هذا اللفظ لم يرد في مقام اثبات ولا مقام ولا في مقام نفي وليس الذي تكلم بهذا بين ايدينا حتى نعرف مراده فما الذي اراده بذلك هل اراد ما يطلق عليه الناس والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. السلام ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين. قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة قال وتعالى عن الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات. لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فتمهيدا لشرح ما ذكر المؤلف رحمه الله في هذه الجملة يحصل التقديم بثلاث مقدمات المقدمة الاولى وهي في منهج اهل السنة والجماعة في التعامل مع الالفاظ عموما وهذا المنهج يمكن ان نلخصه في اربع نقاط النقطة الاولى اهل السنة والجماعة اهل مراعاة للالفاظ الشرعية ما امكن فهم احرص شيء على استعمالها وعدم الخروج عنها وذلك لان هذا من جملة الاتباع المأمور به قال سبحانه اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ومما يندرج تحت هذا الاتباع اتباع الفاظ ما انزل الله جل وعلا ولذا كانت هذه سمة ظاهرة عند اهل السنة والجماعة وهي انهم يراعون ويحرصون على ان يكون كلامهم في المطالب الشرعية والكلام الشرعي يستعملون المصطلحات الشرعية ما امكن النقطة الثانية اعتبر اهل السنة والجماعة كل من تكلم في ابواب الدين ولا سيما في ابواب الاعتقاد بالفاظ مبتدعة اعتبروه قائلا على الله بغير علم ومبتدعا في دينه وخائضا بالباطل في اياته وهذا لا شك انه مذموم غاية الذنب قال تعالى واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره هذه السمة التي تميز بها اهل البدع وهي انهم يتكلمون ب الكلام المبتدع شيء مذموم عند اهل السنة والجماعة الامر او النقطة الثالثة يجتنب اهل السنة والجماعة المباحث الشرعية ولا سيما ما كان منها متعلقا بالاعتقاد يجتنبون كل لفظ فيه ايهام او احتمال وذلك لما توقعه هذه الالفاظ من لبس الحق بالباطل وقد نهى الله جل وعلا عن ذلك فقال ولا تلبسوا الحق بالباطل المحتملات الموهمات اهل السنة والجماعة ابعد شيء عنها قد تأدبوا بما امر الله عز وجل به حيث قال لا تقولوا راعنا وقولوا انظرن كلمة راعنا كلمة فيها ايهام ولبس بين معنى الحق ومعنى باطل اراده اعداء الله عز وجل فامر سبحانه باستعمال اللفظ الذي لا لبس فيه وانما فيه الحق واضحا وهذا من المقاصد الشرعية ان يكون الحق واضحا لائحا ظاهرا لمبتغيه وكذلك ان يكون الباطل واضحا حتى يجتنبه من اراد اجتنابه الفقرة الرابعة العبرة عند اهل السنة والجماعة بالحقائق والمعاني لا بالالفاظ والمباني وعليه الالفاظ المجردة عندهم لا تغيروا من الحقائق شيئا وتأسيسا على هذا لم يلتفت ولم يأبه اهل السنة بتشنيع مخالفيهم ولم يدعوا الحق الذي جاء به الوحي لاجل هذا التشنيع ولم ينخدعوا بباطل المبطلين وان زخرفوه بالقول لم يتزحزح اهل اهل السنة والجماعة عن اثبات صفات الله جل وعلا الذاتية والفعلية وان سماهم اهله البدعة مجسمة لاجل هذا ولا ترك اهل السنة الدعوة الى التوحيد لاجل تسمية مخالفيهم لهم وهابية ولا انخدع اهل السنة بما عليه الخوارج من غوغاء وتعد على حدود الله وان زخرفوه وقالوا انه امر بالمعروف ونهي عن المنكر واهل السنة اهل فطنة وحذق ومعرفة ويغوصون لمعرفة المعاني ويدركون ما بين الاسطر و يدركون ايضا ان المعارك العلمية والعقدية والفكرية هي معارك لفظية في الدرجة الاولى ولذا فانهم يتفطنون يتفطنون لما تحت الالفاظ البراقة واما الجهال فيقعون في فخها وقد احسن من قال المعاني حظ العلماء والالفاظ حظ الجهلاء هذه باختصار معالم طريقة اهل السنة والجماعة بالتعامل مع الالفاظ ولا سيما منها ما تعلق بالامور الشرعية ولا سيما ما تعلق منها بابواب الاعتقاد يرحمك الله. انتقل بعد هذا الى المقدمة الثانية وهي اخص من سابقتها وهي المتعلقة الالفاظ المستعملة في ابواب الاعتقاد ويمكن تقسيمها الى اربعة اقسام اولا الفاظ مأثورة اعيد فاقول ما هو مستعمل في البحث العقدي والدرس العقدي والنقاشات العقدية. في الغالب يدور على هذه الالفاظ او المصطلحات الاربعة اولا الفاظ مأثورة وهي التي جاءت في الكتاب والسنة. او تكلم بها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم فهذه حق محض يجب قبوله والايمان به فهم المعنى او لم يفهم انتبه مناط الايمان عند اهل السنة ثبوت النقل لا فهم المعنى فاي لفظ وكلام جاء في النصوص فواجب قبوله والتسليم له واعتقاد انه الحق وان اه عرض عارض جهل في فهم شيء من ذلك فهذا عارض مؤقت يزول بعد البحث والسؤال بتوفيق الله لكن الى ان يزول فليس لاحد ان يتوقف في القبول او يتشكك في ان هذا هو الحق ان من الله الرسالة وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم البلاغ وعلينا التسليم المقصود ان الالفاظ التي جاءت في النصوص واجب قبولها والايمان بها واعتقاد انها الحق المحض فاذا جاء في النصوص لفظ العلوم الفوقية الاستواء ثبوت العين واليد الى غير ذلك. من صفات الله سبحانه وتعالى هذه الفاظ مأثورة آآ واجب قبولها وواجب ان يعتقد الانسان انها الحق وان يسعى في معرفة المعنى وان يتكلم بهذا وان يبثه وينشره ويدعو اليه القسم الثاني هي الفاظ من كرة ويدخل فيها كل لفظ خالف النصوص كل لفظ خالف النصوص عارض ما جاء في الكتاب والسنة فانه لفظ منكر وواجب رده واعتقاد انه باطل لان القسمة ثنائية فاما حق واما باطل و يعني تنحل المسائل الى هذين اما حق واما باطل الحق هو ما جاء في الوحي اذا كل ما خالفه فهو باطل ولا نحتاجه في الاستدلال على بطلانه الى اكثر من كونه مخالفا للوحي فماذا بعد الحق الا الضلال؟ ولو تكلم متكلم ب مقالة حلول الله عز وجل في خلقه قال الله حال جل ربنا وعزمه في خلقه ومختلط بهم فماذا نقول اجيبوا يا جماعة. هذا لفظ منكر. لا يجوز وواجب رده لماذا لانه مخالف للوحي. الوحي دل على علو ربنا سبحانه وتعالى وهذا قد عارض ذلك وخالفه فقال ان الله سبحانه حال في خلقه فهذا لفظ باطل ثالثا الفاظ مبينة وان شئت فقل الفاظ تفسيرية وهذه الالفاظ هي الفاظ غير منصوص عليها لكنها في معنى ما ورد فلا تضيفوا شيئا الى النصوص من معان جديدة وانما تزيد ما ورد تزيد الالفاظ المأثورة بيانا ووضوحا او تدفع ايهما او ترد باطلا للخصوم فهذه التي نسميها الفاظا مبينة او الفاظ تفسيرية ومثالها ما درجة عند اهل السنة والجماعة من استعمال كلمة بائن من خلقه الله جل وعلا بائن من خلقه. تجد ان هذه الكلمة لم يرد بها آآ نص من الوحي لكنها في الحقيقة لفظ في معنى ما ورد ويزيده اعني ما ورد ايضاحا وكذلك يدفع شبهة او مقالة باطلة لخصوم الوحي كذلك يقول اهل السنة ان الله جل وعلا ينزل بذاته ينزل الى السماء الدنيا مثلا كما جاء في الحديث بذاته او استوى على عرشه بذاته كلمة بذاته هذا من الالفاظ المبينة او التفسيرية وليس فيها شيء ليس فيها شيء جديد اليس كذلك؟ لانه حتى ولو لم تذكر فان هذا هو المعلوم من ظاهر النص بمعنى اذا قيل جاء فلان فما المراد هو نفسه وليس غيره وليس خادمه وليس ابنه هو الذي جاء فاذا قال اهل السنة ان الله ينزل بذاته او استوى على عرشه بذاته او يأتي بذاته يوم القيامة فان هذا لا جديد فيه وهو في معنى ما ورد. والمقصود ان هذه الالفاظ تتميز اه اربع ميزات الميزة الاولى انه لا جديد فيها فلا تضيفوا معنى حادثا الى ما جاء في النصوص انما تزيد ما جاء في النصوص وضوحا وبيانا وتفهيما او تدفع ايها او ترد مقالة او مذهب المخالفين الميزة الثانية انه لا محظور فيها ولا مفسدة من استعمالها لا حالا ولا مآلا فلا نخشى شيئا من استعمالها ولا يتوقع اصول مفسدة ولو بعد حين من استعمالها فهي مأمونة العاقبة الامر او الميزة الثالثة ان الحاجة قد دعت الى استعمالها لولا وجود الحاجة ما كان باهل السنة اه حاجة الى استعمالها لكن وجدت الحاجة اضطروا الى استعمالها لهذا السبب بمعنى ما حيلة اهل السنة وقد حرف المحرفون ولبس الملبسون فقالوا ان ما جاء في النصوص من اثبات نزول الله عز وجل حق ولكن البحث في المعنى ما هو نزول الله عز وجل؟ وما هو اتيانه؟ نزوله يعني نزول امره او نزول ملك من ملائكته وهكذا اتيانه الى اخره لما اوقع اهل البدع في الناس هذا الاشتباه ولبسوا هذا التلبيس احتاج اهل السنة ان يبينوا الحق بعيدا عن هذا التلبيس فقالوا ان الله تعالى ايش؟ ينزل بذاته وان الله عز وجل يأتي بذاته وانه استوى ذاته الى اخره. كان هذا منهم لاقتضاء الحاجة والمصلحة هذا الاستعمال. الميزة الرابعة ان هذه الالفاظ استعملها السلف دون نكير هذه الفاظ دارجة رائجة بين السلف ونحن نعتقد انهم المقدمون واننا لهم تابعون وانهم احرصوا منا على الخير وافقه منا في دين الله عز وجل فاذا استعملوا مثل هذه الالفاظ وما رأوا فيها محظورا ولا محظورا فيسعنا ما وسعهم ان النوع الرابع الالفاظ المجملة وان شئت فقل الالفاظ المشتبهة وهذه الالفاظ الفاظ مبتدعة محتملة لحق ولباطل هي مبتدعة فلم ترد في الادلة ومعناها فيه احتمال قد يفهم منها معنى حق وقد يفهم منها معنى باطل هذه الالفاظ هي الادوات التي يستعملها اهل البدع غالبا في ترويج باطلهم كلفظ الجسم والجوهر والعرب والجهة و الاعضاء التركيب والحلول حلول الاعراب وما شكل ذلك من هذه الالفاظ هذه هي الادوات التي يستعملونها بل ويكثرون من استعمالها بل انهم بالغوا في هذه الالفاظ حتى جعلوها هي المحكم و الادلة بمنزلة المتشابه الذي يرد الى هذا المحكم عكسوا القضية حاكموا النصوص وكلام السلف الى هذه الالفاظ فكل نص يخالف في زعمهم تقريرهم لهذه الالفاظ المجملة فانهم يدفعون في انما يستعملها المحتاج اما الغني عنها فلا حاجة له الى او لا حاجة به الى استعمالها. صح ولا لا فان كان هذا هو المراد وان الله غني عن ان يحتاج الى صدره ويسعون السعي الحديث في دفع الاخذ به ما استطاع لماذا؟ لانه يخالف الاصل وهم قد اعتمدوا مثلا كلمة الجسم والتجسيم بباب النفي واجعلوها التكأة لهم لتعطيلهم فاذا جاء في النصوص شيء فانهم يقولون ان هذا يقتضي بالتجسيم فصار التجسيم صارت كلمة التجسيم هي ايش هي الاصل هي المحكم وصارت النصوص ماذا؟ ترد الى هذا الذي زعموه محكما وبالتالي يحرف لا بأس ان يعبث بالنصوص وان تحرف حفاظا على هذا الاصل الذي اصلوه وهذا المعتمد الذي حكموه وهذا لا شك انه مسلك باطل نأتي الى المقدمة الثالثة وهي المتعلقة بهذه الالفاظ لانها بحاجة الى مزيد تنبيه وانتباه وهي اعني هذه المقدمة الثالثة في موقفي اهل السنة والجماعة من الالفاظ المجملة والكلام في هذا ينحل الى مقامين المقام الاول موقف اهل السنة والجماعة من استعمالها والموقف الثاني طريقة اهله او المقام الثاني طريقة اهل السنة في مناظرة من يستعملها اما المقام الاول فان اهل السنة والجماعة لا يستعملون هذه الالفاظ البتة لا في مقام تقرير الاعتقاد ولا حتى في مقام الرد على مخالفيهم بل انهم يحثون على عدم استعمالها بل انهم يذمونها ويذمون من يستعملها ويرجع هذا لا لانهم في موقف متشنج من اي لفظ كان ليس الامر كذلك انما لاسباب من نظر فيها وتأملها وجد فقط او نفي الحد دون الغاية فهذا كثير من ذلك ما نقل الشارح ابن ابي العز رحمه الله عن ابي داوود الطيالسي انه قال كان سفيان وشعبة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وابو عوانة وشريك انها جديرة بالاعتبار والمراعاة فيتضح ان موقف اهل السنة ان موقف اهل السنة والجماعة كان موقفا صحيحا موقف اهل السنة المعارض لاستعمال هذه الالفاظ يرجع الى خمسة اسباب السبب الاول انها الفاظ مبتدعة والبدعة لا خير فيها قال صلى الله عليه وسلم شر وشر الامور محدثاتها وكان مالك رحمه الله كثيرا ما يتمثل وخير وخير امور الدين ما كان سنة وشر الامور المحدثات البدائع المبتدعة يعني ثانيا ان هذه الالفاظ قد اعرض السلف عن استعمالها ولو كانت خيرا لسبقنا اولئك الكرام اليها وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف السبب الثالث ان في استعمالها لبس الحق بالباطل وهذا محرم شرعا ولا تلبسوا الحق بالباطل السبب الرابع انها مدرجة لحصول فساد عظيم وانها سبب بوقوع شر وبير فكم جر استعمال هذه الالفاظ على الامة من شرور ودونك باب الصفات فكم كان لاستعمال المبتدعة هذه الالفاظ من اثر في مخالفة الحق الواجب اتباعه لهذا الباب العظيم وكم كان لاستعمالها من اثر عظيم في رواج مذهب المعطلة من اعظم اسباب انتشار مذهب المعطلة استعمال هذه الالفاظ المجملة الامر الخامس انها سبب وقوع الفرقة والاختلاف في هذه الامة وذلك لانها حمالة اوجه تمنوا حقا وتحتمل باطلا فهذا يستعملها في معنى وذاك يستعملها في معنى فيدب الخلاف وتعظم المحنة فهذه اسباب خمسة لاجلها سلك اهل السنة هذا المسلك الممانعة لاستعمال هذه الالفاظ المجملة المبتدأة الخلاصة هذه الالفاظ اهل السنة والجماعة لا يستعملونها البتة ولا تجدها مقررة مدونة في مصنفاتهم. وان زل احد منهم فاستعمل شيئا منها فان اهل السنة يخطئونه على هذا الامر ولا يتابعونه المقام الثاني يتعلق طريقة اهل السنة في مناظرة من يستعمل هذه الالفاظ قد علمت ان استعمالها سمة بارزة لاهل البدع الاصل في مناظرة اهل البدع و انها معلقة بالمصلحة وجودا وعدما متى ما اقتضت المصلحة الشرعية مناظرة اهل البدع ناظروه ومتى لم تتحقق فانهم يعرضون عن ذلك والنصوص التي جاءت في مناظرة اهل البدع زما او حثا فانها تنقسم الى او ترجع الى هذا التفصيل ونظرة اهل البدع مذمومة عند عدم اقتضاء المصلحة او عند ترتب مفسدة اعظم وتكون مشروعة بل ربما تتوجب اذا كان الامر خلاف ذلك اذا اقتضت المصلحة ذلك بين حينها تكون مشروعة قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا في ادلة كثيرة المقصود انه اذا اقتضت المصلحة مناظرة اهل البدع واهل البدع يستعملونها فما هو المسلك الذي نسلكه حين يتعرضون لهذه الالفاظ ماذا نصنع معهم خلاصة منهج اهل السنة والجماعة في هذا تتلخص في كلمتين التوقف والاستفصال ماذا؟ التوقف والاستفسار. التوقف يتوجه الى اللفظ والاستفصال يتوجه الى انا اما التوقف فالمراد ان اهل السنة والجماعة يتوقفون في هذه الالفاظ المجملة فلا يقبلونها ولا يردونها ماذا يفعلون توقفوا لا يقبلون ولا يردون لان هذا اللفظ ماذا؟ مجمل حتى ولو ابان المتكلم بهذه الالفاظ عن معنى باطل وانه استعمل اللفظ في معنى باطل فاننا في هذه الحالة ايضا لا نرد اللفظة لاننا ان رددنا اللفظ الان فما يدرينا لربما بعد حين يستعمل انسان هذا اللفظ في معنى صحيح فيقال قد رد علماء اهل السنة سابقا هذا اللفظ فيحصل هناك ماذا لبس واشتباه وربما يرد معنى حق بسبب ردي ذاك اللفظ اذا اهل السنة امام الالفاظ يقفون موقف ماذا التوقف بمعنى ها لا قبول ولا رد اما المعنى فانهم يستفصلون فانهم يستفسرون فانهم يسألون من تكلم بها عن مراده. ماذا تريد فان اراد معنى حقا قبل هذا المعنى الحق وارشد الى استعمال اللفظ الشرعي وان ابانا عن ان مراده معنى باطل فاننا نرد ها المعنى الباطن وفي كل حال لا نتعرض لللفظ لا بقبوله ولا رد. مثال ذلك اذا قال انسان الله جل وعلا ليس في جهة الالفاظ المجملة قد تستعمل عند اهلها بمقام الاثبات وقد يستعمل وقد تستعمل في مقام نفي هذا المبتدع يقول الله ليس في جهة نقول كلمة ليس في جهة هذه ماذا لا نخوض معك فيها لا بقبول ولا برد ولكن ماذا تريد؟ ما هو المعنى الذي تحوم حوله ماذا تحت هذه الكلمة عندك فان قال اريد ان الله ليس في جهة بمعنى انه ليس فوق العالم بل هو لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته الى اخر ما يقرر المعطلة. ماذا نقول هنا ها نقول هذا المعنى باطل مخالف للنصوص واجب رده ونناقشه ونبين له بطلانه اما اذا قال اريد بقول الله ليس في جهة اريد انه لا يحويه شيء من خلقه ولا يضله شيء من خلقه ولا يكون محايثا لشيء من خلقه فاننا نقول هذا المعنى حق بل الله عز وجل بائن عن خلقه وفوق كل شيء وهو في العلو المطلق مستو على عرشه جل ربنا وعسى ولا يحيط به شيء من خلقه اذا هذا المعنى الذي ذكرته صواب ولكن ندعوك ونرشدك ونحثك على ان تستعمل اللفظ الشرعي ما الذي يحول بينك وبين ان تتكلم بما تكلمت به الادلة والله عز وجل عال على خلقه والله فوق خلقه والله مستو على عرشه اذا هذا الذي عليه اهل السنة والجماعة وهذا هو الاصل في طريقتهم واستعمالهم وثمة مسلكان اخران لا اريد التطويل بذكرهما قد تستعملهما اهل السنة والجماعة في اه مناظرة اهل البدع اذا اقتضت المصلحة ذلك الاول الاعراض عن المناظرة اصلا وهذا كما سلكه الامام احمد رحمه الله حينما ناظره المعطلة و الزموه بان اثبات الصفات يقتضي يقتضي ان الله جسم فما كان من الامام احمد رحمه الله الا ان قال انا لا اعرف هذا الذي اعرفه الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وسكت هذا الكلام الذي تقولونه انا لا اخوض فيه ويحسن هذا اذا كان المقام مقام ارغام للسني وتقو على السني والسني في مقام ضعف واهل البدع في مقام قوة فيلزمون الانسان بالقوة على ان يوافقهم على باطلهم فلربما كان استعمال هذا المسلك استعمالا حسنا و قد يستعمل اهل السنة والجماعة ايضا مسلكا اخر وهو مسلك وهو مسلك المراغمة. والتبكيت وهذا يحسن اذا كانوا يلصقون الذم باهل السنة لاجل تمسكهم بما دلت عليه النصوص ان يقولوا لاهل السنة انتم مجسمة لانكم تثبتون ان لله وجها ويدا الى اخره فمراغمتهم في ذلك بان يقال ان كان هذا تفسيما فنحن مجسمة وحية على بالتجسيم على حد قولي الشافعي رحمه الله ان كان ان كان رفضا حب ال محمد صلى الله عليه وسلم. فليشهد الثقلان ها اني رافضي او كما قال شيخ الاسلام ان كان نصبا حب صحب محمد صلى الله عليه وسلم. فليشهد الثقلان اني ناصبي اذا كان هذا الذي اثبتناه لكم بالادلة تجسيما فهذا تجسيم حسن ونحن مجسمه ولا يضرنا ان تقولوا فينا ما تقول يقال هذا على سبيل ماذا؟ التبكيت والارغام للمخالفين. واظهار قوة اهل السنة. وانهم لا يبالون ما عليه المبتدعة لكن يبقى ان الاصل هو سلوك مسلك التوقف والاستفصال الذي ذكرته لك وهذا خروج عن الاصل عند اقتضاء الحاجة وتحقيق المصلحة الله جل وعلا اعلم نرجع الان الى ما ذكر المؤلف رحمه الله وكل ما قدمته سنحتاجه عند اه النظر فيما قرر المؤلف رحمه الله في هذه الجملة هذه الجملة اشتملت على نفي ستة اشياء عن الله سبحانه وتعالى الحدود والغايات والاركان والاعضاء والادوات وانه لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات. كم هذه ستة اشياء و من الخطأ في نظري ان يحكم على هذه الجملة بحكم واحد انما انعام النظر فيها يجعلها فيما يبدو والعلم عند الله تنقسم الى ثلاثة اقسام الحدود والغايات الكلام فيها قسم الاركان والاعضاء والادوات قسم لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات هو القسم الثالث نأتي الى القسم الاول وهو تنزيه الله جل وعلا عن الحدود والغايات. قال وتعال يعني تنزه وتقدسا عن الحدود والغايات. والكلام في الحدود والغايات تفصيله يكون في ثلاث مسائل المسألة الاولى ان نفي الحدود والغايات في هذا المقام اذا ذكرت الصفات فتنفى الحدود والغايات هذا مما تكلم به السلف الصالح رحمهم الله وممن تكلم به الامام احمد رحمه الله كما نقل عنه هذا حنبل فيما رواه الخلال ودون هذا ائمة اهل السنة في كتبهم والمحققون منهم كشيخ الاسلام رحمه الله في نقض التأسيس غيره من اهل العلم قال رحمه الله ولا نصف الله تبارك وتعالى باعظم مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ماذا قال؟ بلا حد ولا غاية اما نفي الحدود لا يحدون ولا يشبهون ولا يمثلون ماذا قال عنهم؟ كانوا لا يحدون وكذلك ممن نفى الحد عن الله ابو نصر السجزي رحمه الله في رسالته وكذلك عبد العزيز ابن الماجشون غير من اهل العلم اوردوا في كلامهم في تقرير الاعتقاد في باب الصفات نفي الحد عن الله سبحانه وتعالى بالفاظ متقاربة فماذا ارادوا بنفي الحد او الحد والغاية عن الله جل وعلا الجواب انهم ارادوا نفي ان تحد علوم او عقول الخلق صفات الله سبحانه وتعالى بحد يعلمونه او ان يصفوا الله تبارك وتعالى على ما هو عليه. بحيث يدركونه ويحيط به علمهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فهذه الكلمة عبر عنها الشافعي رحمه الله بالمعنى المراد وذلك في مقدمة كتابه الرسالة. وابانا عن مقصود اهل السنة بيانا حسنا فقال رحمه الله لا يبلغ الواصفون كنهى عظمته الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه ماذا قال لا يبلغ الواصفون كنهى عظمته الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما وصفه به خلقه اذا مقصود اهل السنة والجماعة انه ليس اه صفات الله عز وجل حدود وغايات تقوى عقول الناس وعلومهم. بل الامر في حق الله عز وجل اعظم. العباد لا يحيطون علما بالله ولا يدركون ذاته وصفاته سبحانه وتعالى فهذا هو مراد اهل السنة والجماعة بنفي الحد والغاية عن الله عز وجل يريدون نفي الاحاطات والادراكات عن الله سبحانه وتعالى المسألة الثانية انه قد جاءت اثار اخرى عن السلف باثبات الحد لله الموقف السابق كان موقف ايش؟ ها؟ نفي الحد عن الله. والان الموقف اثبات الحد لله. وهذا له معنى هذا له معنى ولا يتناقضان. وكلاهما مندرج في اي قسم من الاقسام الاربعة السابقة. الالفاظ او المبينة او الالفاظ التفسيرية الاثار عن السلف رحمهم الله جاءت اه عن جملة منهم في اثبات الحد لله عز وجل. كما جاء هذا عن ابن المبارك وعن الامام احمد الذي جاء عنه ماذا نفي الحج جاء عنه ايضا اثبات الحج كذلك جاء عن اسحاق ابن راهويه ذلك ذكر هذا عثمان بن سعيد الدارمي في نقضه على بشر في جماعة من اهل العلم والسنة كلهم نصوا على اثبات الحد لله عز وجل بل ان هذا جاء عن كثير او عن اكثر اهل السنة هذا التنصيص نقل شيخ الاسلام في بيان التلبيس ان اثبات الحد لله جل وعلا جاء عن كثير من اهل السنة او اكثرهم اما المعنى الذي ارادوا فمحل اتفاق. لكن مراده التنصيص على هذه الكلمة الحد معناه ما يتميز به الشيء عن غيره انتبه لهذا الحد هو ما يتميز به الشيء عن غيره. واهل السنة الذين اثبتوا الحد ارادوا احد امرين فالسياق هو الذي يوضح ما الذي اراده هذا العالم باثبات الحد من هذين المعنيين وكلاهما حق. اما الاول ارادوا باثبات الحد انه سبحانه عال على خلقه بائن منهم وليس كما يقول المعتدون الظالمون ان الله تعالى ذاهب في الجهات الست تعالى الله عن ذلك اذا اراد السلف باثبات الحد الرد على الحلولية الجهمية القائلين بان الله عز وجل حال في خلقه فان من ليس له حد لا يكون بائنا من خلقه ولا يكون فوقه اذا الله عز وجل بائن من خلقه وهذا الذي اراده اهل السنة كما قال ابن المبارك ان الله جل وعلا عال على خلقه مستو على عرشه بحد واما المعنى الثاني فالمراد به انه سبحانه على صفة بها عن غيره انه سبحانه على صفة يبين بها عن غيره. ويتميز بها عن غيره فهو متنزه عن الاشتراك في المعاني التي يختص بها مع غيره فهو بحد يختص به سبحانه وتعالى. له صفات لا يشاركه فيها غيره. لانه سبحانه ليس كمثله شيء جل ربنا وعزه. يستعمل اهل السنة والجماعة اثبات اثبات الحد تارة في هذا المعنى ويريدون المعنى الاخر تارة اخرى وانت من خلال السياق تفهم. ما الذي اراده اهل السنة في هذا المقام او ذاك المسألة الثالثة تنبه يا رعاك الله الى ان من اهل البدع من يستعمل نفي الحد والغاية كما ان من اهل السنة من يستعمل نفي الحد والغاية فتنبه الى ان من اهل البدعة من يستعمل نفي الحد غاية وهذا يدلك على ان من ان يكون مراده بنفي الغايات الحكم يعني نفي الحكمة عن الله سبحانه وتعالى فان مما يعبر به عن الحكمة الغاية والذي يبدو والله اعلم ان هذا بعيد فالسياق بعيد عن الكلام عن الكلام في الاعتقاد ما يتشارك فيه اهل السنة واهل البدعة لفظا ويختلفون معنى تستعمل السني هذه الكلمة والكلمة نفسها اه يستعملها المبتدع ولكن اهل السنة او ما كان سنيا يريد معنى والاخر يريد معنى اخر وقل مثل هذا في هذه المسألة فقد نقل عثمان بن سعيد رحمه الله عن الجهمية انهم ينفون عن الله عز وجل الحد والغاية وبين انه لا يعرف احدا سبق جهما الى هذا الكلام هذا الكلام بالمعنى الذي اراده المبتدعة يقول لا يعرف احدا سبق جهما اليه ومرادهم هو ان الله سبحانه وتعالى ليس عال على خلقه وليس مباينا له وهذا هو الذي رد عليه اهل السنة والجماعة اثبات الحد لله عز وجل. قالوا كلا بل الله عز وجل على عرشه بحد وليس كما يقول هؤلاء انه ماذا؟ حال في خلقه مختلط بهم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فاذا منهج المصنف او منهج المتكلم المنهج العقدي الذي وعليه مفتاح لك في معرفة المراد. هذه الكلمة لو تكلم بها الامام احمد رحمه الله فاننا نعلم مراده وانه ليس مراد جهم ابن صفوان الذي تكلم بالجملة نفسها ان كن على آآ فقه بالتعاطي مع مثل هذه المسائل طيب ماذا عن الطحاوي الذي استعمل هذه الجملة فقال آآ تعالى عن الحدود والغايات. هل اراد ما اراد اهل السنة او اراد ما اراد اهله البدعة ما رأيكم لا شك ولا ريب انه اراد ما اراد اهل السنة والجماعة. بدليل ان كلامه يفسر بعضه بعض فانه قد قال كما سيأتي معنا محيط بخلقه وفوقه قال رحمه الله اه محيط بكل شيء وفوقه محيط بكل شيء وفوقه فهو يثبت فوقية الله علو الله ومن كان كذلك لم يكن قائلا بالحلول كما اراد جهم بتلك الجملة آآ نعود الى اه كلام المؤلف رحمه الله وقد انتهينا من القسم الاول وهو الكلام عن الحدود والغايات يعني عن احاطات العقول وادراكاتها. تعالى عن الحدود والغايات يعني ها؟ عن ها احاطات العقول وادراكاتها. فشأن الله اعظم. لا يبلغ الواصفون كنها عظمته جل ربنا وعزه نأتي الان الى القسم الثاني في كلامه قال والاركان والاعضاء والادوات. يتنزه الله عن الاركان والاعضاء والادوات هذا القسم ليس كسابقه السابق مندرج عندنا تحت ها؟ الالفاظ المبينة وهي في جملتها داخلة تحت ما يدخل تحت ما يندرج عند اهل العلم عندهم بباب الاخبار كل هذه الالفاظ المبينة مندرجة تحت ما يسمى بماذا؟ بباب الاخبار. اما هذه الكلمات الثلاث نفيها عن الله سبحانه وتعالى مندرج تحت القسم الرابع وهو الالفاظ المجملة التي تحتمل حقا وباطلا فكلمة الاركان الركن هو جانب الشيء الاقوى نحن نعلم ان هذا اللفظ ما جاء في النصوص لا في لا في مقام اثبات ولا في مقام نفي. فيما نعلم بان هذا ركن الشيء يعني جزء منه فهل المراد نفي الصفات الذاتية عن الله عز وجل كاليد والرجل والساقي وما الى ذلك ان كان هذا المراد فان هذا ها هذا النفي باطل فان هذا النفي باطل قطعا سميتم هذه الصفات يا معشر المتكلمين بهذا اركانا او لم تسموه بذلك فاننا نقول هذا باطل آآ ان كان المراد ان الله جل وعلا يتقوى بشيء غيره فيكون كالركن فيكون كالركن الذي يعتمد عليه آآ فلا شك ان هذا المعنى حق ان كان المراد نحن الان نبحث فيما تحتويه هذه الجملة من احتمال ان الله تعالى عن الاركان ان كان المراد انه لا يأوي الى ركن شديد ها او اوي الى ركن شديد يعني ما يتقوى الله عز وجل به في ضعفه فاننا نقول لا شك ان هذا حق بل الله عز وجل هو الغني الذي له القوة الكاملة سبحانه وتعالى وله القدرة التامة والله عز وجل غني عن كل احد هو القائم بنفسه وهو المقيم لغيره هو الحي القيوم سبحانه وتعالى فان كان هذا هو المراد فالنفي ها هنا معناه حق انه يتعالى عن ان يكون هناك شيء يتقوى به لكن ليته استعمل اللفظة الشرعية الواضح في اثبات غنى الله عز وجل عن خلقه وان له القوة جميعا سبحانه وتعالى تلحظ ان الكلمة ماذا فيها وفيها قال والاعضاء قبل ان اتجاوز يعني دعوني ارجع قليلا في كلمة الغايات احتمل بعض الناس الحكمة او ما يتعلق بالقدر وما اليه. الكلام كله يدور على باب الصفات المؤلف عفوا الشارح ابن ابي العز رحمه الله كانه فهم ان مراد الطحاوي انما هو الرد على المشبهة المكيفة كداوود الجوارب واضرابه. لذلك اتى بهذه الجمل فاما ان يكون المراد بالغايات نفي الحكمة يعني فيما اذكر الان ان الطحاوي رحمه الله ما تعرض لموضوع ضبط الحكمة او نفيها عن الله عز وجل في هذه العقيدة. ارى ان من البعد بمكان ان يقال ان الغايات المفية عنده ماذا هي الحكمة لا سيما وانه لا مناسبة بين كلمة الحدود وكلمة الغايات انما الحدود والغايات قالوا اه متعاقبتين بمعنى حق عند اهل السنة وبمعنى باطل عند اهل البدع. هذه فائدة نسيت ان انبه عليها سابقا. نأتي الان الى كلمة الاعضاء هل تنزيه الله عز وجل عن الاعضاء. ونفي الاعضاء عنه يراد به كما يتكلم المعطلة الجهمية واتباعه بان الله يتنزه عن الصفات الذاتية كالوجه واليد الى غير ذلك ويسمون هذه اعضاء فنقول ان هذا النفي باطل بل الصفات الذاتية ثابتة لله سبحانه وتعالى وكلمة الاعضاء كلمة لم ترد لا اثباتا ولا نفيا فنحن لا نخوض فيها معكم لكن نثبت لله ما اثبت لنفسه مع انتقادنا تنزيه الله جل وعلا عن مشابهة المخلوقين او يريد بالاعضاء ان الله عز وجل منزه عن اعضاء كاعضاء البشر او كاعضاء الحيوانات كما تقول المشبهة فنقول ان النفي ها هنا ها صحيح فالله ليس كمثله شيء الله عز وجل منزه عن ان يكون في ذاته او صفاته كخلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ويبقى ان المقام مقام ماذا احتمال احسان الظن بالطحاوي رحمه الله وما نعلمه من مكانته يجعلنا نميل الى انه اراد الرد على المشبهة المكيفة واذا كان احسان الظن مطلوبا من المسلم في حق افراد المسلمين فكيف بعلمائهم وبمن لهم مكانة عندهم كالطحاوي رحمه الله واحسان الظن يجعلنا نميل الى آآ الاحتمال الصواب في كلامه رحمه الله ولكن هذا لا يمنعنا من ان نبين ما في الكلام من احتمال ومن قولنا ليت ان المؤلف رحمه الله اعرض عن هذه الجملة فما كان اغناه عنها واستعاض عنها بالكلام الواضح والبين والصريح وهذا على كل حال من جملة الملحوظات او المؤاخذات التي اخذت على هذه العقيدة وقد ذكرت في مقدمة اه او اول درس معنا في هذا الكتاب ان هناك ملحوظات وان هناك اه اه مشكلات جاءت بهذه العقيدة ومنها استعمال مثل استعمال مثل هذه الالفاظ طيب نأتي الان الى اللفظ الثالث الادوات فما المراد بالادوات هل المراد ما يتعارفه الناس من انها ما يحتاجه الانسان في انجاز شيء ما يحتاجه الانسان في انجاز شيء ويريد ان يزرع يحتاج الى ادوات نستعين بها على انجاح مطلبه يريد ان يبني بحاجة الى ادوات تريد اه ان يصلح سيارته يحتاج الى ادوات وهلم جرة. فمثل هذه الادوات شيء من خلقه او احد من خلقه فهذا النفي صحيح او ان المراد ان الله تعالى تتنزه عن ان يدبر امور العالم او شيئا منه بواسطة خلقه كما قال جل وعلا في شأن الملائكة فالمدبرات امره الله جل وعلا يدبر شؤون هذا العالم هؤلاء الملائكة هؤلاء عباده هؤلاء جنوده يأمرهم يفعلون. ولذلك من الملائكة ملائكة موكلون بالقطر ملائكة موكلون بالجبال ملائكة موكلون بالوحي الى غير ذلك. اليس كذلك؟ فهؤلاء يدبر الله عز وجل بهم شأن هذا الكون كذلك الله عز وجل يخلق مثلا البشر بواسطة الاباء والامهات فهل هذا عنده مندرج في كلمة الادوات هذه الوسائط التي يدبر الله عز وجل بها او يخلق الله عز وجل بها فلا شك ان هذا النفي غير صحيح. اذا تبقى هذه الكلمة ماذا مشتبهة واذا كان مراد المؤلف رحمه الله كما ذكر الشارح الرد على اه المشبعة المكيفة فان المعنى الاول الذي هو معنى صواب هو اه الذي ربما يكون وهو الاقرب لمراده رحمه الله نأتي الى اه الجملة الاخيرة. وهي قوله لا تحويه عندك حرف عطف لا تحويه كذلك هو عندي لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات المبتدعات هي المخلوقات والجهات الست ما هي لا فوق تحت يمين شمال امام خلف اه ذكر الشارع رحمه الله ان مراد المؤلف رحمه الله انه غير محوي ان الله عز وجل غير محوي اه كما هو حال بقية المخلوقات لانها محوية بغيرها الارض فوقها السماء والانسان فوقه السقف وفوقه آآ السحاب ونحو ذلك. فكون المخلوقات او ان اكثر المخلوقات محوية بغيرها ويحيط بها غيرها لا شك ان هذا مما يتنزه الله سبحانه وتعالى عنه فهو عال على خلقه وفوق كل شيء كل شيء سبحانه وتعالى. يبدو والله اعلم انه اراد بهذه الجملة هذه تختلف عن الكلمات الثلاثة السابقة يبدو ان مراده فيها اوضح وانها اقرب الى المعنى الصحيح وانه يريد ان الله جل وعلا لا يحيط به شيء من خلقه كذلك اراد وهو في معنى السابق لكن هو اكثر وضوحا اراد الرد على من قال من الحلولية ان الله الا ذاهب في الجهات الست تعالى الله عن ذلك ونقل هذه المقالة الضالة اصحاب اه كتب الفرق كابي الحسن في المقالات وغيره عن بعض اهل البدع انهم يقولون ان الله تعالى ذاهب في الجهات الست فكان او يحتمل الامر اه ان المؤلف رحمه الله اراد الرد على هؤلاء الذين يقولون بحلول الله عز وجل في خلقه او اراد ان يبين ان الله لا يحيط به شيء من خلقه هذا ما اه اظن ان الوقت يسعه الكلام عن الحوض عفوا الكلام عن المعراج اه يحتاج الى وقت طويل لعلنا نؤجله ان شاء الله الى الدرس القادم الله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. اريد ان انبه الى ان الدرس القادم آآ اعتذر منكم فيه اه عندي امر طارئ فاعتذر ونلتقي بعون الله عز وجل وتوفيقه في الاسبوع الذي بعده. السلام عليكم