ها نفي الاخص ما الاخص هنا؟ الادراك الذي هو الاحاطة. نفي الاخص لا يستلزم نفي الاعمال وما الاعم هو الرؤية اذا نقول ان قوله تعالى لا تدركه الابصار يدل على او لا تقتضي ايش؟ بالتأبين. فعلى كل حال يعني كونه قال بهذا سواء قال به واصر عليه او قال به رجع عن آآ يدل على ان هذه النسبة اليه مؤكدة الاول انهم نفاة لعلو الله جل وعلا و طردها طرد هذا النفي يقتضي نفي الرؤية ولذا قالوا ان رؤية الله جل وعلا تقتضي ان يكون متحيزا فانه لا يرى الا المتحيز بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الشيخ الطحاوي رحمه الله تعالى في عقيدته والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية. احسنت الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه احسان اما بعد فاللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وهدى وتوفيقا يا اكرم الاكرمين ويا ارحم الراحمين اما بعد لا يزال بحثنا متصلا بما كنا قد ابتدأناه في اللقاء الماضي وهو الكلام عن مسألة الرؤية و قبل الدخول في بشرح ما ذكر المؤلف رحمه الله يحسن بيان ادلة اهل السنة على اثبات رؤية الله جل وعلا ثم يحسن ايضا ان نعرج على موقف المخالفين في هذه المسألة وما دليلهم الذي اعتمدوا عليه مع مناقشة ذلك وهذا البحث التفصيلي يا اخوتاه لا ينبغي ان تستثقله في مثل هذه المطالب العظيمة لا تقل لي هذه مسائل واضحة تكفي فيها الاجمال وان نمر عليها مرورا سريعا هذا فيما ارى كلام ليس وجيها اليوم الشبهات تنتشر وتشغيب المبتدعة على اشده و هذه المسألة التي نتحدث فيها المخالفون فيها موجودون وله النشاط و بين يدي عوام اهل السنة تنتشر مقاطعهم التي فيها شبهاتهم وهذه الشبهات لا يصلح معها العلم الاجمالي بل لا بد من علم تفصيلي راسخ لابد ان تفهم المسألة بالدليل لابد ان تستوعب الدليل حتى تكون على يقين مما تعتقد كما انه لا بد من ان تكون على دراية بكيفية مناقشة كلام المخالفين والكلام ها هنا يتوجه الى طلبة علم يتوجه الى دعاة الى الله عز وجل يريدون ان يقوموا بحق ربهم سبحانه وتعالى عليهم بحق هذا الدين بحق هذا المنهج منهج السنة والتوحيد كونك تقوم بهذا الحق يقتضي منك ان تكون على دراية تفصيلية بالحق ودراية تفصيلية بالباطل والا فانك لم تعطي الاسلام حقه منك وما شفى كلامك ولا كفى هذه مسائل عظيمة وكما ذكرت لكم شبهات كثيرة اليوم مع الاسف الشديد ربما تلحظوا من بعظ عوام اهل السنة من يطرح عليك شبهة شبهة اعتزالية تتعلق بمسألة الرؤية وبمسألة الصفات او بغير ذلك من اين جاءت الجواب جاءت من هذه الشبكة من المقاطع المنتشرة اليوم الاباضية تعمل وتنشر شبهاتها ومقاطعها كثيرة اليوم الزيدية هذه الفرقة تعمل واصحابها يبثون الشبهات الجهمية الاشاعرة العقلانيون كل اليوم يدلي بدلوه فالخلط صار كثيرا والتشغيب والتلبيس على اشد ما يكون لاجل ذلك لابد ان نعي حجم الخطر واهمية التأصيل في هذه المسائل لابد من التأصيل ندندن على هذه المسألة كثيرا لاهميتها لابد من التأصيل في مباحث العقيدة ونحن يا اخوتاه نتحدث عن مسائل كبار ليست مسائل اجتهادية بمعنى ان المخطئ فيها يقال انه اجتهد فاخطأ لا هذه مسائل كبرى ادلتها كثيرة واهل السنة والجماعة شددوا في شأنها مسألة الرؤية السلف كفروا من انكر الرؤيا الامام احمد رحمه الله كما في رواية الفضل ابن زياد قال من انكر الرؤية فقد كفر وعليه لعنة الله وغضبه من كان من الناس. يعني كائنا من يكون اليس الله يقول وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة اليس الله يقول كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون يعني ادلة هذه المسائل في غاية الوضوح فانكارها تكذيب لله وتكذيب لرسوله صلى الله عليه وسلم ونقل عنه ابراهيم ابن زياد كما في الطبق طبقات الحنابلة انه قال من انكر رؤية الله فهو زنديق وسئل مرة عن من ينكر رؤية الله فقال كافر كافر وسئل مالك رحمه الله عن من انكر رؤية الله جل وعلا فقال السيف السيف اذا هذه مسائل عظيمة. ليست مسائل سهلة ينبغي على طلبة العلم ان يقدروها قدره وان يعطوها ما تستحق من العناية والاهتمام فاقول بعد ما سبق مر بنا تقرير المعتقد الحق عند اهل السنة والجماعة في هذه المسألة و ذكرت بالدرس الماضي الضوابط التي تجمع معائق معاقد قول اهل السنة والجماعة فيها اما عن الادلة فادلة اهل السنة والجماعة في اثبات رؤية الله جل وعلا في الاخرة تنقسم الى ادلة القرآن وادلة السنة والاجماع واثار الصحابة والدليل العقلي الذي يدل على جواز رؤية الله سبحانه وتعالى وان هذه الرؤية ليست مستحيلة كما يقوله اهل البدع والضلال والدليل العقلي المصحح لرؤية الله سبحانه وتعالى هو ان الله سبحانه وتعالى قائم بذاته الله جل وعلا لم يزل حيا قيوما قائم بذاته مقيم لغيره سبحانه وتعالى وكل ما كان قائما بذاته فانه تجوز رؤيته على ما مضى تفصيله في دروس التدميرية واما من اثار الصحابة رضي الله عنهم ففي هذه المسائل ففي هذه المسألة اثار كثيرة عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم كلهم يقررونها ولم يأتي عن احد منهم خلاف ذلك البتة ناهيك عما جاء من اثار عن التابعين فتابعيهم فمن بعدهم من ائمة الهدى لم يزل علماء اهل السنة الا دون الصحابة والى يوم الناس هذا وهم يقررون هذه المسألة وهذا يدلك على الدليل الثالث وهو الاجماع فالاجماع قطعي لان الله سبحانه وتعالى يرى في الاخرة اما ادلة القرآن فانه قد جاء في كتاب الله عز وجل عدة ايات تدل على ثبوت رؤية الله جل وعلا في الاخرة وهي كما قال ابن القيم رحمه الله تنقسم الى ادلة صريحة وادلة غير صريحة الدليل الاول وهو اصلحها واشهرها ولا يكاد عالم من علماء اهل السنة نتكلم في هذه المسألة او يكتب فيها الا وهو يستدل به اعني بهذا الدليل وهو قول الله جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة هذه الاية كما ذكرت لك اشهر ادلة اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى و وجه الاستدلال بها هو ان الله سبحانه وتعالى قد اثبت ليه وجوه المؤمنين نظرا اليه سبحانه وتعالى وكان النظر ها هنا معدا بالاء والنظر في لغة العرب اذا عدي بالى فانه يدل في الوضع على نظر العين يعني على البصر العين ببصر العين ولا تحتمل اللغة خلاف هذا البتة شواهد كلام العرب كلها تصب في هذا وهو ان النظر اذا عدي بالى فانه لا يحتمل الا رؤية العين نظر الى كذا يعني رآه بعينه. الله جل وعلا يقول الى ربها ناظرة وآآ اذا ضممت الى بهذا الوجه قرينتين بالاية فانه يتضح لك الامر اكثر الا وهو ان الله سبحانه وتعالى قال وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة فاحال النظر الى الوجوه والوجوه محل الاعين والاعين الة الابصار فدل هذا على انها رؤية بالعين اضف الى هذا وصف هذه الوجوه بالنظرة يعني بالحسن والبهجة وهذا مناسب لهذه الرؤية لما نظرت هذه الوجوه الى ربها سبحانه وتعالى اقتضى هذا ان تنال هذا الامر وهو نضرتها والامر كما قال الحسن البصري رحمه الله كما اخرج الطبري في تفسيره عند قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة قال نظرت برؤيتها لربها وحق لها ان تنظر وهي تنظر الى ربها حق لها ان تنظر وهي تنظر الى ربها الدليل صريح بل الاية تنصب في اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى في الاخرة وسيأتي مناقشة ما اورد اهل البدع عليها حينما نأتي الى قراءة كلام المؤلف ان شاء الله الاية الثانية قوله سبحانه وتعالى عن اهل الايمان على الارائك ينظرون و هذه الاية قد استدل بها جمع من علماء اهل السنة على اثبات النظر الى الله جل وعلا في الاخرة كشيخ الاسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم تلميذه ابن كثير وغيرهم من اهل العلم والاستدلال يتبين من خلال ثلاثة امور اولا ان هذه الاية التي فيها بيان حال اهل الايمان وانهم على الارائك ينظرون كانت مسبوقة ببيان حال الكفار. كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم بين ان اهل الايمان ينظرون الى الله سبحانه وتعالى. فدلت هذه المقابلة على ثبوت رؤية الله سبحانه وتعالى فهؤلاء اه اعني الكفار حجبوا عن رؤية الله سبحانه وتعالى ثم بين سبحانه وتعالى الحالة المقابلة لها وهي حال اهل الايمان وهي ان اولئك كانوا محجوبين عن الله سبحانه وتعالى فصار هؤلاء ينظرون الى الله سبحانه وتعالى لم يذكر مرجع النظر ينظرون استغناء بذكر ذلك عند الكفار فلما قال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم قال عن المؤمنين على الارائك ينظرون دل هذا على انه ينظرون الى من حجب الكفار عنه وهذا فيه من بلاغة القرآن ما فيه الامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى قال عقب ذلك تعرف في وجوههم نظرة النعيم وهذا مشعر بان هذه الوجوه وان هؤلاء المؤمنين نظروا الى الله سبحانه وتعالى فنالوا هذه النعمة وهي نضارة الوجه الاية قريبة في معناها من قوله تعالى ماذا وجوه يومئذ ناظرة. ناضرة فهذه قريبة من تلك وكتاب الله سبحانه وتعالى متشابه يشبه بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا الوجه الثالث هذا يدل على رؤية الله سبحانه وتعالى من طريق العبور اما الوجهان السابقان فانهما يدلان على رؤية الله سبحانه وتعالى على وجه التعيين الوجه الثالث و حذف متعلق الرؤية على الارائك ماذا ينظرون ينظرون الى اي شيء حذف متعلق الرؤية وهذا الحذف فيه نكتة بلاغية الا وهي حصول التعميم كانه قال ينظرون الى كل نعيم واعلى نعيم لاهل الجنة في الجنة هو ماذا؟ النظر الى الله سبحانه وتعالى اعيد فاقول ارى بعض الاخوة يستعمل جواله في اثناء الدرس وهذا يا اخوة ليس من المناسب ابدا بحلق العلم ومجالس الذكر فان كنت مضطرا الى استعماله فيمكنك ان تخرج اما ان تجلس في الدرس وتستعمل الجوال هذا ليس من ادب العلم اعود فاقول هذا كنا نقول مش كنا نطلب نعم نعم حذف متعلق الرؤية يجعل النفوس تتشوف الى اي شيء تنظر هذه الوجوه هذا يفيد التعميم لان الاحتمال يقع على كل نعيم ولا يمكن ترجيح احتمال على احتمال. فدل هذا على ان النظر يقع على كل ما تتنعم به الابصار ولا شك ان ارفع ذلك بضميمة الادلة الكثيرة الدالة على رؤية الله عز وجل لا شك انها هي رؤية الله سبحانه وتعالى الدليل الثالث قوله سبحانه للذين احسنوا الحسنى وزيادة وقد جاء عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم تفسير الزيادة برؤية الله سبحانه كما جاء عن ابي بكر رضي الله عنه وغيره من اخوانه الصحابة واحسن منه تفسير النبي صلى الله عليه وسلم فانه قد فسر هذه الزيادة بالنظر الى وجه الله عز وجل باصح الاسناد وفسر هذا باصح اسناد كما ثبت هذا في حديث صهيب رضي الله عنه فيما اخرج الامام مسلم رحمه الله وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله جل وعلا لهم تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة في كشف الحجاب فينظرون اليه فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر من النظر اليه سبحانه ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة فتبين لنا ان الحسنى هي الجنة والزيادة. رؤية ربهم سبحانه وتعالى وجاء هذا الحديث عند ابن ابي عاصم في السنة والاجري في الشريعة والطبراني وغيرهم برواية اخرى فيها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في اخر الحديث بدل تلاوة الاية قال وهي الزيادة ماذا قال وهي الزيادة. اذا هذا تفسير من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وها هنا ملحظ لطيف في وصف رؤية الله سبحانه وتعالى بالزيادة وذلك ان رؤية الله سبحانه وتعالى تكون لاهل الجنة في وقت دون وقت. اليس كذلك واذا كان ذلك كذلك انه اذا احتجب الله سبحانه وتعالى في الوقت الذي لا يرونه فيه لم يعد هذا مكدرا لنعيمهم فهمتوا لو كان هذا ليس من الزيادة لكان عدم رؤيتهم له سبحانه وتعالى نقصا في النعيم يقتضي تكديره حالهم لكنه اعني الحال انه اذا رجع اذا اه احتجب الله سبحانه وتعالى عنه فان اهل الايمان يرجعون الى ما كانوا فيه من النعيم وهم في حبرة وسرور واضح؟ لان هذه زيادة فلا يقتضي عدم حصولها في بعض الاوقات تكديرا لهم في نعيمهم والعلم عند الله عز وجل الدليل الرابع قوله تعالى ولدينا مزيد وهذا المزيد هو بمعنى الزيادة كما فسر هذا غير واحد من الصحابة رضي الله عنهم بانهم رؤية الله سبحانه وتعالى كما جاء هذا عن انس رضي الله عنه وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله باسناد صحيح. روي هذا عن انس باسناد صحيح وانه يتجلى لهم سبحانه وتعالى كل جمعة فيرونه كذلك جاء عن جابر وعلي رضي الله تعالى عنهما و مثل هذه التفاسير التي تأتي عن اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والقضية قضية غيبية لا شك لا شك ان لها محملة الرفع الدليل الخامس كل دليل دل على اللقية او اللقاء كما قال سبحانه وتعالى تحيتهم يوم يلقونه سلام فان اللقاء يتضمن الرؤية البصرية عند عدم وجود المانع ونقل الاجماع على هذا امام العربية ثعلب اذا كل دليل دل على لقاء الله عز وجل في الاخرة فانه دليل بالتضمن على برؤية الله سبحانه وتعالى الدليل السادس قول الله جل وعلا فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جاء عن ابن سيرين رحمه الله وهو التابعي الجليل انه فسر ما اخفي لهم من قرة اعين برؤية الله سبحانه وتعالى كما نقل هذا السمعاني بتفسيره وكذلك القرطبي وغيرهما من اهل العلم وهذا يبدو والله اعلم على عادة السلف في انهم يفسرون الجملة ببعض افرادها ولا شك ان من جملة ما اخفي لهم من قرة اعين بل اعظم ذلك هو رؤية الله سبحانه وتعالى هذه الاية تدل بعمومها على رؤية الله جل وعلا الدليل السابع قول الله جل وعلا لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار واستدل بهذه الاية على اثبات رؤية الله جل وعلا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وله كلام او ملحظ حسن بتقرير ذلك وهو ان هذه الاية انما سيقت مساق المدح والثناء على الله جل وعلا ولو كانت تدل على ان الله جل وعلا لا يرى البتة يعني قوله لا تدركه الابصار يدل على انتفاء عروة الله جل وعلا البتة لم يكن في هذا مدح ولا ثناء اي ان العدم يشارك الله جل ربنا عن ذلك انصح هذا في ذلك واي مدح للعدم في انه لا يرى انما النفي ها هنا جار على القاعدة المعلومة عند اهل السنة وهي ان كل نفي في الصفات فلا بد ان يتضمن امرا ثبوتيا ما القاعدة كل نفي بالصفات فلابد ان يتضمن امرا ثبوتيا. فالله سبحانه وتعالى لعظمته يرى ها بلا ادراك الله جل وعلا لعظمته يرى بلا ادراك فهذه تدل على اثبات رؤية الله سبحانه وتعالى. وانما المدح في بيان عظمة الله جل وعلا فانه لعظمته اذا رآه عباده فانهم لا يحيطون به جل وعلا. وهذا لانه الكبير العظيم واسع سبحانه وتعالى الدليل الثامن قول الله جل وعلا ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزيدهم من فضله فهذه الزيادة كالزيادة التي جاءت في قوله ولدينا مزيد وقوله للذين احسنوا الحسنى وزيادة. كما فسرها بهذا بعض اهل التفسير ونقل هذا الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان الدليل التاسع قوله تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون هذه الاية استدل بها السلف رحمهم الله على اثبات رؤية الله جل وعلا كما فعل هذا ابن المبارك ومالك والشافعي واحمد وغيرهم من اهل العلم قالوا هذه دليل على اثبات رؤية الله جل وعلا ووجه ذلك هو انه لما حجب الكفار عن ربهم جل وعلا فلم يروه دل هذا على ان حال المؤمنين بخلاف ذلك والا فلو كان الكل محجوبا عن رؤية الله لم يكن لتخصيص الكفار فائدة اليس كذلك؟ اعيد لما بين جل وعلا ان الكفار يوم القيامة يحجبون عن الله يحجبون عن الله سبحانه وهذا من اعظم العذاب الذي يناله نعوذ بالله من حالهم دل هذا على ان اهل الايمان بخلافه وانهم يرونه ولا يحجبون عنه والا لم يكن لتخصيص الكفار بهذا العقاب فائدة ووجه اخر قريب من سابقه وهو انه لما بين سبحانه ان من عقاب الكفار ان يحجب الله ان يحجب الله سبحانه نفسه عنهم دل هذا على ان المؤمنين لا ينالهم هذا العقاب لماذا لان العقاب نتيجة ماذا كفرهم والمؤمنون لم يكفروا. اذا هذا العقاب لم ينزل عليهم. وما المقابل للحجب اجيبو الرؤية فالناس لا يخلو حالهم بين امرين اما ان يحجبوا عن الله عز وجل او الا يحجبوا عنه صح ولا لا؟ ها هنا مقابلة بين نفي واثبات. وهذان امران متناقضان. فرفع احدهما يقتضي ماذا ثبوت الاخر ولابد لا يمكن ان يرتفع اه جميعا او ان يحصلا جميعا فما معنى الا يحجبوا ماذا يعني انهم يرون الله سبحانه وتعالى والوجهان على كل حال متقاربان هذه بعض ايات القرآن ولو فتش الانسان في كتب التفسير لوجد خلافة هذه اه الايات التي تدل على ثبوت رؤية الله سبحانه وتعالى اما على وجه بالتعيين الا او على وجه التعميم والله جل وعلا اعلم اما بالنسبة احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي دلت على رؤية المؤمنين ربهم سبحانه في الاخرة فانها كما علمنا في الدرس الماظي ادلة كثيرة جدا بلغت حد التواتر الامر كما قال الداودي رحمه الله مما تواتر حديث من كذب ومن بنى لله بيتا واحتجب ورؤية شفاعة والحوض ومسح خفين وهذه بعضه و قد روي النحو من ثلاثين من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم احاديث الرؤية فهذا يدل على انها احاديث مستفيضة متواترة تقتضي العلم القطعي بمضمونها وفي جل هذه الاحاديث يخبر نبينا صلى الله عليه وسلم بان المؤمنين سيرون ربهم كما ترى الشمس ليس دونها سحاب او كما يرى القمر ليلة البدر وهذا كما قال اهل العلم بالاتفاق تشبيه للرؤية بالرؤية وليس تشبيها للمرئ بالمرئ ما معنى تشبيه الرؤية بالرؤية باي شيء كان التشويه ها احسنت اولا انها رؤية بالبصر فكما ان رؤية الشمس او القمر تكون بالبصر فان رؤية الله سبحانه وتعالى تكون بالبصر. سيراه جل وعلا اهل الايمان باعينهم هاتين لا شك في هذا ولا ريب كما ترون القمر او كما ترون الشمس ثانيا انها رؤية من جهة العلو فكما ان الشمس والقمر ترى من جهة العلو فالله سبحانه وتعالى يرى ايضا من جهة العلو بخلاف اهل البدع الذين قالوا انه يرى سبحانه لا من جهة كما سيأتي عن قريب ان شاء الله والوجه الثالث ان هذه الرؤية رؤية سهلة ليس فيها ادنى مشقة لا تضامون او لا تضامون في رؤيته. رؤية واضحة رؤية سهلة يسيرة ليس فيها ادنى مشقة فجمع هذا التشبيه في الرؤية هذه المعاني الثلاثة اذا هذه اه خلاصة ادلة او خلاصة استدلال اهل السنة والجماعة على مسألة الرؤية تنتقل بعد ذلك الى مقالة نفاة الرؤيا وفاة الرؤية في الجملة على قسمين وفاة صرحاء ونوفات غير صرحاء وان شئت فقل قائلون بالنفي الصريح واخرون قائلون بالنفي ولكن بمواربة او على الاقل هم متناقضون اما نفات الرؤية الصرحاء فانهم عامة طوائف المبتدعة المعطلة لصفات الله جل وعلا فمسائل الاعتقاد كالحلقات المتصلة فلما كان اولئك معطلة لصفات الله جل وعلا جرهم ذلك الى نفي رؤية الله سبحانه كما سيأتي وهؤلاء ام الجهمية والمعتزلة والرافضة والخوارج وعلى رأس اولئك الاباضية قديما وحديثا وكذلك الزيدية وغيرهم ممن لف لف هؤلاء فهؤلاء كلهم نفاة لرؤية الله سبحانه وتعالى في الاخرة بل انهم قائلون باستحالة رؤية الله جل وعلا من ابعد المحالات ان يرى المؤمنون ربهم سبحانه الله عند هؤلاء قال عن قولهم لا يرى البتة افي الدنيا ولا في الاخرة بل تستحيل رؤيته والسبب الذي دفع هؤلاء الى انكار رؤية الله جل وعلا امران والله جل وعلا غير متحيز. اذا الله ها لا يرى و لن لتعرض لمناقشة ما فيهم لعلو الله جل وعلا في هذا المقام وسيأتينا بحث لذلك لاحق ان شاء الله جل وعلا ولكن على كل حال ثبوت علو الله جل وعلا على خلقه ادلته كثيرة جدا جدا يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان اترون انا تارك ذا كله لجعاجع التعطيل والهذيان فدلة ثبوت علو الله سبحانه وتعالى ادلة كثيرة جدا اما مسألة الحيز والتحيز هذه من الكلمات من الكلمات المجملة التي لا يخوض فيها اهل السنة باثبات او نفي مع اعتقادنا على ان الله سبحانه بائن من خلقه وانه فوق كل شيء جل وعلا وانه لا يحيط به شيء من خلقه البتة الله اعظم واجل واكبر من ذلك السبب الثاني او الامر الثاني الذي دعاهم الى انكار رؤية الله جل وعلا وهذا اكثر واشهر في كتبهم دعواهم ان رؤية الله تقتضي تجسيمه ماذا رؤية الله تقتضي تشسيمه. لم قالوا لانه لا يرى الا الاجسام فاذا كان الله مرئيا كان جسما والله قالوا الله ليس بجسم. اذا الله لا يرى كذلك مسألة الجسم والتجسيم واظن انها مرت بنا ب دروس ماضية ان لم يكن في هذا الكتاب مرت بنا في غيره في الحموية في التدميرية وفي غيرها والخوض في هذا الموضوع يطول جدا وشبهة وشبهة التجسيم من اعظم الشبه التي لاجلها عطل المعطلة صفات الله جل وعلا والبحث معهم في هذا الامر يطول جدا ولكن اقول على وجه الايجاز اولا ماذا تريدون بالجسم حددوا لنا عن اي شيء تتكلمون فانكم في مسألة الجسم والتجسيم في امر مريج والخلاف بينكم طويل ما هو هذا الجسم المنفي عن الله سبحانه وتعالى اهو الجسم الذي تعرفه العرب وهو الجسد الكثيف ذو العظم واللحم والدم. اتريدون هذا الله عز وجل ليس كذلك والله ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد ولا يقول احد من اهل الاسلام ان الله سبحانه وتعالى على هذه الكيفية تعالى الله عن ذلك علوا كثيرا ولا يقتضي اه ثبوت الرؤية هذا الذي تدعون ان كان الجسم ما تقولون لا يقتضي هذا البتة فالاشياء التي ترى في الدنيا وهي ليست اسما بهذا المعنى كثيرة اذا لا تلازم بين التجسيم الرؤية وان اردتم بالجسم ما يتصف بالصفات وهذا الذي يدور عليه كثير منهم بيننا نقول انه قد دل الدليل على ان اشياء تتصف بالصفات ولم تكن جسما باعترافكم فالليل والنهار قد قال الله جل وعلا عنهما والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى فهذا الليل يتصف بانه يغشى وهذا النهار يتصف بانه يتجلى. ولم يكن جسما عندكم ولا يقول عاقل قط ان الليل والنهار ها اه جسمان وان اردتم ان الجسم هو ما يشار اليه فاننا نقول هذه تسمية منكم لا دليل عليها لا شرعا ولا لغة ولا عرفا وقد اشار الى الله جل وعلا اعلم الخلق به. وهو نبي محمد صلى الله عليه وسلم اذا هذا لا يقدم ولا يؤخر ونقول لهم ثانيا من اين لكم انه لا يرى الا الاجسام يقول القوم لا ترى اه الا الاجسام هذه القضية التي اكثرتم من تردادها من اين اتيتم بها اهي قضية شرعية هل جاء في القرآن او السنة قط لا ترى الا الاسم اجيبوا يا جماعة لم يأتي ذلك اهي قضية لغوية يعني نص عليها ائمة اللغة كالاصمعي والخليل امثال هؤلاء الجواب لا قطع طيب اهي قضية عقلية الجواب لا ليست قضية عقلية لا يقول احد ان الاجسام لا ترى مثل ان الاثنين اكبر من الواحد ها وان الشيئين لا يجتمعان ان المتناقضين لا يجتمعان ولا يرتفعان وامثال هذه القضايا العقلية. اهذه مثل هذه؟ اجيبوا لا اذا ما بقي الا انكم قررتم هذه القضية بناء على ما شاهدتم ليس عندهم دليل على هذا التقرير الا انهم يقولون نحن لا نعرف اتمنى يرى او ما يرى الا ما كان جسما فنقول هل الله سبحانه وتعالى دخل في هذا الذي تدعون هل رأيتم الله عز وجل اجيبوا يا جماعة هل رأوا الله؟ ما رأوا الله. اذا ينبغي ان يجعلوا ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى خارجا عن التقرير لان تقريرهم مبني على ماذا؟ على شيء مشاهد والله عز وجل غير مشاهد بالنسبة لهم اذا الانصاف منهم يقتضي الا يتكلموا عن الله سبحانه وتعالى بهذا التقرير المبني على على امر مشاهد لان الله سبحانه وتعالى ليس مشاهدا له هذا ان تأملته وجدت ان او تأكد لك ما يقرره اهل العلم من ان القوم غارقون في بحار التشبيه صح ولا لا ما قالوا هذا الا تشبيها لله سبحانه وتعالى هذه المشاهدات او هذه الامور الدنيوية من الاجسام التي حكموا عليها ولو انهم تنزهوا ولم تتلطخ قلوبهم بداء التشبيه ما قالوا هذا الذي قالوه فصدق اهل العلم حينما قالوا كل معطل فانه مشبه على كل حال ليس لنا ان ندع كتاب ربنا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم التي دلت بادلة لا تحصى الا بمشقة على ثبوت رؤية الله لم نكن لم يكن بنا او لم يكن لنا معشر اهل الايمان ان ندع كل ذلك لمثل هذه الترهات والسفاسف التي ينطق بها هؤلاء واعود فاقول القوم ما آآ اوصله الى الى نفي رؤية الله عز وجل الا انهم معطلة لله جل وعلا. وهذا ما قرره الامام احمد رحمه الله بما بينه في كتابه الرد على الجهمية والزنادقة قال القوم يرجعون الى التعطيل في نفيهم رؤية الله في نفيهم رؤية الله عز وجل قال هذه الكلمة او نحوها القوم يرجعون الى بالتعطيل تعطيل صفات الله عز وجل وتعطيل صفات الله عز وجل لازمه تعطيله ذاته سبحانه وتعالى القوم يرجعون على يرجعون الى التعطيل ويدورون عليه هذا عن مقالة القوم وعن السبب والعلة التي لاجلها تفوهوا بما تفوهوا به طيب هنا سؤال ماذا صنعوا امام الادلة المتكاثرة في الكتاب والسنة على ثبوت رؤية الله سبحانه وتعالى ماذا صنعوا الامر كما قلنا سهل عند اهل البدع يركبون مركبا ذلولا ثم يتجاوزون كل ما لا تهوى نفوسهم من حقائق الوحي هذا المركب هو ها التأويل فادلة القرآن عاثوا فيها تأويلا وتحريفا بما يربأ المنصف من الوقوع فيه كما سيتبين لك عن قريب ان شاء الله ان استطاعوا ان يؤول النظرة بغيره كما سيأتي فعلوا كان يقولوا ان النظر بمعنى الانتظار وهذا يقتضي منهم ان يقدروا شيئا مضمرا فلا بأس ان نضيف الى كتاب الله عز وجل مضمرا بلا اي دليل هكذا ضرب اه ضربا عبثيا في النصوص كانها مرأى مباح لهؤلاء يتكلمون بما يشاؤون فسيأتي معنا انهم قالوا مثلا في قوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة الى ربها يعني اه الى ربها ناظرة يعني منتظرة. طيب منتظرة ايش نحتاج ان نقدر ثوابا ها كلمة ثواب فقالوا منتظرة ثواب ربها طيب ماذا يفعلون آآ الادلة التي لا يستطيعون اه وصول او لا يستطيعون ان يخادعوا الناس بتأويلها الى هذه الدرجة يعني قد يلجأون امام بعض الادلة الصريحة فيقولون ان كان ولا بد فاننا نقول ان الرؤية بمعنى المعرفة القلبية او رؤية القلب اذا ليس ثمة اشكال عندهم المسألة سهلة يؤولون ويتلاعبون ويعبثون كما يشاؤون اما ادلة السنة الامر في شأنها بالنسبة لهم اسهل القوم اسهل شيء عليهم التعامل مع السنة ردا وابطالا لانهم ابعد شيء عنها بل هم في الحقيقة اعداء لها ولذلك اذا استدل عليهم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الصريحة اسهل شيء على السنتهم ان يقولوا انها اخبار احاد واخبار الاحادي لا تفيد الا الظن وهذه مطالب عقدية لابد فيها من القطع. اذا ردوها جملة وتفصيلا ثم انهم على سبيل اه التصدق علينا يقولون حتى لا تنزعجوا لا بأس نقول انها ثابتة ولكن ما هي الرؤية؟ انكم سترون ربكم يعني انكم تعرفونه معرفة بقلوبكم يؤولون الرؤية بماذا؟ بالمعرفة القلبية او زيادة العلم سبحان الله كأن اهل الايمان كانوا تائهين عن ربهم لا يعرفونه ولا طالعوا شيئا من ادلة الكتاب والسنة التي عرفتهم ما عرفتهم عن ربهم سبحانه وتعالى فلا يعرفونه الا يوم القيامة هذا الذي اه فعلوا آآ ادلة الوحي وسيأتي مثال لها عن قريب ان شاء الله يدلك على مدى انصافي القوم اه النهج العلمي الذي ساروا عليه استدلال القول كما ذكرت لك انما هو بالقواعد الكلامية التي ادت بهم الى نفي الرؤيا ولكنهم بحاجة الى ذر الرماد في العيون كما يقال بالنسبة لعوام المسلمين لابد من شيء من الادلة النقلية اه ليستدلوا به في مقابل ما يفعل اهل السنة من الاستدلال بالادلة النقلية والقاعدة في هؤلاء وامثالهم انهم اعتقدوا ثم استدلوا. بحثوا فتشوا فظفروا بشيء زعموا انه يدل عليهم اه يدل على ما يقولون يعضد ما ذهبوا اليه وان كان الحق ان ذلك على عكس ما اه حرفوا دلالته بل الادلة التي يستدلون بها الى اثبات الرؤية اقرب من اثبات او من نفيها واشهر ما استدلوا به ايتان من كتاب الله عز وجل اول ذلك قوله تعالى لا تدركه الابصار الحق ان استدلال هؤلاء بالادلة النقلية نذكر المسلمة مباشرة لقوله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه اذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه اولئك الذين سمى الله فاحذروهم اتباع للمتشابه ادلة صريحة كثيرة واضحة لا لبس فيها ولا غموض تركوها جميعا ثم ذهبوا يتبعون المتشابه فتركوا كل الادلة الصريحة لدليل او دليلين آآ هي من المتشابه الذي ما اهتدوا الى الحق فيه او اهتدوا الى الحق فيه ولكنهم اعرضوا اتباعا لاهوائهم قالوا دليلنا على ان الله عز وجل يستحيل ان يرى لا في الدنيا ولا في الاخرة. قوله تعالى لا تدركه الابصار والاستدلال مبني على تفسير الادراك بايش؟ بالرؤية. لا تدركه الابصار يعني لا تراه الابصار والنفي جعلوه نفيا مطلقا لا تراه الابصار مطلقا لا في الدنيا ولا في الاخرة هذا وجه باستدلالهم والجواب عما قرروا من وجوه اولا ان هذا تفسير مخالف لادلة الوحي وليس لاحد ان يلقي الحرب بين ادلة الشريعة فيضرب بعضها ببعض هذا بعيد عن فعل اهل الايمان الصادق بل الواجب التأليف والجمع بين النصوص ليس ان نضرب بعضها ببعض فهذا تفسير لهذه الاية يقتضي ابطال دلالة عشرات الادلة التي تدل على ثبوت رؤية الله سبحانه وتعالى لا شك ان هذا باطل ثانيا ان هذا التفسير الذي زعموا من ان قوله لا تدركه الابصار يقتضي نفي رؤية الله عز وجل مطلقا لا في الدنيا ولا في الاخرة مخالف لاجماع السلف وما كان مخالفا لاجماع السلف فانه باطل الوجه الثالث ان التوجيه الصحيح واحد من اثنين اما ان يقال ان الادراك هو بمعنى الرؤية ولكن المنفي انما هو رؤية الله عز وجل في الدنيا لا في الاخرة. فالاية تتكلم عن رؤية الله عز وجل في الدنيا ففي الدنيا لا تدركه الابصار لا تراه الابصار وهذا التوجيه ذهب اليه بعض السلف كما ذهبت اليه عائشة رضي الله عنها وقال به بعض ائمة اهل السنة كما فعل الامام احمد رحمه الله في كتابه الرد على الجهمية والزنادق وان كان له رواية اخرى توافق التوجيه الثاني هذا التوجيه الاول والذي دعا اليه الجمع بين النصوص جاءت عندنا اية فيها اطلاق لا تدركه الابصار وسلمنا ان الادراك هو الرؤية وقابل هذا عشرات الادلة التي دلت على رؤية الله عز وجل في الاخرة ما الموقف الصحيح اذا كنا نعتقد ان كتاب الله عز وجل لا اختلاف فيه ولا تناقض وان وحي الله عز وجل متشابه يشبه بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا. اذا كانت هذه مسلمة عقدية نعتقدها. اذا ما الذي علينا ان نفعل لا تدركه الابصار فيه ايش اطلاقا وادلة نصية صريحة على ثبوت الرؤية في الاخرة. اذا كيف نفهم هذا؟ النص المطلق؟ نقول انه في ايش؟ في الدنيا. لا تراه في الدنيا. وبهذا نعمل الدليلين الدليل النافي والدليل المثبت وبالاتفاق اعمال الدليل اولى من اهماله التوجيه الثاني وهو اقوى بلا شك وهو عدم التسليم بان الادراك هو مطلق الرؤية فالتأسيس الذي اسسوا عليه هذا الاستدلال غير مسلم نحن ننازعهم في عنا الادراك يساوي الرؤية والصواب ان الادراك اخص من الرؤية فهو قدر زائد عليها الادراك ان تعلق بالبصر فانه يعني الاحاطة البصرية كما تكلمنا عن هذا في الدرس الماضي علمنا القاعدة المتكررة عند اهل السنة الله يرى ها ولا يدرك كما انه يعلم ولا يحاط به علما جل ربنا وعز فهذه المسألة سبق الحديث فيها وهي ان الادراك على التحقيق ايش اخص من الرؤية والادلة قد دلت على ثبوت رؤية الله سبحانه وتعالى. ودلت على نفي الادراك. وبالاتفاق بين اهل الاصول فان نفي الاخص لا يستلزم نفي الاعم من يعيد القاعدة ان الابصار لا تحيط بالله سبحانه وتعالى رؤية وبصرا وان كانت تراه قلنا اذا كان هذا في حق امور كبيرة في الدنيا فكيف بمن هو اكبر من كل شيء سبحانه وتعالى. وهذا راجع الى قياس الاولى والله جل وعلا له المثل الاعلى فانت ترى البحر ولا تدركه وترى الشمس ولا تدركها ولا تحيط بها رؤية وهلم جرا الوجه الرابع ان يقال انه اعني قوله تعالى لا تدركه الابصار مسوق مساق المدح كما تقدم الله يمدح نفسه بانه لا تدركه الابصار ولا مدح في نفي الرؤية مطلقا فهذا شيء يشترك فيه مع العدم صح ولا لا؟ حتى العدم ماذا؟ لا يرى مطلقا واي مدح في العدم اذا الامر كما تقدم الله جل وعلا مدح نفسه بالعظمة جل وعلا بانه لعظمته يرى بلا احاطة كما انه لخبرته سبحانه فانه يدرك الابصار اعيد الله جل وعلا لعظمته لا تدركه الابصار ولخبرته يدرك الابصار بناء عليه نقول سبحان من عظم في لطفه ولطف في عظمته فالله جل وعلا لا يحاط به رؤية فدل هذا على ثبوت اصل الرؤية هذا وجه المدح انه يرى ولكن ايش؟ لا يحاط به رؤية سبحانه وتعالى الدليل الثاني الذي استدلوا به على نفي رؤية الله جل وعلا قوله تعالى لن تراني قال سبحانه في سورة الاعراف ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال ربي ارني انظر اليك قال لن تراني قالوا هذه الاية صريحة في نفي رؤية الله سبحانه وتعالى مطلقا وتأسيس هذا اه الاستدلال مبني على ان لن تفيد ها تأبيدة النفي تفيد تأبيد النفي ومن هنا اشتهر عن لن هذه انها تسمى ايش؟ لن الزمخشرية لان الزمخشرية المعتزلية قرر ان لن تفيدوا ها تأبيد النفي والحق ان هذا التقرير قد سبق اليه الزمخشري اه بمدة طويلة اه المعتزلة قبله بعقود كانوا يقررون هذه المسألة كما فعل عبدالجبار اه الهمذاني امام الاعتزال ومنظره في كتابه متشابه القرآن وكما جاء ايضا في شرحي الوصول للخمسة ان كان هذا الكتاب لعبد الجبار وان لم يكن له وكان اه ل منكديم اظن هكذا اسمه فهما متقاربان فعبد الجبار متوفى في ربعمية وخمسة عشرة ومنكديم هذا متوفى في اربع مئة وخمسة وعشرين الزمخشري متأخر الزمخشري متوفى في خمس مئة وثمانية وثلاثين فهذا متقرر قبل الزمخشري بكثير لكن لعل هذه الشهرة بالنسبة هذا التقرير الى الزمخشري يرجع الى انه قد اجتهد اجتهادا قويا في تقرير هذه المسألة يعني في نسبة اه او في وصف لن بانها تفيد تأبيدا النفي وبعض المعاصرين انتدب للدفاع عن الزمخشري وذكر انه لا يوجد في شيء من كتبه تقرير ان لن تفيدوا ها تأبيد النفي اه والصواب ان الزمخشرية قد قرر هذا وذلك في كتابه الانموذج ونسب هذا التقرير اليه جماعة من اهل العلم من اللغويين وغيرهم كابن مالك الذي قال في الكافية وليست الالفية وانما في الكافية قال ومن رأى النفي بلن مؤبدا فقوله اردد وخلافه عضده هكذا في الكافية انتظروا قال وخلافه عضد. هكذا في الكافية بخلاف ما نقله شارح الطحاوية وسواه بعض لا ادري هل وقف على نسخة ام لا؟ لكن هكذا النص في الكافية وخلافه اعددا. وبين رحمه الله اعني ابن مالك بين في في شرحه على الكافية انه اراد التنبيه على قول الزمخشري الذي قال في انموذجه بهذا القول وما قال هذا الا لنفي رؤية الله سبحانه وتعالى هذا الذي ذكره ابن مالك رحمه الله ونص عليه ايضا ابنه بدر الدين في شرح الكافية ونسب هذا القول اليه كثير من اهل العلم مبادئ وسمين الحلبي آآ السيوطي والزركشي وغير هؤلاء من اهل العلم تواردوا على نسبة هذا القول اليه لكن الموجود في نسخة النموذج التي بين ايدينا انه قال ان لن تفيد تأكيد النفي وليس ايش تأبيد النفي والتحقيق ان ها هنا نسختين نسخة قال فيها ها تأكيد النفي ونسخة قال فيها تأبيد النفي وذكر هذا ونص عليه شارح الانموذج وهو الاردبيلي انه نص على ان في هذه الجملة يعني جاءت هذه الجملة في نسختين مرة تأبيد ومرة تأكيد وابو حيان في تفسيره البحر المحيط ذكر في موضع ان للزمخشري في هذا قولين قول بالتأبيد وقول بالتأكيد. وفي موضع اخر في تفسيره ذكر انه قال اولا بالتأبيد ثم رجع عنه الى قول الجماعة لانها ليست واما قوله بالتأكيد فهذا ليس ببعيد عن القول بماذا؟ بالتأبيد على كل حال هذا بحث لغوي اه جرنا اليه اه اننا وصلنا الى هذه الكلمة لن تفيدونا في التعبيد. الجواب عن ما ذكروا من عدة وجوه اولا ان دعوة ان لن تفيد تأبيد النفي بدعة لغوية وتقول على اهل اللغة وليس هناك ما يشهد لهذا القول في كتاب معتبر او في نقل صحيح هذا شيء مخترع اخترعه هؤلاء المعتزلة والغرض الوصول الى هذه النفثة العقدية كما بين هذا ابن مالك رحمه الله بل الحق ان لن ينفى بها الشيء القريب لا البعيد لن ينفى بها الشيء القريب لا البعيد. اي ينفى بها ممكن الحدوث ومثل شارح الطحاوية رحمه الله لهذا ب مثال وهو لو ان رجلا كان في كمه حجر فظنه فقير طعاما فقال اعطني هذا الطعام فقال ايش اعطني هذا الطعام فانه اذا كان حجرا سيقول له انه لا يؤكل ها؟ او انه يستحيل اكله. لكن لو كان طعاما يمكن اكله لقال اني لن اعطيك او اني لن اطعمك واضح يا جماعة؟ اذا لما كان آآ اكل هذا الطعام ممكنا كان نفيه بماذا؟ بلن. اما اذا كان ليس مما يؤكل اصلا فليس من المناسب ان يقول لن اعطيك او لن اطعمك هو اصلا هو اصلا لا يؤكل اجر لا يؤكل وهذا ما نص عليه السهيلي ونقله عنه مقرا له ابن القيم رحمه الله في البدائع ان لن ينفى بها الشيء ممكن الحدوث على عكس ما قرروا وها هنا اعترض المعتزلة باعتراض قالوا ان كتاب الله عز وجل قد دل على ان لن تفيد نفي تفيد تأبيد النفي قالوا والدليل قوله تعالى ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وهذا النفي ها هنا ايش مؤبد صح ولا لا؟ طيب ما الجواب قد وقد لا ايوه من اين اخذنا هذا هو كلامك صحيح اقول بارك الله فيكم ان تأبيد النفي ها هنا مستفاد من ادلة خارجية هنا لن افادت ايش؟ النفي هل هو نفي مؤبد؟ نقول نعم. من اين استفيد؟ من ادلة كثيرة عقلية وشرعية تدل على ان الخلق مما تفرد الله سبحانه وتعالى به وانه يستحيل على غيره ان يخلق كما يخلق الله جل وعلا. واضح يا جماعة؟ اذا استفيد تأبيد النفي من ماذا؟ من ادلة خارجية وليس من من اصل الوضع ليس من اصل الوضع الواو ثانيا الوجه الثاني ان نقول ان موسى عليه الصلاة والسلام الذي هو في وقته اعلم الخلق بربه لا يخفى عليه المستحيل في حق الله عز وجل اتظنون في موسى عليه السلام ان يسأل الله ان يأكل او يشرب او ينام اجيبوا يا جماعة ما ظنكم بهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. اجيبوا مستحيل لا يمكن ان يقع لماذا لانه من اعلم الخلق بالله عز وجل وما يجوز وما يستحيل في حقه سبحانه فا من سوء الادب مع هذا النبي الكريم ان يقال ان موسى عليه السلام ما فطن الى هذا الامر المستحيل فسأله ربه سبحانه وهؤلاء المعتزلة الضلال فطنوا الى ان هذا لا يليق بالله عز وجل ويستحيل في حقه فكون موسى عليه السلام يسأل ربه جل وعلا ان ينظر اليه هذا دليل على ان الرؤية ماذا ممكنة او مستحيلة. ممكنة. وقد علمنا فيما مضى ما يتعلق بالرؤية في الدنيا. وقلنا ان الرؤية في ماذا؟ ممكنة غير واقعة. وعدم وقوعها راجع الى سبب وهو ظعف علقة البشرية لا تقوى قوى البشر على ان ترى الله سبحانه وتعالى ولا تقديره على ان تصمد امام تجليه سبحانه وتعالى الوجه الثالث انه لو كان ما سأل موسى عليه السلام ربه كان شيئا لا يليق بالله او وشيئا لا ينبغي من موسى عليه السلام لوعظه ربه جل وعلا كما كان منه سبحانه في حق نوح عليه السلام اني اعظك ان تكون من الجاهلين لكن لم يكن ذلك فدل هذا على انه لم يسأل شيئا مستحيلا في حق الله جل وعلا. الوجه الرابع ان الله سبحانه علق الرؤية بشيء ممكن لا مستحيل وهو استقرار الجبل ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني. واستقرار الجبل ممكن لا مستحيل والله جل وعلا قادر على ان يجعله ماذا؟ مستقرا ولا يعلق مستحيل على ممكن بمعنى لو كانت الرؤية مستحيلة في حقه لم تعلق على هذا الامر الممكن. اترون انه يجوز ان يقال في هذا الموضع فان استقر مكانه فسوف اكل او اشرب او انام اجيبوا يا جماعة لا لان هذه الامور ماذا؟ مستحيلة فلا يمكن ان تعلق ها بامر ممكن الامر الخامس ان الله سبحانه وتعالى تجلى للجبل. فلما تجلى ربه للجبل والتجلي هو الظهور والبيان فتجلى الله سبحانه وتعالى للجبل كما شاء فكان اندك فما الذي يمنع وقد تجلى الله عز وجل للجبل وهو حجر و ليس من امان ليس من اهل امانة التكليف كيف يمتنع بعد هذا تجليه سبحانه وتعالى لاهل الايمان في دار الكرامة لا شك ان ذلك غير ممتنع لمن تأمل في النصوص وانصف في هذا الموضع اه يظهر لك كيف ان اه البدع يجر بعضها الى بعض والضلال يقود الى الضلال لما عبثوا بدلالاتي النصوص فيما تقدم وصلوا الى قوله تعالى فلما تجلى ربه للجبل وتجلي ماذا بالنسبة لهم او عندهم مستحيل في حق الله عز وجل. اذا ماذا نصنع نخوض جولة اخرى تحريفا وتعويلا. فقالوا تجلى ربه للجبل يعني اظهر قدرته للجبل يا لله العجب باي لغة هؤلاء يتكلمون. وباي حق يعبثون في كتاب الله عز وجل هذا العبث من اين لكم هذا الامر من اين لكم ان تجلي الله سبحانه وتعالى للجبل؟ يعني اظهاره قدرته سبحانه وتعالى للجبل ولكن اه ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا الوجه السادس وهذا يدلك على ان القوم اصحاب هوى وليسوا طلاب حق واصحاب بحث نزيه القوم في ادلة اخرى اعياهم ان يحملوا فيها النظر على الانتظار سلموا بان النصوص هي في الرؤية ولكنهم حوروا الرؤية الى ها المعرفة القلبية او الرؤية القلبية طيب لما كان الدليل في الاثبات قالوا الرؤيا ايش ها رؤية قلبية او معرفة قلبية. طيب لما كان الدليل في النفي ماذا قالوا؟ لا لن تراني. ايش قالوا رؤيا ايش؟ بصرية يا قوم الا انصاف اما ان تكون الرؤية في كل ها بصرية او تكون الرؤية في كل قلبية. اما المسألة تكون هكذا نهبا لكم تتلاعبون؟ لا والله في هذا الموضع نريد ان نجعل الرؤية قلبية. هنا لا لا الرؤية ايش؟ بصرية فما رأيكم لو ان احدا عاملكم او قابلكم باسلوبكم فقال ان قوله تعالى لن تراني يعني لن تعرفني بقلبك ما ظنكم بجوابهم كيف سيجيبون ها لن تراني يعني ها لن تعرفني بقلبك هل هذا اتى بشيء شاب يعني مخترع ولا شيء سبق اليه سبق من سبقه؟ المعتزلة. اذا هو يقدم لهم ايش يعني بضاعته صح ولا لا؟ يقول انتم قلتم هناك ان الرؤية تحور الى رؤية القلب. انا اريد ان اخذها واحمل هذه الاية عليها. لن تراني يعني لن تعرفني بقلبك. ما ظنكم ان يكون جوابه ها؟ ايش رأيكم يقولون مستحيل غير مقبول كيف يقال؟ ان الله يقول لموسى عليه السلام لن تعرفني بقلبك نقول هذا الذي اجبتم به هو جوابنا عليكم في قوله تعالى وجون يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة سواء بسواء كما انه يستحي هذا العبث ونحن نقل نقر ونسلم لكم ونتفق معكم على ان هذا التحريف لقوله لن تراني عبث بكتاب الله لكنه يشبه ذاك العبث الذي وقعت فيه في تأويل قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة وما كان على شاكلتها. فهذا مثال يبين لك ان القوم اصحابه اهواء وليسوا طلاب حق هذا باختصار ما يتعلق باستدلال آآ المعتزلة من معهم في نفيهم الصريح لرؤية الله سبحانه وتعالى نأتي الان الى الفريق الثاني الذي انكر ولكن بشيء من المواربة وهؤلاء هم الاشاعرة. والاشاعرة في الجملة انقسموا الى ثلاثة اقسام في مسألة الرؤية الفريق الاول او القسم الاول اثبتوا الرؤية البصرية لله جل وعلا وعلى رأس هؤلاء ابو الحسن الاشعري رحمه الله نفسه فانه نص على هذا ورد على المخالفين في كتابه الابانة و لو كان القوم صادقين في انتسابه اليه لتابعوه على ما قال لكن فهذا يدلك على ان اه انتسابهم اليه ليس انتسابا دقيقا القسم الثاني هم الذين انكروا الرؤية وتابعوا المعتزلة في انكار الرؤية البصرية لله سبحانه وتعالى وعلى هؤلاء جماعة من كبارهم كالشهرستاني فانه نص في الملل والنحل وقريب منه في غاية المرام. نص على ان الرؤية عند ابي الحسن يعني واصحابه وهذا ليس بصحيح عن ابي الحسن او على الاقل ليس هذا ما استقر عليه امره. قال ان الرؤية عنده علم مخصوص او ادراك وراء العلم ماذا قال علم مخصوص هو علم بالله عز وجل ولكنه علم خاص او هو ادراك وراءه يعني غير العلم شيء بعد العلم واضح؟ غير العلم ادراك اخر سوى العلم. وهذا ما لا تنازع فيه فرقة المعتزلة. اذا ماذا؟ اصبحوا آآ والمعتزلة آآ اصحابا في هذه المسألة الفريق الثالث فريق اتى بشيء اضحك العقلاء العقلاء على عقول هؤلاء القائلين. فانهم قالوا اننا نثبت الرؤية البصرية لله عز وجل بلا مقابلة ولا جهة اي الله سبحانه يرى بلا جهة وهذا في الحقيقة من عجائب الاقوال وغرائبها بل ان المعتزلة قد اه شنعت تشنيعا شديدا على الاشاعرة في هذا. بل حتى الفلاسفة كابن رشد قال ان الاشاعرة في هذا الموضع قد اضحكوا العقلاء على عقولهم كيف يقال ان هناك ما يرى ولكنه يرى ها من غير جهة ارأيت لو انه قيل لاحد ان فلانا يرى فلانا ليس من امامه ولا من خلفه ولا عن يمينه ولا عن شماله ولا من فوقه ولا من تحته ماذا سيقول يقول هذا اما ان عنده شيئا في عقله او انه يكابر عقله فانه لا بد ان يكون المرئي في جهة من الرائي هذا المعقول عند جميع العقلاء في شأن الرؤية. انه لابد ان يكون المرئي ايش؟ في جهة من الرائي والله سبحانه وتعالى يراه المؤمنون وهو في جهة العلو. الله تعالى يراه المؤمنون وهو في جهة العلو فاما ان تكون الرؤية بلا جهة ولا مقابلة وقد يزيدون على هذا اشياء يقولون ولا انطباع يكونون بلا رؤية ولا مقابلة ولا انطباع رعبه ولا انطباع رؤية في الذهن الى اخر اه اشياء ينفونها مبتدعة ليس عليها اثارة من علم. فهذا في الحقيقة قول عجيب. ومآله الى آآ نفي رؤية الله سبحانه وتعالى في الحقيقة والامر كما قال الرازي في بعظ كتبه ونقل هذا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان اصحابه قال اصحابنا قالوا بقولين انفردوا بها عن جميع الفرق قولهم في الرؤية وقولهم في الكلام هذا شيء ماذا اه فارق فيه الاشاعرة جميع الفرق. الرؤية انه يرى ها؟ لا في جهة والثانية الكلام النفسي فهل تعاني؟ يعني ولذلك عقلاؤهم والمحققون منهم كانوا صرحاء فقالوا ان هذا التقرير يؤول بان يكون الخلاف بيننا وبين المعتزلة خلافا لفظيا لان الذي يرى لا من جهة هو الذي يرى بالقلب او يعلم بالقلب وليس الذي يرى بالبصر وآآ على كل حال هذا يدلك على ان المسألتين متلازمتان الرؤية والعلو فاما اثباتهما معا واما ها نفيهما معا. اما اثبات الرؤيا مع نفي علو الله عز وجل كما فعل هؤلاء فان هذا في الحقيقة تناقض غير مقبول. والله عز وجل اعلم. طيب تفضلي اقرأي يا شيخ احسن الله اليكم. قال رحمه الله تعالى والرؤية حق لاهل الجنة. في قوله الرؤية حق يعني شيء ثابت الحق هو الشيء الثابت اذا نعتقد معشر اهل السنة ان رؤية الله سبحانه وتعالى شيء ثابت لا ريب فيه قال لاهل الجنة فخرج بهذا شيئان الرؤية في الدنيا كما سبق معنا فان الله سبحانه وتعالى لا يرى في الدنيا تعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت هكذا قال صلى الله عليه وسلم لا يرد على هذا شيء البتة الا فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم فانه موضع البحث الوحيد بما يتعلق في الرؤية الدنيوية وثمة نزاع بين اهل العلم هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم لما عرج به هل رأى ربه سبحانه وتعالى او لم ير ربه؟ والتحقيق انه لم يرى ربه بعينيه وانما رآه بقلبه. وبهذا تلتئم الاثار في هذا الباب و الامام عثمان ابن سعيد الدارمي رحمه الله نقل اتفاق الصحابة رضي الله تعالى عنهم على هذا على كل حال في هذه المسألة بحث طويل لكن الذي يظهر والله اعلم ان هذا هو التحقيق في هذا المقام. انه ما رأى ربه ببصره وكيف يكون ذلك كذلك؟ وقد قال صلى الله الله عليه وسلم لما سأله ابو ذر هل رأيت ربك؟ فقال نور انا اراه وفي رواية قال رأيت نورا آآ هو رأى الحجاب قد قال صلى الله عليه وسلم حجابه النور. فالنور كان حائلا بين رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه سبحانه وتعالى. المسألة الثانية التي اه دلتنا على اه او دلنا عليها قوله حق لاهل الجنة رؤية الكفار وفي رؤية الكفار لربهم سبحانه وتعالى في الاخرة ثلاثة اقوال وهي من المسائل الدقيقة التي حصل فيها نزاع بين اهل السنة والجماعة هي من المسائل الدقيقة القليلة التي وقع فيها نزاع بين اهل السنة والجماعة في مسائل الاعتقاد والخلاف فيها راجع الى ثلاثة اقوال. الاول ان الكفار يرون الله سبحانه وتعالى مع المؤمنين في عرصات القيامة. ثم اه يحجبون عن رؤية الله عز وجل بعد ذلك. وهذا ما انتصر له ابن القيم رحمه الله. ورأى ان اقوى ما يدل عليه ايات اللقاء يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه القول الثاني ان الكفار جميعا لا يرون الله سبحانه وتعالى يوم القيامة. القول الثالث التفصيل فمنها الكفار من يرى الله وهم المنافقون الذين اظهروا الاسلام اما الكفار المبطنون والمظهرون للكفر فانهم لا يرون الله عز وجل. والاقوال كما ذكرت لك اه بكل واحد منها قال طائفة من اهل السنة وهي ثلاث روايات عن الامام احمد رحمه الله قال بغير احاطة ولا كيفية بغير احاطة واظحة لنا لان الله سبحانه ايش؟ لا تدركه الابصار قال ولا كيفية ماذا اراد رحمه الله قوله ولا كيفية بالمناسبة اهل العلم يريدون هذه الجملة المؤلف رحمه الله مظى على ما مضى عليه من قبله في الابانة لابن بطة وغيره ان الوليد ابن مسلم سأل مالكا وسفيان والاوزاعية. والليث ابن سعد عن الاحاديث الواردة في الصفات والرؤيا فقال امروها كما جاءت بلا كيف هذا من طريقة اهل السنة كذلك الامام احمد رحمه الله له كلمة نحو هذه قال نمرها كما جاءت بلا كيف ولا معنى الا ما وصف الله سبحانه وتعالى به نفسه تكلم عن احاديث الصفات واحاديث الرؤيا اذا ما الذي اراده المؤلف رحمه الله لقوله بغير احاطة ولا كيفية هذه الجملة اه يراد بها ثلاثة امور الامر الاول ان الله سبحانه وتعالى يرى بغير ادراك كنه ذاته يرى بغير ادراك كنه ذاته وهذا واظح بين من نفي الاحاطة به سبحانه فانه اذا رؤي ولم يحط به رؤية يعني لم يترك فانه بالتالي يرحمك الله لا اه يدرك كنه ذات الله سبحانه وتعالى الوجه الثاني والامر الثاني ان الله سبحانه وتعالى يرى اذا تجلى لعباده سبحانه وتعالى فليس لمسلم اذا سمع هذه الادلة ان يتوهم في نفسه او يتخيله ان الله جل وعلا يتجلى على كنه كذا وكذا وانه يراه المؤمنون على هيئة كذا وكذا انما الواجب ان يقطع الانسان طمع نفسه عن ادراك كيفية ربنا سبحانه وتعالى الامر الثالث بلا كيفية يدعيها المبطلون فاهل السنة والجماعة يقولون ان رؤية الله سبحانه وتعالى لا تستلزم ما يدعيه اهل البدع من كيفيات باطلة يدعون انها ملازمة لهذه الرؤية فيقولون انه اذا رؤي كان جسما كالاجسام والله عز وجل ليس كذلك اذا الله عز وجل لا يرى كانه يقول ان الله سبحانه وتعالى يرى بغير ما يستلزمه النفات ان الله تعالى يرى من غير ان يكون ثابتا في حقه شيء مما يستلزمه النفاة لهذه الرؤية ولاجلها رؤية الله سبحانه وتعالى. ونحن لا نخوض بشيء من هذه الاشياء التي قالوها من انه يكون متحيزا وانه يكون جسما او ليس بجسم. اما اذا قالوا انه جسم كالاجسام فان هذا مما يجب نفيه عن الله سبحانه وتعالى. كذلك اذا قالوا انه في حيز مخلوق يحيط به سبحانه فان هذا مما يجب نفيه. اما اذا اطلقوا فان كلمة الجسم لا بد فيها من ماذا من الاستفصال ولابد في كلمة الحيز ها والتحيز من الاستفصال. اذا هذا الذي يبدو والله اعلم انه اراده المؤلف رحمه الله من قوله بلا كيفية والا فاننا نقطع ان لله عز وجل في ذاته كيفية كما ان لرؤية المؤمنين لربهم كيفية لكن ليس هذا هو المراد انما المراد ما ذكرت لك والله عز وجل اعلم. نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية كما نطق به كتاب ربنا. كما نطق به كتاب ربنا ما رأيكم بهذا الاسلوب نطق القرآن بكذا الذي يبدو والله اعلم انه لا حرج فيه وان هذا شيء مستعمل في النصوص. نطق يعني ابان واوضح والقرآن قد اوضح هذه الامور ومن استعمال اهل العلم آآ لذلك آآ ما قال ابن ابي داوود رحمه الله في حائيته عن الصحابة فقد نطق الوحي المبين بفضلهم وفي الفتح اين للصحابة تمدحه. فمثل هذا الاستعمال لا يبدو ان توقف بعض المعاصرين فيه ان له وجها هذا لم يزل اهل العلم يستعملونه الذي يبدو والله اعلم انه لا حرج فيه نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله قال تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وجوه يومئذ ناضرة ناضرة يعني بهجة حسنة او كما قال مجاهد رحمه الله ضاحكة وهذا اثر من اثار نظرها الى ربها سبحانه وتعالى قال الى ربها ناظرة. تقديم المعمول الى ربها. هذا يفيد ها؟ يفيد الاختصاص. ها هنا اه نكتة بلاغية وهي تعظيم وتفخيم هذه الرؤية حتى كأن القوم اعني اهل الايمان اسأل الله ان يجعلني واياكم منهم. اذا رأوا الله عز وجل فكأنهم لا يرون ها شيئا اخر يعني كأن اه النظر الى غيره سبحانه وتعالى في جنب النظر اليه كانه لا نظر هذا يدلك على عظمة هذا الامر وانها رؤية عظيمة جدا لم يقل هنا تنظر الى ربها او ناظرة الى ربها وانما قال الى ربها ناظرة فهذا فيه هذه النكتة بلاغية العظيمة طيب استدل المؤلف رحمه الله على مسألة الرؤية بهذه الاية وهذا من المواضع القليلة التي يستدل فيها المؤلف على ما يذكر في هذه العقيدة المختصرة سار المؤلف على الايجاز والاختصار والتخفف من الاستدلال حتى انه ما اورد الا نحوا من عشرة اه نحوا من عشر ايات في اه هذه العقيدة وهذه الاية واحدة منها ومضى اه الكلام عن وجه الاستدلال بها عند اهل السنة والجماعة وبقي آآ مناقشة المخالفين الذين اه تأولوها على غير وجهها بدون ناخذها ولا تعبتوا ها نحتاج يمكن حول نص ساعة ها مكمل او مؤجل؟ طيب لعلنا نؤجل اللقاء القادم ان شاء الله عز وجل ونكمل باذن الله هذا الموضع في الدرس القادم اسأل الله عز وجل لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح والاخلاص في القول والعمل. جزاكم الله خير السلام عليكم