قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين ها انا من المشركين بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. فضل التوحيد. اخرج الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر امثالها من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وازيد وقيل وازيد. ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها او اغفر اذا الاولى ازيد. هنا او اغفر هذا من رحمة الله بنا الحسنة بعشر امثالها ويزيد والسيئة بمثلها وقد يعفو سبحانه وتعالى. ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن اتاني يمشي اتيته هرولة ومن لقيني بقراب الارض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة لقيته بمثلها مغفرة. هذا في فضل التوحيد وهذا ينبغي ان يقيد بشيء قيدته به الايات لمن اشاء لان الله قال ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فمن الممكن ان تأتي بذنوب امثال الجبال ولكنك تأتي موحدا لست بمشرك لم تدعو مع الله الها اخر ربي قادر على ان يغفر لك كل ما تقدم دل على ذلك قوله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وهنا اللفظة من لقيني بقراب الارض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة ففيه فضل التوحيد لكن مقيد بماذا بمشيئة الله وقد دلت على هذا المعنى نصوص متعددة منها في شأن الكبائر بايعوني على الا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا اولادكم ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين ايديكم وارجلكم ولا تعصوا في معروف فمن اصاب من ذلك شيئا فعوقب به فهو كفارة له ومن اصاب من ذلك شيئا فستره الله فامره الى الله. ان شاء عاقبه وان شاء عفا عنه. ودل على هذا المعنى ايضا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ممن كان قبلكم رجل لم يبتئر خيرا قط لم يعمل خيرا قط فلما حضرته الوفاة قال لاهله ان الابعد لم يبتئر خيرا قط وان لقيني الله ليعذبني عذابا لا يعذبه احدا من العالمين فاذا انا مت فحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في اليم في يوم عاصف ذي رياح في يوم صائف ذي رياح ذلك لان ربي لو قدر علي ليعذبني عذابا لا يعذبه احدا من العالمين فلما مات وفعلوا به ذلك قال الله له كن رجلا فاذا به رجل قائم بين يدي الله قال ما حملك على ما صنعت؟ قال مخافتك يا ربي فغفر الله له فقد يعذب الله على شيء يسير وقد يعفو ربنا عن جبال من الذنوب يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء. دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الارض فربنا يعذب من يشاء ويرحم من يشاء لا معقب لحكمه وهو فعال لمن يريد. اخرج النسائي بسند صحيح الى ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مجادلة احدكم في الحق يكون له في الدنيا باشد مجادلة من المؤمنين لربهم في اخوانهم الذين ادخلوا النار قال يقولون ربنا اخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فادخلتهم النار يجادلون في هذا جدالا شديدا يجادلون سبحان الله تجادلون ربهم في الاخرة في شأن اخوانهم الذين ما دخلوا النار يكررون الطلب هذا المراد هنا بالمجادلة تكرير الطلب كما قال بعض العلماء فالله اعلم. لكن على ظاهر النص ما مجادلة احدكم في الحق يكون له في الدنيا باشد مجادلة من المؤمنين لربهم في اخوانهم الذين ادخلوا النار يقولون ربنا اخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فادخلتهم النار فادخلتهم النار قال فيقول اذهبوا فاخرجوا من عرفتم منهم فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم فمنهم من اخذته النار الى انصاف ساقيه ومنهم من اخذته الى كعبيه فيخرجونهم فيقولون ربنا قد اخرجنا من امرتنا قال ويقول اخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الايمان ثم قال من كان في قلبه وزن نصف دينار حتى يقول من كان في قلبه وزن ذرة وزن زرة من الايمان اخراج اهل التوحيد من النار اخرج البخاري بسنده الى ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال واسمه سعد بن ما لك بن سنان سعد بن مالك بن سنان عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال يدخل اهل الجنة الجنة واهل النار نارا ثم يقول الله تعالى اخرجوا من كان في قلبه مثقال قالوا حبة من خردل من ايمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحيا او الحياة. شك مالك فينبتون كما تنبت الحبة في جانب بالسيل الم تر انها تخرج صفراء ملتوية هكذا اهل النار اضافة الى ما ذكر وهو الحديث الاخير اذ هو في الباب حديث البطاقة وفضل لا اله الا الله ومثال لرجل اراد الله ان يغفر له. قال الترمذي بسنده الى عبدالله بن عمرو بن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله سيخلص رجلا من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة سيخلص رجلا من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة. يعني يستخرجه من بين الناس. يستخرجه يخرجه من بين الناس حتى يراه الناس فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا او سجلا سجلا يعني تفتح سجلاته الاوراق والصحائف التي كتبت فيها اعماله كما قال تعالى واذا الصحف نشرت كل سجل مثل كل سجل مثل مد البصر سم يقول اتنكر من هذا شيئا؟ السيئات كلها مكتوبة في سجلات طويلة كما قال تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها وكما قال ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك وكما قال وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستتر قال اتنكر من هذا شيئا اظلمك كتبت الحافظون فيقول لا يا رب فيقول افلك عذر افلك عذر فيقول لا يا رب فيقول بلى ان لك عندنا حسنة فانه لا ظلم عليك اليوم فتخرج بطاقة فيها اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله نشهد ان لا اله الا الله ونشهد ان محمدا عبده ورسوله فيقول احضر وزنك. فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال انك لا تظلم قال فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء هذا مثال لرجل اراد الله ان يغفر له. والا فاذا لم يرد الله ان يغفر له سيؤاخذه وقال بعض العلماء ان كلمة لا اله الا الله التي صدرت من هذا الرجل كان مخلصا فيها تمام الاخلاص ليس باللسان فقط انما كان مخلصا فيها من كل قلبه وكذا شهادته ان محمدا رسول الله فللإخلاص الشديد في هذه الكلمة طيرت الصحف فاذا قيل هل يكون الشخص مخلصا محبا لله ورسوله وتصدر منه ذنوب نعم قد يحدث بل قد تصدر منه كبائر دل على ذلك ان رجلا يقال له حمار لقبه واسمه عبدالله كان مشهورا باضحاك النبي عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يضحك النبي يذكر ولم احرر السند انه كان عارض اذا وجد هدية تباع اشتراها واهداها للرسول عليه الصلاة والسلام. ازا لم يكن معه مال اشتراها بالدين فاذا جاء صاحبه يطالبه بالدين اخذه وقال للرسول ادفع ثمن الهدية يا رسول الله كان مشهورا بشيء من لكن هذا الرجل كان يكثر من شرب الخمر يشرب الخمر ويؤتى به فيجلد ويرجع ثانية يشرب الخمر يؤتى به ويجلد. وهكذا متكرر هذا الامر فقال بعض الصحابة لعنك الله ما اكثر ما يؤتى بك فقال عليه الصلاة والسلام لا تلعنوه فانهما علمت يحب الله ورسوله قد يحب الله ورسوله لكن ضعيف امام هذه الخصلة ضعيف امام هذه الخصلة لا تلعنوه فانه ما علمت يحب الله ورسوله. وفي رواية اخرى لا تكونوا عونا للشيطان على على اخيكم فالاخلاص قد يضيع كل الزنوب بفضل الله فالاخلاص له شأن عظيم فلا اله الا الله محمد رسول الله هذا وجزاكم الله خيرا وصلي اللهم على نبينا محمد وسلم والحمد لله رب العالمين