خلاصة هذا الاشكال ان المؤمنين اذا كانوا قد رأوا الله عز وجل في العرصات فما سبب هذا النعيم العظيم الذي يصيبهم بعد رؤيته في الجنة فان رؤية الشيء ثاني مرة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم راشد السعيدان حفظه الله يقدم من شرح متن العقيدة الطحاوية الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد. اللهم اغفر لنا ولوالديه ولوالدينا ولجميع المسلمين. قال المؤلف رحمه الله تعالى والرؤية حق لاهل الجنة. بغير احاطة ولكن كيفية كما نطق به كتاب ربنا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناضرة. وتفسيره على ما اراد الله تعالى او علم وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو كما قال ومعناه على ما اراد لا ندخل في ذلك متأولين بارائنا ولا متوهمين باهوائنا فانه ما سلم في دينه الا من سلم جل جلاله ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ورد علم ما اشتبه عليه الى عالمه. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد هذه القطعة التي قرأها الشيخ فهد من كلام الامام الطحاوي رحمه الله تعالى تتكلم عن عقيدة عظيمة من عقائد اهل السنة والجماعة وهي عقيدة رؤية الله عز وجل يوم القيامة والكلام عليها منحصر في مسائل المسألة الاولى اجمع اهل السنة قاطبة على ان المؤمنين يرون الله عز وجل في الجنة رؤية عيان بابصارهم على ما يليق بجلال الله عز وجل وعظمته وقد تواترا نقل الاجماع في هذه المسألة عن اهل السنة والجماعة ولم يخالف في ذلك احد ممن ينتسب لاهل السنة. وانما المخالف في ذلك معدود من اهل البدع وهذا الاجماع في مسألة اثبات رؤية الله يوم القيامة. في الجنة هو من الاجماع القطعي معلوم من الدين بالظرورة. ومعنى ذلك ان من انكره فقد كفر على تفصيله سيأتينا بعد قليل باذن الله عز وجل. لان المتقرر عند العلماء ان من انكر الاجماع القطعي المعلوم من الدين بالضرورة فانه كافر وقد تواترت ادلة الكتاب والسنة على اثبات هذه العقيدة العظيمة فقد دل عليها الاجماع كما ذكرت وكذلك الكتاب والسنة المتواترة فاما من الكتاب ففي مواضع منها ما ذكره الشيخ رحمه الله تعالى بقوله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وقد ثبت تفسير هذه الاية بانه النظر الى وجه الكريم عن جملة من سلف الامة وائمتها من الصحابة والتابعين وعلى رأسهم ابو بكر الصديق رضي الله عنه. وكذلك حذيفة ابن اليمان. وكذلك ابن عباس وابو موسى الاشعري وعبادة ابن الصامت وكذلك سعيد بن المسيب وكذلك عبدالرحمن ابن ابي ليلى وعبد الرحمن ابن سابت ومجاهد وعكرمة. وكذلك عامر بن سعد وعطاء والضحاك والحسن. وقد زاد وسدي وعامة اهل السنة والجماعة يفسرون هذه الاية بانها النظر الى وجه الكريم عز وجل بعد دخول بعد دخول الجنة على ما يليق بجلال الله وعظمته ولا سيما وان في الاية قرينة تدل على ذلك دلالة ظاهرة. وهي ان الله عز وجل قال وجوه يومئذ الى ربها ناظرة فعلق النظر بالوجوه وباتفاق اهل اللغة ان النظر اذا علق بالوجه فانما يقصد به نظر نظر العينين فاذا قلت نظرت اليك بوجهي بمعنى نظرت اليك بعيني فلما ذكر الله عز وجل ان هذه الوجوه هي التي تنظر الى الله فدل ذلك على انها رؤية عيان بالابصار هذا هو الذي تعرفه العرب كلامها ولا عبرة بتحريفات الجهمية واهل البدع من الاعاجم الذين لا فقه لهم في دلالات اللغة ولا استعمالات عربي فيها وكذلك هناك قرينة اخرى ايضا. وهي ان الله عز وجل قال وجوه يومئذ ناضرة الى بها ناظرة والعرب تعرف ان النظر اذا عدي بالى فانما يقصد به نظر العين. فقولك نظرت اليك لا يحمل بمعنى انتظرتك لما ابطأت علي. فان النظر بمعنى الانتظار لا يعدى بايلاء انتبهوا لهذا. ولكن اذا قلت نظرت الى السيارة فعامة العرب يفهمون انك نظرت اليها بماذا؟ بعينك واذا قلت نظرت الى المسجد نظرت الى السماء نظرت الى القمر. فانما يفهم العرب انك نظرت لها بعينيك ولذلك لا يقول الاعمى نظرت الى السماء لماذا؟ لان واقع حاله يكذب مقاله اذ ليست عنده الة البصر التي يعدى بها النظر. فالقاعدة عند العرب ان النظر اذا عدي بالى انما يقصد به نظر نظر العين مع ان النظر في اللغة العربية قد يأتي بمعنى نظر نظر القلب ولكن نظر القلب والانتظار وان ورد بمعنى النظر الا انهما لا يردان به لا لا يرادان به الا انه لا يراد بهما معناهما اذا عديا بالاء. فمتى ما رأيت النظر بعده حرف الى فاعرف مباشرة ان المقصود نظر العين فكيف وقد تأيدت هاتان القرينتان باجماع اهل السنة والجماعة على تفسير النظر الوارد في الاية الى انه العين ولكن ابى ذلك اهل البدع. وقالوا ان المقصود بالنظر هنا ان انما هو انتظار ثواب الله وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة اي منتظرة. اي هي تنتظر ثواب الله عز وجل. وهذا تفسير بدعي مخالف لمن عقد عليه اجمعوا اهل السنة والجماعة من السلف والخلف. وهو مخالف للغة ايضا. والمتقرر عندنا ان كل تفسير جرى على غير المشهود على في لسان العرب فانه باطل. والمتقرر كذلك ان كل فهم في نصوص اعتقاد يخالف فهم سلف الامة وائمتها فانه باطل. وقد اجتمع في تفسير الجهمية هذا الامر ان جميعا فخالفوا بتفسيرهم لغة العرب وما تقرر في لسانهم وخالفوا بذلك فهم السلف الصالح رحمهم الله وتعالى فقولهم هذا رد عليهم بل لو تأملت تفسيرهم هذا لوجدته باطلا في نفسه من من عدة اوجه ايضا غير ما ذكرته. وهي ان ان المقام مقام اكرام وثوابه اليس كذلك؟ والانتظار ليس فيه اكرام ولا ثواب. كونك تنتظر عطاء الكريم، تنتظر عطاء الكريم فاذا انتظرت عطاء الكريم ولم يبادرك به فان هذا نوع اهانة لك والمقام مقام اكرام واهل الجنة لا ينتظرون. وانما كل شيء يتمنونه يجدونه في جنات الله عز وجل. حاضرا امامهم فاذا تفسيره بالانتظار متناف. مع واقع اهل الجنة وما اعده الله عز وجل فيها ولاهلها من من النعيم ولان الله عز وجل انتبهوا لهذا. ولان الله عز وجل قال وجوه يومئذ اي من اي من النضارة والحسن والبهاء والجمال. والاستبشار. وهذا غالبا لا يكون الا بما اعجب العين رؤيته الا بما اعجب العين رؤيته. فاذا رأت العين شيئا اعجبها فان هذا الاعجاب ينقلب على على صفحات الوجه فاذا رأيت شيئا جميلا ينقلب ذلك على صفحات ينقلب ذلك على صفحات وجهك. وهذا لا يكون ابدا على معنى الانتظار. ولذلك من اعظم نعيم اهل الجنة الذي يعطيه الله عز وجل اهل الجنة وهو النعيم الذي شمر له المشمرون وتمنته نفوس العارفين هي رؤية الله عز وجل هذا اعظم نعيم على الاطلاق اذا الاستدلال بهذه الاية على منهج اهل السنة والجماعة استدلال صحيح متفق مع لغة العرب اتفاقا كاملا ومن ادلة القرآن كذلك قول الله عز وجل للذين احسنوا الحسنى وزيادة اي فقد وعد الله عز وجل من احسن عمله وايمانه وتوحيده وعقيدته بان له ثوابين الثواب الاول الحسنى والحسنى اسم من اسماء الجنة وهناك ثواب زائد على هذا النعيم. في قول الله عز وجل وزيادة فان قلت وما المقصود بهذه الزيادة؟ فاقول لا نحتاج في تفسير هذه الزيادة لا الى تفسير عبيد ولا الى تفسير زيد لانه قد ورد تفسيرها عن من لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى. فقد فسرها النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم كما في صحيح الامام مسلم من حديث صهيب صهيب ابن سنان الرومي رضي الله تعالى عنه وارضاه قال تلى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الاية. للذين احسنوا الحسنى وزيادة فقال صلى الله عليه وسلم اذا دخل اهل الجنة الجنة واهل النار نارا ندم يا اهل الجنة ان لكم عند الله موعدا يريد ان ينجزكموه ان يبادركم به فقالوا الم يدخلنا الجنة؟ الم يبيض وجوهنا؟ الم يحرمنا على النار؟ قال فيكشف رب العزة والجلال الحجاب. فينظرون اليه عز وجل. فكلام النبي صلى الله عليه وسلم هذا بعد تلاوته لهذه الاية دليل على ان الزيادة المذكورة فيها انما هي رؤية الله تبارك وتعالى. وقد بذلك جمع من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم حبر القرآن حبر الامة وترجمان القرآن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وارضاهما وهذا يبطل كل تفسير يخالف هذا التفسير. لان من الناس من فسر الزيادة هنا بزيادة النعيم والثواب. وليس المقصود به رؤية الله عز وجل واخراج رؤية الله من هذا التفسير معارض بقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ومن جملة الادلة من القرآن على اثبات رؤية الله عز وجل كذلك. قول الله عز وجل كلا انهم اي الكفار عن ربهم يومئذ لمحجوبون. فان قلت وما وجه الاستدلال فاقول لقد كفانا الامام الشافعي رحمه الله تعالى مؤنة الاستدلال فقد ذكر رحمه الله ان الله لما عاقب الكفار بالاحتجاب عنهم يوم القيامة. افاد ذلك ضمنا انه لا يحتجب عن عباده المؤمنين اذ لو كان الله لا يرى في الاخرة ويحتجب عن الجميع فلماذا خص الاحتجاب في هذه الاية بالكفار وهذا يسميه الاصوليون الاستدلال بالتظمن او الاستدلال بالاشارة فلما احتجب الله عز وجل عن الكفار بسبب كفرهم فانه ضمنا يكشف الحجاب عن المؤمنين لايمانهم اسلامهم فلا يمكن ان يستوي المؤمنون مع الكفار في الاحتجاب لان الاحتجاب عقوبة ولا ولا يعاقب الله عز وجل الا من كان مستحقا للعقوبة ومن ادلة القرآن ايضا. قول الله تبارك وتعالى لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وقد ثبت عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه انه فسر المزيد هنا بانه رؤية الله تبارك وتعالى في الجنة. اسأل الله الا يحرمني واياكم والمسلمين من هذا الفضل العظيم واما من السنة فقد تواترت الادلة عن اصحاب النبي عن النبي صلى الله عليه وسلم في اثبات رؤية الله فاحاديث اثبات الرؤية متواترة واحفظوا قولي متواترة لاننا في اجابة الشبهات سوف نحتاج لها باذن الله فقد روى احاديث الرؤية اكثر من ثلاثين صحابي ولا جرم ان هذا العدد الهائل من الرواة لهذه المسألة دليل على انها مما تواتر بها النقل. بل حتى لو لم يوجد في السنة دليل يثبتها فهي عقيدة متواترة لان القرآن دل عليها والقرآن كله متواتر ففي الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال الناس للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال صلى الله عليه وسلم هل تضارون في رؤية الشمس صحوا ليس دونها سحاب؟ قالوا لا. قال فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس فيها سحاب؟ قالوا لا. قال فانكم ترون ربكم عز وجل كذلك وهذا نص صحيح قاطع في اثبات هذه العقيدة التي اجمع عليها اهل السنة والجماعة ومنها كذلك حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون الشمس صحوا ليس دونها سحاب. وكما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته ان استطعتم على الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا وفي الصحيحين كذلك من حديث ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم النتان من ذهب انيتهما وما فيهما. وجنتان من فضة نيتهما وما فيهما. وليس بين القوم وبين ان ينظروا الله الا ان يكشف حجاب الكبرياء عن وجهه عز وجل فليس بين القوم وبين ان يروا الله عز وجل الا ان يكشف رداء او قال حجاب الكبرياء عن وجهه في جنة عدن في جنة عدن في جنة عدن وفي مسند الامام احمد من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما مرفوعا ان ادنى اهل الجنة منزلة ان ادنى اهل الجنة منزلة من ينظر في ملكه من ينظر في ملكه مسيرة سنة يرى اقصاه من ادناه. هذا ادنى اهل الجنة منزلة الان تخيل اكبر مزرعة في العالم هل يمكن ان يمشي صاحبها من اولها الى اخرها في يوم كامل ما يقطعها؟ تبلى. ادنى اهل الجنة منزلة من يسير في ملكه سنة كاملة لا يقطع اخر ملكه. ومع ذلك وهو في اول ملكه يرى يرى اخر ملكه من امام عينيه. فلا يخفى عليه شيء من نعيم ملكه مطلقا فان الانسان قد يأتي الى جانب من بيته جميل ولكن جوانب البيت الجميلة الاخرى تخفى عليه واما نعيم اهل الجنة فانه يكون حاضرا امامهم. يرونه ولا يخفى عليهم منه شيء. طيب هذا ادناهم منزلة قال واما اعلاهم فهو من ينظر الى وجه الكريم كل يوم مرتين حديث حسن. واعلاهم منزلة من ينظر في وجه الكريم كل يوم مرتين. اسأل الله عز وجل ان لا يحرمني واياكم من من هذه الرؤية. وقد تواتر النقل عن النبي صلى الله عليه وسلم تواترا معنويا ولفظيا في اثبات ان المؤمنين يرون الله تبارك وتعالى في في بعد دخول الجنة المسألة الثانية ان قلت بما ان الادلة قد تواترت وقد كثرت النقول في هذه المسألة فما حكم من انكر رؤية الله عز وجل بعد دخول الجنة الجواب اذا انكر انسان رؤية الله يوم القيامة بعد دخول اهل الجنة الجنة فلا يخلو من حالتين اما ان يكون انكار جحود وتكذيب بمعنى انه علم بمواقع الادلة وعرف دلالتها ولا شبهة عنده ولكنه كذب بمقتضى ما دلت عليه بهذه الادلة فان كان انكاره انكار تكذيب فلا جرم انه فلا جرم انه كافر في هذه الحالة. لانه انكر معلوما من من الدين بالظرورة وكل من انكر معلوما من الدين بالظرورة فانه يكثر ولانه جاحد لاخبار القرآن السنة ومن جحد شيئا من اخبار القرآن فقد كذب الله ومن كذب الله فقد كفر واما اذا كان انكاره انكار تأويل وشبهة فهو مقر بهذه الادلة. ومؤمن بها ولكنه يفهم معناها خطأ لشبهة عرضت له فحينئذ قبل ان نحكم عليه بمقتضى انكاره لابد اولا ان نكشف الشبهة عنه وان نكشف هذا التأويل الباطل عنه. فان عرف وانكشف واصر كفر فان عرف فان انكشف هذا عنه وعرف الحقيقة ولكن اصر فانه في هذه الحالة لا جرم انه لا جرم انه يكفر المسألة الثالثة اعلم رحمنا الله واياك ان الادلة دلت على ان الرؤية التي ستكون يوم القيامة على او عين ان رؤية المؤمنين يوم القيامة لربهم على نوعين رؤية قبل دخول الجنة ورؤية بعد دخول الجنة فاما ما يتعلق بالرؤية التي بعد دخول الجنة فهذه قضية مفصولة. ليس فيها شيء من الخلاف عن اهل السنة مطلقا بل ليس فيها الا دلالة الكتاب والسنة المتواترة والاجماع كما حكيته في اول الدرس فمن خالف في رؤية الله عز وجل بعد دخول الجنة فليس من اهل السنة اصلا واما الرؤية قبل دخول الجنة فهي رؤية الله في العرصات فان قلت وهل يرى الله في العرصات؟ فاقول نعم يرى الله تبارك وتعالى في العرصات رؤية عيال تليق بجلاله وعظمته فان قلت ومن الذي يرى الله عز وجل في العرصات؟ فان العروسات فيها ثلاثة اقسام من الناس فيها المؤمنون الخلص وفيها الكفار الخلص وفيها المنافقون فمن الذي يرى الله تبارك وتعالى في العرصات؟ فاقول الجواب هذه المسألة فيها خلاف دائر في مذهب اهل السنة الجماعة وبناء على ذلك فليست من المسائل العقدية الكبار. التي يوالى ويعادى عليها او يكفر او يبدع او مفسق او يخرج عن دائرة اهل السنة والجماعة من خالفك فيها لان لان من من قواعد اهل السنة المتقررة ان المخالفة في مسألة ثبت الخلاف فيها عن اهل السنة والجماعة لا تخرج عن دائرتهم لا تخرجوا عن دائرتهم اي لا تخرج عن دائرة اهل السنة والجماعة. لانها مسألة اجتهادية والخلافة فيها سائغ فلا ينبغي ان نتنافر ان تتنافر قلوبنا بسبب الخلاف فيها. ولا ان نتشاحن او نتدابر او نتباغض بسبب الخلاف فيها فان قلت وما الاقوال المنقولة عن اهل السنة والجماعة فيها؟ فاقول نقل عن اهل السنة رحمهم الله تعالى ثلاثة اقوال اما المؤمنون في العرصات فباجماع اهل السنة والجماعة انهم يرون الله عز وجل في هذه المواقف. فالمؤمنون لم يحصل فيهم خلاف وانما حصل الخلاف في طائفتيه من هما في طائفة المنافقين وفي طائفة الكفار فذهب بعض اهل السنة الى ان المؤمنين والمنافقين هم الذين يرون الله عز وجل دون الكفار وهذا قول الامام ابن خزيمة وغيره من اهل السنة والجماعة. رحمهم الله تعالى والقول الثالث ان الجميع يرونه ولكن يحتجب عن المنافقين والكفار ويبقى يراه المؤمنون حتى يدخلون حتى يدخلوا الجنة ونسب هذا القول او نقول ومال الى هذا القول ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى فان قلت وما القول الراجح فيها؟ فاقول قبل ان ابين القول الراجح لا بد ان نعلم اولا ان تلك المسألة غيبية ولا مشاهدة غيبية عندنا الان فاذا كانت غيبية فيكون مبناها على الاجتهاد ولا على التوقيف؟ يكون مبناها على التوقيف. لان المتقرر عند العلماء رحمهم الله تعالى ان مسائل الغيب مبنية على التوقيف فلا اجتهاد فيها. فبما انها مسألة مبنية على التوقيف. فاذا لا يجوز لنا ان نثبت شيئا منها الا وعلى هذا الاثبات دليل ولم يأت دليل في من يرون الله عز وجل في العرصات الا في شأن المؤمنين والمنافقين. واما الكفار فقد ورد الدليل بانهم محجبون عن الله عز وجل في قوله كلا انهم عن ربهم يومئذ ايهم؟ يوم القيامة لمحجوبون واطلق الله عز وجل هذا الحجب فيدخل فيه الاحتجاب عنهم الاحتجاب المطلق سواء اكان في العرصات او بعد دخولهم في النار فهم محرومون محجوبون من رؤية الله عز وجل. ومن قيد هذا الاحتجاب عنهم. بكونه احتجاجا كدخولهم في النار فقد قيد مطلقا والمتقرر في القواعد ان الاصل هو بقاء المطلق على اطلاقه ولا يقيد الا بدليل. والمسألة غيبية ما فيها اجتهاد فاذا الحق هو بقاء هذا الاحتجاب على اطلاقه انتم معي ولا لا ولم يرد الدليل الصحيح الصريح. الا في هاتين الطائفتين. في طائفة الاهل الايمان واهل النفاق. هم الذين يرون الله لكن يحتجب عن المنافقين ويبقى يراه المؤمنون فقط. ففي الصحيح من حديث ابي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث طويل. قال وتبقى هذه الامة فيها منافقوها. فيأتيهم الله عز وجل في التي يعرفون قال فيسجد له كل من كان يسجد له في الدنيا الى اخر الحديث. فالشاهد انه قال فيها منافقوها ومع ذلك قال فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون. فافاد ذلك ان الذين رأوا الله في العرسات المؤمنون من هذه الامة والمنافقون من هذه الامة لان الامم السابقة ما كان النفاق يعرف فيها. وانما عرف النفاق في امة محمد صلى الله عليه وسلم وفي حديث ابي سعيد ايضا في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه ينادي مناد يوم القيامة الا فليتبع من كل من كان يعبد ما يعبده. فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس. ويتبع من كان يعبد القمر القمر ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت. قال وتبقى هذه الامة وفيها منافقوها. فيأتيهم الله فيقول انا ربكم. فيقولون نعوذ بالله. هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا. قال فيأتيهم في صورته التي يعرفونها في الدنيا يعرفونها في الدنيا وهل رأى احد ربه في الدنيا؟ الجواب لا. الرؤية العلمية في الدنيا نحن نرى ان نعلم ان لربنا وجها ولربنا يدا ولربنا سمعا وبصرا وهو وهي حق على حقيقتها. فاذا جاءهم الله عز وجل في صورته التي كانوا يعرفونها علميا في الدنيا ها فيقولون انت ربنا في الاولى ما عرفوه. لكن لما جاءهم في صورته التي يعرفونها عرفوه فخروا له سجدا الا المنافق فينقلب ظهره صفحا حديدا وذلك قول الله عز وجل يوم يكشف عن ساق ويدعون الى السجود فلا يستطيعون. خاشعة ابصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا دعونا الى السجود وهم سالمون فهذا دليل على ان الذين يرونه هم المؤمنون والمنافقون من هذه الامة واما الكفار فلا اعلم دليلا يدل على انهم يرونه في العرصات بل الدليل اثبت انهم لا يرونه بل ان هذا ايضا مقتضى القسمة العقلية وهي ان الناس يوم القيامة ينقسمون ثلاثة اقسام. من كان مؤمنا باطنا وظاهرا وهم من؟ فهؤلاء لهم الرؤية المطلقة في العرصات وبعد دخول الجنة انتم معي ولا لا؟ طيب والقسم الثاني؟ والقسم الثاني من كان كافرا باطنا وظاهرا فهذا محجوب عن الرؤيتين القسم الثالث من كان مؤمنا في الظاهر. ولكنه كافر في الباطن فمن عدل الله اعطاه على مقتضى ايمانه الظاهر رؤية في العرصات. ولكن يحتجب الله عز وجل عنه لان هذا الايمان الظاهري لم يكن مبنيا على ايمان باطني. هذا هو مقتضى القسمة العقلية التي دلت عليها الادلة الشرعية هذا هو القول الصحيح الراجح ان شاء الله في هذه المسألة. وان رأيت غير هذا فلك ما رأيت اجتهادا او تقليدا. وانت اخي حبيبي ولا اجد في قلبي عليك شيئا من الغل او الحقد او الحسد او البغضاء لم؟ لان المسألة مسألة اجتهادية والمتقرر عند العلماء ان مسائل الاجتهاد خاضعة للنظر والخلاف قاضي علي النظر والخلف فكل يعبد الله عز وجل بما اداه اليه اجتهاده مع بقاء الخلاف خلافا ظاهريا لا يتطرق ولا ينفذ ولا ايخترق الباطن فينفذ الى القلب؟ انتبهوا. ومن لطائف ابي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى. انه وجه اليه سؤال من اهل البحرين اختلفوا وتنازعوا واختلفت قلوبهم وتشاحنوا بسبب خلافهم في رؤية الله عز وجل يوم القيامة في العرصات. فكتب جوابا بدأ هذا الجواب واستغرق اكثر صفحات الجواب في ماذا؟ في بيان ان هذه المسألة اصلا اجتهادية. لماذا تختلف قلوبكم وهذا هو دور العالم الناصح. وقد اقتدى بمنهج القرآن. لما اختلف الصحابة في في توزيع في غزوة بدر وسألوا عنها النبي وسلم نزل القرآن بقوله يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول ولكن الواجب عليكم ماذا فاتقوا الله واصلحوا ذات بينكم. هكذا جواب العالم فاذا وجه اليك سؤال من دولة اختلف اهلها بسبب قلة علمهم وبضاعتهم في معرفة اداب الخلاف. وهي مسألة فقهية فليكن جوابك عما يؤلف قلوبهم اكثر من جوابك عن تحرير النزاع في هذه المسألة. لان تحرير النزاع فقط قد لا يقنع الاطراف لكن تنبيههم على بقاء اخوة الدين واخوة الايمان هذا هو هذا هو الواجب عليك هيا كم رقم المسألة الان الرابعة انتهاء ولا ابتداء؟ ابتداء. المسألة الرابعة ما هي بندر موية وقف التسجيل وقفت وقفة توقيف لا ايوة عندنا اشكال لابد من الاجابة عليه وقد اورده علينا بعض اهل البدع لا يتفاجأ بها القلب كرؤيته اول مرة افهمتم هذا الاشكال هكذا اوردوه علينا. قالوا فانك اذا رأيت منظرا جميلا اول مرة فانه يسرق لبك ويأخذ بي تلابيب قلبك لكن اذا صرفت النظر عنه وجئته بعد زمان ونظرت اليه مرة اخرى لا تجد في قلبك ذاك الانبهار فما يصيب القلب في الرؤية الثانية الاولى او الثانية ليس كما يصيب القلب في الرؤية الاولى فكيف الجواب عن ذلك نقول لا اشكال في ذلك ولله الحمد والمنة. والجواب عنها من عدة اوجه الوجه الاول ان الله عز وجل جعل لكل رؤية مقصودا وحكمة فتحق مراد الله عز وجل ومقصوده وحكمته في كلا الرؤيتين فان قلت وما مقصود الرؤية الاولى؟ فنقول الرؤية الاولى انما حكمة الله فيها مجرد التعريف ليس التلذذ ولا النعيم. وانما مجرد التعريف. فان قلت وما دليلك على هذا؟ اقول دليلي ما في الصحيح في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون. اذا القضية قضية نعيم وتلذذ ولا قضية تعرف؟ قضية تعرف وتعريف فقط فهل تحقق مقصود هذه الرؤية في العرصات؟ الجواب نعم. واما المقصود من رؤية يوم من رؤية من رؤية الجنة ليس هو التعريف لا بل هي رؤية النعيم الكامل واللذة الكاملة والسرور الكامل. ولذلك اصاب المؤمنين في العرصات ما اراده الله من التعريف واصابهم بعد دخول الجنة ما اراده الله من الرؤية الثانية وهي النعيم واللذة فاذا حكمة الله عز وجل في كل رؤية ها قد تحققت فالرؤية الاولى مقصودها التعريف وقد تحقق والرؤية هي مقصودها النعيم واللذة والانس والحظور. ولا وكمال وكمال اللذة والنعيم. وقد تحقق فتحقق فمن كلا الرؤيتين ما يريده الله تبارك وتعالى فلا تعارض بين هذا وهذا لا تعارض بين هذا وهذا فان لم تقتنع بهذا الجواب فدونك الجواب الثاني وهي ان الرؤية في العرصات رؤية عامة ولا خاصة؟ عامة. فيراه المؤمنون والمنافقون والكفار على قول من ادخل الكفار معهم فاذا هي رؤية عامة. واما رؤية اهل الجنة لله عز وجل بعد دخول الجنة. هي رؤية خاصة باهل الايمان. ومن المعلوم ان ما يكتسبه الانسان في رؤية الملك على وجه الخصوص اكثر مما يكتسبه رؤيته على وجه العموم ومجالسة الملك في المجالس العامة ليس كمجالسته لخواصه في مجالسه الخاصة. هذا في ملوك الدنيا ولذلك في المجالس العامة لملوك الدنيا قد لا تستطيع انت ان تكلمه ولا ان تطيل النظر اليه ولا ان تكون قريبا منه لكن في الرؤية الخاصة كل ذلك يتلاشى فاعطى الله عز وجل المؤمنين في رؤية العرصات ما يتناسب مع الموقف العام واعطاهم عز وجل في رؤيته في في الرؤية الخاصة ما يتناسب مع مع واقعها وهي الخصوص كذا ولا لا؟ وان لم تقتنع بهذا الجواب فدونك الجواب الثالث وهي ان رؤية العرصات ورؤية في موقف خوف وليس موقف امن فهي رؤية في وقت القلوب فيه منزعجة. والاسماع فيه والافئدة فيه خائفة والاسماع فيه صاخة واما بعد دخول الجنة فانهم يرون الله مع كمال الامن المطلق وكمال الراحة المطلقة. وكمال الانس المطلق فلا خوف ولا حزن لانهم لا يخافون مما يستقبلونه اهم من اهل الجنة ام من اهل النار؟ امنوا من هذا الخوف بعد دخول الجنة ومن المعلوم ان الاشياء التي تراها في وقت خوفك لا تستلذ برؤيتها كرؤيتك لها في وقت امنك وراحتك ولذلك قالت عائشة لما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة ايش حفاة عراة غرلا. قالت يا رسول الله الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم الى بعض قال يا ابنة الصديق الامر اعظم من ان ينظر بعضهم الى بعض مع ان امرأة لو تجردت امامك في حال امنك وراحة قلبك فانك سوف تنظر دقائق دقائق تفاصيل جسدها. وتستلذ بهذه الرؤية ولكن في حال الخوف ربما تتجرد امرأة امامك وانت فار مما تخافه ولا تنظر لها الا شجرا. لا يقوم في قلبك في نظرتك المصحوبة بالخوف والقلق والانزعاج ما يصاحب قلبك في نظرة الامن والراحة والاطمئنان ما ادري كلامي واضح ولا لا فبناء على ذلك اختلف ما يصيب قلوب المؤمنين في الرؤيتين لاختلاف الموضعين. واختلاف الحالين فاما الرؤية الاولى فلم يصبهم كمال اللذة ولا كمال النعيم في رؤية ربهم لان الموقف موقف خوف وانزعاج وقلق واما في الجنة فاصاب قلوبهم وافئدتهم ونظرت ونظرت وجوههم بسبب هذه الرؤية. بما لا يوصف ولا يعلمه الا الله. بسبب انهم رأوه هذا كون قلوبهم مطمئنة وافئدتهم مرتاحة. ليس فيها انزعاج ولا خوف ولا قلق معي في هذا ولا لا؟ فهذه الاجوبة قد تغنيك قد تغنيك وتكشف لك هذا هذا الاشكال ان شاء الله وهناك وجه رابع ان اردتموه وهو متفرع عما ذكرته قبل قليل. وهي ان الرؤية في العرصات مصحوبة بمطلق الامن واما الرؤية في الجنة فهي مصحوبة بماذا؟ بالامن المطلق. من يشرح لها هي كأنها قريبة او قريبة من الامر الثالث لكن اشرحوها لي نعم يا شيخ هيثم احسنت لكن عندهم بقية امن ولا جرم ان ما تراه في حال مطلق الامن ليس كما تراه في حال الامن المطلق وهذا الجواب الرابع كانه قريب من الجواب الثالث. فبهذه الاجوبة ينكشف لك ان شاء الله انه لا اشكال في اختلاف الرؤيتين واختلاف المقصود من الرؤيتين واختلاف حال المؤمنين بعد بعد الرؤيتين انتهى الوقت طيب المسألة كم رقمها عندكم؟ السادسة او الخامسة؟ المسألة الخامسة ان قلت هل امن اهل البدع بها فنقول الجواب اتفق اهل البدع على عدم الايمان برؤية الله عز وجل لا في العرصات ولا بعد دخول الجنة فلم يؤمن بهذه العقيدة العظيمة الا اهل السنة والجماعة. وحري بمن كفر برؤية الله ان يحرم منها يوم القيامة وان يحتجب الله عز وجل عنه جزاء وفاقا كما حجب قلبه في الدنيا عن معرفة هذه الرؤيا وعن العلم بها وعن الايمان بها. فمن حجب قلبه عن الايمان بها في الدنيا فان الله فانه حري لان الله يحتجب عنه يوم القيامة. جزاء وفاقا لان المتقرر في قواعد العقوبات ان الجزاء من جنس العمل الا بدليل فقد انكرها الجامية والخوارج والمعتزلة والاشاعرة والماتريدية والكلابية وعامة اهل البدع وكلهم قالوا بان المقصود النظر اما ان يحمل على نظر الثواب والنعيم. او على انتظار الثواب النعيم لكن لم يقل احد منهم انه محمول على رؤية الله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته. هذه عقيدتهم نعود اعوذ بالله منها ونشهد الله عز وجل ومن حضرنا من الملائكة انها عقيدة فاسدة باطلة فان قلت وهل لهم ادلة يستدلون بها على تلك العقيدة الفاسدة؟ ان الله لا يرى؟ فاقول نعم لهم ادلة عامة وخاصة واظن ان البحث سيطول لان الادلة كثيرة والاجابة عن كل واحد منها قد تطول. فلعلنا نرجئ الاجابة عن هذه الشبهات الى الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى. اذا نقف عند عرض الادلة التي يستدل بها اهل البدع على انكارهم لرؤية الله عز وجل يوم القيامة واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد تابع بقية هذه المادة من خلال المادة التالية