسه بخلقه جاهلا به ممثلا وهو سبحانه ثابت بحقيقة الاثبات مستحق لما له من الاسماء والصفات. والاقوال المخالفة لم تقدم ولم تؤخر شيئا ولم تؤثر في الحقيقة شيئا يعني الروح ثابتة بصفاتها فتعطيل من عطل او تمثيل من من مثل في شأنها ما غير من الحقيقة شيئا كذلك الامر في صفات الله سبحانه وتعالى هي ثابتة لله جل وعلا وان عطلها من عطلها وان مثلها من مثلها فالحقيقة لا يغيرها الاقوال المخالفة اسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح كما اسأله تبارك وتعالى ان يلهمنا رشدنا وان يعصمنا من الزلل وان يرزقنا الاخلاص والسداد في القول والعمل والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين