بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام. وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على عبده ورسوله رسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان. اما بعد فلا في مدارسة هذه الجملة التي الكلام فيها في الدرس الماظي ولما ننتهي منها قال رحمه الله وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة. يعني الحق والمسلك الرشيد فيما يتعلق بهذا المقام ليس في الامن من مكر الله. ولا في الاياس من رحمة الله انما هو ان يكون الانسان بينهما اي ان يكونا طائفا راجيا وفي كلام المؤلف رحمه الله ها هنا مسائل المسألة الاولى المؤلف رحمه الله يشير اشارة وينبه تنبيه على ان الحق والذي عليه اهل السنة والجماعة هو والتوسط بين الطرفين المنحرفين. الذين هما في هذا المقام الامن والاياس. وهكذا الشأن في مسائل الدين جميعا تجد انها قد جاءت متوسطة بين طرفين منحرفين بين افراط وتفريط بين غلو وجفاء. اهل السنة هم الوسط في فرق الامة في فرق الامة كما ان الاسلام هو الوسط بين الاديان. والله سبحانه وتعالى قد امر بان يكون مستقيما على ما يحبه الله سبحانه وتعالى. بلا طغيان ولا غلو فقال سبحانه فاستقم كما امرت. فاستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطاوم. يعني لا يحصلن منكم الغلو وهو مجاوزة الحد وهذا هو الطغيان. انا لما طغى الماء يعني تجاوز حده فالمطلوب من العبد ان يكون مستقيما على طاعة الله عز وجل سالكا مسلك الوقت لتكون متحققا بالاسلام الحق الذي قال الله سبحانه وتعالى في اهله وكذلك جعلناكم وسطا الله جل وعلا حذر اهل الكتاب من الغلو في دينهم. فقال يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم. وفي هذا اشارة وتنبيه الينا معشر الامة المحمدية الا نفعل هذا. فلا نغلو في ديننا الغلو في هذا المقام كما علمنا له طرفان هما الطرفان المتطرف في هذا المقام غلون في الخوف يبلغ درجة القنوط من رحمة الله. غلو في الرجاء يبلغ درجة اليأس من رح الله. والحق بينهما. حب التناهي شطب خير الامور الوسط. وخير الامور الوسط الوسيط وشرها الافراط والتفريط الحق يكون هدى بين ضلالتين. ووسطا بين طرفين وانت اذا تأملت مسائل الاعتقاد وجدتها سائرة على هذا المنوال تأمل في مقام او في باب الاسماء والصفات وجدت اهل السنة والجماعة وسطا بين اهل التمثيل للتعطيل وهكذا في بقية المسائل في مسائل الايمان في مسائل القدر في اه الاعتقادي في الصالحين في الانبياء في المنهج الواجب في العقل وهكذا في بقية المسائل وجدت اهل السنة والجماعة اهل هدى بين ضلالتين قد علمنا في دروس ماضية في غير هذا الكتاب ان الوسطية عند اهل السنة والجماعة ثمرة لا مطلب. ثمرة لا مطلب. بمعنى اهل السنة والجماعة لا يتقصدون ان يكونوا وسطا بين الفرق. وانما قصدهم ومطلبهم وغايتهم اتباع الكتاب والسنة. ومن اتبع الكتاب والسنة فانه سيكون وسطا ولابد. اذا الوسطية ثمرة لا مطلب. فان من الناس من يظن ان الوسطية هي ان يحرص الانسان دائما ان يكون في الوسط بين الاقوال المختلفة. وهذا ليس آآ هو المقصود في هذا المقام فان من الناس من احب ان يتوسط جاء من بدعة جديدة ودونك ما كان من ابنك طلاب حينما اراد ان يتوسط بين مقالة السلف ومقالة الجهمية في كلام الله سبحانه وتعالى فاتى ببدعة بدعة وهي بدعة الكلام النفسي. انما المقصود ان يكون الانسان متبعا للكتاب والسنة حريصا على اتباعه حريصا على ان يأخذ نفسه بما دلت عليه ايات القرآن واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وحينها سيكون ولابد. كما علمنا ايضا ان وسطية اهل السنة والجماعة مستفادة من امرين الاول انهم امنوا بالكتاب كله. ودخلوا في الاسلام كافة. وجمعوا والفوا بين اطراف الادلة بخلاف غيرهم فانك لا تجد مبتدعا قط الا وهو اخذ لطرف من الادلة وهو معرض عن الطرف الاخر. وحمى الله اهل السنة والجماعة وعافاهم من هذه الحال فانك تجدهم مؤمنين بادلة الوحي كاملة يؤلفون بينها ويجمعون بين اطرافها معاملة النص الواحد. وبذلك فازوا بان كانوا اهلا وسطية الحقة. الامر الثاني ان اهل السنة والجماعة متبعون لطريقة السلف الصالح للصحابة رضي الله عنهم ثم للتابعين واتباعهم. تلك الصفوة من هذه الامة هم المتبعون للكتاب والسنة حقا ولذا كانوا هم اهل الوسطية صدقا. هم ابر هذه الامة قلوبا وهم اعلمها وهم اعمقها علما وهم اقلها تكلفا. فكيف لا يكونون اهل الوسطية الحقة؟ وكيف لا يكون متبعهم؟ والسائر على طريقتهم ليس من اهل الوسطية. هذا ما اشار اليه المؤلف رحمه الله. في قوله وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة. نأتي الان الى المسألة الثانية الا وهي ان قوله رحمه الله وسبيل الحق بينهما يريد به كما اسلفت ان يكون الانسان خائفا الخوف الشرعي راجيا الرجاء الشرعي. والخوف هو توقع حلول عذاب الله عز وجل. وانتقامه. هذا معنى خوفي من الله عز وجل توقع حلول عذاب الله وانتقامه. والله سبحانه وتعالى قد امر بالخوف منه وامر بخشيته واثنى على اهل هذه الحال. فقال سبحانه لا تخشوا الناس واخشوني. وقال سبحانه يخافون ربهم من فوقهم. اثنى ومدح ملائكته هذا الوصف فيه ادلة كثيرة سيأتي معنا بعضها ان شاء الله. اما الرجاء الرجاء في الله جل وعلا فانه حسن الظن بالله. والتشوف الى رحمته. والطمع في فضله هذا هو الرجاء الشرعي. والمسلم مطالب به. والله سبحانه وتعالى اثنى على اهله الله جل وعلا يقول كما في الحديث القدسي المخرج في الصحيح انا عند ظن عبدي بي وفي حديث الترمذي الحديث القدسي يقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه جل وعلا يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. والحديث حسن لا بأس به. قال ابن رجب رحمه الله انه لا بأس به. و يقول ابن مسعود رضي الله عنه كما اخرج هذا ابن ابي الدنيا ان خير ما اعطي العبد حسن الظن بربه. فحسن الظن بالله سبحانه وتعالى. والرجاء فيه والطمع فيما عنده من اعظم عبوديات القلب التي على العبد ان يحرص عليها والمطلوب من العبد ان يخاف خوفا مقرونا بالرجاء. وان يرجو خوفا مقرونا وان يرجو رجاء مقرونا بالخوف. لان الله سبحانه وتعالى هو المخوف مع سعة رحمته وهو المرجو مع شديد انتقامه. بذلك يستقيم حال العبد فيكون خائفا خوفا بلا قنوط. راجيا رجاء بلا اهمال. ومن تأمل في ادلة الكتاب والسنة وجدها متواردة على هذا. وجد فيها المسلم وصف الله سبحانه بما يقتضي الايمان به الجمع بين بما يقتضي الايمان به الجمع بين الخوف والرجاء. كما تجد الامر بذلك وكما تجد الثناء على اهل هذا الوصف. انهم جامعون بين الخوف والرجاء الله سبحانه وتعالى يقول نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم ويقول سبحانه وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم. وان ربك لشديد العقاب ويقول سبحانه فقل ربكم ذو رحمة واسعة. ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين. ويقول سبحانه وادعوه خوفا وطمعا. انهم كانوا يسارعون في الخيرات. ويدعوننا رغبا ورهبا ان ربك لسريع العقاب. وانه لغفور رحيم. امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائمة يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. هكذا العبد يجب ان يجاهد نفسه على ان يكون جامعا في قلبه بين الخوف والرجاء. وبذلك يسلك سبيل الحق كما قال المؤلف رحمه الله المسألة الثالثة اذا علمنا ان الواجب على العبد ان يكون جامعا بين الخوف والرجاء. فايهما المغلب منهما هذا محل بحث طويل بين اهل العلم. والاقوال في هذا كثيرة. يمكن الاشارة الى اشهرها. وهي سبعة اقوال. القول الاول تغليب الخوف مطلقا في كل حال يكون الانسان مغلبا جانب الخوف. وتنبه يا رعاك الله انه اننا نبحث في مسألة التغليب. ولا يعني هذا الاقتصار على احدهما. فالاقتصار على احدهما سبب للهلاك سبب للوقوع في الامن او القياس. انما بحثنا بعد الجمع بينهما ايهما فالقول الاول ان يغلب الخوف مطلقا. القول الثاني ان يغلب العبد الرجاء مطلقا. والقول الثالث ان يغلب العبد في حال الصحة والسعة جانب الخوف وان يغلب في حال المرض او الاحساس بدنو الموت جانب الرجاء. القول الرابع ان يغلب ان ان هنا متعادلين في حال الصحة وان يغلب في حال المرض او الاحساس بدنو الاجل جانب الرجاء والقول الخامس ان يغلب في حال فعل الطاعة جانب الرجاء وان يغلب في حال فعل المعصية جانب الخوف. والقول السادس ان يغلب الشاب الرجاء. وان يغلب الشيخ الخوف. والقول السابع. ان يكونا متعادلين دائما. في كل حال. وفي كل مرحلة من مراحل العمر. وهذا هو القول الراجع وهذا هو القول الراجح من الاقوال المختلفة في هذه المسألة. وسبب الترجيح ما يأتي اولا ان الناظرة في الادلة التي فيها الثناء على اهل الخوف والرجاء. لا يجد فيها اشارة الى تغليب احد الطرفين على الاخر وظاهر هذه النصوص ان يكونا متعادلين. ومن ذلك ما مر بنا بعض كقوله تعالى في وصف اهل الايمان ويرجون رحمته ويخافون عذابه قال سبحانه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. امن هو قانت اناء الليل ساجدا وقائما. يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه. وقال سبحانه امرا عباده وادعوه خوفا وطمعا. فالظاهر من هذه النصوص ان المطلوب من العبد ان يكون خوفه ورجائه واحدا دون تغليب احدهما على اخر جواب او الامر الثاني ان انه يخشى على من غلب احد الطرفين على الاخر ان يقع في الهلكة. وفي هذا يقول الامام احمد رحمه الله ينبغي على الرجل ان يكون خوفه ورجاءه سواء فمتى غلب احدهما الاخر هلك؟ فمتى غلب احدهما الاخر هلك يعني يخشى عليه الوقوع في الهلكة ولذلك قال التابعي الجليل مطرف بن عبدالله بن الشخير كما عند ابي نعيم في قال لو وزن خوف المؤمن ورجاءه لوجد سواء لا يزيد احدهما على صاحبه فالظاهر والله اعلم ان هذا هو الاسلم والاحوط ليأمن الانسان من الوقوع في ضد الخوف والرجاء من الامن او اليأس. ولربما قال قائل وماذا يقال في ما خرج الامام مسلم رحمه الله في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل ان يموت بثلاث لا يموتن لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله. لا يمتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله. فهذا الحديث مما استدل به من رجح تغليب الرجاء حال الخوف او حال الشعور بدنو الاجل. والذي يظهر والله اعلم ان هذا الحديث يدل على الامر بالرجاء واحسان الظن في الله عز وجل. ويتضمن ذلك النهي عن سوء الظن فان للشيطان حرصا شديدا على ان يوقع العبد في القنوط من رحمة الله عز وجل. وليس في الحديث اشارة او تعلق بمسألة اه الموازنة بين الخوف والرجاء لانه لم يذكر الخوف اصلا اليس كذلك؟ لم يذكر في الحديث الخوف اصلا. في الشأن في هذا الحديث كالشأن في اي دليل اخر ذكر فيه الرجاء وحده او ذكر فيه الخوف وحده. فيه حث على هذه العبادة. لكن ليس فيه بحث يتعلق بمسألة تغليب احد هذين على الاخر. ثم من الادلة التي هي كالنص في هذه المسألة ما اخرج الترمذي باسناد حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم عاد شابا وهو على فراش الموت. فقال النبي صلى الله الله عليه وسلم كيف تجدك؟ قال والله يا رسول الله اني لارجو الله واخاف ذنوبي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما اجتمعا في قلب مؤمن في هذا الموضع الا اعطاه الله ما يرجو وامنه ما يخاف. الشاهد في هذا الحديث ان ظاهر حال هذا الشاب هو انه لم يغلب احد الطرفين على الاخر بل كان جامعا بينهما. والنبي صلى الله عليه وسلم اقره على هذا الامر. ولم يرشده بتغليب احد الطرفين على الاخر. فالاقرب والله اعلم ان على ان يكون جامعا بين الخوف والرجاء في كل حال. الى اخر لحظة من حياته. واذا قيل في الباب اثارا عن بعض السلف في تغليب الرجاء حال المرض. فانه يقال هذه الاثار تقابل بما يقابلها من اثار فيها عن السلف ذكر الخوف في هذا المقام. ومن ذلك ما اخرج البخاري رحمه الله في قصة مقتل عمر رضي الله عنه انه دخل عليه شاب فاثنى عليه خيرا فقال والله اني لارجو ان اخرج من هذا كفافا لا علي ولا ومن ذلك ايضا ما اخرج مسلم والحديث اصله في الصحيحين كما ان الاول اصله في الصحيحين ان ابن عباس رضي الله عنهما دخل على عائشة رضي الله عنها وهي على فراش الموت. فاثنى عليها خيرا. ثم انها ثم انه لما خرج خالفه ابن الزبير رضي الله عنه او رضي الله عنهما يعني دخل بعد خروج ابن عباس فذكرت له ان ابن عباس دخل عليها فاثنى ثم قالت وددت اني كنت نسيا منسيا فظاهر هذه الحال انهما لم يغفلا الرجاء بل نص من لم يغفل الخوف بل نص على ما يقتضي شدة خوفهما من الله سبحانه وتعالى في هذا المقام. فانهما رضي الله عنهما كانا جامعين بين الخوف والرجاء. ولذلك في قصة مقتل عمر رضي الله عنه جاء انه دخل عنه دخل عليه الناس فاثنوا عليه فقال رضي الله عنه راغب راهب وفي رواية راغب وراهب. ومما فسر به هذه الجملة بعض اهل العلم انه يرجو الله عز وجل ويخاف عذابه. فجمع رضي الله عنه في هذا المقام بين الخوف والرجاء المقصود ان الاقرب في هذه المسألة والعلم عند الله جل وعلا ان يكون الانسان مجاهد النفس على ان يكون خوفهم ورجاءه متعادلين سيرك الى الله عز وجل. وهجرتك اليه. وسعيك اليه. انما يستقيم على ساقين متعادلتين. الخوف والرجاء مع غلبة المحبة لهذا يستقيم سيرك الى الله جل وعلا. فاحرص على ذلك. انبه في ختام هذه المسألة الى تنبيهين الاول انه اذا علم ان الاولى بالمؤمن ان يكون خوفه ورجائه متعادلين ان يكون طبيب ويعالج علتها. فمتى علم من نفسه اسرافا واهمالا وميلا الى رجاء كاذب. فان عليه ان يضرب فؤاده بسياط الخوف. وان يشدد عليها فيما يتعلق عرض ادلة الخوف والخشية من الله عز وجل وما يسبب هذا الخوف لاجل ان يعتدل سيره الى الله جل وعلا. وهكذا الشأن اذا علم من نفسه القنوط واليأس من رحمة الله. وانه قد غلبه ضعف الرجاء وشدة القنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى. فها هنا عليه ان يعالج هذا الخلل بان يطالع ما يدل على سعة رحمة الله سبحانه وتعالى. ويكثر ومن النظر في هذا الباب لاجل ان يعتدل سيره الى الله جل وعلا. يعتدل خوفه ورجائه. ثم بعد ذلك يستقيم على هاتين العبوديتين المتعادلتين الى الله سبحانه وتعالى التنبيه الثاني المقام ها هنا يا اخوة مقام عظيم جدا نحن نتحدث عن شيء عظيم. عبودية الخوف والرجاء العبودية الثالثة هي المحبة. هي محركات القلوب. الى علام الغيوب. هذه اصول قولوا العبادات القلبية. وجل ما سواها متفرع عنها. اذا المقام مقام عظيم جدا لا ينبغي ان يؤخذ باطراف الاصابع. المقام ها هنا مقام حقائق ايمانية وليس مقام كلمات لفظية يمكن لكل احد ان يتكلم عن الخوف والرجاء ساعة ساعتين وثلاث ساعات لكن هذا شيء وتحقيق ذلك في قلب العبد شيء اخر. كما ان هناك فرقا بين قول القلب وعمل القلب. كونك تصدق بان الله عز وجل واجب ان يخاف وواجب ان يرجى. هذا شيء وكونك تخاف بالفعل وترجو بالفعل. هذا شيء اخر المقام يحتاج الى مجاهدة نفسية لابد ان تجاهد نفسك لا ان تكون خائفا مخافة حقيقية من الله عز وجل. ان تكون راجيا رجاء حقيقيا في الله سبحانه وتعالى. ثم ان تجاهد نفسك على ان يكون معتدلين. خوف ورجاء متساويين خوف ورجاء متساوية. المقام مقام مجاهدة. هذا مما يندرج في قوله سبحانه وتعالى وجاهدوا في الله حق جهاده. ينبغي عليك ان تفتش في قلبك ينبغي عليك ان تخلو بنفسك. وان تنظر في حالك بجد. هل انت خائف من الله عز وجل حقا انظر في نفسك في حال الامتحانات. اذا امتحنت بضراء او امتحنت بسراء هل حققت مقام الخوف والرجاء؟ ان نزلت بك البلية هل ترى من نفسك تحقيق مقام الخوف تخاف ان تكون قد اصبت ببعض ذنوبك وان ما اصابته مقدمة لعذاب هو اشد وانكى في الاخرة؟ وهل ترجو؟ هل ترجو رحمة الله عز وجل ولطفه وكرمه واحسانه. تؤمله ان يعجل الله سبحانه وتعالى بالفرج تؤمل ان يعقبك الله سبحانه وتعالى على ما نزل بك تكفيرا للذنوب ورفعة للدرجات هل تحقق ذلك الامر؟ وتكون خائفا راجيا. في مقام السراء. اذا اتتك النعم الدنيوية. فانك تخاف لما تعلم من نفسك من تقصير. ان يكون الذي اصابك انما هو استدراج؟ هل تخاف؟ هل ترجو؟ ان يكون هذا من فضل الله عز وجل عليك الذي قدمه لك في الدنيا وترجو. ان يكون ما ادخر لك في الاخرة اعظم. فتش نفسك وحاسب نفسك. وجاهد نفسك. كن جادا في مثل هذه المسائل. هذه القضايا اساسية في حياتك لا بد ان تضعها في اساسيات ما تفكر فيه وما تعمل لاجله ان تحقق الخوف والرجاء حقا وصدقا. وان تستقيم على الجادة فيهما هذا مقامه كما ذكرت لك ليس مقام كلام ولا مقام دعاوى ولا مقام اغترار هذا مقام عمل مقام محاسبة ومقام مجاهدة. والله المستعان. المسألة الرابعة اسباب الخوف والرجاء ما الذي يدعو العبد الى ان يحقق مقام الخوف من الله ومقام الرجاء فيه ما الذي يحثه؟ ما الذي يحرك قلبه؟ بان يكون خائفا راجيا اما اسباب الخوف فاولها العلم بالله عز وجل له من صفات القهر والجلال. والكبرياء والعظمة والغضب. والانتقام وما اليها وكلما كان الانسان بالعلم وكلما كان الانسان اعلم بهذه الصفات كان اشد خوفا وخشية من الله انما يخشى الله من عباده العلماء ولذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم اعلم الخلق بالله واخشاهم له كما في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم اني لاعلمكم بالله واشدكم له خشية السبب الثاني معرفة عيوب النفس وجنايتها وتقصيرها في حق الله. وتفريطها في جنب الله يخاف بسبب ذنوبه ان يناله عذاب الله قل اني اخاف ان عصيت ربي. عذاب يوم عظيم. السبب الثالث مطالعة نصوص الوعيد والاستيطان بها كلما كان الانثى كلما كان الانسان اكثر حرصا على مطالعة هذه النصوص والتأمل فيها. وتدبر معانيها. كلما دعاه هذا الى ان يكون خائفا من الله عز وجل خوفا صادقا. فالله سبحانه وتعالى ما ذكر في ايات كثيرة عذاب الاخرة وهكذا نبيه صلى الله عليه وسلم ما ذكر هذا عبثا انما ذكر ما يتعلق بادلة الوعيد لاجل ان يحقق الانسان هذا الخوف الذي يتبعه العمل. والله سبحانه وتعالى يقول ان عذاب ربهم غير مأمون. عذاب الله عز وجل عذاب شديد وعذاب عظيم. واذا عظم العظيم شيئا فهو والله عظيم ويقول سبحانه قل اني اخاف ان عصيت ربي عذابا يوم عظيم. وهو عذاب صدق الله السبب الثالث سبب الرابع الايات الكونية التي يخوف الله سبحانه وتعالى بها عباده قال سبحانه وما نرسل بالايات الا تخويفا. في الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر ايتان من ايات الله لا ينكسفان لموت احد ولا لحياته وانما هما ايتان يخوف الله بهما عباده. ناظروا اباه. في هذه الايات مقلة قلبه يستحضر عظمة الله وقدرته وانه سبحانه وتعالى يغضب اذا عصى عباده وانه لا يرد بأسه عن احد. وانه لا يعجزه شيء. ومن كان كذلك كان حريا من يخاف اذا جمع الانسان بين هذه الامور الاربعة فانه حققوا الخوف من الله سبحانه وتعالى. وكلما كان اكثر استحواذ لها اخذا بها فانه سيكون خوفه خوفا صادقا. اما اسباب الرجاء فانهما يتلخصان في سبب طيب السبب الاول العلم بالله وبما له من صفات الرحمة والمغفرة والرأفة والكرم والعفو وهي كثيرة في صفات الله عز وجل بل اكثر صفات الله سبحانه وتعالى يورث الايمان بها الرجاء فيه سبحانه وتعالى. من حقق ايمانه بهذه الصفات سيكون ذا رجاء عظيم في الله جل وعلا حتى ان ابن مسعود رضي الله عنه قال ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة ما خطرت على قلب بشر. الله عز وجل ذو رحمة واسعة. رحمته وسعت كل شيء بشر عباده المؤمنين بفضل كبير. وبشر المؤمنين بان لهم من الله فضلا كبيرا. وهو سبحانه لا يخلف الميعاد ما احسن ما قال الثوري رحمه الله وهو ممن نرجو انه كان جامعا بين الخوف والرجاء. الاثار عنه رحمه الله في جانب الخوف كثيرة والاثار عنه في جانب الرجاء كثيرة. ومما قال في جانب الرجاء لو عرض علي ان يكون الى ربي او ان يكون الى والدي. فاحببت ان يكون حسابي الى ربي. ربي خير لي من والدي. سبحان الله ما هذا الرجاء العظيم؟ الله عز وجل ارحم بعباده من الوالدة بولدها تظن في ابيك او امك اذا توليا حسابك الا كل خير ظن بربك ما هو اعظم. لان رحمة الله اوسع. الامر الثاني مطالعة نصوص الوعد والاستيقان بها. فان الله سبحانه وتعالى ما ذكر لنا ما يدل على عظيم فضله ورحمته وجنته وفضله الا لنحقق جانب الرجاء. ان طامعين في فضل الله. محسنين الظن به. في الصحيحين انا عند ظن عبدي بي. وان معه اذا ذكرني. والرواية عند احمد انا عند ظني بي انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء فظن بربك كل خير. وابشر بالخير. المسألة الخامسة متعلق متعلقات الخوف والرجاء. يعني الخوف باي شيء يتعلق والرجاء باي شيء يتعلق؟ ما هي التفاصيل التي تتعلق بعبادة الخوف وعبادة الرجاء. اولا متعلقات متعلقات الخوف كما دلت الادلة كثيرة. اولها الخوف من الله سبحانه وتعالى. الله عز وجل متصف بصفات يقتضي الايمان وبها ان يخاف وان يجلى وان يخشى سبحانه وتعالى. وكل ما بعد هذا المتعلق فانه فرع منه. يجب ان يتعلق الخوف به هو سبحانه وتعالى. قال سبحانه ويحذركم الله نفسه. هذا يقتضي ان تخافوا الله ويقول سبحانه يخافون عن الملائكة قال يخافون ربهم من فوقهم الله جل وعلا يقول ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته. تخافون الله عز وجل؟ خوفا صادقا الله جل وعلا اثنى على عباده المؤمنين بخشيته هو سبحانه وتعالى بغير ما اية. وقال سبحانه الذين يخشون ربهم بالغيب. من خشي الرحمن الغيب في حديث السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله قال رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال ايش؟ اني اخاف الله. الله جل وعلا يجب ان يخافه العبد الصادق في الايمان به. ثانيا الخوف من عذاب الاخرة الخوف من عذاب البرزخ من القيامة وما فيها من تلك المواقف العظيمة من حساب ووزن وصراط وضيق شديد. ثم الخوف من عذاب النار ذلك العذاب الذي جدير والله ان يخاف. فاهل الايمان يخافون عذاب الله سبحانه وتعالى. قال سبحانه ان في ذلك لاية لمن خاف عذاب الاخرة. وقال سبحانه ويخافون سوء الحساب. الامر الثالث الخوف من عدم قبول الحسنة ويدل على هذا قوله تعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة وفسر هذا ابن نبينا صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها فسر حال هؤلاء الذين قلوبهم وجلة بانه الرجل يصوم يصلي ويتصدق ويخشى ان لا يقبل منه. فيخاف الانسان مع اجتهاده. وقنوته وشدة تعبده لله سبحانه وتعالى مع هذا الاجتهاد ينبغي عليه ان يخاف ان لا يقبل الله سبحانه وتعالى منه وهذا الخوف ليس نابعا من سوء ظن بالله جل وعلا. او وخشية ان يخلف الله عز وجل وعده بقبول الحسنات. الامر ليس كذلك. انما خشية العبد راجعة الى نفسه. فانه يخشى الا يكون قد وفى الحسنات حقها ولا قام بها على الوجه المرضي. شأن اهل الايمان انهم لا يحسنون ظنهم بانفسهم انما احسان ظنهم بربهم. ولذلك مهما فعلوا يرون ان حق ربهم عليهم اعظم وانهم ما وفوا الطاعة ما تستحقه من اجلال الله واعظامه ومراقبته اثناء العبادة. وايفاء العبادة حقها. من تحقيق شروطها واركانها واجباتها وما يتعين ويلزم فيها يخاف. ان لا يكون وفى هذه العبادة هذه العبادة حقها والله سبحانه قد بين لنا واوضح المحجة فقال انما يتقبل الله من المتقين يتقبل الحسنة ممن اتقى الله فيها. واتقاء الله في العمل الصالح يكون بتحقيق العبودية فيها على الوجه الذي يحبه الله. ان يحقق فيها جانبي الاخلاص والمتابعة. ومن الذي يزكي نفسه؟ فيقول انه وفى هذا المرض قام ما يستحقه او انه يخاف ان ترد حسنته ولا تقبل. بسبب سيئاته. ان تكون منه سيئة لاحقة تبطل ثواب حسنة متقدمة. وهذا من اقل الاشياء استحضارا في نفوس الناس كما نبه على هذا امام الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله نقل لي الاشياء استحضارا في نفوس الناس استحضار ان للسيئة تأثيرا في الحسنة كما ان للحسنة تأثيرا في السيئة. كما ان الحسنات يذهبن السيئات فان السيئات قد يبطلن الحسنات. الله جل وعلا يقول ولا تبطلوا اعمالكم قال السلف رحمهم الله يعني بالسيئات. فقد تأتي سيئة متأخرة فتكون سببا في احباط ثوابي حسنة متقدمة او الانتقاص من اجرها. فهذا مما يندرج تحت هذا المتعلق وهو الخوف من عدم قبول الحسنة. متعلق الرابع الخوف من اثم السيئة. وعقابها حالا ومآلا اذا علم الانسان من نفسه التقصير وكلنا ذلك الرجل علم انه واقع في سيئات يفعلها. وواجبات يقصر فيها. وتقصير في شكر الله عز وجل على نعمه فانه يخاف من ان يؤخذ بهذا التقصير في الدنيا وفي الاخرة. وما احسن ما قال ابن مسعود رضي الله عنه كما اه اورد البخاري رحمه الله في صحيحه قال ان المؤمن يرى ذنوبه كجبل فوق رأسه يخاف ان يسقط عليه. وان المنافق يرى ذنوبه كذباب مر بانفه فقال به هكذا. المؤمن شأن السيئات في قلبه عظيم. ولذلك يخاف خوفا شديدا وما احسن ما قال الحسن رحمه الله ادركت اقواما لو انفق احدهم ملء الارض ذهبا ما امن لعظم الذنب في نفسه. تعظيم الذنب وتفخيم واستحضاره دائما. هذا من علامات التوفيق للعبد. ونسيان والغفلة عنه من علامات الخذلان. ان يسيء العبد ثم ينسى انه اساء هذه مصيبة يبتلى بها الانسان خذلانا نعوذ بالله. فما احسن العبد لتكونوا دائما سيئاته بين عينيه. استحضروا تقصيره دائما. ولذلك يحدث التوبة بعد التوبة. ويكثر من الحسنات لعل هذه تقوم بهذه. الامر الخامس الخوف من وقوعي في السيئة حالا والعبد غافل او مستقبلا. شأن اهل الخير الخوف الصادق ان خوفه متعلق ان يكونوا واقعين في سيئات وهم في غفلة عن ذلك. او انهم يخشون ان تتبدل الحال. وان يتقلب القلب ويتغير اه حال الانسان في المستقبل. وبعد ان يكون من اهل الطاعة يخشى ان يكون من اهل المعصية. يخاف ان يبدل بالحسنة السيئة اورد البخاري رحمه الله عن التابعي الجليل ابن ابي مليكة رحمه الله قال ادركت ثلاثين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخشى النفاق على نفسه. كل واحد منهم يخشى ان يكون من اهل النفاق. وهم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. انا لله وانا اليه راجعون. ماذا يقول الواحد منا لكان الصحابي يخاف النفاق على نفسه. والله انهم في هذا لصادقون. وليس هذا منهم ادعاء ومفاخرة وفعلا يشعر بانه يخاف ان يكون منافقا. اشتكى الى الله ماذا يقول الواحد منا؟ الامر السادس الخامس من سوء الخاتمة. وهذا فرع عما قبله. وما اقض مضاجع الصالحين شيء كخوفهم من سوء الخاتمة. يخاف الانسان ان يجازى على سيئاته وتفريطه وتقصيره. بان يخذل قبل الموت يرحمك الله. ان يخذل قبل الموت فيختم له بخاتمة السوء. والاعمال بالخواتيم الحياة مرة الحياة هي مرة واحدة. اي مصيبة ان تكون النهاية نهاية لا يحبها الله. يكون العبد على حال سوء. حين تقبض روحه فهذا شيء يصيب العبد برهبة وخوف عظيم من الله سبحانه وتعالى. فالخوف من سوء الخاتمة. دأب الصالحين رحمه الله صاحب الرجاء السابق ونفسه كان يبكي بكاء شديدا في مرض موته ويقول اخاف ان اسلب الايمان قبل الموت. وهو سفيان الثوري. احد افراد الدهر علما وعملا وذلك يخاف يخاف ان تكون الخاتمة غير مرضية نعوذ بالله من سوء الخاتمة. نسأله سبحانه حسن الخاتمة. اما متعلقات باي شيء يتعلق رجاء المؤمن فاول شيء واعظم شيء واكبر شيء وهو الاصل لما بعده. الرجاء في الله. وحسن الظن به الله سبحانه وتعالى صفاته تقتضي من العبد او من صفاته ما يقتضي من العبد ان يطمع في فضله وان يحسن الظن به وان يرجوه هو سبحانه وتعالى يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني. غفرت لك على ما كان منك ولا ابالي. في الحديث السابق لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله. الامر الثاني رجاء قبول الحسنة. يطيع العبد ليحسن ويرجو ان يتقبل الله سبحانه وتعالى منه. والله جل وعلا وصف اهل الايمان بقوله يرجون تجارة لن تبور. يعمل ويرجو ان الله عز وجل لكرمه وفضله واحسانه يتقبل منه على تقصير منه. وهذا يا اخوة هو الاحتساب الذي جاء في بعض الاحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قال كما في الصحيحين من صام وضعنا ايش؟ ايمانا واحتسابا واحتسابا. هذا هو الاحتساب. احتساب الاجر. رجاء الثواب على الصيام. من قام رمضان من قام ليلة القدر كل ذلك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ايش؟ ايمانا واحتسابا يفعل العبد وهو يحتسب الاجر على الله سبحانه وتعالى. المتعلق الثالث رجاء مغفرة الزلة. والتجاوز ورجاء التجاوز عن السيئة يرجو العبد ان الله سبحانه وتعالى يقابل فعله وسيئاته وغدراته وفجراته ان يقابل ذلك بالعفو والصفح. وهو اهل لذلك سبحانه وتعالى. وقد الله جل وعلا دعاء إبراهيم عليه السلام فقال والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين يرجو العبد ان الله سبحانه وتعالى يتجاوز ويعفو ويغفر. وسحرة فرعون لما امنوا اخبر الله سبحانه وتعالى عن دعائهم. فقال عنهم سبحانه انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا ان كنا اول المؤمنين. الامر الرابع رجاء لقاء الله. والفوز برؤيته. وهذا من اعظم انواع الرجاء والله سبحانه وتعالى يقول فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ان الذين يرجون قال سبحانه من كان يرجو لقاء الله فان اجل الله لاتى. فيرجو العبد ان يفوز بهذه النعمة التي لا توازيها نعمة هذه متعلقات الرجاء وانتقل بعدها الى المسألة السادسة والاخيرة الا وهي ثمرة الخوف والرجاء. ما من شك ان الخوف الشرعي والرجاء الشرعي ثمرات يانعة واعظم ما يثمره الخوف الصادق والرجاء الصادق هو العمل الصالح والبعد عن السيئات. اما الخوف من كان خوفه خوفا صادقا مستقيما على جادة الشرع فانه لا بد ان يكون مثمرا للاجتهاد في الطاعة والبعد عن السيئة. وما احسن من قال من اهل العلم ليس الخائف من بكى وعصر عينيه انما الخائف من ترك ما يعذب عليه. هذا هو الخوف. الخوف الصادق هو الذي يحمل على اداء ما يحب الله وينفر مما يبغض الله احسن من هذا قوله صلى الله عليه وسلم فيما اخرج الترمذي باسناد حسن قال صلى الله عليه وسلم من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل ادلج شمر في الطاعة. ان كان خوفك من الله سبحانه وتعالى صادقا اذا عليك ان تجتهد في البعد عما يوقع بك ما تخاف. هذا الخوف الصادق المعقول تجد في النصوص ان هناك ارتباطا وثيقا بين من الخوف والعمل. تجد الله سبحانه وتعالى يثني على ملائكته بقوله يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون. ثمة ارتباط بين الامرين. والله جل وعلا يثني على اهل الايمان والذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ماذا؟ ويخشون ربهم ويخشون يخافون سوء الحساب. اذا تجد ان هناك ماذا؟ ارتباطا بين الخوف من الله جل وعلا والاجتهاد في طاعته. وكذلك الاب في الرجاء فقد اجمع العالمون بالله على ان الرجاء لا يصح الا مع العمل. اما رجاء مع اهمال فانه رجاء كاذب. والله سبحانه وتعالى فيقول ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك يرجون رحمة الله يعني اولئك الراجون حقا. اولئك الذين يستحقون ان يوصفوا بالرجاء. من هم؟ الذين حققوا الايمان والذين جاهدوا في الله عز وجل حق جهاده وهاجروا اليه سبحانه هؤلاء هم الذين يستحقون ان يكونوا اهل الرجاء. وطوى الله سبحانه وتعالى الرجاء عمن سواهم. وقل مثل هذا في قوله سبحانه فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا بعبادة ربه احدا. هذا هو الرجاء الصادق. اذا نستطيع يا اخوة ان نستخلص من كل ما سبق قاعدة توجز لنا ما فات. الخوف الشرعي ما قارنه الرجاء وتبعه العمل. والرجاء الشرعي ما قارنه الخوف ها وتبعه العمل من يعيدها؟ ابشر ما قارنه الرجاء وتبعه العمل احسنت وبارك الله فيك ولعلنا نكتفي بهذا القدر والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين