يقول هل عدم اشتراط فهم الحجة الا يفهموا مقصود الشارع ذكرنا لكم مرارا ان العلماء الذين نصوا على ان فهم الحجة ليس بشرط في صحة قيام الحجة بنوا على الدليل في البحث عن الحق واما الا يكون. فان كان مقصرا في البحث عن الحق مع قربه منه فلا يلومن الا نفسه. وهذا لا يمنع من الحكم عليه بالكفر عين. واذا كان غير مقصر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله وعليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد نجيب على بعض الاسئلة وهو قول الله جل وعلا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوا فالله جل وعلا جعل على القلوب فكنة لئلا يفهموه. دل على ان الفهم والفقه فقه الحجة ليس بشرط لان اقامة الحجة بالقرآن تلاوة القرآن عليهم وهم اهل اللسان كاف في قيامه فصار اذا الحال مشتمل على ان اقامة الحجة شرط ومعنى اقامة الحجة ان تكون الحجة من الكتاب او من السنة او من الدليل العقلي الذي دل عليه القرآن او السنة وان فهم اللسان العربي فهم معنى الحجة بلسان من اقيمت عليه هذا لا بد منه لان المقصود من اقامة الحجة ان يفهم معاني هذه الكلمات ان يفهم معاني معنى الحديث ان يفهم معنى الاية. واما ما لا يشترط وهو فهم الحجة فيراد به ان تكون هذه الحجة ارجح من الشبه التي عنده لان ضلال الضالين ليس كله عن عناد. وانما بعضه خلاء من الله جل وعلا. وبعض للاعراض وبعضه لذنوب منهم ونحو ذلك. لهذا فان فهم الحجة على قسمين يراد بفهم الحجة فهم معاني الادلة هذا لابد منه. فلا يكتفى في اقامة الحجة على اعجم لا يفهم اللغة العربية ان تتلى عليه اية في اللغة العربية هو لا يفهم معناه ويقال قد بلغه القرآن والله جل وعلا يقول لانذركم به ومن بلى. هذا ليس بكافر لابد ان تكون الحجة بلسان من اقيمت عليه ليفهم المعنى. قال سبحانه وما ارسلنا من رسول الا قومه ليبين لهم. المعنى الثاني لفهم الحجة ان يفهم كون هذه الحجة ارجح من شبهته التي عنده المشركون كما قررنا لكم في شرح كشف الشبهات عندهم علم وعندهم كتب وعندهم حجج كما اخبر الله جل وعلا في كتابه فهم حجة الرسول عليه الصلاة والسلام فهم القرآن فهم حجة النبي عليه الصلاة والسلام العقلية التي ادلى بها عليهم بعد الوحي هذه معناها ان يفهموا المعنى. اذا كانوا هم فهموا المعنى لكن مثل ما يقول القائل بعد ان هذه الحجة اقوى من الشبهة التي عنده فهذا ليس بشرط فاذا ما يشترط من فهم الحجة هو القسم الاول وهو فهم المعنى فهم دلالة الاية في اللغة العربية ونحو ذلك اما فهم الحجة بمعنى كون هذه الحجة ارجح في المقصود وادل على بطلان عبادة غير الله او على بطلان الباطل هذا ليس بشرط. المهم يفهم معناها ودلالتها ثم بعد ذلك الله جل وعلا يضل من يشاء ويهدي من يشاء. ولذا كان الامام احمد رحمه الله اقام الحجة على احمد بن ابي دعاة. والمعتصم فلم لم يكفر مع اصرارهم على البدعة وان كان لم يقم عليهما الحجة فلماذا لم يقم عليهما الحجة؟ مع انه في موقف يجب عليه اقامة الحجة. هذا السؤال يحتاج الى تفصيل وتفصيله ينبني على فهم واقع فتنة خلق القرآن وفي الجملة منهج اهل السنة واهل العلم انهم يجعلون هذه الفتنة فيها شبهة فلم يكفروا بحصول الفتنة لا من جهة الوالي ولا من جهة من اجاب من المسلمين لكن من اهل العلم من كفر ابن ابي دهاد وكفر امثاله العلماء. لان العالم يفهم حجة القرآن واذا كان بقيت عليه الشبهة في مثل هذا الامر العظيم فانه اما ان يكون مقصرا واما يعني مقصرا بالبحث عن الحق ولكن بقيت الشبهة عنده فهذا لا بد من ان تزال عنه الشبهة مع اختلاف المسائل في ذلك لكن هذا الكلام بخصوص القول بخلق القرآن فمن اهل العلم من كفر ابن ابي دعاد منهم من لم يكفره عين لاجل الشبهة التي عنده. كما ذكرنا لكم مسائل المعتزلة والخوارج في مثل مسألة خلق القرآن ونفي رؤية الله جل وعلا في الاخرة ونحو ذلك ائمة اهل السنة يكفرون بالنوم. يكفرون بالمطلق. يعني التكفير المطلق ولا يكفرون الاعيان. الا بعد اجتماع الشروط وانتفاء الموانع. وهذه كما ذكرنا يقيمها من يصلح لاقامتها من اهل القضاء او الفتيان ذكرت ان منهج اهل السنة عدم الحكم على احد بالتكفير الا بعد اقامة الحجة. وحكم العلماء عليه. كيف نجمع بينه وبين من يقول ويصف ان الامة الاسلامية غائبة يعني كيف نجمع بينه وبين بين منهج اهل السنة ومنهج آآ اهل البدع ما يجمع بينهما كل له وجهة فهو موليها ولكل وجهة ومولهة تسابق الخيرات هل منفعة من فعل الذنب من الكبائر وجاهر به واصبح يتاجر فيه كالغنى؟ نقول انهم لا يؤمنون بتحريم واستخفوا بها فنحكم بردتهم على الاسلام. الكبائر لها حد يعني بمعنى لها تعريف ذكرنا تعريفها عدة مرات ويأتينا ان شاء الله تعالى في موضعه من شرح الطحاوية بتقصير. الحكم على بانه من الكبائر هذا فيه نظر. لان الغنى تغني بالصوت التغني بالصوت قد يكون معه قد يكون مشتملا على كلام قبيح كفر او نفاق او دونه من التشبيب او باستباحة المحرمات او نحو ذلك. وقد يكون الكلام لا يشتمل على ذلك. ثم هو قد يكون مصاحبا معازف وقد لا يكون مصاحبا بالمعازف فقول القائل انه اصبح يتاجر فيك الغناء. ان هذا من الكبائر لا يختلف الحال. فيه فلهذا من جهة اثبات الكبيرة لابد فيه من تفصيل ما هو الغنى كله كبيرة ليس بصحيح يعني بهذا الاطلاق. طالب العلم لازم يكون يدقق في الفاظه اذا قال واحد الغنى من الكبائر ليس صحيحا هذا الكلام فلابد من التفصيل فيه وهذا يرتبط بتعريف الكبيرة المسألة الثانية المعازف من حيث هي والغنى المشتمل على المعازف لم يجمع العلماء على تحريمه فمن اهل العلم وهم نوادر من قالوا باباحته وجمهور اهل العلم كما دلت عليه الادلة من الكتاب والسنة وهي كثيرة جدا قالوا بحرمة ذلك وهذا هو الحق الواضح الذي لا يجوز العدول عنه. لكن معرفة خلاف طائفة من اهل العلم من فقهاء المدينة. في زمن الامام مالك ومن بعدهم مثل ابن حزم والسمعاني طائفة من الناس من قالوا باباحة السماع واستعمال المعازف فهو خلاف في المسألة. ولا تكفير الا بما اجمع العلماء على تحريمه المسألة اذا اجمع العلماء على تحريمها من قال بخلافها اتى القول بخلافها كفر. ثم تكفير المعين يحتاج ايضا الى البيان. المسائل التي اجمع العلماء على حرمتها المخالف فيها يختلف لان المسألة قد تكون من المسائل التي يعلم بالاضطرار من دين الاسلام انها محرمة مثل الخمر للزنا الربا المتفق على تحريمه. ونحو ذلك هذا ما يحتاجه ينشأ الناشئ بين من بين المسلمين وهو يعلم ان هذه الامور محرمة باتفاق اهل العلم لكن ثم مسائل خفية تحتاج الى استدلال مثلا لو قيل لو قيل ان الخمر ان المعازف مجمع على تحريمها فان هذا الاجماع ليس طبعا هي لم يجمع على تحريمها لكن هذا الاجماع غير معروف لن يكون معروفا عند الناس لو قال قائل ذلك او يكن في بلد معروف الناشئ واهل الفتوى في بلده على ان الغناء اه محرم. فهنا لا يقال بالتكفير لان هذا مما يخرج عن كونه من الضروريات. يعني العلم به من الضروريات. فاذا مسألة التكفير مسألة خطيرة ومهمة. في ان ان يعلم طالب العلم حدوده فالمسائل المحرمات لا تكثير الا بما اجمع عليه. ثم هنا ما اجمع اهل العلم عليه على قسمين منه ما يعلم بالاضطرار من دين الاسلام يعني لا يحتاج فيه العالم الى بيان الادلة ومنه ما فيه خفى يحتاج فيه الى بيان الادلة حتى غير المسائل هذه مثل مسائل السحر سحر لا شك انه من كبائر الذنوب بل لا يكون السحر الا الا بشرك بالله جل وعلا. لكن منه من من اصناف السحر يعملون الوعد فيرجون للمحسن ويعملون الوعيد بانه قد يتحقق فيخافون على المسيء ولا يفتحون باب الوعد دون نظر في الاساءة كحال المرجئة والصوفية وطوائف ولا يعملون حال الوعيد ويقولون بانفاذه قطعا ومن احوال السحرة ما قد يخفى في بعض الازمنة فيحتاج الى بيان وايضاح. فالمسألة في نفسها قد تخرج قد تكون في زمان مما يعلم بالاضطرار. يعني الدليل فيها لا يحتاج الى اقامته لان كل الناس يعلمون هذا. وقد يكون في زمان او مكان يخفى الدليل على طائفة فيحتاج في الحكم على المعين الى بيان وان كانت عند طائفة اخرى مما يضطر آآ يعني مما يعلم بالاضطراب. العلماء يذكرون مثال ذلك فمثلا من قال الزنا غير محرم وهو ممن نشأ ببادية بهيدة عن دار الاسلام. ومثله يجهل وقد اسلم عايش مثل ما حصل في زمننا الحاضر في بعض من يسكنون في بعض الاماكن قل ما نعلم يفعل الفاعل ما يعلم انه حرام انه ما مر مع انه حرمة الزنا مما يعلم بالاضطرار من دين الاسلام. فالمقصود من هذا ان مسائل المسائل التي يقال فيها هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الاسلام نعني بها ما لا يحتاج معه الى اقامة دليل. لانه ينشأ الناس وهو يعرف هذا ولا يعرف غيره من دين الاسلام. هذه المسائل تختلف باختلاف الزمان والمكان. فلهذا يحتاج من اه يريد هذه المسائل يعني البحث في هالمسائل الى استفصال اخر السؤال يقول نقول انهم لا يؤمنون بتحريمها واستخفوا بها فنحكم بردتهم على الاسلام ليس كذلك. من على الكبيرة مستخفا بها لا يعني ذلك انه مرتد بل الذين يفعلون الكبائر منهم من يفعل الكبيرة لشهوة غلبت عليه. شهوة طارئة هو مؤمن صالح لكن غلب عليه امر فاخذ مالا من غير حله سرا لشهوة غلبت عليه ثم رجع فهذا نقول فيه مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته او غلب عليه رأى مرأة او خلا بمرأة ثم فعل معها الكبير عن غلبة شهوة هذا لا يخرجه ما فعل عن كونه مؤمنا اذا تاب وعناء فغلبة الشهوة تب قسم الايمان اذا تاب واناب الحالة الثانية فعل الكبيرة الذي يخرج معه المؤمن من الايمان الى الاسلام وهو اذا استخف بالكبيرة يعني تهاون بها وهو يعلم انها كبيرة ويعلم انه عاصي اقام عليها واستمر على فعل الكبيرة فهذا يخرج من الايمان لا اسم الاسلام لان الايمان الحق الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر الايمان الحق بهذه الايمان الكامل لا يجتمع معه صاحبه في مداومة الكبائر. وفي هذا يروى الحديث الذي رواه الامام احمد في المسند ان العبد اذا على المعصية ارتفع عنه الايمان فصار على رأسه كالظلة فاذا ترك عاد اليه وهذا الحديث في اسناده ضعف لكن يستدل به اهل العلم على اصلهم من ان المؤمن حال مواقعته للكبيرة التي كانت عن غلبة شهوة لا استمرار واستخفاف فانه يبقى عليه اسم الايمان لكن ينتزع منه ما دام فاعلا لهذا المنكر فاذا ترك هذه الكبيرة واناب الى الله جل وعلا رجع فيقال مؤمن بايمانه فاسق بكبيرة. لكن المصر على الربا المصر على الزنا يصر على شرب الخمر لا يخرجه اهل السنة من اسم الاسلام ويجعلونه مرتدا كذلك اصحاب المعازف والغنى المحرم وبيع مثل هذه الات اللهو ونحو ذلك اذا كان ممارسا لها وهو يعتقد حرمة ذلك آآ فيما اجمع عليه فانه يخرج من اذا كان مداوما عليها الى الاسلام. لان الاسلام هو العمل الظاهر اذا كان جاء بامور الاسلام. وهذه فيها اه ايضا مزيد تفاصيل تأتي في موضعها ان شاء الله من شرح الطحاوي الاخير كم النصاب الواجب في زكاة الريالات السعودية نصاب الزكاة في الذهب والفضة جاء في السنة واضحا وفي الذهب النصاب عشرين مثقال قال من الذهب والفضة مئتي درهم من الفضة. لما يعني كان في الزمن المتأخر هنا مثلا في المملكة كان الناس يستعملون ريالات فضة. ريالات الفضة هذه والجنيه الذهب ريالات الفضة كم تقابل من الدراهم الفضة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام وكذلك الذهب كم يقابل من المثاقيل؟ فجعلوا ريال العربي الذي تجب فيه الزكاة طبعا بالوزن مقابلة جعلوه ستة وخمسين ريالا. فضة عربي. وبالنسبة للجنيه جنيه الذهب المعروف جعلوها احد عشر جنيها وثلاثة اسباع الجنيه. طبعا هذا يختلف باختلاف الذهب او الفظة من حيث الصفا والغش يعني ان المثقال الذهب هل هو صافي ولا مغشوش الفضة هل هي صافية ولا مغشوشة؟ فيختلف النصاب باختلاف الغش اللي فيه. فاذا قلنا مثلا ان النصاب الان للخالص خمسة وثمانين جرام في الذهب. الذهب الخالص نصاب النصاب الزكوي فيه خمسة وثمانين جرام خمسة وثمانين جرام هذي للخامس يعني اللي هو الحد للعشرين مثقال خالص آآ منها خمسة وثمانين جرام لكنه الان الجنيهات الذهب هذه ليست آآ خالصة داخلها شيء لذلك تجد ان المشايخ يعني اهل الافتاء يقولون النصاب اثنين وتسعين جرام ليش بعضهم يقول وخمسة وثمانين والاخر يقول اثنين وتسعين. من قال خمسة وثمانين باعتبار الاصل يعني شي نظري اه المطلق بدون الوجود. اثنين وتسعين على اعتبار واحد وعشرين جرام اذا صار الذهب ثمنطعشر عيار ثمنطعش تزيد النسبة تصير بدال اثنين وتسعين يمكن خمسة وتسعين ستة وتسعين ممكن تدركها بالحساب اذا كان الذهب اربعطعشر عيار اربعطعش يزيد النصاب. يصير مثل مئة او مئة وخمسة يعني بالحساب ممكن تحسبه. وهكذا لما جاء تحويل ريالات من ريالات عربي فضة الى الريال السعودي اول الامر كان الريال السعودي الورى يقابل ريال فضة والقول الثالث ان يستوي عند العبد الخوف والرجاء والقول الرابع التفصيل ومعنى التفصيل ان الخوف قد يغلب في حال وقد يغلب الرجاء في حال وقد يطلب تساويهما في الحال. فيغلب الخوف تماما هذا يقابل هذا ولهذا كان يكتب عليه اول ما صدر ان مؤسسة النقد تتعهد لحامل هذا السند بدفع ريال عربي واحد يعني فضة صار اول ما جاء النصاب ستة وخمسين ريال اه ورق مثل ستة وخمسين ريال فضة لان هذا وهذا واحد بعد ذلك صارت التغطية وامور المال مختلفة فصار هناك انفصال ما بين الريال الورقي والريال الفضة هذا الانفصال جعل النصاب الزكوي يختلف فيصبح الامر راجعا الى تقويم الريال العربي الفضة بما يعادل من الريالات فيبحث هنا ست وخمسين ريال فضة ايش يعادل من الريال الورق هذا يختلف باختلاف الوقت يعني مثلا في سنة قد يكون اقل سنة اكثر فقد يكون ثلاث مئة ريال اربع مئة ريال بحسب سعر الريال الفضة نعم اقرأ. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم والامن والاياس ينقلان عن ملة الاسلام وسبيل الحق بينهما لاهل القبلة ولا يخرج العبد من الايمان الا بجحود ما ادخله فيه الشرك قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى وعجل له المثوبة ونرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم. ويدخلهم الجنة برحمته. ولا نأمن عليهم ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ولا نقنطهم هذه الجملة فيها بيان لما يجب على المرء المؤمن ان يعامل به نفسه وان يعامل به غيره من اخوانه المؤمنين فمع النفس اهل السنة والجماعة يرجون للمحسن ويخافون على المفسدين هذا اصلهم مخالفين اهل التقنيط وهم اهل الافراط واهل الامن وهم اهل التفريط واصل هذا عندهم ان المؤمن وعده الله جل وعلا بموعدة لن يخلفها اياه لان وعد الله جل وعلا كان مفعولا ولان وعد الله جل وعلا كان مسؤولة سبحانه وتعالى الله جل وعلا وعد المؤمن الذي مات على الاخلاص بان يعفو عنه وان يدخله الجنة برحمته ان رحمة الله قريب من المحسنين وكذلك الله جل وعلا توعد من عصاه وتوعد من خالف امره واتبع هواه ووعيده قد ينفث جل وعلا ويقع بمن توعده سبحانه وتعالى فلذلك لاجل وعيد الله جل وعلا فان من فعل ذنبا ومعصية فانه يخاف عليه ولا يؤمن جانبه ان يكون ممن دخلوا في الوعيد وعاقبهم الله جل وعلا. فاهل الايمان منهم المحسن ومنهم المسيء ومنهم من خلط عملا صالحا واخر سيئات هذا يغلبه تارة وهذا يغلبه تارة فالمحسن المسدد نرجو ان يدخله الجنة ربه جل وعلا برحمته والمسيء نخاف عليه ان يؤخذ بجريرته ونستغفر له ولا نقنطه من رحمة الله. لكن نفتح له باب التوبة وباب الرجاء هذه الجملة مبنية على اصل خالف فيه اهل السنة والجماعة المعتزلة والخوارج وطائفة من غلاة الصوفية في هذه المسائل حيث ان اهل السنة الصلو ما جاءت به الادلة من ان وعد الله جل وعلا مسؤول ومفعول و ربنا جل وعلا لا يخلف الميعاد وان وعيده سبحانه وتعالى قد يدرك العبد وقد يتخلف وذلك لاسباب. يأتي بيانها ان شاء الله تعالى فالمقصود من هذه الجملة ان اهل السنة والجماعة وانه لا يتخلف كحال الخوارج والمعتزلة اذا تبين هذا من حيث الاجمال ففي المقام تفصيل نذكره في مسائل الاولى ان الردى للمحسن للعفو وعدم الامن والاستغفار للمسيء والخوف عليه هذا عقيدة يتعامل بها المرء مع نفسه وكذلك مع المؤمنين فمع نفسه تسره حسنته وتسوءه سيئته ويرجو لنفسه اذا احسن ويأمل ويطمع في ان يدخله الله الجنة برحمته لا بعمله ولا يأمن على نفسه ان يقلب الله جل وعلا قلبه وكذلك لا ينظر الى نفسه بعمل صالح عمله انه استوجب به الجنة فدائما ينظر الى نفسه ما بين احسانها بان يطمع بثواب الله ورحمته. واذا اساءت فانه يخاف ولا يقنط من رحمة الله جل وعلا هذا مع نفسه وكذلك مع المؤمنين فانه ينظر اليهم بهذا الاصل فمن مات من اهل الايمان فانه يرجو ان يعفو الله جل وعلا عنه. وان يدخلهم الله الجنة برحمته. ومن مات من اهل الاساءة فانه او يستغفر للمسيء ويخاف عليه ولا يقنط من اساء من الاحياء وكذلك لا يقنط نفسه في من اساء من ان يعفو الله عمن مات المسألة الثانية الرجاء المحسن من المؤمنين بالعفو هذا يشمل كل احد حتى من لم يعرف لنفسه ذنبه وذلك لقول النبي عليه الصلاة والسلام للصديق ابي بكر رضي الله عنه بان يدعو في اخر صلاته بقوله ربي اني ظلمت نفسي واللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي فانك انت الغفور الرحيم وقول ابي بكر اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا هذا تبع لهذا الاصل وهو ان المحسن من المؤمنين حتى صاحب المقامات العالية الصديق رضي الله عنه يرجو ان يعفو الله عنه وان يدخله الجنة برحمته ولا يأمن كذلك من دونه من المؤمنين من اهل الاقتصاد وعدم السبق في الخيرات كذلك يرجو لابد ان يرجو لنفسه ولا يأمن ويظن انه محتاج الى العفو يعني يعتقد انه محتاج الى عفو الله جل وعلا والى رحمته المسألة الثالثة الجمع ما بين الرجاء للمحسن والاستغفار للمسيء هذا تبع لاصل عظيم وهو الجمع في العبادة ما بين الخوف والرجاء المأمور به شرعا ان يجمع العبد ما بين خوفه من الله جل وعلا وما بين رجائه في الله جل وعلا والخوف عبادة والرجاء عبادة والخوف المحمود هو الذي يحمل على طاعة الله جل وعلا بفعل امره وترك المحرمات. هذا هو الخوف المحمود وهو المذكور هنا في قوله نخاف عليه. والخوف المذموم هو الذي يصل الى القنوط من رحمة الله جل وعلا. ولا يقنط من رحمة الله الا الضالون. الخوف من الله جل وعلا مستقلة تحمل على فعل الامر واجتناب النهي هذا اولا وثانيا تحمل على عدم رؤية العمل الصالح يعني رؤية اثرة وكذلك على عدم رؤية العمل السيء في انه موقع صاحبه وانه مهلك له والله جل وعلا مدح عباده الذين يخافون في كتابه في مواضع كثيرة كقول الله جل وعلا في وصف يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون وامر الله جل وعلا بالخوف في قوله فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين وقال جل وعلا يا عبادي فاتقون وذكر خاصة عباده بالخوف من المرسلين. فقال سبحانه انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعون نارا ورهباه فاصل الخوف من الله جل وعلا عبادة عظيمة لا يستقيم العبادة الا بها. ولا يستقيم الايمان الا بالخوف. فمن لم يكن عنده خوف اصلا من الله جل وعلا فليس بمؤمن لانه يكون امنا والامن ينقل عن ملة الاسلام. يعني الامن التام بعدم وجود الخوف اصلا من الله جل وعلا. الثاني الرجع والرجاء امل يحدو الانسان في ان يتحقق له ما يريد قال طائفة من العلماء نقله الشارح عندكم ان الرجاء لا يكون الا باجتماع اشياء الاول المحبة لما رجاه وهو يرجو ان يدخل الجنة لابد ان ان يحب ان يدخل الجنة الثاني الخوف وهو ان يخاف مما يقطع عليه امله يخاف من الذنوب يخاف من الكفر يخاف من النفاق ان يقطع عليه امله في دخول الجنة والثالث ان يعمل الاعمال الصالحة التي تكون سببا فيما رجى فمن ترك تقديم الاسباب وفعل الاسباب فلا يكون راجيا قالوا والفرق ما بين الرجاء والاماني ان الرجاء يكون معه خوف وعمل والاماني انما هي طمع ليس معها خوف ولا سعي في الاسباب وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير يعني ما اصاب العبد من مصيبة في دنياه فهو بسبب ذنب عمله فتكون كفارة له ويعفو الله جل وعلا عن كثير والمطلوب شرعا من العبد المؤمن فيما يراه في نفسه ولاخوانه المؤمنين ان يكون راجيا وليس بذي اماني. قال الله جل وعلا ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. فاذا دل هذا هذا الكلام من الطحاوي على الاصل الشرعي وهو ان العبد ينظر الى نفسه في سعادته وفي اثر عبادته الى انه يجمع ما بين الخوف والرجاء. وكذلك في نظره والى اخوانه المؤمنين مسلا الرابعة اختلف العلماء في الخوف والرجاء هل يجب تساويهما ام يرجح احدهما على الاخر على اقوال القول الاول ان يغلب جانب الخوف مطلقا والثاني القول الثاني ان يغلب جانب الرجاء مطلقا على الرجاء في حال اكثر المؤمنين لان اكثر اهل الايمان عندهم ذنوب فيغلبون حال الخوف في حال الصحة والسلامة لانهم لا يخلون من ذنب والخوف يحملهم على ملازمة الطاعة وعلى ترك الذنب. والرجاء يغلب في حال المرظ لقوله عليه الصلاة والسلام لا يمت احدكم الا وهو يحسن الظن بربه. جل وعلا. للحديث الاخر الذي رواه البخاري وغيره انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء. فدل هذا على ان رجاء مطلوب واذا كان في حال المرض المخوف او في اي مرض كان فيه فانه يغلب جانب الرجاء على الخوف وفي حال يستوي فيه الرجاء والخوف وهو في حال التعبد اذا اراد العبادة دخل في العبادة فانه يخاف ويرجو يخاف الله جل وعلا ويرجو ربه جل وعلا. يخاف الذنب يخاف آآ العقاب ويرجو الثواب وهذا القول الاخير هو الصحيح وهو الذي عليه اهل التحقيق. ومن قال من اهل العلم انه يغلب جانب الخوف مطلقا نظر الى ان حال اكثر المنتسبين حالهم على ذنب وعلى قصور فتغليب جانب الخوف في حقهم يردهم الى الحق. ومن قال يغلب سبب الرجاء دائما عمم قوله عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى انا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء من قال بالاستواء دائما نظر الى قول الله جل وعلا انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا كذلك قوله جل وعلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم. الى ربهم الوسيلة ايهما اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا. والتفصيل هو الصحيح لان الاحوال تختلف اختلاف المقامات والناس المسألة الخامسة قوله نرجو للمحسنين من المؤمنين ان يعفو عنهم قوله المحسن من المؤمنين للمحسنين من المؤمنين هذا على مورد التقسيم من ان اهل الايمان منهم المحسن ومنهم المسيء. وليس شرطا في رجاء العفو ان يكون من اهل الاحسان وانما المؤمن اما ان يكون محسنا واما ان يكون مسيئا. والمحسن هو من كان من المقتصدين او من السابقين بالخيرات. لان اهل الايمان ثلاث مراتب. الظالم لنفسه والمقتصد والسابق بالخيرات كما دلت عليه اية فاطر ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله والمحسن من المؤمنين او المسيء من المؤمنين نرجو ان يعفو الله جل وعلا عنهم ونخاف على المسيء منهم والعفو عفو الرحمن جل وعلا عن العبد وعدم مؤاخذته بفعله هذا قد يكون منة وتكرما منه جل وعلا بغير الشرك به سبحانه وتعالى وقد يكون بسبب فاما ما كان منه منة وتكرما جل وعلا معنى منة يمن على من يشاء يعني ابتداء منه سبحانه وتعالى بدون ان على العبد سببا يحصل به ذلك والله جل وعلا وعد آآ بل توعد الا يغفر الشرك به قال ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فما دون الشرك يغفره سبحانه لمن يشاء منة وتكرم منه جل وعلا. واما ما كان بسبب فالعلماء نظروا فيما جاء فيه الدليل من الكتاب والسنة في الاسباب التي تكون رافعة لاثر الذنب لان الذنب اذا وقع من العبد فلا بد من حصول الجزاء عليه قال جل وعلا ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. ولما نزلت هذه الاية شقت ذلك على المسلمين مشقة عظيمة فقال فعرف ذلك منهم عليه الصلاة والسلام فخرج عليهم وقال سددوا وقاربوا فما يصيب المسلم او كما جاء في الحديث فما يصيب المسلم من مصيبة كانت كفارة لا. حتى النكبة ينكبها وحتى الشوكة يشاكها. رواه مسلم في الصحيح فقوله عليه الصلاة والسلام من يعمل سوءا يجزى به دل على ان هناك ما يكفر الله به هذا السوء الذي حصل من العبد وانه لا يجازى به بل ترفع يرفع الجزاء بسبب من الاسباب. وقال سبحانه من الذنوب التي حصلت من العبد اذا تبين ذلك فالاسباب هذه التي يكفر الله جل وعلا بها الخطايا او يمحو بها اثر السيئات ويرفع بها اثر الاساءة على ثلاثة اقسام رجوع فيه طلب محو الذنب. اذا تفرقت فالمستغفر تائب والتائب مستغفر السبب الثالث من من العبد الحسنات التي تمحو السيئات والله جل وعلا قال واقم الصلاة طرفي النهار وزلة من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات. ذلك ذكرى القسم الاول اسباب يفعلها العبد والقسم الثاني افعال اسباب من المؤمنين ل الواحد منهم والثالث اسباب من الله جل وعلا ابتداء منه سبحانه وتعالى فالقسم الاول وهو ما يمحو الله جل وعلا به اثر الذنوب والسيئات من فعل العبد هذا ثلاثة انواع النوع الاول التوبة والتوبة مأمور بها اجمالا وتفصيلا قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة هذا اجمالا كل مؤمن حتى صالح حتى الانبياء مأمورون بالتوبة كان عليه الصلاة والسلام يقول اني ليغان على قلبي. واني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم مئة مرة. وكان يحسب له عليه الصلاة والسلام في المجلس الواحد يستغفر يتوب الى الله جل وعلا مئة مرة وقال سبحانه وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. فالتوبة مأمور بها سواء كان العبد مسددا او كان دون ذلك فاعظم الاسباب التي يفعلها العبد لمحو السيئات عنه التوبة. فمن فعل سيئة مهما كانت حتى الكفر والشرك فان الله جل وعلى يمحو اثره بالتوبة اليه سبحانه وتعالى. قال جل وعلا بعد ان ذكر اصناف الكبائر في سورة الفرقان الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا والتوبة معناها ضابط التوبة تعب بمعنى رجع. هناك ثلاثة الفاظ متقاربة لكن المعنى يختلف بدقة. اباء تاب صعبة هي تشترك في الاصل من انها فيها رجوع. اباء يعني رجع ايبون تائبون تشمل هذه وهذا ابى رجع اواب كثير الرجوع تواب ايضا كثير الرجوع. لكن تواب تكون او تاب من سيء فعله واما ابى فهو رجوع مطلق. سواء منه مما يسوء او مما لا يسوء وثاب مختصة ايضا برجوع خاص اذا التوبة رجوع رجوع الى الله جل وعلا بطلب محو تلك السيئات فاذا هي توبة رجوع الى الله جل وعلا بطلب محو السيئات هذا هو السبب الاول وهو التوبة وهي اعظم الاسباب. قال جل وعلا يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا اجمع العلماء على ان هذه الاية نزلت في التائبين ان الله يغفر الذنوب جميعا يعني لمن تاب. السبب الثاني طبعا التوبة تفصيل الكلام عليها وشروطها الى اخره يطلب من آآ موضعه. السبب الثاني مما يفعله العبد الله جل وعلا به اثر الذنب الاستغفار والاستغفار هو طلب المغفرة والمغفرة معناها ستر اثر الذنب لان الذنب اذا وقع من العبد فلا بد ان يوجد اثر ذلك الذنب وهو اما ان يكون العقوبة عليه واما يعني ان يعاقب العبد على ذنبه في الدنيا او في القبر او في الاخرة واما ان تقع عليه مصيبة. يكفر الله بها ذنبه واما ان يخزى بذنبه لهم في الدنيا خزي والعياذ بالله. اللهم انا نعوذ بك من خزي الدنيا ومن عذاب الاخرة خزي يقع بسبب الذنوب. فاذا الذنب اذا وقع من العبد فله اثره الكوني واثره الشرعي الذي يحصل ولابد الا ان عفا الله جل وعلا منة منه وتكرمه اذا استغفر العبد طلب غفر الذنب طلب ان يستر هذا الذنب فلا يخزى به وان يستر اثر الذنب فلا يؤاخذ به وهذا قرين التوبة ولهذا جاء في عدة ايات اقتران التوبة والاستغفار لان الاستغفار مثل التوبة في الامر بها الحث والحظ عليه قال جل وعلا استغفروا ربكم انه كان غفارا وقال جل وعلا الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. الا تعبدوا الا الله انني لكم منه نذير وبشير وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه الاستغفار صار قبل التوبة من جهة انه طلب مباشرة طلب ان يمحى اثر الذنب. لان اثر الذنب لو اخرت طلب الموت فقد يقع الاثر سريعا. ثم توبوا اليه يعني ان التوبة تكون بعد الاستغفار من الذنب ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدم طلب المغفرة على طلب التوبة فقال ربي اغفر لي وتب علي استغفر الله واتوب ليه بالتوبة والاستغفار نظر فيها بعض العلماء وذكرها الشارع عندكم تبعا لابن تيمية من ان التوبة والاستغفار من الالفاظ التي اذا اجتمعت تفرقت اذا تفرقت اجتمعت اذا اجتمعت تفرقت ان التوبة على ما ذكرت لك من تعريفها والاستغفار على ما ذكرت لك من ان التو الاستغفار طلب ستر الذنب والتوبة طلب محو الذنب للذاكرين وقال عليه الصلاة والسلام واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن فالحسنة تمحو السيئة ففعل الحسنات يمحو الله جل وعلا به السيئات لكن هل كل حسنة يمحو الله جل وعلا بها كل كل سيئة؟ الجواب ليس كذلك بل الحسنة لها السيئة لها ما يقابلها من الحسنات التي تختص بها والسيئات ايضا منها ما يبطل الحسنات التي تقابلها الاول مثل ان الاعمال السيئة الكبيرة مثل الافساد في الارض الشرك بالله جل وعلا او بقتل النفوس هذه ذنوب عظام يكفرها الجهاد في سبيل الله جل وعلا كما قال سبحانه يا ايها الذين امنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم؟ تؤمنون بالله ورسوله جاهدون في سبيل الله باموالكم وانفسكم الاية الكبائر لها ما يقابلها فاذا كانت الكبيرة بالسرقة واخذ المال من غير حله وبالربا ونحو ذلك فيقابلها من الكفارات صدقة اذا كانت كبائر الذنوب من جهة اعمال البدن فيقابلها الصيام والصلاة ونحو ذلك. اذا كانت من جهة المال يقابلها والصدقات واشباه ذلك. فاذا الحسنات من حيث الجنس يمحو الله بها السيئات والسيئات قد يفعل العبد سيئة لتبطل معها حسنة كان يعملها ويستدل لذلك بما روي من ان زيد ابن ارهم تعامل بالعينة او باع شيئا باجل بتمادى فرسا له باجل بثمانمائة درهم ثم اشتراه ممن باعه عليه بست مئة وهذا باعه الى العطاء فربح هذا الفار. لما بلغ عائشة ذلك قالت اعلم زيدا انه ابطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا رأي او اه اجتهاد من عائشة رضي الله عنها والحديث فيه ضعف اه معروف يعني اسناده لا يصح لكن استدل به بعض اهل العلم مثل ابن تيمية ووجه بان هذا الفعل وهو حصول الربا مقابل للجهاد ووقوع التبايع بالعينة هذه قابلت بها عائشة بفعل الجهاد ولهذا جاء في الحديث اقتران ترك الجهاد بتبايع بالعينة. جاء فيما صح عنه عليه الصلاة والسلام الحديث اللي في السنن وفي غيرها اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر وتركتم الجهاد وقارن بين هذا وهذا. فهذا الاصل يدل على ان الحسنات مكفرات للسيئات. وعلى ان بعض السيئات قد ابطلوا بعض الحسنات. يعني تكون في مقابلتها من جهة عظم السيئة حتى انها تبطل او يعني اه معنى تبطل يعني انها في الميزان تكون مقابلة لها في عظم الذنب تلك حسنة كبيرة وهذا ذنب عظيم لتكون هذه مقابلة لهذه اذا وضعت في الميزان. الحسنات يكفر الله جل وعلا بها السيئات مثل ما ذكرنا في الايات هذه افعال العبد. النوع الثاني ما يفعله العباد يعني ما يفعله المؤمنون لاخوانهم. يكفر الله جل وعلا به السيئات. وهذا يجامع الرجاء. فعقيدة اهل السنة والجماعة ان العبد يرجو لنفسه ويخاف على نفسه فيعمل الاسباب التي لنفسه من الرجاء والخوف اللي ذكرنا من الاستغفار والتوبة حسنات وكذلك يرجو لاخوانه ويخاف على اخوانه فيعمل الاسباب التي تنفعهم فيما رجا لهم ويعمل الاسباب ايضا التي تنفعهم فيما خاف عليهم من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد ونحو ذلك ما يفعله العباد ثلاثة انواع ايضا الاستغفار والدعاء للمؤمنين وهذا ينفع والاستغفار والدعاء نافع سواء اكان من الملائكة ام من المؤمنين من الجن والانس؟ والملائكة يستغفرون ويدعون للمؤمن كما قال جل وعلا الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا. ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا. سبيلك الايات وقهم عذاب الجحيم الى اخره فهذا دعاء من الملائكة ذلك دعاء المؤمن للمؤمن في خارج في خارج الصلاة او في الصلاة هذا نافع له ومن الاسباب التي يكفر الله جل وعلا بها خطايا المؤمن فتدعو لاخوانك المؤمنين تدعو لفلان المعين المذنب هذا يمحو الله جل وعلا به السيئات السبب الثاني اهداء القرى وعمل العبادات عن المؤمن وهذه تشمل الصدقة عن الغير او عمل العمل الصالح واهداء ثوابه للغيب او ان يعمل العبادة التي تدخلها النيابة مما جاءت مما جاء في السنة ويجعل هذه غيره مثل الصيام والحج والصدقة ونحو ذلك وهذا يأتي مزيد تفصيل للكلام عليها اه عند اه قول الطحاوي وفي صدقاته وفي دعاء المسلمين وصدقاتهم منفعة للاموات. ثالث من هذه الانواع الثالث شفاعة. شفاعة اما في الدنيا او في الاخرة فشفاعة لاخوانه المؤمنين نافعة له واصل صلاة الجنازة لاجل الدعاء للمؤمن والشفاعة له. ولهذا جاء في الحديث انه عليه الصلاة والسلام قال ما من مسلم يصلي عليه اربعون من اهل الايمان الا شفعهم الله فيه وفي لفظ اخر قال كلهم يشفعون له الا شفعهم الله فيه والشفاعة تحصل في الدنيا بالدعاء تحصل ايضا في الاخرة اه شفاعة الاب لابنائه والابن لوالده ونحو ذلك. والعالم لاحبابه اهل القرابة قراباتهم او للمؤمنين ومن ذلك بل اعظم شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام بطوائف من امته القسم الثالث الاسباب التي من الله جل وعلا وهي اربعة الاول وهو اعظمها واجلها مغفرة الله جل وعلا لعبده ابتداء منة منه وتكرما. فالله جل وعلا من على عبده بالاسلام وبالايمان فقد يمن عليه بمغفرة الاثام ابتداء. وهذا خلق الله جل وعلا هو سبحانه يثيب من يشاء يغفر لمن يشاء يعذب من يشاء الثاني المصائب المصايب التي تحصل للعبد في الدنيا مصيبة يوقعها الله جل وعلا بالعبد مرض فقد حبيب حزن هم نقص مال يهمه آآ ونحو ذلك مما يعني يفنى شيء من ماله من بدنه يمرض يصاب باشياء هذه المصائب يكفر الله جل وعلا بها من ذنب العبد قال العلماء المصايب مصايب بلياء ويجوز مصائب لكن الاصح مصايب او يعني آآ الاشهر المصايب التي تحصل على العبد من الله جل وعلا هي في نفسها كفارة لانها ليست من جهة العبد يعني العبد ما اختارها لنفسه الله جل وعلا ابتلى به المؤمن فابتلاه بها ليكفر الله جل وعلا بها من خطاياه وهذا كما قال عليه الصلاة والسلام ما يصيب المسلم من هم ولا حزن ولا وصب حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه. فالهم يأتي للمؤمن هم ضيقة الصدر ما يدري وش سببه او يبتلى بشيء ضيق يضيق صدره او يهمه ويصبح في غم او في هم هذا سبب لانه خروج عما يسعد العبد وابتلاء من الله جل وعلا العبد فهذا سبب من اسباب كفارة الذنوب كذلك المصايب في في النفس او في الولد او في المال او نحو ذلك هذه المصايب كفارة هل يؤجر عليها او هي كفارة بشرط المصائب كفارة بلا شرط باطلاق. من وقعت عليه مصيبة فالدليل دل على ان الله يكفر بها من خطاياه والحمد لله على فضله وتكرمه ومنته ولكن قد يؤجر على المصيبة وقد يأثم على المصيبة وذلك اذا صبر او تسخط. فان صبر اجر وان تسخط اثم. فاذا المصيبة في نفسها كفارة. فان مع المصيبة صبر فهذا اجر وان صار مع المصيبة تسخط فهذا اثم الثالث العذاب الذي يحصل على العبد في البرزخ يعني في القبر يكون على العبد ذنب من الذنوب او ذنوب كذا فيعذبه الله جل وعلا في القبر ثم يوم القيامة لا يدخله النار الرابع ما يكون في عرصات القيامة من المصايب و الامور العظام التي قد يبتلي الله بها بعض عباده فيكون في ذلك كفارة له هذه عشرة اسباب اجملها آآ او فرقها السارح وقسمتها لك بثلاثة من العبد وثلاثة من المؤمنين لاخوانهم المؤمنين واربعة من الله جل جلاله وتقدست اسماؤه المسألة السادسة قول الطحاوي ولا نشهد لهم بالجنة. يعني لا نشهد للمحسن بالجنة وكذلك لا نشهد للمسيء بالنار فلا نشهد لاحد من اهل القبلة بجنة ولا نار الا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الجملة يأتي تفصيل الكلام عليها عند قوله عند قول الطحاوي ولا ننزل احدا منهم جنة ولا انا ارى المسألة السابعة ان اه في قوله ولا نقنطهم التقنيط هو كاليأس او التيئيس تأييس من رحمة الله جل وعلا بمعنى ان يقول القائل هذا ذنب كيف يغفره الله جل وعلا لك او يستعظم ان يعفو الله جل وعلا عن فلان وهذا قد يكون في بعظ احواله من كبائر الذنوب والواجب على المؤمن تجاه نفسه واخوانه المؤمنين ان يفتح عليهم باب الرجاء اذا اقبلوا تائبين وان يفتح عليهم باب الخوف اذا كانوا مفرطين فاذا كان مقيم على لهوه مقيم على ذنوبه على كبائره على اثامه فتعبه بالخوف ولا تقنطه لان تقنطه لان ولا تفتح له الامل لان امله فتح باب الرجاء له فيها هذه الحال يزيد من فعله للذنوب وهذا من المهمات لاهل الدعوة والمواعظ والخطباء وائمة المساجد الى اخره في ان اذا رآهم صالحين وعندهم تشدد يفتح لهم باب الرجاء وباب السهولة كما قال عليه الصلاة والسلام لما اذن بلعب باللعب في المسجد قال لتعلم اليهود ان في ديننا فسحة لان اليهود اهل يعني في اما تشديد واثار واغلال وضعت عليه او وضعوها على انفسهم واما اذا رآه صاحب خوف بكاء وكثرة بكاء من خوف الله جل وعلا وكثرة اه خوف من ان الله لا يغفر ذنبه ودائما يلاحظ ذنبه يلاحظ كبيرته هذا يفتح له باب الرجاء. فاذا الواجب هو ما قال. الا نأمن على المحسن والا نقنط فهذه عقيدة وايضا يتبعها عمل المسألة السابعة الثامنة قوله ويدخلهم الجنة نرجو للمحسنين ان يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته قوله برحمته هذا كما ذكرت لك في اوله لانه لن يدخل احد الجنة بعمله بل ما تم الا عفو الله جل وعلا ورحمته الله جل وعلا وعد من عمل صالحا بان يدخله الجنة جزاء بما عمل قال سبحانه جزاء بما كانوا يعملون وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون فالجنة يدخلها العبد بالعمل لكن الباء هذه ليست بها المقابلة انما هي باء السببية يعني بسبب ما كنتم تعملون. فالعمل الصالح للعبد واعلاه توحيد الله جل وعلا والبراءة من الشرك واهله والكفر بالطاغوت. هذا العمل الصالح هو اعظم الاسباب التي يدخل الله جل وعلا بها الجنة. اما المقابلة فان الجنة وما فيها من النعيم وما اعطى الله العبد من النعم في الدنيا بل ما من عليه اصلا من الهداية لا يستحق الجنة بالمقابلة. لان حصول الهداية للعبد منة من الله جل وعلا وتكرم. ولو ترك العبد ونفسه لما اهتدى ولحتوشته الشياطين. بهذا الجنة لا يدخل احد. الجنة الا برحمة الله جل وعلا كما قال هنا نرجو ان يعفو الله عنهم وان يدخلهم الجنة برحمته. فاذا اهل السنة والجماعة يقولون ان دخول اهل الجنة الجنة بسبب الاعمال الصالحة والا فان الدخول برحمة الله جل وعلا لما دل عليه قوله عليه الصلاة والسلام لن يدخل احدا منكم الجنة عمله. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه وفضل واما المعتزلة واهل انفاذ الوعيد فيرون ان دخول الجنة يكون بالعمل مقابلة لان الله سماه اجر كما يقولون والاجر يقتضي المقابلة نكتفي بهذا ونسأل الله جل وعلا لنا ولكم توفيقه الرشد والسداد والعفو عن السيئات والرحمة والرضوان نجيب على سؤالين هل جاء في الاثر ان الرجل اذا فعل معصية ولم يتعب قبل ست ساعات فانه يكتب عليه ذنب وان تاب بعدها فلا ذنب عليه جاء في تفسير قول الله جل وعلا ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد ان العبد المؤمن اذا فعل السيئة قال الملك الموكل بالكتابة بالكتابة انتظروا فلعله يتوب او يفعل حسنة لمحوها. هذا جاء في الاثر لكن ما استحضر صحة ذاك اذا بارك الله فيكم