كما ان الله جل وعلا وصف نفسه بانه رب العرش لا اله الا هو رب العرش العظيم بادلة من هذا القبيل عدة فهذا يدلك على انه مخلوق عظيم ولو لم يكن باحدى وعشرين مرة كما جاء ذكر في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في احاديث عدة و الله جل وعلا وصف نفسه لانه ذو العرش اذا لابتغوا الى ذي العرش سبيلا. رفيع الدرجات ذو العرش نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة والعرش والكرسي حق كما بينه كما بين الله تعالى في كتابه وهو سبحانه وتعالى مستغن عن العرش وما دونه طيب اقرأ اللي بعده وهو سبحانه وتعالى مستغن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوقه. وقد اعجز عن الاحاطة خلقه الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فهذا المقطع من هذه العقيدة تعلقوا في الكلام ان العرش والكرسي و لازم ذلك اثبات الاستواء لله جل وعلا ثم الكلام عن علو الله واحاطته وغناه وبين ايدينا في هذا المقطع الذي سمعت سبع مسائل قال رحمه الله والعرش الكرسي حق حق اي ثابت نؤمن به ونعتقد بوجوده فالعرش حق والكرسي حق وذلك لانه قد ثبت في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الاخبار به وببعض ما يتعلق به من الصفات والاحوال على ما سيأتي بيانه ان شاء الله والبحث في العرش والكرسي بحث يتعلق بمسائل الغيب وله ايضا تعلق بباب الصفات لان العرش تتعلق به اثبات صفة الاستواء له سبحانه عليه والكرسي يتعلق به اثبات القدمين لله جل وعلا فصار البحث بالعرش يتعلق به البحث في صفة اختيارية والبحث في الكرسي يتعلق به البحث في صفة ذاتية ناهيك عن مسائل اخرى تتعلق بهذا الباب كالايمان بالملائكة من حيث ان العرش له حملة من الملائكة الى غير ذلك من المسائل التي تندرج تحت هذه الجملة المسألة الاولى هي الايمان بالعرش العرش في اللغة و سرير الملك الذي يجلس عليه وهذا المعنى اللغوي قد جاء في الادلة كقوله تعالى ولها عرش عظيم قال نكروا لها عرشها ورفع ابويه على العرش في ادلة من هذا القبيلي عدة و مادة عرش تدل على علو وارتفاع ولذا جاء في كتب التفسير عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال انما سمي العرش لارتفاعه فهذه المادة تدل على ارتفاع ومن اجل ذلك قيل لسرير الملك او سرير الملك قيل له عرش لانه يكون شيئا مرتفعا عنا بقية الحاضرين حوله فمن هذا سمي العرش عرشا وهذا المعنى اللغوي ملاحظ كما سيأتي بالمعنى الشرعي اما العرش في الشرع وهو الذي جاءت جاءت النصوص اثباته واثبات استواء الله جل وعلا عليه بادلة كثيرة من الكتاب والسنة وجاء ايضا ذكر شيء من صفاته واحواله فان المراد به هو مخلوق عظيم خصه الله جل وعلا الست المستورة خصه الله جل وعلا باستوائه عليه وهو مخلوق عظيم له قوائم وحملة وهو سقف العالم هذا توضيح بمعنى العرش الذي نؤمن به معشر المسلمين و عندنا في موضوع العرش عدة مسائل المسألة الاولى المتعلقة بالعرش ما جاء في النصوص من صفاته واحواله العرش عرش الرحمن اعني قد تكرر ذكره في كتاب الله جل وعلا الا ان الله سبحانه وتعالى خصه باستوائه عليه لكفى بذلك تعظيما له ولذلك وجدنا في النصوص انه موصوف بكونه عظيما وكريما ومجيدا الله جل وعلا وصف نفسه بانه رب العرش العظيم وكذلك الله سبحانه وتعالى وصف هذا العرش بانه كريم لا اله الا هو رب العرش الكريم وكذلك هو عرش مجيد قال سبحانه قال جل وعلا ذو العرش المجيد وهذا على قراءة حمزة والكسائي وخلف العاشر. والجمهور على الرفع باعتباره صفة لله سبحانه وتعالى لكن على القراءة الاخرى هو صفة ونعت للعرش وفي دعاء الكرب الثابت في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم لا اله الا الله العظيم الحليم. لا اله الا الله رب العرش اخي الكريم لا اله الا لا اله الا الله رب العرش العظيم. لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم فها هنا ايضا وصفى النبي صلى الله عليه وسلم هذا العرش بانه عظيم وكريم اذا هذا مما دلت الادلة على آآ وصفي او مما دلت الادلة على صفة هذا العرش انه عظيم وكريم ومجيد ومن ذلك ايضا انه ذو قوائم والله عز وجل اعلم بعددها فيدل على هذا ما ثبت في الصحيحين واللفظ للبخاري ان النبي عليه الصلاة والسلام قال الناس يصعقون يوم القيامة فاكون اول من يفيق فاجد موسى باطشا او اخذا بقائمة من قوائم العرش فهذا دليل صحيح على ان هذا العرش له قوائم. والله جل وعلا اعلم بعددها كما هو سبحانه فاعلموا بكيفيتها ايضا مما دلت الادلة في عليه في شأن العرش ان له حملة من الملائكة قال سبحانه الذين يحملون العرش ومن حوله اذا للعرش حملة وايضا ملائكة يكونون حوله الذين يحملون العرش ومن حوله وقال سبحانه ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية وحملة العرش الذين يحملونه يوم القيامة ثمانية وهم على الصحيح ثمانية ملائكة وليسوا ثمانية اوليس الوارد ثمانية اه وليس الوارد ثمانية صفوف من الملائكة او ثمانية اجزاء من الملائكة من تسعة كما قيل انما الصحيح انهم ثمانية من الملائكة العظام و ثبت في سنن ابي داوود ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اذن لي ان احدث عن ملك من ملائكة الله عز وجل حملت العرش انما بين شحمة اذنه الى عاتقه مسيرة سبعمائة عام سبحان الله العظيم انظر الى هذه العظمة لخلق الله جل وعلا واذا كان هذا شأن المخلوق فكيف بعظمة الخالق سبحانه وتعالى لا شك ان الله سبحانه اعظم واعظم اذا كان ما بين شحمة الاذن والعاتق يعني في هذه فيما يقابلنا في هذه المسافة فقط مسيرة سبعمائة عام ومثل هذا يا معشر الاخوة ينبغي ان يتأمله الانسان متدبرا مستذكرا مستفيدا فلم يخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام عن هذا الامر عبثا انما هذا لاجل ان تقف امامه مليا تتأمل وتتدبر وكل ذلك لا شك انه سيكسبك تعظيما لله سبحانه وتعالى و خضوعا امام عظمته جل وعلا هذا ملك كريم خاضع لعظمة الله سبحانه وتعالى مع ما هو عليه من هذا الكبر والعظمة فكيف بك يا ابن ادم يا من لا تساوي شيئا البتة امام هذه العظمة وهذا مخلوق من جملة من جملة مخلوقات كثيرة لله سبحانه وتعالى وانت لست بشيء امام هذه العظمة ثم ينتابك الكبر والغرور وترى نفسك اين الفضيلة واستحسان في العمل و لربما استكبرت عن الخلق ولربما كان منك ما يكون من عصيان لله سبحانه وتعالى واستكبار على امره وانت لست بشيء في مخلوقات الله العظيم سبحانه وتعالى فهذا الحديث وامثاله مما يصيب قلب المؤمن بالرجفة الخوف والخضوع للعظيم سبحانه وتعالى ومما يتعلق حملة العرش ما قال حسان بن عطية رحمه الله وهو تابعي جليل قال ان حملة العرش ثمانية ملائكة اربعة يقولون سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك واربعة يقولون سبحانك وبحمدك على عفوك بعد قدرتك يقولون هذا بصوت رخيم حسن وهذا الاثر اخرجه ابو الشيخ في كتاب العظمة وقواه الذهبي رحمه الله في كتابه العلو ايضا مما يتعلق حملة العرش ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبر كما في صحيح مسلم ان الله جل وعلا اذا قضى امرا فان هؤلاء الملائكة يسبحون ثم يسبح اهل السماء التي تليهم بتسبيحهم وهكذا حتى يسبح اهل السماء الدنيا ثم تقول الملائكة اهل السماء الذين هم اقرب الى حملة العرش ماذا قال ربنا فيخبرونهم ثم من بعدهم يخبرونهم وهكذا يتخابر الملائكة عليهم الصلاة والسلام في شأن ما اخبر الله جل وعلا به ايضا مما يتعلق بالعرش قد جاءت الادلة به ونحن نؤمن به بمجيء الدليل عليه ان العرش له ظل وان الاستظلال بهذا الظل منا اكرام الله من اكرام الله عز وجل وانعامه على ما شاء من عباده يوم القيامة وقد جاء في هذا عدة احاديث منها ما ثبت في مسند الامام احمد ان النبي عليه الصلاة والسلام قال المتحابون في الله يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله ايضا مما جاء في شأن العرش مما جاء في النصوص ان العرش يعلق به ما شاء الله ان يعلق ومن ذلك ما ثبت في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبر ان الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله ومن ذلك ايضا ما ثبت في صحيح مسلم ايضا بشأن قناديل الشهداء قال صلى الله عليه وسلم عن الشهداء ارواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل ومما جاء ايضا في النصوص في شأن العرش اخبار النبي عليه الصلاة والسلام ان العرش اهتز لموت سعد ابن معاذ رضي الله عنه فهذه بعض الامور المتعلقة بالعرش مما دل الدليل عليه ونؤمن به معشر اهل الاسلام مما دل عليه الكتاب والسنة ويبقى بعد ذلك البحث في المسألة الثانية وهي خصائص العرش والبحث في خصائص العرش بحث اخص من سابقه المقصود فالمقصود بخصائص العرش ما تميز به العرش دون بقية المخلوقات ويمكن من خلال التأمل في الادلة استخلاصه ست خصائص اول ذلك ان العرش قد خصه الله جل وعلا باستوائه عليه وهذا امر بين واضح وسيأتي الكلام عنه قريبا ان شاء الله ثانيا ان العرش اعلى المخلوقات فيدل على هذا ما ثبت في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم اذا سألتم الله فسلوه الفردوس فانه اوسط الجنة واعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن او وفوقه عرش الرحمن ما الفرق وفوقه هذه الكلمة ايش هي ها ظرف ظرف مكان وفوقه عرش الرحمن مبتدأ خبره عرش الرحمن مبتدأ وخبر والمقصود بانه فوقه يعني انه سقفه عرش الرحمن يعني سقف الفردوس عرش الرحمن ونقل ابن القيم رحمه الله في حادث الارواح وكذلك ابن كثير في البداية والنهاية عن المز رحمه الله انه استحسن القول الثاني انه قال هذا احسن يعني القول او رواية الحديث بانه فوقه يعني ان العرش سقف الفردوس والمستفاد من هذا الحديث ان العرش اعلى المخلوقات وذلك لان لا شيء اعلى منه من المخلوقات اذ هو سقف المخلوقات فالجنة فوق السماوات السبع ولا شيء فوق الجنة الا عرش الله عز وجل الذي استوى عليه. فبذلك يكون العرش اعلى المخلوقات. وهذا الذي توارد عليه اهل السنة قاطبة ان العرش هو اعلى المخلوقات الخاصية الثالثة انه اكبر المخلوقات فلا نعلم في النصوص خبرا عن مخلوق من مخلوقات الله جل وعلا اكبر من العرش ويدل على هذا قول ابن عباس رضي الله عنهما وقد اخرجه جمع من اهل العلم كابن خزيمة في التوحيد والطبري وغيرهما باسناد صحيح انه رضي الله عنه قال الكرسي موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره الا الله فهذا يدل على انه شيء كبير جدا ويدل على هذا ايضا ما جاء عند ابن حبان من حديث ابي ذر رضي الله عنه وهذا الحديث له طرق وقواه جمع من اهل العلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ما السماوات السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة في فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الكرسي على السماوات فهذا يدلك على انه مخلوق كبير جدا بل هو فيما نعلم اكبر المخلوقات التي جاءنا خبر عنها والعلم عند الله الامر الرابع ان العرش اثقل المخلوقات وقد نبه على هذا الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله في الرسالة العرشية ان زينة العرش اثقل المخلوقات واستدل على هذا بما ثبت في صحيح مسلم من تعليم النبي عليه الصلاة والسلام لام المؤمنين جويرية رضي الله عنها الكلمات الاربع ما هي؟ سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته فبين رحمه الله ان المقام مقام ذكر اعظم الاشياء فلما وصل الكلام الى الزنا والثقل ذكر ماذا العرش فدل هذا على انه اثقل المخلوقات والعلم عند الله جل وعلا الامر الخامس ان العرش قد خلقه الله جل وعلا بيده وهذه خاصية تشترك فيها مع ثلاثة من مخلوقات الله جل وعلا فهي خاصية مشتركة بين اربع مخلوقات لله جل وعلا. كما مر بنا في الدرس ماضي فيما اظن من قول ابن عمر رضي الله عنهما خلق الله اربعة اشياء بيده العرش والقلم وادم وجنة عدن وهذا الاثر اخرجه جمع من اهل العلم كابي الشيخ في العظمة وغيره اه قواه او جود اسناده الذهبي رحمه الله في العلو بل قال الشيخ الالباني والله انه صحيح على شرط مسلم وهذا الاثر له حكم الرفع والله اعلم الامر السادس وهذا ايضا مما يختص به مع بعض مخلوقات الله جل وعلا وهو انه لا يفنى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كما في المجلد الثامن عشر من مجموع الفتاوى وقد اتفق سلف الامة وائمتها واهل السنة والجماعة على ان من مخلوقات الله ما لا يفنى كالعرش والجنة والنار ويشهد لهذا الحديث السابق الذي فيه وفوقه عرش الرحمن هذا مما يدل على ان هذا العرش لا يفنى لان الجنة لا تفنى والمسألة كما سمعت محل اتفاق بين اهل السنة والجماعة فهذا من آآ ما جاء فيما اه وقفت عليه من خصائص العرش والله تعالى اعلم يبقى بعد ذلك مسألة ثالثة تتعلق بالاقوال تتعلق بالاقوال المخالفة في العرش و قد خاب اهل الضلال في هذا المقام خوضا اه بغير علم وتكلموا في هذه المسألة مسألة العرش التي هي مسألة غيبية بغير علم وبما يخالف ادلة الكتاب والسنة ومن ذلك ان كثيرا من المتكلمين من الجهمية والمعتزلة والاشعرية والماتريدية قد قالوا ان العرش هو الملك فاذا قيل عرش الرحمن فالمراد انه ملك الرحمن فالعرش هو الملك ومن الاقوال الضالة ايضا قول قول المتفلسفة كابن سينا واضرابه ان العرش هو الفلك التاسع الذي يسمى فلك الافلاك او الفلك الاطلس ولا شك ان من اطلع على شيء مما جاء ذكر العرش لا يقطع بان هذين القولين من البطلان بمحل وذلك ان الادلة تدل على ان العرش بخلاف ما قيل فيال الله العجب كيف يكون العرش الذي استوى الله سبحانه وتعالى عليه هو الملك وهو سبحانه قد قال وكان عرشه على الماء افا يفهم ان ملكه على الماء ويا لله العجب الم يسمعوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مروي باصح كتب الحديث ان موسى عليه الصلاة والسلام قد رآه اه اه او اخبر انه سيراه اذا افاق عليه الصلاة والسلام اخذا بقائمة من قوائم العرش فهل يقال ان موسى كان اخذا بقائمة من قوائم ملك الله عز وجل كيف يفهم هذا ويا لله العجب من هؤلاء القائلين بهذا القول الم يقرأوا قول الله جل وعلا ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية افيفهم احد هذه الاية على ان هناك ثمانية من الملائكة تحمل ملك الله جل وعلا افيقول هذا من يدرك ما يقول يا لله العجب من هؤلاء الم يسمعوا قوله عليه الصلاة والسلام اهتز عرش الرحمن لموت سعد ابن معاذ افيكون ملك الله جل وعلا هو الذي اهتز اذا هذا القول قول باطل ترده لغة العرب فان العرش في اللغة شيء والملك شيء اخر وترده شرائح النصوص كما سمعت فيما مضى ويرد هذا ايضا اجماع السلف الصالح انهم مطبقون على ان العرش ليس هو ملك الله جل وعلا. انما هو ذاك المخلوق العظيم. الذي جاء في الادلة ما جاء من وصفه وخصه الله جل وعلا باستوائه عليه وما سبق آآ يدل آآ بدلالة واضحة ايضا انا بطلان من قال من هؤلاء المتفلسفة بان العرش هو الفلك التاسع ويكفي في رد هذا القول بان يقال ما الدليل على هذا؟ من اين لكم ذلك ومن الذي اخبركم بهذا انما اه هذا من الرجم بالغيب والقول في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بغير علم والله المستعان فهذا من جملة المسائل التي تتعلق بموضوع العرش والمؤلف رحمه الله قد جمع الى اثبات العرش اثبات الكرسي. فقال والعرش والكرسي حق و العلاقة بين الكرسي والعرش علاقة واضحة بين الكرسي بين يديك العرش فناسب ان يكون الكلام عنه عقيدة الكلام عن العرش الكرسي الكرسي لم يرد آآ اصطلاحا في كتاب الله جل وعلا الا في موضع واحد في اية الكرسي التي سميت به وسع كرسي السماوات والارض والامر فيه لا شك بخلاف العرش العرش اكثر ورودا في ادلة الكتاب والسنة تعريف الكرسي بالشرع يعني حيث جاء ذكره في اية الكرسي او في ما سيأتي منا ادلة من السنة او من الاثار وان يقال انه مخلوق عظيم من مخلوقات الله جل وعلا اه يكون بين يدي العرش وهو موضع قدمي الله سبحانه وتعالى مخلوق عظيم من مخلوقات الله عز وجل بكونوا بين يدي العرش وهو موضع قدمي الله سبحانه وتعالى وكونه موضع قدمي الله جل وعلا ثبت هذا عن اثنين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثبت هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما وكذلك عن ابي موسى الاشعري ومثل هذا اه محمله عند اهل العلم محمل التوقيف وهكذا اه توارد السلف رحمهم الله فالاثار في هذا كثيرة عن التابعين واتباعهم وهلم جرة بين اهل السنة والجماعة الى اليوم فهذا محل اتفاق بين اهل السنة والجماعة. هناك اقوال شاذة اخطأ فيها قلة من اهل العلم وهذه لا تقدح في اتفاق اهل السنة على تقرير ان الكرسي هو موضع قدمي الله سبحانه وتعالى وفي هذا الموضوع اقوال مخالفة للحق اشهر ما قيل في معنى الكرسي انه علم الله جل وعلا ففسر ففسر هؤلاء قوله تعالى وسع كرسيه اي وسع علمه السماوات والارض وهذا قول الجهمية وكثير من المتكلمين فسروا الكرسي بانه علم الله سبحانه وتعالى واخطأ بعض علماء اهل السنة تبنوا هذا القول لا باعتبار اه المأخذ الذي لاجلي قال المتكلمون ما قالوا فانه فروا من اثبات الكرسي الذي هو مخلوق عظيم بين يدي العرش فرارا من اثبات القدمين لله سبحانه وتعالى. فجنحوا الى ان الكرسي هو علم الله جل وعلا. فالمقصد ها هنا راجع الى التأصيل العقدي عندهم. من نفي هذه الصفات الخبرية لله وعلا وهي في زعمهم مهمة للتشبيه تقتضي بالتجسيم واما من اخطأ من اهل العلم كطبري رحمه الله وان كان قد حصل عنده شيء من التذبذب فرجح ان الكرسي هو علم الله جل وعلا. وفي موضع ما لا الى قول اخر سيأتي وهو ان الكرسي هو عرش الله جل وعلا فلا فرق بين الكرسي والعرش ولكن مأخذه في هذا هو آآ ظنه ان هذا ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما وهذا لا شك انه مروي عن ابن عباس ان الكرسي ماذا؟ علم الله جل وعلا واخرج هذا الطبري رحمه الله في آآ تفسيره. ولكن هذا الاثر ضعيف ولا يصح عن ابن عباس رضي الله عنهما ففيه رجل ضعيف اسمه جعفر جعفر الاحمر وجعفر الاحمر فهذا رجل ضعيف ثم هو مخالف للثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما بل هو متفق على صحته عنه ان العرش موضع القدمين ان الكرسي عفوا موضع القدمين والعرش لا يقدر اه لا يقدر قدره الا الله القول الثاني ان العرش ان الكرسي هو العرش نفسه. فيكون معنى وسع كرسيهم يعني وسع عرشه وهذا ايضا نحى اليه طائفة من المتكلمين فرارا من اثبات القدمين لله جل وعلا وروي هذا عن الحسن البصري وبعض اهل العلم ظن ثبوت هذا عنه رحمه الله. والحق انه ليس بثابت عنه فهذا الاثر اخرجه الطبري ايضا ولكن في اسناده رجل ضعيف اسمه جويبر فلا يصح هذا الاثر عن الحسن رحمه الله و القول الثالث تأويل الكرسي بقدرة الله جل وعلا وملكه طويل الكرسي بقدرة الله جل وعلا وملكه فيكون معنى وسع كرسيه يعني وسع ملكه وقدرته السماوات والارض قريب من هذا القول الرابع وهو ان الكرسي في الاية تصوير لعظمة الله جل وعلا ليس هناك اه كرسي حقيقي وانما هو مجرد تصوير لعظمة الله سبحانه وتعالى وهذا ما ذكره بعض المتكلمين وهذان القولان في غاية البعد كما لا يخفى ما قيل مخالف للغة وللادلة وللاثار ولاجماع السلف فاين الكرسي في اللغة والنصوص جاءت بلسان عربي مبين اين الكرسي من ملك الله وسلطانه وقدرته وعظمته الى اخره. اين هذا من هذا ثم ان النبي عليه الصلاة والسلام قد اخبر كما في صحيح ابن حبان من حديث ابي ذر رضي الله عنه انه قال ما السماوات السبع في الكرسي الا كحلقة ملقاة في فلاة كما سبق ان ذكرت لك و هل يمكن ان نحمل هذا الحديث على ان المراد هو ملك الله وسلطانه اجيبوا يا جماعة لا يمكن ذلك لا يمكن ان يحمل هذا على هذا وان يقال فضل الكرسي الذي هو ملك الله وقدرته وسلطانه وعظمته فضل العرش على الكرسي كفضل الكرسي على السماوات يعني ملك الله وعظمته وقدرته شيء ماذا ليش صغير بالنسبة للعرش سبحان الله كيف يقال هذا والعرش من من ملكوت الله جل وعلا ومن مخلوقات الله جل وعلا والله سبحانه وتعالى هو الذي يدبره فكيف يقال ان ملك الله وعظمته؟ ان ملك الله وعظمته هي الكرسي الذي جاء في النصوص هذا لا يمكن ان يقال ثمان الله جل وعلا قد قال وسع كرسيه السماوات والارض مع ان قدرة الله اعظم من ذلك اليس كذلك؟ فالله على كل شيء قدير. فكل شيء من موجود او معدوم فالله وتعالى عليه قدير فعظمة الله عز وجل وقدرته اعظم من هذا بكثير كيف يمكن ان يقال هذا الامر وما هذه التأويلات الا من جراب الكلام المذموم. كما اشار هذه الاشارة اللطيفة الشارح ابن ابي العز رحمه الله في شرحه على هذه العقيدة ولو ان هؤلاء الخائضين لزموا جادة السلف لما اه تفرقت بهم السبل ولا قالوا بالحق الواضح المبين الذي درج عليه السلف الصالح مما اه هو مستفاد من ادلة الوحي من اقوال الضالة في شأن الكرسي ايضا. قول المتفلسفة ان الكرسي هو الفلك الثامن الذي يحيط به الفلك التاسع الذي هو العرش فالعرش هو الفلك التاسع والكرسي هو الفلك الثامن وما هذا الا اه ضرب من الهذيانات التي لا تقوم على اثارة من علم البتة ومما قيل وهو السادس قول آآ في الحقيقة هو عتيق وهو ما ذكره الرازي في تفسيره انه ثم جاء الى ذكر الكرسي ذكر ان ابن عباس رضي الله عنهما قد قال ان الكرسي موضع القدمين ثم عقب على هذا بقوله ويبعد ان يقول ابن عباس انه موضع قدمي الله عز وجل فوجب رده يعني فوجب رده هذا القول. او حمله على انهما قدمان لروح ان انهما قدما روح القدس. يعني جبريل او ملك اخر من الملائكة العظام فهمتوا اه تقول ان هذا القول في الحقيقة لا ينقضي منه العجب فاولا هذا اثر ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما لا يختلف العلماء في ثبوته عنه وهذا الرجل يقول انه ماذا؟ يبعد وحق لقائل ان يقول بناء على ماذا؟ يبعد. كيف يكون التعامل مع الاثار عند اهل العلم بالنظر الى اسانيد و ثمة اه مقاييس معلومة عند اهل العلم بها يعرف صحة الاسناد من ضعفه وليست القضية قضية اهواء والله هذا الاثر يناسبني فاثبته وهذا لا يناسبني فاقول يبعد هكذا بطرف اليد يشير الانسان يبعد ان ابن عباس يقول هذا القول ثم الادهى الامر هو ان يقال ان ابن عباس رضي الله عنهما يقول موضع قدمي ها الرب سبحانه وهو يقول لا هذا موضع قدمي روح القدس او موضع قدمي ملك عظيم من ملائكة الله كيف يمكن ان يكون هذا يعني ابن عباس يقول قدم للرب وانت تقول هما قدما جبريل او احد الملائكة انا لا ادري في الحقيقة كيف يمكن ان يكون هذا هل يمكن مثلا ان نأول فنقول فنقول ثمة حذف فموضع قدمي الرب يعني موضع قدمي جبريل الذي هو ملك من ملائكة الرب هكذا يعني تضع سطر كامل تضيفه من عندك حتى تقيم الاثار وفق ما يهوى الانسان هل يمكن ان يتعامل مع الادلة والاثار بهذا النهج لو طردنا هذا المسلك اذا امكن ان نقول هذا في هذا الاثر وقد قاله هو وغيره من اصحابه حتى في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. اقول لو طردنا هذا المسلك في التعامل مع الادلة والاثار كيف سيكون حال هذه الادلة؟ بل كيف ستكون هذه الشريعة كلها ستصبح نهبا لذوي الاهواء يتلاعبون فيها كيفما شاء كل انسان لا يهوى او لا يوافق هواه شيء جاء في النصوص فانه يمكن ان يدعي ها انا ها هنا حذفا وان هذا من قبيل مجاز الحذف ويدخل في الادلة ما شاء وهكذا تنقلب هذه الشريعة وهذا الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم الى شيء اخر بعيد عما جاء في وحي الله سبحانه وتعالى فالمقصود ان هذا انموذج للمنهج الذي يسلكه المتكلمون في التعامل مع الادلة واعلم يا رعاك الله ان هذا وامثاله انما اوتوا من اصابتهم بداء خطيته ومرض عضال هو مرض التشبيه فما نفروا هذا النفور ووقعوا في هذه آآ السقطات العظيمة الا لكونهم قد فهموا من هذه الادلة ان المضاف الى الله سبحانه وتعالى من هذه الصفات هو كالمضاف الى المخلوق. ولذلك نفروا هذا النفور الشديد واتوا بهذه العجائب والغرائب ولو انهم عظموا الله حق تعظيمه قدروه حق قدره واعتقدوا حقا وصدقا ان الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته لما احتاجوا الى كل هذا الخط والخلط ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا انتقل بعد ذلك الى المسألة الثالثة الا وهي الاستواء على العرش فاشير الى هذه المسألة اشارة وهي وان لم يتعرض لها المؤلف رحمه الله لكن اذا ذكر العرش فمن لازم الكلام عن العرش الكلام عن استواء الله جل وعلا فان هذا العرش ما شرف الا استواء الله سبحانه وتعالى عليه. فلعل من المناسب ان يشار الى صفة الاستواء في هذا المقام واستواء الله جل وعلا على العرش هو علوه وارتفاعه واعتداله عليه فهذا الذي يعرفه اهل اللغة قاطبة فاستوى على هذه الجملة تتضمن معنيين الاول هو الاعتدال على الشيء عفوا هو الاعتدال فان مادة سوي ها تعني في كل مواردها الاعتدال تعني الاعتدال ثم بعد ذلك يضاف الى هذا معنا اخر بحسب الحرف الذي يعدى به الفعل وها هنا الحرف الذي وصل به فعل الاستواء هو حرف الاستعلاء الا وهو على فانضاف الى هذا معنى العلو والارتفاع فصار معنى استوى على العرش على وارتفع عليه مع اعتدال وقد نقل ابن القيم رحمه الله اجماع اهل اللغة كما في مختصر الصواعق نقل اجماع اهل اللغة على ان على الشيء هو العلو والارتفاع مع الاعتدال فلا يقال لمن علا شيئا وهو مائل وليس بمعتدل انه ماذا؟ انه مستو. وسبقه الى هذا التقرير شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مواضع من كتبه المقصود ان استواء الله جل وعلا فعل يفعله الله جل وعلا وهذه صفة فعلية اختيارية لله جل وعلا فهو سبحانه استوى على العرش كيفما شاء سبحانه وتعالى والله اعلم بكيفية هذا الاستواء قد جاء الدليل على استواء الله جل وعلا على العرش في كتاب الله جل وعلا في سبعة مواضع اعراف يونس رعد ثم في طه فرقان سجدة والحديد بها استوى. هذه اه من جملة الادلة اضافة الى ما جاء في السنة واثار الصحابة من اثبات استواء الله سبحانه وتعالى على عرشه واما اهل البدع فانهم آآ قد خاضوا خوضا عظيما في نفي استواء الله جل وعلا على عرشه ونفوا ان يكون الله جل وعلا قد استوى استواء حقيقيا يليق به سبحانه وتعالى وها هنا قال المبتدعة ان الفوقية ها هنا ها فوقية القدر يعني الشأن في هذه الاية كالشأن في قوله تعالى وفوق كل ذي علم عليم. يعني هذه فوقية قدر بعض العلماء والسبب في هذا التأصيلات الكلامية التي اقاموا عقائدهم عليها من ذلك الاصل الكبير الذي هو ينبوع البدع دليل حدوث الاعراض فانهم زعموا انه ما اثبتوا حدوث العالم والذي ينبني عليه اثبات الصانع وقدمه ما اثبتوا حدوث العالم الا بحدوث الاجسام وما اثبتوا حدوث الاجسام الا بحدوث الاعراض و اذا كانت الاعراض حادثة فالحادث لا يقوم الا بحادث ونزلوا هذا بعد ان فرحوا بما عندهم من العلم نزلوا هذا وطردوهم فيما يتعلق بصفات الله جل وعلا واحيانا تجدهم ينفون استواء الله بناء على دليل اخر. وهو دليل الاختصاص فقالوا ان كون الله جل وعلا مستويا على عرشه هو في حقيقته تخصيص له بهيئة وقدر وكيفية وكل مخصص فلابد له من مخصص وجعلوا ما يتعلق بالمخلوق مطردا في حق الخالق سبحانه وتعالى وتارة يذهبون الى نفي بالتجسيم عن الله جل وعلا فيزعمون ان اثبات الاستواء يقتضي تسليم الله جل وعلا فلا يستوي الا ما هو جسم والجسم والحدوث متلازمان كل جسم فهو حادث اذا لا مفر الا ان ننفي استواء الله جل وعلا هكذا يقولون ولو تأملته لعدت الى ما ذكرته لك سابقا ما اوتي القوم الا باصابتهم ها بمرض التشبيه. كل كلامهم نابع من ان صفة الله عز وجل كصفة المخلوق. يلزمها ما يلزم صفة المخلوق وبناء على هذا نفروا هذا النفور فما قدروا الله حق قدره واعتقدوا ان الله جل وعلا ليس كمثله شيء ولم يكن له كفوا احد وما انتهوا عما نهاهم الله جل وعلا عنه فلا تضربوا لله الامثال فما كان منهم الا ان خاضوا هذا الخوض وانتهكوا حرمة النصوص واتوا باشياء عجيبة ومن اشهر ما قالوا بعد ان نفوا وانكروا ما اثبت الله عز وجل لنفسه قالوا نعول الاستواء ايش؟ الاستيلاء. والحقيقة انهم ما صنعوا شيئا لانه اذا كان لا يستوي الا ما هو جسم فاننا نقول تنزلا معهم في الجدار انه لا يستولي الا ما هو جسمه فان قالوا انتم وقعتم في خطأ ها هنا فاننا نعني استيلاء يليق بالله فاننا نقول وانتم قبل هذا قد وقعتم في خطأ حيث اننا نقول ان الله يستوي استواء يليق به وكل ما تجيبون به فهو مردود عليكم في قولكم. فالحقيقة انهم ما صنعوا شيئا فروا تشويه فوقعوا فيه تشويه و لعل من المناسبة هنا ايضا ان اشير الى خطأ عجيب وقع فيه الرازي فانه قد ذكر في سياق نفي لاستواء الله جل وعلا وفوقيته على العرش قال لو كان الله فوق العرش ذكر هذا في اساس التقديس لو كان الله فوق العرش لكان المعقول ان يخلق العرش قبل السماوات والارض لان هذا محل استوائه فالمعقول انه ماذا قبل ان يخلق السماوات والارض يخلق ايش العرش قال والواقع خلاف هذا او قال والمعلوم خلاف هذا وهو انه خلق العرش بعد السماوات والارض واستدل بقوله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ايش ثم ايش؟ استوى وليس وليس خلقه شيخ الاسلام رحمه الله في المجلد الثالث فيما اظن من نقد التأسيس بدأ رده على هذا بان تلا قوله تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد كيف يعني ان هؤلاء لا يستدلون وقد نص رحمه الله في هذا الموضع على هذا وفيما قبله ايضا على ان هذا واضرابه من المتكلمين لا يستدلون بدليل من القرآن الا وفي الدليل ما يدل على نقيضه الاتفاق والاجماع بين اهل العلم قاطبة على ان خلق العرش ها متقدم على خلق السماوات والارض وانما الذي في الاية ها كونه استوى وليس خلقه استوى على العرش بعد خلق السماوات والارض. وهذا بين في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اليس الله جل وعلا قال وهو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء. اذا العرش ايش يا جماعة؟ كان موجودا من قبله وفي البخاري من حديث عمران رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم كان الله ولم يكن شيء قبله كان الله ولم يكن شيء قبله وكتب في الذكر كل شيء ثم هكذا اللفظ في رواية عند البخاري. ثم خلق السماوات والارض قال وكان عرشه على الماء كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء وخلق في الذكر كل شيء ثم وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السماوات والارض. قال ايش ثم اذا العرش كان موجودا ثم الله جل وعلا خلق اه السماوات والارض ثم يقال القضية راجعة الى مشيئة الله سبحانه وتعالى ومشيئته مقترنة بحكمته تعالى. وان لعقولنا الضعيفة ان تحيط علما بحكمة الله هب تنزلا ان ما قلته صحيح ولكن يمكن ان يقال ان هذا المعقول الذي عقلته يتعلق بشيء تعلمه في المخلوقات لكن ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى شيء اخر فلله حكمة منه سبحانه وتعالى. فكيف اه تلقى دلالات النصوص خلف الظهور بناء على مثل هذه التعليلات العليلة والله ان الانسان ليعجب من هذه الجرأة الا النصوص كيف ان القضية قضية ترجع الى تشاغل بمعقولات والله انا ارى ان هذا غير صحيح لان العقل يقتضي كذا وكذا. هكذا يتحكم ب اه معقول غير صريح اصلا ثم يهدم به دلالات ما جاء في الوحي والله المستعان انتقل بعد هذا الى المسألة الرابعة وهي التعليق على قول المؤلف رحمه الله وهو مستغن عن العرش وما دونه كاني بالمؤلف رحمه الله اراد ان ينبه الا ما يدفع وسوسة من الشيطان قد يوسوس بها في نفوس بعظ الناس من ان استواء الله جل وعلا على عرشه يقتضي حاجته الى العرش ولعله ايضا اراد ان يرد على مقالة المتكلمين الذين نفوا استواء الله جل وعلا على عرشه بزعم ان هذا الاستواءة يقتضي افتقار الله الى العرش وهذا اه ممتنع في حق الله جل وعلا وقوله هنا وما دونه فيه اشارة الى ان العرش ها اعلى المخلوقات لان لانه قال وما دونه يعني كل كل شيء اه من المخلوقات بعد العرش يعني هذه الجملة في قوة ان يقول الله جل وعلا مستغن عن العرش وعن جميع ها المخلوقات هو في بيان هو في مقام بيان غنى الله سبحانه وتعالى عن كل ما سواه او عن كل شيء من المخلوقات فقوله وما دونه قد يفهم منها الاشارة الى هذا المعنى وهو معنى صحيح كما قدمت المقصود يرعاكم الله ان استواء الله جل وعلا على العرش هو قطعا وبالضرورة لا يستلزم حاجته سبحانه اليه ولا الى حملته ويدل على هذا نوعان من الادلة متلازمان نوعان من الادلة متلازمان الاول كل دليل دل على غنى الله سبحانه وتعالى وعلى اتصافه بالغنى ولا شك ان الله سبحانه غني غنى ذاتي يستحيل الا ان يكون الله سبحانه وتعالى غنيا وهو الغني بذاته فغناه ذاتي له كالجود والاحسان كما قال ابن القيم رحمه الله ومن تلك الادلة قوله سبحانه والله هو الغني الحميد والله هو الغني الحميد المتصف غناء التام سبحانه وتعالى وقال جل وعلا فان الله غني عن العالمين غني عن كل شيء سبحانه وتعالى الحديث القدسي المخرج في صحيح مسلم يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. الله جل وعلا غني عن كل احد عن البشر وعن غيرهم والنوع الثاني من الادلة ما دل على افتقار المخلوقات الى الله سبحانه وتعالى الله جل وعلا يقول ان الله يمسك السماوات والارض ان تزول قيام هذا الكون بالسماوات والارض وما بينهما وما فيهما انما هو بالله جل وعلا والله سبحانه وتعالى هو الحي القيوم ومعنى القيوم القائم بنفسه المقيم لغيره لغيره. فكل شيء قام به سبحانه وتعالى. ولو ان الله جل وعلا تخلى عن ولم يمده بعونه فانه لا شك انه مطمحل. كل شيء لا يمده الله سبحانه وتعالى بعونه فانه مطمحل ولا شك. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد المقصود ان الله جل وعلا ينزه وجوبا ان ان يكون محتاجا الى العرش والى حملته كما هو حال المخلوقين حيث ان الاستواء بالنسبة الى المخلوقين يقتضي حاجة المستوي الى المستوى عليه. اليس كذلك وليس في المخلوقين ولا في المخلوقات مستو وهو غني عما استوى عليه بل والمستوى عليه فقير اليه. هذا شيء ماذا لا وجود له في المخلوقات انما هذا ثابت في حق الله جل وعلا فالله جل وعلا غني عن العرش وعن حملته ولا يفتقر اليهما ولا الى غيرهما سبع سماوات سبحان الله هذا تقوله ام المؤمنين رضي الله عنها في اصح الكتب والقوم عندهم من اعظم الجرائم اثبات فوقية الله جل وعلا وعلوه الذاتي. بل هذا عندهم ملازم لعبادة الاوثان بل العرش هو المفتقر الى الله العرش هو المحتاج الى الله وحملة العرش هم المفتقرون الى الله. وهم المحتاجون الى الله جل وعلا والله غني عن كل شيء قد جاء في بعض الاثار وروي مرفوعا ولا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان حملة العرش ما اطاقوا حمل العرش حتى الهمهم الله ان يقولوا لا حول ولا قوة الا بالله اذا الله جل وعلا غني عن اه العرش وعن حملة العرش فيجب ان يصان الاعتقاد باستواء الله على العرش من الظنون الكاذبة من ان يظن ان الله سبحانه وتعالى مفتقر الى العرش او الى حملته وهذه شبهة اعتمد عليها من اعتمد من المتكلمين الذين نفوا استواء الله جل وعلا على العرش وانت ترى ان القوم اوزاع و يضربون في النصوص ضرب عشواء النصوص اشبه شيء اعني النصوص التي لا توافق اهواءهم ولا يوافق اه ولا توافق دلالاتها اهواءهم هي اشبه شيء عندهم بالصائل. الذي يدفع من كل وجه وباي وسيلة المهم ان لا يثبت ما دل الدليل عليه من المعنى ومن ذلك انهم قالوا لو كان الله مستويا على العرش لكان محتاجا اليه نعود مرة اخرى فنقول القوم غارقون الى اعلى رؤوسهم ها في التشبيه غارقون في بحر من التشبيه اذا كان الله مستويا على العرش فشأنه كشأن المخلوق. الذي اذا استوى على شيء ها كما قال تعالى لتستووا على ظهورهم. فاذا استويت انت ومن معك تعالى الفلك. اذا انت تحتاج الى هذا الفلك وتعتمد في قيامك على هذا الفلك صح ولا لا؟ اذا انت فقير اليه محتاج اليه يصل اليك نفع من قبله من السفينة ومن الدابة التي انتقد استويت عليها. شأن الله عز وجل في زعمهم هو كشأن المخلوق. ولذلك نفوا استواء الله سبحانه وتعالى اذا القوم غارقون في بحار من التشبيه فاسأل الله السلامة والعافية من ذلك. المسألة آآ الخامسة اثبات فوقية الله سبحانه وتعالى وهذا ما ذكره المؤلف رحمه الله حين قال محيط بكل شيء ها وفوقه اه نبه الشيخ الالباني رحمه الله في تعليقه على اه العقيدة الطحاوية ان بعض النسخ فيها محيط بكل شيء فوقه فجعل الضمير في قوله فوقه عائدا على ها العرش اذا الله عز وجل محيط بكل شيء ها فوق العرش طيب لماذا لماذا قالوا هذا؟ الامر محتمل ان يكون هناك خطأ حصل من بعض النساخ وانتشرت بعض النسخ بناء على هذا بحذف الواو والاحتمال الاخر ان يكون هذا تصرفا من بعض اهل البدع والاهواء انهم حذفوا الواو فرار من اثبات علو الله وفوقيته وعلى كل حال هذا النهج اعني تعرف تحريفا النصوص ليس بمستغرب عنهم لهم في مجموعهم اه نماذج وسوابق في هذا الامر لا يستبعد ان بعض المبتدعة تسلط على هذه العقيدة وحرف فيها فحذف حرف الواو لان هذه الكلمة هي الكلمة الوحيدة التي فيها في هذه العقيدة التصريح باثبات ها علو الله جل وعلا وفوقيته فاراد ان يدفع آآ ذلك ليمكن آآ ان يوجهوا هذه العقيدة الى ما عليه هؤلاء. وهذا لا شك انه بعيد كل البعد بل اه ان المعنى ها هنا لا يستقيم اذا قلنا ان الله جل وعلا محيط بكل شيء ها فوق العرش فسبحان الله العظيم ما هذا العرش هو اعلى المخلوقات آآ اذا لا يمكن ان يستقيم هذا المعنى الذي ذكره وعلى الجادة نقل اهل العلم هذه الجملة فقد نقلها باثبات الواو شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في نقض اساس التقديس وكذلك ابن القيم رحمه الله في اجتماع الجيوش الاسلامية وكذلك الذهبي بكتابه العلو وهي على كل حال ثابتة لا شك في كثير من نسخ هذه العقيدة. المقصود ان هذه الجملة فيها اثبات فوقية الله جل وعلا على خلقه. والكلام يا رعاكم الله في الفوقية هو الكلام عن العلو ولا فرق وكما ان علو الله ينقسم الى ثلاثة اقسام كلها ثابتة له تبارك وتعالى فله العلو من الجهات جميعها ذاتا مع علو الشأن يعني علو الذات وعلو القدر وعلو القهر كذلك الفوقية تنقسم الى هذه الاقسام وعلو القدر وعلو القهر ليس محل خلاف بين اهل السنة والمتكلمين. انما المعترك بيننا وبينهم هو اثبات العلو والفوقية الذاتية لله سبحانه وتعالى. وان تصرف دلالات النصوص وهي اصلح ما تكون في اثبات هذا الامر ففي شأن الفوقية الله جل وعلا يقول وهو القاهر ماذا؟ فوق عباده فهذا لا شك انه دليل على اثبات فوقية الله سبحانه وتعالى ذاتا اعلى قدرا من بعض وهذا من عجائب الاقوال يبتدأ الله سبحانه وتعالى هذا المعنى ابتداء يخبرنا بما يجب علينا ان نعتقد ان الله ارفع قدرا واعلى منزلة من خلقه اهذا يتناسب مع بليغ القول اجيبوا يا جماعة الم ترى ان السيف ينقص قدره اذا قيل ان السيف امضى من العصا وهل هذا الا ما فيه شائبة من عدم اقدار الله عز وجل حق قدره افترى حكيما يقول ابتداء ان اه جواهر الالماس ارفع قدرا من قشر البصل والثوم هكذا ابتداء ما رأيكم هل هذا يقدم عليه حكيم عاقل يدرك ما يقول اجيبوا يا جماعة او هذا انزال في الحقيقة من قدر الجواهر والالماس صح ولا لا اه كيف يقال ان ابتداء هكذا يقرب ان الله عز وجل افضل من خلقه وهل هذا محل بحث واما اذا كان المقام مقام رد على المشركين الذين سووا بين الخالق والمخلوق تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. هنا يتناسب من الحكمة ان يذكر ذلك االله خير ام ما يشركون ها هنا مثل هذا يعيد العقول الى نصابها ويرجعهم الى الفطرة السوية. كيف تسوون بين الخالق سبحانه والمخلوق. اما ان يقال ابتداء هكذا الله عز وجل افضل من خلقه فلا يمكن ان يكون وهبوا تسليما جدليا ان هذا قد حصل فماذا انتم قائلون في قوله تعالى عن الملائكة يخافون ربهم؟ ها من فوقهم ولا تعرف العرب في لغتهم كلمة فوق مسبوقة بمن الا والمراد فوقية الذات اذا قلت هذا من فوق هذا يعني انه فوقه ذاتا ولا يمكن ان يكون المراد ها هنا ان هذا افضل من هذا والله جل وعلا قد قال اه يخافون ربهم من فوقهم ومنا الاشكالات المنهجية عند القوم انهم اذا جاءوا الى موضع دل السياق على انهم يراد به معنى فانهم يحفظون او يفرحون بهذا الموضع فيعممونه ويجعلونه هو الجادة المسلوكة في كل موضعه فهمتم يا جماعة يعني لما جاؤوا الى بعض المواضع فيها ان الفوقية تكون فوقية قدر ومنزلة قالوا اذا خلاص اللغة العربية ها تدل على هذا اذا نأتي الى قوله وهو وهو القاهر فوق عباده فنجعلها ها فوقية القدر بناء على ماذا؟ بناء على انه جاء في النصوص هذا كقوله اه سبحانه اه اه وفوق كل ذي علم عليم هل هذا منهج صحيح السياق يحدد المعنى بل ان الكلام بسياقه الواضح الصريح يصبح نصا في المعنى فلا يحتمل غيره بمعنى. هل اذا وجدنا الفوقية فوقية القدر في الايات السابقة يمكن ان نعممها ايضا في مواضع اخرى كقوله تعالى مثلا عن صاحب يوسف آآ اني ارى آآ نعم احمل فوق رأسي احمل ايش فوق رأس خبزك اذا يمكن ان نقول آآ الخبز افضل ها من رأسه هل يمكن ان يقول قائل عاقل هذا القول يا جماعة بناء على انه قد جاء في النص او جاء في مجاري كلام العرب استعمال الفوقية في فوقية القدر. هل يمكن ان يقول هذا مثل يعني هل يمكن ان يقول هذا مثل هذا يعني جاءوا مثلا قالوا والله وجدنا ان العرب تستعمل اليد بمعنى النعمة او القدرة ويقال لفلان علي يد لولا يد عليك لولا يد لك علي لاجبتك. ماشي فيقولون خلاص انتهت المشكلة اذا جاء ان لله عز وجل يد اذا نحن نحملها على هذا الذي جاء في النصوص هذا مسلك رديء هل ستفعلون هذا في حد السرقة والسارق والسارقة ها فاقطعوا ايديهما يعني اقطعوا قدرتهما ما ادري كيف يمكن ان نقطع قدرة السارقة او نقطع ها نعمته هل يمكن ان يقول قائل مثل هذا القول لماذا؟ لا تطردون هذا المسلك في هذه الاية وامثالها لماذا تقولون يستحيل هكذا يقولون ونحن معهم يستحيل ان نحمل الاية في حد السرقة على هذا المعنى لان ايش لا يحتمل السياق لا يحتمل هذا المعنى البتة نقول والشأن في الادلة التي دلت على اثبات اليد لله عز وجل اشد استحالة في هذا الحمل لو كنتم تنصفون لكن اه ان لصاحب الهوى ان يوصف على كل حال آآ الادلة على اثبات فوقية الله عز وجل ادلة كثيرة في الكتاب في السنة في اثار الصحابة في اه صحيح البخاري ان ام المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها قالت زوجكن تفاخر اه امهات المؤمنين بما كان لها من هذه الفضيلة زوجكن اهاليكن وزوجني الله ايش؟ من فوق هذه الحقيقة ملازمة عندهم لعبادة الاوثان ان الانسان والله ليعجب من هذه الجرأة وهذه المعارضة بهذه الفطرة التي فطر الله عز وجل عليها الناس قاطبة سوى من شذت وانحرفت فطرته من مسلمين ومن كافرين وها هنا ملحظ لطيف نبه عليه ابن القيم رحمه الله وهو اننا وجدنا في القرآن انه اذا طارت مقالة في حق الله جل وعلا لا تليق به فان الله سبحانه يبين بطلانها صح ولا لا مثلا وجدنا ان الله سبحانه بين بطلان مقالة من نسب اليه فلانة الله على الظالمين انه فقير فقال لقد سمع الله قول الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. والسؤال كم نسبة الذين قالوا هذه المقالة بالنسبة للبشر ها قليل ومع ذلك جاء التنبيه والبيان ان هذا من ابطل الباطل طيب اعتقاد علو الله جل وعلا على خلقه كم الذين قالوه من البشر اجيبوا يا جماعة هو الاصل في بني البشر جميعا مسلميهم وكافرين بل حتى المتكلمون الذين تلوثت فطرتهم وانحرفت جبلتهم في حال الغفلة عما يعتقدون تجد ان الفطرة تظهر تجد انه دون ان يشعر ماذا يفعل يشير برأسه يشير بيده الى اعلى الى ربه سبحانه وتعالى هذا كلام صحيح يا جماعة ولا لا هذا كلام صحيح مشهور طيب عقيدة في زعمكم هي في غاية البطلان وتقتضي ترسيم الله وتشبيهه. بل تقتضي انه غير موجود تقتضي انه غير موجود لانه اذا نزلت القواعد الكلامية على هذه الصفة بالنسبة لهم فان مقتضى هذا ان لا يكون الله جل وعلا الذي هو متصف بالاولية انه موجود امر بهذا الشأن وبهذه الخطورة وبهذه الفداحة وقول بهذا الانتشار ولا يأتي تنبيه على ها بطلانه ولا في موضع واحد. يعني اذا جئنا الى ادلة العلو وجدنا ادلة كثيرة في الوحي تبلغ الف دليل كما يقول جمع من اهل العلم بل تبلغ الفي دليل كما يقول ابن القيم رحمه الله والله والله يا قومنا والله ان لقولنا الفا يدل عليه بل الفان عقلا ونقلا مع صريح الفطرة الاولى وذوق حلاوة القرآن كل يدل بانه سبحانه فوق السماء مباين الاكوان. اذا عندنا ادلة من الوحي لا تكاد تحصى حتى ان ابن القيم رحمه الله في اعلام الموقعين ساق ثمانية عشر نوعا تحت كل نوع ما شاء الله من افراد الادلة. تدل على علوة على علو الله وفوقيته الذاتية. بل جعلها في النونية واحدا وعشرين نوعا اذا ادلة كثيرة من الوحي ادلة كثيرة من العقل اوصلها ابن القيم رحمه الله في الصواعق الى ثلاثين دليلا عقليا دليل الاجماع اجماع السلف الصالح ومن بعدهم بل اجماع البشرية جميعا وتذكرون الاثر المشهور الصحيح عن الامام الاوزاعي رحمه الله كنا نقول والتابعون متوفرون متوافرون ان الله تعالى ذكره فوق عرشه ونؤمن بما جاءت به السنة من صفاته. هذا اجماع قطعي والاثار في هذا لا تكاد تحصى الا بصعوبة. اذا عندنا ادلة من الوحي من العقل من الاجماع من الاثار من الفطرة الفطرة التي فطر الله الناس عليها بل التي فطر الله الحيوانات عليها. ودونكم كتابة اجتماع الجيوش الاسلامية تجدون بعضا القصص التي اوردها ابن القيم رحمه الله في اثبات فطرة الحيوانات على علو الله جل وعلا. اقول فوق كل هذا عندنا وجه من الدلالة لطيف هو ما ذكرته لك وهو اقرار الخلق على هذا الاعتقاد لانه لو كان اعتقادا باطلا ها لبين بطلانه يعني كم نسبة المشركين الذين نسبوا فعل الفاحشة وهو الطواف بالبيت عراة الى امر الله جل وعلا واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها ابائنا ايش؟ والله امرنا بها. جاء الرد قل ان الله لا يأمر بالفحشاء. اتقولون على الله ما لا تعلمون فكيف بهذه القضية العظيمة المنتشرة عند البشر جميعا؟ ما يأتي دليل واحد قط بل الادلة على لا تكاد تحصى اين يذهب بالعقول يا اخوته ثم بعد هذا يأتون بعجائب وغرائب يزعمون انها تنسف كل تلك الادلة الرازي في نقض التأسيس لما جاء الى نفي علو الله سبحانه وتعالى قال مما يستدل به اه الحشوية يعني اهل السنة قضية الفطرة فطرة الناس وانهم جميعا يرفعون ايديهم الى السماء. اذا دعوا الله سبحانه وتعالى وتوجهوا اليه بالطلب يقول هذا لا يدل على علو الله ابدا ويرده هذا باربعة ايام اعتراضات ترد هذا باربعة اعتراضات الاعتراض الاول يقول هذا الرفع ليس لان الله في السماء انما لان السماء قبلة الدعاء هذا هو الاعتراض الاول وهو باطل قطعا الزعم ان السماء قبلة الدعاء بدعة في دين الله واحداثه في دين الله وليس على هذا دليل واحد من كتاب او سنة. وليس في شريعتنا معشر المسلمين. ها اه قبلتان قبلة للصلاة وقبلة للدعاء انما هي ايش؟ قبلة واحدة قبلة الدعاء هي قبلة في الصلاة والادلة في هذا ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم هذا شيء مخالف لاجماع السلف فلم يتفوه احد قط من السلف ان السماء ماذا؟ قبلة الدعاء بل ان مقتضى هذا القول لان القبلة هي ما يستقبله الانسان بوجهه. لذلك انت في صلاتك تستقبل ماذا؟ مكة او الكعبة صح ولا مقتضى هذا اننا اذا جينا ندعو اننا نستلقي اذا كانت السماء ايش؟ قبلة الدعاء لاننا سنجعلها قبلة نستقبلها بماذا؟ بوجوهنا كما نستقبل الكعبة بوجوهنا يكفينا من هذا كله ان هذا المعنى المذكور ما خطر بقلب احد قط اللهم الا ان يكون اه متلوث الفطرة كالمتكلمين اما ان احدا يرفع يديه الى السماء وفي خاطره وفي ذهنه انه يرفع لان ها السماء قبلة الدعاء. اتتصورون هذا يا جماعة ما يتصور هذا انما يرفع الانسان يديه الى ربه الذي يدعوه. طيب هذا شيء. شيء اخر اعجب منه قال هذا منقوض بالسجود على الارض والله ليس في الارض يقول انتم تقولون نرفع ايدينا الى السماء؟ طيب انا اقول ونحن نسجد على الارض اذا يكون الله عز وجل تعالى الله في الارض سبحان الله ومن يرد الله فتنته فلن تجد له نعم ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا هل الانسان يسجد ينحني الى ربه الذي يبحث عنه في الارض اجيبوا يا جماعة ام هو خاضع في سجوده لمن هو؟ فوقه. هذا من ادلة اثبات فوقية الله عز وجل وعلوه. فانت تخضع لله الذي هو فوقك. ولذلك انظر ان شئت الى احوال الساجدين لغير الله عز وجل. الذين يسجدون لصنم بوذا او الذين يسجدون لصنم او لغير ذلك ماذا تجدهم يفعلون؟ تجد ان هذا الذي سجد فوقهم وهم ماذا يخرون سجدا خاضعين ذليلين لهذا الذي فوقه صح ولا لا يا جماعة؟ فكيف يقال ان هذا منقود بالسجود على الارض وهل خطر هذا بقلب احد يا جماعة؟ انه يسجد لان ربه في الاسفل تعالى الله اللهم الا ان يكون على شاكلة بشر المريسي الذي نقل عنه انه كان اذا سجد يقول سبحان ربي الاسفل قبحه الله قبحه الله تعالى الله علوا كبيرا اذا هذا نقد عجيب تدلك على ان الانسان اذا ابتعد عن التمسك بالوحي فانه لا حد لما يذهب اليه من اقوال ضالة فيأتي بالمضحكات طيب قالوا نعترض بشيء ثالث وهو اننا نرفع ايدينا الى السماء لان الارزاق تأتينا من السماء نحن نرفع ايش الى السماء لان الارزاق تأتينا من السماء. يا الله العجب انحن نرفع ايدينا الى السماء ندعو هذه الارزاق اجيبوا يا جماعة لو فعلنا هذا لكنا مشركين ومن الذي يخطر بباله هذا الامر يا اخوة رفع اليد يتبع ميل القلب انت اذا اشرت بيدك او اشرت باصبعك الى شيء فانك تقصده فنحن اذا قلنا يا الله ارزقنا باعتبار ان الارزاق تنزل من السماء. اذا انا اتوجه الى الله الذي لا داخل العالم ولا خارجه. او الذي هو في كل مكان ومع ذلك ماذا ارفع يدي الى السماء هذه الحركة بالضرورة لابد ان تتبع ماذا قصد القلب يعني انت تتوجه بيدك او باصبعك الى من تقصده بقلبك. هذا فعل العقلاء ارأيتم انني اقول وعبد الله هنا يا عبد الله يا عبد الله وهو هنا وانا اريده هنا لكنني ماذا اشير هنا الله في كل مكان بل في جوفه تعالى الله عن ذلك ومع ذلك انا ماذا؟ ارفع يدي الى السماء لماذا؟ لان الارزاق تنزل من السماء ثم انه على هذا ينبغي ان نتوجه بايدينا الى الارض في دعائنا لان هناك ارزاقا ماذا تنبت من الارض صح ولا لا؟ ونأتي الى البئر لاننا نحتاج رزق من الماء يأتينا فاننا ماذا ندخل ايدينا؟ حينما ندعو في البئر نطلب الرزق الذي يأتينا من الارض آآ هل هذا يمكن ان يعارض به؟ هذا الشيء العظيم الذي توارد عليه الناس جميعا او انهم يتوجهون بايديهم وقلوبهم الى جهة العلو ثم جاء بامر رابع عجيب قال انما نرفع ايدينا الى السماء لان ثمة ملائكة في السماء وهم وسطاء في نزول الارزاق ما ادري ماذا يريد فيريد اننا ندعو هؤلاء الملائكة الذين في السماء فنكون مشركين ما العلاقة اذا كنا ندعو الله عز وجل؟ وهناك ملائكة متوسطون او وسطاء في نزول الارزاق ما العلاقة يعني بين رفع الايدي اليه هذا نموذج يا اخوتاه لهذا الانحراف عن جادة الحق واني في ارادة لمثل هذا ندعوك الى ان تحمد الله بل ان تفرح بفضل الله عز وجل عليك ان نجاك من هذه الاهواء في مقابل هذا ان تجتهد في دعوة هؤلاء الذين انحرفوا عن الحق في هذه القضايا وامثالها. قد احسن شيخ الاسلام رحمه الله في على هذه اه الشبه في كتابه نقب اساسي التقديس المسألة السادسة اه في قول المؤلف رحمه الله محيط بكل شيء صفة الاحاطة احاطة الله سبحانه وتعالى. احاطة الله جل وعلا بحسب ما جاء في النصوص نوعان احاطة علم قدرة وسمع وبصر وعلى هذا جاءت جملة من الادلة وان الله قد احاط بكل شيء علما والاحاطة اتيان الشيء من جميع الجهات يقال هذا محيط بكذا احاط بهم سرادقها يعني من جميع الجوانب الله جل وعلا احاط بكل شيء علما فلا يفوت علمه شيء وكذلك يسمع كل صوت ويرى سبحانه كل شيء وهو على كل شيء قدير اما النوع الثاني انها احاطة السعة والعظمة والكبر فالله سبحانه وتعالى كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الرسالة العرشية الله عز وجل محيط بكل شيء احاطة تليق بجلاله فان السماوات في يده اصغر من الحمصة في يد احدنا اذا هذه الاحاطة احاطة تتضمن آآ علو الله جل وعلا على كل شيء وعظمته وكبره وسعته سبحانه وتعالى فالعالم العلوي والسفلي في قبضة الله سبحانه وتعالى وانه لعظمته ولسعته ولكبره سبحانه وتعالى فاينما توجه العبد فثم وجه الله ومن الادلة على اثبات هذا النوع قول الله جل وعلا الا انه بكل شيء محيط قال سبحانه وكان الله بكل شيء محيطا. واذ قلنا لك ان ربك احاط بالناس ومما استدل به الائمة ائمة اهل السنة كشيخ الاسلام وابن القيم وغيرهما على اثبات الاحاطة قول الله جل وعلا فاينما تولوا فثم وجه الله وكذلك ما اخرج اه الشيخان في صحيحيهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قد قال اذا صلى احدكم فلا يبص تلقاء وجهه فان الله قبل وجهه فهذا لا يكون الا اذا كان الله جل وعلا محيطا بكل شيء اذا الايمان باحاطة الله جل وعلا لا يكون الا بالجمع بين صفة العلو وبين صفة وبين صفة وبين اثبات صفة الكبر والسعة والعظمة. ولذلك وجدنا ان الله سبحانه وتعالى يقرن بين هذا وهذا. فقال سبحانه وهو العلي العظيم وهو العلي الكبير. فثم وجه الله ان الله واسع عليم. اذا آآ هذا الذي يعتقده اهل الاسلام وهذا الاعتقاد يجب ان يصان عما لا يجوز من ان هذه الاحاطة تستلزم حلول شيء من المخلوقات في ذات الله جل وعلا فان الله سبحانه وتعالى بائن من خلقه. فكما انه لا يحل في شيء من مخلوقاته فانه لا يحل فيه شيء مما مخلوقاته كما انه لا يجوز ان يعتقد انه لاحاطة الله جل وعلا بخلقه يعتقد او ان تعتقد كيفية له سبحانه وتعالى في ذاته بناء على هذه الاحاطة. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. اذا في هذا المقام لابد من تحقيق الايمان بثلاثة اشياء ان تحقق الايمان بعلو الله على خلقه وتحقق اه عليك ان تحقق الايمان باحاطة الله جل وعلا بخلقه وعليك ان تحقق الايمان لانه بائن سبحانه من خلقه. هذه ثلاثة امور لابد من الجمع بينها اخيرا وهي المسألة السابعة المتعلقة بقول المؤلف رحمه الله وقد اعجز عن الاحاطة خلقه الله جل وعلا يحيط بخلقه ولا يحيط به احد سبحانه وتعالى. وهذا عام في كل شيء فالعباد لا يحيطون به علما سبحانه وتعالى ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ولا يحيطون باسمائه وصفاته فهم قد علموا شيئا وجهلوا اشياء كثيرة تتعلق باسماء الله عز وجل وصفاته وهم لا يحيطون بكيفية ذاته وصفاته سبحانه وتعالى كما انهم لا يحيطون بحكمة الله جل وعلا فهم ان علموا شيئا من حكمة الله فانهم جاهلون باشياء كثيرة تتعلق بحكمة الله وهم ايضا لا يحيطون بالله جل وعلا رؤية فاذا شاء الله جل وعلا ان يراه عباده فانهم لا يحيطون به رؤية لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار لا يحيطون بعظمة الله جل وعلا فمهما علمت واعتقدت من عظمة الله سبحانه وتعالى فاعلم انك ما احط علما بعظمة الله فشأن الله في عظمته اكبر واكبر والعلم عند الله جل وعلا اقف عند هذا الحد وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين