رؤية منامية فقد رآه على الصفة التي يريدها الله تبارك وتعالى ومن المسائل ايضا ان قلت لقد شرحت لنا رؤيته يقظة ولكن هل يمكن ان يرى الله عز وجل في المنام مبناها على التوقيف فلا يجوز ان نقحم فيها عقولنا. ولا ان نحرف شيئا من نصوصها ولا ان نخرج شيئا من دلائلها من ظاهره وانما واجبنا هو الايمان والاذعان والتسليم لما ثبت به خبر الوحي كتابا وسنة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد نكمل بقية المسائل المتعلقة بالرؤية برؤية الله عز وجل يوم القيامة من المسائل لو سألنا سائل وقال هل رؤية الله عز وجل في الدنيا ممكنة لاحد من الناس هل رؤية الله عز وجل في الدنيا ممكنة لاحد من الناس الجواب لابد في الامر من التفصيل وهي ان كان السؤال يقصد به رؤية العين في اليقظة فهذا له حكم. وان كان يقصد السائل رؤية المنام فهذا له حكم اخر وهذه المسألة تختص برؤية الله عز وجل بعيني الرأس يقظة في الدنيا الجواب لقد اجمع العلماء على ان احدا لا يستطيع ان يرى الله عز وجل في هذه الدنيا ولم يرى احد من الخلق الله تبارك وتعالى في هذه الدنيا يقظة بعيني رأسه. وهذا مجمع عليه بين اهل العلم رحمهم الله تعالى وانما اختلفوا في شخص واحد. وهو النبي صلى الله الله عليه وسلم هل رأى ربه ليلة اسري به ام لم يره على قولين والقول الصحيح الذي جرى عليه اكثر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واكثر اهل السنة والجماعة بل حكي اجماعا كما ما حكاه الدارمي وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ليلة اسري به ولقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ليلة اسري بك؟ قال نور انا اراه. اي حجبني عن رؤيته النور العظيم. وفي رواية نورا ولا يمكن ان يحمل هذا النور عفوا ولا يمكن ان تفسر هذه الروايات الا بامتناع الرؤية. لان الله عز وجل لا تستطيع القوى والابصار ان تدركه وان تراه في هذه الدنيا لا لامتناع الرؤية في ذاتها وانما لعجز ابصارنا عن ادراكها. فان الانسان لو حدق ببصره في نور الشمس لضره ذلك وربما اذهب بصره. فكيف بالنور بنور الله تبارك وتعالى؟ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم من حديث ابي موسى الاشعري حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه ببصره من خلقه فاذا القول الصحيح في النبي صلى الله عليه وسلم انه لم ير ربه ليلة اسري به. وانما رأى نورا. فان قلت وكيف نفعل بقول الله عز وجل ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى فنقول ان المقصود بالمرئي هنا ان ما هو جبريل عليه الصلاة والسلام ففي الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال رأيت جبريل على صورته التي خلقه الله عليها مرتين الحديث. فالمقصود بذلك المرء انما هو جبريل عليه الصلاة والسلام. وليس هو الله تبارك وتعالى فان قلت وكيف وكيف تجيب عن قول ابن عباس لما سئل هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه؟ قال نعم رأى محمد ربه وابن عباس هو حبر الامة وترجمان القرآن فنقول ان المتقرر عند العلماء ان المطلق يبنى على المقيد. وابن عباس نقل عنه لفظان لفظ مطلق ولفظ مقيد فتارة قال رآه رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه واطلق ولم يقيد. وتارة فيما صح عنه انه كان يقول رأى محمد ربه بفؤاده بفؤاد اي رؤية من ام لا رؤية يقظة. فبما ان له روايتين احداهما مطلقة قال والاخرى مقيدة فكان الواجب ان نجمع بين روايتيه بحمل المطلق على المقيد. لان المتقرر عند الاصوليين ان يبنى على المقيد اذا اتفقا في الحكم والسبب فلا تعارض بين اقوال ابن عباس اذا جمعت والف بينها بقاعدة الاطلاق والتقييد فيحمل قوله رآه رأى محمد ربه على قوله رآه بفؤاده فهي رؤية فؤاد. فهي رؤية فؤاد فان قلت وهن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بفؤاده وهو نائم فنقول نعم رأه. ولكن انها رؤية منامية. والدليل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ربي الليلة في احسن صورة. فقال يا محمد اوتدري فيما يختصم الملأ الاعلى؟ فقلت لا يا ربي. قال فوظع انامله بين كتفي فعرفت ما بين السماء والارض يعني عرفت فيما يختلفون. والله عز وجل يعلم الغيب ولا يطلع على غيبه الا من ارتضى من رسول ولكن هذه رؤية منامية سوف يأتينا الكلام عنها بضوابطها بعد قليل ان شاء الله. فاذا اذا قيل لكم يا طلبة العلم هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه فبماذا تجيبون؟ الجواب نقول اما رؤية يقظة بعيني رأسه فانه لم يره واما هل يمكن هل يمكن لي ولك وللثاني وللثالث ان يروا الله عز وجل في المنام فنقول في هذا خلاف بين اهل العلم ولكنه خلاف ضعيف لان الاكثر والاغلب على ان رؤية الله عز وجل في المنام ممكنة. ولكن هذا الامكان لا بد ان يقيد بشرطين وتنبيهين عظيمين التنبيه الاول ان من ان ان من المعلوم المتقرر ان رؤية المنام تختلف عن رؤية اليقظة فالانسان قد يرى في منامه شيئا ويؤول له بواقع لا يتفق معه في منامه باعتبار الصورة الظاهرية فرؤية المنام لا يلزم ان تتوافق في كيفيتها وهيئتها مع رؤية مع رؤية اليقظة. فالانسان قد يرى فأرة في المنام فتأول بانها امرأة خبيثة وهي فارة. بل واعظم من هذا ان يوسف عليه الصلاة والسلام قال لابيه يا ابتي اني رأيت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. من الشمس والقمر في المنام؟ ابواه ومن الكواكب؟ اخوته. فاذا الرؤية المنامية لا يلزم ان تتفق مع الصورة الحقيقية الواقعية وكذلك في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قبل غزوة احد رأى رؤيا ازعجته قال رأيتك ان في سيفي ثمة. وان بقرا تنحر. فاول البقرة بان ناسا من اصحابه يقتلون لان البقرة كثيرة الخيرات والصحابة من اكثر الخيرات على الامة فالشاهد ان الرؤية المنامية لا يستلزم ان تكون متفقة مع رؤية الواقع ومن الامثلة ايضا قول الله عز وجل عن رؤيا الملك عن رؤيا الملك التي التي اولها يوسف وقال الملك اني اراه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف. وسبع سنبلات. خضر واخر يابسة البقر العجاف بالسنين العجاف والبقر السمان بالسنين الخصبة وبناء على هذا التنبيه المهم فان الذي يرى الله عز وجل في المنام لابد ان يقطع انه لا يمكن ان يرى الله عز وجل على حقيقته التي هو عليها بصفاته لان هذا غير ممكن في الدنيا. حتى ولو في المنام لا يمكن ان ان يرى الله عز وجل على ما هو عليه في الواقع. ولكن قد شيئا عظيما كبيرا امامه او نورا هائلا نزل من السماء فيخيل اليه انه الله. ويؤول له المعبر بانه بانه الله فحين اذ يصح للانسان ان يقول رأيت رأيت الله. ولذلك اثر عن السلف انهم ربما قالوا في بعض تأويلاتهم رأيت الله اليوم او رأيت ربي اليوم. وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم رأيت ربي الليلة في احسن صورة هذه الرؤية انما هي رؤية منامية والرؤية المنامية لا تتفق مع الرؤية الواقعية بالضرورة فقد يرى الانسان شيئا في منامه فيؤول له باشياء تختلف عن صورة ما رآه في منامه. افهمتم هذا التنبيه الثاني وهو مهم جدا وهي ان رؤية الله عز وجل في المنام تختلف باختلاف قوة ايمان الرائي وكلما كانت الرؤيا في المنام حسنة كلما كان دليلا على قوة ايمان صاحبها. ولذلك ربما احد العصاة يرى الله في المنام ولكن على صورة على صورة توجب الغضب. على صورة توجب التحذير. فتعبر له بان الله ويحذرك من الخاتمة السيئة فتب الى الله عز وجل فاذا رؤية الله في المنام تختلف باختلاف قوة الايمان من ضعفه. وتختلف كذلك باعتبار صحة الاعتقاد من عدمه وكمال الاستقامة من عدمها. فالمؤمن اذا رأى الله عز وجل فالمؤمن التقي اذا رأى الله في المنام ليس كرؤية العاصي لله عز وجل في المنام لكن كلا الامرين مبني على ان الرؤية المنامية ها تختلف عن للحقيقة والواقع ولابد ان يستقر ذلك في قلوبنا الاستقرار الاستقرار الكامل اذا هذه المسألتان احداهما تتكلم عن امكان رؤية الله في الدنيا وقلنا بان احدا لن لن ولم ير الله في وبينا القول الصحيح في النبي صلى الله عليه وسلم ثم انتقلنا بعد ذلك الى امكان رؤية الله عز وجل في المنام وبينا انها ممكنة لكن بهذين التنبيهين المهمين المسألة التي بعدها قوله رحمه الله والرؤية حق وذلك لثبوت الادلة بها وما ثبتت به الادلة فلا جرم انه الحق الذي لا احق منه. قوله لاهل الجنة يتكلم يتكلم الامام الطحاوي الان عن عن الرؤية الثانية وهي رؤية اهل الجنة لربهم عز وجل في الجنة. والتي وقع عليها اجماع اهل العلم رحمهم الله تعالى والتي يكفر من انكر احاديثها او كذبها او كذب نصوصها قوله بغير احاطة المقصود بنفي الاحاطة اي نفي الادراك. لقول الله عز وجل لا تدركه الابصار. فالله عز وجل لا يحاط به من جهتين لا يحاط به من جهة العلم به ولا يحاط به من جهة الرؤية. قال لا ولا يحيطون به علما هذا نفي الاحاطة العلمية به. وقال عز وجل لا تدركه الابصار وهذا نفي الاحاطة البصرية به. وذلك جلاله وكبريائه عز وجل. قوله ولا كيفية. وهذا كلام صحيح لان رؤية الله عز وجل في الجنة هي من من الامور الغيبية. والمتقرر عند العلماء ان الامور الغيبية ولان المتقرر عند العلماء ان كيفية الشيء لا تعرف الا برؤيته. او برؤية نظيره او باخبار الصادق عنه وكيفية رؤية الله في الجنة لا مثيل لها في الدنيا ولم يخبرنا الصادق عن كيفيتها ولم تقع رؤيتنا لله عز وجل بعده ونسأل الله ان لا يحرمنا من رؤيته يوم القيامة. فاذا كيف نتعرف على كيفيتها ونحن لم نشاهد وليس لها نظير ولم يخبرنا الصادق عن كيفيتها. اذا يجب علينا ان نؤمن بهذه الرؤية وان نكل كيفيتها التي ستكون عليها لله تبارك وتعالى فان قلت وهل جبريل رأى الله؟ الجواب لا. فان قلت وميكائيل واسرافيل. فنقول لم احد من الملائكة الله عز وجل. فالله عز وجل لم يره ولن يره في الدنيا. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي ولا ولي صالح. وانما رؤية الله عز وجل تكون في الجنة على الكيفية التي يريدها الله عز وجل. فاذا قول الامام الطحاوي رحمه الله بلا كيفية نقول لانها من علم الغيب وما كان من امور الغيب فلا يجوز ان نتخوض فيه بارائنا ولا ان نتقحم فيه بتفكير عقولنا. انتم معي في هذا ولا لا قوله كما ايش عندنا عندنا اشكال قبل شرح كلام الامام الطحاوي وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في رؤية الله كما ترون القمر ليلة البدر وكما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. فكيف تقول بان رؤية الله كيفيتها لا يعلمها الا الله. والنبي عليه الصلاة والسلام يقول انكم سترون ربكم كما ترون القمر وكما ترون الشمس اوليس هذا تفسير لهذه الرؤية؟ الجواب ان هذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئ بالمرء من يشرح لي هذا ان هذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئ بالمرء بمعنى هذا هو الصحيح فقول النبي صلى الله عليه وسلم كما ترون القمر. ليس لان الله يراه المؤمنون يوم القيامة على هيئة القمر. حاشا وكلا الله ليس كمثله شيء عز وجل. ولكن وضوح رؤية القمر ليلة البدر في ليلة لا سحاب فيها. هل هناك اوضح من هذه الرؤية؟ هل هل الناس يتزاحمون في رؤية القمر ليلة البدر هل يتضامون هل يتزاحمون؟ هل يحجب بعضهم بعضا هل يحجب بعضهم رؤية بعض؟ الجواب لا. فاذا رؤية الله يوم القيامة ستكون واضحة كوضوح رؤيتكم قمري في الدنيا فترونه وهو عال بلا مزاحمة ولا مضامة ولا يحجب بعضكم الرؤية عن بعض. فاذا هذا تشبيه لوضوح الرؤية بوضوح الرؤية وليس تشبيها للمرء بالمرء وهذا قريب من قول النبي صلى الله عليه وسلم اول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر هل هذا دليل على انهم يكورون كما يكور القمر. ثم يضاؤون كما يضاء القمر ويدخلون الجنة على هيئة القمر الجواب لا وانما تشبيه النور بالنور والبهاء بالبهاء والجمال بالجمال وكذلك قوله وكما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. فان الشمس لعلوها لا يتزاحم اهل الارض في رؤيتها واذا لم يكن عليها سحاب فان الابصار لا يحجبها شيء عن رؤية الشمس. فاذا رؤية الشمس بهذه وصاف انها ليس دونها سحاب واضحة جدا للجميع. فاذا رؤية الله ستكون يوم القيامة ايضا واضحة جدا للجميع نسأل الله ان لا يحرمنا واياكم من رؤيته عز وجل فانها اعظم النعيم الذي يرجوه المؤمن على الاطلاق وهنا اشكال اخر وهي ان رجلا قال لنا ما رأيكم في اناس يقولون نحن نعبد الله لا لندخل الجنة وانما لنرى الله عز وجل وهم طائفة من الصوفية النساك يزعمون انهم يعبدون الله لا محبة في الجنة ولا خوفا من النار وانما لرؤية الله عز وجل هل كلامهم هذا صحيح؟ الجواب هذا كلام باطل. ليس بصحيح. لان المؤمنين يرون الله متى اذا دخلوا الجنة. فرؤية الله عز وجل من لوازمها دخول الجنة انت اذا دخلت الجنة رأيت الله ولا يحرم احد من اهل الجنة من رؤية الله عز وجل ولكن الناس ولكن اهل الجنة في رؤيته وتكررها على حسب تفاوت منازلهم ومراتبهم عند الله عز وجل. فمن الناس من يرى الله في اليوم مرتين ومن الناس من هو دون ذلك على حسب اعمالهم لكن لن يحرم احد من اهل الجنة من رؤيته تبارك وتعالى. فالتفريق بيننا نعيم الجنة واعظم نعيمها وهو رؤية الله هذا منهج بدعي لا لا يعرف في الادلة ولا يعرف عن سلف الامة وائمتها فانت اذا سألت رؤية الله فلا تظنن انك ستراه في غير الجنة. واذا سألت الله الجنة فيدخل رؤية الله ظمنا فيها هذا السؤال فاذا لا تنافي لا تنافي بينهما فانك اذا سألت رؤية الله فانت سألت الرؤية والجنة. لان الله لا يرى الا في الجنة. واذا سألت الجنة فانك تسأل رؤية الله ظمنا لان اهل الجنة يرون الله فالتفريق بينهما منهج بدعي. انا اعبد الله لا لادخل الجنة ولكن لارى الله. ففرق بين النعيمين المتلازم وهذا تفريق لا دليل عليه. واول من سمع منه هذا التفريق انما هم انما هم من اهل البدع وهنا اشكال اخر وهي ان هناك بعض الاقوال التي يستنكرها بعض من لا تحقيق عنده وهي انشودة يوجدها بعض الناس وتعرفونها جميعا وهي قوله ان تدخلني ربي الجنة هذا اقصى ما اتمنى فينكر عليهم بعض الناس. ويقول هذا ليس اقصى ما يتمناه الانسان. فان اعظم ما يتمناه الانسان انما هو رؤية الله عز وجل فهل هذا الكلام صحيح الجواب هذا ليس بصحيح اعظم شيء نتمناه من نعيم الجنة هو رؤية الله. نعم لكن ان نفرق بين رؤية الله ونعيم الجنة فهذا هو الخطأ. فان اعظم ما يتمناه الانسان ان يدخل الجنة لانه اذا دخل الجنة مكن من اعظم نعيمها الذي هو رؤية الله. فاذا نحن نرفض التفريق بين نعيم الجنة وبين اعظم نعيمها وهو رؤية الله. فاذا سألت الله الجنة انكر عليك بعضهم قال ورؤية الله كيف تنكر علي ذلك فاذا اعظم ما يتمناه المتمنون هو دخول الجنة لانهم متى ما دخلوا الجنة حازوا اعظم نعيمها وهي رؤية الله تبارك وتعالى تعالى فغاية ما يشمر له المشمرون دخول الجنة. لانها طريق لرؤية الله تبارك وتعالى ومن المسائل في هذا الباب ايضا اطلنا النار في هذا الباب ها لكنه خير فلا تملوا من كثرة المسائل وتشعبها اصبروا وسوف تجدون الخير ان شاء الله ان قال لي قائل لقد سبحت بنا في الادلة في رؤية الله عز وجل. وكشف الشبهات. وشوقتنا لرؤية الله تبارك وتعالى فهل ثمة اسباب اذا طرقناها فاننا سنرى الله عز وجل باذنه اذا تقبل منا لو سألك سائل وقال ما اسباب رؤية الله عز وجل فنقول لقد ذكرت الادلة جملا من الاسباب عظيمة. اذا سلكها المسلم وطرقها وحافظ عليها واخلص القصد فيها فانه يرجى باذن الله عز وجل ان يكون ممن اختصهم الله برؤيته. وهي كما يلي الاول تحقيق تحقيق الايمان بالله عز وجل وتوحيده. تحقيق الايمان بالله عز وجل وتوحيده وصحة الاعتقاد فهذا من اعظم ما يوجب دخول الجنة. ورؤية الله عز وجل. قال تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. فالله عز وجل وعد الذين احسنوا بوعدين. وعدهم بالحسنى وهي الجنة وهي رؤية الله تبارك وتعالى ومن المعلوم ان الاحسان اعلى مراتب الايمان. فمن احسن في توحيده وايمانه واقبل على تصحيح عقيدته. واجتنب العقائد الباطلة الفاسدة فانه ان شاء الله. سوف يكون ممن يختصهم الله برؤيته ومنها كذلك المحافظة على الصلوات المفروضات كلها لا سيما البردين العصر والفجر فالمحافظة على الصلوات لا سيما البردين سبب من اسباب رؤية الله تبارك وتعالى. والدليل على ذلك ما في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انكم سترون ربكم كما ترون القمر بدرا وكما اترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب ثم اعطاك السبب. فان استطعتم على الا تغلبوا على صلاة قبله طلوع الشمس وهي صلاة الفجر. وصلاة قبل غروبها وهي صلاة العصر فافعلوا يعني ان كنتم تريدون ان تروا ربكم فحافظوا على الصلوات كلها وانتبهوا لا تغلبوا على هاتين الصلاتين بخصوصهما ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديث عمارة بن رهيبة لن يلج النار احد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. هذي من اعظم الفرائض الخمس العصر والفجر واعظمهما العصر العصر اعظم الفرائض الخمس على الاطلاق ثم يعقبها الفجر. ولذلك قال الله عز وجل حافظوا على الصلوات الصلاة الوسطى وهي في اصح اقوال اهل العلم صلاة العصر كما ثبتت بذلك الادلة الصحيحة وفي الصحيحين من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من صلى البردين دخل الجنة ومن دخل الجنة طبعا فسيرى الله عز وجل. ومن الاسباب كذلك الابتعاد عن المعاصي والذنوب فان من اعظم ما يقطع العبد عن الله في الدنيا وعن رؤيته يوم القيامة ان يتقحم العبد في معاصي الله. ويرتكب نواجز وزواجره وزواجره ولذلك في الصحيح من حديث ابي ذر واسمعوا الى هذا الحديث حتى تتعرفوا على شؤم المعاصي. يقول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم. ونفي النظر يتضمن ماذا؟ نفي الرؤيا ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم المسبل ازاره. وهي معصية والمنان عطاءه وهي معصية والمنفق سلعته بالحلف الكاذب رجل جعل الله بضاعته لا يشتري الا بيمينه ولا يبيع الا بيمينه ومن اسباب رؤية الله كثرة الدعاء بها ان تلح على الله عز وجل بان تراه يوم القيامة هذا من اسباب رؤيته. يقول الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان ويدل على هذا السبب بخصوصه ما في الحديث عند الامام النسائي رحمه الله تعالى عن عمار ابن ياسر رضي الله عنهما وهو حديث طويل وفيه وفيه واسألك لذة النظر الى وجهك. واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك. في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة فمن اكثر من دعاء الله فحري ان يستجيب الله عز وجل له. ومن الاسباب كذلك الموت على الايمان فان من مات على الايمان فان مآله الى الجنة وان مسته النار بسبب كبائر لم يتب منها في الدنيا فانه يخلد في النار احد ممن معه اصل الايمان ودليل هذا مفهوم المخالفة من قول الله عز وجل كلا انهم اي الكفار عن ربهم وما ابل لمحجوبون فيفهم من هذا ان المؤمنين على اختلاف اصنافهم وايمانهم غير محجوبين عن رؤية الله عز وجل يوم القيامة فالمؤمن لن يحجب عن الله تبارك وتعالى. حتى وان دخل النار في اول مرة بسبب تطهيره من بعض الكبائر فان ان انتهت فترة تعذيبه في النار فانه سيخرج منها الى الجنة. واذا دخل الجنة حصل ما يريد من النعيم وما يقضيه الله عز وجل له ومن اسباب رؤية الله عز وجل. محبة لقاء الله والشوق الى لقائه تبارك وتعالى. ودليل هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم من احب لقاء الله اي اللقاء المتضمن للرؤية. احب الله لقاءه. ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه نسأل الله ان يجعلني واياكم ممن يحبون لقاء الله. وان العبد لا يحب لقاء الله الا اذا لم يكن عنده شيء من الذنوب والمعاصي لانه اذا كان عنده شيء من الذنوب والمعاصي فانه يخاف ان تدركه منيته وهو على شيء منها فيكره الموت فيكره لقاء الله ضمنا اما اهل الدين والايمان والطاعة فانهم لا يخافون الموت. بل ربما يتمناه بعضهم بسبب الفتنة خوفا على دينه. فمن احب لقاء الله وصدق في الشوق لرؤية الله عز وجل مكنه الله عز وجل من ذلك ومن الاسباب كذلك الحرص على العلم النافع والعمل الصالح. وعلى الاخلاص في العمل فمن كانت اعماله وتعبداته مبنية على ساق التوحيد والاخلاص اهل يوم القيامة لرؤية الله عز وجل الا ذلك قول الله تبارك وتعالى فمن كان يرجو لقاء ربه ماذا يعمل؟ فليعمل عملا صالحا والعمل الصالح هو ما كان على وفق السنة ولا يشرك بعبادة ربه احدا اي الاخلاص فمن كانت اعماله قائمة على ساقي الاخلاص والمتابعة فهو مؤهل باذن الله عز وجل ان تقبل الله منه ان يرى الله تبارك وتعالى ومن المسائل انتهى الوقت ومن المسائل كذلك ان قلت ما حكم الصلاة خلف من ينكر رؤية الله تبارك وتعالى واضح السؤال الجواب لا تصح الصلاة خلفه لان بدعته توجب كفره. فاننا ذكرنا في اول شرح هذه العقيدة المباركة ان من انكر رؤية الله وكان انكاره جحودا وتكذيبا بما ثبتت به الادلة وتواترت به النصوص فانه كافر. فالبدعة التي ارتكبها هذا الشخص تخرجه عن دائرة الاسلام بالكلية. وبناء على ذلك فاذا علمت من شخص انه ينكر رؤية الله عز وجل لا يصلح ان تاتم به لان من شروط صحة الائتمان اسلام الامام. اسلام الامام ولان المتقرر عند العلماء ان صاحب البدعة المكفرة نعامله كما نعامل سائر الكفرة. واما صاحب البدعة المفسقة فنعامله كما نعامل عصاة الفسقة ونغلظ عليه ونشدد عليه مسألة ان قلت وهل يجوز لي ان ادعو على من ينكر رؤية الله بان يحتجب الله عنه يوم قيامة هل يجوز لي ان ادعو على من ينكر رؤية الله بان يحتجب الله عنه يوم القيامة؟ الجواب لا بأس بذلك لا سيما اذا كان من الدعاة لمثل هذه البدعة. وممن اذى المسلمين واهل السنة بانكارها والدعوة انكارها. وكان ممن حرف الادلة وكذب بها. وانكرها فانا اهل السنة لا يزالون يدعون على الدعاة الى البدع وان الله عز وجل قد قضى كونا وشرعا. ان الجزاء يكون وفاق وفاق العمل جزاء وفاقا. والجزاء من جنس العمل. فمن افنى عمره وهو ينكر رؤية الله عز وجل ويقررها ويؤلف فيها ويدعو اليها ويزينها. في قلوب العامة فان هذا ان يعامله الله عز وجل بما كان يعتقد وهو ان يحتجب الله عز وجل عنه يوم القيامة والعكس بالعكس نسأل الله من فضله. شمعنى والعكس بالعكس انه حري باذن الله ان من امن بان الله يرى يوم القيامة رؤية تليق بجلاله وعظمته وامن بها واعتقدها على الوجه الصحيح وامن بدلائلها المتواترة. ودونها ودونها في مؤلفاته وعلمها الناس ولقنها للعامة ودلهم ودعاهم اليها. فانه حري باذن الله عز وجل ان تقبل الله منه الا يحتجب الله عز وجل عنه يوم القيامة لان الجزاء من جنس من جنس العمل. ولذلك الله اذا دعا الناس في العرصات للسجود له يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود. من الذي يستطيع ان يسجد هناك؟ هو من كان يسجد على وجه الاخلاص المتابعة هنا فاذا صورة ما سيكون هناك انما هو كنتيجة لما هو هنا. ولذلك الناس على الصراط تجري بهم ماذا؟ اعمالهم لا اقدامهم. اعمالهم التي كانوا يعملونها في ستجري بهم هناك. فمن كان سريع الاستجابة هنا فسيكون سريع الخطى هناك ومن كان بطيء الاجابة هنا يسمع الايات تتلى عليه ولا يستجيب لها. ولا يسلم ولا يعمل بمدلولها. فسيكون بطيء الخطى هناك ومن زلت به القدم عن طريق محمد هنا وكفر او ضل وابتدع فستزل به القدم هناك. ومن اختطفته الشبهات في هذه الدنيا فستختطف اقدامه الكلاليب من على الصراط يوم القيامة فاذا صورة ما سيكون هناك هو نتيجة لما هو هنا. فعلينا ان نبادر من الان من الان بالاعمال الصالحة والاجتهاد حتى اذا جاءت النتائج فتكون اعمالنا شاهدة لنا او موصلة لنا لرحمة الله ليتغمدنا بفضله وعفوه ورضاه عز وجل فإذا لا بأس ان يدعى على الدعاة لانكار رؤية الله. يقال نسأل الله كما انكرتم رؤيته في الدنيا ان يعاقبكم بالاحتجاب عن يوم القيامة واما من رأيناه ينكرها من باب شبهة عرضت له او تأويل وقع فيه. ولم يدعو لهذا الانكار ولم يعاند الحق. ولم يكذب بشيء من الادلة وانما عنده شبهة فهذا حري بنا ان ندعو له بان يشرح الله صدره وان يهديه وان يوفقه للاعتقاد الصحيح وان نحرص على كشف شبهته حتى يمشي مع قوافل اهل السنة في هذا في ركب هذا الاعتقاد الصحيح مسألة ان قال لنا قائل كيف نجمع بين انكار عائشة لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة اسري به وبين اثبات ابن عباس ان الله ان النبي رأى ربه. فعندنا عائشة تنفي رؤية النبي لله. وعندنا ابن عباس يثبت رؤية النبي لله. فلما سئلت عائشة رضي الله عنها هل رأى محمد ربه ليلة فقالت يا ابن اخي لقد قف شعري مما ذكرت فانكرت هذه الرؤية. وابن عباس يقول ان محمدا رأى ربه فكيف نجمع بين المنقول عن اصحاب رسول الله في هذه المسألة؟ الجواب نجمع بينهما باختلاف النفيين. ورود على موضعين مختلفين. فان الرؤية التي تنفيها عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم انما هي رؤية اليقظة والرؤية التي يثبتها ابن عباس رضي الله عنهما انما هي رؤية رؤية فؤاد يعني رؤية رؤية المنام فلا اشكال في هذا ولله الحمد. اخر مسألة عندنا في هذا الدرس كم باقي من الوقت اخر مسألة عندنا في هذا الدرس. اعلم رحمك الله تعالى ان اهل السنة والجماعة في باب الرؤية قد توسطوا بين طائفتين ضالتين فعقيدة اهل السنة والجماعة رحمهم الله وغفر لهم وجعل قبور امواتهم روضة من رياض الجنة وجزاهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء على توضيح الاعتقاد وسط بين هاتين الطائفتين. الطائفة الاولى من زعموا ان رؤية الله ممكنة في الدنيا وفي الاخرة وهم غلاة الصوفية الذين يزعمون انهم يجلسون مع الله كفاحا مشافهة كل يوم. ويكذبون في الصباح على مريديهم من الحمير. ويقول انني جلست مع الله وقال لي كذا وكذا او رأيت ربي وسامرني ليلة امس فهم يزعمون بزعمهم الكاذب ان رؤية الله كفاحا عيانا يقظة في الدنيا ممكنة مع اعتقادهم بانه يرى في الاخرة. فنقول اما رؤيته في الاخرة فلا جرم انها حق. واما رؤيته في الدنيا فهي ممتنعة. بينما قابل هؤلاء طائفة اخرى انكر رؤية الله عز وجل الانكار المطلق لا في الدنيا ولا في الاخرة وقد اجبنا عن استدلالاته وذكرناهم سابقا فاما نفيهم للرؤية في الدنيا فهو حق واما نفيهم للرؤية في الاخرة فهو باطل. اذا كل طائفة من هذه الطوائف قد اشتمل قولها على حق وعلى باطل فالحق الذي مع الطائفة الاولى هو قولهم ان الله يرى في الاخرة. والحق الذي مع الطائفة الثانية قولهم ان الله لا يرى في الدنيا. لو جمعت هذين الحقين لانتج لك مذهب اهل السنة والجماعة في الرؤيا لو جمعت هذين الحقين لوجدت انه حقيقة مذهب اهل السنة والجماعة في رؤية الله. فمذهبنا في رؤيته في الدنيا يقظة انها غير ممكنة. ومذهبنا في رؤيته عيانا بالابصار في الجنة انها ممكنة وقد دلت عليها الادلة الصحيحة الصريحة التي لا مطعن فيها كما ذكرنا لكم سابقا. وهذا كله متفرع على قول الله عز وجل وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس متبرع على قاعدة عظمى عند اهل السنة تقول اهل السنة والجماعة وسط بين فرق الامة كوسطية الامة بين الامم هذا ما يتعلق بما ذكره الامام الطحاوي رحمه الله تعالى في باب الرؤيا وبقي عندنا مسائل والاذعان للادلة نأخذ قواعدها واصولها في الدرس القادم ان شاء الله تبارك وتعالى. والله اعلى واعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية