وذريته حق يعني انه ثابت وان هذا جاءت به الادلة الصحيحة واننا نؤمن بذلك وان الله جل جلاله لما اخذ الميثاق جعل الذرية الى فريقين فريق في الجنة وفريق في النار المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح العقيدة الطحاوية. الدرس الثامن عشر بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وولي الصالحين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اللهم نسألك البر والتقوى ومن العمل ما ترضى. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما وعملا يا ارحم الراحمين نجيب على بعض الاسئلة بما يجتمع الاخوة هل يجوز لعن من فيه نص بدخول النار كقاتل الزبير بن العوام رضي الله عنه هذا ان صح حديثا بشر قاتل ابن صفية بالنار الى اخره هذه المسألة مبنية على حكم اللعن وهل يجوز للمسلم ان يلعن ام لا؟ واللعن اما ان يكون لمسلم يعني ان يلعن مسلما ان يلعن مسلم المسلمة واما ان يلعن المسلم كافرا اتاني مسألتان ولعن المسلم اختلف فيه اهل العلم هل يجوز لعن المسلم الذي ارتكب يستحق به اللعن ام لا؟ على اقوال. والصحيح منها ان اللعن يجوز ان يتوجه للجنس لا للمعين من المسلمين فلا يجوز ان يلعن مسلم مسلما معينا ولو كان قد فعل كبيرة او كان فعل او كان كاذبا او كان ظالما ونحو ذلك فلا يجوز ان العناء المسلم واستدلوا على ذلك بقول الصحابة لرجل كان يشرب الخمر وجلست اذا مرة ومرتين ثم لما اوتي به بعد ذلك قال احدهم لعنه الله ما اكثر ما يؤتى به فقال عليه الصلاة سلام لا تقولوا هذا فانه يحب الله ورسوله فدل هذا على ان المسلم المعين الذي يشرب الخمر لا يلعن مع ان النبي عليه الصلاة والسلام لعن الجنس فلعن في الخمر عشرة لعن شاربها و ساقيها الى اخره فدل على التفريق ما بين الجنس وما بين المعين وهذا من مثل الايات التي في هذا الباب الا لعنة الله على الظالمين لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه وان قوله واذ اخذ ربك من بني ادم لان ادم هو السبب فذكر المسبب وهم بنو ادم ولم يذكر ادم لانه هو السبب كما قال جل وعلا ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين الذي لا يتناهى عن المنكر من المسلمين لا يلعن بوصفه لا يلعن بعينه وانما قد يلعن بوصفه وكذلك اشباه هذه في لعنة الظالم ولعنة الكاذب الى اخره. فاذا هذا النوع وهو لعن مسلم مسلما فانه لا يجوز لعن المعين لكن قد يلعن الصفة يلعن الجنس كما لعن الله جل وعلا ولعن رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ذلك لعن الكاسيات العاريات قول النبي عليه الصلاة والسلام في حقهن اينما لقيتموهن فالعنوهن فانهن ملعونات هذا لعن للجنس والقاعدة منطبقة عليه لان المرء لا يجوز ان يلعن معينة مسلمة لكونها كاسية عارية فقوله اينما لقيتموهن فالعنوهن يعني لعن الجنس لا لعن المعينة من مثل لعن شارب الخمر ولعن اشبه ذلك اما المسألة الثانية وهي لعن مسلم كافرا العلماء اختلفوا فيها على قولين منهم من اجاز ان يلعن الكافر المعين لان الكافر المعين ليس له حق وعرضه غير مصان ولان معنى اللعن طلبه طرد والابعاد من رحمة الله وهو متحقق في الكافر فجازى عند هؤلاء ان يلعن المسلم الكافر المعين كما يلعن جنس الكفرة واستدلوا لذلك ايضا بان النبي عليه الصلاة والسلام لعن اقواما بعينهم من كفار قريش. والقول الثاني وهو الصحيح ان الكافر ايضا لا يلعن بعينه لان النبي عليه الصلاة والسلام لما لعن اقواما نزل قول الله جل وعلا في حقهم ليس لك من الامر شيء. او يتوب عليهم او يعذبهم فانهم ظالمون ولانه عليه الصلاة والسلام كان لا يلعن ولان اللعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة يعني من جرى اللعن على السنتهم وكذلك يدل عليه ايضا يعني على امتناع لعن الكافر المعين ان لا السنة لم تأتي به فان النبي عليه الصلاة والسلام لم يلعن كافرا بعينه الا هؤلاء ونزل فيهم قول الله جل وعلا ليس لك من الامر شيء لهذا قال طائفة من العلماء ان لعن الكافر المعين منسوخ بهذه الاية. ويلحق ببحث لعن الكافر لعن الشيطان او لعن ابليس. وهذا ايضا اختلف فيه اهل العلم على قولين منهم من اجاز لعنه بعينه لقول الله جل وعلا وان يدعون من دونه الا شيطانا مريدا لعنه الله وما جاء في الايات من لعن ابليس وطرده عن رحمة الله جل وعلا القول الثاني انه لا يلعن ابليس ولا الشيطان لما صح في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن لعن الشيطان او علقني ابليس وقال لا قال لا تلعنوا فانه يتعاظم رواه تمام في فوائده وغيره باسناد جيد. قالوا فهذا يدل على النهي عن اللعن وهذا متجه بان اللعن عموما في القاعدة الشرعية ان المسلم لا يلعن لان اللعن منهي عنه المؤمن بعامة ومن اعظم ما يكون اثرا لللعن ان اللعان لا يكون شفيعا ولا ولا شهيدا يوم القيامة والمسألة فيها ايضا مزيد بحث فيما جرى من لعن يزيد ولعن بعض المعينين ولكن الامام احمد لما سئل عن حال يزيد قال اليس هو الذي فعل باهل الحرة فعل باهل المدينة يوم الحر ما فعل؟ اليس هو كذا؟ فقال له لم لا تلعنه لما لا تلعنه فقال وهل رأيت اباك يلهن احدا وهذا يدل على ان ترك اللعن من صفات الاتقياء وان اللعن من صفات من دونهم اذا كان في حق من يجوز لعنه عند بعض العلماء. اما لعن من لا يستحق اللعن فهذا تعود على صاحبه يعني من لعن من لا يستحق اللعن عادت اللعنة يعني الدعا بالطرد والابعاد من رحمة الله على الله والعياذ بالله لا الجنس حينما لقيتموهن عن الجنس لقيتموهن بالجمع جمع للجنس ما هو للمعين المفرد يعني ادركتموهن اللقي هنا بمعنى الادراك هل هناك فرق بين جرح المحدثين للمبتدعة وانكار اهل العلم على المبتدعة لعل الوقت يضيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق قد علم الله تعالى في فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل الجنة نعم وعدد من يدخل النار واحدة فلا يزاد في ذلك العدد ولا ينقص منه خلاص قال رحمه الله تعالى والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق بمسائل الشفاعة قبل اه نسينا مسألة وهي يشير اليها اشارة ويمكن ان تجمعوا انتم المادة لانها قد يضيق الوقت عنها وهي يمكن ان تجعلها المسألة العاشرة انا ذكرنا تسع اظن وعليه تكون المسألة العاشرة وهي الاسباب التي بها يحصل المرء المسلم شفاعة نبيه عليه الصلاة والسلام والاسباب جاءت بها الاحاديث الصحيحة عن النبي عليه الصلاة والسلام ونذكر منها سببين الاول وهو اعظم الاسباب وارجاها توحيد واخلاص الدين والعمل لله جل وعلا واسلام الوجه لله جل جلاله وهذا قد دل عليه ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابي هريرة رضي الله عنه انه سأل النبي عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال عليه الصلاة والسلام له لقد علمت الا الا يسألني احد عن هذا قبلك اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه او نفسه مثله قوله عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة مجابة واني ادخرت دعوة شفاعة لامتي يوم القيامة فهي مدركة منهم من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه ونفسه او كما قال عليه الصلاة والسلام السبب الثاني متابعة المؤذن فيما يقول كما دل عليه الحديث الذي رواه البخاري وغيره انه عليه الصلاة والسلام قال من سمع النداء فقال مثلما يقول المؤذن ثم قال اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته الا حلت عليه اوله شفاعة يوم القيامة ومن اسباب نيل شفاعته عليه الصلاة والسلام متابعة المؤذن باخلاص وصدق لان ذلك دال على التوحيد وعلى الاستسلام لله جل وعلا في شرعه وامره فيقول مثلما يقول المؤذن ثم اذا ختم لا اله الا الله على مثل ما يقول ثم يقول اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ات محمدا الوسيلة والفضيلة. وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته وهنا فيه زيادات اه مروية في بعض الروايات في دعاء مجيب المؤذن منها ات محمد الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة هذه الزيادة ضعيفة وكذلك زيادة اخرى وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته انك لا تخلف الميعاد وهذه رواها البخاري في صحيحه في رواية الكوش ميهني وهي عند المحققين شاذة لا تصح عن البخاري لمخالفة الكشميهني لجميع رواة الصحيح وثمة اسباب اخرى تجمعونها ان شاء الله تعالى فانها من نفيس العلم جعلني الله واياكم ممن ينال هذا الحظ العظيم وهو شفاعته عليه الصلاة والسلام ثم قال الطحاوي رحمه الله والميثاق الذي اخذه الله الذي اخذه الله تعالى على من ادم وذريته حق. والميثاق الذي اخذه الله تعالى منه ادم وذريته حق الميثاق يذكر في بعض كتب العقائد لا في كلها بل كثير منها او الاكثر لا يذكرون مسألة الميثاق والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته متصل بمسألة القدر بل هو مبحوث في القدر ولذلك لا يستقل بحثه عن مسألة القدر بل هو مرتبط بالقدر. وذلك ان الروايات والاحاديث التي فيها اخذ الميثاق من ادم وذريته فيها انه جعل فئة الى الجنة وفئة الى النار وعن النبي عليه الصلاة والسلام سئل في ما العمل قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ونحو ذلك. والاحاديث الصحيحة التي فيها ذكر الميثاق متصلة بالقدر وليس فيها تقرير بمسألة الميثاق بنفسه بكونه امرا غيبيا او لكونه حجة على العباد دون مسألة القدر بل هي المراد بها القدر ولذلك فحاولي رحمه الله جعل مسألة الميثاق مقدمة لبحثه في القدر. فقال والميثاق الذي اخذه والله تعالى من ادم وذريته حق وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عددا من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار جملة واحدة فهذا العلم مذكور في احاديث الميثاق هذا الميثاق من الامور الغيبية والاعتقاد والاعتقاد اعتقاد ذلك موافق او مرتب على معرفة ما جاءت به السنة واما القرآن الكريم اليس فيه ذكر للميثاق الذي اخذه الله جل وعلا من ادم وذريته وانما جاء ذلك في عدد من الاحاديث ويعني بذلك ادم عليه السلام ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة يعني ادم عليه السلام ولاجل هذا المأخذ من الطحاوي ذكر الشارح عندك ابن ابي العز هذه الاية لاول بحثه في الصحيحين وفي غيرهما ومسألة الميثاق من المسائل التي يتفق عليها اه اعمام الفرق المختلفة فلا خلاف لان الميثاق اخذ لكن كيف يفسر يختلفون فيه كما سيأتي. فاذا قوله الميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وان الرب جل جلاله مضت حكمته باستخراج ذرية ادم ذرية ادم من ظهره كامثال الذر جعل الفريقين في فريق في الجنة وفريق النار اذا تبين هذا الاصل العظيم فان هذه المسألة وهي مسألة الميثاق مما يختلف فيها فهم اهل العلم جدا حتى انك لا تجد فيها قولا واضحا واحدا لاهل السنة والجماعة ولا لغيرهم فما من فرقة الا ولهم اقوال مختلفة في مسألة الميثاق كذلك اهل السنة والجماعة اختلفوا جدا في مسألة الميثاق مع اتفاقهم على حصول الاستخراج من ظهر ادم واخذ الميثاق عليه. اذا تبين هذا الاجمال في هذه المسألة المشكلة فان بحثها يكون في مسائل. الاولى معنى الميثاق ميثاق ذكر في القرآن بمعنى العهد شديد المؤكد كما في قوله سبحانه واذ اخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم وكما في قوله جل جلاله واذ اخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم واخذنا منهم ميثاقا غليظا والايات في ذكر الميثاق متنوعة كثيرة ومعنى الميثاق والعهد الشديد المؤكد ومنه قوله جل وعلا في سورة يوسف لن ارسله معكم حتى تؤتوني موثقا من الله يعني عهدا شديدا مؤكدا من الله جل وعلا تشهدون عليه ربنا تشهدون عليه الله لتأتنني به الا ان يحاط بكم فلما اتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل المسألة الثانية ان الميثاق الذي اخذ من هذا ما معناه على ما جاء في بعض الاحاديث ان الله جل وعلا استخرج ذرية ادم من ظهره استخرج صورهم وان هذا الاستخراج لاجل ظهور علم الله جل وعلا فيهم ولاجل اخذ العهد عليهم بما يشاءه الله جل وعلا والاحاديث في هذا متعارضة متنوعة مختلفة لهذا يدخل اهل العلم تارة في بحث الميثاق دليل من القرآن على ذلك وهو ليس بدليل في المسألة وهو قول الله جل وعلا وان اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم ا فتهلكنا بما فعل المبطلون. وكذلك نفصل الايات ولعلهم يجعلون هذه الاية لاجل اختلاف الاحاديث تنوع العبارات فيها يجعلونها من ادلة هذا الميثاق وسيأتي بيان ان هذا ليس بصحيح وان هي الميثاق الذي اخذه الله من ادم وذريته لا دليل عليه من القرآن الاحاديث تحتاج الى عناية والى جمع الاختلاف فيها كما ذكرنا والاضطراب والشذوذ كثير. لعله ان يجمع ما صح من ذلك في الصحيحين ويطرح الضعيف او المضطرب او المختلف مع ان كثيرا من العلماء دخل عليهم بعض تلك الالفاظ في بعض ولذلك اضطربت اقوالهم في المسألة هذا تسبيب يعني ذكر سبب الاضطراب في هذه المسألة العظيمة فاذا الميثاق امر غيبي والاخذ من ادم وذريته على ما جاء في الاحاديث حق وصواب وان هذا الميثاق لاجل مسألة القدر ولاجل العهد عليهم وهذا العهد امر غيبي وليس متصلا باية الاعراف المسألة الثالثة ان نهاية الاعراف التي ذكرنا وهي قوله وان اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم لا يصح بها الاستدلال على ما اورده هنا طحاوي في قوله والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق والطحاوي في كتابه مشكل الاثار ذهب الى تفسير الاية بالميثاق الذي اخذه ربنا من ادم وذريته فجعل الاية مفسرة بما جاء في السنة من حديث عمر حديث ابن ابن عباس حديث عبدالله ابن عمرو بان الميثاق مأخوذ من ادم وذريته تفسيرا لقول الله جل وعلا واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم فقال ان التفسير الصحيح وما جاءت به السنة من ان اية الاعراف هذه تفسر بالميثاق لا على هذه المسألة لاجل ان الطحاوية نفسه لان كثيرين جدا من اهل العلم يريدون الاية دليلا وهذا الاستدلال من الطحاوي المصنف ومن عدد كثير من اهل العلم فيه نظر على هذه المسألة الميثاق كما ذكرنا امر غيبي واما الاية فليس فيها ذكر الميثاق بل قال الله جل وعلا فيها واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريته واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى هذا الذي في الاية ان الله سبحانه اخذ من بني ادم ولم يأخذ من ادم واخذ من الظهور وبعلى صفة الجمع ولم يأخذ من الظهر ظهر ادم وانه اشهد بعضهم على بعض مشهدهم على انفسهم هذا ليس موجودا في مسألة الميثاق وعنا هذا الاشهاد ومتعلق بمسألة الربوبية الست بربكم وانهم اجابوا ببلى بهذا نقول ان الاية ليس فيها مسألة الميثاق وانما دلهم على انها مسألة الميثاق وجعلوها دليلا على تلك المسألة ورتبوا عليها اشياء لاجل امور الاول ان الصيغة متشابهة. واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريته وانه جاء في الادلة في السنة ان الله سبحانه اخرج ذرية ادم من ظهره كهيئة الذر. فلما جاء هنا ذكر الظهر والاخراج والاستخراج فجعلوا هذا تفسيرا لهذا كما ذكرت لكم من كلام الطحاوي ومن كلام كثيرين من اهل العلم من السلف والخلف. الامر الثاني لاجل الربط ما بين الاية وبين مسألة الميثاق انه قال واشهدهم على انفسهم والاشهاد معناه الشهادة وهذا يقتضي ان يكون الاستخراج على ما جاء في الاحاديث وان الله خاطبهم وانهم ردوا عليه الى اخره الامر الثالث هو انهم اجابوه بالقول الست بربكم؟ قالوا بلى وهذا صريح في القول دون غيره. والجواب ان هذه الامور اشتبهت على من استدل بالاية على مسألة الميثاق والاية ليست دليلا على مسألة الميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته وان تفسير الاية اؤتلف فيه على قولين. القول الاول هو الذي ذكرنا من ان ادم وذريته ان الله استخرج من ظهر ادم ذريته الى اخره وجعلوا الاية تفسيرا جعلوا آآ السنة تفسيرا لما جاء في الاية والاية دليلا فلم يفرقوا بين هذا وهذا والقول الثاني وهو قول جماعات كثيرة من اهل العلم من جميع المذاهب والفرق المحققين من اهل العلم ايضا فقالوا ان الاية تفسيرها هو ان الله اخذ من بني ادم من ظهورهم يعني اخذ يعني خلق وجعل فجعلهم يتناسلون واخذ بعضهم من بعض يعني انشأ بعضهم من بعض كما قال سبحانه كما انشأكم من ذرية قوم اخرين انشأكم من ذرية قوم اخرين يعني لما خلق من السبب من اراقة الماء في الارحام الى الحمل الى الولادة وقوله واذ اخذ ربك لما ذكر الربوبية هنا في الاخذ دل على ان معنى الاخذ هنا الخلق قال اخذ ربك يعني خلق ربك من ظهور بني ادم ذريته هذا سبك الاية من بني ادم من ظهورهم وتكون من ظهورهم بدل بعض من كل من بني ادم من ظهورهم لان اصلاب الرجال فيها الماء. فقال من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. يعني خلط من ظهورهم خلق الذرية من الماء الذي في ظهور الاباء اخذهم يعني اخذ بعضهم من بعض. وهذا يخلق من هذا وهذا يوجد بسبب هذا واشهدهم على انفسهم اشهدهم هنا الاشهاد في القرآن له معنيان. اشهاد بلسان المقال بان يشهد بقوله اشهد انه كذا وكذا قولا والثاني اشهاد بلسان الحال يعني ان حالته تشهد والاشهاد هذا بلسان الحال بمعنى ما جاء في قوله تعالى ما كان للمشركين ان يعمروا مساجد الله شاهدين على انفسهم الكفر فشهودهم على انفسهم بالكفر وبلسان حالهم من تأليههم غير الله وعبادتهم لغير الله. اما هم فلا يقولون عن انفسهم انهم كفار بل يقولون نحن الحنفاء وكذلك في قوله جل وعلا ان الانسان لربه لكنود وانه على ذلك لشهيد. يعني شاهد بلسان حاله بافعاله انه كنود جاحد بنعمة الله جل وعلا وهذا ايضا في مثل قوله تعالى كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولو على انفسكم هنا شهداء لله ولو على انفسكم يعني بلسان الحال او بلسان المقال. فدل اذا على ان الاشهاد في القرآن له هذان المعنيان ولهذا لما كان الاشهاد على هذين المعنيين صار تفسير الاية واشهدهم على انفسهم اشهدهم على انفسهم محتمل ان يكون بلسان المقال او بلسان الحال ولما كان اول الاية فيه الاخذ والخلق فيه الاخذ بالخلق صار الاشهاد على الربوبية بلسان الحال لا بلسان المقال يعني شاهدين يعني واشهدهم على انفسهم اشهدهم على انفسهم يعني بحالهم وما جعل الله جل وعلا فيهم في كل الانفس من دلائل ربوبيته ووحدانيته التي تؤدي وتدل على انه سبحانه هو المستحق للعبادة وحده دون ما سواه واشهدهم على انفسهم بما جعل في انفسهم من العبرة والدلالة على ان الذي خلقهم وفطرهم واوجدهم وابدعهم وبرأهم هو الله جل وعلا كما قال سبحانه ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون؟ وكما قال وفي انفسكم افلا يصيرون فاذا تكون هنا الشهادة اشهدهم على انفسهم يعني جعل حالهم وما هم مرتبين وما هم مركبون على دال على الوحدانية وايضا جعل بعضهم دليلا على بعض اشهدهم على انفسهم يعني جعل هذه الذرية بعضها شاهدا على بعض بما اودع الله جل وعلا في الناس من دلائل وحدانيته واثار عبوبيته ومعالم صنعته وبرأه جل وعلا. لهذا قال سبحانه هنا الست بربكم فذكر الربوبية التي هي الخلق وما يترتب عليه. قالوا بلى الست بربكم؟ قالوا بلى يعني انهم جميعا جميع هذه الذرية اذا رجعوا لدلائل الوحدانية التي يشهدونها بلسان الحال فانهم مقرون بالربوبية. وهذا هو الذي ذكره الله جل وعلا عن جميع الفئات والمشركين اي انهم مقرون بالربوبية منكرون للالهية الست بربكم قالوا بلى شهدنا وفي قوله بلى شهدنا وجهان من الوقف الاول ان يوقف على بلاء ثم تستأنف شهدنا ان تقولوا يوم القيامة والوجه الثاني ان يوقف على شاهدنا فلا شهدنا ثم تقف وتقول بعدها ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين والوجه الاول هو ان يكون الوقف على بلى هذا اولى واظهر في معنى الاية الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا هذا من كلام بعضهم لبعض يعني بلسان الحال شهادة الحال شهد بعضهم على بعض بلسان الحال لم ليكون ذلك دليلا من الادلة التي تكون دافعة لاحتجاجهم يوم القيامة فان الله جل وعلا جعل دفع احتجاج المشركين يوم القيامة وتنصلهم من التكليف ومن ورغبتهم في عدم التعذيب جعل ثم حججا منها هذا الاشهاد ان بعض هذه الذرية شاهد على بعض فهذه الاية فيها ذكر الشهداء وهم الذين يأتون يوم القيامة في قوله جل وعلا وجيء بالنبيين والشهداء يشهد بعضهم على بعض بان الدلائل ظاهرة وانكم مقرون بالربوبية مقرون بالوحدانية ويشهد الاباء على الابناء ويشهد الابناء على الاباء ويشهد بعضهم على بعض حتى لا تكون ثم حجة. لكن هذه ليست الحجة التي يحاسبون عليها ويعذبون عليها. وانما هي دليل لقطع معذرتهم مع الدليل الاخر وهو وهو الاعظم وهو بعث الرسل بهذا هذه الاية فيها ذكر دليل وما رتب عليها ما رتب على هذا الاشهاد انما هو مع بعثة الرسل وتأمل حين قال شهدنا ان تقولوا يوم القيامة من الذي شهد؟ الذرية؟ شهد بعضهم على بعض ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. عن هذا الاشارة الى اي شيء بدليل الربوبية ودليل الربوبية هو الذي احتجت به الرسل على ما جاءت به وهو توحيد الالهية فاذا في قوله شهدنا ان تقولوا يعني اشهد الله بعظ الذرية على بعظ على مسألة الربوبية لئلا يقولوا انا كنا عن هذا غافلين. والرسل جاءت بتقرير الحجة التي بعدها العذاب لاجل اه مستمسكة الرسل بالاصل الذي شهد بعضهم على بعض في بلسان الحال وهو الايمان بالربوبية. لهذا صارت الاية دليلا على الربوبية هذه حجة عليهم ولكنها ليست الحجة التي بها يعذبون ولكنها قاطعة لنزاعهم ورغبتهم في التنصل من العذاب. والثاني ان في قوله شهدنا ان تقولوا يوم القيامة ما قلنا عن هذا يعني عن هذا الدليل الذي هو التوحيد توحيد الربوبية او الفطرة الذي ذكرت به الرسل او الذي جاءت الرسل باحيائه في الانفس ليدل الناس على ما يستحقه الله جل وعلا من توحيد العبادة. شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. او تقول يعني يحتجون بالغفلة او يحتجون بالتقليد او تقول انما اشرك اباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم افتهلكنا بما فعل المبطلون. فهم احتجوا اما حفلة او احتجوا عدم الشرك او بمتابعة الاباء وهذا لو حصل يوم القيامة ان احتجوا به فان الله الله سبحانه اقام عليهم الحجة بالشهداء واقام عليهم الحجة بالرسل دلائل الصنعة وما اقام الله جل وعلا في الانسان من وفكر بحيث يستدل بهذه المخلوقات على خالقها جل جلاله وانما بالثاني مع الاول وهو بعثه الرسل. اذا تبين لك ذلك فان الاية اذا ليس فيها حجة لمن ذهب لان هذه الاية في الميثاق هذا واحد والثاني الاية ليس فيها حجة لمن قال انه بالفطرة او بالتوحيد او بما اخذ من الميثاق ذرية ادم من ظهره. لكن ايش معنى هذا الميثاق الله اعلم بحقيقته ثم هناك عهود مؤكدة لكل فئة من من بني ادم فهذا اخذ عليه عهد موثق بطاعة الله جل وعلا كذلك ذرية ادم قريبين الاول ان هذا كاف عن اقامة الحجة على العباد. وانه بذلك الميثاق وذلك الاشهاد واقرارهم على انفسهم والشهادة في الربوبية والعبادة بانه اذا لم تبلغهم الرسل ولم تبلغهم الرسالات ولم تأتهم الرسل ان تلك الشهادة كافية في تعذيبه. فاذا الاية اولا ليس فيها دليل على الميثاق والثاني ليس فيها دليل على ان هذه حجة كافية في تعذيبهم بل لا بد من اقامة الحجة الرسالية. لذلك ترى ان ائمة اهل العلم المحققين كشيخ الاسلام وائمة الدعوة دائما يذكرون الحجة الرسالية لا بد من اقامة الحجة الرسالية. لماذا لفظ الرسالية؟ حتى لا يتوهم متوهم ان الحجة الفطرية انها كافية اذا تبين ذلك فان تفسير الشهادة هنا وهذه الاية عند المحققين من اهل العلم على ما ذكرنا هو بالفطرة الفطرة التي فطر الله جل وعلا الناس عليها وهي الفطرة في الربوبية التي تدل على الالوهية وهي هي في معنى قوله جل وعلا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. وفي معنى قوله عليه الصلاة والسلام كل مولود يولد على الفطرة. وهذا الذي ذكرت من تفسير الاية على وجه التفصيل والبسط. هذا هو مذهب واختيار ائمة اهل السنة كشيخ الاسلام ابن تيمية وابن القيم ابن كثير رحمه الله في تفسيره مشارح الطحاوية وائمة الدعوة والشيخ عبد الرحمن ابن سعدي في تفسيره وهو تفسير جماعات كثيرة من اهل العلم وهو الذي يتعين في الموافقة مع اصول التوحيد واصول العقيدة بعامة. وهو الذي يتعين موافقة لحكمة الله جل وعلا. وهو الذي يتعين موافقة لما هو مقرر في الشريعة من مسألة اقامة الحجة في احكام المرتد لهذا غلط في هذه الاية جماعات ومن المعاصرين جماعات ايضا فجعلوه حجة على انه ليس ثم حاجة لاقامة الحجة على العباد بل الفطرة كافية والعهد الاول كافي والى اخره وهذا ولا شك ليس بمرضي والحجة لا تقوم على العباد بشيء لا يتذكرونه اصلا وانما العباد امامهم الدلع. اما تذكر ميثاق وتذكر شهادة وتذكر هذه الاشياء. فانها فان احدا لا يتذكر ذلك وانما الرسل تذكرهم بذلك فتكون الحجة بالرسل لا ذلك الامر الاول. لهذا ذكرت لك في اول البحث ان مسألة الميثاق مرتبطة بالقدر. وليست متصلة بالتكفير ليست متصلة بالحجة ليست اصلة بهذه المسائل وانما هي يعني الميثاق مرتبط بالقدر لا غير وليس حجة على خلاف القدر انما هو دليل على القدر فقط دون ما سواه تقرأون الكلام الطويل الذي ذكره شارح الطحاوية وفيه طول والمسألة بما ذكرت لك تكون قريبة واضحة ولا يكون ثم اشكال في هذه الاية ولله الحمد هي من الايات المشكلة كما ذكرت لك لكن بتأمل قول المحققين والنظر لتصحيح الاحاديث وعللها وان الاحاديث التي فيها الربط ما بين الاية والميثاق ان هذا ان هذه الاحاديث فيها اضطراب وفيها ضعف في بعضهم ضعف في الاسناد وفي بعضها علة بالوقف وثم اشياء اخر لا نطيل بالكلام عليها بعدها ذكر مسألة القدر مسألة القدر يطول الكلام عليها ولعلنا نبحثها ان شاء الله المرة القادمة نعم نعم لكن طلب طلب منهم بايش؟ باي طريقة. الله جل وعلا جعل المؤمنين شهداء على على الكفار الاشهاد قائم انا مشهد على كل مخالف للرسالة مشهد على كل مخالف للوحدانية. كل مؤمن لما كان مؤمنا مستسلما للرسالة هو مشهد على على غيره. مشهد على المخالف فهو اشهاد يعني واشهدهم يعني جعل بعضهم شهيدا على بعض ذلك يوم القيامة ثم الشهداء يشهدون آآ بعض اهل العلم يستشهد بقوله تعالى واذا اخذ ربك يعني على ان الذي يفعل الشرك ولو كان جاهلا فانه يكون مشركا لهذه الاية قال فانه قد اخذ عليه الميثاق اذ هو عالم فما ثالثهم. هذا هو الذي بحثنا الكلام عليه. هذا قول ليس بصحيح وهو مخالف لظاهر الاية سبب الاشتباه هو اللي ذكرنا ان الربط ما بينه وبين الميثاق لهذا هو اخذ الالفاظ على مسألة الميثاق هل هناك ميثاق اول ميثاق غيرهم هو ميثاق واحد؟ فثم ميثاق سابق هو الذي نؤمن به اللي جاءت به الاحاديث وهو ان الله استخرج والرسول اخذ عليه ميثاق واخذت على امته المواثيق بان تطيع وهكذا. يعني هذيك مواثيق لفظية وعهود بما انزل الله جل وعلا من الكتب وبعث من الرسل كيف يكون اهل الفرق متفقين على الميثاق وهناك من الفرق من يأخذ بالقرآن فقط والقرآن لم يأتي بالميثاق هل هناك من الفرق من يأخذ بالقرآن فقط مم من الفرق يعني قديما هل في احد انا ما اعرف يعني من الذي يأخذ بالقرآن فقط انا ودي استفيد ما ادري لان الخوارج نأخذ بالقرآن والسنة الرافضة والسنة المعتزلة القرآن والسنة المرجئة اقامة القدرية كلهم يأخذون بالقرآن والسنة لكن السنة يحتجون العقائد بالمتواتر لا بالاحد لكن الاحاد الاحاد مقبولة عندهم لكنها تفيد الظن للعلم والمتواتر هو اللي على تفصيل الكلام المعروف لديكم فيها يقول اورد الالباني حفظه الله الاحاديث في المسألة في السلسلة الصحيحة قد جمعها وحققها وبين الصحيح منها يعني هذي انا ما ادري عن بحث اه الشيخ ناصر لكن مسألة تحتاج الى نظر فيما قال لانها راجعة الى نظر في المتن ونظر في الاسناد. نظر في الاسناد غير النظر في المتن النظر في المتن يحتاج الى معرفة تفاسير الاية والا يحمل الاية على الحادثة يعني لابد من مراجعة البحث تنشوف ايش وصل الي قد اتضح عدم دخول الاية في الميثاق ما معنى الميثاق الذي ذكره اهل العلم هذا كان معنى الميثاق هو العهد لكن ايش هذا العهد؟ ايش حقيقته قال العلماء معناها الفطرة فطرة التي فطر الله الناس عليها. فاذا مسألة الميثاق ما في شيء غريب هو الفطرة. كل مولود يولد على الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها يعني جعلهم مفطورون عليها لما اخذ الميثاق فاذا مسألة الميثاق عن العهد لما استخرجت الذرية معناها الفطرة السابقة وهكذا يعني ما في الميثاق ما في شي جديد الميثاق ليس فيه شيء جديد عن غيره ولا يتميز بشيء آآ هل الاشكال بين الاية والاحاديث جاء من قوله تعالى انما اشرك اباؤنا لأ هذه ما فيها ما لها علاقة لان الاية قال شهدنا ان تقولوا يوم القيامة يعني لان لا تقولوا يوم القيامة اقام الله هذه الدلائل في الربوبية واقام دلائل الوحدانية لئلا تقولوا يوم القيامة او تحتج بالغفلة ولان لا تحتجوا بالتقليد او تقولوا انما اشرك اباؤنا من قبل فلا تحتج بالغفلة ولا تحتج بالتقليد فثم فطرة مركوزة ورسل ارسلت اليكم تدلكم بهذه الفطرة المركوزة على حق الله جل جلاله. فليس ثم اذا حجة لاولئك وقطع الله المعذرة واقام الحجة وابان المحجة ولله الحمد والمنة نكتفي بهذا القدر