بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حق حمده واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد فاسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق والسداد في القول والعمل وان يجعلنا من اهل الايمان الذين حققوه قولا وعملا واعتقادا. وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. وان يمنحنا الفقه في الدين والثبات على ذلك والعلم بالله ومعرفة شريعته انه سبحانه جواد كريم. نجيب على بعض الاسئلة بين يدي الدرس يقول لماذا سمي كتاب الادب المفرد بهذا الاسم؟ وما افضل كتاب في الادب يمكن ان يشرح للطلاب؟ كتاب الادب المفرد هو الامام البخاري رحمه الله ابو عبد الله وهو ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري وهو مؤلف الصحيح وفي كتابه المسند الجامع الصحيح المختصر فيه كتاب باسم كتاب الادب في اواخره. ثم صنف كتابا اخر ليس كشرطه في الصحيح جمع فيه جملا كثيرة مما جاء في السنة او عن الصحابة رضوان الله عليهم في ابواب الادب سماه الادب المفرد يعني مفردا عن الصحيح بان لا يشتبه بكتاب الادب الذي هو من كتب صحيح البخاري ها وهو في الادب الشرعي يعني مثلا ما يتعلق بالاستئذان ادب الاستئذان رد السلام كيف حقوق المسلم كيف يتعامل مع نفسه مع حيوان كيف يتعامل مع الناس ادبا ففي الاكل ادبا في النوم ادبا في الاجتماع ونحو ذلك مما يعرف من الاطلاع عليه. وهو كتاب نافع جدا وله شرح المتأخر لا بأس به اه سماه مؤلفه وهو احد علماء الهند فضل الله الصمد بشرح كتاب الادب المفرد وهو مطبوع في مجلده. ما الصواب في الجار والمجرور في اول اول سورة قريش افيدونا جزاكم الله خيرا. هذا سؤال جيد وسورة الفيل وسورة قريش ترتيب المصحف الذي رتبه الصحابة رضوان الله عليهم جاءت سورة قريش بعد سورة الفيل وسورة الفيل فيها ذكر منة من الله جل وعلا على قريش. كما قال سبحانه الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل؟ الم يجعل كيدهم في تظليل؟ وارسل عليهم طيرا ابابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول. هذا قبل ان يولد محمد عليه الصلاة والسلام. فالفضل في صد ابرهة ومن معه. والفيل وذاك الجيش عن استباحة مكة. الفضل فيها لله على والمتفضل عليه قريش. ولهذا كان لما جاء ابو طالب الى ابرهة وقال له سأله عن ابله قال له ظننت انك تدفع البيت قال للبيت رب يحميك وانا رب هذه الابل. فالفضل من الله جل جلاله والنعمة تمت على قريش ان منع هذا المعتدي من ان يستبيح مكة. هذا الفضل الذي يعرف من قراءة سورة الفيل والانعام الخاص على قريش بصد الفيل اهله لماذا؟ يعني ما العلة فيه؟ هنا جاء من قال من اهل العلم ان اللام في لايلاف قريش انها تعليلية لما تضمنته سورة الفيل. هذا انعام وهذا الفضل وهذا الصد وهذه الحماية لاي شيء لايلاف قريش لاجل ان يألفوا فما الفوا من التجارة ومن النعمة ومن الراحة في هذا البيت ونحو ذلك. هذا توجه لطائفة من اهل وهذا توجه وان كان من حيث التعليل له حكم من النظر لكن الاصل في الصور الانفصال ثم ان الترتيب ليس ترتيبا آآ توقيفيا كما هو معلوم ترتيب السور انما هو واجتهاد على الصحيح سورة قريش نزلت بعد الفيل ونزول السورة بعد السورة لا يقبل وبتعلق الاخرة بالاولى. لهذا القاعدة ان كل سورة مستقلة عما قبلها من جهة تعلق الاي اعرابا وتركيبا بالاية التي في السورة قبله في ظهر به ان اللام في قوله به ايلاف قريش انها ليست متعلقة بما قبلها وليست وانما يقدر فعل يتعلق به الجار المجرور. لان الجار المجرور في النحو يتعلق بفعل او بمصدر او ما اشبه ذلك فلهذا قدره ابن جرير وغيره من المحققين بفعل محدود. هذا الفعل المحذوف يقدر بحسب اجتهاد المقدم العرب تعرف انه اذا حذف الفعل وبقي المتعلق فانه يعطي سعة هذا من جهة البلاغة يعطي سعة في تقدير المحذوف بحيث يكون اعم من ان يقال فعل بان يذكر فعل واحد. يعني لو قال الله جل وعلا تعجبوا لايلاف قريش تذكروا اذكروا لجناب قريش او اعجبوا لايلافهم او اعتبروا لالافهم لصار هناك في حد من سعة تقدير المحسوب. فلما حذف الفعل وابقي الجار المجرور الذي هو متعلق بالفعل المحدود. كان في هذا سعة في بالتقدير وابلغ في الاعتبار. لهذا نقول الصحيح ان اه قوله لايلاف قريش وامثاله فيما يكون في السور انه لا يتعلق بالصورة التي قبل وانما يقدر له محلوف يناسب المرأة. هذا يختلف عن بحث عند اهل التفسير وعلوم القرآن بحث اخر وهو ان يكون ان تكون سورة لها صلة بالسورة التي قبلها من حيث المقاصد من حيث مقاصد السور. وهذا والتناسق وهذا فيه الف طائفة من العلماء الفوا تناسب الصور يعني مناسبة مجيء السورة بعد السورة هل فيه مناسبة؟ هذه المناسبة تكون لاجل الترتيب لا لاجل انها انزلت لاجل ذلك. فمثلا نقول في هذا المقام ان جعل سورة قريش بعد سورة الفيل لانها انزلت بعدها ولمناسبة تذكر النعمة بدفع الفيل وبحصول اله قريش والفهم وبحصول هذه الرحلة والمنة عليهم بذلك ثم تحقق النعمتين دفع الفيل في الماضي والف قريش للتجارة ودون معارضا لهم في الشتاء وفي الصيف وما كانت عليه مكة من الغنائم لابد ان يعتبر به لاجل عبادة الله وحده فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع فامنهم من خوف اطعمهم من جوع بالتجارة وامنهم من خوف في الحاضر وفي الماظي بدفع الفيل و الجيش الذي اراده. والله اعلم. هذا سؤال يحتاج الى يعني من حقه فبسط لانه يتعلق باصول بدع السنن يقول كثير ما اسمع من بعض علمائنا قولهم لم يعهد هذا عن السلف. فهل هذه العبارة دليل بحد ذاتها وحجة معتبرة؟ وهل تعتبر من الاستقراء؟ هذا يحتاج الى بيان آآ طويل يضيق المقام عنه ان آآ يحتاج الى تأصيل المسألة والعبرة بالدليل وعمل السلف وصلة بالدليل وهل هو اه مطلق في كل مسألة؟ ام انه الحجة بالدليل؟ ولو لم يجري عليه عمل تفصيل العلماء في ذلك يحتاج الى بسط لكن في الجملة العلماء يستدلون على عدم جواز الافعال التي اه هيئات تضاهي المشروع بقولهم لم يعهد هذا عن السلف فاذا كان هناك مباهاة للمشروع بالاحتفالات اجتماعات على اذكار على نحو معين. اعلان لشيء على المنابر او يعني على المناهج ومثل اضافة اشياء للاذان ونحو ذلك. مثل هذه الامور يحتج فيها بانها لم تعهد عن السلف ولو كان خيرا لكانوا احرص عليه. هذا على وجه الاجماع لكن نحتاج الى يقول بالامس ظاق علينا الوقت عن صلاة الجمعة ونحن خارج المدينة فتوقفنا عند مسجد وخطب بنا احدنا وصلينا الجمعة وكان عددنا ثلاثة واربعين رجلا. مع العلم ان هذا المسجد لا تقام فيه صلاة الجمعة. فما الحكم؟ الصلاة مجزئة المسافر اذا صلى الجمعة اه اجزأت والصحيح ايضا من قول العلماء ان الخطيب والامام يجوز ان يكون مسافرا فيجوز ان يؤم المسافر الحاضرين في الجمعة وكذلك من كانوا مسافرين على مثل حاله والافضل لهؤلاء ان لا يصلوا الجمعة في السفر. لان النبي صلى الله عليه وسلم سافر كثيرا ومرت عليه جمع كثيرة في السفر. سواء اكان في مدينة فمكة او كان في غيرها ولم يصلي الجمعة. ولذلك المسافر ليس في حقه جمعة يعني لا تجب عليه الجمعة وليس الافضل لها ان يصليها جمعة. الافضل ان يصلي آآ ظهر والعصر آآ جمعا وقصرا بحسب الحال اما في اول الوقت او في يعني اول وقت الظهر او اول وقت العصر. هذا في حق المسافر الذي جد به السيف مثل حالتهم مروا بمسجد فيصلون الظهر والعصر هذا هو الافضل في حقه والصلاة مجزئة ما المراد بالقرب في قوله تعالى ونحن اقرب اليه من حبل الوريد التحقيق ان المراد هنا بالقرب قرب الملائكة وذلك وذلك كما حققه ابن تيمية رحمه الله ابن القيم ان القرب هنا قرب عام وهذا القرب انما هو الملائكة هل تجوز صلاة الغائب على من صلي عليه في مكان اخر صلاة الغائب العلماء لهم فيها ثلاثة اقوال قالوا القول الاول وهو قول اكثر اهل العلم ان الغائب اذا كان فقده على الجميع فانه يصلى عليه. صلاة الغائب ولو كان يصلي عليه. اذا كان المسلمون يفقدونه هؤلاء استدلوا بحديث الصلاة على النجاشي. رحمه الله. وان النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليه صلاة الغائب ويعكر عليه يعني على هذا القول مع انه قول اكثر اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلى عليه الا في حجرته عائشة حيث قبض صلى عليه الناس ارسالا تدخل الجماعة وتصلي ثم تدخل جماعة تصلي ولم يصلى عليه في خارج المدينة صلاة الغائب كذلك فعل بابي بكر رضي الله عنه. وكذلك فعل بعمر وهكذا ولهذا صار القول الثاني والا يصلى الا على من لم يصلى عليه. اذا لم يصلى لا على احد فانه يعني على مسلم مات بغربة او عرف انه لم يصلى عليه فانه يصلى عليه صلاة الغائب وذلك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في حق نجاة فانه نعى النجاشي الى اصحابه وتقدمهم وصفوا خلفه وصلى على النجاسة وكبر عليه اربع تكبيرات. وذلك لانه مات في بلد بلد اقدار كفر وكان مسلما رحمه الله تعالى. وهذا هو الذي يسعد بالدليل اولا وثانيا العمل عمل الخلفاء الراشدين عليه بما هو ظاهر من عمله يرحمك الله القول الثالث وهو رواية عن الامام احمد الناس في ذلك تبع للامام. الامام هو الذي اختار يصلي او لا يصلي. والقول الثاني هو الاظهر من جهات الاستدلال. اقرأها. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال العلامة الصحاوي رحمه الله تعالى والايمان هو الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به. واهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون اذا ماتوا وهم موحدون وان لم يكونوا تائبين بعد ان لقوا بعد ان لقوا الله لقوا. بعد ان لقوا الله عارفين مؤمنين وهم في مشيئته وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله. كما ذكر عز وجل في كتابه ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وان شاء عذبهم بالنار بعدله ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من اهل طاعته. ثم يبعثهم الى جنته وذلك لان الله تعالى تولى اهل معرفته ولم يجعلهم في الدارين كاهل كاهل نكرته الذين خابوا من هدايته لم ينالوا من ولايته وهو له ولم ينالوا من ولايته. اللهم يا ولي الاسلام واهله ثبتنا على الاسلام حتى نلقاك به. قال رحمه الله تعالى ايمانه والايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وحلوه ومره من الله تعالى لما ذكر الايمان وانه الاقرار باللسان والتصديق بالجنان ومر معك انه لابد فيه من العمل وهو جزء مسماه عرف الايمان الذي يصدق به والذي يقر به ما هو الايمان؟ الايمان هو الاقرار باللسان والتصديق بالجنان. تصديق بالجنان باي شيء واقرار باللسان باي شيء فذكر لك اركان الايمان الستة المعروفة التي دل عليها الكتاب والسنة واجماع الامة وهذه الاركان الستة يسمى اركان الايمان لانها جاءت حصرا في جواب سؤالي. وهو قول جبريل عليه السلام للنبي عليه الصلاة والسلام اخبرني عن الايمان. قال الايمان ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. والقدر خيره وشره. قال صدقت وسميت اركان الايمان هذه عند اهل السنة والجماعة عند غيرهم ايضا لانها جاءت جوابا على سؤال. الاصل في الجواب انه يقتضي الحصر والحد الادنى مما يصدق عليه الجواب. وذكرها للتنصيص عليها في القرآن والسنة. اما في القرآن فجاءت في غير موضع. كقول الله جل وعلا ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين والبر هنا المقصود به الايمان وكذلك قوله امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا يفرق بين احد من رسله وكذلك قوله جل جلاله يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزلنا منه ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا. وفي القدر قوله جل وعلا وخلق كل شيء وقدره تقديره وكذلك قوله جل جلاله ان كل شيء خلقناه بقدر ومن السنة عمر رضي الله عنه الذي رواه مسلم في الصحيح المعروف بحديث جبريل حيث جاء اعرابي في الحديث اهلا بكم الى النبي صلى الله عليه وسلم. لا يرى عليه احد السفر ولا يحرقه احد الصحابة. الى ان سأله عن الايمان او قال اخبرني عن الايمان فذكر هذه الستة وكذلك هو في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه. وهذه الاصول الستة اركان الايمان الستة هي التي يجب التصديق بها والاقرار بها لسانه. يعني يقر بلسانه انه امن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشكل وكذلك يعتقد بقلبه مصدقا بهذه الاشياء الستة. قد مر معنا في قبل تفصيل الكلام على هذه الاركان الستة من الايمان بالله وملائكته ورسله ورسله ويأتي الكلام على الامام باليوم الاخر تفصيلا وتتمة الكلام على الامام بالقدر. وعلى هذه الجملة يذكروا بعض المباحث والمسائل الاولى ان هذه الستة يعبر عنها بالركن. بالاركان كلمة الاركان سواء اركان الاسلام او اركان الايمان او غير ذلك هي تسمية اصطلاحية لم يأتي بها الدليل ان هذا ركن. الادلة ليس فيها تفريغ في المباني ما بين الركن وما بين غيره من حيث التسمية وفي العبادات ايضا ليست الادلة تسمية الاركان اركانا والواجبات واجبات والعلماء من جهة الاصطلاح وما دل عليه الدليل جعلوا ما يقوم عليه الشيء بسقوطه ركنا وجعلوا ما يتم به الشيء على جهة الايه؟ على جهة اللزوم واجبة. ولهذا سموا سموا اركان الاسلام الخمسة وكان وهي واجبات. لان الركن اعظم من الواجب فيسمى واجبا وهو ركن بسقوطه يسقط البناء. ومما يدلك على ان التسمية الاصطلاحية انهم مع اتفاقهم على ان اركان الاسلام خمسة وهم اختلفوا اختلافا شديدا في من ترك ركنا من هذه الاركان الخمسة غير الشهادتين والصلاة والزكاة. يعني من ترك الصيام او ترك الحج. فهل يقال انهدم اسلامه وكذلك في اركان الايمان هل من ترك بعض بعض افراد هذه الاركان يعني شك او ترك الايمان ببعض ما يتصل باليوم الاخر لجهله او لتهويله او ونحو ذلك هل يسقط الركن في حقه؟ او ما تتصل بمسائل القدر. هل يسقط الركن في حقه؟ مما للعلماء فيه بحث هذا مهم لك لاجل ان تسمية الركن تسمية اصطلاحية ولا يعني ان ترتب عليها ان ما تظن انه الركن او بعض افراده انه يعني عدم صحة الايمان او عدم صحة الاسلام او الكفر. وحقيقة الاصطلاح وما تقوم عليه ما هي الشيء ولا يتصور بدونه. والايمان بالله جل وعلا ركن من لم يؤمن بالله لم يصح ايمانه. لذلك الايمان بالملائكة وانهم موجودون على نحو ما فصلنا لك في القدر المجزئ من الايمان هذا ركن فلكل ركن من هذه الاركان الستة قدر يصح به. وهناك شيخ زايد زائر قد يكون واجبا ولكن يأثم الانسان على عدم الايقان به ولكن ليس داخلا في حد الركن يعني بمعنى اذا سقط او لم يأتي به فانه لا يصح في معنى. فاذا الايمان اقرار باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالاركان. وما يتصل باركان الايمان الستة هذه تصديق في الجنان على نحو ما فصلنا لك سابقا بالقدر المجزئ من كل مسألة وركن منها. من تتمة مسألة اركان الصلاة واجبات الصلاة ثم خلاف كبير بين العلماء هل هذا ركن او هذا واجب؟ ولماذا سمى وهذا ركنا هذا واجبة الى اخره مما آآ له صلة بفهمك بمعنى الركن ومعنى الواجب. المسألة الثانية خلاصة الكلام على هذه الاركان الستة بحيث يمكنك معه ان تقرر حقيقة الايمان السلف فيما يتصل بهذه الاركان الستة الايمان بالله ثلاثة اقسام ايمان بالربوبية يعني ايمان بان الله واحد في ربوبيته في تدبيره لهذا الملكوت وفي رجوع كل شيء اليه. الثاني الايمان الالوهية يعني بان الله واحد في استحقاقه العبادة. ولا احد معه يستحق شيئا من العبادة. الثالث الايمان بالله في اسمائه وصفاته يعني بان الله واحد في اسمائه وصفاته ليس له مثيل ولا ند وليس له كفو في وليس له سمي في اسمائه وصفاته من جهة الكيفية ومن جهة تمام المعنى وشمول ما دل عليه الاسم والصفة من المعنى. ثاني بالملائكة والايمان بالملائكة ايمان بانهم موجودون وهذا الايمان فيه اجمال وتفصيل وكل من علم شيئا مما جاء في الدليل من كتاب الله جل جلاله او في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم الصحيحة فانه يجب ايمانه به كما ذكرنا لك سابقا ان القدر المجزئ للايمان بالملائكة الايمان بوجود الملائكة وانهم عباد لله جل وعلا لا يعبدون. ثالث الايمان بالكتب وهو في في كل كتاب انزله الله جل وعلا ما علمنا منه وما لم نعلم ايمانا اجماليا في المجملات يعني فيما لم نعلم وتفصيليا فيما وقفنا على اسمه من كتب الله جل وعلا. الايمان بالرسل ايضا على نفسه المنوال. ايمان ان الرسل بان الله جل وعلا ارسل رسلا وايدهم بالبراهين والايات والمعجزات وجعلهم هداة الى الحق دالينا عليه وهم كثير منهم من قص علينا ومنهم من لم يقص علينا فنؤمن بهم اجمالا ونؤمن به تفصيلا فيما عرض او فيما بلغنا تفصيلا. هذه كلها جمل سبق الكلام عليها مفصلة يذكره في مواضعها. الايمان باليوم الاخر يشمل او القدر المجزئ منه ان يؤمن العبد ويوقن ويصدق بان هناك يوما يبعث الله فيه العباد فيجزي المحسن باحسانه والمسيء ثم تحته مباحث كثيرة من الحال في البرزخ ثم ما بعد النفخة الاولى ثم ما بعد النفخة الثانية ثم اجتماع الناس في العرصات عرصات القيامة ثم الحوض والميزان الصحف او الصحف ثم الميزان والصراط والظلمة والنار والجنة والحساب هذا اقتصاص وانقسام الناس كل ما في القرآن من ذلك. واليوم الاخر كثير تفاصيله في القرآن جدا وكذلك في السنة كثير التفاصيل. ويمكن ان يضبطه طالب العلم من جهة التفصيل بان يرتب ما جاء فيه من الادلة في القرآن وفي السنة يرتبها في قلبه من حين نفخة البعث الى دخول اهل الجنة الجنة ودخول اهل النار النار. ترتب ما يحدث على مراحل. النفخة ما يحصل بعدها مسير الناس كيف يجتمعون ما يحصل اثناء اجتماعهم بما جاء بالادلة ثم بعد ذلك ايش الاشياء التي تحصل تباعا شيئا فشيئا وتفاصيل ذلك الى دخول اهل الجنة الجنة واهل النار النار وسيأتي تفصيل للكلام عن اليوم الآخر ان شاء الله تعالى في اخر هذه العقيدة المباركة. والقدر هو الركن الساحر الركن السادس وذكرنا ولكن مراتب الايمان بالقدر اربع وانه يجب على العبد وهو القدر المجزئ من الايمان به ان يعلم انه كل شيء يحصل انما هو باذن الله وبمشيئته وبعلمه. ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وان الرب جل جلاله قدر كل شيء اجمالا وتفصيلا. الايمان بالقدر كما ذكر قال قدر خيره وشره وحلوه مرة من الله تعالى. والخير والشر والحلو والمر في القدر المقصود بها ما يضاف للعبد من القدر يعني المقدور. فالقدر له جهتان. جهة صفة الله جل وعلا فعل الله جل وعلا وهذه مرتبطة بعدد من صفات الرب جل جلاله اولها العلم ثاني الكتابة مشيئة والخلق والحكمة في وضع الامور بها الموافقة للغايات المحمودة منها والعدل في حكمه جل وعلا القدري وهو وضع الامر وضع الامور والمقادير في مواضعها. هذه جهة تتعلق بالله جل جلاله. والجهة الثانية تتعلق بالعبد وهي المقدور. وقوع المقدور وقوع المقدر عليه وقوع القدر عليه او حصول القدر هذه تسمى المقدور. وتسمى القضاء كما اسلفنا لكم في الفرق ما بين القدر والقضاء. هذا المقدور هذا المقدر هو الذي ينقسم الى خير وشر والى حلو ومر. اما الجهة الاولى وهي صفة الله جل وعلا فليس فيها شر بل كلها خير لان الله جل وعلا طيب ولانه سبحانه ليس في افعاله الا جميل والخير وما يكون اليه فعله وقدره والحكمة وما ينبغي ان تكون الامور عليه لهذا صح عنه عليه الصلاة والسلام في دعائه في الليل انه قال في ثنائه على ربه جل وعلا والشر ليس اليك يعني ان الشر ليس الى الله جل وعلا فعلا وليس الى الله جل وعلا اضافة. فلا ينسب الشرط الى الله سبحانه وتعالى لا من جهة الفعل ولا من جهة الاضافة الشرع اليه. وانما هو شر بالنسبة الى العبد فيؤمن بما كان خيرا له بما كان حسنة في حقه ويؤمن بما كان شرا في حقه او كان سيئة تسوقه في حقه. وكذلك ما كان حلوا وما كان مرا. وهذا له للعباد فيه احوال عظيمة وهو الذي يظهر من العبد الايمان به. يعني الايمان بالمقدور يعني ما موقفه من المقبور؟ هذا شرط خير بالنسبة اليه. لكن اعظم معظم الناس حاشا اهل العلم والحكمة معظم الناس لا ينظرون الى الجهة الاولى. وهي جهة فعل الله جل وعلا وعلمه ومشيئته وتقديره وخلقه ونحو ذلك في وقوع المقدرات عليهم او فيما يرون من تقدير الله جل وعلا في الناس. هذا حاله كذا وهذا وكذا لا ينظرون الى الجهة الاولى في الغالب يكون نظرهم من جهة الانضباط اليه. هذا حلو بالنسبة له هذا شرع ينظر الى الناس هذا جاه كذا وما جاء كذا هذا من صفته كذا وليس من صفته كذا. وهذا ولاجل هذا نص على الخير والشر والحلو والمر هنا. واصله التنصيص عليه في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام قال ان تؤمن بالقدر خيره وشره سره خيره وشره. وفي الحديث الاخر ايضا قال خيره وشره وحلوه ومره. وهذا هو الذي يحاسب العبد نفسه فيما يظن فيما يراه حاصلا من المقدم. ومن هذه الجهة جهة الامام بالقدر يأتي كثير من السيئات التي يصاب العبد بها. وهي جهة سوء الظن بالله جل وعلا. ولهذا كان الايمان بالقدر خيره وشره فيما يضاف الى العبد من وقوع المقدرات كان الايمان به عظيما لان اكثر الخلق يسيئون الظن بالله جل وعلا. وهذه من سمة اهل الجاهلين يؤمنون بالله غير الحق ظن الجاهلية. يأتيه الشيطان في خاطره بما وقع عليه مما يسوقه من الشر. يقول غيري كذا وانا لا استحق هذا او كيف يحصل هذا ونحو ذلك؟ ولقد احسن ابن القيم رحمه الله حينما ذكر سوء الظن بالله جل وعلا وقال في اواخر بحثه ففتش نفسك فان تنجو منها تنجو من ذي والا فاني لا ناجيا. وقل من يسلم من سوء الظن بالله جل وعلا. ومن الاعتراف هو اعظم واكثر من التطيب. لان التطير يحصل احيانا وقوع المقدرات على كل لحظة. ولهذا ينبغي للعبد في ايمانه بقدر خيره وشره بل يجب ان يحسن الظن دائما بالله جل وعلا. وان يسلم لما اراده الله جل وعلا بعبده من الأمور الكوني المسألة الثالثة الإيمان اقرار وتصديق وعمل وهذه اركان اركان الايمان الستة لا يظهر تعلقها بنفسها في العمل. فهي كلها امور اعتقادية بحتة فاين العمل في هذه الاركان الستة؟ الجواب عن هذا من جهتين. الجهة الاولى ان العمل متضمن في هذه الاركان الستة. الايمان بالله ايمان بربوبيته والوهيته وبالاسماء والصفات. والايمان بتوحيده في العبادة يعني بانه هو المستحق للعبادة وحده جل وعلا على فيه التوجه اليه بالعبادة. كذلك الايمان بالربوبية فيه الاعتراف له وهذا يلزم منه ان يعبد او ان يشكر او نحو ذلك. وهذا مدخل للايمان مدخل للعمل بالايمان. الايمان بالملائكة يتصل به العمل من جهة المراقبة. باعتقاده ان الملائكة موجودون وان منهم من يراقب العبد ويكتبه ويحسبه عليه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد الايمان بالكتب فيها الايمان باعظم الكتب وهو القرآن والايمان بالقرآن فيه العمل بما في القرآن من اوامر ونوائب الحكم به. هذا عمل. الايمان بالرسل فيه الايمان نعم بمحمد عليه الصلاة والسلام بل هو اعظم اركان الايمان بعد الايمان بذكر الله جل جلاله والايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم انه رسول لابد فيه من العمل. الايمان باليوم الاخر وان الله يحاسب العباد يجزي المحسن باحسانه والمسيء باساءته هذا جهة فانه متضمن الى ان العبد لا يعمل عملا يسخط الله جل وعلا فيما قدر ويعمل عملا يشكر الله جل وعلا به. بما قدم لان القدر اما خير يستوجب الشكر او شر بالنسبة للعبد مر بالنسبة للعبد يستوجب الصبر وهذه اعمال. هذه هي الجهة الاولى من التعلم الجهة الثانية تعلق العمل بهذه الاركان الستة انه لا يتصور في الشرع ان ثم ايمان بلا اسلام كما انه لا يتصور ان ثمة اسلاما بلا ايمان. فكل كل اسلام لابد فيه من قدر من الايمان يصح معه الاسلام الظاهر. كذلك كل ايمان بهذه الاركان الستة الباطنة الاعتقادية لابد معه من عمل من اسلام يصحح هذا الايمان. ولهذا كان من الشرط في صحة الاسلام ان يكون ثم ايمان وفي صحة الايمان ان يكون تم اسلامه. فلا يتصور مسلم ليس معه فلا يتصور مسلم ليس معه من الايمان شيء ولا يتصور مؤمن ليس معه من الاسلام شيء. فاذا دخل العمل بدخول الاسلام وهو اركان الاسلام في صحة هذا الايمان. فالايمان المنجي ايمان لابد معه من الاسلام. وهذا ظاهر بين في ان الله لا يقبل عمل احد حتى يكون مؤمنا. قال بعدها رحمه الله ونحن مؤمنون بذلك كله لا نفرق بين احد من رسله ونصدقهم كلهم على ما جاءوا به. نحن يعني به اهل الاسلام اهل القبلة مؤمنون بذلك كله يعني باركان الايمان الستة وفي الايمان بالرسل للتنصيص على ذلك وكذلك الايمان بالكتب لا نفرق بين احد من رسله. وذلك لان الله جل وعلا على اثنى على عباده بعدم التفريق بين الرسل لان الرسل جميعا جاءوا بشيء واحد قال جل وعلا لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا هذا قول اهل الايمان بثناء الرسل بثناء الله جل وعلا عليه. وكذلك قول الله جل وعلا ان الذين كفروا بالله ورسله ويريدون ان يفرقوا بين الله ورسله هذا فيه الذنب الشديد لهؤلاء اليهود. نصدقهم كله على ما جاءوا به يعني ان الرسول الذي بعث الى قومه برسالة فكل ما قاله عن الله جل وعلا حق ما علمنا منه وما لم نعلم. فلم يقل رسول من لدن نوح عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم قولا ينسبه الى الله جل وعلا ويجعل من شريعته من دينه ويكون في ذلك ولا يكون في ذلك محقا. بل كل ما قعدته الرسل فيما بلغوا عن الله جل وعلا حق يجب التصديق به اجمالا فيما لم نعلم وتفصيلا فيما علمنا وعلمنا والرسل صلوات الله وسلامه عليهم دينهم واحد كما سيأتي في المسألة التالية. يريد الطحاوي بذلك ان نفسه اهل السنة اهل القبلة سليمة تجاه رسل الله جل وعلا. فيؤمنون بالجميع ويسلمون للجميع. خلافا للملل الباطلة الزائغة الذين يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض. ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا. على الجملة بعض المسائل الاولى الرسل دينهم واحد. والله جل وعلا لم لم يبعث رسولا الا بدين الاسلام. ولكن الشرائع تختلف. كما قال جل وعلا لكل جعلنا منكم سلعة ومنهاجا. وقال ان الدين عند الله الاسلام قال ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. يعني سواء اكان من قبل محمد عليه الصلاة والسلام ام كان ما بعد محمد صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله من احد الا الاسلام. فالرسل جميعا دينهم واحد. كما صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال الانبياء اخوة لعلان الدين واحد والشرائع شتى. وهذا يبين لك ان اهل الاسلام وخاصة اهل السنة والجماعة لا يأكلون ولا يعتقدون بان الاديان التي جاءت من السماء متعددة. كما يقول الجاهل الاديان السماوية. فالسماء التي فيها الرب جل جلاله. وتقدس في علاه ليس منها ليس منها الا دين واحد وهو الاسلام جاء به ادم عليه السلام وجاء به نوح وجاء به جميع المرسلين الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فدين موسى عليه السلام الاسلام ودين عيسى عليه السلام للاسلام. ودين ابراهيم عليه السلام الاسلام وهكذا فجميع المرسلين جاءوا بدين الاسلام الذي لا يقبل الله جل وعلا من احد سواه. ان الدين عند وعلى الاسلام ومن الباطل قول القائل الاديان السماوية ففي ففي هذا القول تفريق بين الرسل لان رسل دينهم واحد نصدقهم كلهم على ما جاءوا به. لم يأتوا بعقائد مختلفة ولا باخبار مختلفة غيبية فكل الرسل يصدق بعضهم بعضا فيما اخبروا به عن غيب الله جل وعلا ما يتعلق باسماء الله جل وعلا من صفاته بذاته العلية جل وعلا بالجنة بالنار الاخبار ليس فيها نسخ. الاخبار ليس فيها تغيير ما بين شريعة ما بين رسول ورسول. الامور الغيبية كل ما جاءت به الرسل فيها حق. لهذا نصدق اجمالا بكل ما جاءت به الرسل. ونحبهم جميعا ونتولاهم جميعا. وننصرهم جميعا ننصر دين الاسلام الذي جاءت به الرسل جميعا. المسألة الثانية شرائع الرسل تختلف وهي التي تضاف اليها الملة. فيقال اليهودية يقال النصرانية آآ ونحو ذلك هذا باعتباره شرائع. باعتبار اختلاف الشرائع. والشريعة هي ما لا يختص بامور الغيب ما بالامور العملية الله جل وعلا يشرع ما يشاء بما يوافق حكمته البالغة تقدس ربنا في علا فاذا الفرق ما بين الدين العام والشريعة ان الشريعة للدين العام وما تصلوا بالغيب والشريعة هي ما يختلف به من جهة العمل. ولهذا تجد بين الرسالات ربما كانت الشرائع اختلاف في بعض وسائله في بعض الوسائل الوسائل الشرك. ففي بعضها ما يباح وفي بعضها منعت. مثلا اتخاذ كان مباحا في شريعة موسى سليمان يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجبال راسية. كذلك بعض انواع التوسل. بعض انواع الانحناء والتحية. هذه وسائل لراجعة الى جهة العمل ليس على جهة الاعتقاد الغيبي وما يختص الله جل وعلا به. هذي منعها منع وسائل هذي راجعة الى الشرائع وما يشرعه الله جل وعلى لكل امة. اما العقيدة المتصلة بالغيب هذا هو الدين العام دين الاسلام العام الذي بعث الله جل وعلا بجميع المرسلين. محمد صلى الله عليه وسلم له خصوص. وهو ان رسالته جمعت دين الاسلام وشريعة الاسلام فالاسم اسم الاسلام الكامل الاحق به محمد عليه الصلاة والسلام. لان شريعة سماها الله الاسلام ولان الدين الذي جاء به الاسلام كما جاءت به جميع الرسل فجمع الله له ما بين شريعة الاسلام ودين الاسلام فصار مختصا بهذا الاسم دون غيب المسألة الثالثة لا نفرق بين احد من رسله خلافا لكل اهل الملل والديانات ويجوز ان نقول ديانات لان لكل امة دين. لكن نضيفها الى السمع لا نقول ديانات سماوية. ديانات يهودية ونصرانية الى اخره. باعتبار ما هي عليه هنا هذه جميعا فرقت بين الرسل. ولهذا في الحقيقة من فرق بين الرسل فليس له حظ في الايمان بالرسل. حتى ان رسولهم الذي ارسل اليهم ما دام انهم فرقوا ليس لهم حظ في الايمان به فاذا نقول حقيقة النصارى لم يؤمنوا بعيسى. حقيقة اليهود بعد تحديد الدين لم يؤمنوا بموسى عليه السلام. وانما احب وامنوا بشيء وضعوه في اذهانهم سموه عيسى وسموه موسى وسموه داوود وسموه سليمان والا فالرسل متبرئون ممن عبدهم او ممن لم يؤمن بكل رسول. من الذي امن؟ المسلمون امنوا بكل رسول. لهذا الاحق في حماية ميراث الانبياء جميعا والرسل. والدفاع عنهم ان يرث ما ورثوه هم اهل الاسلام. ولهذا جعل الله جل وعلا القرآن مهيمنا على كل كتاب. قال بعدها واهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم في النار. لا يخلدون اذا ماتوا وهم موحدون وان لم يكونوا تائبين بعد ان لقوا الله عارفين مؤمنين. وهم في مشيئته وحكمه ان شاء غفر لهم وعفا عنهم بفضله. وكما ذكر عز وجل في كتابه ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وان شاء عذبهم في بعدله ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعته الشافعين من اهل طاعته ثم يبعثهم الى جنته. هذه الجملة يقرر فيها الطحاوي رحمه الله عقيدة اهل الاثر واهل السنة في اهل الكبائر. مخالفين في اعتقادهم ذلك. لطوائف الضلال من الخوارج والمعتزلة والوريدية بعام. فاهل السنة في اهل الكبائر وسط ما بين فرقتين غالية كالخوارج والمعتزلة وجافية كالمرجئة ما بين من يقول يخرج من الايمان بكل كبيرة وما بين من يقول لا مع الايمان كبيرة. فيعتقد اهل السنة والجماعة ان اهل الكبائر من هذه الامة متوعدون بالنار لكن اذا دخلوها وكانوا موحدين فانه لا يخرجون فيها. وقد يعذبهم الله جل وعلا. وقد يغفر لهم. وهذه مسألة اه واضحة من جهة الصلة بمباحث الايمان كما سيأتي وسبق ان تكلمنا عن القول او صلة البحث في الكبائر واهل الكبائر مع الايمان والمسألة المسماة بمسائل الاسماء والاحكام. ودليل الطحاوي على هذه الجملة النصوص كثير لا يحصى ذلك يعني كتقعيد ان كل اية فيها ذكر وعد لاهل الايمان فانه يدخل فيها اهل الكبائر لانهم يدخلون في انهم مؤمنون. وكل وعيد جاء لاهل بالخلود في النار فانه يخرج منه اهل الكبائر من هذه الامة اذا ماتوا موحدين لانهم ليسوا من اهل الاشراك والكفر. فنصوص الوعد تشمل اهل الكبائر. ونصوص الوعي للكفار لا يدخلها اهل الكبائر. وانما لاهل الكبائر من هذه الامة هو عيد خاص في انهم قد يعذبون وقد يغفر لهم. وانهم يؤول بهم الامر الى الجنة. ومن ذلك قول الله جل وعلا في وعد اهل الايمان وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما وهذا في حق الصحابة رضوان الله عليهم. وكان منهم بالنص من عمل بعض الكبائر. كذلك قوله ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا كذلك قوله والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجد من تحتها الانهار ونحو ذلك من ايات الوعد التي فيها وعد لاهل الايمان بدخول الجنة. تشمل اهل الكبائر بانهم مؤمنون. ومن السنة ما صح عنه عليه الصلاة والسلام من دخول الموحد الجنة. وان زنا وان سرق. وان زنا وان سرق اذا مات على التوحيد. والمسألة مشهورة. يعني الادلة فيها انواع يخرج من النار كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان. اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال ورثة من ايمان. من كان اخر وكلامه لا اله الا الله دخل الجنة. من قال لا اله الا الله مخلصا من قلبه او نفسه دخل الجنة. رواه البخاري عن ابي طيب ويعني انواع النصوص بالوعد وعد التي وعد المؤمنين بعامة وكذلك في التنصيص على انه يدخل الجنة وان حصلت منه الكبيرة. نذكر هنا مسائل الاولى قال واهل الكبائر اهل الكبائر يسمى من ارتكب الكبيرة انه من اهل الكبائر او يوصف بانه من اهل الكبائر اذا فيه وصفان الاول العلم والثاني عدم التوبة اذا علم ان هذا الفعل معصية واقتحمه فانه وكان منصوصا عليه انه من الكبائر فيكون من اهل الكبائر. والثاني الا يكون احدث توبة. فاذا احدث توبة فلا يسمى من اهل او لا يوصف بانهم من اهل الكباه. والكبائر جمع كبيرة. والكبيرة اختلف فيها العلماء اختلافا كبيرا. على اقوال شتى. فمن اهل العلم ذكر لك عدد الاقوال من اهل العلم من قال هي سبع مقتصرا على حديث اجتنبوا السبع موبقات. ومنهم من قال هي سبعون من جهة العدد ومنهم من قال كل معصية كبيرة وهذه الاقوال ليست جيدة بل الجميع غلط فلا يحد العدد بحد لعدم النقص عليه ولا وليست كل معصية كبيرة للفرق في القرآن كما سيأتي و كذلك ليست هي سبعين يعني لم يثبت في العدد ولا في في ان كل معصية كبيرة شيء يمكن ان يستدل به على ذلك. لهذا صار اجود الاقوال في الكبيرة قولان قول الاول ان الكبيرة ما فيه حد في الدنيا او اعيد بنار او غضب. والقول الثاني ان الكبيرة ما هو هي المعصية التي تؤثر فعلها في احد مقاصد الشرع او كلياته. الخمس مقاصد الشرع العظيمة او في احد كلياته الخمس. والاول القول الاول هو المعروف عن الامام احمد وعدد من اهل العلم من اهل السنة والقول الثاني اختاره جمع من العلماء فقيه ابي محمد بن عبد السلام المشهور بالعز بن عبد السلام في قواعده وقواعون جمع من ممن تبعه في ذلك. وذكره النووي ايضا في شرحه على مسلم من الاقوال القوية في المسألة. هذان القولان قريبان والاول عرفت فيه الكبائر بما فيه حد في الدنيا او وعيد. حد في الدنيا يعني ما رتب عليه حد محدود. مثل السرقة فيها حد كبير الزنا في حد كبيرة شرب الخمر في حد كبيرة وهكذا السحر في حد كبيرة الشرك بالله جل وعلا الكبائر وكل ما رتب فيه حد فهذا ضابط لمعرفة انه كبيرة. الثاني ما توعد عليه بالنار فعل توعد الله جل وعلا عليه بالنار. كعب الكتاب او السنة التوحد عليه بالنار. قتل النفس هذا فيه حد وايضا توعد في النار والخيانة واكل المال بالباطل اكل مال اليتامى ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يدخلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا. واشبه ذلك فما كان فيه حد او كان توعد بنار فهذا واجب في ان كبيرة. ابن تيمية اضاف ما نفي فيه الايمان. لا يؤمن. يعني اضاف على التعريف الاول ما نفي فيه الايمان لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه. قول عدم امن الجار من البوابة والاعتداء عليها صار من الكبائر لانه نفع فيه الايمان. ونفي الايمان لا يطلق عند ابن تيمية الا على نفي للكمال الواجب ولا ينقص الكمال الواجب عنده الا ما كان كبيرا. او جاء فيه ليس من نعم ليس منا من فعل كذا. ليس منا من غش. من غشنا فليس منا. ليس منا من لطم الخدود وشق والجيوب ودعا بدعوى الجاهلين. هذا يدل على ان الفعل كبيرة عند ابن تيمية. لان النفي هذا ليس منا نتوجه الى انه ليس من اهل الايمان وهذا النفي يرجع الى الاول في انه فعل كبير وذكرت لكم مرة او اكثر ان ابن عبد القوي في منظومته في الاداب الطويلة ذكر اه التعريف بقوله فما فيه حد في الدنيا او توعد باخرى فسم كبرى على نص احمد. وزاد حفيد المجد اوجى وعيده بنفي لايمان وطرد لمبعد يعني جمع قول الامام احمد واستدراك ابن تيمية عليه. والتحقيق ان يقال هذه الاقوال اعني القولين هذين القولين قريبة وهي صواب. وما كان فيه قدحا في مقصد من مقاصد الشارع او ضروري من الضروريات الخمس وصار احداث او فعله مضرته وافساده يرجع الى هذه فهو في الحقيقة يكون في الشرع مرتبا عليه حد او يكون في الشرع مرتبا عليه لعن او طرد او وعيد يدخل في التعريف الاول يعني على كلام ابن تيمية اللعن كل ما فيه لعن ايضا يدخل في حد الكبيرة سبق ان ذكرنا له. هنا مسألة تعرض هل الاصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة ام لا؟ يعني من اصر على كبيرة؟ قلنا هو من اهل الكبائر من امة محمد صلى الله عليه وسلم للعلماء في ذلك قولان الاول ان الاصرار على الصغيرة يسيرها كبيرة كما جاء عن بعض الصحابة رضوان الله عليك كابن عباس وغيره والثاني ان الصغائر تختلف وان الاصرار على الصغائر لمن ترك الكبائر لا يبقى معه صغيرا. لان الله جل وعلا جعل الصلاة الى الصلاة مكفرات لما بينهن اذا اجتنبت الكبائر وجعل رمضان الى رمضان مكفرات لما بينهم لما بينهما اذا مكفرا لما بينهما اذا اجتنبت الكبائر وهكذا العمرة الى العمرة وهكذا الحج ليس له جزاء الا الجنة. الحج المبرور ومن حج فلم ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه. ونحو ذلك من الاذكار التي يمحو الله بها اه السيئات. كذلك اتباع السيئة الحسنة. وهذا يدل على ان الموحد الذي لم يفعل الكبائر ان هذه العبادات العظيمة الله جل وعلا تمحو عنه الصغائر التي وقعت منه. فلا يتصور ان الصغائر تجتمع في حقه تتحول الى كبيرة وهذا النظر ظاهر من حيث الاستدلال ومن قال ان المداومة على الصلاة ان تحوله عائلة كبيرة يحتاج الى دليل واضح من الكتاب اهل السنة والادلة كما ذكرت تدل على ان صغيرة من الموحد تكفر. فلا تجتمع عليه. ولكن هذا بشرط اجتناب الكبائر. كما قال جل وعلا ان تجتنبوا ما تنهون عنه يكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. لعلنا نقف هنا ونكمل بقية نساهم على بحث الكبائر في الدرس القادم ان شاء الله تعالى. وفقكم الله لما يحب ويرضى وجمعنا على الحق والهدى وصلى الله وسلم على نبينا محمد