وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم طيب هناك سؤال يطرح على ماذا يقع عذاب القبر هل عذاب القبر يقع على الروح فقط ام على الجسد فقط امعض الروح والجسد معا. نقول هذه مسألة من مواطن الخلاف بين اهل العلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين نبينا وحبيبنا وقرة عيننا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين حياكم الله احبابي الكرام لمجلس جديد نعقده في مدارسة شرح العقيدة الطحاوية للامام ابي جعفر الطحاوي رحمة الله تعالى عليه وصرنا احبابي مع الامام الطحاوي الى مشاهد اليوم الاخر وتكلمنا عن شيء من مشاهد البرزخ تكلمنا عن شيء من مشاهد البرزخ وبدأنا بقضية الحديث عن ملك الموت. اليوم باذن الله نكمل ما بقي علينا من مشاهد البرزخ واليوم الاخر ونتكلم ايضا عن بعض المسائل التي اتبعها الامام الطحاوي رحمة الله عليه ونحن في الجملة تسير في القسم الاخير من هذه العقيدة نسأل الله سبحانه وتعالى التمام على خير ومسائل السمعيات كما كررت مرارا وتكرارا هي مسائل تعتمد على النقل في جملتها مسائل تعتمد على النقل والسمع وليست من المسائل العقلية فهي تتعلق بغيب لا نشاهده ولكن العقل لا يحيله يقول الامام الطحاوي رحمة الله عليه ونؤمن بملك الموت الموكل بقبض ارواح العالمين وبعذاب القبر لمن كان له اهلا وسؤال منكر ونكير في قبره عن ربه ودينه ونبيه. لاحظ انه تكلم عن قضية عذاب القبر تكلم عن قضية فتنة القبر وهو سؤال منكر ونكير في القبر عن الرب والدين والنبوة على ما جاءت به الاخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله تعالى عليهم وقالوا والقبر روضة من رياض الجنة او حفرة من حفر النيران. ثم انتقل لمشاهد الدار الاخرة فقالوا ونؤمن بالبعث وجزاء الاعمال يوم القيامة والعرض والحساب وقراءة الكتاب والثواب والعقاب والصراط والميزان. ثم قال والجنة والنار مخلوقتان. لا تفنيان ابدا ولا تبيدان فان الله خلق الجنة والنار قبل الخلق وخلق لهما اهلا فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم الى النار عدلا منه اذا احبابي الكرام دعونا سريعا نختصر هذه المشاهد ونعلق عليها تعليقا يتناسب بهذا الشرح المختصر نبدأ بقضية عذاب القبر ونعيمه. ساعود الى قضية عذاب القبر ونعيم القبر فاقول مستعينا بالله. يعتقد اهل السنة والجماعة ويتبعهم على ذلك جمهور الفرق الاسلامية من الاشاعرة والماتوريدية بل حتى المعتزلة على الصحيح وهم في غفلة معرضون. والله يا احبابي الكرام ان الساعات القادمة ساعات صعبة ساعة الموت وساعة اه فتنة القبر وسؤال منكر ونكير والاهوال التي ستأتي بعدها ساعات صعبة علينا ان نعد لها العدة يتبعون اهل السنة والجماعة في اه اثبات عذاب القبر ونعيمه. وهذه المسألة كما قلنا مسألة معتمدها السمع والنقل وليست مسألة اه عقلية وليس للعقل مجال في اثباتها او في رفضها بناء على عدم مشاهدته. يعني البعض الملحدين المعاصرين او المشككين المعاصرين او الحداثيين المعاصرين ينكر عذاب القبر بحجة اننا اذا فتحنا قبر الموتى من المشركين ومن شابهم لا نرى عذابا لهم وفي الحقيقة هذه الحياة الحياة البرزخية حياة تختلف تماما بتفاصيلها عن الحياة الدنيا فكونك لم ترى هذا الشيء او لا تستطيع رؤيته لا يعني هذا عدم وجوده. هذه قاعدة مغلوطة في الاستدلال. كوني لا ارى الشيء هذا لا يعني انه ليس موجودا طيب يكفي ان ترى اثاره اصلا يعني او شيء من اثاره فهذا يساعدك على ان تؤمن به اكثر واكثر فالمهم وليس للاخذ مجال في اثباته او رفضها بناء على عدم مشاهدته لها كما يدعي اصحاب الفكر المادي المعاصر وتجد بعض كتب الاعتقاد وهاي انتبهوا لها الفكرة احبابي نجد ان بعض كتب الاعتقاد تنسب الى المعتزلة انهم ينفون عذاب القبر. لكن هذه النسبة ليست دقيقة في الحقيقة فقد قال القاضي عبدالجبار المعتزلي وهو من ائمة الاعتزال ومن ائمة المنظرين لفكر الاعتزال قال في كتابه شرح الاصول الخمسة فصل في عذاب القبر وجملة ذلك هكذا قال وجملة ذلك انه لا خلاف فيه بين الامة الا شيء ينقل عن ضرار ابن عمرو وكان من اصحاب المعتزلة ثم التحق بالمجبرة. اذا اه القاضي عبدالجبار يبين لنا ان قضية نفي عذاب القبر انما تنسب لبعض المعتزلة بن عمرو وهذا شخص كان معتذريا ثم التحق بالمجبرة ان ينسب الى المعتزلة عموما انهم ينفون عذاب القبر هذا ليس بسديد ثم ذكر عبد الجبار رحمة الله عليه النصوص مثبتة لعذاب القبر طب سريعا نقول ما اهم الادلة التي تدل على ثبوته؟ استدل اهل العلم على عذاب القبر بالعديد من الادلة احبابي الكرام من الكتاب والسنة وان كانت نصوص القرآن بالتحديد القرآن نصوصه لم تصرح بشكل قطعي بكلمة عذاب القبر. لكن نصوص السنة متواتية بشكل قطعي على اثباته وعلى هذه اللفظة. قضية عذاب القبر وكفى بذلك حجة. طيب دعونا نستعرض الادلة القرآنية التي اشارت اشارة الى موضوع عذاب القبر وان لم تتكلم عنه صراحة كما قلنا. فمن ذلك قوله تعالى في قوم فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. هذا العرض متى يكون الظاهر من سياق الاية ان هذا العرض قبل يوم القيامة. لانه ايش قال؟ قال بعد ذلك ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب. فهذا يدل ان العرض انما كان في فترة الحياة البرزخية اذا دلت الاية على ان فرعون وقومه كانوا يعرضون على النار قبل يوم القيامة وحين تقوم الساعة يقال لهم ادخلوا النار والعرض على النار في الحياة البرزخية هو شكل من اشكال التعذيب. وقد استدل بهذه الاية عدد كبير من علماء السلف والخلف على اثبات عذاب القبر. منهم الامام البخاري رحمة الله عليه في صحيحه والامام مجاهد ابن جبر التلميذ ابن عباس ايضا من الادلة على عذاب القبر قوله تعالى وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مرضوا على النفاق لا تعلموهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم. سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم. فذهب جمهور السلف الى احد الى ان احد العذابين المقدمين على عذاب النار هو عذاب القبر فقوله تعالى سنعذبهم مرتين جمهور الشرف على انهم يعذبون في الحياة الدنيا ويعذبون في قبورهم وعند يوم القيامة سيردون الى عذاب عظيم لان الله عز وجل قال سنعذبهم مرتين متى هاتان المرتان؟ فذهب الجمهور الى انهما واحدة في الدنيا واخرى في القبر ثم يوم القيامة يردون الى عذاب عظيم. هذه بالنسبة لادلة القرآن وكما تلاحظون هي ليست صريحة نص في كلمة عذاب القبر لكنها تشير الى هذه القضية بشكل واضح لمن نور الله بصيرته اما بالنسبة لادلة السنة فنقول ورد في كتب السنة عدد كبير من الاحاديث تتكلم عن عذاب القبر وعن انواعه ومن يستحقه وبعض التفاصيل المتعلقة به تصل الجلد يتحلل في القبور لكن عندما يبعثنا الله مرة اخرى ويبدأ الجلد بالظهور مرة اخرى فان الله سبحانه وتعالى يعيدنا على نفس خصائصنا الشكلية. اذا وهكذا الشأن في بعث الاخرة الى حد التواتر المعنوي الذي لا يجوز جحوده. وممن حكم بتواتر ادلة عذاب القبر الامام ابن تيمية والامام ابن القيم والامام ابن رجب وغير هؤلاء ومن اشهر هذه الاحاديث حديث الاستعاذة من عذاب القبر في دبر كل صلاة. الوارد في البخاري ومسلم فنحن في ختام الصلاة دائما بعد التشهد والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام نقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال. لاحظوا ايش نقول؟ اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر حديث متفق عليه. فنستعيذ بالله من عذاب القبر صراحة ومن ذلك ايضا قوله صلى الله عليه وسلم فلولا ان تدافنوا لدعوت الله ان يسمعكم من عذاب القبر دولة ان تدافنوا لدعوت الله ان يسمعكم من عذاب القبر. حديث في صحيح مسلم وهذا صريح في اثبات عذاب القبر ايضا والاحاديث كثيرة ليس هذا موطن وقد ذكر فيها ثلاثة اقوال. القول الاول ان عذاب القبر يقع على الجسد فقط دون الروح وهذا القول قالت به الفرقة الكرامية ونسب الى الامام ابن جرير الطبري رحمة الله تعالى عليه. لكن هذا القول ليس بدقيق ان نقول ان عذاب القبر على الجسد دون الروح هذا القول ليس بدقيق القول الثاني انه يقوى على الروح فقط وليس له علاقة بالبدن بناء على ان البدن يتحلل وهذا القول هو الذي نصره بالحزم الظاهري عليه رحمة الله. القول الثالث انه يقع على الروح والجسد معا انه يقع على الروح والجسد معا. وهذا القول هو الذي كان عليه جمهور السلف والخلف بل عد ابن تيمية رحمة الله عليه. الرأيين السابقين شاذين لا التفات اليهما لكن من قال بالرأيين السابقين؟ لا نعتبره صاحب بدعة مغلظة او ننكر على متابعته. وانما نقول الكلام عن القول الاول والثاني الشهيد ومن يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة والمرابطون في سبيل الله على ثغور المسلمين هؤلاء ممن يقيهم الله عز وجل هذه الفتنة وقد دلت الاثار على ان عدد الملائكة التي تسأل الميت في قبره اثنان اني مرجوح ضعيف الاصل ان لا يلتفت اليه. ولكن بعض مسائل العقيدة لانها ليست محسومة حسما قاطعا. فيصعب تبديع المخالف فيها مثل هذه المسألة والله تعالى اعلم قال واصلحوا ادلتهم على ذلك ما ورد في حديث البراء بن عازب الطويل في اهوال الدار الاخرة لما اتى لذكر عذاب القبر قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم تعاد روحه في جسده. في حديث البراء بن عازب اقرؤوه حديث براء بن عازب لما تكلم عن اهوال الموت وما يلاقيه الميت وكيف تكون حياته البرزخية. تكلم النبي صلى الله عليه وسلم واشار الى قضية عذاب القبر في هذا الموطن قال عليه الصلاة والسلام ثم تعاد روحه الى جسده او ثم تعاد روحه بجسده فنص على عودة الروح الى الجسد وهذا من اقوى واظهر الادلة الدالة على ان الروح لها ارتباط بالجسد في الحياة البرزخية لكنه ارتباط ليس معقولا لا نحن الذين نعيش في الحياة الدنيا. اذا هناك ثلاثة اقوال على ماذا يقع عذاب القبر. والصواب انه يقع على الروح والجسد معا طيب بعد ذلك اشار الطحاوي الى فتنة القبر الى فتنة القبر وموضوع عذاب القبر يختلف عن موضوع فتنة القبر. عذاب القبر هو العذاب الذي يستحقه من قدر الله الله عز وجل وكتب عليه ان يعذب في قبره من اهل المعاصي الذنوب الشرك فتنة القبر لا هذا شيء يعم الجميع والمراد بفتنة القبر هو سؤال الملكين منكر ونكير للعبد في قبره عن ربه ودينه ونبيه فنقول المراد من فتنة القبر سؤال الملائكة للناس في قبورهم عن ربهم ودينهم ونبيهم ويكون هذا السؤال قبل البدء بعذاب القبر او نعيمه. وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام نستعين احبابي الكرام من فتنة القبر كما يستعيذ من عذابه اه والبعض فسر قوله اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات. البعض فسر فتنة الممات بانها سؤال الملكين في قبره. فتنة المحيا اي فتنة الحياة الدنيا بزخارفها وفتنة الممات اي البعض فسرها بفتنة الملكين في القبر وهذا يكون للجميع للمسلمين ولغيرهم. وقد قال عليه الصلاة والسلام انه قد اوحي الي انكم تفتنون في القبور مثل او قريبة من فتنة المسيح الدجال وهذا احبابي الكرام من الاحاديث المخيفة التي تجعل الانسان يعني يرغب ويحسب حساب لمثل هذه المشاهد نحن في الحياة الدنيا نلهو ونعبث ونعيش في الدنيا في مرح وآآ غفلة عن الدار الاخرة لكن الله سبحانه وتعالى يقول اقترب للناس حسابهم قيام الليل بقراءة القرآن بالذكر بالعلاقة الصحيحة مع الله سبحانه وتعالى بالابتعاد عن الذنوب والمعاصي فانها ساعات عسر تحتاج الى مستوى عالي من الايمان والرقي في العلاقة مع الله سبحانه وتعالى اسأل الله ان يجعلني واياكم ممن عاش هذه الحياة الدنيا على صلاح وانشغل بما ينفعه واعرض عن ذنوبه ومعاصيه نسأل الله سبحانه وتعالى المغفرة والرحمة انه ولي ذلك والقادر عليه جاء في بعض الاحاديث احبابي الكرام استثناء بعض الناس من قضية فتنة القبر اولا الشهيد الشهيد يعصم من هذه الفتنة اكتفاء ببارقة السيوف فوق رأسه كما جاء في الاثار. ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كفى ببارقة السيوف فوق رأسه فتنة. فالانسان الذي يبذل مهجته وروحه في سبيل الله ويفعل هذا الفعل البطولي العظيم ويضحي مع انه يرى المدافع وازيزة آآ الطائرات والنيران ومع ذلك يصر على بذل روحه وموجته لله عز وجل. الله عز وجل يكافئه على بان يقيه من فتنة القبر تانيا من يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة بناء على الحديث الذي رواه عبدالله بن عمرو قال صلى الله عليه وسلم ما من مسلم يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة الا وقاه الله فتنة القبر حديث رواه الامام احمد في مسنده وحسنه طائفة من اهل العلم وان كان البعض يضعفه. لكن هناك طائفة لا بأس بها حسنت هذا الحديث. ما من مسلم يموت يوم الجمعة او ليلة الجمعة الا وقاه الله فتنة القبر. ايضا ثالثا الرباط في سبيل الله وملازمة ثغور المسلمين. ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان صاحبها هي امان الفتانان. والمراد بفتانين منكر ونكير. اذا وجاء تسميتهما في بعض الاحاديث بان احدهما منكر على اختلاف في فتح الكاف او كسره يقال منكر او منكر والاخر نكير لكن الحديث الذي وردت فيه هذه التسمية هذا الحديث ضاعفه طائفة من المحققين. الحديث الذي ورد فيه التسمية ومنكر ونكير ضعفه طائفة من محققين لكن نلاحظ ان الامام الطحاوي رحمة الله عليه في عقيدته سماهما منكر ونكير فبالتالي المسألة تبقى قابلة للاجتهاد والنظر بعد قضية اه عذاب القبر وفتنة القبر انتقل الطحاوي لقضية اه البعث وما بعد ذلك فنبدأ اهوال يوم القيامة نسأل الله السلامة والعافية نبدأ بقضية البعث بعد الموت. ويقصد ماذا يقصد بمفهوم البعث بعد الموت يقصد بالبعث بعد الموت احبابي الكرام يقصد به بعث الناس من قبورهم اجسادا وارواحا ليحاسبوا يعرضوا على الله سبحانه وتعالى. ثم يذهب كل انسان الى مصيره من الجنة او بالنار ان يبعث الناس من قبورهم تارة اخرى الحساب والعرض على الله سبحانه وتعالى ثم الله عز وجل يقضي بهم الا اما الى الجنة واسأل الله ان اكون انا واياكم ومن يقضى به الى جنات النعيم او يقضى بهم الى النار. واعوذ بالله واعيذكم بالله ان نكون ممن يقضى بنا الى النار وقد اجمع على البعث اهل الاسلام واصحاب الاديان السماوية عموما وانما انكره بالكلية اه الدهريون من العرب الذين لا يؤمنون بالدار الاخرة الدهريون من عرب الجاهلية والماديون من الفلاسفة. الفلاسفة الماديون الذين لا يؤمنون بعالم خلف هذا العالم الذي نحيا فيه فالدهريون من عرب الجاهلية والماديون من الفلاسفة قديما وحديثا ينكرون شيء اسمه الدار الاخرة وان هناك بحث والذي عليه اهل السنة والجماعة احبابي الكرام ان البعث يكون للروح والجسد معا والمقصود ببعث الجسد هو ارجاع حقيقة الانسان وصورته ارجاع حقيقة الانسان وصورته التي كان عليها في الدنيا فان كل انسان منا له صورة وخصائص شكلية تميزه عن اقرانه فحتى لو تلف جلده في الحياة الدنيا وتحلل في القبر وخرج له جلد مكان التالي فانه هذا الجلد الذي يخرجه الله عز وجل لك مرة اخرى للدار الاخرة سيحافظ فيه على الشكل والصورة. مع انه الجلد قد تغير لكن نفس الشكل والصورة تحافظ عليها. وهكذا الشأن احبابي الكرام في البحث في الدار الاخرة. الان يعني انت في الحياة الدنيا فقط الطلبة لو انك اصبت بحريق عافاني الله واياك. وتساقط اللحم والجلد عن وجهك وعن اعضائك ولكن الله كتب لك الحياة فعاد الجلد بالظهور مرة اخرى على وجهك ووجنتيك ويديك الجلد عاد للظهور مرة اخرى وسيبقى حقيقتك على ما هي نفس الخصائص الشكلية العامة ستبقى لك. فكذلك الامر في الدار الاخرة ان الله يمنح العبد جسدا ينبت من عجب الذنب كما جاء في الاثار. هذا الجسد يمتلك نفس السورة والخصائص الشكلية التي كان عليها هذا الانسان في الحياة الدنيا وان كان هو كجلد وعظم عبارة عن خلق جديد انت في الدار الاخرة كجلد وعظم هو شيء جديد. لكن نفس المواصفات الخلقية التي كانت في الحياة الدنيا والذي خلق الانسان اول مرة على هذا الشكل قادر بالتأكيد على ان يعيده مرة اخرى عليه. قال سبحانه وتعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. اذا هذا بالنسبة لموضوع البعث ننتقل الى موضوع الحشر حشر بعد البعث ونقول الحشر هو جمع الناس في مكان واحد بعد بعثهم من قبورهم حيث يحشر الناس عراة حفاة اي لا يوجد نعال ينتعلونها غرلا اي غير مختونين بهما اي لا يوجد معهم اي شيء كما جاء في وصف المحشر يحشر الناس عراة حفاة غرلا بهما وتكون ارض المحشر ارضا بيضاء قالصة البياض من انفس الاراضي ولا يعرف هذه ولا يعرف هذه الارض احد من الناس كما قال تعالى يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات لكن هناك استشكال جاء في الاحاديث ان الانسان توزع على العباد يوم القيامة عن طريق التطاير وكل انسان يقع كتابه بيده وكل انسان يقع كتابه بيده. قال تعالى ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاهما منشورا وقد دلت النصوص على اختلاف الناس في طريقة تلقي هذا الكتاب يبعث على ما مات عليه وهنا قلنا ان الناس كلهم او ان الناس كلهم يحشرون على حالة واحدة يوم القيامة حفاة عراة غرا بهما فكيف يجمع بين هذه النصوص وهذه النصوص؟ هناك نصوص تدل على ان الانسان يبعث على ما مات عليه. من مات في فجور يبعث في فجور. ومن مات يسمع الغناء يبعث يسمع الغناء. من مات وهو آآ يعاشر امرأة بالحرام والعياذ بالله يبعث وهو يفعل الحرام. ومن مات ملبيا حاجا يبعث ملبيا حاجا. من مات في صلاة يبعث مصليا كيف يجمع بين هذه الاحاديث والاحاديث التي تدل على ان الناس يحشرون يوم القيامة على صفة واحدة حفاة عراة غرلا بهما؟ فنقول الجواب ان الناس يبعثون على هذه الحال التي ماتوا عليها ثم حينما يأتي وقت الحشر يصبحون كلهم حفاة عراة غلا فيساقون الى ارض الحشر. يعني انت عندما تبعث ابتداء تبعث على الحالة التي مت عليها لكن لما تأتي مرحلة الحشر هنا الكل يتوحد ويصبح على هيئة واحدة حفاة عراة غلا بغما فهذه مرحلة وهذه مرحلة اخرى فلا تعارض باذن الله طيب وقد دلت النصوص على ان الناس يطول وقفهم في ارض الحشر وتدنو الشمس منهم ويتصبب العرق كل يتصبب عرقه على قدر ذنوبه الى ان يأتي صاحب الشفاعة العظمى بابي هو وامي صلوات ربي وسلامه عليه فيشفع عند الله سبحانه وتعالى لبدء الحساب. وقد تكلمنا عن الشفاعة العظمى فيما سبق من هذه الدورة. سريعا قبل ان اكمل احبابي الكرام دعوني اتكلم عن ترتيب مشاهد آآ الدار الاخرة. لو هيك تكلمنا احاديث السنة النبوية على ماذا تشير في قضية ترتيب مشاهد اليوم الاخر؟ ما هو اول مشهد ثاني؟ مشهد ثالث مشهد فدعونا نعرف المشاهد ثم نكمل هذه المشاهد سريعا فنقول الذي يظهر احبابي الكرام من الاحاديث النبوية ومن استقرائها ان المشاهد تكون على النحو التالي. اولا مشهد البعث ثم بعد ذلك يأتي مشهد ان آآ الحشر وما يعقبه من اهوال كدنو الشمس وسيلان العرق من الناس ثم تأتي الشفاعة العظمى من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ليشفع عند الرب في بدء الحساب ثم بعد ذلك يأتي مجيء الله سبحانه وتعالى بملائكته لفصل القضاء القضاء بين الناس. ثم يبدأ عرض الخلائق على الله. يبدأ عرض الخلائق على الله سبحانه وتعالى واحدا واحدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا ثم بعد العرض على الله ثم تتطاير الصحف ثم تتطاير الصحف ثم بعد ان تتطاير الصحف ثم الحساب وما فيه من اهوال. ثم بعد ان تتطاير الصحف ويأخذ كل انسان كتابه اما باليمين او بالشمال بعد ذلك يبدي الانسان بصحيفته ويعرضها على الله سبحانه وتعالى ويحاسبه الله عز وجل وهناك من يعرض عرضا على الله الحساب اليسير وهناك من يحاسبه الله ويناقشه في في كل مسألة وهذا يعذب. نسأل الله العفو والعافية اذا ثم تطاير الصحف ثم الحساب على ما في هذه الصحف ثم بعد ذلك القصاص بين العبادة فمن كان له مظلمة من اخيه يأخذها ثم بعد ان يقتص الله عز وجل للمظلوم من الظالم تأتي الموازين مرحلة الموازين فتوزن الاعمال في الموازين في كفة السيئات وكفة الحسنات ثم من رجحت حسناته يقضى به الى الجنة ومن رجحت سيئاته يقضى به الى النار ثم يأتي مكتبة الحوض وهذه تكون قبل الصراط كما تعلمنا مسبقا فيأتي الناس لحوض النبي صلى الله عليه وسلم اهل الاسلام الى حوض النبي صلى الله عليه وسلم يشربون ويأتي اتباع كل نبي الى حوض نبيهم ثم يأتي الصراط مرحلة الصراط وسنذكر ان شاء الله ثم بعد ذلك القنطرة التي بعد الصراط وهذه انما يصل اليها اهل الايمان والصراط من كتب له ان يلقى في النار سيسقط منه في نار جهنم ومن كتب من اهل السعادة فانه يتجاوز الصراط الى القنطرة وعند القنطرة يتصافى المؤمنون بعضهم مع بعض ثم يدخلون الى جنات النعيم. اسأل الله ان يجعلني واياكم ممن يكون من اهل هذه الجنات والديار طيب اذا آآ سريعا نعلق على قضية تطاير الصحف هذا المشهد ايضا انه اشار اليها الطحاوي في قوله وقراءة الكتاب. نشير او ابتداء قبل الى قراءة الكتاب على موضوع تطاير الصحف. فنقول تطاير الصحف هو ذات ونشر دواوين حيث دلت نصوص الكتاب والسنة ان صحف الاعمال فاما المؤمن الطائع فيتلقى كتابه بيمينه واما الكافر فيتلقى كتابه بشماله من وراء ظهره. هكذا نسأل الله العفو والعافية واما المؤمن العاصي فاختلف العلماء فيهم فقيل يتلقونها باليمين مثلهم مثل المؤمنين الطائعين. وقيل بل يتلقون كتبهم بالشمال لكن ليس من وراء ظهورهم. بل من الامام والبعض قال الله تعالى اعلم فلا ندري كيف يتلقون كتابهم؟ البعض التزم السكوت في هذه المسألة لعدم وجود الدليل الواضح هذي قضية تطاير الصحف بعد ذاك وش اللي قضية الحساب؟ ويقصد بالحساب توقيف الله سبحانه وتعالى عباده قبل الانصراف من المحشر على اعمالهم خيرا كانت او شراء والفرق بين العرض والحساب ان اه العرض هو الحساب اليسير العرض حساب يسير ويكون لاهل الايمان والله سبحانه وتعالى يتجاوز عنهم وينزل عليهم ستره ويدخلهم جنات النعيم. واما الحساب الذي فيه مناقشة قد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان من نوقش الحساب فقد عذب. ان من نوقش الحساب قد عذب نسأل الله العفو والعافية والصحيح الذي دلت عليه النصوص ان الجميع يخضع لمشهد الحساب. طبعا احيانا يطلق الحساب ويدخل تحته العرض. وهذا هو المراد هنا الحسابي معناه الذي يشمل العرض الجميع يخضع لهذا المشهد الانبياء المؤمنون الكافرون الجن فقالوا ربما يسأل سائل ما الفائدة من حساب الكافرين وقد قطع لهم بالنار بسبب كفرهم يعني لماذا يحاسبون؟ مع اننا نقطع لهم بالنار الجواب هو ان حساب الكفار احبابي وايقاف الله سبحانه وتعالى لهم على جرائمهم. ليس لموازنة الحسنات والسيئات مثل المؤمنين وانما الحساب للكفار لاحصاء اعمالهم وايقافهم على جرائمهم فهو حساب مقصده التوبيخ والتقريع والزجر ليزدادوا الما على الامهم طيب هذا بالنسبة للحساب انتقل لقضية الميزان كون الطحاوي رحمة الله عليه ايضا اشار الى موضوع الميزان فنقول دلت النصوص على ان الله سبحانه وتعالى ينصب ميزانا يوم القيامة ميزان حقيقي له كفتان وليس كما يتأوله بعض المبتدعة ان المراد بالميزان هو العدل بين العباد وليس شيئا حقيقيا محسوسا. بعض الفرق يعني تنتهج منهج التأويل وترى ان التأويل هو الذي يعني يصوغ لها في كل نصوص الشارع الحكيم الله سبحانه وتعالى يقول ونضع الموازين القسطرة ليوم القيامة. فكما قلنا الفرق التي تهوى وتعشق التأويل دائما ما تحرف النصوص عن ظاهرها لادنى ملابسة. فقالوا الميزان المراد به هنا تحقيق العدل بين العباد وليس ميزان حقيقي له كفتان. لكن الصحيح والذي دلت عليه النصوص كثيرة في الكتاب والسنة بل هو ميزان حقيقي له كفتان ما الذي يوزن فيه؟ هذا سيأتي. لكن لابد ان تؤمن اولا انه ميزان حقيقي له كفتان وتجدر الاشارة هنا الى ان المعتزلة مختلفون فيما بينهم في اثبات الميزان وليسوا متفقين على نفيه او تأويله بالعدل كما نسب البعض اليه والبعض يقول للمعتزلة كلهم يأولون آآ الميزان بالعدل. وفي الحقيقة لا هم انفسهم مختلفون فيما بينهم. بعضهم يؤوله بالعدل وبعضهم ينفيه وبعضهم يثبت ميزانا حقيقيا على طريقة اهل السنة وقد اختلف اهل العلم في الشيء الذي يوزن داخل هذا الميزان على اربعة اقوال القول الاول من يقول الذي يوزن هي نفس الاعمال يصيرها الله سبحانه وتعالى على شكل مادة محسوسة توضع في الميزان. والله سبحانه وتعالى وقادر على ان يحول الامور المعنوية الى امور محسوسة كما ان الموت يذبح بين الجنة والنار كيف يذبح؟ ان الله يصيره على شكل كبش وهذا الكبش يذبح. فالله سبحانه وتعالى قادر على ان يصور هذه الحقائق المعنوية على شكل حقائق ملموسة توضع في الميزان. اذا القول الاول ان الذي يوزن هو الاعمال القول الثاني احبابي الكرام ان الذي يوزن هو العامل نفسه. ان الذي يوزن هو العامل نفسه عفوا ومنه قوله تعالى فلا نقيم له يوم القيامة وزنا كما ورد في سورة الكهف كما اخبر عن الكفار قال فلا نقيم له يوم القيامة وزنا. فجاء في تفسيرها ان الكافر يوضع في الميزان فيطيش الميزان به فهذا ذهب اليه البعض ان الذي يوزن هو نفس العامل القول الثالث ان الذي يوزن هو صحائف صحائف الاعمال صحيفة عملك صحيفة الاعمال هي التي توزن بما فيها من الخير والشر والقول الرابع يقول الذي يوزن كل ما سبق يعني الذي يوضع في الميزان الاعمال والعامل وصحيفة العامل. هذه ثلاث اشياء وبعضهم رجح القول الرابع وبعضهم رجح القول الثالث والمسألة احبابي الكرام تلاحظون مسألة اجتهادية ليست من اصول مسائل الاعتقاد فاذا امن الشخص بان هناك ميزان حقيقي ثم اختلف بعد ذلك ما الذي يوزن فيه بالضبط؟ فهذه مسألة تقبل الاجتهاد لانه لا يوجد نص حاسم فيها طب سؤال هل توزن اعمال الكفار كون الكافر محسوم انه الى نار جهنم. هل توزن اعمال الكفار؟ نقول الصحيح من كلام اهل العلم احبابي ان اعمال الكفار توزن عليهم لا لان لهم حسنات تقابل السيئات. انه البعض بيقول لك يعني لماذا توزن اعمال الكفار؟ اذا ما في الهم حسنات. ما هم كلهم كفار اعمالهم ليس لها حسنات عند الله سبحانه وتعالى تعالى نقول وزن اعمال الكفار هو من اجل اظهار العدل الالهي طبعا هل نحن نجزم بان اعمال الكفار ستوزن؟ البعض قال لا البعض قال مسألة آآ ان الكفار توزن اعمالهم ليس بصحيح الذي يزرع اعمالهم اهل الايمان. لانه عندهم حسنات وسيئات البعض قال لا حتى الكفار توزن اعمالهم لاظهار العدل الالهي وهذا ظاهر النصوص. ان الميزان عام للجميع لكن بعض اهل العلم قال ان الكفار لا توزن اعمالهم كونهم ليس لهم حسنات توضع في الجهة المقابلة. وهذا رأيهن اجتهادي ايضا. لا يثرب على قائده المسألة التي تليها مسألة الصراط ننتقل لموضوع الصراط فنقول الصراط هو جسر منصوب فوق جهنم ليمر الناس عليه فمن كتب الله له السعادة تجاوز هذا الصراط الى جنات النعيم ومن كتب له الشقاء الشقاء سقط عنه في قعر جهنم والعياذ بالله وقد تواترت الاحاديث في ذكر الصراط ومن اهم الصفات الواردة له في السنة اولا انه ارض زلقة ينزلق الناس عليها قلت انتبهوا احبابي مشى على الصراط والله ليس سهلا ارض زلقة ينزلق الناس عليها ادق من الشعرة احد من السيف عليه خطاطيف من الاسفل وكلاليب تخطف الناس بسبب اعمالهم السيئة ربنا عز وجل مجهز له خطاطيف وكلاليب يعني اللي عندهم اعمال سيئة تخرج هذه الخطاطيف والكلاريب تخطفهم بسبب اعمالهم. نسأل الله العفو والعافية وقد دلت الاثار على ان المؤمنين تختلف سرعة مرورهم على الصراط بحسب اعمالهم الخيرة اهل الايمان اللي قضي بهم الى جنات النعيم. طريقة مرورهم على الصراط تتفاوت بحسب اعمالهم الخيرة ومنهم من يمر على الصراط كلمح البصر ومنهم من يمر على الصراط كالبرق ومنهم من يمر عليه كالريح ومنهم من يكون كالفرس الجواد ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا. كل على حسب عمله في الحياة الدنيا واما المسألة الاخيرة فهي قضية الجنة والنار هي التي اشار اليها الشيخ الطحاوي رحمة الله عليه. فقال او الجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ابدا ولا تبيدان فان الله خلق الجنة والنار قبل الخلق اي قبل ان يخلقنا وخلق لهم اهلا اي قدر لهم اهلا فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم الى النار عدلا منه فاذا يؤمن اهل السنة والجماعة ان الجنة والنار هي مخلوقة الان وان الله سبحانه وتعالى خلقهما قبل الخلق وجهزهما من اجل رحلة البلاء في الحياة الدنيا. لتكون الدار الاخرة بما فيها من الجنة والنار هي الخاتمة والمستقر النهائي بعد انتهاء هذه الرحلة. فالجنة والنار خلقتا قبل الخلق واعدهم الله سبحانه وتعالى اعد الجنة لاهل مرضاته واعد النار لاهل الشقاء تمام؟ طب الجنة والنار اذا مخلوقتان قبل الخلق طيب هل تفنيان بالنسبة للجنة لم يقع خلاف بين اهل السنة انهما لا تثنيان الكلام عن اهل السنة لم يقع خلاف بين اهل السنة والجماعة انهما ان الجنة لا تفنى وانما الخلاف فيها مع اهل البدع كالجهم ابن صفوان ومن سار على نهجه الذي يرى ان الجنة تفنى وهناك قول لابي الهذيل العلاف يقول ان الجنة لا تفنى لكن آآ حركات اهل الجنة اي حركات ساكني الجنة تصل الى مرحلة النهاية والتوقف. اذا اهل السنة والجماعة متفقون على ان الجنة لا تفنى والخلاف مع اهل البدع فذهب الجهم ابن صفوان واتباعه الى ان الجنة تفنى وذهب ابو زيد العلام من رؤوس المعتزلة الى ان حركات اهل الجنة تتوقف في نهاية الامر. يعني الجنة نفسها لا تفنى لكن ذهب الى ان حركاتهم تفنى ولها حد تنتهي اليه. وهذان قولان فاسدان. والقول فعليه اهل السنة والجماعة. اما قضية فناء النار فهذه مسألة كبيرة احبابي الكرام. يعني البعض يظن انها كانت محسومة تماما عند اهل السنة والجماعة. وفي الحقيقة نعم جماهير اهل السنة والجماعة على ان النار لا تفنى ايضا وهي خالدة كخلود الجنة. لكن بعض اهل سنة ولذلك ابن ابي العزيز عندكم في شرحه على الطحاوية قال وجمهور اهل السنة على ان النار لا تفنى. لماذا قال وجمهور اهل السنة؟ قال لان بعض اهل السنة ذهب الى ان النار تفنى واستدلوا على ذلك بمجموعة من الايات والاحاديث التي قد اقول قد يفهم منها فناء النار وابن القيم رحمة الله عليه لما تقرأ كتابه في الصواعق المرسلة وفي كذلك حاد الارواح وعندما يستدل على مسألة فناء النار تشعر ان ابن القيم رحمة الله عليه يميل الى ان النار تفنى تشعر ان ابن القيم رحمة الله عليه يميل الى النار الى ان النار تفنى وفي بعض السياقات تشعر انه متوقف في المسألة وقد نصب القول فناء النار ايضا لشيخ الاسلام ابن تيمية لكن الذي يظهر لي انه لا يوجد نص صريح عن ابن تيمية يدل على انه يقول بفناء النار واما ابن القيم فمن يقرأ كلامه في الصواعق المرسلة وفي بعض كتبه وكيف يستدل على مسألة فناء النار وكيف يتوقف في النهاية في المسألة تجده يعني فعلا اما ان يميل الى فناء النار واما ان يتوقف في المسألة ولا يجزم بان النار خالدة. لكن الصحيح احبابي الكرام وما عليه الجماهير في هذه المسألة ان الجنة والنار لا تفنيان ولا تبيدان كما قال الامام الطحاوي ان الجنة لا تفنى ولا تبيد وان النار لا تفنى ولا تبيد هذا هو القول الصحيح. واما مناقشة الادلة التي ذكرها ابن القيم رحمة الله عليه فهذا شيء قد يطول وبهم مقام تستطيعون الرجوع اليه في يعني كتابه صواعق المرسل والوقوف على مسجد الليبي تمام ثم قال الامام الطحاوي رحمة الله عليه فمن شاء منهم الى الجنة فضلا منه ومن شاء منهم الى النار عدلا منه. فمن قضى الله عز وجل به الى جنات النعيم فهذا محض فضل الله سبحانه وتعالى على عبيده واما من قضى الله سبحانه وتعالى به اه الى دركات الجحيم فهذا من عدل الله سبحانه وتعالى. ولا يظلم ربك احدا ثم انتقل الطحاوي رحمة الله عليه الى مسألة اخرى فقال بسم الله الحمد لله. طبعا قوله وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر الى ما خلق له والخير والشر مقدران على العباد. هذه مسألة تكررت معنا كثيرا في العقيدة الطحاوية. مسألة القدر ان كل يعمل لما هي الاستطاعة المقارنة للفعل وهو ان يجعله الله سبحانه وتعالى ينصرف بكليته الى هذا الفعل ويقوم به ان يجعل الله ارادتك تنصرف لهذا الفعل وتقوم به. وهذه الاستطاعة كما قالوا هي استطاعة جبرية فرغ له اعمالك التي ستفعلها في الحياة الدنيا قد فرغ الله من تقديرها مسبقا. اعمالك التي ستنجزها وتفعلها بارادتك الحرة الله سبحانه وتعالى قد فرغ من تقديرها مسبقا لكن عرفنا ان الانسان ليس له علاقة بما كتب له. لا تنشغل به وانما عليك ان بتنشغل بالعمل اعملوا فكل ميسر لما خلق له. لذلك قال وكل يعمل لما قد فرغ له وصائر الى ما خلق له والخير والشر كلاهما قدران على العباد على طريقة اهل السنة والجماعة. هذه مسألة تكررت مرارا فلا اريد الوقوف عندها. اذهب الى مسألة اخرى وهي مسألة الاستطاعة. فماذا قال الطحاوي عليه رحمة الله؟ قال والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي لا يوصف المخلوق به تكون مع الفعل واما الاستطاعة من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات فهذه تكون قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب اي خطاب التكليف الامر والنهي. وكما وهو كما قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا اوسعها الان احبابي الكرام مسألة الاستطاعة وكم نوع تنقسم الاستطاعة الانسانية هذه مسألة وقع فيها خلاف بين الفرق الاسلامية تبعا لاختلافهم في مسألة القدر ومسألة خلق افعال العباد. يعني هذه المسألة مسألة الاستطاعة هي فرع عن مسألة خلق افعال العباد مسألة خلق افعال العباد مرت معنا سابقا وسيعيد ذكرها والاشار اليها لاحقا ايضا الطحاوي. عرفنا احبابي الكرام ان الناس في هذه المسألة على ثلاثة اقوال طرفي نقيض واهل السنة والجماعة في الوسط الفرق الجبرية التي ترى ان الانسان مجبر على افعاله ولا يملك ارادة حرة في القيام بها تمام؟ ان الله هو الذي خلق افعال العبد والعبد لا يملك اي ارادة حرة في القيام بافعاله الفرق المقابلة لها تماما على النقيض فرقة القدرية من المعتزلة ومن وافقهم الذين يرون ان العبد هو الذي يخلق فعله نفسه بنفسه. والله سبحانه وتعالى هذا ليس له تدخل في فعل العبد واهل السنة والجماعة وسط في ذلك. فيقولون الله هو الذي يخلق افعال العبيد لكن العبد سبب في خلق فعله الله عز وجل يخلق فعل العبد لكنه سبحانه وتعالى جعل العبد هو السبب في خلق هذا الفعل جعل العبد سببا في خلق هذا الفعل. فلا نقول ان الافعال يخلقها العباد بانفسهم. لكن في نفس الوقت لا نلغي دور العبد في وجود فعله فالله سبحانه وتعالى خلق الفعل لكن في نفس الوقت من جعل العبد سببا في وجود هذا الفعل ومنحه اي منح هذا العبد ارادة حرة للقيام به منح هذا العبد ارادة حرة للقيام به. طبعا نحن في حياتنا ونحن نسير ربما لا نستشعر قضية ان الله خلق افعالنا ونشعر اننا نحن من نفعل تعال. كون الانسان يشعر بالارادة الحرة التي بها يفعل وينجز. لكن نحن نؤمن في النهاية ان هذه الافعال صحيح نحن السبب في وجودها. وامتلكنا ارادة حرتان على القيام بها لكن لما توجد وتحدث في الواقع الخارجي يكون الله قد خلقها بواسطتنا بسببيتنا جميل اذا هذه القوال التي ذكرناها قديما في مسألة خلق افعال للعباد. كيف اثرت هذه الاقوال في فهم مسألة الاستطاعة؟ فنقول اثرت على النحو التالي الذين قالوا ان العبد هو الذي يخلق فعله بنفسه وان الله ليس له اي تدخل في ذلك وهم المعتزلة ومن وافقهم اثبتوا نوعا واحدا من الاستطاعة يمتلكها الانسان وهي الاستطاعة التي تكون قبل الفعل ونفوا ان تكون هناك استطاعة مقارنة للفعل. طبعا الاستطاعة المقارنة للفعل هي الاستطاعة بمعنى ان تتوجه ارادتك الجازمة للقيام بهذا الفعل بحيث يوفقك الله سبحانه وتعالى للقيام به. فلذلك الطحاوي لما عبر عن الاستطاعة سنأتي ان شاء الله انه جعل الاستطاعة على نوعين. استطاعة سابقة على الفعل والمراد بها ان سلامة الالات والادوات والا يكون الانسان عاجزا مشلولا ادواته معطلة فاذا كانت ادواتك سليمة يداك سليمتان وجسدك سليم وادواتك والاتك الجسمية سليمة. فهنا نقول انك مستطيع اي عندك استطاعة جسدية ولست عاجزا. فبالتالي انت هنا اهل لان تكلف بالتكاليف بالصلاة بالحج بالصيام تمام؟ فهذه هي الاستطاعة التي تكون قبل الفعل وهذه اللي اثبتها المعتزلة. الاستطاعة قبل الفعل اي ان يكون الانسان سليما في ادوات جسده وجسمه سليما في ادوات جسده وجسمه بحيث لو ان الله سبحانه وتعالى كلفه باوامر ونهاه عن نواهي يستطيع ان يلتزم بهذا لان ادواته الصحيحة ليس عاجزا. والانسان الذي يكون عاجزا في ادواته مشلول لا يستطيع ان يتحرك اي حركة. هذا انسان لا يخاطبه الله سبحانه وتعالى بخطاب التكليف. لماذا؟ يعني خطاب الامر والنهي باداء الذهاب للحاج او الصيام او ما شابه ذلك من العبادات التي تحتاج الى سلامة الالات لانه عاجز عن القيام بهذه العبادات. فاذا المعتزلة اثبتوا فقط هذا النوع من الاستطاعة. قالوا الاستطاعة التي نثبتها للانسان هي الاستطاعة السابقة على الفعل التي تكون قبل قيامه بالفعل ومعناها سلامة ادواته والاته سلامة الادوات والالات الجسدية معناها انك تستطيع ان تقوم بالفعل فهذا يجعلك اهلا لان تكلف به وتخاطب به امرا ونهيا. الان هذا النوع اثبته المعتزلة. لكنهم نفوا الاستطاعة الاخرى. التي تكون مقارنة للفعل والاستطاعة التي تكون مع الفعل يقصد بها ان يلهمك الله سبحانه وتعالى ويوفقك لتتوجه ارادتك لهذا الفعل تمام فهذه محض توفيق الله سبحانه وتعالى لعبده ان يجعل ارادته تنصرف لهذا الفعل والقيام به. هذا النوع من الاستطاعة نفاه المعتزلين يا ترى لماذا نفاه المعتزلة؟ لاننا كما قلنا المعتزلة لا يرون ان الله سبحانه وتعالى له تدخل في وجود افعال العبيد قالوا لو اثبتنا الاستطاعة التي تكون مقارنة للفعل وهي توفيق الله سبحانه وتعالى الانسان لان يتوجه لهذا الفعل ويقبل عليه لو هذا النوع من الاستطاعة معناها جعلنا الله سبحانه وتعالى له تدخل وعناية بقيام العبد بفعله ونحن لا نريد ان نثبت ذلك لان الله ليس له تدخل في قيام العباد بافعالهم. هذه وجهة نظرهم. فقالوا نحن نثبت الاستطاعة بمعناها الاول الطاعة قبل الفعل. واما الاستطاعة المقارنة للفعل بمعنى توفيق الله العبد ليتوجه للفعل ويقبل عليه ويقوم به هذه لا نثبتها. اذا نقول الذين قالوا ان العبد خالق فعله اثبتوا الاستطاعة قبل الفعل وانا فوق ان تكون هناك استطاعة مع الفعل والعلة في ذلك عندهم ان الاستطاعة التي تكون مع الفعل مقارنة له هي محض توفيق الله ومعونته لهذا العبد حتى يقوم وينجز الفعل تشعر بنفسك عندك همة وارادة وقدرة على القيام به. هذه تكون مقارنة له والقدرية كما عرفنا سابقا ينفون ان الله يعين العبد ويوفق العبد للقيام بالافعال وبدون هذه الاعانة التي لا يمكن للعبد القيام بشيء. يعني ينفون ان الله سبحانه وتعالى هو الذي يمنح العبد التوفيق والاعانة يقول لك لا لا هذا مش صحيح ما في شيء اسمه ان الله هو الذي يمنح العبد التوفيق والاعانة على القيام بالفعل. يكفي ان تملك الاستطاعة الاولى السابقة وجه اليك الامر والنهي ثم انت بعد ذلك بكامل ارادتك بدون تدخل الله اما ان تفعل الفعل واما ان تترك الفعل. هكذا قالوا طيب اذا بل يزعمون ان العبد وحده ومن يقوم بالفعل بشرط سلامة الته الجسدية وادواته البدنية طرف اخر على النقيض كما قلنا الجبرية الذين يقولون ان العبد لا يملك اختيارا وارادة حرة ومشيئة خاصة به للقيام بافعاله بل هو مجبر على افعاله بل هو مجبر على افعاله. فهؤلاء اثبتوا العكس اثبتوا الاستطاعة التي تكون مقارنة للفعل ونفوا الاستطاعة التي تكون قبل الفعل وهي سلامة الادوات والاعضاء. لماذا نفوها؟ قالوا لان الاستطاعة التي قبل الفعل لا اثر لها حقيقة لا اثر لها حقيقة في افعال الانسان لان فعل الانسان هو شيء مجبر عليه مجبر عليه مكره على القيام به وهو لا يملك ارادة حرة في ان يفعل او الا يفعل. فاثبات استطاعة سابقة بمعنى سلامة الادوات اعضاء وبها يتعلق الخطاب بالامر والنهي قالوا لا معنى له. لاننا هل نحن نقول ان العبد يختار ما يفعل هم يقولون لا العبد لا يختار ما يفعل. العبد مجبور على ما يفعل. فقالوا بما ان العبد مجبور على ما يفعل؟ فالاستطاعة التي معه الله تعالى الا ما يطيقون. هذه العبارة صحيحة ان الله سبحانه وتعالى لم يكلفنا الا ما نطيق الا ما نطغ لم يكلفنا شيء خارج عن طاقتنا ومسألة التكليف بالمحال هذه كما قلنا اثبتوها وهي استطاعة جبرية ان الله يجبرك ويوجه ارادتك للقيام بهذا الفعل هذه هي الاستطاعة التي يثبتونها. اما استطاع سابقا قالوا هذا لا معنى له. لانها لا لا يوجد شيء يختاره الانسان ليفعله. الانسان مجبر على افعاله. مجبر على تصرفاته فالاستطاعة التي يمتلكها استطاعة واحدة وهي ان يصرفه الله بالكلية للقيام بالفعل الذي هو مجبر على ان يقوم به. هذه الاستطاعة وهي استطاعة مقارنة للفعل تمام اهل السنة والجماعة احبابي الكرام كما قلنا دائما يقفون الموقف المعتدل فاثبتوا الاستطاعتين قالوا هناك استطاعتان. الاستطاعة السابقة على الفعل وهذه التي اثبتها المعتزلة بمعنى سلامة الادوات والالات وصحة الجوارح والاعضاء فهذه هي التي لا يتم التكليف الا بوجودها. لان الله سبحانه وتعالى لا يكلف انسانا عاجزا عن الفعل. صح؟ وانما يكلف او بالتكليف ويتوجه لمن يستطيع ان يقوم بالفعل والاستطاعة بمعنى سلامة الادوات والاعضاء فهذه التي يتم لا يتم التكليف الا بها. وهي مناط الامر والنهي والثواب والعقاب ويوصف الانسان عند انتفائها عند انتفاء هذه الاستطاعة الاولى بانه عاجز. فلا يؤاخذ. اذا انتفت الاستطاعة بمعناها الاول نقول هذا انسان ليس مستطيعا ايش يعني عاجز لانه عاجز اذا لا يؤاخذ على تقصيره في العبادات طيب واذا وجدت في الانسان الاستطاعة الاولى اذا كان الانسان عنده سلامة الات وادوات واعضاء فلا يلزم بوجود هذه الاستطاعة ان يقوم الانسان بالفعل بل انت قد توجد فيك سلامة اعضاء وادوات لكن سبحان الله ربنا ما يوفقك ان تقوم بالعبادات وتكون مع اهل المعاصي والذنوب وما اكثر هذا في الناس اذا هاي الاستطاعة الاولى التي بمعنى سلامة الادوات والاعضاء هي التي وردت في السياقات القرآنية الاتية. شوفوا هذه الايات يقول سبحانه وتعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. ايش المراد بالاستطاعة هنا؟ المراد بالاستطاعة المعنى الاول يعني من كان جسمه وادواته واعضاؤه مؤهلة لان يحج بيت الله الحرام فالكلام هنا من استطاع اي من كانت عنده قدرة وسلامة الالات. فهو مخاطب بان يحج بيت الله. واما من كان عاجزا لم يستطع سبيلا. ادواته والاسم لا يستطيع الرحيل فهذا ليس مخاطبا لانه عاجز وكذلك هي المقصودة في قوله تعالى فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا في كفارة الظهار اي من كان من كان عاجزا ها من لم يستطع من كان عاجزا لا يستطيع الصيام حل به مثلا فالبديل ان يطعم ستين مسكينا في كفارة الظهار. وهي المراد في قوله تعالى اخبارا عن المنافقين لما قالوا لو استطعنا لخرجنا معكم. المنافقون فيكون ايش؟ يقولون لو استطعنا ينفون عن انفسهم سلامة الاعضاء والالات انه احنا ما كناش مستطعين كنا عاجزين عن الخروج معكم. لو استطعنا لخرجنا معكم. الله ايش قال بل يهلكون انفسهم والله يعلم انهم لكاذبون. الله يعلم انهم كانوا يستطيعون يعني ادواتهم واعضائهم كانت شغالة ما فيها مشكلة. لكنهم يكذبون في دعواهم عدم الاستطاعة بالمعنى الاول. وهذه اذا هي الاستطاعة التي تكون قبل الفعل النوع الثاني من الاستطاعة الاستطاعة التي اثبتها الجبرية فنحن نثبتها. لكن اثبتنا معها الاستطاعة الاولى. الاستطاعة التي هي بمعنى اقبال العبد على الفعل وارادته الجازمة للقيام به فهذه بالتأكيد تكون مقارنة للفعل وهي محض توفيق الله. لانه من الذي يجعل همتك وارادتك يا طالب العلم تنصرف مثلا لطلب العلم؟ هذا توفيق من الله سبحانه وتعالى انت ممكن تخطط وتضع برنامج وتحب لكن اذا لم يكن هناك توفيق وعناية والهام من الله لك ان تتوجه الى هذا الفعل لتقوم به لن تنجزه ابدا. فنحن نؤمن ان هناك نوع من الاستطاعة اسمه الاستطاعة المقارنة للفعل وهذه الاستطاعة في الحقيقة هي محض توفيق الله ورعايته واهتمامه بهذا العبد بان يوجهه لهذا الفعل ويجعله يقوم به. لان هناك كثير من الناس عندهم الاستطاعة الاولى سلامة الاعضاء والادوات لكن ما عندهم الاستطاعة الثانية يعني ان الله لا يوفقهم للقيام بالطاعات والعبادات مع انه عندهم الاستطاعة بمعنى سلامة الادوات والاعضاء صح اذا الاستطاعة الثانية هي بمعنى اقبال للعبد على الفعل وارادته الجازمة فهذه تكون محض توفيق الله واعانته لعبده. وهذه ليست مناطا للتكليف التي هي محل التكليف بحيث نقول والله هذا مستطيع يكلف. وهذا غير مستطيع لا يكلف هي الارادة الاستطاعة الاولى. واما هاي الاستطاعة هاي ما لهاش علاقة بالانسان حقيقة وبل هي محض توفيق الله. كما اشار الطحاوي في عقيدته لكم طيب هل هناك ايات قرآنية استعملت الاستطاعة بالمعنى الثاني؟ في الحقيقة نعم من الايات التي دلت على الاستطاعة بالمعنى الثاني قوله تعالى وما كان لهم من دون الله من اولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ما كانوا يستطيعون السمع. ما المراد اه اه الاستطاعة المنفية هنا تأكيد ليست الاستطاعة بمعنى سلامة الاعضاء والادوات لانهم اذا كانت الاستطاعة هنا بمعنى سلامة الادوات والاعضاء والله نفاها اذا هم ليسوا مؤاخذين على ذلك الاية في سياق ذم لهم ولو كانت الاستطاعة المنفية هنا الاستطاعة بمعنى سلامة الادوات والاعضاء ان الله يقول ما كانوا يستطيعون السمع. يعني ما كانش عندهم ادوات واعضاء يسمعون بها فتقول اذا لماذا تلومهم يا رب العالمين؟ اذا كان ما عندهم ادوات واعضاء يقومون بها الحقيقة لا المراد بالاستطاعة المنفية هنا ما كانوا يستطيعون السمع اي ما كانوا يوفقون بان يسمعوا الحق ويتبعوه ما كانوا يستطيعون اي ما كانوا ليوفقوا. ولتتوجه ارادتهم وليقبلوا على السماع النافع لهم. ما كانوا يستطيعون السمع خذلهم الله سبحانه وتعالى. طب لماذا خذلهم؟ طبعا للافعال التي كانت تصدر منهم. خذلهم الله ولم يوفقهم لافعال واسباب ظهرت منهم جعلت الله سبحانه وتعالى يحرمهم من التوفيق والمدد الالهي فهنا السمع الاستطاعة المنفية الاستطاعة بمعنى توفيق الله للعبد بان يتوجه الى الفعل. فهذه نفاها عنهم ومن ايضا من استعمالات الاستطاعة بالمعنى الثاني في القرآن قول الخضر لسيدنا موسى عليه السلام انك لن تستطيع معي صبرا وقوله الم اقل لك انك لن تستطيع معي صبرا. هل يقصد الخضر هنا ان موسى لا يمتلك ادوات واعضاء والات الصبر ينفي عنه هذه الاستطاعة الاستطاعة بمعنى الادوات واعضاء الصبر في الحقيقة ليس هذا هو الظاهر من الصيغ. ان موسى يملك هذه الادوات والالات التي يستطيع من خلالها ان يصبر لكن مراده انك لن تستطيع معي صبرا انك لن توفق للصبر معي. لما ستشاهده من الامور الغريبة المستعجلة انك لن توفق ويصعب ان تتوجه ارادتك وتقبل على الصبر لما ستراه من الامور العجيبة المخالفة للعادة. فهذا الذي كان يظنه الخضر وصدق الخضر. ان موسى لم يستطع لم يوفق للصبر في هذه المشاهد بانه رأى امورا هي بخلاف المعتاد للانسان تمام احبابي الكرام؟ فاذا اهل السنة والجماعة يثبتون الاستطاعتين. استطاعة بمعنى سلامة الاعضاء والادوات. وهذه الاستطاعة متى وجدت كنت اهلا لان تخاطب بالتكليف امرا ونهيا. واذا فقدت فانك لا تخاطب بالتكاليف. الاستطاعة الثانية بمعنى توفيق الله للعبد ان يقبل من الفعل بارادته ارادة جازمة ويقوم به. وهذه محض توفيق الله. لذلك نعود نقرأ ماذا قال الطحاوي قال واما الاستطاعة قال والاستطاعة جنين والاستطاعة التي يجب بها الفعل يجب يعني يثبت هنا يجب يعني يثبتوا. يعني والاستطاعة التي متى وجدت وجد معها الفعل فهي من نحو التوفيق. يعني هي معناها توفيق الله للعبد بان يقوم للفعل الذي لا يوصف المخلوق به لانه التوفيق مرده الى الله عز وجل فهذه هذا النوع من الاستطاعة تكون مقارنة للفعل واما الاستطاعة التي من جهة الصحة والوسع والتمكن وسلامة الالات بهذا المعنى فهذه تكون قبل الفعل وبها يتعلق الخطاب اي بها يتعلق الامر والنهي تخاطب بناء عليها. وهي كما قال تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. فالوسع بمعنى الاستطاعة التي هي بمعنى سلامة الالات. لا يكلف الله نفسا الا وسعها اي ما تستطيعه اي ما تتمكن الاته وادواته من القيام به. فالوسع والاستطاعة بالمعنى السابق للفعل يشتركان في المفهوم. طيب اختم احبابي الكرام بهذه الفكرة الاخيرة لانها فكرة تكررت سابقا فلا اريد التوسع فيها ايضا كثيرا يعني خلص نحن الان نريد ان نقف على ابرز الافكار التي بقيت في العقيدة الطحاوية لا اريد يعني ان تتسم المحاضرات هذه بالتكرار عاد الى مسألة خلق افعال العباد فقال الطحاوي عليه رحمة الله. وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد ولم يكلفهم الله الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم. وهو تفسير قوله لا حول ولا قوة الا بالله. نقول لا حيلة لاحد ولا تحول لاحد ولا حركة لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله وكل شيء يجري بمشيئته تعالى وعلمه وقضاءه وقدره غلبت مشيئته المشيئات كلها وغلب قضاؤه الحيل كلها يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اذا هذه الفكرة الاساسية التي قامت عليها هذه الفقرة وهي ان افعال العباد خلق الله وكسب من العباد. في الحقيقة هذه الفقرة من الفقرات المشكلة في كلام الطحاوي لانها لو اخذت على ظاهرها لو اخذت على ظاهرها تشعر بميل الطحاوي الى الفرقة الاشعرية في هذه المسألة لان الاشاعر هم الذين يعبرون بمصطلح الكسب الان مر معنا ان القدرية المعتزلة يقولون ان العبد يخلق فعله نفسه بنفسه. وهذا باطل وانتهينا منه ومر معنا ان غلاة الجبرية غلاة الجبرية يقولون ان العبد مجبر على فعله وليس له اي اختيار او شكل من اشكال التأثير فيه هناك جبرية متوسطة ممكن نسميها جبرية محسنة. وهي الجبرية الاشعرية حيث يرى الاشاعرة ان العبد مجبر عموما على الفعل لكن له ما يسمونه كسبا له ما يسمونه كسبا فهم لا يصرحون بالجبر بالمعنى الجهمي العالي الجبر المطلق قال العبد مجبر على فعله وليس له اي اختيار فيه. لا يصرح بهي الطريقة بل يقولون بالعبارة التي استعملها الطحاوي ويقولون الله سبحانه وتعالى يخلق افعال العباد والعباد هم الذين يكسبونها. كلمة الكسب من مصطلحات الشائكة في الفكر الاشعري. بل انها كثيرا من الفرق اه كانت تنقد الفكر الاشعري في مسألة الكسب لانها مسألة غير مفهومة يعني ما الذي تقصدونه ايها الاشاعرة بالكسب هل تقصدون ان العبد ها هل تقصدون بالكسب ان العبد له قدرة مؤثرة في وجود افعاله كما يقول اهل السنة والجماعة. اذا قصدتم بالكسب هذا المعنى فنحن متفقون مع الاشعار على هذه القضية. لكن في الحقيقة لا الاشاعرة لا يقولون الكسب قدرة مؤثرة من العبد في فعله الله سبحانه وتعالى منحه اياها بل يقولون هي قدرة غير مؤثرة بها يقوم العبد بالفعل طبعا لما تقول قدرة غير مؤثرة بها يقوم العبد بالفعل في الحقيقة عاد الامر الى نفي القدرة. يعني اذا لم تكن هذه القدرة مؤثرة. اذا ما الفائدة في وجودها وبعضهم ذكر كلاما اخر في تفسير الكسب ثانيا وبعضهم ذكر ثالثا وبعضهم ذكر رابعا. فلذلك من المقولات الشهيرة ان الكسب من الامور التي ليس لها تفسير يرجع اليه عند التفسير يعني واضح مفهوم حتى يرجع اليه عند الاشاعرة لفهم نظرتهم في ذلك. لانه اذا قلت الكسب هي قدرة غير مؤثرة. يمنحها الله سبحانه وتعالى للعبد عند قيامه بالفعل فنقول اذا كانت قدرة غير مؤثرة اذا ما الفائدة من وجودها؟ لا فائدة من وجودها اذا هي غير مؤثرة فهذه مشكلة قضية الكسب عند الاشاعرة انهم لم يمنحوا الكسب مفهوما واضحا جليا فاصبح الفكر الاشعري من مناطق الغموض فيما مسألة الكسب لعدم وضوحها وتجلي فكرتها لذلك نحن نقول الامام الطحاوي هنا لما قالوا افعال العباد خلق الله وكسب من العباد نقول ماذا قصدت بالكسب هنا ايها الطحاوي؟ هل قصدت الكسب بالمعنى الاشعري؟ فالكسب بالمعنى الاشعري شيء غير مفهوم. قدرة غير مؤثرة فقط واما اذا قصدت بالكسب يعني ما يقصده اهل السنة عادة وان كنا لا نعبر احنا بمصطلح الكسب. لكن اذا قصدت بالكسب ان الله افعال العباد خلق الله وكسب من العباد بمعنى ان العباد لهم قدرة مؤثرة وارادة حرة منحهم الله سبحانه وتعالى اياها من خلالها وبسببها توجد الافعال فنحن نتفق معك على ذلك لكن نحبذ انك ما تستعمل مصطلح الكسب لانه مصطلح الكسب في العادة ليس مصطلح سني وانما هو مصطلح اشعري. لذلك قوله وافعال العباد خلق الله وكسب ان العباد ما الذي اراده بالكسب الطحاوي هو الذي يحدد؟ هل نوافقه ولا لا نوافقه؟ اذا قصد بالكسب المعنى الاشعري فنحن لا نوافقه واذا قصد بالكسب المعنى يعني معنى مقبول عند اهل السنة والجماعة فقد نوافقه فهذه العبارة مجملة. وسبق ان بينا التفصيل في مسألة خلق افعال العباد. ثم قال الطحاوي ولم ليست صحيحة ان الله سبحانه وتعالى يكلف الانسان بالمحال وان كانت الفرق الاشعرية قالوا بقضية التكليف بالمحال ثم فسروا المحال بانه المحال لذاته والمحال لغيره ودخلوا في هذه التقاسيم. نقول على ما يتبادر الى الذهن من المحال الله سبحانه وتعالى لا يكلف العبد بالمحال بل كل شيء كلف الله سبحانه وتعالى به العبيد فهو داخل تحت استطاعتهم. الاستطاعة بمعناها السابق والوسع وسلامة الالات. فكل شيء كلف الله سبحانه وتعالى به العبيد ركزوا فهو داخل تحت سلامة سلامة الالات والادوات والاعضاء ممتاز. الان كونه سبحانه وتعالى لا يوفقهم الى الطاعات التي كلفهم بها ولا يكلفهم الى ولا يوفقهم الى اجتناب المعاصي وهي الاستطاعة بالمعنى الثاني هذا امر اخر لا يجعل هذا من قبيل التكليف بماذا؟ بالمحال لان البعض يقول تكليف الكافر بان يسلم تكليف الكافر الذي يعلم الله انه سيموت على الكفر كابي لهب تكليف الكافر بان يسلم مع ان الله يعلم انه سيموت على الكفر. البعض هذا قال هذا تكليف بالمحال لكن في الحقيقة ليس هذا تكليفا بالمحال لماذا؟ لان الله سبحانه وتعالى لما كلف هذا الكافر بان يسلم وكلفه بعد ان اعطاه الادوات والالات التي يتمكن من خلالها ان يسلم وان يمارس الاسلام كون الله سبحانه لا يريد ان يوفقه الى الاسلام ويريد ان يموت على الكفر هذه قضية تتعلق بالقدر ليس لها علاقة بقضية التكليف فما بصير احنا نخلط بين امرين. قضية علم الله السابق وارادته السابقة في هذا الشخص هذا امر قدري. وبين مسألة الخطاب خطاب الامر والنهي هذا خطاب شرعي. فنحن الخطاب الشرعي بالامر والنهي هذا متوقف على الاستطاعة بالمعنى الاول. وهي سلامة الاعضاء والادوات والالات كما قبل قليل وهذه موجودة في الكفار وموجودة في المسلمين. فيكون الخطاب يشمل هذا وهذا. فالقول بان الكافر الذي يموت كافرا تكليفه بالاسلام تكليف بما لا يطاق هذا ليس صحيحا لان تكليفه بناء على العناصر الموجودة المتاحة بين يديه. وليس له علاقة بقضية ما الذي كتبه الله لي او لم يكتبه فهذا امر عند الله فلا يصح ان نعارض بين الامر الشرعي وبين القضاء الكوني طيب اذا ولم يكلفهم الله الا ما يطيقون اذا اهل السنة والجماعة يقول كل ما كلف الله عز وجل به عبيده فهو داخل تحت طاقتهم اي تحت الاستطاعة بالمعنى الاول بمعنى سلامة الادوات والاعضاء. لان الطاقة شف كلمة الطاقة والوسع والاستطاعة. شايفين هذه الكلمات الثلاث كلها مترادفة. الطاقة والوسع والاستطاعة كلها بمترادفة. طبعا الاستطاعة بمعنى سلامة الاعضاء والادوات. فنحن نقر ان الله لم يكلفنا الا بما نطيق بما نستطيع بما هو في وسعنا. لا يكلف الله نفسا الا وسعها. واما قوله ولا يطيقون الا ما كلفهم فهذه العبارة مشكلة في الحقيقة هل نحن فعلا لا نطيق الا ما كلفنا ربنا ام نطيق اكثر مما كلفنا ربنا والله سبحانه وتعالى خفف ويسر علينا. يعني لو الله فرض علينا ست صلوات بدل خمس صلوات. لو فرض علينا عشر صلوات بدل خمس صلوات هل هذا شيء لا نطيقه حقيقة لا نطيقه لكنه رحمة بنا خفف ونزل الصلاة من خمسين الى خمسة رحمة بهذه الامة. فقولهم او قوله ولا يطيقون الا ما كلفهم عبارة تحتاج الى نظر هذا اكثر ما اقوله ان العبارة ليست بالدقة العالية لان العباد يطيقون من التعبدات لله اكثر مما كلفهم الله به لكن الله خفف ويسر علينا فلا يطيقون الا ما كلفهم ليست دقيقة ثم قال وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله. قوله وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله ايضا فيه نظر يعني هل تفسير لا حول ولا قوة الا بالله؟ يعني لم يكلفهم الله الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم. هل هذا هو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله؟ اقول هذا فيه نظر لكن هو يشقى بعد ذلك قال وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله نقول لا حيلة لاحد ولا تحول لاحد ولا حركة لاحد عن معصية الله الا ببعونة الله ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله سبحانه وتعالى. اذا هذا المعنى الذي ذكره بعد نعم عموما مقبول لا حرج فيه لو قلنا لا حول ولا قوة الا بالله. يعني لا حيلة لنا ولا قدرة لنا ولا استطاعة على التحول من معصية الله الا بمعونة الله فعموما الكلام مقبول ولا قوة لنا على اقامة طاعة الله الا بتوفيق الله وبعونة الله. ايضا كلام مقبول اما ان تجعل ولم يكلفهم الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم. هو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله. يعني هذا فيه نظر. فالكلام تشعر انه شوي متداخل مع بعضه البعض وكنا نتمنى انه الطحاوي جل الامر اكثر من ذلك والله تعالى اعلم ثم قال وكل يجري بمشيئة الله وعلمه وقضائه وقدره وهذا فرغ ان بيناه غلبت مشيئته المشيئات كلها وغلب قضاؤه الحيل كلها يفعل ما تشاء وهو غير ظالم ابدا لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وقد سبق ان قررنا كل هذه المفاهيم بمواطن سابقة من هذه العقيدة ان شاء الله في المحاضرة القادمة باذن الله نتكلم عن قضية اهداء ثواب الاعمال للموتى ثم نشرها في مسائل الختامية المتعلقة بموقف اهل السنة والجماعة من الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم وموقف اهل السنة من مفهوم الولاية ثم تأتي العبارات الختامية من الامام الطحاوي نسأل الله لي ولكم الختام دوما على خير