في التفسير اصلا كعروة ابن الزبير. من التابعين وبعضهم لا يتكلم الا في المعلوم من القرآن كابن المسيب يعني ان ابن المسيب لا يتكلم الا فيما عنده فيه اه اسناد واثر. وما ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب باب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه انزيل من حكيم حميد. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه والولا. اما بعد آآ فهذا هو المجلس الخامس من مجالس شرح الركيزة. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا فيه بما فيه الخير وقد وصلنا الى آآ الطريق الرابعة من طرق تفسير القرآن وهي تفسير القرآن باقوال التابعين وتعرظنا لتفسيرهم القرآن بالاسرائيليات وبينا معنى الاسرائيليات وما يقبل منا وما يرد ثم ذكرنا من هو المكثر من رواية الاسرائيليات من المفسرين ومن هو المقل؟ ووصلنا الى قول المؤلف آآ والتثريب على من يروي ما ما جازت روايته من اخبارهم غير سديد. كيف وقد دلت النصوص جوازه وقد تتابع عليه الائمة وقد كان من عادتهم رواية القصة بما فيها لاثبات اصلها الموافق للقرآن دون النظر للتفاصيل التي لا يمكن اثباتها الا عن معصوم. يقول المؤلف ان التثريب والعيب على من يروي ما جاز روايته من اخبار بني اسرائيل هذا غير سديد. لان هؤلاء الائمة قدروا هذه الاشياء. وهم آآ يعني اورع الامة فلا ينبغي لنا ان نكون يعني في منزلة اورع منهم ونقول لا نروي عن بني اسرائيل شيئا. والنبي صلى الله عليه وسلم قد اذن لنا ان نروي عنهم ايضا. فلا ينبغي لنا ايضا ان نقول لا يروى عنهم شيء. فما جازت روايته يروى ولا شيء فيه. وقد كان من عادة السلف او عادة المفسرين ان يرووا القصة بما فيها لاثبات اصلها الموافق للقرآن الكريم. بمعنى انهم قد يذكر في القرآن قصة فيأتون رواية بني اسرائيل لها وتكون فيها تفاصيل كثيرة جدا وقد يكون بعض هذه التفاصيل مستنكرا غير مقبول. فالسلف انما رووا هذه القصة عند بني اسرائيل ليس لاجل هذه التفاصيل وانما لبيان ان هذه القصة موجودة عند بني اسرائيل كما هي موجودة في القرآن فهو لبيان آآ ان هذه القصة مثبتة عند اهل الكتاب كما هي موجودة في القرآن الكريم قد قال الله عز وجل ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون. اه فبه يعرف ما هو الحق وما هو وخلافه من القصص التي ذكرها بنو اسرائيل. يقول المؤلف وقد تسامح العلماء في اسانيد التفسير عن الصحابة والتابعين. هذه مسألة مهمة جدا وهي من المسائل التي كثر الخوض فيها في هذا العصر. وذلك من جهة هل نعامل اسانيد التفسير كمعاملتنا للاسانيد التي تروى بها احاديث النبي صلى الله عليه وسلم او ان الامر فيه سعة. فالعلماء رحمهم الله المحققون الاثبات يرون ان اسانيد التفسير ليست بمنزلة الاسانيد عن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث التشديد في الرواية. ولذلك يقول المؤلف وقد تسامح العلماء في اسانيد التفسير يعني الصحابة والتابعين ولم يشددوا. لماذا؟ لانه ليس كلاما للمعصوم. يعني ليس كلاما للنبي صلى الله عليه وسلم بل هو كلام للصحابة ولان التشديد يفضي الى الحرج. بحيث لا ينقل الينا كثير من العلم ونتردد في قبول كثير من الاقاويل التي لم تحظى بها اسانيد صحيحة وهذا يحرجنا ويلغي كثيرا من المرويات التي عندنا. فمثلا رواية علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس منقطعة لا يعرف من روى علي بن ابي طلحة عن ابن عباس يعني بشكل آآ متيقن وانما يقول العلماء ان المروي عنه هو سعيد ابن جبير وعكرمة ومجاهد ونحوهما ونحوهما. فالمقصود اننا لا نشدد كثيرا. طيب لماذا؟ قال ولان الاصل المعنى الاصل في التفسير هو المعنى. والمعنى معروف من جهة اللغة والسياق ونحوهما. انما نحن نأتي بكلام الصحابة والتابعين لنؤكد ان هذا المعنى الذي فهمنا والذي وصل الينا صحيح وانه آآ مسند ومدعم من اقوال الصحابة والتابعين. ولانه لا يترتب على ذلك حلال ولا حرام غالبا. فالتشديد عند العلماء يكون في امر الحلال والحرام. اما المعاني فالامر فيهما ايسر حيث ان الانسان يستطيع الوصول الى المعنى عبر السياق واللغة وبعض القرائن الاخرى فيأتي كلام الصحابي والتابعي اه مؤكدا واه اه داعما لما وصلني او فهمناه من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول المؤلف في جملة مهمة ايضا وتجريد من المرويات التي لا تثبت بموازين المحدثين جناية كبيرة لم يعملها المتقدمون. حيث عمد بعض المعاصرين الى تجريد كتب التفسير من الروايات التي عليها كلام وهي من مرويات عن الصحابة او التابعين هذه جناية الحقيقة لان العلماء الاثبات والائمة الكبار قد نقلوها ورووها. فلا يجوز لنا نحن في هذا العصر ان نلغيها بحجة انها لا تثبت عند النقد بميزان نقد الاحاديث النبوية. بل الامر ايسر من ذلك. ولذلك العلماء تسامحوا في رواية السير اه والمغازي ورواية التفسير ورواية الفتن والملاحم تسامحوا فيها لانه لا يترتب عليها حلال ولا حرام والامر فيها واسع ولان اه الناس لا يشددون في روايتها فيقبلون من روى فيها شيئا وان لم بذاك وهذا مثل الان في واقعنا نستطيع ان نقول مثل لو ان انسانا قال لنا آآ مثلا عن الشيخ مثلا ابن باز انه كان يصلي في الليلة آآ بمقدار ساعتين يقوم من الليل بمقدار ساعتين. تجد اننا لا نشدد ولا نقول من حدثك بهذا ولا من قال لان العادة ان مثل هذا متوقع من مثل هذا الرجل مثلا. لكن لو قال لك احد ان الشيخ ابن باز رحمه الله اه يرى ان شرب الدخان مكروه. وهذا خلاف الفتوى المعمول بها مثلا في بلادنا تقول تعال من حدثك بهذا؟ من اين جئت بهذا الكلام؟ فهنا تعلم هنا تفرق انت بذاتك بين هذا الخبر وذاك الخبر وتطلب الاسناد في الخبر الثاني ولم تطلبه في الاول. فكذلك هذا. قال والتشديد معتبر يعني التشديد في الاسانيد معتبر اذا كان التفسير مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز ان يروى عنه الا ما قاله عليه الصلاة والسلام. او كان مثله لا يقال بالرأي كان يكون من المغيبات فلا يجوز لنا ان نقول على الله بغير علم. او كان في الحلال والحرام لان امر الحلال والحرام امر عظيم فلا يجوز ان يقبل فيه الا ما ثبت فعلا. او تعارظت الروايات عن المفسر يعني كأن يكون ابن عباس عنده رواية ورواية اخرى معارضة لهذه الرواية فهنا نبحث عن الاسانيد ونشدد او قال المروي منكرا الذي روي فيه نكارة امر لا يقبله العقل او لا يتسق مع الشرع او مقاصد الشرع هنا نشدد في الرواية ونبحث عن الاسانيد. او كان المروي مخالفا لنص او اجماع فهنا نشدد في الرواية او كان مخالفا للمشهور عند العرب. يعني في معاني كلامهم او كان المروي في اثبات قراءة فهنا نشدد ايضا في الرواية. هذه الاشياء نشدد في روايتها. واما ما سواها فاننا نتساهل ليس بمعنى ان نقبل ما هب ودب ولكن ان لا تكون الموازين هي ذات الموازين التي نقبل فيها تفسير نقبل وفيها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم ننتقل بعد هذا الى الطريق الخامسة من طرق تفسير القرآن وهو تفسير القرآن بالرأي الاجتهاد. يقول المؤلف وهو جائز اذا كان من اهل يعني اذا كان من اهل العلم المعروفين. اه وافق اللغة يعني كان موافقا للغة العرب ومعانيها. ولم يخالف ما هو اقوى منه. لم يخالف تفسيرا للقرآن بالقرآن وللقرآن بالسنة باقوال الصحابة والتابعين. وطابق القواعد المعتبرة التي وضع العلماء والتي سنقرأ شيئا منها في اخر هذه الرسالة التي نسأل الله ان يبارك فيها. قال والخلاف في قبوله اي التفسير بالرأي. والخلاف في قبوله ورده اقرب الى اللفظي يعني من قبل ومن رد تجد انك عندما تنظر نظرة ثاقبة تجد ان آآ الخلافة اشبه ما يكون باللفظ كيف يكون باللفظي؟ يعني الذي قال ان التفسير بالرأي حرام. قصد التفسير بالرأي المبني على الهوى والذي قال ان التفسير بالرأي جائز لم يقصد التفسير المبني على الهوى وانما قصد التفسير المنضبط بضوابط اللغة والشرع ومتسق مع اه تفسير القرآن ومع السياق وغيره فالذي حرم والذي اباح لم يتوارد كلامهم على ذات واحدة. بل على شيء موصوف يعني التفسير بالرأي الموافق للهوى هذا لا يجوز. تفسير بالرأي الذي لا يوافق الهوى الاول قد يفهم من انه يقول لا يجوز وهو لا يريد ذلك. بدليل اننا نجد بعض الذين شددوا في التفسير بالرأي قد فسروا بالرأي. وقبلوا تفسير من قبلهم او ومن بعدهم بالرأي. لان من اجازه اي اجاز التفسير بالرأي اراد الرأي الممدوح. ومن حرمه اراد الرأي يالمذموم يقول المؤلف وقد بالغ في التورع عن القول في التفسير اقوام خشية القول على الله بغير علم والوقوع في المذموم من الرأي. يعني ان بعض السلف بالغوا في التورع عن القول في التفسير تورعا منه بدليل ان كثيرين من السلف يعني تكلموا في التفسير ولم آآ يعني آآ يحصل منهم كلا كالذي حصل من هؤلاء ولم يعرف ذلك بالصحابة. يعني لم يعرف ان احدا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حصل منه ذلك الشيء اي ذلك الورع وانما ظهر هذا في طبقة التابعين وانما ظهر في طبقة التابعين من لا يتكلف من لا سوى ذلك لا يتكلم فيه. وكانوا اذا سألوه في الحلال والحرام تكلم. او في حديث رسول الله تكلم. واذا قالوا له ما تقول في قول الله عز وجل او يقول احيانا اسألوا من يقول انه آآ لا يخفى عليه من تفسير القرآن شيء اظنه يعني بذلك اه عكرمة اه رحمه الله. والقول في التفسير بغير علم اي من دون دليل ولا مستند او بهوا يعني بما يوافق الهوى. سواء كان هذا الهوى شهوة او كانت شبهة والعياذ بالله او بدعة القول في التفسير بغير علم او بهوا محرم. هذا بلا شك. والعلماء تواردوا على ذلك واتفقوا عليه ووردت في النهي عنه اي عن التفسير بالرأي احاديث ضعيفة. اي اسانيدها ضعيفة. ومعانيها حق اي معانيها اه حق. دلت عليها الايات. اه يعني ان معاني تلك الاحاديث التي حرمت علينا ان نتحدث في تفسير القرآن بالرأي المجرد او بمجرد الهوى حق. ولو كانت تلك الاحاديث ضعيفة الا ان المعنى الذي دلت عليه حق لان القرآن قد دل على ذلك كما في قوله سبحانه وتعالى قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. كقوله سبحانه وتعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا. والذين فسروا القرآن بالرأي المذموم لا يخرجون عن صنفين. وهذه قاعدة مهمة جدا. كل من فسر القرآن برأي مذكور من المتقدمين او المتأخرين لا يخرجون عن احد صنفين الصنف الاول من اعتقد معاني يعني اعتقد شيئا في نفسه ثم اراد ان يحمل الفاظ القرآن عليها فهو قد دخل القرآن وعنده عقيدة سابقة. عنده شيء يريد من القرآن ان يوافقه عليه. فهذا احد اسباب الضلال بلا شك قال سواء سلب لفظ القرآن ما دل عليه او حمل له على ما لم يدل عليه. يعني سواء الغى معنى اه كلام الله عز وجل الظاهر سلب. لفظ القرآن ما دل عليه كالذي يقول مثلا وجوه اه ناظرة الى ربها ناظرة الى ربها ناظرة ليست اه الى هنا بمعنى حرف الجر وانما الى جمع آآ الية او كذا بمعنى نعم ربها ناظرة او حمله على ما لم يدل عليه. يعني اضاف اليه معنى لا يدل عليه القرآن سواء كان هذا او كان هذا. واذا كان المعنى الذي ذكروه صحيحا في نفسه كان خطأهم في الدليل. يعني لو كان المعنى الذي ذكروه صحيحا في نفسه كان الخطأ هنا في كونهم استدلوا بهذه الاية. مثل لو قال انسان الربا محرم لان ان الله قال اياك نعبد واياك نستعين. قلنا صحيح ان الربا محرم لكن ليس دليل ذلك هو قول الله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. واذا كان ما ذكروه فاسدا كان الخطأ في الدليل والمدلول. يعني لو قال انسان الربا جائز. لان الله قال اياك نعبد واياك نستعين. قلنا ما ذكرتموه فاسد والدليل الذي ذكرتموه لا يصح ان يكون دليلا لهذا الذي ذكرتموه. فهو خطأ في الدليل وفي المدلول. هم هؤلاء يمكن ان يحصل منهم آآ خطأ في الدليل وحده او في المدلول وهذا موجود عند كثير من من اخطأوا في تفسير القرآن. الثاني من آآ الصنف الثاني ممن فسروا القرآن تفسيرا بالرأي المذموم من فسر القرآن بمجرد ما تدل عليه اللغة وحدها. يقول هنا من فسر القرآن مجرد ما يسوغ في اللغة ويستشهدون على ذلك ببعض تصرفات ابي عبيدة معمر ابن المثنى في كتابه مجاز القرآن وقد انكروا عليه. يعني ما يصلح ان نفسر الاية بمجرد المدلول اللغوي لان هناك اشياء اخرى يجب مراعاتها عند تفسير اللفظ. فاحيانا تجد الكلمة الواحدة عشر معاني الواوية على ايها يراد ما هو المراد منها في التفسير؟ تجد انه معنى واحد او معنى او معناه فلا يجوز ان نحمل الاية المعاني لانها لا تتناسب مع السياق او لا تتناسب مع اسلوب التنزيل ومقاصده او كلام المفسرين او نحو ذلك. قال وقد انكروا عليه اي على ابي عبيدة معمر المثنى اذ لا بد من اعتبارات اخرى يصح بها التفسير كالتفسير بالقرآن قال وبالسنة ومراعاة السياق واسباب النزول ومراعاة الاشهر ونحو ذلك. يعني ان هناك اعتبارات اخرى غير اللغة لابد من اعتبارها عند التفسير كاسباب النزول مثلا او السياق او آآ تفسير القرآن بالقرآن او بالسنة او او النظر الى مقاصد الشريعة او الى عادات القرآن ووجوهه. وكذلك مراعاة المتكلم آآ كذلك انه ليس كل ما يقصده الاعرابي من المعاني يمكن ان يقول به الشارع الحكيم. فالاعرابي عنده سعة في هذه اللغة يعبر باللفظ اه في عدد من المعاني ويعني يمكن حملها على معان هو يريدها لكن في نص الشارع لابد من التقيد بالمعنى الذي اراده الشارع وهذا لابد له من عوامل اخرى ينظر في التفسير اليها اه واحد منها اللغة والباقي اشياء اخرى قد تقدم ذكرها لعلنا بهذا نكون انتهينا من هذا اللقاء الخامس ونلتقيكم ان شاء الله على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته