عنده مفاتح الغيب وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وانه جل وعلا الذي يجير ولا يجار عليه فيه مشقة عليه لهذا خفف عنه و هو يطيق اكثر من قصر الصلاة. يطيق لو صلى كل صلاة في وقتها اربع ركعات. لكن فيه مشقة لهذا النصوص الكثيرة التي في تخفيف العبادة هم كما وصفهم الله جل وعلا بقوله ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا وقال جل وعلا في في وصفهم آآ يعني في وصف الالهة والتحقيق في ذلك ان القدر هو ما يسبق وقوع المقدر فاذا وقع المقدر صار قضاء قضي يعني انتهى ومادة قظى في اللغة تدور حول هذا فيقال قضى القاضي بكذا اذا المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح العقيدة الطحاوية. الدرس الاربعون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه يعني العباد المكلفين لانه لما ذكر افعال الله جل لما ذكر افعال العباد وانها خلق الله وكسب من العباد ذكر هذه المسألة وهي انه جل وعلا لم يكلفهم الا ما يطيقون وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين اسأل الله جل وعلا لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح وان يجعلنا ممن اختارهم لطاعته وثبتهم على ذلك انه جواد كريم اللهم انا نعوذ بك ان نضل او نضل او نذل او نذل او نجهل او يجهل علينا او نظلم او نظلم. اللهم فاجب يا كريم. ثم اننا سبق الكلام فيما مضى على مسائل جليلة من مسائل الايمان بقضاء الله جل وعلا وبقدره لان الايمان بالقدر خيره وشره من الله تعالى ركن من اركان الايمان وقد جاء في في القرآن وفي الاحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يبين هذا الاصل العظيم وهذا الركن الجليل في ما يجب الايمان به ويكون حدا لركن الايمان وفيما يجب الايمان به لمن بلغه الحجة في ذلك واما ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله واذا ذكر القدر فامسكوا فمعناه امسكوا عما لم توقفوا وتوقفوا فيه على علم يعني يخوض المرء بعقله او باستحسانه او باستنتاجه. اما اذا بحث المسائل الشرعية والتي من اجلها القدر على نحو ما جاء في النصوص دون اعتراض ودون خوض في العقليات لانه امر غيبي وهو سر الله جل وعلا في خلقه فان هذا من العلم الواجب او المستحب ولهذا يذكر اكثر العلماء في كتبهم في السنة والعقيدة يذكرون تفاصيل تتعلق بالايمان بقدر الله جل وعلا وهذه التفاصيل التي يذكرونها على قسمين القسم الاول ما يتصل بما جاء في النصوص الشرعية من ذكر معنى الايمان بالقدر والقضاء من الله جل وعلا وفي مراتب القدر ومعنى الهداية ومعنى التوفيق ونحو ذلك مما جاءت به النصوص والثاني انهم يذكرون مسائل خالفت فيها الفرق الضالة من الخوارج والمرجئة والجبرية والقدرية سواء ما كانوا قدرية النفاذ او القدرية المعتزلة او الجبرية الاوائل او الجبرية المتوسطة ونحو ذلك من المسائل يذكرون بعض المباحث المتعلقة بالاصول التي خالفوا فيها وايضا الالفاظ الشرعية التي تناولوها على غير ما هو معلوم من معناها في نصوص الكتاب والسنة وذلك ان القدر مسلك شائك فواجب على من تكلم في او درس ان يستحضر جميع ما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة وان يلتزم بما جاء فيها وان يرد المتشابه الى المحكم من ذلك لانه امر غيبي عظيم ومسلكه وعو شديد الا لمن وفقه الله جل وعلا ولا غرابة ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج مرة على اصحابه وهم يتنازعون في القدر فكأنما فقأ في وجهه حب الرمان عليه الصلاة والسلام بان وجهه كان ابيض مشربا بحمرة وزاده زادت هذه الحمرة وعلت من من الفزع والغضب عليه الصلاة والسلام وذلك ان هذه المسائل لا يخاض فيها الا بعلم قد مر معنا في الدروس السابقة مسائل جليلة من مسائل القدر شرحا لما اورده العلامة ابو جعفر الطحاوي في عقيدته المختصرة التي نشرحها وبقي بعض المسائل نعرضها هذا اليوم هذه الليلة ان شاء الله تعالى لكن تنتبهون الى ان الاصل في هذا هو متابعة النصوص اولا والفقه فيما دل عليه الكتاب والسنة مما ذكره الله جل وعلا او ذكره الرسول عليه الصلاة والسلام في مسائل القدر ثم معرفة ما قرره ائمة الاسلام الذين استقرؤوا النصوص اولها الى اخرها وقرروا ما جاء في الكتاب والسنة ملتزمين في ذلك بهدي الصحابة في هذه المسائل العظيمة التي يجب فيها الاقتصاد وعدم التجاوز لما دل عليه الدليل لا بخوض في العقليات ولا بتجاوز للنقليات تقرأ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. قال العلامة الطحاوي رحمه الله تعالى ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم. وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله. نقول لا حيلة لاحد ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية الله الا بمعونة الله. ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره. غلبت مشيئته المشيئات كلها. وغلب قضاؤه الحيل كلها يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا. تقدس عن كل سوء وحي وتنزه عن كل عيب وشين لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. بارك الله فيك قال رحمه الله تعالى ولم يكلفهم الله تعالى الا ما يطيقون ولا يطيقون الا ما كلفهم قال ولا يطيقون الا ما كلفهم وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله الى اخره يريد بهذا الكلام ان يرد على طائفة ممن يقولون ان الله جل وعلا كلف العباد بما فوق طاقتهم وان بعض الاوامر او النواهي فوق طاقة العبد ويرد على طائفة اخرى يقولون ان العباد لم يكونوا ليقدروا على اكثر مما امرهم الله جل وعلا به وهذا معنى كلامه هنا وسيأتي ما فيه من الصواب والخلل في المسائل ان شاء الله تعالى والذي دلت عليه النصوص ان الرب جل جلاله رحيم بعباده يسر لهم ولما جعل عليهم عليهم في الدين من حرج ولم يكلفهم فوق ما يستطيعون والايات في هذا الباب كثيرة كقوله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها وكقوله جل وعلا ربنا لا تحملنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وكقوله فاتقوا الله ما استطعتم. وكقوله جل وعلا وما جعل عليكم في الدين من حرج. وكقوله جل وعلا يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وكقوله عليه الصلاة والسلام احب الدين الى الله الحنيفية السمحة وكقوله لن يشاد الدين احد الا غلبة وكقوله في الحديث الحسن ان هذا الدين متين. فاوغل فيه برفق فان المنبت لا ارض انقطع ولا ظهرا ابقى ونحو ذلك من الاحاديث التي فيها صفة الله جل وعلا في تحريمه الظلم على نفسه واقامته للعدل في ملكوته وفي امره ونهيه وفي هذه الجملة مسائل المسألة الاولى قوله لم يكلفهم تكليف جاء في نصوص الكتاب والسنة كقوله لا يكلف الله نفسا الا وسعها ويصح ان يقال على هذا عن العبادات الشرعية انها تكليف لاجل هذه الاية فالاوامر والنواهي فيما يجب الايمان به وفيما يجب عمله ويجب تركه ونحو ذلك هذا تكليف ومعنى التكليف ان الامتثال له يحتاج الى كلفة لمضادته اصل الطبع في استرسال النفس مع هواها لهذا كان المؤمنون قليلين وقليل من عبادي الشكور فالتكليف سائغ ان يقال عن التكاليف الشرعية يعني عن الاوامر الشرعية انها تكاليف لا بمعنى انها فوق الطاقة او انها غير مرغوب فيها لكن تمشيا مع قول الله جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا وسعها يعني ان ما تسعه النفوس وما يمكنها ان تعمله فان الله جل وعلا كلفها به المسألة الثانية قوله الا ما يطيقون الطاقة هنا بمعنى الوسع والتمكن يعني ما يمكن ان يفعله وما يسعه ان يفعله من جهة قدرته على ذلك فيكون معنى الكلام ان الرب جل وعلا لا يطلب من الإنسان لا يطلب من الناس بل من الجن والإنس من المكلفين لا يطلب منهم شيئا فوق وسعهم بل ان بعض الاوامر والنواهي قد تكون في حق البعض خارجة عن الوسع فتسقط في حقهم لقوله فاتقوا الله ما استطعتم وقوله ليس على الاعمى حرج ولا على المريض حرج ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج فبعض التكاليف بعض الاوامر تكون في حق في حق بعض في الوسع والطاقة وفي حق بعض خارجة عن الوسع والطاقة فتسقط عن بعض وتجب على بعض فيكون اذا عدم تكليف ما لا يطاق فيه التفصيل بانه جل وعلا لا يكلف الفرد المؤمن فوق طاقته وهذا يعني ان اطلاق الكلمة لا يكلف الله جل وعلا بما لا يطاق يعني في جهتين. الجهة الاولى في اصل التشريع فهو جل وعلا الاعلم بخلقه والجهة الثانية في التشريع المتوجه الى الفرد بعينه فانه جل وعلا لا يكلف المسلم المعين بما لا يطيق وقد يكون ما لا يطيقه فلان يطيقه الاخر المسألة الثالثة قوله ولا يطيقون الا ما كلفهم هذه العبارة ادخلها هنا من اجل تتمة الكلام السابق في ان العبد لا يطيق اكثر مما امر به وهو اراد بذلك ان الاصل في الانسان تعبد وانه عبد لله جل وعلا ان الملائكة لما كانت تطيق كذا وكذا من الاعمال والعبادات جعلهم الله جل وعلا يقومون بذلك امرا لا اختياره والانسان بحكم انه عبد لله جل وعلا ومربوب ومكلف فانه يجب عليه ان يمضي عمره وجميع ووقته في طاعة الله جل وعلا فنظر الى هذا وقال يعني نظر الى جانب العبودية وقال ان العباد لا يطيقون الا ما كلفهم ويعني به اصل التشريح وجملة الشريعة لانها في ان الناس لا يطيقون اكثر من هذا في التعبد وكانه نظر الى قصة فرض الصلاة ايضا وما جاء من التردد او الحديث بين موسى عليه السلام وبين النبي عليه الصلاة والسلام حتى خففت الى خمس صلوات وكانه نظر ايضا الى جهة ثالثة وهي ان لا يطيقون هنا بمعنى انه سبحانه لم يجعل عليهم شيئا في فعله بالنسبة لهم تكليف فوق ما كلفوا به يعني ان نفس التشريع هو موافق لما كلفوا به من جهة الاصل العام فيتسق جهة الفرد مع جهة التشريق ويدخل في ذلك حين اذ معنى توفيق وهذا التوجيه الذي ذكرته لك من باب حمل كلام الطحاوي رحمه الله على موافقة على موافقة كلام اهل السنة والقرب من كلامهم والا ففي الحقيقة فان الكلام هذا مشكل وقد رد عليه جمع من العلماء ومن الشراح ولهذا نقول ان هذا التخريج الذي ذكرناه وهذا التوجيه من باب احسان الظن وتوجيه كلام العلماء بما يتفق مع الاصول لا بما يخالفها ما وجد الى ذلك سبيل والا فان العبارة ليست بصحيحة وهي موافقة لبعض كلام اهل البدع من القدرية ونحوهم في ان العبد لا يسعه ولا يقدر الا على ما كلف به واكثر من ذلك لا يستطيع وانه لا يطيق الا ما كلف ولو كلف باكثر لما استطعت وهذا بالنظر منهم الى ان الاستطاعة تكون مع الفعل ولا يدخلون سلامة الالات وما يكون قبل الفعل في ذلك كما فصلنا لكم فيما سبق ولهذا نقول ان الاولى بل الصواب الا تستعمل هذه الكلمة لانها مخالفة لما دلت عليه النصوص من الكتاب والسنة في ان الله جل وعلا خفف عن العباد فانظر مثلا الى الصيام في السفر فانه لو كلف به العباد لاطاقوه. ولكن فيه مشقة شديدة يسر الله جل وعلا وخفف. وقال جل وعلا يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر وكذلك مسألة التيمم والتخفيفات الشرعية من قصر الصلاة ونحو ذلك قد قال جل وعلا واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة ان خفتم ان يفتنكم الذين كفروا والنبي صلى الله عليه وسلم قصر في الخوف وقصر في الامن ومعلوم ان قصر الصلاة في الامن هنا يصلي ركعتين لو كلف فرضا بان يصلي اربع ركعات كل صلاة في وقتها كما في الحضر لكان في وسعه ان يعمل وفي طاقته ان يعمل لكنه وفي الرخص وفي التيسير كلها ترد هذه الجملة من كلامه بل العبد في بعض الاحكام يطيق اكثر مما كلفه صلي قائما فان لم تستطع فقاعدا عدم الاستطاعة هنا لا تعني انه اذا قام يسقط والا يكون مستطيعا بل اذا كان يخشى عليه ان يزداد في مرضه او يتعب او او قيامه يذهب بخشوعه فانه لاجل ما معه من المرض وعدم الاستطاعة النسبية فانه يجلس وهكذا فاذا هذه الجملة ولا يطيقون الا ما كلفهم ظاهرها غير صحيح وان كان احسان الظن بالمؤلف رحمه الله يمكن مع ان تحمل بتكلف على محمل صحيح قال بعدها وهو تفسير لا حول ولا قوة الا بالله وفي هذه الجملة الى اخرها يعني في تفسير الكلمة مسائل المسألة الاولى كلمة لا حول ولا قوة الا بالله من اعظم الاذكار التي فيها الاقرار بربوبية الله جل وعلا وبالهيته وباسمائه وصفاته وفيها الاقرار بتخلي العبد عن كل حول له وقوة ورؤية لما عنده من الالات والقدر الى ما عند الله جل وعلا وحده. ففيها الفرار من الله جل وعلا اليه وحده سبحانه وتعالى وفيها التخلي من رؤية النفس التي اوجبت الهلكة في الدنيا والاخرة على طائفة من الخلق فمعنى المسألة الاولى فمعنى لا حول ولا قوة لا هنا نافية للجاس يعني جنس الحول وهو ان كان التحول من حال الى حال حتى رفع الكأس الى فيه وحتى حركة تسيل ثوبك وحركة عمامتك وحتى حركة عينيك فان هذا التحول من حال الى حال في اي شيء تفعله فانك تنفي جنسه وتنفي القدرة على هذا التحول الا ان يكون بالله جل جلاله وهذا فيه التبرؤ من الحول والقوة وانه لا يمكنك ان تتخلى عن الله جل وعلا طرفة عين حتى في طرف عينك وفي حركة لسانك وفي حركة انفاسك فانه لا تغير من حال الى حال ولا قدرة لك على تحول شأن من شؤونك مهما قل الا بالله جل وعلا ولا قوة يعني ايضا لا نافية للجنس يعني انك تنفي جنس القوة التي بها توجد الاشياء والتي بها تحصل الامور تنفي جنسها ان تكون حاصلة لك استقلالا او حاصلة لك في احداث الاشياء وهذا منفي الا ان تكون بالله جل وعلا وهذا حقيقة توحيد الربوبية لله جل وعلا فان الايقان بان الله جل وعلا هو المدبر للامر يدبر الامر من السماء الى الارض وانه جل وعلا وانه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وانه ما تسقط من ورقة وانه ما من شجرة ولا هبة ولا هبوب ريح ولا تحرك في وليه ولا في جنين ولا في دم في العروق ولا في حركة حيوان صغر ام كبر وان ذلك كله بتدبير الله جل وعلا وان كلماته الكونية جل وعلا وسعت كل شيء كما قال جل وعلا في اخر سورة الكهف مش لايق قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي. ولو جئنا بمثله مددا يعني الكلمات كونية لكثرة اوامره جل وعلا الكونية فيما يحدث في احوال العباد فتنظر الى توحيد الربوبية وتعلم انك لا فعل لك ولا حول في اي شيء ولا قوة الا قريب جل جلاله. ومن اعظم ذلك الذي تتبرأ فيه من الحول والقوة الهداية وصلاح النفس وصلاح الظاهر وصلاح الباطن. فانه لا يمكن لعبد يرى نفسه انه يفعل ويفعل. وانه يقدر ان يوفق ابدا بل لا يوفق الا من تبرأ من الحول والقوة في شأن التكليف وفي شأن الهداية ومن يهدي الله فهو المهتدي. سبحانه وتعالى وفيها توحيد الالهية ايضا في انه اذا كان لا حول ولا قوة الا بالله وان المرء والمخلوق لا يمكن له ان يفعل الا بالله وحده دون ما سواه. فلماذا يتعلق قلبه اذا بغير الله؟ من الالهة والانداد والاموات والاولياء والقوى المختلفة في حال البشرية اه القوة المادية او غيرها لماذا يتعلق قلبه بهذه الاشياء؟ فانما كونوا اذا تعلق القلب بمن يملك الانتقال. من والنقلة من حال الى حال. ومن يملك القوة. فاذا تتوجه القلوب في الدعاء ويتوجه المرء في عباداته الى الله جل وعلا وحده ويعلم ان من توجه اليه الخلق بالعبادة وان لهوه من دون الله جل وعلا ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وفي قوله جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا. اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب. ويرجون رحمته ويخافون عذابه. ان عذاب ربك كان محظورا. فالالهة مختلفة محتاجة ذليلة الى الرب جل جلاله لا تملك لنفسها لانفسها شيئا من الضر ولا النفع. فاذا وجب التوجه الى الله جل وعلا الثالث في هذه الكلمة العظيمة فيها توحيد الاسمى والصفات عن طريق التظمن واللزوم لان وصف الله جل وعلا هنا بانه القوي القدير جل جلاله يتضمن اثبات صفات الكمال التي تقتضي التي تقتضي انه لا انتقال من حال الى حال الا به فهل ينتقل المرء من حال الى حال الا برحمته هل يستقيم في حياته الا بهدايته؟ هل يستقيم في اموره الا ب قدرته جل وعلا وبرحمته وبعفوه وبمغفرته وبعدله الى اخر الصفات. فاذا هذه الكلمة متظمنة ويلزم ايضا من اثباتها اثبات انواع من الاسماء والصفات للرب جل جلاله فهي كلمة عظيمة جليلة لذلك كانت من اعظم الكلمات التي هي غراس الجنة ووسيلة الى الرب جل جلاله قال المؤلف رحمه الله في تفسيرها نقول لا حيلة لاحد ولا حركة لاحد ولا تحول لاحد عن معصية لا الا بمعونة الله ولا قوة لاحد على اقامة طاعة الله والثبات عليها الا بتوفيق الله. وتلحظ هنا من هذا التفسير انه خص في من معنى هذه الكلمة خص الانتقال من المعصية الى الطاعة والتوفيق للطاعات وهذا هو الذي يناسب المقام في ذكر القدر لان المخالفين في القدر اعني بهم القدرية ظنوا ان المرء هو الذي يحصل الطاعة بنفسه. وان الله جل وعلا اعطاه الاسباب الى اخره فهو القادر على الطاعة والهداية لكنه لم يفعل ذلك وهذا خلاف ما دلت عليه هذه الكلمة فضلا عن مخالفته لاصول كثيرة وتحت هذا التفسير آآ مسائل الاولى ان تحول المرء عن المعصية الى الطاعة والقوة على الطاعة لا يكون الا بتوفيق الله جل وعلا والتوفيق لفظ شرعي جاء في النصوص كما في قوله جل وعلا وما توفيقي الا بالله. عليه توكلت واليه المنيب ويقابله الخذلان والتوفيق والخذلان متصلان بالقدر اتصالا وثيقا ولاجل ذلك فسرت كل فرقة من الفرق الضالة التوفيق والخذلان بما عندها من الاعتقاد في القدر فالمعتزلة والقدرية يفسرون التوفيق والخذلان بما يوافق عقيدتهم. والجبرية والاشاعرة والماتريدية ومن شابههم يفسرون التوفيق والخذلان بما يناسب عقيدتهم واهل السنة يفسرونه بما يوافق ما دلت عليه الكتاب ما دل عليه القرآن والسنة ويوافق العقيدة السلفية التي كان عليها هدي السلف الصاد المسألة الثانية معنى التوفيق والخذلان عند اهل السنة توفيق الذي ذكر هنا يقول لا تحول لاحد الا بمعونة الله ولا قوة لاحد على طاعة الله الا بتوفيق الله. التوفيق هو اعانة خاصة من الله جل وعلا للعبد بها يضعف اثر النفس والشيطان ويقوى تقوى الرغبة في الطاعة والا فالعبد لو وكل الى نفسه لغلبته نفسه الامارة بالسوء والشيطان وهذا يحس به المرء من نفسه فانه يرى ان هناك قدرا زائدا من الاعانة على الخير زائد على اختياره فهو يختار ويتوجه لكن يحس ان هناك مددا مده الله جل وعلا به يقويه على الخير فيما يتجه اليه الخير وهذا ليس لنفسه وليس من قدرته وقوته ولكن هذه اعانة خاصة. لهذا ان العبد المؤمن يرى انه لا شيء من الطاعات حصلها الا والله جل وعلا وفقه اليها. يعني منحه اعانة على تحصيلها وعدم الاستسلام للنفس وللشيطان فالتوفيق فيه معنى الهداية والاعانة الخاصة ويقابله الخذلان وهو سلب العبد الاعانة التي تقويه على نفسه والشيطان نعوذ بالله من الخذلان يعني نعوذ بالله من ان نسلب الاعانة على انفسنا وعلى كيد الشيطان. واما تفسير التوفيق والخذلان عند الاشاعرة ويحسن التنبيه عليه لانه اكثر ما تجد في كتب التفسير وكتب شروح الاحاديث وخاصة تفسير القرطبي وتفسير ابي السعود والرازي واشباه هذه التفاسير شروح الاحاديث كشروح النووي وقاضي عياض ابن العربي ونحو ذلك من شروح الاحاديث فان اكثر ما تجد تفسير التوفيق والخذلان والتفسيره عند الاشاعرة لهذا ينبغي العناية بهذا الموطن بصلته بالقدر عندهم توفيق خلق القدرة على الطاعة يعني جعلوا التوفيق هو القدرة والخذلان هو عدم خلق القدرة على الطاعة. يعني اقدار الله جل وعلا العبد على الطاعة هذا توفيق وعدم اقدار الله جل وعلا العبد على الطاعة هذا خذلان وهذا كما هو ظاهر لك في خلل كبير لانه جعل التوفيق اقداره وجعل الخذلان سلبا للقدرة. وهذا فيه نوع قوة لاحتجاج المعتزلة على الجبرية في معنى التوفيق والخذلان تفسير اهل السنة وسط في ان التوفيق زائد على الاقدار. فالله جل وعلا اقدر العبد على الطاعة بمعنى جعل له سبيلا الى فعلها واعطاه الالات واعطاه القوى ليفعل ولكن لن يفعل هو الا باعانة خاصة لان نفسه الامارة بالسوء تحبه على عدم الفعل عدم العبادة ماذا تلحظها؟ يلحظه كل مسلم من نفسه. فانه يريد ان يتوجه الى الصلاة ويأتيه نوع تثاقل يريد ان يقوم بنوع من من العلم والجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر يصيب نفسه نوع من التثاقل وهذا من الشيطان ومن النفس الامارة بالسوء. فاذا منحه الله التوفيق واعان على ان يتعبد اعانه على ان يقول ما يقول بموافقة للشرع فهذا توفيق واعانة خاصة يمنحها الله جل وعلا من يشاء عبادة المسألة الثالثة والاخيرة ان معرفة العبد المؤمن بحقيقة هذه الكلمة ومعنى توفيق الله جل وعلا ومعنى الخذلان يوجب له يوجب له ان ينطرح دائما بين يدي ربه جل وعلا متبرئا من نفسه ومن حولها وقوتها ومن ان لا يكله الله الى نفسه طرفة عين لهذا قال عليه الصلاة والسلام ربي لا تكلني لنفسي طرفة عين يعني حتى في تحريك العين وفي طرفها لا تكلني الى نفسي وهذا من عظم معرفته عليه الصلاة والسلام بربه فهو اعلم اعلم الخلق للرب جل جلاله واخشاهم له جل وعلا عليه الصلاة والسلام الى يوم الدين فلهذا اذا علمت معنى لا حول ولا قوة الا بالله ومعنى التوفيق ومعنى الخذلان فانه يجب عليك ان تستحضر ذلك في كل حال واستحضاره كذلك ومجاهدة نفسك على طلب التوفيق من الله جل وعلا وعدم رؤية النفس وقوة النفس والرأي وما عندك من الادوات والمال وما عندك من الاسباب فان هذا من اسباب التوفيق. فلا يطلب التوفيق من الله جل وعلا بمثل الانطراح بين يدي الله جل وعلا في الحاجة الى توفيقه جل جلاله. واذا ظهر في العبد استغناء عن توفيق الله جل وعلا ورؤية ما عنده فانه يخذل. الم ترى الى يوسف عليه السلام وهو الكريم ابن الكريم وهو نبي الله جل وعلا ورسوله عليه الصلاة والسلام حين كان في السجن وظهر له من السبب ما ظهر في تفسيره للرؤيا ونجاة السجين من السجن بسبب تفسيره للرؤى قال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك. قال جل وعلا فانساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين وهذا على احد التفسيرين ان الشيطان انسى يوسف عليه السلام ذكر الله جل وعلا في هذا الموطن والتعلق به جل وعلا وحده لا نقصا في مقام يوسف عليه السلام ولكنه بيان بنوع من الرسالة التي تؤدى اقوال الانبياء وبافعالهم عليهم الصلاة والسلام. فالعبد اذا التفت الى الله الى غير الله جل وعلا طرفة عين فانه يوكل الى نفسه ويخرج متضررا. وهذا نبي الله جل وعلا محمد عليه الصلاة والسلام لما اراد الهجرة اخذ بالاسباب التي تعين على تحقيق المراد الاسباب المشروعة التي تعين على تحقيق المراد. ولم ير عليه الصلاة والسلام تلك الاسباب. ولم تقم في قلبه بانه يتكل عليها عليه الصلاة والسلام وانما فعلها لانها مقتضية لحدوث مسبباتها في العادة فاتى برجل من المشركين هذي هادم خريج يعرف الطرق ليسير به عليه الصلاة والسلام بطريق اخر في الهجرة حتى لا يعلم المشركون طريقه ايضا امر اسماء وامر راعي الغنم ان يمر بالغنم على مسيرهم حتى لا يروا الاقدام. فكل الاسباب بذلت ولكنها لم تنفع حتى قام المشركون على رأس الغار على ظهر الجبل. والنبي صلى الله عليه وسلم في الغار وابو بكر رضي الله يقول لنبيه عليه الصلاة والسلام يا رسول الله لو ابصر احدهم موقع قدمه لرآني فقال له عليه الصلاة والسلام يا ابا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما. ترون ما امامهم جهة الساحر. حركة العين الى ان ترى الاسفل ترى موقع القدم فيبصرون الغار ويبصرون النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه هذه لا للنبي صلى الله عليه وسلم بها ولا حيلة لابي بكر بها ولا تنفع فيها الاسباب التي فعلت لكن بقي توفيق الله جل وعلا وعونه وحقيقة التوكل عليه جل وعلا بهذا اعظم في كل شأن من من شؤونك وخاصة الهداية والتوفيق للصالحات وطلب العلم النافع والتوفيق تمنع والالتزام بها وملازمة هديم السلف الصالح ما هو المخالفين لهدي السلف وهدي العلماء دائما الجأ الى ربك في تحصيله فما طلب من الله جل وعلا شيء وبوسيلة اعظم من وسيلة التبرء من الحول والقوة. اسأل الله جل وعلا ان يفيض علينا من معرفته والعلم به وما به نزدلف الى رضاه ونبتعد عما يسخط ويأبى انه سبحانه جواد كريم قال بعد ذلك وكل شيء يجري بمشيئة الله تعالى وعلمه وقضائه وقدره غلبت مشيئته المشيئات كلها وغلب قضاؤه الحيل كلها يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا. تقدس عن كل سوء وحين وتنزه عن كل عيب وشيب لا يسأل عما يفعل وهم يسألون يريد رحمه الله بهذا ان يقرر معتقد اهل السنة والجماعة انه ما من شيء يحدث الا وهو بمشيئة الله الماء وقضائه جل وعلا وقدره وان الامور لا تستأنف لا يعلمها الله جل وعلا الا بعد وقوعها كلا وحاشا. وانما تقع على وفق تقدير الله جل وعلا لها في ازل يعني علمه جل وعلا بها وكتابته جل وعلا لها في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وانه سبحانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وفي هذه الجملة بها ذكر مراتب الايمان بالقدر المعروفة المرتبة الاولى ذكرها في قوله العلم والمرتبة الثانية ذكرها في قوله في القدر وهو الكتابة والمرتبة الثالثة ذكرها في قوله بمشيئة الله تعالى غلبت مشيئته المشيئات كلها و المرتبة الاخيرة ذكرها في قوله فيما سبق وافعال العباد خلق الله وكسب من العباد فهو لم ينص على مراتب القدر المعروفة وهي مفرقة في هذا الكلام وها هنا مسائل المسألة الاولى تفصيل الكلام على مراتب القدر هنا لم ينص عليه والشارح ايضا لم يتعرض له في هذا الموطن وتفصيله ان القدر الايمان بالقدر يشمل الايمان بمرتبتين المرتبة الاولى سابقة لوقوع الواقعة او لوقوع المقدر وهذا الايمان السابق يشمل الايمان بعلم الله جل وعلا بالاشياء قبل وقوعها علما كليا وعلما جزئيا يعني علما منه جل وعلا بالكليات وبالجزئيات وعلمه سبحانه وتعالى بهذه الاشياء اول كصفاته جل وعلا ويشمل ايضا الدرجة الثانية وهو الايمان بكتابة الله جل وعلا للاشياء قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما جاء في الحديث الذي في الصحيح قدر الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وكان عرشه على الماء قدر الله مقادير الخلائق يعني كتبها في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. اما مرتبة العلم هي سابقة فعلمه جل وعلا بالاشياء اول لا حدود له المرتبة الثانية ايمان بالقدر اذا وقع المقدر وهذا يشمل درجتين ايضا الاولى ان يعلم العبد ان مشيئته في احداث الاشياء هي تبع لمشيئة الله جل وعلا وان مشيئة الله نافذة ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. كما قال جل وعلا وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقال جل وعلا من يشاء الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وقال جل وعلا وما تشاءون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما يدخل من يشاء في رحمته والظالمين اعد لهم عذابا اليما. ووقوع المقدر ايضا ثم في درجة او ثانية وهو انه لا يقع شيء مما يقع الا والله جل وعلا هو الذي قضاه وهو الذي خلق هذا الفعل فالله جل وعلا هو الخالق بكل شيء وفي ضمن ذلك حركات العبد وافعال العباد كما قال سبحانه والله خلقكم وما تعملون على نحو ما فصلنا في دلالة الاية والقضاء والقدر لفظان اتيا في الكتاب والسنة والعلماء تكلم والعلماء تكلموا في معنى القضاء والقدر والصلة بين هذا وهذا انفذ حكمه وانتهى. وقال جل وعلا فقضاهن سبع سماوات يعني انهاهن بخلقهن سبع سماوات. وقال جل وعلا فاقض ما انت قاب يعني احكم بما تحكم به حتى يكون قضاء. وقال فلما قضينا عليه الموتى ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل من سعته فالقضاء يطلق بمعنى انفاذ المقدر فاذا وقع المقدر سمي قضاء وهذا نعني به القضاء الكوني لان القضاء في النصوص يكون قضاء كونيا ويكون قضاء شرعيا اما القضاء الكوني فهو على نحو ما مر واما القضاء الشرعي فمعناه امر الله ووصى كقوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه يعني امر الله امر ربك ووصى الا تعبدوا الا اياه ويأتي القضاء في معنى ثالث اذا عدي بحرف الى بمعنى اوحينا واعلمن تقول قضيت اليه ان يفعل كذا يعني اخبرته اعلمته ولا يعني معنى الانفاذ كما قال جل وعلا وقضينا في وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين وكما في قوله جل وعلا في اخر سورة الحجر وقضينا اليه ذلك الامر ان دابر هؤلاء مقطوع مصبحين. قضينا اليه ذلك الامر يعني اوحينا اليه ذلك الامر فهذا باب اخر غير الباب الذي نتكلم عنه. المسألة الثانية ذكر هنا الظلم فقال يفعل ما يشاء وهو غير ظالم ابدا. ولفظ الظلم من الالفاظ التي ادخلها هنا لان الفرق الضالة تكلمت فيها فالمعتزلة لهم كلام في الظلم والجبرية لهم كلام في الظلم واهل السنة والجماعة اتباع السلف الصالح وسط بين الفئتين فالظلم عند المعتزلة في حق الله جل وعلا هو الظلم في حق الانسان فما يفعله الانسان ويكون ظلما منه اذا نسب الى الله جل وعلا فانه ظلم تقاسوا الظلم الذي يضاف الى الله جل وعلا بالظلم الذي يقع من الانسان فعندهم الظلم واحد سواء اكان في المخلوق ام في الخالق ضابطه واحد وتعريفه واحد وما ينزه الله جل وعلا عنه من الظلم هو ما لا يليق بالانسان ان يفعله واما المتكلمون والاشاعرة ونحو هؤلاء فان الظلم عندهم هو الامتناع عن القدرة وعندهم قدرة الرب جل وعلا متعلقة بما لا يشاؤه سبحانه في تعلقها الازلي وفي تعلقها الصلوح على حد كلماتهم لا ينشغل ذهنك بها فعندهم القدرة متعلقة بما لا يشاؤه سبحانه بما يشاؤه سبحانه. فما لا يشاؤه غير مقدور فمعنى ذلك الممتنع عن القدرة في تفسير الظلم هو الممتنع في حق الله جل وعلا عما لم يشاء جل وعلا. فعند المتكلمين او الاحسن طائفة من المتكلمين لانها ليست موضع اتفاق بين عند المتكلمين والاشاعرة ثم خلاف بينهم وان كان اه قليلا عندهم الظلم هو الامتناع او ما يمتنع ما يمتنع او ما هو ممتنع من القدرة فما هو ممنوع ممتنع في قدرة الرب جل وعلا هو الذي لو فعله لكان ظلما لكن هذا كما ترى تحصيل حاصل. فانه جل وعلا اذا كان لن يفعل فيكون عدم ظلمه في انه جل وعلا لا يفعل اشياء لانه لا يظلم احدا فلو فعل شيئا لا يدخل في قدرته بحسب كلامهم يكون ظلما وهذا اه تفسير لا حاصل تحت لان القدرة شيء والظلم شيء اخر. فالظلم اذا في تفسيرهم في تفسير طائفة من المتكلمين الاشاعرة ومن نحى نحوهم يرجع الى الممتنع في صفة القدرة لله جل وعلا فرجع الى ان الممتنع في مشيئة الله جل وعلا لو فعله لكان ظلما لان عندهم الافعال ايضا غير معللة وحكمة الله جل وعلا غير مرتبطة بالعلل والاسباب في بحث يطول ذكره هنا واما تفسير اهل السنة والجماعة والائمة والذي دلت عليه النصوص فهو ان الظلم ووضع الاشياء في غير موضعها اللائق بها الموافق للحكمة منه جل وعلا والظلم بالتالي يكون غير مرتبط بالقدرة وغير مقيس على افعال الانسان بل هو سبحانه متنزه عن الظلم وقد حرمه على نفسه. وخذ مثالا على ذلك يوضح المقام اه مما يتصل ايضا بكلام المتكلمين والاشاعرة ان الظلم عندهم لا يكون اه بل عند المعتزلة لا يكون الا من مأمور ومنهي يعني ان حقيقة الظلم تكون فقط ممن يؤمر وينهى ويريدون الايات في ذلك اقروا الايات كلها دالة على ان الظلم انما يكون في حق من امر فلم يفعل ونهي ففعل وهم المكلفون ولذلك ينفون عن الله جل وعلا حقيقة الظلم لاجل انه غير مأمور وغير منهي ويردون الاحاديث التي فيها تحريم الظلم على الله جل وعلا ونحو ذلك نقول نضرب مثالا على ذلك بحديثين اما الحديث الاول فقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم في الصحيح حديث ابي ذر المعروف يا عبادي ابي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. وهذا يدل على ان الله حرم الظلم على نفسه فلو كان الظلم على تفسير اولئك لا يقع الا من مأمور ومنهي فكيف يكون تحريمه على الله جل وعلا يكون تحريم التحصيل حاصل الى معنى له ولو كان الظلم هو الامتناع عن القدرة لكان ايضا اظافة على الله الى الله جل وعلا تحريم الظلم ليس له معنى اذا تحريم الظلم حرمت الظلم على نفسي. يعني جعلت وظع الاشياء في غير موضعها الموافق للحكمة جعلته محرما على نفسي وحرمت عليكم ان تظالم والحديث الثاني وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابو داوود وغيره وصححه طائف بعض العلماء قال عليه الصلاة والسلام لو ان الله عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم الحديث يعني ان اهل السماوات والارض لو عذبهم الله جل وعلا لعذبهم وهو غير ظالم لهم المعتزلة يردون هذه الاحاديث اصلا والاشاعرة يجوزون ان يعذب الله جل وعلا الناس من غير سبب لانهم لا حكمة عندهم ولا تعليل لافعال الله يفعل ما يشاء بدون علة بدون سبب ومنها اخذ صاحب السفار نية في قوله في منظومته السفارين آآ ايش يقول وجائز ان يعذب الورى من غير ما ظلم ولا ذنب جرى او او جائز في حق يعني البيت المهم يقول جائز ان يعذب الورع يعني الله جل وعلا من غير ما ذنب ولا جرم جرى هذا الحديث اهل السنة لا يفسرونه بهذا ولا بهذا بل يفسرونه بعظم معرفتهم لربهم جل جلاله وخشيتهم له ومعرفتهم بحقوقه فيقول ائمة اهل السنة بان العبد بل اهل السماوات واهل الارض انما قاموا برحمة الله جل وعلا فما فيهم حركة ولا حياة ولا شأن الا وفي كل منها فضل من الله جل وعلا ورحمة ونعمة افاضها عليهم بها قامت حياتهم وبها استقام كما قال جل وعلا وما بكم من نعمة فمن الله فمن حقه جل وعلا من حقه جل وعلا على هذا العبد المكلف الذي لا ترمش عينه الا بنعمة ولا يأكل الا بنعمة ولا يتنفس الا بنعمة ولا يتعلم الا بنعمة ولا يخطو خطوة الا بنعمة ولا ينظر الا بنعمة ولا يسمع الا بنعمة ولا يتكلم الا بنعمة ولا يفرح الله بنعمة الى اخر نعم الله جل وعلا التي لا تحصى ولا تعد من حقه جل وعلا ان يقابل مع كل نعمة بشكر يقابل تلك النعمة فاذا سيمضي حياته في شكر الله جل وعلا على الصغير والكبير فهل تسع حياته ذلك؟ بل هل تسع حياة المكلفين ذلك لا تسع ذلك ولهذا تأمل مع هذا قول الله جل وعلا لنبيه انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما قام حتى ورمت قدماه عليه الصلاة والسلام افلا اكون عبدا شكورا لن يبلغ جميع ما يستحق الله جل وعلا من الشكر بالعمل بل لابد من الاستغفار والانابة حتى يكمل شكر العبد بربه جل وعلا. وتأمل ايضا ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصديق. الذي هو افضل هذه الامة ان يقول في اخر صلاته اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. الا انت فاغفر لي مغفرة من عندك. كيف عبر هنا بالظلم ظلمت نفسي ظلما كثيرا. لما؟ هل ظلم ابو بكر بارتكاب الكبائر؟ حاشا وكلا. هل ظلم بظلم العباد حاشا وكلا هل ظلم ابو بكر رضي الله عنه بالتقصير في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي الاستجابة لله ولرسوله هذا الظلم الكثير. حاشا وكلا ولكن ينظر العبد الى ما يفاض عليه من النعم في كل لحظة فيشعر بانه مقصر والله جل وعلا وصف القليل من الاعراض في حق العبد بانه من الظلم ووصف بانه من الظلم فلهذا يشعر المؤمن بانه ظلم نفسه ظلما كثيرا لانه لا يمكن ان يشكر حقيقة الشكر. فلو جل وعلا حاسب العباد حاسب اهل السماوات واهل الارض على حقيقة شكر ما انعم الله به عليهم واعظم ذلك ان جعلهم متصلين منه بسبب ومرفوعين اليه جل وعلا وانهم من المنيبين وانهم من المهتدين لما قامت حيلة العبد ولما قام ايمانه ولما قام له شيء ولكن ما ثم الا رحمة الله جل وعلا لن يدخل احدا منكم عمله الجنة. قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انا الا ان غمدني الله برحمة منه وفضل. فاذا ننظر الى قوله لو عذب الله اهل سماواته واهل ارضه لعذبه وهو غير ظالم لهم ان الشكر لن يكون في تمامه فاذا هم لن يعدموا بل لن يكونوا الا مقصرين ان يكونوا الا لم يوفوا مقام الشكر حقه. بل حتى التوبة والانابة اذا العبد كمل الشكر بتوبته وانابته دائما واستغفاره. فان قبول التوبة وقبول والمغفر وحصول المغفرة. وقبول الانابة من العبد اليست هذه بنعمة تستحق شكرا مجددا فاذا لو عذب الله اهل سماواته واهل ارضه لعذبه وهو غير ظالم لهم. فلا يبرح العبد ان يرى نعمة الله جل وعلا تفيض عليه في امر دينه وفي امر دنياه وليس سمى امامه سبيل الا ان يشعر بالتقصير وهذا المؤمن حق دائما يقول محقرا نفسه عسى الله ان يتغمدنا برحمة منه وفضل ولو كان يصوم النهار ويقوم وانظر الى كلام ابي بكر رضي الله عنه في دعائه. فكيف حال المغرورين الجهلة والمذنبين من هذه الامة الذين الله جل وعلا به وهذه حال من لم يوفق اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا جميعا الى ما يحب ويرضاه هذا تفسير ظلم عند الطوائف المشهورة القدرية وهم المعتزلة والجبرية هم اصناف والمتكلمين قول اهل السنة فيما بين هؤلاء وهؤلاء نختم بهذا وهذه المسائل التي ذكرت مختصرة جدا والا فبحوث القدر كثيرة ولا نريد منكم ان تتوسعوا اكثر الا فيما شملته العقيدة الواسطية وشملته العقيدة الطحاوية ففيهما بركة لان كثرة الخوظ في القدر ملبسة الا بعلم راسخ في الكتاب والسنة في الختام اسأل الله جل وعلا لي ولكم التوفيق للصالحات وان يرحمنا برحمته وان يوفقنا الى طاعته اللهم وفقنا الى دعاء تستجيبه لنا وتقبل دعوة من دعا لنا بظهر الغيب انك جواد كريم. اللهم اشرح صدورنا لتمام الايمان ولكمال الاسلام والايمان انك على كل شيء قدير. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا. وهب لنا من لدنك رحمة. انك انت الوهاب. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا