نعم لا يفنى ولا يبيد ولا يكون الا ما يريد. نعم اي ان الله سبحانه وتعالى كما قال في كتابه كل من عليها فان ويبقى وجه رب والله سبحانه وتعالى دائم الصفات مع ان اسم الذات في حق الله سبحانه وتعالى ليس هو من باب الاسماء وانما هو يخبر به خبرا اخبر به خبرا ويذكر اضافة ويذكر اضافة كقول آآ الشعر وذلك في ذات الاله فهذا يكون من باب وتعالى قال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. فلا يحيط العباد بعلمه سبحانه وتعالى ولا يحيط العباد اه كونه بكنه ذاته سبحانه وتعالى اي انهم لا يعلمون كيفية وان الله سبحانه وتعالى لا اله غيره وهو الواجب الذي تجب له العبادة وحده دون سواه هو من تجب له العبادة وحده دون سواه هذا التوحيد الذي دعت اليه الرسل كما تراه في كتاب الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فينعقد هذا المجلس من مجالس شرح العقيدة الطحاوية على معالي شيخنا يوسف الرخيص اليوم الثاني من شهر ذي القعدة من عام واحد وثلاثين واربعمائة والف من من هجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام قال المؤلف رحمنا الله واياه ان الله واحد لا شريك له ولا شيء مثله ولا شيء يعجزه ولا اله غيره قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد هذا هو المجلس الثاني من مجالس الشرح رسالة الطحاوية للامام ابي جعفر احمد ابن محمد ابن سلامة الطحاوي رحمه الله تعالى وقدمنا سابقا في مقدمة كلام المصنف وان هذا معتقد ابي حنيفة وصاحبيه وقوله هنا ان الله واحد لا شريك له ايضا سبق التعليق عليها وكذلك قوله رحمه الله ولا شيء مثله وذلكم ان الله سبحانه وتعالى كما اخبر عن نفسه في كتابه بقوله جل وعلا ليس كمثله شيء وبقوله فلا تضربوا لله الامثال وهذا المعنى المذكور في القرآن ليس في هاتين الايتين فحسب بل في عامة ايات ذكر حق الله سبحانه وتعالى فانها تتضمن هذا المعنى ان الله جل وعلا ليس كمثله شيء هذا منصوص عليه في كتاب الله باحرف مختلفة وبكلمات مختلفة من جهة الفاظها ودلالتها واحدة وهذا المعنى هو من المعلوم من الدين بالضرورة. وهو من المعاني العقلية الثابتة في العقل ايضا والمعاني الفطرية الثابتة بالفطرة ولهذا يعلم حتى اجناس الكفار فضلا عن اهل الايمان واتباع الرسل ان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وان الخالق متعالي عن احوال المخلوقين فهذا الكمال هو حق الله سبحانه وتعالى نعم. قال ولا شيء يعجزه اي ان الله سبحانه وتعالى كما اخبر عن نفسه كتابه لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وهو معنى قوله ان الله على كل شيء قدير. وقوله ان الله بالغ امره الى غير ذلك وقوله والله يحكم لا معقب لحكمه وقوله لله الامر من قبل ومن بعد الى غير ذلك من هذه المعاني التي كمال قدرته سبحانه وتعالى فله القدرة المطلقة والمشيئة الشاملة سبحانه وتعالى. نعم قال ولا اله غيره اي انه لا يعبد الا هو فهو المعبود وحده سبحانه وتعالى وهذا التوحيد وهو ما سماه كثير من اهل العلم بتوحيد الارادة والطلب وبتوحيد العبادة وبتوحيد الالهية ونحو هذه التسويات التي هي اصطلاح صحيح وهذا التوحيد هو الذي دعت اليه الرسل عليهم الصلاة والسلام وهو مبتدع دعوتهم وهو مبتدأ دعوتهم وهذا التوحيد يعني توحيد العبادة ودعوة الامم ودعوة الرسل لقومهم ولاممهم بقولهم اعبدوا الله فهذه العبادة التي شرعها القرآن وشرعتها الرسل عليهم الصلاة والسلام هو الاصل الاعظم الذي بعث به جميع الرسل وهذا التوحيد يتضمن حق الله سبحانه وتعالى في ملكوته وربوبيته ولهذا اذا قيل في كلام اهل العلم ان هذا التوحيد يعنون توحيد العبادة هو الاصل الذي دعت اليه الرسل فليس معنى هذا الاسقاط لما سموه توحيد الخبر او التوحيد الخبري او التوحيد بربوبية الله سبحانه وتعالى ليس ان هذا ما دعت اليه الرسل او ما امرت به الرسل بل هذا مادة واحدة التوحيد جملة واحدة وهي معرفة الله وعبادته ولهذا لا يكون معبودا سبحانه وتعالى بحق الا بحق من عرفه. سبحانه وتعالى فمن عبد الله وهو لا يقيم حقه او في ملكوته وفي ربوبيته سبحانه فانه ما عبده العبادة الصحيحة بل لابد من معرفة حقه سبحانه وتعالى في ربوبيته وفي الهيته. لكن لما كان توحيد الربوبية قائما في نفوس المخاطبين من اجناس المشركين في الجملة وليس على التحقيق الكامل كما سبق الاشارة اليه. لان عندهم خرقا وقطعا لهذا المقام. عن تمامه وكماله واجب لما كان الشرك بينا في عبادتهم من عبادة الاصنام صار الذي يجري في كلام الرسل هو الامر بهذا المقام هو يتضمن يعني مقام توحيد العبادة يتضمن كمال التحقيق لتوحيد الربوبية هو انت قيل ان توحيد الربوبية اصله يقر به المشركون وهذا ثابت في القرآن والانسان ثم من خلقهم من خلق السماوات والارض ام خلقوا من غير شيء امهم الخالقون؟ هذا الخطاب الذي خطبوا به. والزامهم لما اقروا باصل الربوبية ان يقروا بالالوهية. هذه هي طريقة القرآن كما تعرف لكن ليس معنى هذا انهم محققون تماما لتوحيد الربوبية. بل هذا لا يتصور لان التوحيد في حقيقته واحد ما بينهم انقسام الا في الاصطلاح والا هو في حقيقته الشرعية معنى واحد من حقق الربوبية تحقيقا كاملا استجاب للالهية وهذا هو المقصود بمثل قول الله ولئن سألتهم من خلقهم والامثلة التي ظربها القرآن ظرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء؟ فيما رزقناكم فانتم فيه سواء هو المعنى اي ان تحقيق الربوبية الذي جئتم باصله يوجب تحقيقه ماذا الاخذ بتحقيق مقام العبادة لله وحده لا شريك له ليس معناه ان هذا نوع يكمن في بعض النفوس دون النوع الاخر بل بينهما اتصال وتظمن وتلازم بينهما اتصال وتظمن وتلازم تقول ان الربوبية تستلزم الالهية وان الالهية تتضمن ما سمي عند اهل العلم او بعضهم بالربوبية او بالالهية الالهية توحيد العبادة يتضمن توحيد الربوبية توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالهية لكن في الحقيقة مقام التوحيد واحد وما اراد الرسل بقولهم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ما ارادوا اي انهم لا يحققون انه الواحد لا شريك لها الذي ليس كمثله شيء. الذي له ملك السماوات والارض ما ارادوا ان المكلفين لا يقيمون لهذا المقام لا هذا اصل ولكنه في الجملة يقر به بجمله والا ما من امة من الامم الا واسقطت منه مقاما بشركهم ولا يتصور في مشرك او كافر انه يحقق كمال الربوبية لا يتصور انه يحقق المال الربوبية لكن جمله الكلية يقرون بها كخلق الله للسموات والارض وخلق الله لهم لكن خرق لهذا المقام سبق الاشارة اليه كدعوتهم لاليتهم بقضاء الحاجات وتفريج الكروبات فان هذا هو وجه من العبودية من جهة الدعاء والسؤال ولكنه وجه من الربوبية باعتبار ماذا انهم اعتقدوا في هذه الالهة ان لها سببا وتأثيرا في قضاء الحاجات وتفريج الكروبات فمن يدعو صنما يسأله قضاء الحاجات وتفريج الكربات فاتى بشرك الالهية في عبادته وصرفه الدعاء لغير الله واتى بشرك في الربوبية انه جعل في هذا المخلوق حتى لو لم يكن صنما جعل فيه وجها من التأثير وجلب النفع ودفع الظر وهذا اسقاط لمقام اختصاص الله سبحانه وتعالى بهذا المقام وهو من مقام ربوبيته وهذا التوحيد توحيد العبادة عني السلف رحمهم الله بتقريره لانه هو الذي يقع فيه الشرك كثيرا ومن هنا علوا ببيانه وبيان حقه وهو معنى شهادة ان لا اله الا الله التي هي اصل دين الاسلام ومبناه ومن هنا اجمع العلماء العلماء على ان من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانه يكون مسلما لهما للمسلمين وعليهما عليهم وتجرى عليه احكام الاسلام حتى ولو ظهر منه بعض النفاق ما دام انه يظهر الشهادتين فانها تجرى عليه احكام الاسلام الظاهرة ومن هنا اجرى النبي صلى الله عليه وسلم احكام الاسلام على المنافقين كما نعلم وحكى الامام ابن تيمية رحمه الله اتفاق العلماء على ان احكام الاسلام الظاهرة تجرى على المنافقين على ان احكام الاسلام الظاهرة تجرى على المنافقين وان كانوا في حقيقة امرهم ليسوا مؤمنين بالله ولكن هذا فيما بينهم وبين الله وقد يظهر من نفاقهم ما يظهر وقد لا يظهر بعضه ولهذا قال الله تعالى وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق لا تعلمهم وهذا يعلم به ان المنافقين ليس من تكليف المؤمنين انهم يتتبعون العلم بهم الا اذا كان هذا على سبيل لدفع شر على سبيل دفع الشر العام فهذا وجه لكن على سبيل التشقيق عما في القلوب فهذا ليس بالمشروع ولا يجوز التكلف فيه ولا بحث ولا سيما ان الانسان قد يضل فيه فربما رمى شخصا بالنفاق وهو مؤمن ولهذا بعض الصحابة على جلالتهم وعلم وعدلهم لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت بعض اصحابه في حديث عثمان ابن مالك كما في الصحيحين لما امرني من رسول الله ان يصلي في بيته قال لما اصابه في بصره بعض الشيء فاتى الى النبي وسأله ان يصلي في مكان في بيته دعا النبي وصلى في بيت عتبان والحديث متفق عليه كما اشرت فالنبي في صلاته فوقعوا في مالك ابن الدخشم وقعوا في رجل يذمونه وما يرونه الا منافقا اي ان رجالا ممن كان في المجلس طعنوا في شأن هذا الرجل بالنفاق وقالوا انه يقول كذا وكذا وذموه بوجه من فلما انصرف النبي من صلاته قال اليس يشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله الله فقال الصحابة او من قال ذلك منهم قالوا يا رسول الله انه يقول ذلك وما هو في قلبه؟ يعني لا يقوله ايمانا بل نفاقا قال لا يشهد احدنا ان لا اله الا الله رسول الله فيدخل النار او تطعمه. المقصود ان هذا فيما يتعلق بالمآل هذا حكمه الى الله واما في دار الدنيا فتجرى عليه احكام الاسلام ولهذا المسلم هو من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فهو مسلم تجرى عليه احكام الاسلام نعم قال رحمه الله تعالى قديم بلا ابتداء دائم بلا نعم قال قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء هذه الجملة مما عبر بها او عبر به ابو جعفر الطحاوي في رسالته ولم يكن ذلك التعبير الفاضل وذلك من استعمال هذا الاصطلاح هو من اصطلاحات المتكلمين في الاصل فان قيل فهل الخبر عن الله سبحانه وتعالى يلزم ان يكون بالفاظ القرآن وكلمات القرآن والسنة قيل الاصل هذا الاصل انه يخبر عن الله سبحانه بما اخبر به عن نفسه بكتابه وبما اخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فيما اوحى الله اليهم ولا يتجاوز القرآن والحديث هذا الاصل ولكن ما كان من لفظ الخبر مطابقا لما اخبر الله به عن نفسه حسب لسان العرب ويقال خبرا لا من باب الاسماء فان الاسماء توقيفية له جل وعلا فهذا الوجه من الخبر اذا ما استعمل على مطابق لما وقع الخبر به حسب لسان العرب كان هذا صحيحا كان هذا صحيحا ولهذا في مفصل الافعال التي هي حق لله سبحانه وتعالى يقع ذلك وان لم يقع مطابقا وان لم يقع مطابقا من حيث اللفظ لكنه مطابق من حيث المعنى اما من كان من اسماء الله جل وعلا او من صفاته فان هذا موقوف على القرآن والحديث كما قال الامام احمد نصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله لا يتجاوز القرآن والحديث ففي باب اسماء الله وصفاته يوقف على ما وصف الله به نفسه ووصف به رسوله. كذلك هم الخبر هو كذلك لكن لو عبر معبر بمطابق من كلام العرب خبرا عن الله فهذا يقع فيه سعة على هذا الوجه. كأن يقول قائل مثلا ان الله سبحانه وتعالى هو الذي قظى وقدر هذا الحدث الذي صار في هذه الارض او في هذا البلد او في هذا المكان او لهذا الشخص الى اخره فهذا حقيقته اخبار عن افعاله لله وهذا يقع على مقتضى المطابق من الالفاظ الصحيحة العربية التي تكون مطابق لما وصف الله به نفسه واخبر به عن نفسه في كتابه قول ابي جعفر قديم قديم هذا اصطلاح استعمله المتكلمون ولم يستعمله السلف في حق الله واشهر من استعمله من مدارس المتكلمين مدرسة المعتزلة. والسبب في ذلك ان القدم اخص وصف لله عند المعتزلة اخص اوصاف الله عند المعتزلة هو القدم اخص اوصاف الله عند المعتزلة والقدم وعن دليل القدم فرعوا مسألة القول في صفات الله سبحانه وتعالى وما سموه في اصولهم بالتوحيد هو صحيح ان الله سبحانه وتعالى ليس قبله شيء لكن المستعمل في كتاب الله هو الذي جاء به القرآن بعبارة اصح الذي جاء في القرآن انه سبحانه الاول انه سبحانه الاول قال الله تعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. الاول ما معناه دعا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح وكأنه عليه الصلاة والسلام يبين تمام هذا المعنى لاصحابه فقال اللهم انت الاول فليس قبلك شيء. اذا الاول الذي ليس قبله شيء قال والاخر الذي ليس بعدك شيء اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء. وانت الظاهر فليس فوقك شيء اي ان الله سبحانه وتعالى هو العلي الاعلى كما اخبر عن نفسه بقوله سبح اسم ربك الاعلى قوله وهو القاهر فوق عباده. قوله يخافون ربهم من فوقهم الى غير ذلك قال وانت الباطن فليس دونك شيء ما معنى الباطن الذي ليس دونه شيء الاولى الثلاثة بينة الثالث قال وانت الباطن فليس دونك شيء اي لا يخفى عليك شيء في الارض ولا في السماء فله الكمال سبحانه وتعالى الاول الذي قبله شيء ليس قبله شيء والاخر الذي ليس بعده شيء والظاهر الذي ليس فوقه شيء والباطن الذي ليس دونه شيء لا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فالله هو الاول فلو قال المصنف رحمه الله لو قال ابو جعفر رحمه الله بذل قوله قديم بلا ابتداء دائم بلا انتهاء لو قال الاول الذي ليس قبله شيء الاخر الذي ليس بعده شيء لو قال هذا لكان اصح لانه مطابق لكلمات القرآن والسنة من وجه ومن وجه اخر لان لفظ القديم هو استعمال للمتكلمين زمن الخلاف بين هؤلاء مع سلف الائمة او ائمة السلف وبعض اهل العلم يشير الى وجه ثالث بترك هذا الاصطلاح قالوا لان القديم في لسان العرب لا يطابق الاول الذي ليس قبله شيء ولكن هذا قد يجاب عنه بانه من المعاني الاضافية حتى الاول اذا كان في حق غير الله سبحانه وتعالى ما كان على هذه الرتبة ولا يتصور الاول اذا قيل هذا الفرس الاول او هذا الشيء الاول او هذه البئر الاولى ليس المعنى انه ليس قبلها ذلك ما هو معنى اضافي اذا اضيف ذلك بالاخبار عن الله سبحانه وذكر اسما لله سبحانه وتعالى كما في القرآن صار لاختصاصه بحق الله على معنى الذي ليس قبله شيء. فهذا الوجه الذي اعترض به على ابي جعفر هو محل نظر على هذا الاعتبار اما آآ نتيجة هذا التقرير ان ابا جعفر لو قال على لفظ القرآن او على كلمة القرآن والسنة الاول الذي ليس قبله شيء. الاخر الذي ليس بعده شيء لكان هذا اجمع في المعنى واصدق في المعنى واصدق في اللفظ. نعم وهذا المعنى من جمل الربوبية الكلية المسلمة عند المسلمة عند جميع المسلمين وجميع طوائف اهل القبلة من اهل السنة والجماعة وغيرهم من طوائف المسلمين فان جميع اهل القبلة يقرون ويجزمون بهذه الحقيقة وحتى جمهور الكفار يقرون بان الله قديم اي ان الله هو الاول وان كانوا يعبرون الفاضل قد لا تكون مطابقة لكلمات القرآن والسنة انما كلمة القرآن كما اسلفنا الاول الذي ليس قبله شيء وبعض ولاة الفلاسفة لهم قولهم في مسألة قدم غير الله سبحانه وتعالى قدم غير الله سبحانه وتعالى وعن هذا القول بقدم العالم وكلامهم في مسائل التسلسل في الافعال والتسلسل في الفاعلين ورتبوا على تسلسل الافعال تسلسل المفعولات وانه يستلزم القول بقدم العالم او غيره هذه طرائق لبعض قدماء الفلاسفة وليس لجميعهم فليس جميع الفلاسفة يقولون بهذه الطريقة انما هي طريقة لبعضهم كارسط وامثاله ودخل شيء من هذا من هذه المادة على بعض فلسفة في تاريخ المسلمين بقولهم بقدم العالم نعم قال رحمه الله دائما بلا انتهاء والله سبحانه وتعالى غني عن خلقه فليس له ابتداء وليس له الانتهاء وهذا معنى قول ابي جعفر لا يفنى ولا يبيت ولا يكون الا ما يريد وهذه جملة في قضاء الله سبحانه وتعالى وقدره وافعاله جل وعلا اي ان الله سبحانه وتعالى له ملكوت السماوات والارض لا يكون الا ما يريده سبحانه وتعالى وهذه كما يسميها اهل العلم ارادته الكونية القدرية هذه ارادة الله الكونية القدرية قال الله تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا ان ما يصعد في السماء فالله سبحانه وتعالى لا يقع شيء في ملكوته وفي العالم كله وفي جميع ما خلق الله مما نعلم ومما لا نعلم فافعال بني ادم وافعال الملائكة وغير ذلك من الافعال والمفعولات كل ذلك بارادة الله وحده لا شريك له ولو شاء ربك لما وقع هذا فهو سبحانه وتعالى لا يقع شيء الا بارادته وهذا ايضا من المعاني البينة عند جميع المسلمين ان الله سبحانه وتعالى لا يقع الا ما يريد الا ما حصل من فتنة في صدر الاسلام في مسألة افعال ايش في مسألة افعال العباد لما ظهرت القدرية في اواخر عصر الصحابة رضي الله تعالى عنهم وقالوا ان الامر انف وان الله لم يرد افعال العباد ولم يشأها وهؤلاء القدرية هم الذين نقصوا مقام الارادة في حق الله سبحانه وتعالى. وتمثل هذا بمدرسة المعتزلة بعد ذلك فيما رتبوه في اصل العدل من اصولهم وفي مدرستهم وتكلموا في افعال العباد ومن هنا عني الائمة وبهذه المسألة وتعلمون ان الامام البخاري رحمه الله صنف في هذا كتابا مشهورا وهو خلق افعال العباد بين فيه الامام محمد بن اسماعيل صاحب الصحيح البخاري بين فيه مقام هذه المسألة وان افعال العباد كغيرها من الاحوال التي داخلة في ملكوت الله فلا تقع الا بارادته سبحانه وتعالى انما كانت شبهة قدرية ان الله سبحانه وتعالى يؤاخذ العباد على افعالهم وان افعال العباد كالكفر والمعصية فانهم يؤاخذون عليها وان افعال العباد منها الحسن ومنها السيء فكانت هاتان الشبهتان هما مأخذ القدرية في هذه الضلالة او في هذه الفتنة او في هذه البدعة فدخلت عليهم الشبهة من هذا الوجه وهذا ليس حكيما لا من جهة العقل ولا من جهة الشرع فان الله سبحانه وتعالى يؤاخذ من عصى ومن كفر به ويجازيه ويغفر سبحانه وتعالى ما دون الشرك لمن يشاء ما هو معروف فهذه المؤاخذة منه سبحانه وتعالى في حق من كفر به او عصاه سبحانه وتعالى بكبير من الاثم هذه المؤاخذة لا تنافي كونه سبحانه وتعالى وقع هذا الفعل بقضائه وقدره بمعنى ان هذا العبد وان كان له ارادة يفعل بها وهذه مسألة معلومة في الشرع والعقل والحس ودليلها حتى لغير المسلمين الحس فان الانسان يفرق بين فعله الاختياري وبين فعله الاضطراري. اليس كذلك؟ والانسان هو الذي يختار ان يفعل هذا الفعل او ان يتركه ان يأكل او لا يأكل ان يسافر او لا يسافر فهو يبين يبين له افعاله السوية الاختيارية وبعض الافعال الاضطرارية الذي التي يلجأ اليها اما لاغماء فيسمى فعل غير اختياري كحركات مغمى عليه او حركات النائم ونحو ذلك فهذا الارادة من العباد لا تنافي كونه سبحانه وتعالى مريدا باعتباره قادرا على كل شيء وباعتباره لا يقع شيء الا بامره ان هذا العبد هو من عباد الله وممن خلق الله سبحانه وتعالى لا يستقل عن الله ولا يختص عن الله سبحانه وتعالى بهذا شكرا فهذا اسقاط لمقام كمال الربوبية. اذا قيل ان ايراد افعال العباد بمحض ارادتهم المنفكة عن ارادة الله سبحانه وتعالى واما كون هذا الفعل يقع فيه من العباد ما هو حسن وما هو سيء فيقال ان ارادة الله للفعل لا تعني له وانما هو يقع بقضائه ولو شاء الله لمنعه كما قال الله تعالى ولو شاء ربك لا من في الارض فاذا كفرهم حصل بقضاء الله وقدره ليسوا مجبورين على هذا الكفر وانما الله جل وعلا خلق الانسان وجعله على صفة من القدرة وعلى صفة من الاستطاعة وعلى صفة من الارادة منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة فلعبادي ارادة لكن الله سبحانه وتعالى يعلم احوال العباد ولهذا اعظم اصل من اصول القدر هو باب قاعدة القدر وفقهه هو اصل العلم. وعن هذا قال الامام احمد وغيره ناظروهم يعني القدرية بالعلم فان انكروه وان اقروا به خصموا يعني من ينفي ذلك ارادة الله يقال له الله يعلم او لا يعلم ذلك قال فان انكروا علم الله كفروا وان اقروا به فكما خصموا اي كما تقرون باثبات علم الله بافعال العباد ولم يقع في ذلك اشكال او شبهة فكذلك مسألة الارادة اما الارادة الشرعية التي تذكر في حق الله سبحانه وتعالى في بعض المصطفين من عباده مثل قوله سبحانه والله يريد ان يتوب عليكم فهذه الارادة الشرعية هي التي تقتضي محبة الله سبحانه وتعالى لما اراده تقتضي محبة الله لما اراده فالله اراد من العباد فعل الخيرات وترك المنكرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة الى غير ذلك مما شرع على في في كلام الرسل عليهم الصلاة والسلام فهذه ارادة شرعية تقتضي محبة الله لهذا المفعول ولهذا المراد. اما الارادة العامة فانما هي بيان ربوبية الله وانه لا يخرج عنه شيء سبحانه وتعالى في الارض ولا في السماء لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء له الامر من قبل ومن بعد الى غير ذلك فهذه شبهة ساقطة لانها تستلزم ماذا؟ تستلزم ان الله سبحانه وتعالى يقع في ملكه ما لا يريد وهذا نقص في الربوبية اليس كذلك؟ هذا بمقتضى العقل والشرع والفطرة نقص في الربوبية واما الشبهة التي ذكروها فهي حجة داحضة. ويأتينا ان شاء الله تفصيل لبيان وجه اسقاطها في مسائل القدر ولهذا لما دخل القاضي عبد الجبار ابن احمد الهمداني وهو من قضاة المعتزلة دخل مجلس بعض الخلفاء او الوزراء دخل مجلسه وكان في المجلس بعض المتكلمين المخالفين لمعتزلة في مسألة القدر والقائلين بشيء من الجبر وكلا الطريقتين ليست طريقة سديدة كما هو معروف ولا صحيحة. قال القاضي عبدالجبار سبحان من تنزه عن الفحشاء اراد بذلك غمز مذهب ابي اسحاق للسرايين وهو من متكلمة الصفاتية فاجاب الشراييني بكلمة سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء يعني انه على طريقتها القدرية يقع في ملك الله ما لا يشاء وهذا لا يقول به عقل ولا فطرة فظل عن الشرع فقال سبحان من لا يكون في ملكه الا ما يشاء. فاذا طريقة اهل السنة والجماعة بقضاء الله وقدره وسط بين هاتين الطريقتين بين طريقة قدرية وطريقة الجبرية القائلين بان العباد مجبورون على فالله ما جبر العباد بل جعل لهم ارادة واستطاعة واختيارا وقدرة بل انه يعلم في الشريعة عند فقهاء الشريعة ان لان الارادة وان الاستطاعة وان القدرة شرط للتكليف اليس كذلك؟ ولهذا اذا عدم مقام القدرة فاصبح الانسان ليس قادرا على العبادة تجب عليها وتسقط عنه وسبق معنا في كتاب الصلاة كحديث عمران قال النبي له عليه الصلاة والسلام صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا فمن لم يستطع الواجب سقط عنه. وهذا يبين ان العباد مأخوذون باستطاعتهم وقدرتهم. نعم لا تبلغه الاوهام ولا تدركه الافهام. لا تبلغه الاوهام اي ان الله سبحانه وتعالى ولا تدركه الافهام. اي ان الله سبحانه وتعالى لا يحاط به علما اي ان الله سبحانه وتعالى لا يحاط به علما بل لا يحاط بعلمه سبحانه وتعالى الا ما شاء سبحانه وتعالى من العلم الذي اوحى الى الرسل قال الله تعالى في اعظم اية من كتابه وهي اية الكرسي ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ولاحظوا السياق في هذه الاية التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها اعظم اية في كتاب الله قال ولا يحيطون نفي الاحاطتهم ما قال بعلمه الا بما شاء لان المقام هنا مقام تقليل لما يعرفه الخلق من علم الله حتى ما علمه سبحانه وتعالى لخاصة عبادة تجد السياق لم يقع على قوله ولا يحيطون بعلمه الا بما شاء وانما قال ولا يحيطون بشيء هذا تقليل في المقام واطلاق في المقام وتعرف انه اذا كان على هذه الصفة يكون مطلقا والمطلق يقع على ادنى الشيء ولهذا تقول الايمان المطلق ومطلق الايمان فهذا الشيء الذي هو مطلق ويقع اسمه على القليل قيد بعد ذلك بالمشيئة فجاء قوله ولا يحيطون بشيء وهذا يقتضي انه لا يتصور ابتداء الاحاطة بالعلم المطلق وانما حتى هذا الشيء المقيد فانه مقيد اي المقيد قدرا فانه مقيد صفة بمشيئة الله سبحانه ومن باب الخبر لكنه ليس من اسماء الله كاسم السميع او البصير او الحكيم او العليم او غير ذلك فكيفية صفاته وعلمه سبحانه وتعالى لا يحاط به بل حتى رؤيته جل وعلا كما اخبر عن نفسه لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير. فهذا معنى قوله لا تبلغه الاوهام اي انه اي وهم توهمه الانسان عن ربه في كيفيته او في علمه سبحانه وتعالى فان هذا وهم لا يبلغ حق الله سبحانه وتعالى. نعم ولا يشبه الانام ولا يشبه الانام وهذا من معنى قول الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وان كان اسم التشبيه لم يذكر في الكتاب والسنة لم يذكر في الكتاب والسنة وانما ذكر نفي التمثيل في قول الله سبحانه ليس كمثله شيء ولكنه على معنى قوله فلا تضربوا لله الامثال ونفى السلف رحمهم الله لما ظهر اسم التشبيه مضافا الى صفات الله نفوا اسم التشبيه كما قال بعض ائمة السنة من شبه الله بخلقه فقد كفر اي ان تشبيه الله سبحانه وتعالى بالخلق هذا عدل عن حقه سبحانه وتعالى ومر ما مذهب السلف بانه على التشبيه فلا شك ان هذا وجه من البغي والعدوان في العلم وفي القول فانهم برآن مذهب التشبيه بل هم مثبتة للصفات على وجه من الاقتصاد ونقصد بوجه الاقتصاد اي انهم يثبتون ما اثبت الله لنفسه وما اثبت له رسوله من الاسماء الحسنى والصفات الكاملة المذكورة في القرآن والحديث لا يتجاوز القرآن والحديث لا في المعاني ولا في الالفاظ في هذا المقام الا ما سبق بيانه في مسألة الخبر عن الله. لكن تعيين الاسماء الحسنى وما الى ذلك هذا مما يقتصد فيه على القرآن والحديث وهو جماع قول الله سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فهو جمع بين المقامين ان الله منزه عن المثيل لانه ليس كمثله شيء ولكن له صفات الكمال بل انه عند التحقيق في النظر العقلي عند التحقيق في النظر العقلي لا يكون ليس كمثله شيء الا باثبات ايش لا يتحقق معنى قوله ليس كمثله شيء الا بماذا الا باثبات اختصاصه بصفات الكمال. اليس كذلك؟ فاذا قيل ان له صفات الكمال التي لا تكون لغيره في كونه سبحانه وتعالى هو العلي الاعلى وانه على كل شيء قدير وانه السميع الذي لا يخفى عليه شيء وهو في الارض ولا في السماء البصير الذي لا يخفى عليه شيء الى اخره. هذه الصفات على هذا الوجه من الاختصاص التي لا يشارك فيها المخلوق. فانما للمخلوق من صفة السمع او بصر او نحوه. كما تعرف ناقصة قاصرة بل ليس ثمة وجه مقارنة او نسبة بين هذا وهذا فما لله من هذا الكمال هو تحقيق قوله ماذا ليس كمثله شيء فانما يتحقق في العقل وخطاب العقل فضلا عن خطاب الشرع انه ليس كمثله شيء عند هذا التمام من الحكمة وهذا كأنه والله اعلم من اوجه الحكمة في جمع المقامين في اية واحدة من جمع المقامين في اية واحدة. فعليه اثبات كونه ليس كمثله شيء يقتضي ماذا يقتضي اثبات الصفات واثبات الصفات على الوجه اللائق به يتضمن ماذا؟ يتضمنه في التشبيه او نفي التمثيل كما في حرف القرآن فهما مقامان يتضمن احدهما الاخر هما مقامان يتضمن احدهما الاخر. نعم حي لا يموت قيوم لا ينام. نعم حي لا يموت اي ان الله سبحانه وتعالى له البقاء المطلق وهذا من اسمائه سبحانه وتعالى انه الحي كما سمى نفسه في كتابه وقال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم وتجد ان ذكر الاسماء في القرآن يقع على وجه من الحكمة الشرعية والتنبيه والاشارة الى معنى من تمام هذه المعاني فيكون تنبيها للمكلفين باتصال هذه المعاني اللائقة بالله سبحانه وتعالى. قال الله لا اله الا هو الحي القيوم. اي ان حياته سبحانه وتعالى على وجه من الكمال لا يكون لغيره فهو قيوم السماوات والارض وهذا من معنى قوله سبحانه كل يوم هو في شأن فهو قيوم السماوات والارض ليس ذكر الحياة المنفكة عن الفعل ليس ذكرا للحياة المفكة عن الفعل والحكمة وانما هو الحي القيوم فهذا اتصال بتمام المعنى من جنس قوله هو الاول والاخر والظاهر والباطن فهذا يكون من بيان توصيف المعنى في عقول المكلفين. نعم خالق بلا حاجة رازق بلا مؤنة. خالق بلا حاجة اي انه الخالق لكل شيء كما قال الله تعالى الله خالق كل شيء. فهو الخالق لكل شيء وهو الذي خلق السماوات والارظ والبشر والجن وما نعلم وما لا نعلم وهذه المقدمة من الربوبية يقر بها اجناس الكفار في الجملة. الا ما وقع في شذوذ في بعض المسائل اما عند الكفار او دخل ذلك على بعض اتباع الانبياء. ممن ظل ببدعة عرظت له كقول من قال من اهل القبلة بان الله الله لم يخلق افعال العباد لم يخلق افعال العباد فهذا وجه من الضلالة والفتنة التي حدثت لكن هذا لا يعني انهم كفروا بمسألة خلق الله سبحانه وتعالى. ومن هنا قال الامام ابن تيمية رحمه الله ان السلف لم يتنازعوا ولم في عدم تكفير القدرية من هذا الوجه في من قال بمثل هذه المقولة مسألة خلق الافعال فحسب اما غلاة القدرية هذا باب اخر فاذا هؤلاء مقيمون على الاصل في الجملة لكن عرظت لهم مسألة الخلق للافعال ولهم فيها شبهة من جنس الشبهة التي سبقت في مسألة ارادة في افعال العباد في مسألة ارادة افعال العباد. فالله سبحانه وتعالى خالق بلا حاجة اي انه خلق السماوات والارض وخلق العالم وخلق الكون وخلق هذا الملكوت من مفعولاته سبحانه وتعالى الى حاجة الى شيء من ذلك فهو الغني سبحانه وتعالى عن سائر ما خلق وسائر من خلق قال رازق بلا مؤونة اي ان الله هو الرزاق وعنده خزائن السماوات والارض وما يصيب المسلم وغير المسلم فهو رزق الله. وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير اهل القبلة. من اهل السنة والجماعة وغيرهم من متكلمة اهل الاثبات يا اصحابي ابي الحسن الاشعري وامثاله. جماهير طوائف اهل القبلة على ان ما يصيب المسلم او الكافر هو رزق. من الله يضاف رزقا الى الله لانه هو الرزاق وحده وهو الذي يقضي الارزاق ويقسمها بين الناس مسلمين او غير مسلمين وشذ بعظ المتكلمين بولاة المتكلمين وقالوا ان رزقه لا يظاف لغير المسلم وهذا فيه اسقاط هذا فيه اسقاط لان هذا ليس على سبيل الامور التي هي من موارد ثواب الله في الاخرة بل من مقام عدل لربه جل وعلا من مقام عدل الرب جل وعلا انه سبحانه وتعالى لا يظلم الكافر فيما عمله في الدنيا من الخير بل يجازيه به في دار الدنيا وانما الذي قطعوا عن رحمة الله هو فيما يتعلق بمقام الاخرة قطعوا عن الكفار الذين كذبوا الرسل وكفروا بكتب الانبياء وما الى ذلك من اجناس الكفار هؤلاء عن رحمة الله في الاخرة واما ما يصيبهم من عدل الله في الدنيا فهذا مقام ثابت وشاهد في الشاهد فانه بين في الشاهد لمن شاهده ولهذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم كما ثبت في الصحيح من حديث انس ان الله لا يظلم مؤمنا حسنا ان الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الاخرة واما الكافر في طعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى اذا افضى الى الاخرة لم تكن له حسنة يجزى بها يراد بالحسنة في حق المؤمن ايش ان الله لا يظلم مؤمنا حسنة ما الحسنة هنا الخير الخالص لوجه الله هذه هي حسنة المؤمن الخير عمل الخير كاماطة الاذى عن الطريق على سبيل التقرب الى الله وكاسقاء الماء مثلا على سبيل التقرب الى الله. فحسنة المؤمن لان المؤمن بايمانه يفعل ذلك ابتغاء وجه الله اليس كذلك؟ فالله سبحانه وتعالى يعطيه في الدنيا ويجزيه في الاخرة واما الكافر فلان الفعل من حيث هو اذا الكافر مثلا اماط اذى عن الطريق او سقى المحتاج الى الماء او ما الى ذلك وانقذ غريقا او ما الى ذلك هذا الفعل من حيث هو حسن او قبيح هذه حسنة من حيث هي فعل حسن هذا باتفاق بني ادم لا احد يجادل في ذلك ولكنه لعدم كونه مسلما او مؤمنا بالله سبحانه وتعالى متبعا لنبيه عليه الصلاة والسلام لا يفعل ذلك على وجه التقرب لوجه الله خالصا لفعله فلما كان كذلك اقتضى مقام عدل الله جل وعلا بمثل ما جاء به قول النبي عن ربه ان الله لا يظلم مؤمنا حسنة ثم قال واما الكافر فيطعم بحسنات. حسنات من حيث هي ما عمل بها لله في الدنيا لم تكن خالصة لوجه الله حتى اذا افضى الى الاخرة لم تكن له حسنة يجزى بها لانه في الاخرة لا يتقبل ولا يجزى الا بالحسنة الخالصة لله وحده نعم اميتم بلا مخافة باعث بلا مشقة. نعم مميت بلا مخافة باعث بلا مشقة اي ان الله سبحانه وتعالى هو الذي قضى الاجال وقدر الموت على الناس وخلق الموت والحياة ولهذا الموت مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى وهو امر وجودي خلافا لبعض الفلاسفة الذين قالوا هو عدمي محض وليس له حقيقة من جهة الوجود وذكر الامام ابن تيمية رحمه الله ان الذي عليه اهل السنة وسواد اهل القبلة هو هذا خلافا للفلاسفة او لطائفة منهم وهذا مما يستدل به قوله سبحانه وتعالى تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي ايش؟ الذي خلق الموت والحياة فالله سبحانه وتعالى خلق الموت والحياة وهو الذي قظى بالموت على اجل سبق به قظاؤه وقدره به القضاء والقدر كما في حديث عبد الله بن عمرو ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه وعلى الماء والحديث في الصحيح فهذا القضاء والقدر ومنه قضاؤه سبحانه وتعالى الموت وسبب الموت فكل مخلوق فان الله قظى اجله وقضى الاجل وقضى السبب الذي يموت به وليس القاتل اذا قتل عمدا قيل ان المقتول قطع اجله بل هذا اجله الذي قدره الله في سابق علمه خلافا لبعض المعتزلة الذين قالوا ان القاتل قطع اجل المقتول بل الصواب كما هو صريح في القرآن وهو اجماع اهل السنة وجماهير اهل القبلة ان الله سبحانه وتعالى قضى الاجال واحدة قبل اجال واحدة ولهذا اه فيما يتعلق بمسائل التي جاء في السنة النبوية في قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح وغيره من احب ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اثره فليصل رحمه هل هذه تزيد؟ في الاجل؟ على كل حال هو القاضي بالاجل الله سبحانه وتعالى سواء قيل على طريقة بعض اهل العلم في تفسير الحديث ان هذه الاسباب يزيد بها الاجل ويؤخر بها الاجل عن ميقاته الى اجل يقضيه الله سبحانه فهو على كلا التقديرين قضاء من هو على كلا التقديرين قضاء الله وعلى الطريقة الثانية وهي الطريقة الصحيحة ان الاجل واحد وان الله يقضيه في سابق علمه وفي سابق قضائه وقدره ولكن كما سبق معنا من اراد ان يفهم مسألة القدر او ان يتصورها تصورا بسيطا فليعرف ان الله يقضي الحال كما يقضي المآل ان الله يقضي الحال كما يقضي المئال الان في صلة الرحم صلة الرحم حال او مآل احسنت حال صلة الرحم حال فالله لما ضرب الاجال وقضى الاجال قضى الاجال لعباده قضاها سبحانه وتعالى وكما يعلم اجالهم يعلم احوالهم كما يعلم مآلهم جل وعلا فانه يعلم احوالهم من يكون منهم واصلا لرحمه ومنهم من لا يكون كذلك فيكون هذا طول في طول عمره باسباب شرعية. فاذا كان السبب شرعيا بقضاء الله سبحانه وتعالى مما يحبه الله كان طول العمر في حقه بركة وخيرا وقد يقضي الله لبعض من كفر به طول العمر وهو ليس على دين نبي او ليس مسلما او مؤمنا بالله ورسوله عليه الصلاة والسلام ولا كونوا في طول عمره من جنس ما يكون في من طال عمره لكونه واصلا مؤمنا بالله الا يكون هذا الا من جنس قوله انما نملي لهم ليزدادوا اثما هذا ليس له اضطراب كما تعرف لا يلزم ان طول العمر دائما يكون خيرا او يكون شرا بل قد يكون خيرا وقد يكون شرا كما هو بديه. فاذا الله قضى الحال والمعاد والصحيح ان الاجال القدر هي على وجه واحد. واما قوله يمحو الله ما يشاء ويثبت فهذا في الشرائع هذا في الشرائع يمحو الله سبحانه وتعالى ما يشاء ويثبت هذا في شرائع التي يدخلها النسخ واما القضاء والقدر فانه علم الله سبحانه تعالى وهو واحد نعم انتهى الوقت طيب نقف على هذا وبالله التوفيق