فاسد ولا يلزم ان يكون القلم بيده على مدار الساعة. وانما لو اراد ان يكتب لنفشق القلم ووضع سنه على ظهره اذا ما وصف الله تعالى به نفسه من هذه الصفات الفعلية قديما بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فهذا هو المجلس الرابع من سلسلة مجالس شروح العقيدة الطحاوية اه لابي جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى. وكنا قد الممنا بجملة صالحة من الحديث عن انواع التوحيد. حيث ذكرنا ان التوحيد ينقسم الى قسمين توحيد في المعرفة والاثبات وتوحيد في القصر والطلب. فتكلمنا عن نوعي توحيد المعرفة والاثبات وهما توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات. ونتحدث اليوم عن القسم الثاني وهو توحيد العبادة الذي يندرج تحت توحيد القصد والطلب. وهو التوحيد العملي ويسمى توحيد العبادة وهو التوحيد الذي بعث الله به الانبياء والمرسلين فقال سبحانه وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي انه لا اله الا انا فاعبدون. فانبياء الله تعالى جميعا بادئوا قومهم بالقول يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. ومدار هذا التوحيد على هذه الكلمة الطيبة. لا اله الا الله. انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. وبها امر الله تعالى نبيه ان يعلمها فقال فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك. هذا التوحيد هو لازم توحيد الربوبية. فمن اقر بتوحيد الربوبية لزمه ان يقر بتوحيد الالوهية ولاجل ذا كان الله تعالى يقيم الحجة على المشركين باقرارهم بالربوبية كما قال سبحانه يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون. فاستهل الاية بالامر بعبادته بالنهي عن الشرك به. ومعنى لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله وذلك ان لا تسمى النافية للجنس. في اصل الوضع في اللغة هذه لا النافية للجنس. وهي تحتاج وخبر. فاما اسمها فاله. واما خبرها فمحذوف مقدر. وقد ثلث في تقديره. فقال بعضهم لا اله موجود الا الله. وهذا التقدير ليس صوابا. لان ثم الهة موجودة مدعاة مزعومة كما قال الله عز وجل واتخذوا من دونه الهة ام لهم الهة تمنعهم من دون الى غير ذلك. والصواب ان يقدر هذا المحذوف بحق اي لا اله حق الا الله. لان الالهة المزعومة كثيرة. اما الاله بحق فهو الله وحده. وهذا هذه الصيغة في التعبير يسميها العلماء استثناء مفرغ من اعم الادب وهي اجل ما تكون على الافراد والتوحيد. فمثلا لو قلت لكم زيد قائم دل ذلك على قيام زيد. لكنه لا ينفي ان يكون غير زيد قائما. فربما قال قائل وعمرو قائم ومحمد قائم. لكن لو قلت لكم لا قائم الا زيد فقد انحصر القيام في شخص فكانت هذه الكلمة على هذا النحو. لا اله الا الله. اعبدوا الله ما لكم من اله غيره انني براء مما تعبدون. الا الذي فطرني. فكل هذه الصيغ تدل على توحيد الله تعالى بالعبادة. ولما ذكرها الله مرة باسلوب مخالف فقال والهكم اله واحد اردفها بالقول لا اله الا هو والهكم اله واحد لا اله الا هو. فدل ذلك ان الافراد لا يحصل الا بهذه الصيغة. التامة التي لا تبقي ولا تذر دعوى الوهية معه سبحانه. فالله سبحانه وتعالى متفرد بالالوهية. وبهذا جاءت رسل الله عز وجل يدعون اقوامهم. فقد الاقوام مقرون بالربوبية بل ومقرون بالعبادة لكنهم يفسدون العبادة في الشرك. فتأملوا مثلا حال الفتية اصحاب الكهف حين قال قائلهم واذ اعتزلتموهم وما الا الله فدل ذلك على انهم كانوا يعبدون الله ويعبدون معه غيره. لاجل اذا قال جعلوا اعتزال او استثنوا من الاعتزال من معبوداتهم الله سبحانه. وكذا حين قال ابراهيم عليه السلام انني براء من تعبدون الا الذي فطرنا فانه تبرأ من جميع معبوداتهم واستثنى ربه وحده. وهذا يدلنا على ان الامم كانوا يعبدون الله لكن كانوا يفسدون ذلك بالشرك. وهكذا كان العرب الذين بعث فيهم نبينا صلى الله عليه وسلم. كانوا يعبدون الله عز وجل لكن يفسدون ذلك بالشرك. كانوا يحجون وكانوا يظهرون الله تعالى في شعرهم ونثرهم ونحو ذلك لكنهم يفسدون ذلك بالشرك. فجاء النبي صلى الله عليه وسلم دعوتي الى افراد الله تعالى بالعبادة كما كان اخوانه من الانبياء من قبله. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت. فلا يقوم ساق فلا يقوم التوحيد الا على ساقه طيب على عبادة الله ونفي الشرك. مع قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى. فما معنى الاله؟ الاله على وزن فعال. لا على وزن شاعر يعني اله بمعنى مألوء عفوا. الاله على وزن فعال بمعنى مألوف مفعول. لا على وزن بمعنى ساعة وهذا كثير في لغة العرب ان يأتي فعال ويراد به مفعول كما نقول فراش ونقصد مفروش. كتاب ونقصد مكتوب. غراس ونقصد مغروس. كذلك الى مألوف ولذلك فان اسم الله سبحانه وبحمده الصحيح انه ليس جامدا وانما هو مشتق من فالتأله معناه التعبد. التأله مأخوذ من الوله وهو الانجذاب والتعلق وذلك ان المتعبد لله يتعلق به محبة وتعظيما. معنى قوله العبد لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله. فهذا هو اصل اشتقاق كلمة الاله من الوله الذي بمعنى الانجذاب والتعلق ولذلك قلنا انها بمعنى ولا نقول بانها بمعنى اله كما ادعاه بعض المتكلمين وفسروا الاله بانه القادر على الاختراع ان هذا تفسير للالوهية بالربوبية. وليس الامر كذلك. فتوحيد العبادة معناه افراده. سبحانه وتعالى بالعبادة دون ما سواه فلا يجعل حظا من العبادة لغير الله تعالى بل يفرد الله تعالى بها والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله تعالى ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة. هذا تعريف عبادة في اعتبار المتعبد به. اما تعريف العبادة باعتبار حقيقتها فانها كمال الخضوع مع كمال المحبة كمال الخضوع مع كمال المحبة. وهذا الاجتماع لا يصح صرفه الا لله تعالى. فيجعل المرء خالص محبته لله. ويجعل خالص خضوعه لله عز وجل. فاذا اجتمع الامر ان تحققت العبادة قال الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله. فالحب المطلق حب العبادة حب السر لا يكون الا لله تعالى. وكذا الخوف والرهبة والخشية فقد قال الله تعالى فلا تخشوهم واخشوا. وخافوني فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وكذا اثنى الله تعالى على الموحدين من عباده فقال انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا عابدين. فالواجب افراد الله تعالى بالعبادة دون ما سواه. وعدم صرف اي نوع من انواعها لغير سواء كانت العبادة عبادة قلبية. كالمحبة والخوف والرجاء. والتوكل والانس والشوق وغير ذلك مما يقوم في القلب من العبادات القلبية الشريفة. وامهات العبادات القلبية الثلاث. المحبة والخوف والرجاء وبقية العبادات القلبية تؤول اليها. واشرف هذه الثلاث هي المحبة. ولهذا كان معنى الاله مأخوذ من الولا الذي هو الحب. وسر ذلك ان الخوف والرجاء ينقطعان. ولكن حبة تبقى. ذلك ان الله تعالى يقول لاهل الجنة لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون. فينقطع بطمأنينتهم في الجنة. وكذا يحصل رجاؤهم ببلوغهم الجنة. فماذا بقي؟ بقي بقيت المحبة فانها لا تنقطع. ولا تذهب. وقد مثل بعض العلماء هذه الثلاث الطائف له جناحان وله آآ جسم. فجسم الطائر هو المحبة وجناحاه اللذان يخفق بهما هنا الخوف والرجاء فخوف العبد من ربه ورجائه له هو الذي يطير به الى ربه. وجسم هذا الطائر هو المحبة ومثلها بعضهم بالمركبة التي يستقلها الانسان ويركبها. فالمركبة هي المحبة تسير به والخوف هو الذي يمنعها من الحيدة يمنة او يسرة. والرجاء هو الذي يحجوها الى الامام. لهذا كان موفقون من عباد الله هم الذين يستنبتون هذه العبادات القلبية ويغدونها بالعلم والايمان اذا قوي في قلب العبد حب رب العالمين وخوفه وخشيته ورجائه انقادت الجوارح واستسلم العبد الطاعة وهان عليه ترك المعصية. اما اذا اشتغل الانسان بالاعمال الظاهرة ولم يعتني بخبيئة قلبه فانه احس بثقل وملل. بعكس اذا كان يسقل قلبه دوما ويتعاهده بالذكرى في ذكر نعم الله تعالى عليه والائه فيحبه. ويذكر عذاب الله فيخافه. ويذكر موعود الله سيرجوه. فان هذه اه تحيي قلبه وتذكي فيه روح الايمان. فهذه الثلاث لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل. فلا يحب غير الله المحبة التي لا تنبغي الا لله. اما المحبة الطبيعية كمحبة الولد والزوجة والطعام والشراب فهذا امر ركزه الله في الفطر ولا تسمى محبة عبادة. كذلك الخوف لا يجوز ان يخاف من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. فمن ان غير الله يضره وينفعه دون الله فقد وقع في خوف السر كالمشركين الذين حكى الله عنهم وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن فزادوهم رهقا. فقد خافوا غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله. وكذا لا يجوز ان يرجو غير الله في امر لا يقدر عليه الا الله كأن يرجوه في الشفاء او في الرزق فابتغوا عنده الله الرزق واعبدوه واشكروا له اليه ترجعون. وكذلك ايضا العبادات القولية لا يجوز صرفها لغير الله ومن اشرفها الدعاء قال الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا. فلا يجوز دعاء غير الله تعالى. لا دعاء عبادة ولا دعاء مسألة. لا دعاء عبادة بان يخلع على المدعو من دون الله من الاوصاف التي لا تنبغي الا لله. هذا يسمى دعاء عبادة. فما كان لله لم يصرف لغيره. ولهذا كان نبينا صلى الله الله عليه وسلم يتملق ربه بالدعوات الصالحات والمناجاة الطيبات كقوله اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت فاطر السماوات الارض ومن فيهن وعدك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق فهذا دعاء عبادة ودعاء المسألة ان يطلب طلبته من الله كأن يقول يا رزاق ارزقني يا غفار اغفر لي يا رحمن ارحمني ونحو ذلك. فلا يجوز ان يتوجه بالدعاء لغير الله. ومن دعا غير الله عز وجل فقد وقع في السرك في الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله عز وجل. وقد وكذلك ايضا اه سائر الكلم الطيب الذي يتقرب به الى الله كالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير لغير الله عز وجل وكذا العبادات البدنية من القيام والركوع والسجود والطواف والسعي والوقوف في عرفة ورمي الجمار وهذه عبادات بدنية. لا يجوز صرفها لغير الله. ولا يتقرب بها لغير الله عز وجل. فمن تقرب لغير الله بشيء من ذلك فقد وقع في الشرك الاعظم الذي لا يغفره الله. وكذا العبادات المالية الزخوات الواجبة والنفقات الواجبة الصدقات المستحبة لا يجوز ان يتقرب بها لغير الله بل يتقرب بها لله تعالى وحده دون ما سواه. بهذا بعث الله الانبياء والمرسلين. وبهذا يحصل الانسان على الثمرات العظيمة فانه من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب. وكان التوحيد سببا لكفارة سيئاته. كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم آآ فيما يرويه عن ربه يا ابن ادم لو اتيتني الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا للقيتك بقرابها مغفرة. وقصة صاحب البطاقة الذي اسرف على في الذنوب والمعاصي وينادي على رؤوس الخلائق يوم القيامة وينشر له تسعة وتسعون سجلا من الذنوب والخطايا حتى يظن انه قد هلك فيقال له ان لك عندنا شيئا انك لا تظلم فتخرج له بطاقة فاذا مكتوب فيها لا اله الا الله. فيقول في نفسه وما عسى ان تصنع هذه البطاقة بجنب هذه السجلات. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت السجلات في كفة ووضعت البطاقة في كفة. قال فطاشت السجلات وثقلت البطاقة. لانه قام في قلب من توحيد الله تعالى ما كان مكافئا وراجحا في هذه الذنوب المتعددة. فهذا يدلنا على فضل التوحيد وعظيم اثره فعلى الانسان العاقل اللبيب ان يعتني بصقل قلبه دوما وتخليصه من التعلق بغير الله وان يكون الايمان بالله يمنح جوانح يملأ جوانحه وفكره وتعلقه ورغبته ورهبته ومحبته فهذه العبادات هي اشرف انواع العبادات. وقسيم التوحيد الشرك اجارنا الله واياكم فان الشرك والعياذ بالله اعظم الذنوب على الاطلاق. قال الله عز وجل مخاطبا نبيه ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين. بل الله فاعبد وكن من الشاكرين. فالشرك اظلموا الظلم وامحلوا المحال واقبحوا القبيح. كيف لا؟ والله تعالى خلقك ورزقك واعد وامدت فكيف يليق ان تصرف العبادة لغيره؟ هذا لا يكون هذا اظلم الظلم ولهذا بالغ الله تعالى في تقبيحه وترديله قال الله تعالى على لسان العبد الصالح ان الشرك لظلم عظيم اي والله ان الشرك لظلم عظيم. فهو اظلم الظلم. وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له يا رسول الله اي باعظم قال ان تجعل لله ندا وهو خلقك. ان تجعل لله ندا وهو خلقك. فلذلك ينبغي للمرء دوما ان يتعاهد قلبه وان يخلصه من الشرك بجميع سبله. وقد حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من جميع الذرائع الموصلة الى الشرك. ومن اشهرها الغلو في الصالحين. فان الغلو الصالحين مدعاة لتعظيمهم وتأليمهم تأليههم دون الله عز وجل. فان اول شرك وقع في بني ادم هو شرك قوم نوح. قال الله تعالى كان الناس امة واحدة. يعني على التوحيد. فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وذلك ان قوم نوح الذين بعث فيهم نوح كان فيهم اناس صالحون يقال لهم ود وسواع ويعوق ولسه. فلما مات اولئك الصالحون اتى الشيطان الى قوم نوح. وقال قد مضى هؤلاء فلو انكم عمدتم الى مجالسهم التي يجلسون فيها وصنعتم لهم فيها انصابا حتى اذا رأيتم تذكرتموهم وناشدتم على العبادة ففعلوا. سلعوا الطعم نفذوا ما اوحاه اليهم الشيطان حتى اذا اندرس ذلك الجيل او ذلك القرن اتى الشيطان الى من بعدهم وقال هؤلاء شفعاؤكم عند الله فادعوهم اذبحوا لهم وانظروا لهم وتقربوا اليهم. حتى يوصلوكم الى الله تعالى ففعلوا ووقع الشرك. وبعث الله فيهم نوحا يدعوهم كما تقرأون ذلك في سورة نور وفيها قوله آآ وقالوا ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوت ويعوق ونسرا وقد اضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين الا ضلالا وبعد ان اهلك الله قوم نوح في الطوفان انتظرت تلك الاوثان. ثم انها بقيت مطمورة الى ان وجد رجل من العرب يقال له عمرو ابن لحي الخزاعي. وكان له رئ من الجن فاتاه وقال له تجد اصناما معدة وادعوا اليها العرب تجر. فذهب الى الموضع الذي اجله عليه رأيه من الجن ونبشها واستخرجها وفرقها في قبائل العرب. فعاد الشرك جذعا. فبعث النبي صلى الله عليه وسلم كما بعث نوح اول المرسلين بعث محمد اخر المرسلين لنقضي هذا الشرك المبني على الغلو في الصالحين. فعلينا الحذر من الغلو في الصالحين. واذا وجدنا اه شيئا من ذلك ان نحذر منه. فان من ومن العامة من يظن ان ذلك قربة فيسرف في الغلو في الصالحين ويخلع عليهم من الالقاب ما توجب الفتنة بهم ومن الذرائع الكبرى الموصلة للشرك تعظيم القبور. فان تعظيم القبور مدعاة للاستكان بها. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكرت له ام سلمة وام حبيبة كنيسة رأتاها في ارض الحبشة وما فيها من التصاوير قال اولئك قوم اذا مات فيهم الرجل الصالح صنعوا له تلك التصاوير وعبدوهم اولئك شرار الخلق. اولئك شرار الخلق. ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم دفن في حجرته خشية ان يقع الناس في تعظيم قبره والغلو فيه. وقال قبل ان يموت بليال لعن الله اليهود والنصارى. اتخذوا قبور انبيائهم مساجد. يحذروا ما صنعوا. قالت عائشة ولولا ذلك لا ابرز قبره. لكن خشي ان يتخذ وثنا. واجاب الله دعاءه اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد فاستجاب الله لنبيه وحمى قبره من ان يكون كذلك. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ما ما يؤدي الى الاستشهاد بالقبور من البناء عليها وعقد القباب فوقها وتجسيسها وتزيينها وتزويقها واضاءة المصابيح فوقها فان هذه الافعال تفضي الى تعظيمها في نفوس العامة فيقصدونها ويدعونها من دون كما هو الواقع في كثير من بلاد المسلمين يعمدون الى قبور معظميهم ويعقدون عليها ويزوقونها كما هو واقع عند الروافض في آآ في اماكنهم محال عباداتهم التي يدعون فيها غير الله مما يسمونه المشاهد. ويوجد ايضا عند المبتدعة من المنتسبين الى السنة من الصوفية وغيرهم فيعظمون اصحاب القبور ويقصدونها من دون الله ويسألون هذا المقطع المدد والفرج والرزق والولد وغير ذلك. هذا كله موجود وقد حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم لكن كما قال كما قال لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القدة بالقدة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه فالواجب القبور ان تسوى ولا تترك مسرفة فقد قال علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ابي الهياج انا ابعثك على ما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الا تدع قبرا مسرفا الا سويته. ولا صورة الا وهذا ينقل هنا الى الذريعة الثالثة من ذرائع الشرك اه وهي التصوير فان التصوير ايضا للوقوع في الشرك فلاجل ده نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التصاوير. وسمعتم ما سبق من فعل اهل الكتاب في تصويرهم اه معظميهم وقديسيهم مما ادى الى ان يدعونهم من دون الله. ويسمونها احيانا الايقونات وغير ذلك وكاتدرائياتهم ملأى بهذه الصور التي يصورون بها قديسيهم يتعلقون بها ويعظمونها من دون الله. اذا قد حمى نبينا صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد. وسد الطرق المفضية للوقوع في الشرك. ولكن جارية الشيطان يفتتن الناس بهذه الامور الثلاثة في الغلو بالصالحين وبتعظيم القبور بالصور. ومما سد به النبي صلى الله عليه وسلم طرائق الشرك قليله وكثيره النهي عن بعض. الاقوال التي تؤدي الى الشرك وان كانت شركا اصلا. كالحلف بغير الله. فقال من حلفك بغير الله فقد كفر او اشرك. لان الحلف بغير الله تعظيم له. فذلك ضرب من الشرك. وكذلك التسوية بالمشيئة كقول ما شاء الله وشئت فيعطفها بالواو. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم وآآ انكر على من قال ما شاء الله وشئت قال اجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده. وكذلك ايضا نسبة الامور واسناد الكائنات الى غير الله. في قولهم مطلنا بنوء كذا وكذا. ففي الحديث انه اصابهم مطر او اصابتهم سماء فاصبحوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان صلى بهم الصبح اتدرون ماذا قال ربكم؟ قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فمن قال مطرنا بنوء كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب. ومن قال مطنا في بفضل الله ورحمته فهو مؤمن بي شاكر بالكوكب. فهذه الالفاظ التي قد يتساهل بها بعض الناس حفظ الى الشرك فيجب الحذر منها وعدم الوقوع بها وتنقية الالسنة من تكرارها واللهج بها ايضا قد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الافعال التي تفضي الى الشرك. كوضع الحلقة والخير في العضد او تعليقها في الرقبة لدفع العين او لجلب النفع او لدفع الظر او غير ذلك من الاوهام الباطلة التي سائلوه. رأى النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا وفي عضده حلقة. فقال ما هذا؟ قال يعني استدفع بها مرض يقال له الواهنة يصيب الكاهل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انزعها فانها لا تزيد انك لو مت على هذا ما اصلحت ابدا. وكذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التمائم التي تعلق في اعناق الصبيان او في اعناق آآ الدواب لدفع العين وامر الا آآ تبقى وتر ولا ودع الا قطعت. كل ذلك من باب سد منافذ الشرك. فالشرك ايها الكرام امره عظيم خطير محبط للاعمال لا يغفره الله ابدا. ان الله ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم وحذر من الرياء. والرياء يتفاوت فربما كان كثيرا فبلغ مرتبة الشرك الاكبر وربما كان دون ذلك فاحبط العمل الذي قارنه منه الشرك الخفي. الذي هو اخفى من دبيب النمل. وذلك ان ان يتزين الانسان بعبادته. او بما او بفعاله امام الاخرين. فان هذا ليحسن في اعينهم ويجمد فان هذا من الشرك الخفي الذي هو اخفى من دبيب النمل. وخلاصة الامر عافانا الله واياكم ان على المرء ان يحذر من في الشرك قليله وكثيره وان يكون يقظا متنبها حذرا من كل ما قد آآ يستدعيه الى الوقوف هذه الورطة الكبيرة عافانا الله واياكم. فمن سلم من الشرك وحقق التوحيد فليبشر فان تنجو منها تنجو من ذي عظيمة والا فاني لا اخالف ناجية. فاحرص يا عبد الله على ان تنقي قلبك من الحظوظ ومن المراءات ومن طلب الصيت والسمعة والرغبة في ثناء الناس وما الى ذلك. واخلص وجهك لله. اسلم وجهك لله كما كان ابراهيم عليه السلام الذي امر نبينا باتباعه. ثم اوحينا اليه ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. ومن سندين ممن اسلم وجهه لله وهو محسن. واقرأ في سير الصالحين الذين وفقوا لتنقية وتوحيدهم من الشوائب ستجد عجبا في حرصهم على هذا الامر. فهذا اعظم ما يتواصى به المؤمنون وهو تحقيق التوحيد ونبذ الشرك. فما تقرب لله تعالى بطاعة اعظم من التوحيد. ولا عصي الله ذنب اعظم من الشرك. ما تقربه لله تعالى بطاعة اعظم من التوحيد. ولا عصي الله بذنب اعظم من الشرك الله المسؤول سبحانه ان يطهر قلوبنا من الشرك والرياء والنفاق. واعلموا يرعاكم الله ان التوحيد الذي تحدثنا عنه في الجملة الاولى اه من كلام المؤلف نقول بتوفيق الله معتقدين يقول بتوحيد الله معتقدين بتوفيق الله ان التوحيد ينافيه عدة امور ينافيه عدة امور اما منافاة كلية او جزئية. فمما ينافي التوحيد الشرك كما اسلفنا والكفر والفسق والعصيان والظلم والجهل والبدعة. هذه المذكورات جميعها تنقسم الى اصغر واكبر. فالشرك نوعان شرك اكبر وشرك اصغر. وكذا الكفر نوعان كفر اكبر وكفر اصغر وعلى هذا القسم واضف الى السبعة النفاق ايضا ينقسم الى نفاق اكبر وهو الاعتقاد ونفاق اصغر وهو العمل البدعة انها بدعة كبرى مغلظة ومخرجة عن الملة ومنها دون ذلك. فهذه الامور الثمانية التي مناسية اما لاصل التوحيد واما لكماله الواجب واما لكماله المستحب لكننا نقول هذه الجمل العامة وبهذا تم الكلام على انواع التوحيد الثلاثة المندرجة تحت قسمين توحيد المعرفة والاثبات الذي يضم توحيد الربوبية وتوحيد الاسماء والصفات وتوحيد القصد الذي هو توحيد الالوهية وتوحيد العبادة ثم نمضي في كلام المصنف رحمه الله فقال تفضلي. احسن الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر ولشيخنا وللحاضرين والسامعين ومن بلغ. قال المؤلف رحمه الله تعالى مميت بلا مخافة. باعث بلا مشقة. نعم هذا تكلمنا عنه ما بعده. ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبله شيء من صفته وكما كان بصفاته ازليا كان وكما كان بصفاته ازليا ذلك لا يزال عليها ابديا ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق احسن الله اليكم ليس منذ خلق الخلق استفاد اسم الخالق ولا باحداث البرية استفاد اسم الباري له معنى الربوبية ولا مربوب ومعنى الخالق يا مخلوقة وكما انه محيي الموتى بعدما احيا استحق هذا الاسم. استحق هذا الاسم قبل احيائهم كذلك استحق اسم الخالق قبل انشائهم. ذلك بانه على كل شيء قدير. وكل شيء اليه فقير. وكل امر عليه يسير لا يحتاج الى شيء ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. حسبك نعم الحمد لله رب اه لما ذكر الشيخ رحمه الله جملة من صفات الله سبحانه وتعالى فيما تقدم اه اتبع ببيان ان اكتصافه سبحانه وتعالى بالصفات امر ازلي. وابدي وانه ليس طارئا عليه. فقال ما زال بصفاته قديما قبل خلقه. اي ان الله سبحانه وبحمده صفاته ملازمة لذاته. فلم تطرأ عليه صفة بعد ان لم تكن. ويستوي في ذلك الصفات الذاتية والصفات الفعلية. لكن الصفات الفعلية للنظر الى اصل الصفة. لا الى احدها وافرادها فهو سبحانه وتعالى منزه عنان يطرأ عليه وصف لم يكن. لماذا؟ لان سبحانه لا يمكن الا ان يتصف بصفة الكمال. وفق صفة الكمال نقص. فلا يمكن ان يكون غير متصف بالوصف ثم جد له هذا الوصف بعد ان لم يكن. لان هذا يستلزم ان يكون قبل اتصافه به ناقصا سبحانه وبحمده. فلذلك قلنا ان صفاته ان صفاته سبحانه قديمة. قال ما زال بصفاته قديما قبل خلقه لم يزدد بكونهم شيئا لم يكن قبلهم من صفته. وكما كان بصفاته ازليا كذلك لا يزال عليها ابديا. اذا ما وصف الرب به نفسه من صفات الكمال ونعوث الجلال. صفات ملازمة لذاته. ولا يشكل على هذا امر الصفات الفعلية. لان الصفات الفعلية متعلقة بمشيئة وقد عمد المتكلمون من الجهمية والمعتزلة ومن تأثر بهم من الى انكار الصفات الخبرية والاختيارية. يعني الى انكار الصفات الاختيارية الفعلية. فانت ان يكون الله تعالى قد استوى وانه يجيء وانه يرضى ويسخط ويغضب ويفرح وغير ذلك مما اخبر عن نفسه. بناء على قاعدة قعدوها ولفظ ابتكروه واصطنعوه. وهو قاعدة نفي حلول الحوادث. فقد قعدوا هذه القاعدة وارادوا ان يحطموا بها اثبات كثير من التي وصف الله تعالى بها نفسه. وهي الصفات الاختيارية المتعلقة بمشيئته. اي الصفات الفعلية. وهذه في كتاب ولا سنة اعني نفي حلول الحوادث. لم ترى استكتاب ولا سنة حتى تحترم ويقال انها جملة بل هي تعبير واصطلاح حادث. ولذلك كان لا بد ان نتعامل معها بالتبين والاستفسار. فنقول ماذا تقصدون بنفي حلول الحوادث؟ ان اردتم ان الله تعالى ليس محلا لشيء من مخلوقاته؟ فنعم وهذا قدر متفق عليه لا يمكن ان يكون سبحانه وتعالى محلا لشيء من مخلوقاته. فليس محلا للحوادث. وايضا ان اردتم ان الله تعالى لم يطرأ عليه وصف لم يكن له من قبل فنعم نتفق على هذا ولا يمكن ان يكون الله تعالى قد اتصف بوصف لم يكن متصفا به. لم اسلفنا؟ من ان وصفه لا بد ان يكون وصف كمال عنه في حال من الاحوال يعني انتقاصه سبحانه وبحمده فنحن نقر ونوافق على انه لا يطرأ الله تعالى وصف لم يكن. واما ان كنتم تقصدون بقولكم نفي حلول الحوادث نفي صفاته الفعلية الاختيارية مما اخبر به عن نفسه واخبر به عنه نبيه انه آآ استوى على العرش وانه بين عباده يوم القيامة وانه يأتي كما يشاء وانه سبحانه وتعالى يرضى ويسخط يغضب ويحب ويكره ونحو ذلك فلا فان ما اثبته الله تعالى لنفسه حق على حقيقته ولا الزم منه حدوث بالمعنى المذموم. لا يلزم منه حدوث بالمعنى المذموم. فان هذا الحدوث المتعلق بمشيئته ليس طارئا لا اصل له بل اصل الصفة وهي الفعل قائم فيه منذ القدم سبحانه وتعالى كما قال عن نفسه فعال لما يريد. ولكن تعلقه بمشيئته بحيث يحدثه متى شاء هذا من كمال ربوبيته سبحانه ونفسه عنه بحيث لا يوصف بانه يفعل ما يشاء متى شاء هذا تنقص له فالله سبحانه وتعالى بجميع صفاته لم يزل ولا يزال متصفا بها ازلا وابدا وتجدد الصفات له سبحانه اي الصفات الفعلية الاختيارية المذكورة لا ليس من الحدوث المذموم الذي آآ ننزه الله تعالى عنه. فالله تعالى بنفسه قال ثم استوى على العرش وثم حرف يفيد الترتيب والتراخي والله تعالى قال عن نفسه هل ينظرون الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة؟ والله تعالى قال عن نفسه وجاء ربك والملك صفا صفا. وقال تعالى عن نفسه آآ ولكن كره الله انبعاثهم وقال ايضا سبحانه رضي الله عنهم ورضوا عنه. وقال سبحانه ذلك بانهم اتبعوا ما اسخط الله. وقال عنه نبينا صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده من احدكم براحلته. بل قد قال عنه صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري في حديث الصور ان ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله بعده ولن يغضب بعده مثله بعده هذا يدل على ما على ان الله تعالى يغضب بما تقتضيه حكمته ومشيئته. وان هذا الحدوث لا يعد حدوثا اه مستلزما للنقص. فهذه هذه الامور التي اثبتها الله تعالى لنفسه سميتموها حدوثا فانها لا لا ليس فيها نقص بوجه من الوجوه. ولا يجوز ان تسلط او تسلط عليها قاعدة نفي حلول الحوادث سيتوهم الساذج بان من يطالبه بنفس حلول الحوادث محق على الاطلاق. فيلزمه بهذه اللوازم. فهذه من طرائق المتكلمين والمبتدعة ان يأتوا الى السني الساذج ويقولون له الله منزه عن حلول الحوادث. فيسترسل معهم ويقر لهم بذلك فاذا اقر لهم بذلك قالوا اذا ما دام كذلك فكيف يستوي استواءا حقيقيا؟ وكيف يجيء مجيئا؟ هذا يعني انه يطرأ عليه شيء بعد ان لم يكن. وهو منزه عن حلول الحوادث. فلا يحير جوابه. لكن اذا تبين واستفصل وقال ما اردتم بقولكم حلول الحوادث. هل اردتم بذلك انه ليس محلا لمخلوقاته؟ فحيا هلا. اذا اردتم انه لم يطرأ عليه وصف لم يكن متصفا به من قبل فحيا هلا اما اذا اردتم نسي ما اثبت لنفسه ما هو متعلق بمشيئته فلا ولا كرامة. الا ترون ان الواحد من الادميين يوصف بانه متكلم وهو ساكت فيقال عبد الله متكلم. يعني يتكلم متحدد مع انه صامت. ماذا بذلك يعني عنده القدرة على الكلام. وليس من لازم ذلك ان ان لا يصمت ابدا. يقال مثلا عن فلان من نوع حادثة الاحات قديمة حادثة الاحاد. فكما انه سبحانه وتعالى اه له صفة الكلام فانه يتكلم متى الشاب كيف شاء بما شاء. وقد عبر الله تعالى بلفظ الحدوث صريحا. فقال ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محجة. ما يأتيه من ذكر من ربهم محدث. فلو كان لفظ الحدوث مذموما باطلاق لما اضافه الله تعالى الى نفسه. اذا اه اراد الشيخ رحمه الله بهذا ان يبين بان صفة الخلق لله عز وجل القديمة وان الله تعالى لم يزل خلاقا. لم يزل الله تعالى خلاقا لانه سبحانه لم يزل فعالا متكلما انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فليس وسط الخلق فيه ناشئ بعد خلق الادميين. بل هو بالخلق من قبل فهي صفته اه ازلا وابدا. اه واعلموا يرعاكم الله ان اهل الاهواء والبدع زعموا ان الله تعالى لم يكن يخلق ولم يكن يفعل ولم يكن يتكلم ثم حصل وجرى له ذلك. وهذا من الباطل. بل انا نقول ان الله تعالى لم يزل خلاقا لم يزل فعالا وهذه المسألة تسمى مسألة او يسميها بعضهم مسألة تسلسل الحوادث. وقد اختلف الناس في هذه المسألة وهي من المسائل العويصة في باب الاعتقاد آآ اختلف الناس فيها على ثلاثة اقوال فمنهم من قال بتسلسل الحوادث في الماضي والمستقبل. ومنهم من منع التسلسل في الماضي وفي المستقبل ومنهم من قال بتسلسل الحوادث في المستقبل دون الماضي. كيف ذلك؟ ماذا نقصد بالحوادث الحادث هو الشيء الذي يكون بعد ان لم يكن. يعني الكائنات الموجودات المخلوقات تسمى حوادث فهل الحوادث موجودة منذ القدم باقية الى الابد؟ ام انها لها مبتدأ ولها منتهى وانه قد مر حال لم يكن الله تعالى خلاقا ولا فعالا وسيأتي حال لا يكون الله خلاقا ولا فعالا. هذا هو سر آآ الخلاف في هذه المسألة. فاهل السنة والجماعة يقولون بتسلسل الحوادث اعني جنس الحوادث. لا احدها وافرادها في الماضي وفي المستقبل. لان الله تعالى لم يزل فعالا والجهمية يقولون بمنع التسلسل في الماضي وفي المستقبل وان الله تعالى معطل عن الخلق والفعل في الماضي ومعطل عن الخلق والفعل في المستقبل والمتكلمون من الاشاعرة ومن وافقهم يقولون بمنع التسلسل في الماضي ولكنهم يقولون به في المستقبل وذلك من دوام اه ثواب اهل الجنة. وهذه المسألة تحتاج الى مزيد بيان وقد اه اه ان شاء الله تعالى ونزيدها بيانا في المجلس القادم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين