وان يجنبنا الضلال والزلل ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان عن الربيع بن خثيم احد اجلاء ائمة السلف رحمه الله انه كان اذا جاءه سائل يسأل فانه كان ينادي ام ولد له فيقول يا فلانة اعطي السائل سكرا فان الربيع يحب السكر جزاه الله عنا وخير الجزاء يقول المؤلف رحمه الله القاعدة الخامسة انا نعلم ما اخبرنا به من وجه دون وجه يريد المؤلف بهذا الكلام ان يبين ان ما اخبر الله عز وجل به بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. امين. قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته الى اهل التدمر القاعدة الخامسة انا نعلم ما اخبرنا ما اخبرنا به من وجه دون وجه. احسنت ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم تسليما كثيرا. اسأل الله جل وعلا ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا وان يهدينا فيمن هدى وان يعافينا في من عافى اما بعد فهذا اوان الشروع في مدارستي القاعدة الخامسة التي دبجها يراع هذا الامام الجليل في كتابه وكذا ما اخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم معلوم المعنى مجهولوا كيفية الغيب الذي استأثر الله عز وجل بعلمه هذا هو مراده رحمه الله بمعنى هذه الاخبار التي اخبر الله عز وجل بها في كتابه وحدثنا بها رسوله صلى الله عليه وسلم معلومة من وجه هذا الوجه المعلوم هو المعنى الذي يفهم من الكلام وهذا لا شك انه معروف لدى من كان على علم بلغة العرب فالكلام في ظاهره واضح في ضوء لغة العرب وما يتداولونه فيما بينهم من كلمات دلت على معان فالمعاني معلومة اما الكن والحقيقة والكيفية للغيب الذي استأثر الله عز وجل به فهذا مجهول بالنسبة لنا ليس بمعلوم هذه خلاصة هذه القاعدة التي فيها بحث طويل وتفصيل كثير كما سيتبين معنا ان شاء الله تعالى نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله القاعدة الخامسة انا نعلم ما اخبرنا به من وجه دون وجه فان الله تعالى قال هذا ما نعلمه هذا الاستدلال الذي سيذكره المؤلف رحمه الله فساق عليه اربعة ادلة يتعلق وهذا الاثر ومعناه صح الاسناد ام لم يصح لا شك انه معنى صحيح يقول رضي الله عنه التفسير على اربعة اوجه يقسم رحمه الله تفسير كتاب الله عز وجل الى اربعة اضرب الجهة المعلومة التي تستفاد بالتأمل والتدبر في كتاب الله وهو معاني الكلام. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله فان الله تعالى قال افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قال افلم يتدبروا القول فقال كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب. فقال افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها؟ فامر بتدبر الكتاب كله. اذا هذا القدر الذي يجب ان يتدبره المسلمون فان الحكمة العظيمة من انزال هذا القرآن هو ان يتدبره المؤمنون وينتج عن هذا ويترتب ان يعتقد ما فيه من اخبار ويصدق بها وان يعمل بما فيه من الطلبيات فيؤتمر بالامر وينتهى عن النهي تنتهى يؤتمر بالمأمور وينتهى عن المنهي عنه فهذا قدر لابد منه وهذا ما امر الله عز وجل به وهذا ما نهى الله سبحانه وتعالى عن ضده افلم يتدبروا القول و تلحظوا يا رعاك الله ان هذه الادلة التي اوردها المؤلف رحمه الله ليس فيها استثناء انما فيها عموم ينبغي ان يتدبر المسلم كتاب الله عز وجل جميعا افلا يتدبرون القرآن كذلك في قوله افلم يدبروا القول فالاف واللام التي حلي بها المفرد تفيد العموم على ما هو منصوص عليه في كتب اصول الفقه اذا القرآن كله يشمله الامر بالتدبر ولم يقل الله سبحانه الا بعض او الا ما ورد في صفاته سبحانه وتعالى لم يكن شيء من هذا البتة ليس هناك تقييد او تخصيص او استثناء اذا الكتاب جميعا مما ينبغي ان يتدبره الانسان ومما نستفيده من كونه قد امر بتدبره ان العلم بجميع معانيه ممكن والا فما الفائدة من تدبر ما يستحيل العلم به هذا عبث فمهما كد الانسان ذهنه ومهما اجتهد في التأمل والتدبر والتفكر في هذه الادلة فالنتيجة انه لا يمكن ان يصل الى المراد ولا يمكن ان يفهم المعنى وهذا لا شك انه عبث ينزه كتاب الله سبحانه وتعالى عنه ان يؤمر فيه بالتدبر والحاصل انه لا يمكن تدبره او تدبر اكثره او تدبر بعضه هذا شيء لا يمكن القول به اذا متى ما كان المأمور به هو التدبر لجميعه اذا جميعه مما يمكن مما يمكن عقل معناه وفهم المراد منه وهذا مما لا ينبغي ان يختلف فيه وكل قول خلاف هذا القول لا شك انه قول باطل مخالف للادلة ومخالف لاجماع السلف اذا هذا القدر مما ينبغي العلم به اما القدر الذي لا سبيل الى العلم به فهو الكيفية والكنهو للغيب الذي استأثر الله سبحانه وتعالى به وهذا واضح لا اشكال فيه خذ مثلا على هذا لما اخبر الله سبحانه في كتابه انه على العرش استوى الرحمن على العرش استوى كلمة العرش هذه مفهومة من وجه مجهولة من وجه اخر. فالعرش في ضوء لغة العرب نفهمه بانه سرير الملك او السرير الذي يجلس عليه الملك هذا المفهوم من جهة لغة العرب وهذا القدر اعظم واعظم ثمة قدر مشترك وهو كون الله سبحانه وتعالى يعلم وكون الراسخين يعلمون لكن لا شك ان علم الله سبحانه وتعالى لا شك انه اعظم بذلك ثمة قدر مشترك وثمة قدر مختص معلوم ومن جهة اخرى هناك شيء مجهول وهو كيفية وحقيقة هذا العرش ما طوله؟ ما عرضه؟ ما وزنه ما مدته ما لونه؟ هذه كلها اشياء بالنسبة لنا ماذا؟ مجهولة. هذا كنه وكيفية وحقيقة استأثر الله سبحانه وتعالى بها اذا حتى هذه الامور الغيبية نفسها معلومة لنا فاذا اخبر الله عز وجل عن الساعة او اخبر سبحانه وتعالى عما يكون يوم القيامة. فان هذه المعاني معلومة كل احد يعلم ما معنى الساعة وما معنى اشراط الساعة فقد جاء اشراطها وكل يعلم ما معنى دابة وكل يعلم ما معنى اه اه الصراط الى الى غير الى غير ذلك مما جاء في النصوص. لكن ما الكيفية في هذه الامور الغيبية ما الحقيقة ملك؟ كيف يكون ذلك؟ هذا كله مرجعه الى الله سبحانه وتعالى. اذا كان هذا في الغيب الذي استأثر الله سبحانه وتعالى فغيره من باب اولى اذا كانت المسائل او اذا كانت الامور الغيبية التي جاءت في النصوص اخبر الله سبحانه وتعالى بانها ستكون سواء تعلق ذلك صفات الله سبحانه وتعالى او تعلق بامور الاخرة او تعلق بامور اه الغيب المتعلقة والعرش او بالملائكة او بالجن الى غير ذلك. هذا كلام معلوم المعنى الا ان الكيفية والحقيقة ماذا مجهولة غير معلومة نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد قال تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله. وما يعلم تأويله الا الله. والراسخون في العلم يقولون امنا كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب. هذه الاية من سورة ال عمران شأنها عظيم والبحث فيها شيء مهم لطالب العلم لان هذه الاية قد خاض فيها اناس فحرفوها عن وجهها الصحيح وجعلوها عمدة لهم يعتمدون عليها ويستدلون بها فيما قرروه من باطل مخالف للكتاب والسنة واجماع السلف هذه الاية اعتمد عليها المؤولة واعتمد عليها المفوضة وكل يقول هذه الاية دليل لنا وما كانوا اولياءه ان اولياؤه الا المتقون كلهم قد حادوا عن الحق البين الواضح فيها الى غيره مع الاسف الشديد والحق قد فاز به السلف الصالح رحمهم الله ومن سار على دربهم في هذه الاية وفي غيرها من معاني كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم الفهم الصحيح لهذه الاية ينبني على فهم ثلاثة امور الاحكام والتشابه والتأويل هذه الكلمات الثلاث وردت كما سمعت في هذه الاية من سورة ال عمران اذا حتى نفهمها على وجهها فلا بد ان نفهم ما الاحكام؟ وما المراد بالمحكمات وما التشابه؟ وما المراد بالمتشابهات وكذلك لا بد ان نفهم ما التأويل وماذا اراد الله سبحانه وتعالى بابتغاء تأويله وهذا الامر سيأتي عليه تفصيل ان شاء الله من كلام المؤلف رحمه الله ونزيده بعون الله وتوفيقه بسطا في محله نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وجمهور سلف الامة وخل فيها على ان الوقف عند قوله وما يعلم تأويله الا الله وهذا هو المأثور عن ابي ابن كعب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم. وروي عن ابن عباس. نعم الوقف عند قوله تعالى وما يعلم تأويله الا الله ثم بعد ذلك الاستئناف والراسخون في العلم يقولون امنا به هذا ما ذهب اليه الجمهور وثبت قول ثان في الاية وهو القول بالوصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ثم بعد ذلك تستأنف فتقول ماذا يقولون امنا به وتكون جملة يقولون امنا به منصوبة على اما في محل نصب على انها حال اي والحال انهم مع علمهم بهذا التأويل يقولون امنا به كل من عند ربنا وهذه الرواية او هذا القول ذهب اليه طائفة من اهل العلم وهو رواية ثانية عن ابن عباس رضي الله عنهما وكذلك قال بهذا مجاهد الربيع ابن انس وطائفة من اهل العلم اذا في الاية وجهان الوجه الاول الوقف عند قوله وما يعلم تأويله الا الله. تقف عند اسم الجلالة ثم تستأنف بعد ذلك وهذا يترتب عليه ان الذين اوتوا العلم وان آآ الراسخين في العلم لا يعلمون التأويل انما هو شيء استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه وعلى الرواية الثانية فانها دليل على ان الراسخين في العلم يعلمون ايضا تأويله يعلمون ايضا تأويل هذا المتشابه ان كان ليس يخفى ان علم الله سبحانه وتعالى وسنتكلم عن هذا ان شاء الله في محله بهذه القاعدة ان شاء الله ثم نبين ما الذي يترتب على كل وجه من وجهي الوقف او اه الوصل نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال التفسير على اربعة اوجه تفسير تعرفه العرب من كلامها وتفسير لا يعذر احد بجهالة وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعلمه الا الله من ادعى علمه هو كاذب. نعم هذا اثر مشهور معناه حق لا شك فيه اخرجه ابن جرير رحمه الله من طريق ابي الزناد عبد الله بن ذكوان عن ابن عباس رضي الله عنهما وهذا الاسناد منقطع فان ابا الزناد لم يلقى ابن عباس رضي الله عنهما لكن هذا الاثر جاء باسناد اخر من طريق ابي صالح مولى ام هانئ عن ابن عباس رضي الله عنهما وهذا متصل اخرجه الفريابي في القدر والطبراني في مسند الشاميين وغيرهما فالظاهر والله تعالى اعلم ان هذا الاثر ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما على انه بكل حال اثر مشهور في كتب العلماء فلا يكاد كتاب من كتب التفسير التي قعدت مقدمة عن علم التفسير او كتب علوم القرآن الا وهي تذكر قال تفسير تعرفه العرب من كلامها يعني هناك في كتاب الله عز وجل ما هو واضح المعنى وذلك بفهم كلام العرب فمن كان يعرف اللغة العربية فانه سيدرك بسهولة ما معنى السماوات وما معنى الارض وما معنى العرش؟ وما معنى الفاكهة؟ وما معنى الليل وما معنى النهار الى غير ذلك من هذه الكلمات الواضحة التي يعرفها كل من يعرف لغة العرب هذا هو القسم الاول قال وتفسير لا يعذر احد بجهالته وهذا هو الذي يجب العلم به وضابطه كل ما يجب اعتقاده او العمل به القدر الذي لا يعذر احد بجهالته وواجب عليه ان يسعى في تعلمه هو كل ما يجب اعتقاده او العمل به فليس لاحد عذر عند المكنة والقدرة ان يتذرع بالجهل وان كان العلم حاصل في فهم قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله او يقول وقد ركن الى الكسل والدعت انا لا اعلم ما معنى قوله تعالى واقيموا الصلاة واتوا الزكاة هذا قدر لا بد من العلم به ولا يعذر احد عند القدرة وامكان التعلم في جهله اذا ضابط ذلك هو كل ما يجب اعتقاده او العمل به الضرب الثالث قال وتفسير يعلمه العلماء وهذا ما يرجع الى استنباط الاحكام ادراك دقائق المعاني او الجمع بين النصوص وحمل العام على الخاص او المطلق على المقيد او المجمل على المبين وما الى هذه المعاني مما ينفرد بعلمه اهل العلم مما ينفرد بعلمه اهل العلم والعامي الجاهل بمنأى عن هذا القدر ليس عنده اه ادراك لهذا القدر ولا فهم له. وكونه يميز ان هذا ناسخ وهذا منسوخ ما الى ذلك هذا كله مما يعلمه العلماء اما الامر الرابع فقال وتفسير لا يعلمه الا الله وذلك هو حقائق الغيب الذي استأثر الله سبحانه وتعالى به هذا شيء لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى سواء تعلق هذا بكيفية او تعلق هذا بعدد او تعلق هذا بوقت فمثلا صفات الله سبحانه وتعالى لها كيفية ولا شك ولكن كيفية ذلك علمها الى الله سبحانه وتعالى فاذا كنا نعلم ما معنى كلمة ما معنى كلمة استوى استوى على العرش فاننا نجهل بكل تأكيد كيف استوى سبحانه وتعالى؟ كنه ذلك وحقيقته هذا امر مما استأثر الله سبحانه به كذلك ما يرجع الى الغيب من جهة التوقيت فمتى الساعة يسألونك عن الساعة ايان مرساها متى وقت هذه الساعة في اي وقت على وجه الدقة ستقوم الساعة نقول ان هذا مما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه كذلك ما يرجع الى اعداد وما يعلم جنود ربك الا هو. كم جنود ربنا سبحانه وتعالى هذا غيب استأثر الله سبحانه وتعالى به. اذا هذه الحقائق التي ترجع الى ما استأثر الله سبحانه وتعالى بعلمه من الغيب شيء لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. قال من ادعى علمه فهو كاذب وهذا القدر ليس من الاثر الموقوف الذي خرجه الطبري رحمه الله في تفسيره انما هو من قدر او انما هو من حديث مرفوع بهذا المعنى اخرجه الطبري رحمه الله عقيب اخراجه لاثر ابن عباس لكنه ليس بصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والمقصود ان في اخر بالحديث المرفوع الضعيف من ادعى ماذا من ادعى علمه فهو كاذب لكن المعنى لا شك انه صحيح. كل من ادعى كل من ادعى ان عنده علما من الغيب الذي استأثر الله سبحانه وتعالى به واخبر انه لا يعلمه الا هو جل وعلا فلا شك انه متكلم بالكذب لا بالصدق. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد روي عن مجاهد وطائفة ان الراسخين في العلم يعلمون تأويله. نعم روي عن المجاهد رحمه الله كما اخرج ذلك ابن جرير رحمه الله في تفسيره انه قال في قوله تعالى والراسخون في العلم قال يعلمون تأويله ويقولون امنا به كل من عند ربنا. قال والراسخون في العلم؟ قال هنا يعلمون تأويله ثم تلا قوله ماذا ويقولون امنا به كل من عندي ربنا. وقل مثل ذلك فيما اخرج ابن جرير رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال في في هذه الاية انا ممن يعلم تأويله انا ممن يعمل ممن يعلم تأويله ولا شك ان هذا الاثر او ما قبله انما هو جار على وجه الوصل لا الوقف وهو الذي يفسر فيه التأويل بالتفسير وهو الذي يفسر فيه التأويل بالتفسير. فالله عز وجل يعلم هذا التفسير كما ان العلماء الذين علمهم الله عز وجل يعلمون التفسير وذلك ما ذكر ابن مجاهد رحمه الله وابن عباس وغيرهما من اهل العلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وقد قال مجاهد اردت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحته الى خاتمته اقف عند كل اية واسأله عن تفسير في نسخة اخرى وهذه الرواية المشهورة اقفه بعض الناس يقول اوقفه اوقفه كلمة غير صحيحة لغة الصحيح اقف الصحيح اقف وهو الذي يستعمل في الدارجة بمعنى اوقفه ولكن هذا ليس صحيحا لغة. المقصود ان مجاهدا رحمه الله يذكر انه كان قد عرض هذا المصحف الجليل العظيم على ابن عباس رضي الله عنهما من فاتحة الكتاب الى خاتمته سورة الناس يسأله عن كل اية في كتاب الله سبحانه وتعالى وجاء عنه في بعض روايات هذا الاثر ان هذا العرض قد تكرر منه رحمه الله لم يكن منه مرة واحدة بل اكثر يقفه عند كل اية فيسأله عنها وذلك الحبر البحر رضي الله عنه يجيب ويفسر ويبين المعاني رضوان الله عليه اذا هذا يدلك على ان اهل العلم الراسخين بامكانهم ان يعلموا تفسير كتاب الله عز وجل. وهذا قدر متفق عليه ولا ينبغي الاختلاف فيه ولذا تجد ان اهل العلم بالتفسير يتكلمون عن كل القرآن لا تجد ان الراسخين في علم التفسير يأتون الى اية من كتاب الله عز وجل ويقولون نحن نقف ها هنا. هذا قدر لا يعلم تفسيره الا الله سبحانه وتعالى. انما تجدهم يتكلمون عن كل القرآن من جهة من جهة المعاني ومن جهة استنباط الاحكام. ولا يقولون هذا الكلام انما هو من قبيل الطلاسم والكلام الاعجمي الذي لا يدرى ما هو ولا يفهمه ولا يعرف معناه ولا يعلم تأويله الا الله سبحانه وتعالى. لا يعلم تأويله بمعنى لا يعلم تفسيره. هذا لا تجده في كتب العلماء لا عند المتقدمين ولا عند المتأخرين انما تجدهم يتكلمون عن كتاب الله عز وجل في كل كلمة وفي كل آآ اية في كتاب الله سبحانه وتعالى. هذا دليل على ماذا دليل على ان القرآن كله مما يمكن فهم معناه هذه قضية لا ينبغي الاشتباه فيها بحال من الاحوال. وكل من زعم ان فيك ان في كتاب الله سبحانه وتعالى كلام ان في كتاب الله سبحانه كلاما انزله لا يعلمه الا هو سبحانه وتعالى فانه سيترتب على هذا لوازم عظيمة والمؤكد انه لم يستحضر هذه اللوازم من اعظم ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو كلاما لا يفهم معناه من اعظم ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتلو كلاما لا يعلم معناها ولا شك ان هذا فيه من الغض بقدره عليه الصلاة والسلام ما هو بين واضح اذا كان الله عز وجل قد بين فساد حالي الذين لا يعلمون الكتاب الا اماني انما هم يقرأون ويرفعون اصواتهم بالقرآن لكنهم لا يفهمونه وكانت حالهم حالا مشينة مذمومة في كتاب الله سبحانه وتعالى فكيف تضاف هذه الحال الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شك ان هذا امر لا يجوز وظن لا يليق بقدر النبي صلى الله عليه وسلم واذا كان هذا صفات مع انك لو سألتهم عن دليل واحد على هذا لن تجد لهذا جوابا اذا المتشابه ايات الصفات والتأويل يعلمه العلماء وهو صرف اللفظ عن ظاهره. وبناء على هذا وجدوا ان المجال مفتوح صحيحا كما يزعمون في ايات الصفات ويقولون ان معناها لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلمه لان الاية فيها وما يعلم تأويله الا الله. اذا هذا شيء مختص بالله. اذا ينبغي ان يكون الحال ايضا وهذا وجه اخر. ينبغي ان يكون حاله كذلك فيما تكلم به هو عليه الصلاة والسلام من احاديث الصفات فاذا تكلم النبي صلى الله عليه وسلم باحاديث النزول وهي بالعشرات اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم على هذا القول يتكلم بما لا يفهمه ولا يعرفه وكيف يظن هذا في حق احاد الناس فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو المبلغ عليه الصلاة والسلام الذي هو اعلم الخلق بالله الذي هو اتقى الناس واشدهم لله خشية كيف يظن هذا؟ ان يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلام لا يفهمه ولا يدرك معناه اذا هذا وغيره من المفاسد تترتب على القول بان في كتاب الله سبحانه وتعالى كلام يجهله جميع الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن بعد من الصحابة والتابعين واتباعهم واهل مجرة. هذا القول لا شك في فساده وضلاله وانحرافه كما سيتبين معنى اكثر ان شاء الله فيما سيأتي. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله ولا منافاة بين القولين عند التحقيق فان لفظ التأويل قد صار بتعدد الاصطلاحات مستعملا في ثلاثة معان. يريد المؤلف رحمه الله ان يبين لك فيما سيأتي ان قراءة الوقف التأويل فيها له معنى وان قراءة الوصل التأويل فيها له معنى اما تأويل اما التأويل على قراءة الوقف فالمراد به الحقيقة التي يؤول اليها الشيء كما سيفسره ان شاء الله اما على قراءة الوصل فالتفسير فيها فالتأويل فيها هو التفسير فالتأويل فيها هو التفسير لكنه حتى يتم القسمة ذكر ان التأويل في اصطلاح بس المشهور انه يرجع الى ثلاثة معان اثنان منها صحيح وعليهما تحمل وعليه ما يحمل وجه الوقف والوصل. اما الوجه الثالث وهو المقدم في ما ذكر رحمه الله فسيبين لك انه اصطلاح غير صحيح وهذا الذي اعتمد وهذا الذي اختاره الفريقان المؤولة والمفوضة كما سنتكلم عنه ان شاء الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله احدها هو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه واصوله ان التأويل هو صرف اللفظ عن الاحتمال الى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به. وقد يعرفونه بانه حمل الكلام على خلاف ظاهره لدليل يدل عليه حمل الكلام على خلاف ظاهره لدليل يدل عليه قيل هذا وقيل هذا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله وهذا هو الذي عناه اكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات وترك تأويلها وهل هذا محمود او مذموم وحق او باطل وهذا استعمال مولد ليس من الاستعمال الفصيح العرب الذين سلم لسانهم والذين يحتج بقولهم والذين نزل القرآن بلغتهم وتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسانهم لم يكونوا يعرفون هذا المعنى ان التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره او انه آآ حمل الكلام او صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح هذا معنى محدث لم يكن عليه لسان العرب وقت نزول الوحي وعليه. فهل يجوز ان نحمل كلام الله عز وجل على هذا المعنى المولد المحدث اجيبوا يا جماعة ذكرت لكم مثالا في دروس سابقة ايجوز لانسان ان يقرأ قوله تعالى في سورة يوسف وجاءت سيارة فيحملها على هذه السيارة التي نعرفها في لسان التخاطب اليوم الجواب لا ولماذا الجواب ان هذا معنى محدث لم يكن عليه لسان التخاطب عند العرب وقت نزول الوحي انما السيارة يعني القافلة التي تسير الجماعة الذين يسيرون وصلوا الى هذا البئر وجاءت سيارته اذا كما نقول في كلمة السيارة نقول كذلك في كلمة التأويل فالمؤولة حينما قالوا ان الصحيح في الاية هو الوصل ارادوا بالتأويل هذا المعنى وعليه فانهم قالوا ان هذا التأويل الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره الى غيره يعلمه العلماء وهو الذي نقول به وبنوا هذا على ان المتشابه نصوص الصفات منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. ما هي؟ تجد انهم يجمعون على كلمة واحدة ان هذا المتشابه هو ايات ما معنى يتأول القرآن؟ يعني يمتثل قول الله سبحانه فسبح بحمد ربك واستغفره اذا هذا هو التأويل على هذا المعنى ومن لطيف ما يذكر هنا ما روى سفيان الثوري رحمه الله لكي يخوضوا في كتاب الله سبحانه وتعالى تأويلا بل تحريفا لنصوص الصفات والعمدة عندهم على ماذا واخر متشابهات ثم وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. اذا لنا حجة ان نصرف هذه النصوص عن ظاهرها. وهذا من اسس وعمد الانحراف في باب الاسماء والصفات فكن على ذكر من هذا الامر وقد اخطأوا مرتين اخطأوا حينما ادخلوا ايات الصفات في المتشابه واخطأوا ثانيا حينما زعموا ان التأويل وهذا الاصطلاح المتأخر الذي هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح الى الاحتمال المرجوح على كل حال هذا معنى مولد محدث لم يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تكلم به ولم يعرفه اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تكلموا به. بل انقضت القرون الثلاثة المفضلة دون الكلام فيه لا يعرف هذا عن الائمة الاربعة او من في هذه الطبقة انما هو امر محدث بعد ذلك هذا ينبغي ان تكون على ذكر آآ به يرعاك الله. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والثاني ان التأويل بمعنى التفسير وهذا هو الغالب على اصطلاح مفسر القرآن كما يقول ابن جرير وامثاله من المصنفين في التفسير واختلف علماء التأويل فمجاهد امام المفسرين قال الثوري اذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به وعلى تفسيره يعتمد الشافعي واحمد ابن حنبل والبخاري وغيرهم فاذا ذكر انه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره. هذا هو المعنى الثاني وهو معنى صحيح ومستعمل في لغة العرب بل جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى قال سبحانه ويعلمك من تأويل الاحاديث. التأويل ها هنا هو التفسير ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبره يعني التفسير. هكذا دعا النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما. فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل. اذا هذا معنى صحيح وهو ان نقول ان ان التأويل هو التفسير وهل هو مرادف له من كل وجه او بينهما فرق دقيق هذا بحث لغوي آآ محله البحث في فقه اللغة لكن في الجملة التأويل هو التفسير وهذا ما نص عليه جماعة من اهل العلم وهو الدارج في كلامهم كما تجده في كلام ابي عبيد القاسم ابن سلام كما تجده في كلام ابن جرير الطبري قد اكثر منه في تفسيره الى غير ذلك من ائمة اهل العلم بعض اهل العلم كالراغب الاصفهاني رحمه الله في المفردات رأى ان التفسير اعم من التأويل والمقصود انهما متقاربان في المعنى وهذا الذي دلت عليه الادلة التي ذكرت لك. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الثالث من معاني التأويل هو الحقيقة التي يؤول اليها الكلام كما قال تعالى فلينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويل يقول الذين نسوه من قول قد جاءت رسل ربنا بالحق فتأويل ما في القرآن من اخبار المعاد هو ما اخبر الله تعالى به فيه مما يكون من يوم القيامة والحساب والجزاء والجنة والنار ونحو ذلك كما قال في قصة يوسف لما سجد ابواه واخوته وقال يا ابتي هذا تأويل رؤياي من قبل. فجعل عين ما فجعل عين ما وجد في الخارج هو اينما وجد في الخارج هو تأويل الرؤيا. هذا هو المعنى الثالث وهو الحقيقة التي يؤول اليها الكلام ومعنى هذا ان الكلام ينقسم الى قسمين ينقسم الى طلب والى خبر ينقسم الى طلب والى خبر تأويل الطلب على هذا المعنى هو امتثاله القيام به اذا قال الله عز وجل واقيموا الصلاة فان تأويل هذه الاية هو ان تصلي ان تقيم الصلاة اذا تأويل الكلام الطلبي هو امتثاله تطبيقه العمل به واما الكلام الخبري فان تأويله هو معناه نفسه هو معناه نفسه يعني اذا اخبر الله عز وجل انه سيكون كذا وكذا يوم القيامة تأويل ذلك ها وقوعه هذا الذي ذكره الله عز وجل واخبر به اذا وقع كان هذا الوقوع هو التأويل ومنه قوله تعالى هل ينظرون الا تأويله يوم يأتي تأويله يعني يوم يقع ما اخبر الله عز وجل به يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق وكما سيأتي معنا ان شاء الله في حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في الصحيحين كان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ان يقول سبحان ربي العظيم وبحمده اللهم اغفر لي سبحان ربي الاعلى وبحمده اللهم اغفر لي قالت رضي الله عنه عقب ذلك يتأول القرآن فان الربيع يحب السكر عقب على هذا الثوري رحمه الله قال يتأول قوله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون فما معنى قوله يتأول هذه الاية؟ يعني يمتثل اه هذه الاية يعمل بها يطبق ما جاء فيها فهذا هو التأويل على هذا المعنى لعلنا نقف عند هذا القدر ولنا تتمة ان شاء الله لما ذكر المؤلف رحمه الله في الدرس القادم بعون الله عز وجل وتوفيقه. اسأل الله سبحانه ان يوفقنا لصالح القول والعمل