بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا والحاضرين وجميع المسلمين. قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في عقيدته والرؤية حق لاهل الجنة. بغير احاطة ولا كيفية. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان اما بعد فنكمل بعون الله عز وجل ما يسر الله عز وجل لنا في هذا الدرس الذي نتدارس فيه العقيدة الطحاوية وقد وصل الكلام كما سمعت الى مسألته الرؤية قال والرؤية حق لاهل الجنة بغير احاطة ولا كيفية مسألة الرؤية تلك المسألة العظيمة وقبل ان نخوض غمار البحث فيها بيانا استدلالا وردا على المخالفين. اذكر نفسي واياكم يا اخوة بان مسائل العقيدة عند اهل السنة والجماعة مسائل ايمانية قبل ان مسائل علمية ينبغي ان تصل الى القلوب قبل وصولها الى العقول رؤية الله عز وجل. حق لنا ان نسأل ماذا يعني ان ترى الله؟ نحن ندرس ونتعلم ان اعظم نعيم المؤمنين في الاخرة. رؤية الله سبحانه وتعالى فطرته يعني هذا ماذا يعني ان ترى الله؟ انه باختصار يعني كل شيء. لان الله لنا كل شيء. الله سبحانه. العظيم الكبير كريم الودود الله الحميد. الله ذو الجلال والاكرام. هذا الاله العظيم. منه كل شيء واليه كل شيء. ولا غنى لنا عنه طرفة عين. منه كان الاحياء شقة. والاعداد والامداد. كل نعمة كل خير. كل فضل نالك فانه منه وحده لا شريك له. كل لقمة كل شربة كل نفس. انما هو وحي انما هو محض نعمة من الله سبحانه وتعالى. ماذا يعني ان ترى الله انه يعني انك ترى محبوبك الاعظم الذي عطرت وجهك في الدنيا لك واظمأت نهارك واسهرت ليلك وان كنت تذكره. وتقرأ كلامه وتتقرب اليه وتخافه بالغيب ستأتي اللحظة التي تراه فيها. وتأملوا غضبه وسخطه ويحل عليك رضوان ماذا يعني ان ترى الله؟ يعني ذلك انك من له الجمال المطلق؟ والكمال المطلق والجلال المطلق اي نعيم فوق هذا النعيم. يقول ابن القيم رحمه الله في البدائع اذا كانت رؤية مخلوق قد سلس قد سلبت احساس الناظرات وقطعن ايديهن وما شعرن فكيف برؤية المحبوب في يوم المزيد؟ ماذا هنيئا ترى الله. يعني انك سترى من اذا تولاك انهالت عليك كل الخيرات والرحمات والبركات من اذا تولاك ورحمك واحبك وافضل عليك فانك قد حزت الى كل شيء ومن اذا نسيك وابغضك واعرض عنك خسرت كل شيء ماذا يعني ان ترى الله؟ يعني انك تفوز باعظم لذة على الاطلاق. قال النبي صلى الله عليه وسلم واسألك لذة النظر الى وجهك. والشوق الى لقائك. حتى ان اهلنا حتى ان اهل الجنة مع ما هم فيه من نعيم عظيم في كل شيء في مأكلهم وفي مشربهم وفيما يرون وينظرون وفي راحة بالهم وسعادة قلوبهم بكل شيء. ومع ذلك فانهم اذا رأوا الله عز وجل. نسوا ما هم فيه من النعيم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث صهيب رضي الله عنه في صحيح مسلم اذا دخل اهل الجنة الجنة يقول الله عز وجل هل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ وتدخلنا الجنة؟ في كشف سبحانه الحجاب فينظرون اليه. فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر اليه سبحانه وتعالى. اعظم لذة على الاطلاق. هذا هو جواب هذا السؤال باختصار شديد والا فلو تأمل الانسان في هذا الموضوع واعطاه شيئا مما يستحقه من التفكر لادرك يقينا رؤية الله سبحانه وتعالى هي الغاية التي سعى اليها الساعود وشمر اليها المشمرون واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه. يريدون وجهه ورؤية وجهه سبحانه كما قال ابن القيم رحمه الله موجبة للذة النظر اليه جل وعلا ولذلك المؤمنون الصادقون اعظم شيء يهيج في قلوبهم في دنياهم هو الشوق الى الله سبحانه وتعالى. وما احسن ما قال ابن القيم رحمه الله. والله ما في هذه الدنيا الذ من اشتياق العبد للرحمن وكذلك رؤية وجهه سبحانه هي اكمل اللذات للانسان. في الدنيا اعظم نعيم واكمل لذة هي ان تعرف الله وتحبه وتشتاق اليه. كما ما اعظم نعمة في الاخرة هي ان تراه. وتسمع كلامه وان يحل عليك الرضى عنه فهذه اعظم اللذات في الاخرة كما كما ان اعظم نعمة في الدنيا هي ان ترزق الشوق الى الله. من فاز بهذا فاز بحظ عظيم. ولذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم كما في حديث عمار رضي الله عنه عند النسائي وغيره واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك. اذا الشوق الى لقاء الله عز وجل شيء عظيم. يستحق ان تلح على ربك جل وعلا في طلبه. المؤمنون الصادقون يشتاقون الى لقاء لربهم والمؤمنون الصادقون يرجون لقاء ربهم من كان يرجو لقاء الله ان اجل الله لات. ما اعظم وقع هذه الاية على النفوس المؤمنة. كأن فيها تسكينا لهم وقد طارت قلوبهم شوقا اليه سبحانه وتعالى. ان كنتم ترجون لقاء الله فاصبروا واثبتوا فان اجل الله قريب. لقاء الله عز وجل الذي تطمحون اليه قريب ليس بينكم وبينه. الا ان تنقضي لحظات هذه الحياة ثم تفوزون بلقاء المحبوب الاعظم سبحانه وتعالى. المؤمنون الصادقون يحبون لقاء الله قال صلى الله عليه وسلم من احب لقاء الله احب الله لقاءه ولذلك كان هناك رغبة جامحة في نفوس اهل الايمان لرؤية الله جل وعلا فهذا موسى عليه السلام سمع كلام الله فتاقت نفسه الى رؤيته ربي ارني انظر اليك. والصحابة رضي الله عنهم كانوا مع النبي عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة ومن حديث ابي سعيد فقالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ كاني بهم يبحثون عن جواب يسكن هذا الشوق الذي يعتلج في قلوبهم. فان شوقهم الى الله سبحانه وتعالى شوق عظيم. الشوق احتياج القلب الى لقاء المحبوب وسفره في طلبه. وكلما كان الانسان اعظم ايمانا كلما كان شوقا الى لقاء الله ورؤيته سبحانه وتعالى. وهذا الشوق ينتج عن امرين عن معرفة لله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته. كلما كنت اعرف كنت اشد اشتياقا اليه. والامر الثاني تمكن محبته في قلبك كلما كنت اعظم محبة لله سبحانه وتعالى كلما كان شوقك اليه اعظم ولذلك جاء عن ابي الدرداء رضي الله عنه انه قال احب الموت اشتياقا الى ربي سبحان الله شأنهم عجيب يستبطئون الموت ويستيطلون الحياة. لانها هي الحائل. هي المانع بينهم. وبين الوصول الى اللذة العظمى والغاية الكبرى التي يطمحون اليها. انه لا رؤية لله سبحانه وتعالى الا في دار الاخرة. لذلك هم اعظم شوقا الي سبحانه وتعالى. قد نقل ابن الجوزي ابن الجوزي في صفة الصفوة عن بعض العابدين. انه بكى ستين سنة شوقا الى الله عز وجل. ونقل ابن رجب عن انبه عن ابي عمبسة الخولاني انه قال ان من كان قبلكم لقاء الله احب اليهم من الشهد هكذا النفوس المؤمنة مشتاقة الى لقاء الله سبحانه وتعالى مجتهدة. في السعي الى ما يوصل اليه جل وعلا. واما من كان على خلاف ذلك فانه في واد اخر. ان الذين لا يرجون لقاءنا. ورضوا بالحياة واطمئنوا بها. هذه حال من كان معرضا عن الله معرضا عن طاعته معرضا عن محبته يبوء بالخسران. لكن الذين يرجون لقاء الله خازوا فوزا عظيما. وينتظرون نعمة كبرى. فثمرة هذا الشوق ان قالوا ما تمنوا ومشتاقوا اليه وهو ان يمن الله العظيم سبحانه وتعالى ويأذن ان يراه هؤلاء المؤمنين ان يراه هؤلاء المؤمنون المحبون وعلى كل حال هذا الموضوع حري بك يا ايها المسلم ان تتأمله فان هذا الموضوع يمكن ان يكون ميزانا تزن به صلاح قلبك. من مرض قلبك. فكلما كان البكاء صح كان الشوق الى ربك اعظم. والعكس بالعكس. فهنيئا ابا واجتهد وراقب نفسه وحاسبها حتى يصل الى هذا الامر العظيم. اجعل من اهدافك في الحياة ان تصل الى هذه الرتبة العظيمة. وهي ان تشتاق الى الله سبحانه وتعالى. ان تكون ممن لقاءه ومن يحب لقاءه. والله المستعان. عودا على قدر فيما المؤلف رحمه الله قال والرؤية حق لاهل الجنة مسألة الرؤية من المسائل الكبيرة ضمن مباحث الاعتقاد وادلتها بلغت من الكثرة مبلغا عظيما. وكانت من المسائل التي عظم فيها الخلاف بين اهل السنة ومخالفيه. ولذا اكثروا من فيها. والتأليف فيها. وبيانها. ورواية احاديثها. الى اخر ما هنالك غالبا ما يذكر اهل العلم مبحث الرؤية في ختام مبحث الصفات وقد يذكرونه ضمن مبحث اليوم الاخر باعتبار ان الرؤية تكون في الاخرة. لكن الغالب ان يذكروها ضمن مباحث او في اخر ختام المباحث الصفات ويبدو ان هذا راجع الى امور اولا كأن اهل العلم يقولون ان من عرف الله عز وجل معرفة صحيحة وناله علم به سبحانه ببصيرته فليبشر بان ثمرة ذلك ان ينال رؤيته ببصره. فحقق الايمان بالله تنل رؤية الله الامر الثاني ان الرؤية فرع عن تجلي الله سبحانه وتعالى. والتجلي هو الظهور والبيان. ثمة فعل من العبد وثمة فعل من الله عز وجل فعل الله عز وجل هو التجلي يعني الظهور والبيان كونه سبحانه يكشف حجاب وعليه فيراه من شاء الله سبحانه وتعالى من خلقه. والتجلي من مباحث الصفات فناسب ان تذكر هذه المسألة ضمن مباحث الصفات اضف الى هذا امرا ثالثا وهو ان احاديث الرؤية وهي احاديث كثيرة قد اشتملت على جملة من مباحث الصفات. فانها قد دلت على ان الله يرى ويسمع كما انه ويسمع كما دلت على تجليه كما دلت على علوه كما ايضا على صفة الضحك له سبحانه وتعالى كما جاء في حديث جابر رضي الله عنه في صحيح مسلم وهو حديث طويل وفيه ان اهل الايمان ينتظرون في عرصات القيامة ربهم سبحانه وتعالى بعد ان تبع كل عامد معبوده. فيأتيهم الله سبحانه وتعالى فهذا فيه ذكر صفة الاتيان. فيأتيهم الله عز وجل فيقول فيقول ماذا تنظرون؟ فيقولون ننظر ربنا فيقولون حتى ننظر اليك. فيتجلى لهم يضحك فيتجلى لهم يضحك. فهذا من جملة ما دلت عليه احاديث الصفات آآ حديث الرؤيا لانه يرى ويسمع ويتجلى ويتكلم ويأتي و يضحك وانه عال على خلقه سبحانه وتعالى. هذا كله يجعل هذه المسألة الصق شيء بمبحث الصفات. كذلك امر رابع وهو ان كون الله سبحانه وتعالى يرى في الاخرة دليل على ان له ذاتا علية قائمة بنفسها. ذلكم ان المصحح للرؤية عقلا هو الذات القائمة بنفسها كما سيأتي ان شاء الله البحث في ذلك عند الاستدلال على مسألة الرؤية ومرت بنا ان كنتم تذكرون في كتاب التدميرية وهذا يتميز به اهل السنة عن المعطلة النفاة الذين يصفون الله سبحانه وتعالى بالسلوك فان مقتضى قولهم هو ان الله سبحانه وتعالى عدم ولذا فانه لا يرى. اما من اعتقد ان ربه سبحانه وتعالى له ذات الية انه قائم بنفسه سبحانه وتعالى فان هذا يجعل الرؤية امر الجائزا عقلا فكل قائم بنفسه جازت رؤيته وكلما كان اعظم واكبر فان رؤيته ستكون اكثر جوازا كما سبق الكلام في هذا في شرح التدبرية. خلاصة عقيدة اهل السنة والجماعة في مسألة الرؤية. هي ان اهل السنة والجماعة يعتقدون ان الله سبحانه وتعالى يرى في الاخرة اي يراه المؤمنون في عرصات القيامة وفي جنة عدن رؤية صرية يتنعمون بها. هذه خلاصة معتقد اهل السنة والجماعة في هذا الباب توضيحا وتفصيلا لهذا الايجاز فانه يقال ثمة خمسة ضوابط تجمع لك معاقد القول في هذه المسألة عند اهل السنة والجماعة. اولا يرى المؤمنون الله في الاخرة لا في الدنيا. يرى المؤمنون الله تعالى في الاخرة لا في الدنيا دلت الادلة الكثيرة جدا التي زادت طرقها كما يقول ابن القيم رحمه الله عن مئتي طريق. اصولها ترجع الى نحو ثلاثين حديثا ناهيك عن جملة من الايات في كتاب الله عز وجل التي دلت دلالة صريحة وبعضها دل دلالة غير صريحة على رؤية الله سبحانه وتعالى. كل ذلك يدور على ان الرؤية تكون في الاخرة لا في الدنيا. واهل السنة والجماعة يعتقدون ان الرؤية في الدنيا جائزة غير واقعة. وفي الاخرة جائزة واقعة من يعيد هذه جائزة واقعة. احسنت. يعني الرؤية رؤية الله سبحانه وتعالى في الدنيا جائزة عقلا ليست مستحيلة والدليل على ذلك ان موسى عليه الصلاة والسلام سأل ربه في الدنيا ان يراه اليس كذلك؟ ربي ارني انظر اليك وموسى عليه السلام من اعلم الخلق بما يجوز وما يستحيل في حق الله سبحانه وتعالى لكنها غير واقعة. وعدم وقوعها دل عليه قوله صلى الله عليه سلم تعلموا انه لن يرى احد منكم ربه حتى يموت. اخرجه مسلم في الصحيح. سبب ذلك ذلك ان قوى بني ادم لا تحتمل ذلك في الدنيا. والامر كما نقل عياض عن مالك رحمه الله انه قال في الدنيا لا يرى من يفنى ما يبقى وفي الاخرة يرى ما يبقى ما يبقى. عدم ياتي في الدنيا راجع الى عجز الراء لا امتناع الرؤية. عدم الرؤية في الدنيا راجع الى ماذا عجز الرائي لا امتناع الرؤية. الانسان ضعيف فرؤية الله سبحانه وتعالى شيء لا يطيقك. اذا كان الجبل الاشم الصلب ما احتمل واندك وقد تجلى من الله سبحانه وتعالى لهذا الجبل ما تجلى ما تمالك هذا الجبل الا ان اندك. فكيف بالانسان ومما يدل على هذا قوله تعالى وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو انزلنا ملكا لقضي الامر لاهل العلم بالتفسير في هذه الاية اقوال. منها قول الضحاك رحمه الله ان معنى قوله لقضي الامر اي ماتوا. والسبب؟ ان قواهم لا تحتمل رؤية الملك على ما هو عليه. ان رؤيته شيء يهولهم. فلا يطيقونه ويؤدي هذا الى هلاكهم. فاذا كان هذا في حق مخلوق من مخلوقات الله فكيف بالكبير العظيم الواسع سبحانه وتعالى اذا هذا الذي يعتقد اهل السنة والجماعة ان الرؤية رؤية الله عز وجل في الدنيا جائزة ها غير واقع واما في الاخرة فانها جائزة واقفة. اما المخالفون فاهل السنة والجماعة كما تعلمون توسطوا في هذا المقام بين من قال ان الرؤية في الدنيا جائزة واقعة. ومن قال ان الرؤية في الدنيا والاخرة. غير جائزة وغير واقعة بل هي ابعد ما يكون من المحالات اما الصنف الاول فهم الذين قالوا ان رؤية الله عز وجل في الدنيا جائزة واقعة فهؤلاء طوائف من غلاة الصوفية. الذين زعموا انهم يرون الله سبحانه وتعالى بل ويجالسونه ويسامرونه. سبحان ربي العظيم. وله في هذا هديانات كثيرة والحق انه لا يتفوه بمثل هذا الا واحد من رجلين. اما او متوهم اما زنديق او متوهم. والتوهم في هؤلاء كثير نظرا لجهلهم وظعف عقولهم وبعدهم عن الاتباع. فيتوهم الواحد منهم انه رأى الله اذا رأى ادنى شيء مباشرة سولت له نفسه ان هذا هو الله اذا رأى اضاءة ما او رأى شيئا فيه جمال او ما شاكل ذلك توهم ووقع فيما وقع فيه من هذا القول الضال وهو اعتقاده ان الذي رآه هو الله جل ربنا او عزم. اما الذين قالوا ان رؤية الله سبحانه وتعالى غير جائزة بل مستحيلة في الدنيا والاخرة فهؤلاء هم لفاتوا الرؤية من الجهمية والمعتزلة والرافضة والاباضية والزيدية وغيرهم. على تفاوت بينهم واختلافات دقيقة عندهم ومن اعظم من ندب نفسه للمنافحة عن هذه المسألة على اهل السنة والحديث في اثباتها المعتزلة. من اكثر الناس كلاما في هذه المسألة وحشدا للادلة فيها وامعانا في الضلال فيها. حتى ان اه الزمخشري في تفسيره اتى عند قوله جل وعلا ربي ارني انظر اليك اتى بكلام مستشنع جدا انه زعم اولا ان موسى عليه السلام ما طلب النظر الى الله عز وجل ان ينظر الى الله لاجل ان يراه. انما اراد ان يؤدب وان يكون هناك درس قومه الذين قالوا ارنا الله جهره. سبحان الله ما الحاجة الى هذا وقد اخذته الصاعقة. اليس كذلك؟ ما الحاجة الى هذا؟ المهم يقول انهم انه اراد هذا ان يكون درسا ولا يريد لكن يسأل هذا السؤال حتى يروا نتيجة ذلك وان الجبل سوف يندك. طيب لماذا لما افاق؟ قال تبت اليك؟ قال لان هذا السؤال ولو على هذا القصد شنيع جدا حتى على هذا القصد يقول هذه عظيمة من العظائف. والعجيب انه اورد ها هنا كلاما في غاية الشناعة. قال وروي وروي ان الملائكة لما اغمي على موسى جاءت اليه وكانت تركيزه باقدامها. وتقول يا ابن النساء الحيض اتطمع ان ترى رب العزة سبحان ربي العظيم. والله اني لاجل كثيرا من الوضاعين الكذابين ان يتفوهوا بمثل هذا الكذب. الذي فيه ما فيه. من سوء الادب بل الوقيعة في كليم ربنا جل وعلا موسى عليه السلام. وهذا يدلك على خطر البدعة وانها تأخذ بالانسان من صغير الى كبير حتى توصله الى هذه العظائم. نسأل الله السلامة والعافية. ثم تعجب بعد ذلك. من اناس يتفوهون بهذه العظيمة. ويقول لا يغرنك قولهم عقب اثبات الرؤيا انها بلا كيف فانها من منصوبات اشياخهم. ثم نقل عن العدلية لجماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري موكفا. قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شمع الورى وتشبثوا فتستروا بالبلكفة. وقد احسن من رد عليه فقال وجماعة كفروا برؤية ربهم حقا ووعد الله ما لن يخلف وترقبوا عدنية قلنا نعم. عدلوا بربهم فحسبهم سفه وتلقبوا الناجين كلا انهم ان لم يكونوا في لظاف على شفاه. المقصود ان الزمخشري في هذا الموضع وفي غيره. دائما ما يقرن اذا جاء الى قصة موسى عليه السلام مع قومه دائما ما يقرن بين اتخاذهم العجلة وبين سؤال الله جهرة رؤيته جهرة ليس مقصوده الا لمز اهل السنة والجماعة الذين اتوا بهذه العظيمة في زعمه وهي رؤية الله سبحانه وتعالى. ولم يفرق بين سؤال اولئك الذي كان سؤاله تعنت وربطوا الايمان بحصوله لن نؤمن حتى نرى الله جهره وبين سؤال عابد خاضع مؤمن محب لربه سبحانه وتعالى فيقول ربي ارني انظر اليك. ما فرق المسكين بين هذا وهذا. وشنع كثيرا على اهل السنة والجماعة في هذه المسألة. والله المستعان. الشاهد ان اه اهل السنة والجماعة توسطوا في هذا المقام بين طرفين ضالين هما من سمعت ثانيا الله سبحانه يرى في الاخرة في موضعين في عرصات القيامة وفي جنة عدن. من الادلة على رؤية الله سبحانه وتعالى في عرصات القيامة ما سمعت من حديث جابر في صحيح مسلم وهو ان اهل الايمان يقولون لربهم سبحانه اذا اتاهم فقال انا ربكم ويقولون حتى ننظر اليك يتجلى لهم يضحك فيقولون انت ربنا و من ذلك ايضا ايضا ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة وكذلك ثبت بنحوه من حديث ابي سعيد رضي الله تعالى عنهما ان الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم هل نرى ربنا يوم القيامة فقال صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا لا. قال هل ضارون في رؤية الشمس صحوا ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم سترون ربكم كذلك وفي رواية انكم لن تضاروا في رؤيته كما لم تضاروا في رؤية هذين. او كما قال صلى الله عليه وسلم. فهذا من ادلة رؤية الله سبحانه وتعالى في عرصات القيامة. واما رؤيته جل في الجنة فيدل على ذلك حديث صهيب الذي سبق ان ذكرته لك وهو انه يكشف الحجاب فما اعطاهم شيئا احب اليهم من رؤيته تعالى. والاحاديث في هذا كما ذكرت لك كثيرة وسيأتي معنا ان شاء الله ذكر الادلة على ذلك وهي ادلة واضحة بينة في هذا المقام. وهنا مسألة هل تتكرر رؤية بربهم في الجنة. الرؤية التي جاءت في حديث صهيب ظاهرها انها تكون الرؤية الاولى لانه قال اذا دخل اهل الجنة الجنة الحديث. لكن فليتكرر ذلك بعد ذلك جاء في حديث عند الترمذي ان على اهل الجنة والحديث على كل حال آآ فيه هذا الشطر وهو ان اعلاه ان يرى الله عز وجل قدوة وعشية ولكن هذا الحديث ضعيف لا يصح. ففيه رجل اسمه ثوير فاختة وهذا ضعيف او ضعيف جدا. لكن ثبت ان المؤمنين في الجنة يرون الله سبحانه كل جمعة. وهذا قد جاء في حديث انس رضي الله عنه وهو حديث طويل اخرجه الطبراني وفي الاوسط وابو يعلى في مسنده وابن ابي الدنيا وغيرهم. وصححه جماعة من الحفاظ كما قال ابن القيم رحمه الله وكذلك وصفه في الصواعق بانه حديث عظيم الشأن قرة لعيون اهل الايمان. وشجن في حلوق المنكرين او كلمة نحوها وجود طرقه ابن كثير والمنذر ووثق رجاله الهيثمي وحسنه الالباني وجاء بمعناه اثر عن ابن مسعود رضي الله عنه وصححه عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله. المقصود ان اهل الايمان في الجنة تتكرر رؤيتهم له كما جاء في هذا الحديث انهم يرونه كل جمعة وعلى كل حال المتقرر عند اهل العلم ان الرؤية نوع من النعيم بل هي اعلى انواع وعليه فان نعيم اهل الجنة متفاوتون تتفاوت رؤيته لربهم سبحانه وتعالى قطعا بحسب الايمان والعمل الصالح. فلا يمكن ان تكون رؤية ابي بكر رضي الله عنه. لربه سبحانه وتعالى كرؤية اخر رجل يدخل الجنة. لا شك ان نعيم قم للمؤمنين برؤية الله سبحانه وتعالى اعظم من نعيم غيرهم بذلك والعلم عند الله عز وجل. ثالثا رؤية المؤمنين لربهم رؤية ابصار. رؤية المؤمنين لربهم رؤية ابصار اي يعتقد اهل السنة انهم يرون ربهم باعينهم كما قال مالك رحمه الله حينما سئل عن الرؤية قال يرونهم باعينهم هاتين السنة والجماعة يعتقدون جازمين ان هذه الرؤية رؤية بصرية ويدل على هذا فجاء في حديث جرير رضي الله عنه في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان سترون ربكم عيانا يعني ايش؟ عيانا ها؟ يعني باعينكم ناهيك عن ادلة اخرى كثيرة واشهرها كما سيأتي في كلام المؤلف وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة والعرب لا تعرف نظر معدات بالى الا الا في نظر العين كما سيأتي البحث في هذا ان شاء الله التنبيه على هذا يدلك على ان قول اهل السنة بمعزل عن قول من اثبت الرؤية ولكنه تحذلق فقال ان رؤية الله سبحانه وتعالى انما هي رؤية علمية ففسروا الرؤية بمزيد العلم بالله عز وجل. وهذا نوع من التأويل والتحريف كما لا يخفاك. وهذا ما قرره جمع من الجهمية والمعتزلة ومن متصوفة الفلاسفة كالفرابي. و ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان ابا حامد الغزالي ينحو الى هذا المنحى في كتابه احياء علوم الدين. وسيأتي ان شاء الله البحث في والمناقشة قول هؤلاء النفاة ان شاء الله رابعا رؤية المؤمنين لربهم سبحانه في الاخرة رؤية نعيم. رؤية المؤمنين ربهم سبحانه في الاخرة رؤية نعيم. هذا نوع من النعيم الذي يلتذون به بل هذا اكمل انواع اللذات التي تنالهم. نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول واسألك لذة النظر الى وجهك. نبينا صلى الله عليه وسلم يخبر عن اهل الجنة انهم ما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر اليه سبحانه. اذا هي رؤيا اذا هي رؤية يتنعمون بها ويلتذون وآآ هذا قول الحق يبين لك خطأ من غلظ حجابه وضعف ايمانه وعلمه بالاثار النبوية حيث زعم ان الرؤية ثابتة ولكن لا لذة فيها ولا نعيم سبحان الله ما اقسى هذه القلوب؟ ومن اولئك ابو المعالي الجويني ان كنتم تذكرون ما تكلمنا به في هذا من كلام شيخ الاسلام او في شرح التدميرية فقرر في عقيدته النظامية ان اهل الايمان يرون الله عز وجل وقد تحصل لهم لذة اثناء الرؤية في بعض المخلوقات. فهمتم يا جماعة؟ اما ان يلتذوا ويتنعموا برؤية لا انما اللذة تحصل بايش؟ بشيء يصاحب ذلك كانهم اذا رأوا الله رأوا ايضا بعض مخلوقات الجنة كانت لهم لذة حينئذ. اما به سبحانه وبرؤيته سبحانه اما برؤيته سبحانه وتعالى انهم لا يتنعمون ولا يلتذون. وهذا في الحقيقة ثمرة. من ثمرات ان كان محبة الله عز وجل. وابن معالي قد نص في هذا الكتاب على ما تقرره الجهمية من ان محبة الله سبحانه وتعالى منفية من طرفيها. فالله لا يحب كما انه لا يحب سبحان الله العظيم. الله يقول يحبهم ويحبونه. وهذا وامثال يقولون ان الله لا يحب كما انه لا يحب انكر اعظمه اصل من اصول الايمان. اي عبادة واي ايمان هذا لاله ورب لا يحب. كيف ستعبده؟ كيف تخضع له؟ كيف تذل لا كيف تقوم بطاعته؟ وانت لا تحبه. لشبه عقلية تافهة يتفوه بمثل هذا الكلام. انها البدعة وانه خطر البدعة. كيف ستجر الانسان الى ان يتكلم بمثل هذا الله جل وعلا يقول والذين امنوا اشد حبا لله. اي لفظ اصرح من هذا بل حتى لو لم يأتي في القرآن مثل هذه الاية. الا يكفي ما يحس به كل مؤمن في نفسه من محبته لله سبحانه وتعالى ثم يدعى ان الله لا يحب وان الله لا يحب فالشاهد ان هذا من جملة الانحرافات التي وقعت بهذه المسألة وهي زعمهم اعني هؤلاء الزاعمين ان الله سبحانه وتعالى يرى رؤية ليس فيها لذة ولا نعيم. ونقل شيخ الاسلام رحمه الله عن بعض كتب ابن عقيل الحنبلي انه سمع رجلا يدعو الله عز وجل قائلا واسألك لذة النظر الى وجهك. فقال له هب ان له وجها يعني المسألة عنده اصلا ها غير مسلمة لكن هب ان له وجها. فمن اين لك ان له وجها يلتذ برؤيته سبحان الله. الذي تكلم بهذا يا هذا انما هو اعلى الخلق بالله هو الذي قال صلى الله عليه وسلم قبل هذا الرجل. واسألك لذة النظر الى وجهك لكن عودا على بدءه. وتكرارا لما سبق. البدعة وخطر البدعة وشناعة خروج الانسان عن رفقة الاتباع. هذه هي الثمرة. يتخبط الانسان ويأتي بمثل هذه العجائب والغرائب والشنائع فما احسن المسلم الذي يقيد نفسه بقيد الاتباع. فلا يخرج عنه قيد شعرة لانه ان خرج شعرة سيخرج سيخرج شبرا فباعا فاميالا ثم يهيم في فضاء بل في اوحال الهوى. نعوذ بالله من ذلك. انظر كيف وصل بهم الحال الى ان انكروا اعظم نعيم ينتظره المؤمنون ويشمر له المشمرون ويطمح اليه الطامحون. الله لا. ان روي ان فانه لا نعيم في رؤيته. سبحان الله العظيم. خامسا واخيرا الله جل وعلا يرى ولا يدرك. كما انه يعلم ولا يحاط به علما. الله عز وجل يرى ولا يترك كما انه يعلم ولا يحاط به علما. الله عز وجل يعلم العباد عنه ما اعلمهم ومهما علموا فيبقى انه لا احاطة علمية لهم بالله عز وجل. قال سبحانه ولا يحيطون به علما شأن الله اعظم من ان يحيط العباد علما به. و الامر كذلك بالنسبة للرؤية. الله عز وجل يرى قطعا بلا شك ولا ريب ولكنه لا يدرك لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهذا الادراك المنفي يتضمن امرين كما نبه على هذا ابن كثير رحمه الله في تفسيره اول الادراك بمعنى معرفة الكنه والحقيقة والكيفية فالله جل وعلا وان رؤي فانه لا يدرك العباد كنهى ذاته وكيفيته سبحانه وتعالى بل شأن الله اعظم من ذلك. وكيف يكون هذا من العباد افاق مع الله الكبير الذي هو اكبر من كل شيء واعظم من كل شيء سبحانه وجل الرؤية شيء وادراك كيفية الله سبحانه وتعالى شيء اخر. الامر الثاني انه رؤيا سبحانه وتعالى فانه لا يحاط به رؤية فانه لا يدرك بمعنى لا يحاط به رؤية. وذلك لانه العظيم الواسع سبحانه وتعالى. اذا كان هذا شأنه فانه لا يحاط به رؤية وانت اذا وقفت امام البحر فانك تراه لكنك لا تحيط به رؤية لا ترى من كل جانب ولا تحيط برؤيته من كل زاوية اليس كذلك؟ بعكس ما كان من شيء صغير فانت اذا رأيت هذا فانك تراه وماذا؟ ها وتدركه تحيط به رؤيته لكنك لا تفعل هذا في البحر ولا تفعلها ولا تفعل هذا بالشمس ولا تفعل هذا بالقمر وهلم جرة اذا لا تعارض بل بين الامرين بين ثبوت الرؤيا ونفي الادراك فنفي الادراك يعني نفي معرفة الكنهي والحقيقة والكيفية وكذلك نفي الاحاطة البصرية او نفي الاحاطة رؤية به سبحانه وتعالى. هذه خلاصة الكلام في معتقد اهل السنة والجماعة في الرؤية كم الساعة؟ العاشر عشرة عشرة طيب كلام عن الاستدلال الكلام عن هذه الاية التي اوردها المؤلف رحمه الله يحتاج الى وقت واسع فنؤجله وان شاء الله الى اللقاء القادم اسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح. كما نسأله تبارك وتعالى ان يرزقنا لذة النظر الى وجهه والشوق الى لقائه. ان ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. السلام عليكم