المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح العقيدة الطحاوية. الدرس والثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حق حمده. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد فاسأل الله جل جلاله ان يجمع لي ولك بين العلم والعمل وبين الصدق في الاعتقاد والصدق في القول والصدق في الاعمال اللهم هيئ لنا من امرنا رشدا واجعل دعاءنا مسموعا وقلبنا لك خاشعا خضوعا يا ارحم الراحمين. كنا نتكلم في الدرس الاخير قبل رمظان عن مسائل الايمان اذكر انا ذكرنا بعض المسائل التي هي توطئة لشرح كلام الطحاوي رحمه الله نبتدأ سماع المتن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال الطنعاوي رحمه الله تعالى والايمان وهو الاطار باللسان والتصديق جنان وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان كله حق والايمان واحد واهله في اصله سواء والتفاضل بينهم في الخشية والتقى ومخالفة المواطن وملازمته والمؤمنون كلهم اولياء الرحمن واكرمهم عند الله اتبعهم واتبعهم بالقرآن والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به قال رحمه الله والايمان والاقرار باللسان والتصديق بالجنان هذه الجملة كلامه في تعريف الايمان المقصود بها تعريف الشرع للايمان عند طحاويه رحمه الله والذي دلت عليه الادلة من الكتاب والسنة واجماع الائمة ائمة اهل الحديث والسنة ان الايمان قول وعمل وبعض اهل العلم يعبر بقوله الايمان قول وعمل ونية كما قالها الامام احمد في موضع يعني بالنية الاخلاص يعني الاخلاص بالقول والعمل وهذا الاصل وهو ان الايمان قول وعمل وضح بقوله اهل العلم الايمان اعتقاد بالقلب يعني بالجنان وقول باللسان وعمل بالجوارح والاركان يزيد بطاعة الرحمن وينقص بطاعة الشيطان فشمل الايمان اذا بما دلت عليه الادلة هذه الامور الخمسة وهي انه اعتقاد وانه قول وانه عمل وانه يزيد وانه ينقص تعريف الطحاوي للايمان بقوله هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان هذا تعريف بالمقارنة مع ما سبق به قصور وهو موافق ما عليه الامام ابو حنيفة رحمه الله واصحابه فانهم لم يجعلوا العمل من مسمى الايمان وجعلوا الايمان تصديق القلب واقرارا اللسان وجعلوا الاعمال زاهدة عن مسمى الايمان مع كونها لابد منها ولازمة للايمان فقول الطحاوي هذا ليس تقيما مع معتقد اهل السنة والجماعة اتباع اهل الحديث والاثر وفيه قصور لانه اخرج الايمان اخرج العمل عن تعريف الايمان كون العمل من الايمان له ادلة كثيرة من الكتاب والسنة اظن اني قدمت لكم بعضها قبل رمظان ومنها في هذا المقام قول الله جل وعلا وما كان الله ليضيع ايمانكم ويعني بالايمان والصلاة فسمى الصلاة ايمانا والصلاة عمل وقال ايضا جل وعلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وقال امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله دلت الاية على ان الايمان له حقيقة هي الاعتقاد والايمان بهذه اركان خمسة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واذا كان العمل ناشئا عن هذه فانه لا يتصور الانفكاك ما بين العمل والايمان لهذا في اية البقرة وما كان الله ليضيع ايمانكم جعل العمل هو الايمان لانه من ولانه ينشأ عنه فنفهم اذا ان قوله الا الذين امنوا وعملوا الصالحات الذين امنوا وعملوا الصالحات ونحو ذلك بما فيه عطف العمل على الايمان كما قدمنا هانفا ان هذا قاف بعد العام وعطف الجزء بعد الكل وهذا كثير في القرآن وفي اللغة كما قدمته لك ومن السنة قول النبي عليه الصلاة والسلام امركم بالايمان كما قال لوفد عبد القيس لما اتوه في المدينة قال امركم بالايمان بالله وحده اتدرون ما الايمان بالله وحده ثم فسر اركان الامام ثم قال وان تعدوا الخمس من المغنم وهذا اداء الخمس عمل فجعله تفسيرا للايمان كذلك قوله عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها بما اعلاها قول لا اله الا الله وعدناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فجعل الايمان له قول مرتبط بالنطق وله عمل الذي هو اماطة الاذى عن الطريق يعني الذي هو نوع العمل وجعل له عمل القلب وهو الحياء ففي هذا الحديث مثل النبي عليه الصلاة والسلام شعب الايمان بثلاثة اشياء منها القول ومنها الاعتقاد او عمل القلب ومنها عمل الجوارح ويأتي مزيد بيان لهذا الاصل في المساحة ان شاء الله تعالى ثم زيادة الايمان ونقصانه دل على الزيادة قول قول الله جل وعلا واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا كذلك قوله ليزدادوا ايمانا مع ايمانه كذلك قوله زادهم هدى واتاهم تقواهم ونحو ذلك ما فيه الزيادة واذا كان فيه الزيادة فانه لابد ان يكون فيه النقص بمقابل آآ ترك مما يسبب الزيادة في الايمان ولهذا قال بعض الصحابة لما ذكر زيادة الايمان وذكر نقصانه قال اذا سبحنا الله وحمدناه وذكرناه فذلك زيادته واذا غفلنا فذلك نقصان فزيادة الايمان ونقصانه دل عليها قول الله جل وعلا والسنة وقول الصحابة رضوان الله عليهم فمن هذا يتقرر ان قول الطحاوي الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان هذا يوافق قول مرجئة الفقهاء وهم ابو حنيفة نعمان ابن ثابت الامام المعروف اصحابه ممن اخرجوا العمل عن كونه جزءا من المائية عن كونه ركنا في الايمان اذا تقرر هذا فان في مسألة الايمان مباحث كثيرة جدا وذلك بكثرة الخلاف في هذه المسألة وطول الكلام عليها وكثرة التصانيف التي صنفها السلف ومن بعدهم في هذه المسألة لكن يمكن تقريب هذه المسألة لطالب العلم في مسائل الاولى اللي سأل الايمان يجمع الاعتقاد وهو الذي يسميه المرجعة مرجعة الفقهاء او يسميه العامة التصديق والثاني قول اللسان والثالث عمل الجوارح والاركان والرابع الزيادة والخامس النقصان هذه خمسة اشياء فيها اختلف المنتسبون الى القبلة على اقوال القول الاول وان الايمان تصديق فقط وهذا هو قول جمهور الاشاعرة وقول ايضا ابي منصور الماتوريدي والماتوريدية بعامة وهذا مبني منهم على ان القول ينشأ عن التصديق على ان العمل ينشأ عن التصديق فنظروا الى اصله في اللغة حسب ظنهم والى ما يترتب عليه فجعلوه التصديق فقط تدلوا له بعدة ادلة مما فيه ان الايمان والتصديق كقوله امن رسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله وهذه امور غيبية والايمان بها يعني التصديق بها وغير ذلك من الادلة التي فيها حصر الايمان بالغيبيات والايمان بالغيبيات يفهم على انه التصديق وهؤلاء يسمون المرجئة وهم المشهورون بهذا الاسم ومن المرجئة طائفة غالية جدا وهم الذين جعلوا الايمان ليست تصديق القلب ولكن هو المعرفة بالقلب وهو القول المنسوب الى الجهمية وغلاة الصوفية كابن عربي و نحوه ممن صنفوا في ايمان فرعون الفئة الثانية او الفرقة الثانية ثم قال ان الايمان قول باللسان فقط او لا يسمون الكرامية تشديد الكرامية ينسبون الى محمد ابن كرام هذا يقول الايمان هو الاقرار باللسان لما قال بان الله جل وعلا جعل المنافقين مخاطبين باسم الايمان في ايات القرآن فاذا نودي المؤمنون في القرآن فيدخل في الخطاب اهل النفاق والمنافقون انما اقروا بلسانهم ولم يصدقوا بقلوبهم فدخلوا قسم الايمان بهذا امر المذهب الثالث ومذهب الخوارج والمعتزلة بل قبله المذهب الثالث هو مذهب مرجعة الفقهاء الذين قالوا ان الايمان قول باللسان وتصديق بالجناح وهو قول ابي حنيفة واصحابه اقرار باللسان وتصديق بالجنان ويجعلون ان الناس في التصدير كما سيأتي وفي اعمال القلوب انهم واحد فاعمال القلوب التي اصلها التصديق عندهم شيء واحد والعمل ليس من الايمان عندهم يعني من حقيقة الايمان وان كان لابد منه تحقيق الايمان بخلاف اهل القولين السابقين ما تريديه ولا شاعرة والكرامية فانهم يقولون انه لو وافى بلا عمل فانه ناجي لو لم يعمل قط فانه ينجو اما مرجئة الفقهاء فيقولون لابد له من العمل فاذا ترك العمل فهو فاسق لكن لا يدخلونه في مسمى الايمان واظن شبهتهم نص ابي حنيفة في هذه المسألة وهو بناه على ان الذين خوطبوا بالايمان هم المؤمنون والمنافقون والمنافقون ليس لهم عمل عملهم باطل وانما اقروا باللسان فقط وان والمؤمنون مصدقون مقرون فجمع لهم ما بين يعني بين الطائفتين ما بين الاقرار باللسان والتصديق بالجنان يعني في الخطاب الظاهر واما الاعمال فالحساب عليها اخر ومن ادلتهم الاصل اللغوي الذي هو حسب ما قالوا انه الايمان هو التصديق والاقرار اخذ من زيادة في الشريعة لانه لا بد من قول لا اله الا الله محمد رسول الله الرابع هو قول الخوارج والمعتزلة هو ان الايمان اعتقاد بالجنان وتصديق بالجنان واقرار باللسان وعمل بالجوارح وهذا العمل عندهم بكل مأمور به والانتهاء عن كل منهي عنه فما امر به وجوبا فيدخل في مسمى الايمان بمفرده وما نهي عنه تحريما فيدخل في مسمى الايمان بمفرده يعني ان كل واجب يدخل في مسمى الايمان على حدة فيكون جزءا وركنا في الايمان وكل محرم يدخل بالانتهاء عنه يدخل في مسمى الايمان بمفرده وبناء على ذلك قالوا فاذا ترك واجبا فانه يكفر واذا فعل محرما كبائر فانه يكفر لان جزء الايمان ركن الايمان ذهب فعندهم ان هذا العمل جزء واحد اذا فقد بعضه فقد جميعه وبينهم خلاف يعني بين الخوارج والمعتزلة استحق النار في الاخرة ماذا يسمى في الدنيا؟ على قول المعروف عندهم هو انه في الدنيا عند الخوارج يسمى كافر وعند المعتزلة وفي منزلة بين المنزلتين لا يقال مؤمن ولا يقال كافر مع اتفاقهم على انه في النار قلت فيها انتفاء الايمان في حقه الخامس وقول اهل الحديث والاثر وقول صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ان الايمان اعتقاد ومن الاعتقاد التصديق قول باللسان وهو اعلان لا اله الا الله محمد رسول الله وعمل بالاركان وانه يزيد وينقص ويعنون بالعمل انس العمل يعني ان يكون عنده جنس طاعة وعمل لله جل وعلا العمل عندهم الذي هو ركن الايمان ليس شيئا واحدا اذا وجد بعضه وجد جميعه اذا ذهب بعضه ذهب جميعه او اذا وجد بعضه وجد جميعه بل هذا العمل مركب من اشياء كثيرة لابد من وجود جنس العمل وهل هذا العمل الصلاة او هو اي عمل من الاعمال الصالحة بامتثال الواجب طاعة وترك المحرم طاعة هذا تم خلاف بين علماء الملة في هذه في المسألة المعروفة بتكفير تارك الصلاة تهاونا او كسلا الفرق ما بين مذهب اهل السنة والجماعة وما بين مذهب الخوارج والمعتزلة ان اولئك جعلوا ترك اي عمل واجب او فعل اي عمل محرم فانه ينتفي عنه اسم الايمان واهل السنة قالوا يشترط العمل ركن وجزء من الماهية لكن هذا العمل ابعاد يتفاوت واجزاء اذا فات بعضه او ذهب جزء منه فانه لا يذهب كله فيكون المراد من الاشتراط جنس العمل يعني ان يوجد منه عمل صالح ظاهرا باركانه وجوارحه يدل على ان تصديقه الباطل عمل القلب الباطن على انه استسلم به ظاهره وهذا متصل بمسألة الايمان والاسلام فانه لا يتصور وجود اسلام ظاهر بلا ايمان كما انه لا يتصور وجود ايمان باطن بلا نوع استسلام لله جل وعلا بالانقياد له بنوع طاعة طاهرة المسألة الثانية الطحاوي هنا ترك العمل يعني ما ذكر العمل في مسمى الايمان وكما ذكرت لك ان العمل عند اهل السنة والجماعة داخل بمسمى الايمان وفي ماهيته وهو ركن من اركانه والفرق بينهما يعني بين قول مرجعة الفقهاء وهو الذي قرره الطحاوي وبين قول اهل السنة والجماعة اتباع الحديث والاثر الفرق بينهما من العلماء من قال انه صوري لا حقيقة له يعني لا يترتب عليه خلاف في الاعتقاد ومنهم من قال لا هو اريد هو معنوي وحقيقي ولبيان ذلك بان الشارح بن ابي العز رحمه الله على جلالة قدره وعلو كعبه ومتابعته للسنة ولاهله سنة والحديث فانه قرر ان الخلافة لفظي وصوري وسبب ذلك ان جهة النظر الى الخلاف وانفكه فمنهم من ينظر الى الخلاف باثره في التكفير ومنهم من ينظر الى الخلاف في اثره في الاعتقاد فمن نظر الى الخلاف باثره في التكفير قال الخلاف سوري الخلاف لفظي لان الحنفية الذين يقولون هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان هم متفقون مع اهل الحديث والسنة مع احمد والشافعي على ان الكفر وتوى الردة عن الايمان تكون بالقول وبالاعتقاد وبالعمل وبالشرك فهم متفقون معهم على ان من قال قولا يخالف ما به دخل في الايمان فانه يكفر. ومن اعتقد اعتقادا يخالف ما به دخل في الايمان فانه يكفر. واذا عمل عملا ينافي ما دخل به في الايمان فانه يكفر واذا شك او ارتاب فانه يكفر بل الحنفية في باب حكم المرتد في كتبهم الفقهية اشد في التكفير من بقية اهل السنة مثل الحنابلة والشافعية ونحوه فهم اشد منهم حتى انهم كفروا بمسائل لا يكفر بها بقية الائمة كقول القائل مثلا سورة صغيرة فانهم يكفرون بها او مسيكين او نحو ذلك او القاء كتاب فيه ايات اه فانهم يكفرون الى اخر ذلك. فمن نظر مثل ما نظر ونظر جماعة من العلماء من نظر في المسألة الى جهة الاحكام وهو حكم الخارج من الايمان الجميع متفقون سواء كان العمل داخلا في المسمى او خارجا من المسمى فانه فانه يكفر باعمال ويكفر بترك اعمى فاذا لا يترتب عليه على هذا النحو دخول قول المرجئة الذين يقولون بلا عمل ينفع ولا يخرج من الايمان باي عمل يعمله ولا يدخلون مع الخوارج في انهم يكفرون باي عمل او بترك اي واجب او فعل اي محرم فمن هذه الجهة اذا نظر اليها تصور ان الخلاف ليس بحقيقي بل هو لفظي وصوري الجهة الثانية التي يمضغ اليها وهي ان العمل عمل الجوارح والاركان ومن ما امر الله جل وعلا به في ان يعتقد ووجوبه او يعتقد تحريمه من جهة في الاجمال والتفصيل يعني ان الاوان ان الاعمال التي يعملها العبد لها جهتان جهة الاقرار بها وجهة الامتثال لها واذا كان كذلك فان العمل بالجوارح والاركان فانه اذا عمل فاما ان نقول ان العمل داخل في التصديق الاول تصديق بالجناب واما ان نقول انه خارج عن التصديق بالجنابة فاذا قلنا انه داخل في التصديق بالجنان يعني العمل بالجوارح باعتبار انه اذا اقر به امتثل فانه يكون التصديق اذا ليس تصديقا وانما يكون اعتقادا كاملا للتصديق وللعزم على الانتفاع هذا ما خرج عن قول وتعريف الحنفية والجهة الثانية ان العمل يمتثل فعلا فاذا كان كذلك كانت تنصير على دخول على دخول العمل في مسمى الايمان ومقتضى الايمان بما بالايات وبالاحاديث بانه بان حقيقة الايمان فيما تؤمن به من القرآن في الاوامر والنواهي في الاجمال والتفصيل انك تؤمن بانك بان تعمل وتؤمن بان تنتهي والا فلو لم يدخل هذا في حقيقة الايمان لم يحصل فرق ما بين الذي دخل في الايمان بيقين والذي دخل في الايمان بنفاق يبين لك ذلك ان جهة الجهة هذه وهي جهة انفكاك العمل انفكاك العمل عن الاعتقاد انفتات العمل عن التصديق هذه حقيقة داخلة فيما فرق الله جل وعلا به فيما بين الاسلام والايمان ومعلوم ان الايمان اذا قلنا انه اقرار وتصديق فانه لا بد له من اسلام وهو امتثال الاوامر والاستسلام لله بالطاعات بهذا نقول ان مسألة الخلاف هل هو لفظي او هو حقيقي راجعة الى النظر في العمل هل العمل داخل امتثالا فيما امر الله جل وعلا به ام لم يدخل امتثالا فيما امر الله جل وعلا به والنبي صلى الله عليه وسلم بين انه يأمر بالايمان امركم بالايمان بالله وحده والله جل وعلا امر بالايمان. يا ايها الذين امنوا امنوا الايمان مأمور به وتفاصيل الايمان بالاتفاق بين اهل السنة وبين مرجعة الفقهاء يدخلوا شعب الايمان يدخل فيها الاعمال الصالح لكنها تدخل في المسمى من جهة كونها مأمورا بها فمن امتثل الامر على الاجمال والتفصيل فقد حقق الايمان واذا لم يمتثل الامر على الاجمال والتفصيل فانه بعموم الاوامر لا يدخل في الايمان وهذه يكون فيها النظر مشكلا من جهة هل يتصور هل يتصور ان يوجد احد يؤمن بالايمان يؤمن بما انزل الله جل وعلا. ولا يفعل خيرا البتة لا يفعل خيرا قط لا يمتثل واجبا ولا ينتهي عن محرم مع اتساع الزمن وامكانه الحقيقة هذا لا يتصور ليكون احد يقول انا مؤمن ويكون ايمانه حق صحيحا ولا يعمل طالحا مع امكانه لا يعمل اي جنس من الطاعات خوفا من الله جل وعلا ولا ولا ينتهي عن اي معصية خوفا من الله جل وعلا هذا لا يلقى صوم ولهذا حقيقة المسألة ترجع الى الايمان بالامر الايمان بالامر الامر بالايمان بالقرآن وفي السنة كيف يؤمن به كيف يحققه؟ يحقق الايمان بعمل بجنس العمل الذي يمتثل به. فرجع اذا ان يكون الامتثال داخل في حقيقة الايمان بامره والا فانه حين اذ لا يكون فرقا بين من يعمل ومن لا يعلم لهذا نقول ان الايمان الحق بالنص بالدليل يعني بالكتاب والسنة بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبكتابه لابد له من امتثال وهذا الامتثال لا يتصور ان يكون غير موجود من مؤمن ان يكون مؤمن ممكن ان يعمل ولا يعمل البتة واذا كان كذلك كان اذا جزءا من الايمان اولا لدخوله في تركيبه والثاني انه لا يتصور في الامتثال يعني للايمان والايمان بالامر ان يؤمن ولا يعمل البتة اذا فتحصن من هذه الجهة ان الخلافة ليس سوريا من كل جهة بل تم جهة فيه تكون لفظية وثم جهة فيه تكون معنوية وجهات المعنوية والخلاف المعنوي فكثيرة متنوعة بهذا قد ترى من كلام بعض الائمة من يقول ان الخلاف بين المرجعة وبين اهل السنة مرجعة الفقهاء ليس كل المرجعة ان الخلاف صوري لانهم يقولون العمل كرب زائد لا يدخل في المسمى واهل السنة يقولون لا هو داخل في المسمى فيقول اذا الخلاف صور من قال الخلاف سوري فلا يظن انه يقول به في كل صور الخلاف وانما يقول به من جهة النظر الى تكفير والى ترتب الاحكام على من لم يعمل اما من جهة امر من جهة الايات والاحاديث والاعتقاد بها. والايقان بالامتثال فهذا لا بد ان يكون الخلاف حينئذ حقيقية المسألة الثالثة في الزيادة والنقصان قيادة الايمان ونقصانه اختلف فيها العلماء على اقوال. القول الاول وهو قول جمهور اهل العلم من اهل السنة ومن المرجئة ومن غيرهم قول الجمهور من جميع الطوائف ان الايمان يزيد وينقص القول الثاني ان الايمان يزيد ولا ينقص وهذا منسوب الى بعض ائمة اهل السنة لان الدليل دل على زيادته وهذا امر لا يدخله القياس فلا نقول بنقصانه بعدم ورود الدليل في ذلك ثالث وقال من قال ان الايمان لا يزيد ولا ينقص وهو قول طائفة من المرجعة ومن غيرها لا ارتباط ما بين الارجاء والخلاف في الثلاث اركان الاولى وما بين القول بزيادة الايمان وبنقصان تارة تجد تجد من ذهب الى احد الاقوال يقول بزيادة ونقصانه ومن ذهب اليه لا يقول بزيادة ونقصانه يعني مثلا الاشاعرة الذين هم مرجعون ما تريدين منهم من يقول بزيادة ونقصانه ومنهم من لا يقول بذلك لعدم ترتبها على حقيقة الايمان هذا امر زائف ادخلوه في في البحث فاذا لا اثر في الخلاف مسألة زيادته ونقصانه على كونه مرجعا. اذا قال احد الامام ما يزيد ولا ينقص لا يدل على كونه على كونه مثلا مرجح لكنه يدل على انه ليس من اهل السنة اذا قال الامام نقول بزيادة ونقصانه لا يدل على انه من اهل السنة والجماعة. بل قد يكون مرجعا فلا ارتباط ما بين مسألة الزيادة والنقص سهل التعريف اه السالفة للايمان المسألة الرابعة عرف الايمان بقوله اقرار باللسان وتصديق بالجنان و قلنا في التعريف اعتقاد بالجناح والفرق ما بين التصديق والاعتقاد ان التصديق شيء واحد بمعنى انه امر واحد عبادة واحدة واما الاعتقاد فانه يشمل اشياء كثيرة من اعمال في القلوب بهذا قال طائفة من السلف في تعريف الايمان الايمان قول وعمل وهذا دقيق لانه يشمل قول القلب وقول اللسان قول القلب هو تصديقه واخلاصه لله جل وعلا وقول اللسان هو اعلانه الشهادة وعمل يشمل عمل القلب وعمل الجواد وعمل القلب من محبة الله جل وعلا والتوكل عليه خوف منه جل جلاله ورجاءه الانابة اليه وخشية الرب جل جلاله ونحو ذلك من اعمال القلوب فاذا ما يتصل بالقلب من امور الايمان ليست شيئا واحدا ليس هو التصديق فقط بل ثم اشياء كثيرة في القلب والتصديق هو احدها ولهذا فان التفاضل الزيادة والنقصان زيادة ونقصان باعتبار العمل الظاهر وزيادة ونقصان باعتبار عمل القلب الباطن الناس يتفاوتون في الايمان من جهة زيادته ونقصانه في اعمالهم الظاهرة وهي امور الاسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج والاستسلام لله جل وعلا في الاوامر والانقياد ونحو ذلك والامتهان من المحرمات. وكذلك اعمال القلوب واعمال القلوب نوعان اعمال واجبة واجبة الفعل واعمال محرمة العمل او واجبة الترك اما واجبة الفعل محبة الله جل وعلا والانابة اليه والتوكل عليه وخشيته الخوف منه والطمأنينة له ونحو ذلك من اعمال القلوب وما يجب تركه ما يجب تركه من اعمال القلوب المحرمات محرمات اعمال القلوب التي هي الكبر والبطر تزكية النفس و سوء الظن بالله جل وعلا ونحو ذلك هذه كلها يجب تركها. فاذا اعمال القلوب مشتملة على تصديق ومشتملة على امور واجبة واجب ان يعملها القلب وامور واجب ان ينتهي عنها القلب وهذه كلها في الحقيقة متصلة فالتصديق متأثر زيادة ونقصانا باعمال القلوب. فاعمال القلوب تؤثر على تصديقه فاعمال القلوب الواجبة اذا زادت محبته لله جل وعلا زاد تصديقه اذا زادت انابته الى الله وزاد خشوعه وخضوعه بين يدي الله زاد توكله على الله سبحانه وتعالى زاد تصديقه وزاد هذا يقينه وكذلك اذا انتهى عن المحرمات خضع لله جل وعلا لم يكن متكبرا ذليلا لله جل وعلا غير مترفع على الخلق محبا ليه سلامته سلامة قلبه مبتعدا عما يفسد القلب هذه كلها مؤثرة في تصديقه. فاذا رجع الامر في زيادة الايمان وفي نقصانه الى زيادة ايمان في اركانه الثلاثة ونقصان الايمان في اركانه الثلاث. فاذا زيادة الايمان نقول يزيد بطاعة الرحمن يعني يزيد التصديق او الاعتقاد بطاعة الرحمن يزيد الاقرار باللسان بطاعة الرحمن يزيد العمل بالاركان ايضا بطاعة الرحمن فزيادة الايمان راجعة للثلاثة جميعا لان الزيادة تارة تكون بالعمل الظاهر زيادة صلاة زيادة صدقة زيادة بر زيادة جهاد في سبيل الله طلب علم ونحو ذلك فيرجع هذا الى التصديق والى الاقرار بزيادة فيكون تصديقه واعتقاده اكثر واعظم امتن واثبت وكذلك اقراره وهذا الانسان يحسه من نفسه فانه اذا زاد ايمانه زاد لهجه بذكر ربه جل وعلا تهليلا وتسبيحا اذا وتكبيرا وتمجيدا. قال بعدها وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرع والبيان كله حق وهذا يعني به ان المؤمن لا يفرق بين كلام الله جل وعلا ولا بين السنن فكل ما جاه في الكتاب او صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بامور العقيدة والشريعة هذا يجب التسليم له وكله حق يجب الايمان به وذلك كما قال جل وعلا في وصف اليهود اتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاه من يفعل ذلك منكم الا خزي الاية كذلك قوله لا نفرق بين احد من رسله. وكذلك قوله يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا الواجب هو الايمان بجميع ما انزل الله جل وعلا على رسوله في القرآن وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الكل حق صدر عن مشكاة واحدة عن الرب جل جلاله وتقدست اسماه قال الطحاوي بعدها والايمان واحد واهله في اصله سواء والتفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى هذه العبارة منه تقرير لكلام ابي حنيفة واصحابه الذين يسمون مرجعة الفقهاء في ان الايمان واحد يعني انه في اصل وجوده شيء واحد اذا دخل في الايمان دخل بشيء واحد اذا وجد سمي مؤمنا واذا لم يوجد لم يسمى مؤمنا. وهذا القدر القليل الذي هو الاصل نظروا اليه بانه شيء واحد وان اهله في اصله سوا يعني ان اصل الايمان يتساوى فيه المؤمنون. فجعلوا ايمان الناس كايمان النبي عليه الصلاة والسلام كايمان ابي بكر كايمان محمد عليه الصلاة والسلام بل كايمان الرسل جميعا بل جعلوه كايمان الملائكة جميعا. جعلوا اصل الايمان لما كان واحدا يعني ما يحصل به الايمان اول الامر فجعلوا اهله في اصله سواء وهذا كما ذكرت لك راجع الى ان التصديق عندهم وما يتصل به من اعمال القلب انه شيء واحد وقد نص على ذلك ابو حنيفة في كتابه الفقه الاكبر لان التصديق واحد وان التوكل واحد والمحبة واحدة وان الخشية خشية القلب واحدة ونحو ذلك فجعلوا ما في القلب مما يحصل به الايمان جعلوه شيئا واحدا والذي دلت عليه الادلة من الكتاب والسنة ان اهل الايمان متفاضلون فيما بينهم الله جل وعلا فضل بعض الرسل على بعض فقال سبحانه تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وتفضيل بعضهم على بعض نتيجة وسبب ونتيجة لسبب وهو تفاضلهم بالايمان فنقف الرسل منهم اولو العزم وهم اعظم الرسل مقاما ارفع الرسل مكانة فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل الرسل ليسوا في منزلة واحدة عند الله جل وعلا والتفاضل هنا يكون بالايمان بايمان القلب ويكون بايمان الجوارح بفعلها وهنا هنا جحوى هنا جعل الطحاوي التفاضل في الامور الظاهرة قال بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى ولكن هذا التفاضل وبعض التفاهم لكن القلب يكون بين هذا وهذا من التفاضل في اعمال القلوب وفي تصديق القلب ما ليس بمحدود ولهذا خص الله جل وعلا ابا بكر الصديق رضي الله عنه قصه بانه صدق من بين سائر الصحابة فقال جل وعلا والذي جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون قصه بالتصديق لان عنده تصديقا زائدا على عن غيره كذلك قوله جل وعلا في سورة الليل واما من اعطى واتقى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى لا اللي بعده وسيجنبها الاتقى الذي يؤتي ما له يتزكى وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى. فهذا الابتغاء الذي هو اصل اصل الدخول في الدين الذي هو ابتغاء ما عند الله جل وعلا خص به ابو بكر لان له في ذلك مزيدا ليس لغيره لهذا قال عليه الصلاة والسلام لو وزن ايمان الامة بايمان ابي بكر لرجح ايمان ابي بكر وقال ايضا تابعي الجليل ابو بكر شعبة القارئ المعروف ما سبقهم ابو بكر بكثرة ايمان بكثرة صدقة ولا صلاة ولكن بشيء وقر في قلبه هذا الشيء الذي وقر في القلب الذي هو التصديق الناس يعرفوا ان فلانا وفلانا من جهتي تصديقهم للخبر يختلفون اي خبر يأتيك ثقة ويقول لك هذا حاصل يأتي فيه ناس آآ يأتون فهذا مصدق وهذا مصدق لكن تصديقه فلان التصديق الاول يختلف عن التصديق الثاني من حيث قوته من حيث الجزم به يعني بقوة وثبات ويقين بهذا ابو بكر رضي الله عنه حصل له من المقامات كما هو معروف في السيرة ما ليس لغيره هذا التصديق ايضا فيه اشياء تؤثر فيه من جهة التفاضل كما سيأتي بيان اذا كلام الطحاوي فيما سمعت جعل التفاضل بظمور خارجة عن تصديق القلب. عن اعتقاد القلب جعلها الخشية الظاهرة والتقوى الظاهرة ومخالفة الهوى وملازمة الاولى بامتثال الاوامر واجتناب النواة اذا تبين هذا نذكر على هذا عدة مسائل ربما ثلاث الاولى ان قوله اهله في اصله سواء يرد عليه بان اصل الايمان اما ان يكون لغويا واما ان يكون شرعيا فاذا كان المراد الشرعي الايمان الشرعي فان الايمان يصدق على ما به يدخل المرء فيه وايضا يكون اصله فيما بعد ذلك من الزيادات بمعنى انه يدخل في الايمان بتصديق وبكلمة ثم بعد ذلك يكون تصديقه غير تصديقه الاول وتكون كلمته غير كلمته الاولى ولهذا اصله كلمة اصله فيها اجمال وعدم وضوح هل المقصود بالاصل الاصل الشرعي حين دخل او المقصود حين دخل في الاسلام او المقصود الاصل الشرعي الذي يتابعه ويمشي معه يعني يلازم الانسان دائما وانه اصل واحد لا يزيد دائما هذا فيه ادمان وايضا لا يتفق هذا وذاك لا يتفق ايمانه اصل ايمانه اول ما دخل واصل ايمانه الذي يصاحبه وكل احد يعرف من نفسه الفرق ما بين اصل مانع حينه اسلم واصل ايمانه حين رسخت قدمه وحسن اسلامه فاذا كلمة اصله اهله في اصله اصل الايمان ما هو؟ هذي كلمة مجملة غير واضحة مرجعها غير واضح ولا دليل من الكتاب والسنة على هذه الكلمة يعني التعبير باصل الايمان او عدم التفريق فيما بين الايمان اللغوي والشرعي المسألة الثانية ان اصل الايمان اذا قلنا هو التصديق فان التصديق يتفاوت نفس التصدير تصديق نفسه الذي هو حد الايمان لانهم عرفوا الايمان اقرار باللسان وتصديق بالجنان هذا التصديق الذي هو في تعريف الايمان يتفاوت الناس فيه وايضا يزيد في المعين وينقص واسباب زيادة التصديق ونقصان التصديق امور اول ان مسائل الشرع مسائل الكتاب والسنة كثيرة سواء في الامور الاعتقادية او في الامور العملية وهذه كلها يجب الايمان بها على الادمان والتقصير فايمان وتصديق من كان مقتصرا على الاجماليات من جهال المسلمين ليس كايمان وتصديق من صدق في كل ما علمه فالعالم تصديقه مجمل وتصديقه مفصل بكل ما علم واما الجاهل فتصديقه مجمل وما علمه من الشريعة قليل صدق به لكنه تصديق ببعض الامور فمن صدق بكل الفروع سواء فروع العقيدة او فروع شريعة من صدق بها جميعا فتصديقه اعلى ممن صدق تصديقا اجماليا لا تفصيل فيه فاذا نفس التصديق من جهة اوامر الشريعة اه الامام بالنصوص يختلف من جهة الاجمال والتفصيل ثاني الاعمال الظاهرة ايضا امتثالا للاوامر واجتنابا للنواهي يؤثر في تؤثر في التصديق ويؤثر فيها التصديق ويدل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع اليه فيها الناس ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن كما في الصحيح وفي مسند الامام احمد قال اذا زنا العبد ارتفع الايمان فكان على رأسه كالظلة فاذا ترك عاوى فاذا هو حينما حينما يفعل هذه الكبيرة كبيرة الزنا او كبيرة شرب الخمر او كبيرة ترقة او ما شابهها فحين يفعل قال لا يزني الزاني حين يزني وهو موقن لكن هنا هل زال تصديقه بالكلية لا لكن تصديقه القوي المستحضر بالله جل وعلا وفي الدار الاخرة وبعقابه وبالحساب وبالعذاب وما يكون بعد من العقوبات في الدنيا هذا التفصيل المتجزئ الكثير هذا التصدير غاب عنه حين واقع المحفوظ فلذلك قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. فاذا الاعمال الظاهرة اذا امتثالا للواجب وانتهائنا للمحرم هذه تزيد في التصديق قال جل وعلا واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وزيادة الايمان ارجعوا الى اركان الايمان اذ تخصيص بعض الاركان دون بعض ليس عليه دليل وقال ايضا زيادة التصديق وزيادة العمل وزادت الاقرار كذلك قوله جل وعلا ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ليزدادوا ايمانا ايمانا هنا نكرة فتفيد الاطلاق في هذا المقام يعني ايمانا جهة العمل وايمان من جهة الاقرار وايمان من جهة تصديق الاعتقاد الوجه الثالث من ان التصديق يزيد اعمال القلوب مختلفة الانابة الى الله جل وعلا ومحبة الرب سبحانه والخضوع له والتلذذ بمناجاته والانس بتلاوة كتابه تعرض لنفحاته في الاوقات الفاضلة هذه الامور تزيد من اعتقاد القلب وكل احد يعلم من نفسه يعلم ان حاله مع وجود هذه الامور ومجاهدة النفس فيها ليس كحاله بدونها وايقانه بالجنة والنار وبالنعيم وبالعذاب توكله على الله جل وعلا ويقينه وقوته في الايمان تختلف في ما اذا تعاطى هذه العبادات وفيما اذا تهاون بها فاذا ايقانه وتصديقه متصل بعبادات القلوب وعبادات القلوب تزيد في التصديق والتصديق وزيادته يؤثر فيها فعمل القلب واحد. واذا قلنا عمل القلب نسميه كذا ونسميه كذا فباعتبار التجزيء. باعتبار الايضاح. لكن في الحقيقة القلب شيء واحد اذا جاءه التوكل قوي التصديق اذا قوي التصديق قويت محبة الله جل وعلا اذا قويت محبة الله سبحانه وتعالى قويت الانابة اليه وامتثال اوامره والرغبة فيما عنده. فالقلب اذا تفريق اعماله انما هو للايظاح والبيان. والا فكل عمل قد مؤثر على العمل الاخر طبقا في الاعتقاد وانابة وخضوع وامتثال ظاهر وامتثال باطن. واقرار وايقان. ولهذا تجد ان اعظم المؤمنين ايمانا اكثرهم خضوعا وذلا لله جل وعلا وعدم ترفع على الخلق. لان هذا الذي في القلب بعضه يؤثر على بعض الصلاة يؤثر على الثواب فيها وعلى حسنها تصديق القلب وخشية القلب وانابته عبورا الى اخره وكذلك هي تؤثر في هذه الاعمال. اذا التفريق ما بين ما بين اعمال القلوب هذا تصحيح وهذا توكل وهذي خشية وهذي انابة. بانه تفريغ منطقي صحيح يعني بمعنى يمكن ان ترى هذه بلا هذا ولا صلة بينهما هذا بحث نظري لا حقيقة له. فالايمان ايمان القلب واعمال القلوب مترابطة بعظها اخذ ببعظ فاذا زاد التوكل زاد التصحيح واذا قوي التصديق واليقين باسباب الاعمال الظاهرة قوي التوكل قوية الخشية قوية المحبة قوي الرجاء ونحو ذلك. فاذا من وهي زيادة التصديق وزيادة اصل الايمان اذا صح تعبير موافقة لاولئك فانه اه ينظر فيه الى تفاوت الاعمى اعمال القلوب. هذه بعض اسباب اه تفاوت الناس في تصديق القلب وهناك اوجه اخرى ذكرها اهل العلم في مواطنها وخاصة اه ابن تيمية في كتاب الايمان فانه ذكر سبعة اوجه او اكثر في تفاوت الناس في اصل الايمان او في التصديق او في الاعتقاد واسباب الزيادة والنقصان فيما يتعلق باعتقاد المسألة الثالثة والاخيرة قوله التفاضل بينهم بالخشية والتقى ومخالفة الهوى وملازمة الاولى هذا صحيح لكنه وجه تفاضل وليس كل اوجه التفاؤل فالتفاضل قد يكون منة من الله جل وعلا وتكرما ان يمن على احد بان يكون افضل من احد والله جل وعلا يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء ويكون التفاضل ايضا بامور زمانية مثل صحبة النبي عليه الصلاة والسلام هذه زاهدة عن الامور التي ذكرها هي الخشية والتقى مخالفة الهوى وملازمة الاولى قد جاء في في الحديث لمقام احدهم ساعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من عبادة احدكم ستين سنة او كما جاء بعض الصحابة رضوان الله عليهم قال عليه الصلاة والسلام ايضا حديث النبي في الصحيحين لا تسبوا اصحابي من عبد الرحمن بن عوف وهو من السابقين لا تسبوا اصحابي فوالذي نفس محمد بيده لو انفق احدكم مثل احد ذهب ما بلغ مدة احدهم ولا نصيحة يعني ولا نصف المت وذلك هذا فضل خاص زماني لانهم اتصلوا وصحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الوجه الثالث التفاضل يكون باعمال القلوب باعمال القلوب دون الاعمال الظاهرة قد تكون الاعمال الظاهرة قليلة لكن اعمال القلوب عظيمة واعمال القلوب يؤجر عليها العبد بالواجبات ويؤجر على الانتهاء عن المنهيات منهيات اعمال القلوب الابر والبقر و رؤية النفس ونحو ذلك وسكسوء الظن بالله او سوء الظن بالخلق بالمسلمين ومنها اعمال يؤجر على فعلها ويأثم على فعلها يؤجر على فعل بعض الاعمال ويأثم على فعل بعض الاعمال اذا كان كذلك كان فعل القلب ميدانا للتطابق عمل القلب ميدانا للتخاذل لهذا يروى عن الحسن بصري رحمه الله انه تقل لماذا سبق الصحابة وفضلوا مع ان عبادة من بعدهم التابعين اكثر من عبادته فقال الحسن كانوا يتعبدون يعني الصحابة والاخرة في قلوبهم وهؤلاء يتعبدون والدنيا في قلوبهم عمل الظاهر واحد بل ربما يكون اكثر لهذا صار الابتلاء بحسن العمل وحسن العمل فيه الاخلاص وفيه المتابعة واذا اتفق هذا وهذا في المتابعة فهل يتفقان فيه عمل القلب وهل يتفقان في الاخلاص؟ هل يتفقان فيها بحسن العمل الباطن وفي الخشية والانابة لا يتفقون هذا وهذا يصلون جنب بعض وهذا وهذا يختلفون تمام هذه بعض المسائل المتعلقة لذلك فتحصل من هذا ان قوله اهله في اصله سواء ليس صوابا بل هو غلط و ليس ايمان الرسل دائما عامة باعهم وليس ايمان الناس كايمان الصحابة وليس ايمان الصالحين كايمان الفاسقين وليس ايمان المقربين كايمان ثائر خلق الله المكلفين هذا فيه اختلاف هنا اعظم الاختلاف بالايمان الا بايمانهم بالله واسمائه وصفاته والوهيته وما في قلوبهم من العلم الاجمالي والعلم التفصيلي وما في قلوبهم من الاعمال صالحة وكذلك ما عملوه ظاهرا من الاعمال الصالحة وانتهوا نهاهم الله جل وعلا عنه فهم يختلفون في ذلك اهو الخلاف اعظم الاختلاف. اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم من اهل المقامات العالية في ها وان يغفر لنا ذنوبنا كثيرة وذللنا وتقصيرنا وان يبارك لنا في قليل اعمالنا وان يصلح لنا نياتنا وذرياتنا واهلينا انه انا جواد كريم