وان هذه صفة تقوم بذاته تبارك وتعالى ادلة كثيرة وهي تبلغ مبلغا كبيرا جدا اذا نظر في تلك الادلة وجد ان متعلقات محبة الله سبحانه وتعالى متعددة الادلة قد دلت من عبودية المسلم لربه اذا ذهبت محبته لربه ماذا بقي ان الاله هو الذي تألهه القلوب محبة واجلالا تعظيما وخوفا ورجاء اذا كان الانسان لا يحب ربه ما معنى هذه العبودية بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة ونقول ان الله تعالى اتخذ ابراهيم خليلا. وكلم موسى تكليما. ايمانا وتصديقا وتسليما الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد هذه الجملة كلامي طحاوي رحمه الله تشتمل على مسألتين الاولى ان الله جل وعلا اتخذ ابراهيم خليلا الثانية ان الله جل في علاه كلم موسى تكليما ونحن معشر اهل السنة والجماعة نعتقد هذين الامرين وهاتان المسألتان سبق شيء يتعلق بهما فيما مضى من كلام المؤلف رحمه الله اما مسألة المحبة فحين ذكر المؤلف رحمه الله ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم حبيب رب العالمين مسألة الكلام سبق شيء يتعلق بها في كلام المؤلف رحمه الله حينما قرر ان القرآن كلام الله ومع ذلك فثمة مسائل يمكن ان تضاف الى ما سبق نستعين بالله جل وعلا مدارسة ذكر المؤلف رحمه الله وما يمكن ان يستفاد مما ذكر فاما قوله رحمه الله ونقول معتقدينا مسلمين مؤمنين ان الله جل في علاه اتخذ ابراهيم خليلا وهذه القطعة من كلام الشيخ رحمه الله يتعلق بها اه مسائل ستة مسائل المسألة الاولى ان ما ذكر رحمه الله فيه شيء يتعلق بباب الايمان بالصفات شيء يتعلق بباب النبوات اما ما يتعلق بباب النبوات وهو اثبات فضيلة عظيمة لابراهيم عليه الصلاة والسلام حيث ان الله جل في علاه اتخذه قليلة وهذه الجملة قد جاءت في كتاب الله سبحانه وتعالى وقال سبحانه ومن احسن دينا ممن اسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة ابراهيم خليلا واتخذ الله ابراهيم قليلة وهذه منقبة عظيمة لنبي الله ابراهيم خصه الله جل وعلا بان كان خليل الله وبان كان خليل الرحمن فانه يوصف بهذا عليه الصلاة والسلام كما ثبت في الصحيحين في حديث الشفاعة ان الناس اذا ذهبوا الى ادم عليه السلام هكذا جاءت الرواية هنا انهم اذا ذهبوا الى ادم عليه السلام فيعتذر ويقول عليكم بابراهيم فانه خليل الرحمن في الرواية الاخرى فانه خليل الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام خصه الله عز وجل في هذه المنقبة العظيمة التي لم يشاركه فيها احد فيما نعلم الا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم سيأتي التنبيه على ذلك ومن اللطيف الذي يذكر في هذا المقام ما اخرج البخاري رحمه الله في صحيحه ان معاذا رضي الله عنه حين ارسله النبي عليه الصلاة والسلام الى اليمن صلى بهم صلاة الصبح فقرأ هذه الاية واتخذ الله ابراهيم خليلا فقال رجل من القوم قرت عين ام ابراهيم ماذا قال قرة عين امي ابراهيم وحق لها اذا كان قد بلغها ذلك فلا شك انه ستقر عينها لذلك المقصود ان هذه فيها منقبة عظيمة ابراهيم عليه الصلاة والسلام المسألة الثانية قليل بمعنى مفعول كما تقول حبيب بمعنى محبوب والخلة هي خالص المحبة ومنتهاها واعلى درجاتها ولذلك قالوا ان الخليل هو الحبيب الذي ليس في محبته خلل عليه فان الله سبحانه وتعالى قد احب عبده ونبيه ابراهيم عليه الصلاة والسلام محبة عظيمة جدا خصه بها دون سائر الناس الا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم كما قدمت هذا هو معنى الخليل اتخذه الله خليلا اي احبه محبة عظيمة المسألة الثالثة ان في كون الله جل وعلا ان كونه اتخذ ابراهيم خليلا فيه اثبات صفة المحبة لله جل وعلا وذلكم ان المحبة اخص من ان الخلة اخص من المحبة واذا ثبت الاخص ثبت الاعم ولا عكس اذا ثبت ان الله جل وعلا قد اتخذ ابراهيم خليلا. اذا هو سبحانه وتعالى متصف بصفة المحبة الادلة على ثبوت صفة المحبة ادلة كثيرة جدا النصوص قطعية لاثبات ان الله سبحانه وتعالى يحب كما جاءت بانه سبحانه وتعالى يحب من ذلك هذه الاية من ذلك قوله تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ومن ذلك اخباره سبحانه وتعالى انه يحب المحسنين وانه يحب المتقين وانه يحب التوابين والمتطهرين وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف المقصود ان الادلة التي دلت على اثبات محبة الله سبحانه وتعالى على ان الله سبحانه يحب اعمالا يحب ذواتا ويحب صفات ويحب ازمنة ويحب بقاعا الى اخر ما جاء في النصوص واعظم تلك المتعلقات محبته سبحانه لذاته ولصفاته ولمقتضيات صفاته ومما يدل على هذا ما ثبت في صحيح مسلم من قوله صلى الله عليه وسلم ان الله جميل يحب الجمال ومن ذلك قوله ايضا كما في صحيح مسلم ان الله وتر يحب الوتر ومن ذلك ايضا ما ثبت عند الترمذي وغيره انه قال عليه الصلاة والسلام ان الله اللهم انت اللهم انك عفو تحب العفو اعفو عني قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق اذا كانت هذه محبته لصفاته فاذا كانت هذه محبته لصفاته التي تقوم بذاته فكيف بمحبته لذاته انتهى كلامه رحمه الله اذا نعتقد بان متعلقات محبة الله سبحانه وتعالى كثيرة ومن فروع الكلام عن صفة المحبة ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان هذه الصفة صفة اختيارية متعلقة بمشيئة الله سبحانه وتعالى ويدل على هذا ما بين ايدينا من هذه الاية وهو يقول سبحانه واتخذ الله ابراهيم خليلا وكونه اتخذ ابراهيم دليل على ان الله سبحانه وتعالى نقوم بذاته صفات متجددة وان هذه الصفة ليست صفة ذاتية قائمة بذات الله سبحانه وتعالى لان هذا يقتضي ان لا يكون لقوله اتخذ معنى وكذلك ان هذه المحبة كانت قبل ان يوجد ابراهيم عليه الصلاة والسلام وظاهر النص ان الله سبحانه وتعالى احب ابراهيم هذه المحبة العظيمة بعد وجوده وليس قبل وجودي دل هذا على قيام الصفات الاختيارية الله سبحانه وتعالى المسألة الرابعة ينبغي ان يلاحظ عند الكلام من صفة المحبة امران الاول لزوم النص والثاني لزوم الادب اما لزوم النص يقف الانسان في اعتقاده عند حدود ما ورد ولا يضيف من عنده شيئا المقام ليس مقاما اجتهاديا انما المقام مقام توقيفي نقول بما دلت عليه النصوص والنصوص انما دلت على اثبات صفة المحبة لله وعلى اثبات صفتين المعلوم في لغة العرب انهما من درجات المحبة وهما الود والخلة اما الود فانه صفو المحبة الله سبحانه وتعالى بالود واسمه الودود وهو الغفور الودود. سيجعل لهم الرحمن ودا الله سبحانه وتعالى ودود واكثر العلماء على ان هذا الاسم على صيغة اسم الفاعل فهو يود سبحانه من شاء ان يود والاقرب طائفة من المحققين انه يشمل الامرين اسم الفاعل واسم المفعول وهو ودود بمعنى محب ودود بمعنى انه يحب سبحانه وتعالى على نحو ما قال سبحانه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه كذلك قوله سيجعل لهم الرحمن ودا فيحبهم ويجعل محبتهم في قلوب الناس صفة اه الثانية وهي في المجموع الثالثة يعني المحبة والود والخلة هي ما سبق ان سمعت فنقف عند ذلك ولا نزيد عليه من عندنا شيئا من درجات المحبة بخلاف ما ثبت واما لزوم الادب فان في اثبات درجات خلاف هذه المحبة اقول فيه ما فيه من مجاوزة حد الادب مع الله عز وجل ان يوصف بالصبابة او التتيم او العشق او الهوا الله عن ذلك فان الناظر في المعاني التي ذكرها العلماء في هذه الصفات يجد انها شيء لا يليق بالله سبحانه وتعالى ان يكون فيها شيء من الفساد في التصور او الفساد في الفعل او انه يخالط هذه الصفة ما يخالطها مما لا يليق بالله سبحانه وتعالى لاجل ذلك ليس للعبد ان يضيف لله سبحانه وتعالى شيئا من هذه الصفات كما انه ليس له ان يتوجه لله سبحانه وتعالى بهذه الصفات ان يقول انسان انني اعشق الله او يتسمى بعاشق الهي كما بعض الناس او يقول عاشق الله لا يجوز النظر في معنى العشق يجد انه شيء لا يليق الى ان يوصف الله به ولا ان يتوجه العبد به الى ربه سبحانه وتعالى المسألة الخامسة الناس في اثبات صفة المحبة لله جل وعلا ثلاثة اقسام القسم الاول الذين اثبت المحبة من طرفيها هم يعتقدون ان الله جل وعلا يحب كما انه يحب وهذا الذي عليه الانبياء واتباعهم واهل السنة والجماعة قاطبة ولا احد يخالف في اثبات هذه المحبة من طرفيها والقسم الثاني هم الذين نفوا المحبة من طرفيها عند هؤلاء الله جل وعلا لا يحب كما انه سبحانه لا يحب هذا المذهب اقبح المذاهب واشنعها ماذا بقي ماذا بقي له منها يا الله العجب من هذه النفوس الغليظة وهذه القلوب القاسية كيف تجرؤ على ان تقرر انها لا تحب ربها انما المحبة تتعلق في انعامه بفضله بثوابه بجنته اما ان يحب هو سبحانه وتعالى يقولون له ولولا ان كثير من هؤلاء يتناقضون ويقررون بالسنتهم وباقلامهم ما تكذبه قلوبهم والا لكانوا في حقيقة الامر زنادقة ليس لهم من الايمان نصيب لكن من رحمة الله بهم انهم يقررون اشياء ولكن حالهم وواقعهم بخلافه يقع في نفوس كثير منهم محبة لله جل وعلا على ان كل من وقع وتلوث لوثة التجهم فان نقص الايمان والتوحيد ملازم له هذا الذي يعرف من حالهم صدق شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله حينما قال في بيان التلبيس واظنه في المجلد الرابع قال انك لا تجد من فيه شعبة من التجهم الا وفيه من نقص التوحيد والايمان بحسب ذلك اذا عظم وفحش تجهمه فان نقص الايمان والتوحيد عنده شيء عظيم لربما فقد اصل ذلك عياذا بالله المقصود ان هذا مذهب في غاية ما يكون من الشناعة قد قال به من قال من الجهمية المعتزلة وبعض الاشاعرة ايضا البعض بل قال بهذا بعض ائمتهم الكبار تجرأ على ان تفوه بهذا. الله لا يحب والله ايضا لا يحب واما القسم الثالث هم الذين اثبتوا المحبة من طرف واحد قالوا ان الله جل وعلا يحب لكنه لا يحب وهؤلاء التبس عليهم الامر اه اشتبه بسبب بعض الشبهات الفاسدة التي قرروها ومن اشهر ما قيل في هذا شبهة الشبهة الاولى هي زعمهم ان المحبة لابد فيها بين ملائمة ومواءمة ومناسبة بين المحب والمحبوب ولا مناسبة ولا ملائمة ولا موائمة بين القديم والمحدث وهذه اه شبهة ساقطة نرد عليها من اوجه عدة لكني سأجتزئ في ثلاثة اوجه الوجه الاول عدم التسليم اين الدليل من الشرع او من العقل او من العرف ان المحبة لابد فيها من مناسبة او مشابهة او ملائمة المحبي ومحبوبه فها هو الانسان يحب اشياء كثيرة من اطعمة واشربة والبسة اين المناسبة بينه وبينها هذا النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري وغيره من حديث عائشة رضي الله عنها كان يحب الحلوى والعسل اليس كذلك اين المناسبة وعند ابن ماجة من حديث انس انه كان يحب الدباء صلى الله عليه وسلم اين المناسبة وعلى هذا امثلة كثيرة في السنة وفي واقع الناس هذا شيء لا يشحت العجيب في حال القوم انه يقررون قواعد بلا اي اساس علمي ثم يجعلونها مسلمة لا تقبل النقاش ومن ها هنا اتوا وهذا ما ينبغي ان يلحظه السني وهو انه دائما يركز الاسس والاصول التي يبنون عليها اقوالهم انك ان تأملتها وجدتها في الغالب اسسا لا دليل عليها الامر الثاني او الجواب الثاني ان يقال او ان يجابوا بالالزام الالزام بشأن الارادة فان كثيرا من هؤلاء المنكرين قيام صفة المحبة بالله سبحانه وتعالى يثبتون الارادة له فنقول انتم ملزمون في الارادة في نظيري ما قلتم في المحبة اذا كان لا بد من مناسبة بين المحب ومحبوبه فلابد ايضا من الملازمة بين المريدي والمراد فان قالوا انه لا تلازم بينهما ولا دليل على هذا لا دليل على انه لابد من المناسبة بين المريد والمراد فاننا نقول وكذلك الشأن في المحبة والا ابرزوا لنا فارقا واضحا بدليل صحيح بين المقامين الامر الثالث او الجواب الثالث هو ان نسلم لهم جدلا نقول سلمنا جدلا انه لابد من مناسبة بين المحب ومحبوبه فاننا نقول المناسبة هنا حاصلة فان الله سبحانه وتعالى اذا احب عبده المتقي المتقي والمحسن المتطهر فانه سبحانه هو الذي خلقه وهو الذي خلق فعله المناسبة ظاهرة وهي كون هذا مخلوقا وفعله مخلوق اذا مناسبة ايش حاصلة فلا اشكال اذا في اثبات المحبة آآ لله سبحانه وتعالى اما الشبهة الثانية ما هي زعمهم ان المحبة ميل للقلب وتوقان منه للمحبوب وهذا شيء من صفات المحدثين محدث المخلوق والذي له قلب وهو الذي يميل قلبه ويتوق الى محبوبه مثل هذا ينزه الله سبحانه وتعالى عنه والجواب عن هذا من اوجه عدة الوجه الاول ان نقول هذا الذي وصفته هل هو محبة هل هو المحبة من حيث هي ان هذا الذي قلتم هو القدر المختص بالانسان ما رأيكم يا جماعة هل هم الان عرفوا القدر المشترك عرفوا القدر المميز المختص الانسان الحقيقة انهم عرفوا القدر المختصة بالانسان بناء عليه اننا نقول نظركم نظر خاطئ. هو السبب في ضلالكم في كثير من مسائل الصفات انكم اذا جئتم اليها سبق ذهنكم الى القدر المختص بالمخلوق هذا لا يجوز ان العقلاء يدركون ان الصفة يلزمها لوازم بحسب محلها كل صفة اذا قامت بمحل انها انه يلزمها لوازم بحسب قيامها بهذا المحل ولا يلزم ان تكون كلما قامت بمحل ان تكون فيها تلك اللوازم التي كانت في محل معين وهذه مسألة سبق الحديث فيها مرات اذا المحبة التي تقوم بذات الله سبحانه وتعالى ليست من اه ليست كمحبة المخلوق الله جل وعلا له من الصفات ما يليق بكماله وجلاله على حد قوله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير اه الزعم ان المحبة يلازمها هذا الذي ذكره سهم غير صحيح يدل على هذا الوجه الثاني وهو ان يقال قال الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه عن جبل احد انه يحبنا ونحبه والسؤال اين قلب جبل احد مكانه في اي قطعة من الجبل كائن هذا القلب يميل لانه قال ايش يحبنا ونحبه. وهذا الحديث يصلح اه الجواب عن جهتين. اولا من مسألة المناسبة فها هنا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اخبر انهم يحبونه وهو ها وهو جبل طيب والوجه الثاني اننا نقول هذا الجبل قد احب اين قلبه ان كنتم مسلمين للنص مصدقين لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلا جواب لكم الا ان تقولوا ان محبة جبل احد تليق به وليست كمحبة الانسان اليس كذلك فنقول يا لله العجب! هذا مخلوق وهذا مخلوق ونحن والجبل مشتركات في صفة المخلوقية صح ولا لا؟ نحن مخلوقون وهو مخلوق. ومع ذلك ما اتفقت محبتنا ولا تماثلت محبتنا ومحبته كيف بين الخالق المخلوق سبحانه على هذا اشياء كثيرة ينكرونها تتعلق بصفات الله سبحانه وتعالى وما انكروها الا لهذا الخلل المنهجي الذي وقعوا فيه انهم نظروا جزئيا وحكموا كليا وهذه معضلة عند اهل البدع قاطبة الوجه الثالث للرد هو الالزام بصفة الارادة وكثير من هؤلاء المنكرين يثبتون الارادة لله سبحانه وتعالى يقولون ان الله تعالى يريد فنقول على سبيل التنزل الارادة ميل القلب وكل جواب تجيبون به على ايرادنا هو جوابنا عليكم في قولكم ان قلتم ان ارادة الانسان هي ميل القلب واما الله جل وعلا فله ارادة تليق به فنقول وكذلك الشأن وكذلك الشأن في المحبة ثم انك يا رعاك الله اذا تأملت تأويلاتهم لنصوص المحبة التي تدل على ان الله جل وعلا يتصف بالمحبة نجد انهم او تجد انه تدور تأويلاتهم اما على الثناء والمدح او يعني يحب الله يحب بمعنى يثني ويمدح او يحب يعني يريد الثواب يحب يعني يريد الثواب او انهم يأولون المحبة بالارادة فاما ان يقولوا هي الارادة واما ان يقولوا هي ارادة الثواب او ارادة الانعام او يقولون ان المحبة هي الثناء والمدح فنقول انتم ما صنعتم شيئا اليس كذلك لانكم اذا كنتم فررتم من اثبات المحبة فررتم من التشبيه في اثبات المحبة فانكم وقعتم في التشبيه في هذه هؤلاء يا جماعة بمعنى اذا قالوا ان المحبة من صفات المخلوقين ونحن نفر من التشبيه فنقول انتم اثبتت انتم اثبتم الثناء. ونحن ما شاهدنا من يثني الا وهو مخلوق ولا شاهدنا من يثيب او من يريد الاثابة او من يريد مطلقا الا وهو الا وهو مخلوق هذا الذي شاهدناه. صح ولا لا اذا كنتم فرطتم من تشبيه الواقع انكم وقعتم في مثله فما صنعتم شيئا الا انتهاك حرمة النصوص فان قالوا ان ثناء الله ليس كثناء المخلوق واثابته او ارادة اثابته ليست الذي يكون او كالتي تكون من المخلوق فاننا نقول وكذلك محبته سبحانه وتعالى. فسلموا واذعنوا ان هذا خير لكم المسألة السادسة زعمت طوائف من الجهمية والمعتزلة ان قوله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا كلمة خليل هي من الخلة وليست من الخلة من الخلة بمعنى والفقر والحاجة وليست ها الخلة وعليه سيكون معنى قوله سبحانه واتخذ الله ابراهيم خليلا جعله فقيرا محتاجا اليه واتخذ الله ابراهيم خليلا ايش جعله فقيرا محتاجا اليه ما رأيكم اه الحقيقة ان هذا اه التأويل طويل باطل لا شك في بطلانه القوم وهذه قضية لابد ان اتسع لها صدرك يا ايها السني وهي ان للقوم آآ ان للقوم حججا وشبها فلا بد ان تكون متسلحا بجوابها وكذلك عليك ان توطن نفسك على ان لا تفجعك ولا تصيبك الدهشة سبب ما يسوقون من استدلالات فانك ان اعطيت نفسك حظها من التأمل بعد ان تستعين بالله جل وعلا انك ستجد ان كل ما خالف ما عليه اهل السنة والجماعة انما هو حجج ساقطة يحتج على زعمهم هذا بان الخليل قد جاء في النصح قد جاء في لغة العرب انه يطلق على الفقير استدلوا على هذا بقول زهير ابن ابي سلمة بيت او في قصيدة يمدح فيها اه احد ممدوحيه اظنه هرم ابن سيناء اظنه هرما ابن سنان قال وان اتاه خليل يوم مسألة يقول لا غائب ما لي ولا حرم يقول لا غائب ما لي ولا حرموا هنا يقول وان اتاه خليل قالوا هنا الخليل بمعنى الفقير الخليل اذا يأتي بمعنى الفقير فلنحمل الاية على ذلك فنقول اتخذ الله ابراهيم خليله اي جعله فقيرا محتاجا الى ربه واعجبتني جملة ذكرها الكرجي القصاب رحمه الله في تفسيره النكت قال ولا تجد هؤلاء المساكين يتعلقون بشيء من اللغة الا وقد اتوا بما هو افظع مما قالوه هذه الجملة او جملة نحوه المقصود ان هذا الذي ذكره باطل ظاهر البطلان يدل عليه جواب مختصر وهو ان يقول اي فائدة لو كان معنا خليل هنا هو الفقير المحتاج اي فائدة واي ميزة امتاز بها ابراهيم عليه الصلاة والسلام ان ينوه الله بشأنه ويثني عليه بانه اتخذه خليلا كونه الانسان فقيرا الى الله عز وجل هذا شيء كثير في النفس صح ولا لا بل كل العباد كل الناس فقراء الى الله يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله بل حتى من الكافرين من يظهر احتياجا عظيما وفاقة كبيرة لربه سبحانه. اليس كذلك بل حتى من الحيوانات من يظهر افتقاره الى الله سبحانه وتعالى اذا اي ميزة واي خاصية لابراهيم عليه الصلاة والسلام هذا شيء اه جاء في مقام المدح والثناء هو شيء اختص به ودلت الادلة على انه شيء خص الله به ابراهيم عليه الصلاة والسلام اي فائدة من ان يثنى عليه بانه فقير محتاج الى الله جل وعلا لا يمكن ان يأتي الادلة ويا لله العجب هل خالد القسري حينما قتل جعدا وبين انه انكر ان يكون الله اتخذ ابراهيم خليلا كان الجعد منكرا وهو اخوكم ها هل كان منكرا ان يكون ابراهيم فقير محتاجا الى ربه جيبوا يا جماعة لا والله حينما كان ينكر قيامه صفتي المحبة وان يكون الله اتخذ ابراهيم خليلا حقا وصدقا هذا الذي انكره وهذا الذي قتل عليه فهو اول من عرف بانكار هذا هو انكار الكلام لله سبحانه وتعالى فيما نعلم من تاريخ المسلمين فاستحق ان يقتل على الردة دل هذا على ان هذا الذي ذكره غير صحيح البتة وكل من له ذوق واشراف على كلام الله سبحانه وتعالى اهل العلم المفسرين كتاب الله جل وعلا يقطع ان هذا الذي قالوا باطل لا شك فيه اما استدلالهم بيت زهير الجواب عنه من وجهين الوجه الاول من يقال وما المانع ان يكون الخليل ها هنا بمعنى الحبيب ما الذي يمنع وين اتاه خليل يحبه وصديق يخالله في يوم مسألة او يوم مسغبة انه يبذل له ما له ولا يتعذر ولا يقول مالي غائب او انه ممنوع عليه غائب ما لي ولا حرم ما المانع؟ هل هناك شيء يمنع هذا؟ لا شيء يمنع من ذلك سقط بهذا استدلالهم الوجه الثاني ان نسلم لان الخليل ها هنا بمعنى الفقير فكان ماذا الفقير هنا بمعنى الخليل فهل يلزم ان يكون الخليل في اي موضع يرد هو بمعنى الفقير هل يمكن ان يكون ذلك كذلك هل يمكن ان نقول او هل يمكن ان يقولوا ان الخليل في قول الله جل وعلا ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني اتخذ فلانا قليلا هل يمكن ان يقولوا ان الخليل هنا بمعنى الفقير يندم على انه جعل فلانا فقيرا محتاجا اليه لانه بهذا اضله عن الذكر بعد اذ جاءه هل يمكن ان يقولوا هذا هل السياق نساعدهم على هذا يا جماعة؟ اجيبوا لا والله. ولا قال احد من اهل العلم ولا قال احد من اهل الجهل في هذا الامر اذا كون الكلمة اذا دلت على معنيين لا بد ان تحمل على احدهما هذا في الحقيقة تحكم منهم ولا يسوقهم اليه الا اهواءهم والا فانهم لو نظروا الى السياق لوجدوا انه يستحيل ان يحمل قوله تعالى واتخذ الله ابراهيم خليلا على ذلك وما قادهم الى هذا الا فرارهم من اثبات صفات الله جل وعلا لا يعدون على الجري على قاعدتهم التي هي واقعهم ان القوم يعتقدون ثم يستدلون يعتقدون عقائد من غير طريق الادلة ثم بعد ذلك ينظرون الادلة فيؤولون ويتحكمون فيها وفق اهوائهم وهذا كثير في تصرفاتهم اظن اني اشرت الى شيء من هذا فيما سبق انظر مثلا الى انكارهم صفة اليد لله سبحانه وتعالى وكيف انهم تأولوا ما جاء في اثباتها لله سبحانه اول ذلك بانه القدرة او انه النعمة لماذا؟ قالوا لانه جاء عن العرب اطلاق اليد بهذا المعنى اذا نحن نحمل ما جاء في اضافة اليد الى الله سبحانه وتعالى على ذلك هكذا المسألة متى ما وجدوا اي شيء يتشبثون به فانهم يسارعون الى اه الاخذ به وتقريره واشاعته كأنما ظفروا بالحجة الغالبة ونقول ان السياق لا يساعد على ذلك والا فانتم ملزمون في قول الله جل وعلا والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما تحمل اليد هنا على القدرة او النعمة وانظروا عاد كيف ستقطعون القدرة على السارق هو السارق السياق يا اخوة التأمل فيه لمن انصف يجعل الكلام نصا في المعنى يعني افادة النصية في الكلام بحيث لا يحتمل الكلام غيره ليست راجعة الى المعنى معنى المفردة فحسب بل اهل السنة يلاحظون الامرين يلاحظون الى معنى المفردات يلاحظون معنى المفردات ويلاحظون ايضا السياق متى ما جمعت بينهما تبأيا تبين لك المراد بفضل الله سبحانه وتعالى. على كل حال كلمة الخليل هنا على معنى الفقير اه في الحقيقة يعني حمل باطل واحسن ابن قتيبة في مناقشة ذلك في تأويل مشكل القرآن وكذلك الكرجي القصاب في تفسيره اه ممن اشار الى ضعفي هذا التوجيه ايضا شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاجه السنة ونقل ايضا ان كنتم تذكرون في الحموية عن ابن خفيف ان هذا من تأويلات الجهمية الذين حضروا الحموية لعلهم يذكرون ان هذا من ضمن ما نقله شيخ الاسلام رحمه الله عن ابن خفيف من انه تأويل ثم نأتي الى نضيف مسألة سابعة لتتم بها المسائل المستفادة من قول المؤلف رحمه الله نقول ان الله اتخذ ابراهيم خليلا هذه المسألة هي اننا نعتقد كما اعتقدنا ان الله جل وعلا اتخذ ابراهيم قليلا بدليل القرآن اننا نعتقد ان الله اتخذ عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم قليلا ايضا بدليل السنة ففي صحيح مسلم من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا اذا الخلة من الله سبحانه وتعالى فيما نعلم انما تعلقت بهذين العبدين والرسولين الكريمين صلى الله عليهما وسلم محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما قد اه اختصهم الله سبحانه وتعالى في هذه منقبة العظيمة ان الله جل وعلا اتخذهما وان كان حظ نبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الخلة لا شك اعظم ان مجموع الادلة يدل على ان رتبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم اشرف وارفع هذا مما لا خلاف فيه بين المسلمين كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم قد اتخذ ربه خليلا الخلة بالنسبة له صلى الله عليه وسلم ثابتة من الطرفين اتخذه سبحانه خليلا وهو اتخذ ربه جل وعلا قليلة ثبت في البخاري من حديث ابي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت ابا بكر ايش قال لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت ابا بكر اذا نبينا صلى الله عليه وسلم قد اتخذ ربه خليلا كانت محبته بربه سبحانه وتعالى محبة عظيمة جدا وهذه المرتبة يا اخوتاه من الناس مرتبة لا تقبل المشاركة الخليل في الناس اذا اتخذه احد فلابد ان يكون واحدا لان الانسان يستغرق بمحبته له وهكذا كان شأن نبينا صلى الله عليه وسلم كان يحب كثيرا من الناس اليس كذلك؟ كان يحب صاحبه ابا بكر وكان يحب عائشة رضي الله عنها وكان يحب اشياءه اخرى لكنه ما اتخذ خليلا الا ربه سبحانه وتعالى ولو كان سيتخذ غيرة لاتخذ ابا بكر رضي الله عنه وهذا حديث متواتر جاء في الصحيحين وغيرهما من احاديث جماعة من الصحابة لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابا بكر خليلا. ولكن صاحبكم خليل الله دل هذا على ان الخلة كانت ثابتة للنبي عليه الصلاة والسلام من الطرفين ولازم الخلة من العبد لربه كمال عبوديته له كملت محبته لربه عبوديته له ولازم الله سبحانه لعبده كمال ربوبيته له تكمن ربوبيته لمن اتخذه سبحانه خليلا من جهة كفايته وهدايته تسديده غير ذلك من معاني الربوبية ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ربنا وعزه ننتقل الى الشق الثاني في كلام المؤلف رحمه الله وهو قوله وكلم الله موسى تكليما وعندنا في هذا الموضع السنتان اه او ثلاثا عندنا مسألتان او ثلاث المسألة الاولى كما ان من اه الذي اختص به ابراهيم عليه الصلاة والسلام ان الله جعله خليلا له كان خليل الله وكذلك مما اختص به موسى عليه الصلاة والسلام من كان كليم الله وفي حديث انس السابق في الصحيحين حديث الشفاعة ان الناس اذا اتوا الى ابراهيم عليه الصلاة والسلام فانه يعتذر ويقول عليكم بموسى فانه كليم الله انه ايش سليم الله اذا مما اه خص الله عز وجل به هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام من كان كليم الله ومعنى ذلك انه كلمه بلا واسطة انه سبحانه بلا واسطة الادلة على هذا كثيرة منها قوله سبحانه وكلم الله موسى ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وناديناه من جانب الطور الايمن وقربناه نجية واذ نادى ربك موسى في ادلة كثيرة تدل قطعا على ان الله سبحانه وتعالى كلم عبده ورسوله موسى عليه الصلاة والسلام كلاما بلا واسطة قد سمعه موسى عليه الصلاة والسلام وفهمه بناء عليه اهل السنة والجماعة يقررون ان موسى قد كلمه الله جل وعلا بصوت سمعه وفهمه الله بصوت سمعه وفهمه لذلك يقول سبحانه امرا اياه فاستمع لما يوحى الاستماع لا يكون الا لصوت انه سبحانه قد ناداه والنداء لا يكون الا بصوت دل هذا على ان الله عز وجل كلمه بصوت لا كاصوات المخلوقين على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقد يقول قائل لماذا خص موسى عليه الصلاة والسلام بهذا الوصف من كان كليم الله مع ان الله جل وعلا قد اه دلت الادلة على انه كلم غيره والذي علمناه من ذلك انه كلم ادم عليه الصلاة والسلام وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة اه كذلك قال الله عز وجل له انبئهم باسمائهم الى اخرهم جاء عند ابن حبان من حديث ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل هل ادم نبي؟ قال نعم مكلم نعم مكلم فهو قد كلمه الله جل وعلا بلا واسطة وكذلك ثبت عندنا في احاديث المعراج ان الله سبحانه وتعالى سلم عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بلا واسطة اذا الله جل وعلا قد يكلم بواسطة وقد يكلم بلا واسطة قد يكلم بواسطة الملك الموكل بالوحي وهو ابراهيم وهو جبريل عليه الصلاة والسلام قد يكلم بلا واسطة كما كلم اه عباده موسى وادم ومحمدا صلى الله عليهما وسلم. اذا ما هي اه وما هو سبب تخصيص موسى عليه الصلاة والسلام بذلك مما قرره بعض اهل العلم في هذا المقام ان الخاصية لموسى عليه الصلاة والسلام ان الله كلمه بلا واسطة وهو في الارض موسى كان ايش في الارض فلا يعلم ان الله جل وعلا كلم احدا سلاما الى واسطة وهو في الارض الا موسى عليه الصلاة والسلام واما ادم محمد عليهما الصلاة والسلام فقد كلما السماء هذا الذي يبدو والله اعلم هنا فرق بين المقامين والعلم عند الله جل وعلا المسألة الثانية ان صفة الكلام اه ثابتة لله جل وعلا ثبوتا لا شك فيه ولا ريب والادلة على ذلك تبلغ مبلغا عظيما تبلغ المئات بل اكثر كلها تدل على ثبوت الكلام له والقول والحديث والمناداة والمناجاة وعلى انه سبحانه يقص وينبئ ويأمر وينهى الى اخر ما هنالك مما جاء الدليل عليه هذه قضية قطعية لا شك فيها ولا ريب ومن ذلك اعني من الادلة هذه اه الاية التي انتزع اه معناها المؤلف رحمه الله ها هنا حيث قال سبحانه وكلم الله موسى تكليما وهذه الادلة من اظهر الادلة واوضحها على ان الله تعالى يتكلم اذا شاء بكلام حقيقي ووجه ذلك اولا ان الله سبحانه اثبت لنفسه فعل التكلم والنصوص محمولة على ظاهرها اذا الله عز وجل تكلم حقيقة فكيف وقد اكد الفعل بالمصدر وتأكيد الفعل بالمصدر عند البلاغيين يذهب توهم المجاز اي ان يكون الكلام غير حقيقية بمعنى لو قال قائل كلمني فلان لا كان هناك مجال لاحتمال ان يكون قد ارسل له كتابا او ارسل له رسولا لكن ان قال كلمني فلان تكليما ها هنا انتفى هذا الاحتمال وكذلك الشأن في قوله وكلم الله موسى تكليما هذا التأكيد او هذا التوكيد للفعل المصدري ينفي توهم ان يكون كلام الله عز وجل لموسى نوعا من الالهام او الاشارة او غير ذلك من اه اسباب ايصال الكلام الامر ليس كذلك قطعا لانه قال وكلم الله موسى تكليما وبعض الناس نازع منازعة خاطئة في هذه القاعدة وهي ان الفعل اذا اه اكد بالمصدر فانه ينفي احتمال المجاز ولكن هذه المنازعة ليس لها وجه وقد احسن ما شاء الله ان يحسن ابن القيم رحمه الله في بدائل الفوائد حينما ناقش هذه المقالة مناقشة حسنة فليرجع اليها من شاء ما الفائدة مهما يكن من شيء فثبوت صفة الكلام لم يكن اه محصورا على هذه الاية وان كانت هذه الاية من اقوى الادلة على ثبوتي ان الله سبحانه وتعالى يتكلم بما شاء اذا شاء كيف شاء ولعلكم تذكرون ما سبق من تقرير مذهب اهل السنة والجماعة في مسألة الكلام اظن انني اشرت الى ان المؤلف رحمه الله قد وزع كلامه عن صفة الكلام في مواضع ذكر سابقا وها هو الان وسيذكر بعد عدة اسطر شيئا يتعلق القرآن وانه كلام الله انكار كونه مخلوقا وهذا مما اه عيبت به هذه اه الرسالة كونه كلام لم يكن صبا في محل واحد فيضطروا الشارح الى ان اه يعني ينوع الكلام والاحسن اه المتلقي ان يكون الكلام في موضع واحد حتى يستوعبه كاملا على كل حال اه اشير حولنا اشارة الى ان ثمة ادلة عقلية اه عاضدة للادلة النقلية التي دلت على ثبوت صفة الكلام يعني في هذه الصفة قد توارد دليل النقل والعقل على اثبات هذه الصفة العظيمة لله سبحانه وتعالى وهذا ايضا مما اشارت اليه الادلة النقلية الى ان الرب والاله الحق لابد ان يكون متكلما ويستحيل ان يكون غير متكلم ولذلك جاء التنبيه وجاء ارجاع الناس الى عقولهم في قضية اتخاذ العجل الم يروا انه لا يكلمهم يا لله العجب اي سخافة تلك التي كان عليها اولئك ان يتخذوا الها وهو لا يتكلم افلا افلا يرون ان لا يرجع اليهم قولا اذا هذا لا يصلح ان يكون الها الرب والاله الحق لابد ان يكون متكلمة اذا المسألة مسألة عقلية نقلية ولاهل السنة ادلة عقلية عدة اه على ادلة عقلية عدة على اثبات اه الكلام لله سبحانه وتعالى واشهر ذلك دليلان الدليل الاول ان الكلام صفة كمال في المتكلم ومن يتكلم اكمل ممن لا يتكلم والله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكمال اذا لابد ان يكون سبحانه متكلمة الوجه الثاني ان الله سبحانه لو لم يكن متكلما لاتصف بضد ذلك وضد الكلام الخرس والخرس افة ونقص فوجب تنزيه الله عز وجل عن ذلك فاذا انتفى الخرس عن الله ثبت انه متكلم لان الحي لا يخلو من الكلام او الخرس اذا انتفى الكلام ثبت الخرس منفي قطعا لانه نقص وافى والله منزه عن كل نقص وافى فاذا انتفى الخرس ثبت الكلام ولابد وهاتان طريقتان او حجتان عقليتان سلفيتان تكلم بهما السلف رحمهم الله بين ذلك علماء اهل السنة المحققون كشيخ الاسلام وغيره رحمه الله لعله يكون لنا شيء من الكلام ايضا حينما يتكلم المؤلف رحمه الله عن مسألة خلق القرآن لكني اود ايضا ان اشير الى ان اه معتقد اهل السنة والجماعة نلاحظ فيه امران اهل السنة اذا جاءوا يقررون ثبوت صفة الكلام وان الله عز وجل متكلم لابد ان يلاحظ في هذا امران الاول ان الكلام صفة قائمة بذات الله الامر الثاني ان الله تعالى يتكلم بمشيئته وقدرته من يعيدهما واحد هنا واحد ان الكلام صفة قائمة بذات الله. واثنان ان الله يتكلم بمشيئته وقدرته وباثبات هذين والجمع بينهما يتميز مذهب اهل السنة عن مذهب مخالفيهم فان من المخالفين من قال ان هناك كلاما ثابتا لله سبحانه وتعالى بل ربما قال بعضهم انه ثابت بمشيئته وقدرته ولكنه ليس قائما بذاته انما يخلقه في غيره كما قاله من قاله من المعتزلة ومن الناس من يقول ان الكلام قائم بذات الله وليس قائما في غيره ولكنه كلام ليس بمشيئته وقدرته انما هو معنى قديم قائم بذات الله كحياته عليه الاشاعرة والماتروريدية والكلابية وكلا المذهبين باطل ولا يتميز السني عن اهل الاهواء في هذه المسألة الا بان يجمع في اعتقاده بين هذين الامرين الاول ان الكلام قائم بذات الله والثاني ان الله يتكلم بمشيئته وقدرته وشيخ الاسلام له بحث نافع جدا في هذه المسألة لشرح الاصبهانية فمن شاء طلاب العلم ان يرجع اليه فليرجع اليه ثم ختم المؤلف رحمه الله كلامه بقوله ايمانا وتصديقا وتسليما. وما احسن هذا الختم وكأني بالمؤلف رحمه الله اشير اولا الى اننا معشر اهل السنة انما تناولنا هذه المسألة على محمل الايمان والتصديق والتسليم لانها قد وردت في الادلة فلا ريب عندنا ولا شك ولا تردد انما المقام عند اهل السنة في اثبات الصفات لله جل وعلا كهاتين الصفتين كذلك الشأن في بقية الصفات هي ان المقام عندهم مقام ايمان ويقين وانهم ثابتون على هذا الايمان وعلى هذا التسليم مهما شنع المشنعون فلا نزيل عن الله صفة ثبتت له لشناعة مشنع وكأني به ثانيا يشير الى ان اثبات الصفات من مقتضيات الايمان بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم فاذا كنت مؤمنا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم حقا اذا عليك ان تؤمن بكل ما جاء في الادلة اليست هذه الصفات اه قد قد جاءت اه في كتاب الله سبحانه وتعالى اذا انت لا خيار لك ان تؤمن وتسلم وتذعن بما جاء في النصوص وكأني المؤلف ثالثا اشير الى ان المقام في اثبات الصفات مقام ايماني وليس مقاما جدليا وانه مقام غيبي توقيفي وليس مقاما اجتهاديا فعلى المسلم ان يحتاط لنفسه وكأني به يشير ثالثا الى انه لولا ورود الادلة باثبات هاتين الصفتين وغيرهما لله جل وعلا ما كان لنا ان نحوم حول هذا الحمى العظيم وما كان لنا ان نخوض في هذا لكن لا مناص لنا ولا خيرة لنا الا ان نؤمن ونسلم بما ان الادلة قد دلت على اثبات هذه الصفات لله سبحانه وتعالى كأني به يشير رابعا واخيرا الى ان المخالفة في اثبات الصفات لله سبحانه وتعالى تقدح في ايمان العبد بل ربما نقضته اذا على الانسان ان يحذر ويتنبه وان يعلم ان وساوس النفوس ان نازعته في اثبات الصفات لله تبارك وتعالى فليعلم انه انما اوتي من نقص في ايمانه ليرجع الى نفسه من يحقق ايمانه وليعظم ربه انه حينها سيثبت لله ما اثبته لنفسه وينفي عنه ما نفى عن نفسه فما اوتي القوم الا من نقص في ايمانهم اذكرك بما قال شيخ الاسلام الرجل الخبير بمقالات القوم واحوالهم انك لا تجد احدا فيه شعبة من التجهم الا وفيه من نقص التوحيد والايمان بحسب ذلك اللهم انا نعوذ بك من الاهواء ونسألك الثبات على التوحيد والايمان والسنة الله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. السلام عليكم