والتنقيب في ما قد كتب لك او عليك لا سبيل لك للعلم به قد اخفى الله عنك القدر لكن ما الذي ينبغي ان ان تمعن فيه التفكير وتجيل فيه التدبير؟ الشرع بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اللهم اغفر لشيخنا وبارك له في علمه واغفر لنا ولجميع المسلمين المصنف رحمه الله تعالى خلق الخلق بعلمه وقدر لهم اقدارا وضرب لهم اجالا ولم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم. وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم. وامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم كما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضله ويضل من يشاء فيخذله ويبتلي عدلا وكلهم في مشيئته بين فضله وعزمه حسبك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فان الامام ابا جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى تكلم عن مسألة القدر في مواضع عدة من عقيدته ونثرها في اكثر من موضع في اول الرسالة واوسطها واخرها وقد تم ضمها في هذا الموضع بعد ان استكملنا الكلام عن الايمان باليوم الاخر اذ الايمان بالقدر هو الركن السادس من اركان الايمان معضلة القدر كما هي عند كثير من الامم معضلة قديمة فان تفسير افعال العباد بين التسيير والتخيير امر خاض فيه مختلف الناس تكلم عليها قديما البابليون والفراعنة وامم شتى والرومان واليونان وغير ذلك فكانت هذه القضية قضية شائكة عند كثير من الناس كيف يوفقون بين الاختيار والاضطراب؟ وهل المرء مسير ام مخير وحينما بعث الله تعالى محمدا بالهدى ودين الحق اتى ببرد اليقين وشفاء الصدور وظع الامر في نصابه وحدث آآ اصحابه وامته باحاديث آآ تجيب عن هذه الاشكالات وتطمئن النفوس وترسم لهم اه وجود القضية بحيث يعلم الانسان انه ميسر لما خلق له كما سنبين ان شاء الله ولكن هذه المعضلة ظلت باقية ولا تزال كذلك عند من لم يهتدي بنور الله بل ان الامام مسلم رحمه الله في مستهل صحيحه حديث جبريل لهذا السبب فقد روى الامام مسلم بسنده آآ ان يحيى بن يعمر وحميد بن عبدالرحمن رحمهما الله وكان من التابعين قال ان اول من تكنى من تكلم بالقدر في البصرة رجل يقال له معبد الجهني قال فانطلقت انا وصاحبي حاجين او معتمرين وقلنا لعله ان يوفق لنا احد من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اي فنسأله وفي ذلك الوقت كان قد آآ مات كثير من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبقى الا صغار الصحابة قال فدخلنا المسجد وفق لنا عبد الله بن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وعن ابيه قال فاكتنفته انا وصاحبي اي اكتنفاه احدهما عن يمينه والاخر عن يساره. وظننت ان صاحبي سيكل الكلام الي فقلت انه قد ظهر قبلنا اناس يقرأون القرآن ويتقفرون العلم يعني انهم ليسوا من العامة بل هم ممن يقرأ القرآن ويحفظه ويطلب الحديث والاثار لكن ما المشكلة؟ ويزعمون ان الامر انف يعني انه مستأنف على الله عز وجل. وان الله تعالى لا يعلم ما العباد عاملون وهؤلاء هم اوائل القدرية الذين هم القدرية الغلاة تحدث عبدالله بن عمر عن ابيه بحديث جبريل المشهور بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر الحديث المشهور. والشاهد منه قوله لما سأله عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره ثم لما فرغ قال اذا لقيت احدا من هؤلاء يعني من هؤلاء القدرية فاخبره اني بريء منه وانه بريء مني حلف بان من مات ومن لم يؤمن بالقدر فانه لا يدخل الجنة او كما قال رظي الله عنه. بل جاء في بعظ السياقات انه تغيظه عليهم وقال لئن لقيت احدا منهم لاعضن بانفه حتى ينقطع ظهر اولئك القدرية في عهد التابعين وكان اول من فاه بهذه البدعة بدعة القدر كما سمعتم رجل يقال له معبد الجهني وزعموا ان الله تعالى خلق الخلق ولا يعلم ما هم عاملون. من سيطيعه ومن سيعصيه. زعما منهم بان اثبات القدر يترتب عليه وصف الله تعالى بالظلم. وذلك لقصور عقولهم ولقصور علمهم فلاجل اذا حدث عبدالله بن عمر بهذا الحديث العظيم حديث جبريل وفيه وتؤمن بالقدر خيره وشره يعني من الله وفي بعضها حلوه ومره من الله بين تبين بهذا ان الايمان بالقدر من اصول الايمان. ان الايمان بالقدر من اصول الايمان ان من لم يقل به فقد ضل. اما من جهة انكار القدر او من جهة المبالغة في اثباته وسلبي اه القدرة والاختيار من العبد الناس في هذا الباب طرفان ووسط طرف غلا في اثبات افعال الله تعالى حتى سلب العبد ارادته وفعله ومشيئته. ويقال لهؤلاء فهم يقولون العبد مجبور على فعله. والعبد مسير يقابلهم القدرية الذين غلوا في اثبات افعال العباد حتى انكروا القدر السابق وزعموا ان العبد يخلق فعل نفسه وكلا طرف قصد الامور ذميم وهدى الله تعالى اهل السنة والجماعة لما اختلف فيه من الحق باذنه فاثبتوا القدر اثباتا على نور من الله تعالى لا يتم الايمان بالقدر الا بالايمان بامور اربعة. اشار اليه الشيخ رحمه الله في ثنايا كلامه الامر الاول الايمان بعلم الله تعالى بكل شيء جملة وتفصيلا كليا وجزئيا ما يتعلق بافعاله سبحانه او ما يتعلق بافعال عباده. فقد علم ما العباد عاملون من الطاعات والمعاصي. كما علم ذلك كما علم الاجال والارزاق. فعلم ما كان وما يكون وما سوف يكون وما لم يكن كيف لو كان يكون اذ العلم صفة ذاتية من صفاته فلا يجد له علم شيء لم يكن يعلمه من قبل الله عز وجل علمه محيط بكل شيء والى هذا اشار اه بقوله قال وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم المقام الاول هو الايمان الجازم بعلم الله المحيط بكل شيء. جملة وتفصيلا كليا وجزئيا. وانما قلنا ذلك لان من اهل البدع من زعم ان الله يعلم بالجمل وبالكليات دون التفاصيل والجزئيات وهذا باطل نقول قد علم بكل شيء جملة وتفصيلا كليا وجزئيا ما يتعلق بافعاله سبحانه كالاجال والارزاق وما بافعال عباده كالطاعات والمعاصي كل ذلك قد علمه. علم سبحانه ما كان في الماضي وما يكون في الراهن وما سوف يكون في المستقبل. بل وفوق ذلك علم ما لم يكن كيف لو كان يكون كما دل على ذلك قول الله تعالى ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه مع انهم لن يردوا لكن قد علم سبحانه ما هم عاملون مع انهم لن اه لن يردوا ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه فعلمه سبحانه وتعالى محيط بكل شيء لا تخفى عليه خافية وادلة علم الله تعالى متكاثرة في الكتاب والسنة تدل على ان الله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية. كقول الله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ويقول سبحانه وتعالى ان الله عنده علم الساعة. وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير هذه مفاتح الغيب التي لا يعلمها الا الله ويقول تعالى الله يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيظ الارحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار فهو سبحانه العليم والعالم والعلام لا تخفى عليه خافية. يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. وادلة علم الله سبحانه وتعالى اكثر من ان تحصى وقال تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا وحينما لقي الخضر موسى عليه السلام ووقف على اه سيف البحر جاء عصفور فنقر من البحث نقرة وقال الخضر لموسى يا موسى ما تظن ان هذا العصفور نقص من ماء البحر قال نعسى ان ينقص من ماء البحر وقال فان علمي وعلمك وعلم الناس جميعا في علم الله كما نقص هذا العصفور من ماء البحر اذا هذا هو المقام المعمول المقام الثاني الايمان بكتابة الله تعالى للمقادير قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم من حديث عبدالله من ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة والله تعالى كتب ما العباد عاملون في كتاب عنده سبحانه هو اللوح المحفوظ لهذا قال الله عز وجل ان ذلك في كتاب قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. فجمع بين مرتبة العلم ومرتبة الكتابة في اية واحدة قال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. فذلك والكتاب هو اللوح المحفوظ الذي فيه كل شيء كتب الله تعالى فيه تفاصيل الاشياء وقد جاء في حديث عبادة ابن الصامت ان الله تعالى لما خلق القلم قال له اكتب قال يا ربي وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرى القلم بما هو كائن الى يوم القيامة القلم بما هو كائن الى يوم القيامة. فهذه المرتبة مرتبة الكتابة وهي الايمان الجازم بكتابة الله تعالى الخلائق في اللوح المحفوظ قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وهي الكتابة الكونية العامة ودون هذه الكتابة كتابات آآ آآ خاصة او تفصيلية فمثلا هناك الكتابة السنوية التي تجري ليلة القدر فان الله تعالى يقدر في ليلة القدر ويكتب ما يكون في ذلك العام من المقادير وهناك شيء آآ تقدير آآ عمري يتعلق بعمر كل انسان وذلك حينما يبعث الله الملك الى الجنين وهو في رحم امه فيؤمر بكتم اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد هذه كتابة تفصيلية مستمدة مستنسخة مما في اللوح المحفوظ وهناك امور يومية فهذه لا تعارض بينها يعني لا تعارض بين التقدير المذكور في حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة لا يعارض التقدير العمري الجميلي ولا التقدير السنوي ولا التقدير اليومي الذي دل عليه قوله كل يوم هو في شأن فهي اه تفصيل لما اجمل اما المرتبة الثالثة فهي مرتبة المشيئة التي اشار اليها بقوله وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته. ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم. فما شاء لهم كان وما لم يشأ لم يكن وهي الايمان بمشيئته النافذة وقدرته الشاملة. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا يكون في ملكه ما لا يريد لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا راد لما قضى سبحانه وبحمده يؤمن اهل السنة والجماعة بان كل شيء واقع بمشيئته. من الطاعات والمعاصي كما الارزاق والاجال لا يمكن ان يقع في ملكه ما لا يريد سبحانه وبحمده. لان هذا من مقتضيات ربوبيته ولا تتم الربوبية الا بان يقع كل شيء بمشيئته. لكنها مشيئته الكونية ولهذا قال الله عز وجل وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال سبحانه انما امرنا لشيء اذا اردناه. الارادة هنا بمعنى المشيئة. ان نقول له كن فيكون فلا يخرج احد عن ملكه وسلطانه ولا ينفرد احد بمشيئة تعارض مشيئته فلو شاء العبد وشاء الرب نفذت مشيئة العبد وهذا امر محسوس فان احدنا يجمع على الامر ويتهيأ له مجهز له ثم يحال بينه وبينه لان الله لم يشأ لهذا قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فلا بد من اثبات مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة التي لا يخرج عنها شيء في هذا الكون المقام الرابع او المرتبة الرابعة من مراتب الايمان بالقدر الايمان بخلق الله تعالى لجميع الاشياء ذواتها وصفاتها وحركاتها الله الخالق وما سواه مخلوق الله الخالق وما سواه مخلوق. قال الله تعالى الله خالق كل شيء وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا فلا ريب ان الله تعالى خالق كل شيء. خلق العباد وخلق اعمالهم وحركاتهم وصفاتهم. ولهذا في حديث عبد الله بن اه عمرو قال حتى العجز والكيس يعني حتى صفات الناس من كون الانسان حازما او كونه متهاونا قد خلقه الله تعالى وكل شيء فالله خالقه. قال الله تعالى والله خلقكم وما تعملون ان الله قد خلق كل صانع وصنعة ولابد من الايمان بخلقه لجميع الاشياء. والى هذا اشار المؤلف اه بقوله خلق الخلق بعلمه خلق الخلق بعلمه اذا هذه المراتب هي مراتب الايمان بالقدر لا يتم ايمان بالقدر الا باستكمالها فمن اخل بواحدة منها فليس بمؤمن بالقدر فلابد ان تعلم انه لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن في هذا الكون الا وقد علمه الله وكتبه في اللوح المحفوظ وشاءه سبحانه وخلقه هذا هو مقتضى الايمان بالقدر ومن انتقص شيئا من هذه المراتب فقد فليس بمؤمن بالقدر وهذا هو الذي جرى من القدرية القدرية لفظ يراد به او يطلق غالبا على منكر القدر. فاذا قيل القدرية فالمراد بهم نفاة القدر القدرية صنفان قدرية غلاة وقدرية مقتصدون فاما القدرية الغلاة فهم الذين ظهروا في اواخر عهد الصحابة ورد عليهم صغار الصحابة كعبد الله بن عمر وعبدالله بن عباس وجابر بن عبدالله ومن ادركه من الصحابة وشنعوا عليهم وردوا بدعة وكان اولئك يقولون ان الامر الف مستأنف على الله. فالله لا يعلم من سيطيعه ومن سيعصيه. زعموا ولا ريب ان هذه الدعوة العريضة دعوة تؤدي الى وصف الله تعالى بالجهل الى وصف الله تعالى بالجهل وانه لا يعلم ما العباد عاملون. بل وبالعكس في زعمهم ان العبد يخلق فعل نفسه دون الله عز وجل ولاجل ذلك لقبوا وقد ورد ذلك في حديث اه حسنه بعض العلم انهم مجوس هذه الامة لماذا لقبوا بمجوس هذه الامة؟ ووصفوا بالمجوسية. لانه لا يعرف من بني ادم من اثبت خالقين او من اثبت خالقا مع الله سوى المجوس. حيث اعتقد المجوس بان في الكون خالقان اله النور يخلق الخير واله الظلمة يخلق الشر ولا يعرف لاحد من بني ادم اه اثبات اكثر من خالق فلذلك لقبوا بهذا اللقب مجوس هذه الامة لانهم جعلوا كل انسان يخلق فعله بنفسه دون الله عز وجل لما كانت مقالتهم شنيعة يعني ووجهت بالرد والانكار والاستشناع انقرضت او كادت طبعا قال بها معبد الجهني ثم تلقاه تلقاها من بعده غيلان الدمشقي وناظره عمر ابن عبد العزيز رحمه الله في مناظرة مشهورة حتى اسكته وافحمه طلب منه رحمه الله ان يقرأ قول الله تعالى سورة ياسين فشرع يقرأ والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم العزيز الرحيم لتنذر قوما ما انذر اباءهم فهم غافلون. قال هات قال لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون قال ما ما تقول؟ قال يا امير المؤمنين كأني اقرأها اول مرة لان الله قال لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون. اي ان الله قضى وقدر في الازل انهم لا يؤمنون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الابقاد فهم مقمحون. الى اخر الاية. المهم انه اخذ في العهد والميثاق الا يعود انه التزم ذلك زمن عمر وعاد بعد ذلك حتى آآ قبض عليه آآ هشام ابن عبد الملك واستقره وقال كيف وقد عاهدت امير المؤمنين؟ وكان آآ حينما يعني تظاهر بانه ترك القول بالقدر وادبر قبل منه عمر ابن عبد العزيز ظاهره لما ولى قال عمر بن عبد العزيز اللهم ان كان كاذبا اقتله او دعا عليه فلما عاد الى مقولته يعني يعني تاه بما فاه به من قبل اتى به هشام ابن عبدالملك واستقره قال تقرأ الفاتحة؟ قال نعم الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين. ها اياك نعبد واياك نستعين. قال علام استعنت على امر بيده الا امر بيدك انظر يعني دلالة القرآن قال علام استعنت اياك نعبد واياك نستعين. على امر بيده ام بيدك امر به قتل وصلب. وهذه دعوة عمر هكذا ورد في الاخبار المهم ان هذه المقالة مقالة القدرية في الغلاة اه تلاشت او كادت حتى جاء من بعدهم المعتزلة فخففوا شناعتها. فقالت المعتزلة نعم نقر بالعلم وبالكتابة. اما المشيئة والخلق فلا يعني بمعنى لما كانوا لما كان اهل السنة يحاصرونهم ويلزمونهم بصفة العلم. كان الامام الشافعي رحمه الله يقول لاصحابه ناظروهم بالعلم. فان اقروا به خصموا وان انكروه كفروا. يعني قل لهذا القدري الذي ينكر القدر السابق تقول في علم الله االله عالم بكل شيء ام لا قال نعم الله عالم بكل شيء فيقال له اذا وقعت افعال العباد وفق معلومة. فهو قد قدرها عليهم وان قال لا لا يعلم فقد كفر كفرا صريحا لانه انكر معلوما من الدين بالضرورة فلهذا جاءت المعتزلة وقالت بقول هجين مهجن فقالوا نعم قد علم وكتب. لكنه لم يشأ ولم يخلق بل العبد شاء طاعته او شاء معصيته دون الله. والعبد خلق فعل نفسه فهو في الحقيقة قدرية لكنهم دون القدرية الغلاة ولا ريب ان مذهب هؤلاء القدرية مذهب باطل انه مناقض لنصوص الكتاب والسنة التي تثبت علم الله السابق بكل شيء وكتابته وكتابته للمقادير مشيئته المطلقة النافذة وخلقه لجميع الاشياء النصوص آآ الشرعية القرآنية والنبوية دالة على بطلان ما ذهبوا اليه. كما ان الواقع والحس ايضا يدل على ان العبد لا يتمكن من من خلق فعل نفسه الا اذا وافق اه لا يتمكن من امضاء مشيئته الا اذا وافق مشيئة الرب العبد يشاء والرب يشاء. ولا يكون الا ما ما يشاء الله. كما قال الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وبقي مذهب المعتزلة في بعض الفرق الرافضة والاباضية والزيدية وغيرهم من اصحاب المذاهب الردية ينكرون مشيئة الله السابقة ايضا خلق الله تعالى لطاعات العباد ومعاصيهم ويزعمون ان العبد يخلق فعل نفسه قابل هؤلاء وهذه ظاهرة معروفة وهي مقابلة التطرف بتطرف فكثيرا ما تقابل البدعة في بدعة مقابلة قابلهم قوم يقال لهم الجبرية نسبة الى الجبر لانهم يقولون العبد مجبور على فعله والعبد كالقشة فوق سطح الماء يعلو بها الماء ويهبط. وكالريشة في مهب الريح يقلبها الريح يمنة ويسرة. والعبد مسلوب الارادة هذا هو الفعل هكذا زعمت الجبرية عكس مقالة القدرية تماما فسلبوا العبد اه ارادته وفعله ومشيئته وقالوا انه مسير باطلاق وان مقتضى ربوبية الله تعالى هو ان اه ان يعتقد الانسان ان الناس مجبورين مقصورين مقهورين على اعمالهم وانكروا ما ثبت في الكتاب والسنة من اسناد الاعمال الى العباد تأملوا معي مثلا قول الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم. الم يثبت الله تعالى للعبد مشيئة لمن شاء منكم طيب اي يستقيم الاستقامة هي فعل. اثبت الله تعالى فعلا للادميين حقيقيا ليس صوريا ايضا تأمل قول الله تعالى اه تأماما اعطى واتقى وصدق بالحسنى سنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى من الذي اعطى واتقى وصدق؟ العبد من الذي بخل واستغنى وكذب؟ العبد اذا الله تعالى اثبت للعباد فعلا ومشيئة وارادة حقيقية ليست صورية كما يدعي الجبرية فها انتم ترون ان الناس في هذه القضية طرفان ووسط طرف غلا في اثبات افعال العباد حتى انكر القدر السابق. وهم القدرية وطرف غلوا في اثبات افعال الله حتى سلبوا العبد فعله وارادته ومشيئته متوسط اهل السنة والجماعة فاثبتوا للعبد فعلا وارادة ومشيئة لكنها تابعة لقدر الله تعالى ومشيئته ووخلقه كما قال تعالى بعبارات واضحة جلية لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين سبب ضلال كل من الفرقتين انه نظر الى طائفة من النصوص بعين واغمظ عن الطائفة الاخرى ثم عكس الاخرون فنظروا الى طائفة من النصوص بعين واغمظوا عن الطائفة الاخرى اما اهل السنة والجماعة فنظروا بكلتا العينين الى جميع النصوص فرأوا انها متسقة يصدق بعضها بعضا كيف ذلك القدرية نظروا الى النصوص الدالة على اثبات افعال العباد وغض الطرف عن النصوص الدالة على طريق الطلاقة مشيئة الله وخلقه وعلمه وكتابته فصاروا يقولون ان العبد يخلق فعل نفسه والجبرية نظروا الى النصوص الدالة على طلاقة افعال آآ على على طلاقة آآ خلق الله تعالى وكتابته مشيئته ولم ينظروا الى النصوص الدالة على اثبات افعال العباد. فقالوا العبد مجبور على فعله ولذلك القدرية يقولون العبد مخير والجبرية يقولون العبد مسير. والحق ان العبد لا يوصف بانه مخير باطلاق ولا مسير باطلاق لكن يقال بدلا من ذلك كلمة لا يسد مسدها شيء كلمة قرآنية نبوية هي المعبرة عن الحقيقة في هذا المقام. وهو ان يقال العبد ميسر لان الله تعالى قال فسنيسره لليسرى. وقال فسنيسره للعسرى القدرية ارادوا بزعمهم ان ينزهوا الله تعالى عن الظلم. ليه؟ لانهم يقولون كيف يقدر عليهم المقادير ثم يعذبهم عليها هذه شبهتهم التي حملتهم على انكار القدر. قالوا كيف يقدر عليهم المقادير منذ الازل بان هذا يكفر وهذا يفسق. ثم يعذب الكافر والفاسق. وهو قد قدر عليهم ذلك وتبدو الشبهة لاول وهلة فعلا مدهشة ولا جواب عنها يعني يبدو لاول وهلة لمن لم يؤته الله تعالى علما والجبرية ارادوا تبرئة الله وتنزيهه من العجز الجهل فقالوا بان الله تعالى يخلق ما يشاء ويفعل ما يريد ولا ولا يلزم ان يكون ذلك لحكمة ولا لتعليم يعني وزن الامور ان اولئك القدرية ارادوا تنزيه الله تعالى من الظلم لكنهم ما دروا انهم وقعوا في وصف الله بالجهل والعجز وان الجبرية ارادوا تنزيه الله تعالى من العجز والجهل وما دروا انهم وصفوا الله تعالى بالظلم اما اهل السنة والجماعة فانهم اثبتوا لله تعالى العلم والحكمة والتعليم القدرة ونزهوه عن اظيادها ونزهوه عن العجز والجهل وغير ذلك وسر هذا الامر ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ ان الله سبحانه وتعالى له كتابان كتاب القدر وكتاب الشرع فاما كتاب القدر فغيب مكنون وسر مكتوب واما كتاب الشرع وهو مفتوح ظاهر مشهور والله تعالى قدر علينا اقدارنا واخفاها عنا واظهر لنا شرعا وقال اعملوا وقال اعملوا فاحدنا حينما يأتي ما يأتي ويذر ما يذر يفعل ذلك بمحض اختيار وسبق اصرار لا يفعله بناء على انه كتب عليه كذا وكذا فان هذا مما اخفاه الله تعالى عنه وانما يفعله بمحض ارادته واختياره وبالتالي يكون مستحقا للثواب والعقاب. لانه اتى اتى وترك ما ترك لا بناء على انه قد كتب عليه ذلك لانه لا يعلمه. لكن بناء على ما املته عليه نفسه ان كانت نفس مطمئنة او كانت نفسا امارة. وبالتالي فهو حقيق للثواب او العقاب لا يكون في ذلك ظلم باي شكل من من الاشكال. ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يباعتها وما ربك بظلام للعبيد ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم مرة في جنازة رجل من اصحابه ولما يلحد القبر قال لاصحابه ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او النار اخبرهم بانه ما في احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او النار فتبادر الى اذهان الصحابة هذا الخاطر الذي يمكن تبادر الى اذهانكم. قالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل ما دام ان كل شيء مكتوب لماذا لا نتكل على المكتوب وندع العمل؟ فمن كان من اهل الجنة سيدخل الجنة ومن كان من اهل النار يدخل النار لماذا العناء قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له فاما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاوة فييسرون لعمل اهل الشقاوة ثم تلا قول الله تعالى من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للاسرة هذا الجواب النبوي جواب شاف كاف بلسم لما في الصدور وشفاء لما في الصدور. ومقنع لمن اراد الحق وبالتالي فلا ينبغي لك ايها الانسان ان تدمن التفكير في القدر لانه لا سبيل لك للوصول اليه. مهما ادمنت ادمنت التفكير ومن اطاع الله ادخله الجنة. ومن عصاه دخل النار الحزم والكيس هو ان تشتغل بشرع الله لا بقدر الله. لانك لا تعلم قدر الله عليك الا بعد وقوعه منك لا فائدة من ان اه تكثر من الايرادات كان يقول الانسان طيب يمكن افعل كذا ولا طيب ربما دع ربما ولعل وقد ويمكن هذي لا فائدة منها لا تنفعك في دين ولا دنيا وانما اقبل على ما امرت به فافعله. وما نهيت عنه فاجتنبه بهذا تسلك سبيل الهدى وييسرك الله لليسرى هذا الذي ينبغي لكل عاقل ولكل مؤمن ومؤمنة والا فانه سوف يضيع في متاهات التفكير والوساوس وغير ذلك كما سيبين الشيخ لاحقا ولذلك نقول انه لا حجة لاحد بقدر الله على معصية الله لا يمكن لاحد ان يحتج بقدر الله السابق على معصيته لماذا؟ لما سمعتم انفا وهو ان المرأة لا يعلم بقدر الله تعالى عليه الا بعد وقوع الفعل منه ولا يتم الاحتجاج بالقدر الا لو كان الانسان يعلم بالقدر السابق لقال يا ربي قد كتبت عليه فانا فعلت ما فعلت بناء على ما قضيت عليه لكن انى له ان يعلم لا يمكن ولذلك ابطل الله سبحانه وتعالى احتجاج المشركين الذين احتجوا بالقدر حينما قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء ماذا قال الله عنهم؟ سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء يقولون ذلك لكن الله سبحانه وتعالى رد عليهم بثلاثة ردود فقال اولا كذلك كذب الذين من قبلهم تسمى مقالتهم كذبا والكذب هو مخالفة الخبر للواقع ثم قال حتى ذاقوا بأسنا ولو كان لهم حجة في القدر ما اذاقهم الله بأسه. لان الله تعالى حكم عدل مقسط لا يظلم مثقال ذرة. ان الله لا يظلم الناس شيئا المقالة الثالثة قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا اي هل اطلعتم على كتابكم في اللوح المحفوظ ووجدتم فيه انكم تشركون وتحرمون ما احل الله وتحلون ما حرم الله وبناء على هذه هذا الاطلاع وهذه النظرة فعلتهم ما فعلتم لا يستطيعون ان يقولوا نعم فعلنا ذلك بناء على علم سابق. لهذا قال الله قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا اذا ما حقيقة الامر ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون. فما عندهم الا الخرس والتخمين. والظن لا يغني من كذلك نرد على من احتج بقدر الله على معصية الله ان الله تعالى قطع كل ما يحتج به البشر الحجة الرسالية يعني لا يوجد شيء يمكن ان يحتج به البشر على الله عز وجل الا ان يقول قائلهم ما جاءنا من بشير ولا نبي فقال الله تعالى فقد جاءكم بشير ونذير رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل الحجة الوحيدة التي يمكن ان يحتج بها البشر على الله ما هي الحجة الرسالية؟ لهذا قال ربنا عز وجل وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فبعث الله الرسل لقطع حجج البشر. فلو كان بالقدر حجة ما التفت حجة الحجة ببعث الانبياء والمرسلين ولا مكان لبعث الانبياء والمرسلين فائدة هذا وجودهم كعدمهم. لانهم يمكن ان يقول قائل نعم قد بعثت الينا مبشرين ومنذرين لكنك قدرت علينا ذلك لكنهم لم يقولون لانهم يعلمون انه لا حجة لهم في القدر اه الدليل الثالث هو ما سمعتم من قول النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه لما قالوا افلا نتكل على كتابنا وندع عمل قال لهم لا مع انه بالمؤمنين رؤوف رحيم. قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له مستدل بالايات اه في سورة الليل ايضا ايها الكرام ومن بلغ نستدل عليهم بشيء من انفسهم هؤلاء الذين يحتجون بقدر الله على معصية الله. ويقول قائلهم اذا مثلا انكر عليه فعله للمعاصي او تركه قال والله هذا مكتوب شيء قدره الله علي كما يقول بعض البطالين المغالطين فيحتجون على ترك الصلاة او على اكل الربا او على فعل الزنا او كذا بان يقول قائل يقول لا يتم لكم الاستدلال بذلك لانكم في اموركم الدنيوية لا تحتجون بالقدر فلو قيل لاحدكم اجلس في بيتك ورزقك مقسوم. سيأتي اليك ولو كنت في بيتك لان الله قدر المقادير لقال اليك عني. ثم شمر عن ساعديه وساقيه وقام يزاحم الناس في طلب دنياه ولم يعتمد على القدر السابق. اليس كذلك لو مرض احدهم لقام يطلب الدواء والشفاء والاطباء في كل مكان. ولو قال له قائل يا رجل ان كان الله قد كتب لك عافية وشفاء فستعافى ولو كنت على فراشك فقال لك لا يعني افعل الاسباب وابحث عن الاطباء وغير ذلك ولن يعتمد على القدر في امره الدنيوي الذي يهمه ولو قيل لاحدهم لا تنكح ولا تخطب ولا تتزوج. فين كان الله؟ قد كتب لك ذرية فسيطرقون عليك الباب ويقولون نحن ابناؤك لقال هذا جنون لا يمكن ان تحصل الذرية الا باسبابها ومقدماتها وذهب يخطب امرأة ويسوق مهرا ويبذل مالا ويبني بيتا الى اخره وهذا فعلا هذا هو المطلوب ان الانسان يفعل ما يلائمه ويناسبه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم احرص على ما ينفعك لكن العجب من هؤلاء انهم يطبقون ذلك في امورهم الدنيوية ولا يطبقونه في امورهم الدينية فيقال لهم كلها من باب واحد كلها من باب واحد لا فرق بين هذا وهذا القدر في كلا الحالين غائب. مغيب عنكم. سر مكنون. غيب مستور. ومع ذلك انتم في الامور الدنيوية تبذلون الحكومة تجتهدون وهذا حق فكذلك عليكم في اموركم الدنيوية ان تجتهدوا لتنالوا رظوان الله والجنة وتجتنبوا معاصيك لتنجوا من النار اه فلذلك ترون ان حجج الذين يتشبثون بالقدر حجج واهية ولما رفع لامير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه سارق امر بقطع يده فقال ذلك السارق مهلا يا امير المؤمنين فانما سرقت بقدر الله لكن هذا المسكين يحتج على من؟ على عمر رضي الله عنه. فقال عمر ونحن نقطع يدك بقدر الله ونحن نقطع يدك بقتل وصدق فان كل فان كل ذلك من قدر الله ولما قال له ابو عبيدة حينما وقع طاعون عمواس في الشام اراد عمر الا يدخل دمشق قال له يا امير المؤمنين اتفر من قدر الله؟ قال لو غيرك قالها يا ابا عبيدة. نفر من قدر الله الى قدر الله فاستدفاعك للامور التي انعقدت اسبابها لا ينافي ايمانك بالقدر اذا حصل شيء من الاشياء ووقع عليك شيء من الاشياء فاستدفعه ندفع اقدار الله باقدار الله ولا يقول لا الرضا بالقدر ان تستسلم وتدع مثلا المرض يسري فيه وتدع الفقر ينال منه بل يقال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل الخير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز هكذا ينبغي ان ننظر الى الامور المستقبلة. من خلال هذه الجمل احرص على ما ينفعك. كل ما لك فيه نفع ديني ودنيوي عليه يعني اجمع همك عليه واستعن بالله لا تعتمد على يعني كد يمينك وعرق جبينك لا استعن بالله استعن بمعبودك للوصول الى ولا تعجز يعني لا يجب فيك العجز كما يقع من كثير من آآ البطالين والعطالين والعجزة يقول احدهم ربما قد لعل يمكن الى غير ذلك من العبارات المثبطة هذا هو العجز. اما الماظي الذي تبين فيه قدر الله عز وجل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فان اصابك شيء فقل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان فان عصابة كشيء فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان. الشيء الذي تبين فيه قدر الله تبين فيه قدرها يعني وقع لا فائدة من التحسر والتأسف والتباكي وكذا ان هذا لا يغني عنك شيئا ولن يرد مفقودا ما عليك الا ان تواجهه بالايمان والصبر. كما قال الله تعالى ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال علقمة هو العبد تصيبه المصيبة. في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم هو العبد تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم وهذا من ثمرات الايمان بالقدر. كما في الاية الاخرى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. ما الثمرة لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم يعني لا تفرحوا فرح اشهر وبطر بما اتاكم والله لا يحب كل مختال فخور اذا تبين لنا اه خريطة الامام بالقدر وان اهل السنة والجماعة فيها بحمد الله وسط بين طرفين وسط بين طرفين بين القدرية والجبرية اه طبعا الجبرية كما ذكرنا لكم في القدرية القدرية طبقتان وهما القدرية الغلاة وقد اكفرهم اهل السنة والجماعة ثم المعتزلة وفي تكفيرهم خلاف. لكن حتى الجبرية طبقتان الطبقة الاولى من الجبرية هم ولاة الصوفية الذين يزعمون انهم يشهدون المشهد الكوني وان كل ما يستر منهم فهو موافق لمحاب الله ومراضيه حتى انهم يلغون في المعاصي والمنكرات والسكر والنكر والفجور ويقول قائلهم اصبحت منفعلا لما تختاره فعلي اصبحت منفعلا لما تختاره مني ففعلي كله طاعات. سبحان الله. يعني تجد احدهم يعبث ويسكن ويفعل المنكر من الفعل والزور من القول ثم يقول انا اسير مع الاقدار يدعي هذه الدعوة ويزعم انه يشهد الحقيقة الكونية. وهذا من تلاعب الشيطان بهذه الطائفة المخذولة. طائفة فانه يوهمهم بانهم ماشيين مع القدر وهم انما يمشون مع اهوائهم وشهواتهم وما تمليه عليهم شياطين الانس والجن وانما يجب ان يضبطهم الشرع يجب ان ينضبطوا بضوابط الشرع. لا ان يطلقوا لانفسهم العنان ويزعمون انهم يشهدون الحقيقة الكونية. هذا موجود عند زنادقة الصوف لكن هناك فئة من الجبرية يعني مقتصدون دون ذلك وهم الاشاعرة فان الاشاعرة اتوا بنظرية الكسب نظرية اطلقها ابو الحسن الاشعري رحمه الله وهو ابو الحسن الاشعري وافق اهل السنة في اثبات صفات الله عز عز وجل من العلم والقدرة والخلق ونحو ذلك من الصفات المتعلقة بالقدر اه وافق اهل السنة في اثبات مشيئة الله النافذة وغير ذلك. لكنه اخفق في اثبات ان للعبد مشيئة وفعل وارادة. وظن ان اثبات قدرة للعبد يتنافى مع اثبات قدرة الرب فجاء بنظرية غير مفهومة سماها نظرية الكسب. مع ان لفظ الكسب لفظ شرعي لها ما كسبت عليها ما اكتسب لكنه اراد بالكسب غير ما اراد الله عز وجل فزعم ان للعبد قدرة لكنه قدرة غير مؤثرة اذا كانت قدرة غير مؤثرة فكيف توصف بانها قدرة لا تنافي بين اثبات قدرة للعبد واثبات قدرة الرب لان العبد وقدرته كلها من خلق الله ولهذا نتيجة هذه النظرة الجبرية عند الاشاعرة ادى بهم ذلك الى انكار الحكمة والتعليل وقالوا ان ان الله تعالى يفعل لمحض المشيئة دون حكمة ودون تعليم وهذا لا شك انه انحراف كبير عظيم جاءوا بنظرية الكسب ثم حاول ابو بكر الباقلاني وهو من كبار اصحاب الاشعري ان يخفف مقالة الاشعري وان يوجد قولا وسطا الى ان جاء ابو المعالي الجويني ابطلها باكملها وقارب كثيرا قول اهل السنة والجماعة ونقم عليه اصحابه حتى انهم وصفوه بالاعتزال لانهم رأوا انه قد وقع في مذهب المعتزلة. وما ذاك الا لانهم لم يفقهوا مذهب اهل السنة والجماعة كما اريد. اما نظرية الكسب المزعومة فانهم يعجزون عن التعبير عنها بعبارة واضحة حتى قال بعض من انشد قال من ما يقال ولا حقيقة عنده معقولة تدنو الى الافهام الكسب عند الاشعري والحال عند البهشمي وطفرة هذه قضايا كلامية لا يمكن التعبير عنها بطريقة واضحة بينة اه هذا هو ما امكن ان نتناوله من كلام الشيخ رحمه الله في هذه القطعة وفيها تقعد بحمد الله الايمان بالقدر وللرد على من احتج بقدر الله على معصية الله. وللحديث صلة ان شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين