بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وانفعه وانفع به يا رب العالمين قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين. ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين. وله بكل ما قاله واخبر مصدقين الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد هذه الجملة فيها مسألتان المسألة الاولى في قوله رحمه الله ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مصطلح اهل القبلة مصطلح معروف عند اهلي العلم والمراد به من اظهر الاسلام ولم يظهر ما يناقضه من كان كذلك فهو من اهل القبلة اهل القبلة من اظهر الاسلام ولم يظهر ما يناقضه هنا يكون من اهل القبلة وهذا الوصف مستفاد كما بين اهل العلم من قوله صلى الله عليه وسلم اخرج الامام البخاري في صحيحه من حديث انس رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من صلى صلاتنا استقبل قبلتنا وذبح ذبيحتنا كذلك المسلم له ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تخفروا الله في ذمته وكذلك هو مستفاد مما اخرج البخاري وايضا من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله ويصلوا صلاتنا ويستقبلوا قبلتنا ويذبح ذبيحتنا فاذا فعلوا ذلك حرم علينا دماؤهم واموالهم الا بحقها وحسابهم على الله واخرج البخاري رضي الله ورحمه الله ورضي عنه في صحيحه عن انس رضي الله عنه انه سئل ما الذي يحرم مال المرء ودمه وقال رضي الله عنه من شهد ان لا اله الا الله واستقبل قبلتنا وصلى صلاتنا وذبح ذبيحتنا كذلك المسلم لهما للمسلم وعليهما على المسلم اذا من هذه الاحاديث والاثار وما جاء في معناها استفاد استفاد اهل العلم مصطلح اهل القبلة وقد جاء هذا المصطلح بعينه بعض الاحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء عند ابن ابي عاصم في السنة عند غيره ايضا ولكني لا اعلم من هذه الاحاديث شيئا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن هذا ثابت عن بعض الصحابة قد اخرج ابو عبيد في كتاب الايمان ان انسا رضي ان جابرا رضي الله عنه سئل اكنتم تقولون في احد من اهل القبلة انهم كفار وقال رضي الله عنه معاذ الله والاثر صحيح كذلك روي هذا المصطلح او هذا الوصف عن علي رضي الله عنه فيما اخرج ابن ابي شيبة في مصنفه ثم كثر استعماله في طبقة التابعين والاثار في هذا كثيرة عن جمع منهم عمر ابن عبد العزيز والحسن وابن سيرين ابراهيم النخعي وغيرهم رحمهم الله ثم فشى بعد ذلك الى يوم الناس هذا اذا هذا عن اصل هذا الوصف اعني اهل القبلة المراد وعن المراد به اود ان انبه في هذا المقام الى ثلاثة تنبيهات التنبيه الاول انه انما سمي من اظهر الاسلام ولم يظهر ما يناقضه سمي هؤلاء يا اهل القبلة لان الصلاة شعار المسلمين ولانها اظهر العلامات الفارقة بين المسلمين وغيرهم ولاجل هذا كان من صلى ومن صلى فانه سيستقبل القبلة كان بفعله هذا متميزا عن غيره من اصناف البشري الضالين لاجل هذا قيل عن المسلمين الملتزمين او المظهرين لاسلامهم لانهم اهل القبلة وقد يعبر اهل العلم باهل الصلاة وهذا اصطلاح مرادف للاصطلاح السابق قد يقولون اهل القبلة وقد يقولون اهل الصلاة لذلك نجد من بعض او في بعض المصنفات مقالات الاسلاميين واختلافه المصلين هذا عن وجهي اطلاق او سبب اطلاق هذا الاصطلاح التنبيه الثاني ان اهل العلم غالبا ما يستعملون هذا المصطلح اه ثلاثة مقامات هذا هو الغالب قد يستعمل في غيرها لكن الغالب ان يستعملوا هذا المصطلح في هذه المقامات الثلاثة اولا في بيان ان اهل السنة والجماعة يحكمون في الاسلام لكل من اظهره ولو كان فيه فسق ولو كانت فيه بدعة غير مخرجة من الدين يبين اهل السنة في هذا فيقولون نعتقد ان اهل القبلة مسلمين كما ذكر رحمه الله ببيان الفرق بيننا وبين الوعيدية من الخوارج واضرابهم الذين يكفرون بغير مكفر مما دل الدليل على انه مقتض للكفر يعبرون بهذا المصطلح وان كل من كان من اهل القبلة ولو كان من الفساق ولو كان من المبتدعة انه محكوم له بحكم الاسلام وانه تجري عليه احكام الاسلام المقام الثاني وهو تابع للاول وملازم له وهو في بيان ان اهل السنة يجرين يجرون احكامهم ان اهل السنة يجرون احكامهم على الظاهر فمن اظهر الاسلام انهم يعاملونه بمعاملة المسلم ما لم يظهر منه ما يناقض اسلامه بما انه مظهر للاسلام نكلف للتنقيب عما وراء هذا الظاهر ستجرى على هذا المظهر للاسلام احكامه فتؤكل ذبيحته ويصلى خلفه يصح نكاحه وما الى ذلك من هذه الاحكام وهذا هو الذي قبله هو الذي يبدو انه كان مرادا الطحاوي رحمه الله في ايراده هذه الجملة ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين لا نكفر من كان مخالفا اه الاسلام مخالفة لا تقتضي كفره اهل المعاصي واهل البدع انما نحكم لهم بحكم الاسلام ونجري احكام الاسلام الظاهرة على من ظهر الاسلام ولم يأتي بما يناقض ذلك المقام الثالث الذي قد يستعمل اهل العلم هذا المصطلح فيه وفي بيان ما اتفقت عليه الفرق المنتسبة للاسلام لو اختلفت فيه يقول اهل العلم ان هذا مما اجمع عليه اهل القبلة في بيان انه شيء واضح في الاسلام بل من المعلوم من الدين بالضرورة حتى لم يخالف فيه احد ينتسب الى الاسلام وجوب الصلاة مثلا ووجوب استقبال القبلة ووجوب صيام رمضان ومشاكل هذه الاحكام الكبار هذه احكام توارد على اثباتها كل من كان منتسبا الى هذا الدين حتى من المبتدأة المبتدعة المنضوون تحت هذه الملة وليسوا من الفرق الخارجة عن الاسلام كلهم متفقون على مثل هذه الاحكام فيوضح اهل العلم ان اهل القبلة متفقون او مجمعون على كذا وكذا بيعني ان هذا ليس مما اختص به طائفة منهم او هذا مذهب من المذاهب انما هذا مما يجمع على على القول به الكافة من المنتسبين الى الاسلام او يكون هذا الاستعمال في مقام بيان الاختلاف فيما اختلفت فيه الفرق المنتسبة الى هذه الامة كما تجده في بعض كتب الفرق تجد انهم يقولون وهذه المسألة سواء كانت من مسائل المعاد او من مسائل النبوات او من مسائل القدر الى اخره. تجد انهم يقولون واختلف اهل القبلة في هذه المسألة فقال قوم بكذا وقال قوم بكذا الى اخره في الغالب ان الاصطلاح اهل القبلة يدور على هذه المقامات الثلاثة والعلم عند الله جل وعلا التنبيه الثالث وهو تنبيه مهم وهو ان على طالب العلم ان يتنبه ان من الناس من يستعمل هذا المصطلح مصطلح اهل القبلة في غير موضعه ربما كان مريدا ان يلبس الحق بالباطل ولربما استعمل في غير موضعه ولبس الحق بالباطل وان كان غير قاصد ذلك ان من الناس من يزعم ان من اظهر الاسلام وكان من اهل القبلة وصلى صلاة المسلمين انه مسلم مهما فعل حتى ولو بدر منه ما يقتضي ردته ويقول هذا من اهل القبلة اذا لا يجوز ان يعامل بما يستحقه شرعا من الحكم بردته مثلا اذا فعل ما يقتضي الردة يقول هذا من اهل القبلة ويستقبل قبلتنا ويصلي صلاتنا يأكل ذبيحتنا اذا علينا ان نكف عنه ولا نقابله بما يستحقه حتى ولو كان من عباد القبور حتى ولو كان مستهزئا بالله رسوله صلى الله عليه وسلم كان طاعنا في كتاب الله جل وعلا يجعلون هذا المصطلح جنة يدافعون بها عن هؤلاء الضالين الذين لم يعودوا لما وقعوا فيه من اسباب الردة لم يعودوا من اهل القبلة وهذا من أنواع التلبيسات التي تقع مع الاسف الشديد في هذه الايام يقال في بيان الحق في هذا الامر اولا اهل السنة والجماعة بحمد الله اهل علم واهل عدل وليسوا اهل تسارع غلو جهل وطيف ويسارعون الى تكفير من لا يستحق التكفير لانها شهوة في نفوسهم حالهم بحمد الله جانب في حال الوعيدية من الخوارج واضرابهم الذين يسارعون الى تكفير من لا يستحق التكفير هذا الباب منضبط بحمد الله عند اهل السنة والجماعة بضوابط مستفادة من الشرع ومع ذلك انهم يعتقدون ان من مقتضى تصديقهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وما انزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ان من مقتضى تصديقهم بذلك وايمانهم به ان يعتقدوا ما بين الله سبحانه وتعالى لهم فاذا بين الله لهم او بين رسوله صلى الله عليه وسلم ان هذا الحكم كفر وان من فعل كذا فهو كافر فان عليهم ان يعتقدوا ما بين الله سبحانه وتعالى تصديقا له اذا جاء في كتاب الله ان الاستهزاء بالله واياته ورسوله كفر فما الواجب على المسلم الذي يؤمن بكتاب الله ويصدق كلام الله اليس الواجب ان يصدق الله فيما قال لا شك ولا ريب هذا من مقتضى شهادته لا اله الا الله. ومن مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناء على هذا فان اعتقاد كفر من كفر الدليل الواضح الجلي من الكتاب والسنة هذا من مقتضى الايمان والتصديق هذا من الامر الذي لا بد من التذكير به اولا ثانيا ان حكم اهل القبلة او ان الحكم على اهل الاسلام بالاسلام ليس هذا حكما غير قابل للتغير ان هذا الحكم ثابت متى ما لم يرد عليه ما ينقضه نبينا صلى الله عليه وسلم اخبر كما في صحيح مسلم ان الرجل يصبح مؤمنا ويمسي كافرا او يمسي مؤمنا ويصبح كافرا. اذا هذا الحكم قد يطرأ عليه ما يجعله حكما باطلا. وجوده كعدمه ولو تسمى به صاحبه اذا وجد المقتضي له وهو سبب من اسباب الردة عياذا بالله ربنا سبحانه وتعالى قد بين ان حكم الاسلام ينتقض قال جل وعلا ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر اولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة. واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون هذا كلام الله جل وعلا اذا من كان مسلما وثبت على هذا الاسلام ولم يأتي بما يناقضه فذاك الذي يحكم عليه بحكم الاسلام اما ان اظهر وتبين من حاله وقوعه في ناقض من نواقض الاسلام فان هذا المصطلح وان هذا الوصفة يزول عنه وهو كونه من اهل القبلة او كونه من المسلمين والمسألة في هذا اوضح من ان توضح الادلة عليها متواترة مجمع اهل السنة والاتباع قائم في ذلك بلا ريب قائم بذلك بلا ريب الامر الثالث ان المراد بتقرير اهل السنة اهل قبلتنا مسلمون ينبغي ان يلاحظ فيه انه مقيد لا مطلق بمعنى هو مقيد بالتزامهم بالاسلام هذا تأكيدا وتوضيحا لما بينته في الفقرة الماضية من ثبت على هذا الدين التزم به ولم يأتي بما يناقضه انه حينها يستصحب فيه وصف اهل القبلة ولذلك انظر الى ما قال الطحاوي رحمه الله. ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين وله بكل ما قاله واخبره المصدقين اذا هذا قيد لابد من استصحابه في وصف اهل القبلة كل اهل العلم من اهل السنة والتوحيد متفقون على هذا القيد وان هذا الوصف ليس وصفا مطلقا وليس كل من صلى صلاتنا مهما فعل ومهما اتى ولو اتى بالردة وما يقتضي الكفر ان هذا الوصف اصبح ضربة لازب له معنى انه لا يتعدل ولا يتغير حكمه الامر ليس كذلك البتة ولذلك انظر فيما سمعت سابقا حديث انس رضي الله عنه الماضي قال صلى الله عليه وسلم امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله يصلوا صلاتنا الى اخره اذا لا بد من قول لا اله الا الله وفي اثر انس الذي سمعته من شهد ان لا اله الا الله اذا هذا هو الامر الاساس وهذا الذي يبنى عليه كل ما سواه ليس بخاف عنك ان كلمة التوحيد لا اله الا الله ليست كلمة تقال باللسان فحسب انما هي كلمة تقال باللسان ولها قيود ثقال لابد من الاتيان بها والا لم ينتفع بها صاحبها ومن قيود وشروط الانتفاع بلا اله الا الله القبول والانقياد لابد من قبول وانقياد بكلمة التوحيد وما دلت عليه منذ النطق بلا اله الا الله والى اخر عمر الانسان ليس الامر مقيدا عند ابتداء النطق بلا اله الا الله ثم بعد ذلك لو تخلى عن القبول والانقياد انه يبقى عليه او يبقى له حكم لا اله الا الله الامر لا بد فيه من ثبات على قبولها والانقياد لها والقبول يقتضي مقابلة الاخبار بالتصديق ومقابلة الاحكام والاوامر بالالتزام ماذا يستلزم ويقتضي مقابلة الاخبار بالتصديق وبناء عليه فمن قال لا اله الا الله ولكنه كذب الله او رسوله صلى الله عليه وسلم في كلمة واحدة فما حكمه ما قبل بالتالي فانه لو ردد لا اله الا الله عدد الانفاس انها لا تنفعه كذلك يقابل الاحكام والاوامر بالالتزام لا بد ان يلتزم احكام الله جل وعلا. بمعنى ان يعتقد انه مكلف ويعتقد انه ملزم فمن قال انني لست ملزما باتباع هذا الحكم وهذا امر يتعلق بكم. اما انا فانه لا يتعلق بي. ما حكمه لا شك في انه نقض لا اله الا الله ولا تنفعه من اعتقد انه يسعه الخروج عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كافر بالاتفاق اذا لابد ان يقابل الاحكام والاوامر بماذا بالالتزام اما شرط الانقياد فلا بد ان ينقاد للا اله الا الله ولما دلت عليه ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن اسلام الوجه لله هو ان يكون منقادا لحكمه سبحانه وتعالى وهذا الانقياد ينتقد في حالتين الحالة الاولى انه ينصرف ويتولى عن طاعة الله سبحانه وتعالى بالكلية فلا يطيع الله ولا يطيع امر رسوله صلى الله عليه وسلم في شيء البتة قلبه وجوارحه لا شك ان هذا من التولي الاعراض عن دين الله سبحانه وتعالى الله سبحانه وتعالى يقول ويقولون امنا بالله وبالرسول واطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما اولئك بالمؤمنين الامر الثاني هو ان يأتي بما يناقض لا اله الا الله من اتى بما يناقض لا اله الا الله فانه في الحقيقة لم يحصل منه الانقياد من اتى بما بما يناقض لا اله الا الله وما دلت عليه لا اله الا الله من توحيده سبحانه فانه لا شك لانه يكون ما اتى بشرط الانقياد المقصود يا اخوة ان من نقض اسلامه بسبب يقتضي ذلك لا ريب انه ليس من اهل القبلة وليس له حكمهم لاجل ذلك علي رضي الله عنه حرق الزنادقة كما في صحيح البخاري قصتي معهم مختصرا هؤلاء كانوا قبل ان يظهروا ما اظهروا ان علي رضي الله عنه هو ربهم والههم ما كان حكمهم كان حكمهم انهم من اهل القبلة. لكن لما اظهروا ما اظهروا ما الذي كان من علي رضي الله عنه الذي كان من علي رضي الله عنه انه حرقهم قتلهم على الردة اذا لم يصبحوا من اهل القبلة بعد ان قالوا واظهروا ما اظهروا ومنا تطبيق اهل العلم بهذا المعنى الذي اردت التنبيه عليه مقال عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في كتابه الرد على الجهمية حينما اورد عن بعضهم سؤالا او استشكالا كيف تكفرون الجهمية وهم من اهل القبلة كيف تكفرون الجهمية وهم من اهل القبلة وقال رحمه الله ما هم من اهل القبلة وقد كفرناهم في كتاب مستور واثر مشهور اذا من كان من هذه الفرق التي تدعي الالتزام او تدعي الدخول في الاسلام وانها من المسلمين ولكنها اظهرت ما هو ردة في دين الله عز وجل وحكمه ان هؤلاء لم يعودوا من اهل القبلة فحذاري من تلبيس الملبسين واليوم الامر وزاد عن الحد فلم يعد من يدعي الاسلام من اهل القبلة توسع الامر اليس كذلك فصار كل من ينتسب بزعمهم الى الدين الابراهيمي فهو من اهل النجاة ما عاد الامر مقتصرا على من يظهره الاسلام. بل تعدى حتى الى اليهود والنصارى والمشتكى الى الله مسألة الثانية المتعلقة بهذه الجملة ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين المسألة متعلقة بقوله مسلمين مؤمنين فهذه قد فهم منها بعض اهل العلم ومنهم الشارح الشيخ ابن ابي العز الحنفي رحمه الله في شرحه على هذه العقيدة فهم منها ان الطحاوي رحمه الله اقول بالتسوية بين الاسلام الاسلام والايمان اه لا فرق بينهما الامر فيما يبدو لي والله اعلم محتمل وليس قاطعا جملة فيها احتمال ولكنها ليست قاطعة لان الطحاوي رحمه الله يرى هذا الرأي وعلى كل حال بما ان المسألة فيها شيء من الاحتمال فلا بأس من الكلام عن هذا الموضوع والمؤلف رحمه الله كما سبق ان ذكرت لك اه يتكلم الان عن مسألة الاسلام والايمان ان كان مريدا لهذا المعنى الذي ذكرته لك ثم نتكلم بعد ذلك عن القرآن وانه كلام الله ورد اه قول من قال بانه مخلوق ثم يرجع بعد ذلك الى الكلام عن مسائل الايمان هناك شيء آآ من الاضطراب وعدم الترتيب كما التنبيه عليه مسألة الايمان سيأتي كلامه رحمه الله فيها ولا بأس من ان مقدمة اه الكلام في هذه المسألة فانني اخشى ان ننسى التنبيه عليها اذا وصلنا الى الكلام عن مسألة الايمان مسألة التفريق بين الاسلام والايمان نبدأ اولا بالمخالفين لاهل السنة والجماعة في هذه المسألة المخالفون لاهل السنة في هذه المسألة على قولين منهم من يرى التسوية بين الاسلام والايمان وانه لا فرق بينهما. فالاسلام هو الايمان والايمان هو الاسلام وهذا ما ذهب اليه الوعيدية من المعتزلة وغيرهم وكذلك ذهبت اليه الماتوريدية هو احد قولي الاشاعرة ومن اهل العلم ايضا من نسبه الى اصحاب ابي حنيفة كأنه يريد مرجئة الفقهاء وهذا ما نقله شيخ الاسلام في كتاب الايمان عن اه كتاب ابن حامد الحنبلي في اصول الدين القول الثاني ان الاسلام اعم من الايمان الايمان اخص من الاسلام كل حقائق الدين من التصديق والاعمال هي ايش اسلام والتصديق ها هو الايمان. فصار الاسلام اعم من الايمان وهذا الذي ذهبت اليه الجهمية احد وهو احد قولي الاشاعرة الاشاعرة المختلفون في هذه المسألة وشيخ الاسلام في كتاب الايمان على كلام ابن حامد بان المعروف من كلام المرجئة والذي يبدو انه يريد مرجئة الفقهاء لان هذا الذي كان يريده المتقدمون من السلف وكان يتكلم عن كلامهم ان هؤلاء يفرقون هذا التفريق فيرون ان الاسلام ايش عم من الايمان هذا بالنسبة للمخالفين لاهل السنة اما اهل السنة والجماعة فمن اهل العلم من ذهب الى انه لا فرق بين الاسلام والايمان ومن اولئك محمد بن نصر المروزي انه قد اطال القول في هذه المسألة كذلك ذهب الى هذا ابن عبدالبر وابن منده البخاري روي عن سعيد ابن جبير رحمهم الله فهؤلاء لا يرون فرقا بين الاسلام والايمان القول الثاني هو قول جمهور اهل السنة والجماعة وهو الحق في هذه المسألة وهو ما دلت عليه الادلة ان هناك فرقا بين الاسلام والايمان. وهذا ما دلت عليه ادلة كثيرة لذلك قوله تعالى ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاصل في العطف انه يقتضي المغايرة اذا الاسلام ليس هو الايمان بل ثمة فرق بينهما كذلك في قوله تعالى عن موسى عليه السلام يا قومي ان كنتم امنتم بالله فعليه توكلوا ان كنتم مسلمين لو كان سواء كانت الاية بمعنى ان كنتم امنتم بالله فعلى الله فعليه توكلوا ان كنتم مؤمنين وهذا تكرار بالتالي فهذه الاية تدل على تدل على ان الاسلام والايمان ليس مترادفين من الادلة على ذلك ايضا حديث جبريل المشهور وهو من اصرح واوضح الادلة حيث فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام بشيء وفسر الايمان شيء اخر كذلك من الادلة على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما اخرج الامام احمد رحمه الله باسناد صحيح قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم اتلحظ يا رعاك الله ان النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين المسلم والمؤمن وهذا دليل على ان ثمة فرقا بين الايمان والاسلام ويبقى السؤال ما هو هذا الفرق ما الفرق بين الاسلام والايمان الذي يظهر والله اعلم ان هذه المسألة يكون بان تتنبه الى ان اهل العلم رحمهم الله نظروا الى هذه المسألة من جهتين اذا فهمتهما يزول عنك باذن الله عز وجل اي اشكال وتفهم المسألة على وجهها الجهة الاولى الفرق بينهما من حيث زاتهما يعني من حيثما يدخل في كل منهما من حقائق الدين ما الذي يدخل في الاسلام من حقائق الدين وما الذي يدخل في الايمان من حقائق الدين الجهة الثانية الفرق بينهما من حيث اهلهما يعني اذا اطلق الاسلام والايمان وصفا على احد فثمة ماذا والنظر هنا ليس هو النظر قبله في المقام الذي قبله اما المقام الاول وهو الفرق بينهما من حيث ذاتهما فان الاسلام والايمان دلت الادلة على انهما من الكلمات التي اذا اجتمعت افترقت واذا افترقت اجتمعت بمعنى انه اذا ذكر الايمان والاسلام في مقام واحد في سياق واحد الاسلام هو الدين الظاهر والايمان هو الدين الباطن وهذا ما دل عليه حديث جبريل المشهور حيث فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاسلام باركان الاسلام وهي دين ايش ظاهر وفسر الايمان بالاركان الستة وهي من الدين الباطن وبه نفرق بين الامرين اما اذا ذكر هذا وحده او ذكر هذا وحده اذا ذكر الاسلام وحده فانه يشمل الظاهر والباطن واذا ذكر الايمان وحده فانه يشمل الظاهر والباطن. يدل على هذا ما ثبت في الصحيحين من حديث وفد عبد القيس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تؤدوا الخمس من المغنم تلاحظ ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كان السياق فيه ذكر الايمان فحسب فسره بماذا ما هو دين ظاهر فهذا من ما يدل على ما ذكرت لك اما من حيث اهلهما اذا كان النظر الى من يوصف بالايمان او يوصف بالاسلام النظر ها هنا نظر اخر فاهل السنة يقررون ان مرتبة الايمان بالنظر الى الموصوفين بها ارفع من مرتبة الاسلام المؤمنون ارفع درجة من المسلمين وبناء على هذا اننا يمكن ان نقول انه من هذه الجهة يصح ان نقول ان الايمان نقول الايمان اخص والاسلام هكذا المشايخ كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمنا فصار الايمان صار الايمان اعم صار الايمان بمعنى ان المؤمن هو الذي حاز رتبة الاسلام وزاد عليها يا جماعة فصار من هذه الجهة وصار من هذه الجهة اعم كل مؤمن يصح ان تقول انه مسلم ولا يصح ان تقول في كل مسلم انه مؤمن وذلك ان المسلم وصف ينطبق على كل من اتى في اصل الدين من اتى باصل الدين من اتى في اصل الدين الفارق بين الايمان والكفر بين الاسلام والكفر فانه يسمى ماذا مسلما ولو كان مقصرا في فعل الواجبات ولو كان مقصرا في ارتكاب من جهة ارتكاب المنهيات انه حين ذلك نقول انه ماذا مسلم وبناء على هذا فان الفساق فان اهل الكبائر يسمون ماذا مسلمين لان معهم ماذا اصل الايمان لان معهم اصل الدين الذي صاروا به من اهل النجاة من اهل الاسلام لهم حظ من النجاة لهم مطلق النجاة وقد يمن الله سبحانه وتعالى عليهم فيكون لهم او تكون لهم النجاة المطلقة يعني ينجون من اول اذا شملهم الله سبحانه وتعالى برحمته وشاء ان يعفو عنهم ابتداء اذا هذا ما ينبغي ان تلحظه ان هذا الذي ينطبق عليه وصفه المسلم اما المؤمن فانه اتى بهذا القدر وزاد عليه فعل جميع الواجبات وتركع جميع المحرمات اذا هو معصوم لا ميزته وما اختص به انه ان زلت به القدم فانه يسارع الى التوبة. ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون. اذا الرتبة ها المؤمنين ارفع من رتبة المسلمين ولاجل هذا يقول سبحانه وتعالى قالت الاعراب امنا لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فدل هذا على انهم بعد ان دخلوا في هذا الدين ايمانهم ايمان ضعيف لا يستحقون هذا الوصف باطلاق وهو وصف الايمان وانهم مؤمنون هكذا باطلاق انما يستحقون وصفة الاسلام الذي نجوا به من الكفر مع مجاهدة النفس والاستعانة بالله سبحانه وتعالى في فعل الاوامر وترك النواهي يرتقون الى درجة الايمان ولما يدخل الايمان في قلوبكم اذا رتبة الايمان بالنظر الى من يوصف بهذا او هذا لا شك انها ارفع ولذلك في صحيح اه ولذلك في الصحيحين ان سعدا رضي الله عنه القصة المعروفة في شأن العطاء الذي كان يعطيه النبي صلى الله عليه وسلم قال ما لك عن فلان فاني لاراه مؤمنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم او مسلما. كذلك في الحديث الذي مر بنا قبل قليل. الذي اخرجه الامام احمد قال المسلم ها من سلم المسلمون من لسانه ويده لكن لما جاء الى الايمان ذكر درجة ارفع قال والمؤمن من امنه الناس على دمائهم واموالهم. وليس كل الذين او وليس كل من سلمت من اذاه فانك ماذا تأمنه هذه درجة ارفع اذا المؤمن ارفع درجة من المسلم واقول بعد هذا لابد ان تلحظ قيدا مهما في هذا المقام وهو ان الايمان في هذا النظر وفي هذه الجهة لابد فيه من قدر من اسلام يصححه والاسلام لابد فيه من قدر من ايمان يصححه اذا هذان امران متلازمان وان قلنا هذا هو الاسلام وهذا الذي ينطبق عليه وصف الاسلام وهذا هو الايمان وهذا ما ينطبق عليه وصف الايمان لكن لابد من ملاحظة هذا القيد انه لابد في كل اسلام من ايمان يصححه ولابد في كل ايمان من اسلام يصححه لا بد في كل ايمان من قدر من الاسلام حتى يكون ايمانا صحيحا. ولا بد في كل اسلام من قدر من ايمان حتى يكون صحيحا فالعلاقة بينهما اشبه شيء بالعلاقة بين الجسد والروح. فالروح الايمان والجسد هو الاسلام وبناء على كل ما سبق من التقرير الماضي اننا نقول ان الفاسق لا يعطى اسم الايمان المطلق ولا ينفى عنه او ولا يسلب مطلقا الاسم كما تذكرون في العقيدة الواسطية وبناء على هذا فان المشهورة عند اهل السنة والجماعة ان الفاسق يسمى فاسقا او يسمى من اصحاب الكبائر او يسمى مؤمنا الناقص الايمان او يسمى مؤمنا بايمانه فاسق بكبيرته. اذا لابد من ملاحظة هذا الامر ويبقى ان اشير الى ان الذين لم يفرقوا كان لهم استدلالات قول الله سبحانه وتعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين كما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين الو هذا دليل على ان الايمان والاسلام اه مترادفان انه قال اولا ايش مؤمن وقال ثانيا الحقيقة ان هذا الاستدلال ليس وجيها الايمان والاسلام وصفان مختلفان يمكن اجتماعهما وليس وصفين متضادين لا يمكن اجتماعهما وها هنا انطبق الوصف انطباقا صحيحا بناء على ما عليه القول الحق في هذه المسألة وذلك اننا نقول ان كل مؤمن مسلم بناء عليه اذا قيل اولا ان هؤلاء مؤمنون وقيل ثانيا ان هؤلاء مسلمون لم يكن في هذا خلف معي مشايخ قال فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين اذا هم ايضا مسلم فعبر اولا عن المؤمنين فعبر اولا بالمؤمنين وعبر ثانيا بالمسلمين وهم يعني وها هنا ما اختلف الامر. ولا حصل الاشكال فكل مؤمن مسلم يكون هناك وجه للاشكال لو كانت القضية بالعكس لو قال فاخرجنا من كان فيها من المسلمين فما وجدنا فيها غير بيت من المؤمنين هنا يبدو ان هناك اشكال لكنه لم يقل هذا انما قال فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وكل مؤمن يصح وصفه بانه مسلم ولا اشكال وثمة جواب وقد نبه عليه ابن القيم رحمه الله في التبوكية وهو ان ها هنا نكتة لطيفة ومهمة وهي ان الاخراج ان جاء انجاء من الله عز وجل هؤلاء الذين اخرجهم والانجاء يختص به المؤمنون وكذلك ننجي المؤمنين لما كان المقام مقام ذكر انجاء الله سبحانه وتعالى قال اخرجنا من كان فيها من المؤمنين لكن لما كان المقام طرفا من كلام السلف اطلق حكما عاما وهو لم يحط علما بكلامهم من جميع جهات يقال ان الجدل قد دل الدليل في الكتاب والسنة واثار السلف على انه ينقسم الى قسمين مقام الموجود كما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين لما كان المقام مقام الموجود من البيوت المسلمة المحكوم لهم بالاسلام الظاهر قال من المسلمين وذلك ان في هذا البيت امرأة لوط عليه السلام وهذه في الظاهر لها حكم الاسلام. وان كانت في الباطن ليست كذلك واضح؟ لاجل هذا قال فيه لاجل هذا قال في هذا البيت انه من المسلمين. لاجل هذا قال في هذا البيت عفوا انه من المسلمين. اذا امرأة لوطن كانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجين امرأة لوط كانت في البيت الموجودين وليست في القوم الناجين فلاجل هذا يعني قال سبحانه وتعالى فاخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين الله اليكم قال رحمه الله ولا نخوض في الله تعالى ولا نماري في دين الله ولا نجادل في القرآن. طيب. يكفي هذه ثلاثة جمل العطف فيها عطف بين متلازمات لا نخوض في الله لا نماري في دين الله لا نجادل في القرآن فهذه امور متلازمة كل من خاض في الله عز وجل هو في الحقيقة قد مارى في دين الله وكل من مارى في دين الله هو في الحقيقة قد جادل القرآن فهذه امور ماذا متلازمة قال رحمه الله ولا نخوض في الله الخوض هو الشروع في الباطل بقول او فعل الشروع في الباطل قول او فعل واذا رأيت الذين يخوضون في اياتنا وكنا نخوض مع الخائضين اذن الذي يتكلم الله سبحانه وتعالى بغير الحق يقال فيه انه يخوض في الله سبحانه وتعالى قال ولا نماري في دين الله المماراة قيل هي الجدال يعني كلمتان هما كلمتان مترادفان وقيل ان المراة ان المماراة وقيل ان المماراة اخص من الجدال فانها الجدال المذموم بعكس الجدار فانه اعم فيطلق على ما هو اه مذموم وما هو ممدوح كما سيأتي بيانه اذا المماراة جدال مذموم لان المماراة لان المماراة جدال بعد ظهور الحق يقال فلان يماري اذا كان يجادل بعد ظهور الحق فهذه هي المماراة قال ولا نجادل في القرآن الذي يظهر والله اعلم ان قوله ولا نجادل في القرآن من عطف الخاص بعد العام فالجدال في القرآن اخص مما سبق وان كان من جهة اخرى يصح ان يقال في كل من تكلم في الله او في دين الله انه جادل في القرآن لكن قد يريد اهل العلم في هذا الموضع بالذات امور خاصة سيدخل في هذا الجدال في القرآن الجدال فيه تكذيبا كحال الكفرة المكذبين بهذا القرآن يزعمون ان الله سبحانه وتعالى ما انزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم شيئا وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء ويدخل فيه ثانيا اعني الجدال في القرآن الجدال يدخل فيه الجدال فيه تحريفا في حال جل الفرق المبتدعة بل كحالها كلها فانهم يجادلون في القرآن على سبيل التحريف يحملونه على غير وجهه ويصرفونه عن مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم لا شك ان هذا جدال في القرآن الله ويدخل فيه ايضا اعني الجدال في القرآن خاصة ان يقال فيه بقول المبطلين من يقال فيه بقول المبطلين كقول من قال ان القرآن مخلوق لا شك ان هذا داخل في هذا الجدال المذموم في الجدال القرآن هؤلاء والمعتزلة ومن قاربهم ممن يقولون ان القرآن عبارة عن كلام الله او حكاية عن كلام الله ويحتجون على ذلك ويجادلون في هذا المقام لا شك ان فعلهم هذا من الجدال في القرآن وهو شيء ماذا مذموم ويدخل في هذا ايضا امر رابع وهو المجادلة القراءات الثابتة المجادلة في القراءات الثابتة يدل على هذا ما اخرج البخاري رحمه الله من حديث ابن مسعود رضي الله عنه انه سمع رضي الله عنه من احد اية قرأها بخلاف ما اقرأه اياها رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب الى النبي عليه الصلاة والسلام واخبره عرف في وجهه فعرف في وجهه كراهة ذلك ثم قال صلى الله عليه وسلم كلاكما محسن لا تختلف فان من كان قبلكم اختلفوا فهلكوه المجادلة في القراءات الثابتة ومعلوم ان هذا القرآن نزل له قراءات وكلها حق ولا يجوز لاحد ان يطعن في قراءة ثابتة ومن وقع في ذلك فانه قد وقع في الجدال في القرآن اذا هذا كله مندرج قوله ولا نجادل في القرآن ويحسن في هذا المقام التنبيه على الحق الذي عليه السلف رحمهم الله في مسألة الجدل والمجادلة ان من الناس من لربما طالع ينقسم الى جدل مذموم وجدل محمود اما الجدل المذموم هو الذي اراده النبي صلى الله عليه وسلم في قوله كما عند الامام احمد وغيره ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل وهذا الجدل هو الذي تكون صورة من اربع سور اولا الجدل من جاهل الجاهل الذي يجادل بجهل لا بعلم لا شك انه واقع في الجدل المذموم الله سبحانه وتعالى قد انكر على اهل الكتاب كلمة حاجون فيما ليس لكم به علم دل هذا على ان الجدل الذي يكون من جاد من جاهل لا يجادل بعلم انه قد وقع في الجدال المذموم ثانيا ما قارنه قصد سيء ما قارنه قصد سيء. جدال يقارنه قصد سيء من المجادل ان يكون يريد ابطال حق او اظهار علو نفس انه حينئذ يكون مجادلا بالباطل وهذا كحال جدال الكفار واهل البدع الله سبحانه وتعالى يقول وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فهذا قصد سيء. ما جدلوا لاجل الوصول الى الحق وانما ليدحضوا به الحق فكان جدالهم جدالا مذموما الامر الرابع المجادلة في الحق الامر الثالث المجادلة بعد بيان الحق اذا تبين الحق المجادلة بعد تبين الحق لا شك ان المجادلة بعد تبين الحق شيء مذموم. يجادلونك في الحق بعدما تبين والامر الرابع الجدال الذي يؤدي الى مفسدة اثارة الشبهات او اظهار مبتدع خامل او يغاري الصدور او تضييع الاوقات وما شكل ذلك من هذه المفاسد لا شك ان هذا ايضا داخل في الجدال المذموم وهو الذي كان ينهى عنه كثير من السلف اما الجدال المحمود فضابطه ما كان جدالا من عالم اراد به احقاق حق او ابطال باطل او تحقيق مصلحة شرعية دون حصول مفسدة مساوية او راجحة متى ما اجتمعت هذه القيود في الجدال فانه حينئذ يكون جدالا صحيحة جدالا محمودا وهذا الذي كان عليه انبياء الله ورسله نوح عليه السلام قال له قومه قالوا يا نوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا الله جل وعلا امر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بقوله وجادلهم التي هي احسن والله سبحانه وتعالى امر المؤمنين ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن النبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في سنن ابي داوود جاهدوا المشركين بايديكم والسنتكم اه مجاهدة المشركين باللسان يندرج فيها مجادلتهم في الحق اذا هذا هو الذي على اهلي الايمان ان يجادلوا الجدال الحق متى ما استوفت اه ومتى ما استوفى المجادل تلك الشروط اما ما اشار اليه المؤلف رحمه الله ولا نخوض في الله ولا نماري في دين الله ولا نجادل القرآن ان هذه يجمعها وصف هو انها كل مجادلة تضمنت معارضة الوحي بمعقول او غيره كل مجادلة تضمنت معارضة الوحي بمعقول او غيره هي في حقيقتها داخلة في الجدال في ايات الله والمماراة في دين الله الى اخر ما يذكر اهل العلم في هذا المقام وان شئت فقل هي كل مجادلة في ذات الله صفاته او شريعته بغير علم مستفاد من الوحي مجددة المجادلة حينئذ تكون مجادلة القرآن والذي على اهلي الايمان ان كانوا صادقين الا يقولوا على الله الا الحق فلم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق. هذا الذي يجب علينا الواجب علينا الا نجادل في ايات الله وانما ان نجادل بايات الله لا نجادل في القرآن ولكننا نجادل بالقرآن وجاهدهم به جهادا كبيرة اما الجدال في ايات الله فهذا شأن الكفار ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا من وقع في هذا فهو في الحقيقة قد شابههم فعلى فعلهم وهذا قد تكاثر النهي عنه في كتاب الله سبحانه وتعالى قال جل وعلا ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريض ثم قال بعدها ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير والذي يبدو والله اعلم ان الفرق بين هؤلاء ومن قبلهم ما نبه عليه شيخ الاسلام وغيره من المفسرين ان المذكورين ثانيا هم المتبوعون واما المذكورون اولا فهم الاتباع المقلدة نتبع كل شيطان لا شك ان ذلك كله من الامر الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه والله سبحانه وتعالى يقول وهم يجادلون في الله اعني الكفار هذا ديدنهم وهو شديد المحال الذين والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة اذن كل هؤلاء الخائضين في دين الله عز وجل كل هؤلاء الذين يتكلمون في الله وفي صفات الله بغير الحق كل من يخوض في شرع الله عز وجل فانه مندرج في هؤلاء المجادلين بايات الله الملاحدة الذين انكروا وجود الله سبحانه وتعالى قاتلهم الله وقبحهم لا شك انهم يجادلون في الله والنصارى الذين يقولون ان عيسى ابن الله هم من المجادلين في الله المشركون الذين اتخذوا مع الله سبحانه وتعالى معبودات لتقربهم اليه زلفى هم مجادلون في الله يزعمون ان لهذه الاوثان ولهذه المعبودات قدرا عند الله جل وعلا تشفع عنده فهم يتوجهون اليها بالعبادة لترفع حاجاتهم ولتقربهم اليه زلفى يجادلون في الله والجهمية من سار على دربهم من معطلة الصفات هم مجادلون في الله عن الله ما اثبته الله لنفسه ما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ويأتون في شبه وهيشات استفادوها ورب السماء من الوحي وانما من زملاء الاذهان هؤلاء يجادلون في الله القدرية القدر الذين يقولون ان افعال العباد لا تندرج تحت مشيئة الله عز وجل وخلقه في حقيقتهم يجادلون في الله الزنادقة المعاصرون الذين يطعنون في دين الله عز وجل بعبارة صريحة او بتلميح في حقيقتهم مجادلون في الله اذا هذا وصف عام لكل من خاض في دين الله عز وجل وفيما انزله الله بالباطل على المسلم الذي يريد نجاة نفسه ان يحذر من هذا فقد جاءت تحذير الاكيد في كثير من ايات الله سبحانه عن الوقوع في هذا الامر ينبغي على المسلم ان يكون حذرا من ذلك اه ان انبه على الجملة التي ذكرها الطحاوي رحمه الله قال ونسمي اهل قبلتنا مسلمين مؤمنين ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين وله بكل ما قاله واخبر مصدقين ليته قال ولم يأتوا بما ينقضوا تصديقهم وايمانهم مجرد التصديق وحده ما لم يكن فيه قد تبعه عمل في الجملة وثبات على ما تقتضيه لا اله الا الله انه لا يكفي وقد يقال انه يمكن ان يدخل ضرب من التكلف في قوله معترفين على كل حال لعل المؤلف رحمه الله انما اراد اه ذكرى مثال على اهل القبلة ان يكونوا عليه ان يكونوا مصدقين معترفين بما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ولكن هذا التصديق وحده ها قد يصدق الانسان بقلبه ولكن يأتي جوارحه شيئا يناقض دين الله سبحانه وتعالى. اذا لا بد من الكف عن كل ينقض او يناقض ايمانهم وتصديقهم ولعل هذا القدر فيه كفاية والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين