بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الناس بما يقع عليه اسم الامام اختلافا كثيرا فذهب مالك والشافعي واحمد والاوزاعي واسحاق وسائر اهل الحديث واهل المدينة رحمهم الله واهل الظاهر وجماعة من المتكلمين الى انه تصديق بالجنان واقرار باللسان وعمم بالاركان. نعم. قال المحشي وهو قول المعتزلة ايضا. فانهم قالوا الايمان والعمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف انهم جعلوا اعمال شرط في صحته والسلف جعلوها شرا في كمالهم. وانظروا شرح السنة الى اخره. هذا غلط. تعليق على غلط. اولا ليس هو قول المعتزلة ثم ايضا ليس الفرق بين اهل السنة والمعتزلة اهل السنة لا يرون العمل شرط يرونه ركن لان ما ادخل في المسمى فهو ركن هذا التعليق شعيب شعيب ايه لا ما هو بسليف هذا كلام غلط هذي اي طبعة؟ رقم كم؟ الطبعة رقم الف ومئة وثلاثطعش ثلاثطعش هذا ما هو بصحيح قضية تعليقة غلط بنفس رأيها في السنة وسماحة الشيخ ايضا كله التعليقة غلط وجعل الناس قول اهل السنة انه ان الايمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالاركان جعله قولا للمعتزلة هذا ليس بصحيح ثم جعل ايضا قول جعل الاعمال عند السلف شرطا في الكمال وجعلها عند المعتزلة شرطا في في صحة الايمان وهذا ايضا ليس بصحيح كل التعليقة مبنية على فهم مبنية على كلام يعني ينحو منحا ما تريديه في هالمسألة طبعا هي اسئلة فقهية والامرأة ذهبت الى المستشفى لاجل تركيب لولب مانع للحمل وعندما ذهبت قال لها الاطباء لابد من اعطائها حبوبا لاجل اخراج الدم من الرحم. ومن ثم تركيب اللولب. السؤال ما هو حكم هذا الدم؟ هل يعتبر دم حيض ام يعتبر دم استحاضة هذا يسأل عنه الطبيب هل هذا الدم دم حيض ام دم استحقاق كطبيب يفرق بين هذا وهذا والاصل ان دم الحيض دم طبيعة وجبل يخرج في وقت معين وما يخرج من الادوية وما اشبه ذلك هذا يعتبر دم استحارة وهذا ييسر العمل لاشياء كثيرة في احكام للنساء. لهذا فالاقرب انه هنا ان يسأل الطبيب والطبيب اذا كان ثقة هو يحدد نوع الخارج. ثم يفهم ان الاصل انه دم استحاضة. اذا لم يكن عند الطبيب يقين او قال انا ما اعرف هذا ذنب او ما اشبه ذلك يعتبر دم استحاضة لانه يعني بساعات وينتهي هل شارب خمر ان يقيم على نفسه الحد في السر؟ خوفا من الفضيحة ام تكفير التوبة؟ تكفيه التوبة لم يقل احد من اهل العلم انها المذنب الذي ارتكب حدا ارتكب ما يوجب حدا ما عليه ان يسلم نفسه او ان يقيم الحد على نفسه او ان يذهب الى من يقيم عليه الحد بل الصحيح هنا ان الطهارة الكاملة له تكون بالتوبة لان هذا ليس فيه تعدد اما ما كان فيه تعد ما كان فيه تعد على غيره مثل القتل او السرقة او القذف او ما اشبه ذلك هذا له بحث اخر. اما شرب الخمر في نفسه فيما فعله واوجب حدا فانه تكفيه التوبة. ومن تاب تاب الله عليه. التوبة تجب ما قبلها والله جل وعلا يقول واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى قال جل وعلا ايضا قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا مع اهل العلم من المفسرين والمحدثين وغيرهم على ان هذه الاية نزلت في التائبين فمن تاب تحت الكعبين فهذا لا حرج عليه فيه كما هو ظاهر من حديث ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال يا رسول الله ان ازاري يسترخي الا ان اتعاهده قال يا ابا بكر لست ممن يفعله خيلاء. فدل هذا على ان الاستدامة تاب الله عليه يقول ما يقول الائمة الاعلام في مخالف اهل السنة والجماعة في باب الاسماء والصفات من المعطلة والمشبهة وغيرها. هل هم كفار ام لا واي نوعي الكفر وقعوا فيه؟ وما سبب ذلك؟ هل لقولهم على الله بغير علم؟ ام لانكارهم بعض نصوص الوحي؟ ام ماذا وما تأويل الامام احمد رحمه الله عندما قال الواقفة او المفوضة اشد ضلالا من غيرهم او كما قال بعض الاسئلة تكون ترسمها اسئلة اختبارات. يعني هل هم كذا وهل هل هم كفار ام لا؟ واي نوعي الكفر وقعوا فيه؟ وما سبب ذلك؟ هل لقولهم على الله ذلك؟ يعني على كل حال الافادة مطلوبة. اه الضالون في باب الاسماء والصفات لرجعت واقسمت منهم الجهمية ومن شابهم ممن ينفون جميع الاسماء والصفات الا صفة الوجود المطلق وهؤلاء هم الذين اشتد عليهم صوت السلف والائمة بانهم ليسوا من الثنتين وسبعين فرقة وانما هم خارجون اصلا فجهم ومن معه لا يعتبرون اصلا في الاسلام يعني الجهمية الاصليين الذين ينفون جميع صفات الرحمن جل وعلا وجميع اسماء الرحمن جل وعلا الا الوجود المطلق وهؤلاء لا وجود لهم اليوم بادوا في ذلك الوقت. هؤلاء ليسوا من المسلمين والفئة الثانية التي ايضا يحكم بكفرهم المشبهة الذين يقولون وجه الله كوجه الانسان او يده كايدينا او عيناه جل وعلا او سمعه كسمعنا يجعل المشاب المماثلة في ذلك في في تمام الاقتصاد والصفة. هؤلاء ايضا المجسمة على هذا النحو والممثلة فانهم ايضا ليسوا من اهل الاسلام لان لانهم شبهوا الخالق بالمخلوق او شبه الخالق المخلوق بالخالق جل وعلا اما من ليسوا كذلك وانما هم مبتدعة على درجاته في فيهم الصفات منهم المعتزلة ومنهم الاشاعرة والطلابية والماتوريدية ومن على هذا النحو فان هؤلاء منهم من يثبت بعض الصفات منهم من يثبت سبع صفات او ثمان او اكثر او اقل على خلاف بينهم فلا يطلق القول بتكسير الطائفة ولا يطلق القول بعدم التكفير ايضا. وانما يقال هؤلاء اهل بدع وبحسب ما نفى يكون الحكم عليه. ليسوا على باب واحد لكن الاصل ان من اثبت بعض الصفات وتعول في الباقي ونفع او او اول فانه لا يحكم بكفره وانما يقال هذا من اهل البدع لهذا اهل السنة والجماعة لما تكلموا المعتزلة وحكموا بكفرهم يعني بكفر اهل الاعتزال ذكروا ان ذلك ان متعلق القول بخلق القرآن او في بعض المسائل الاخرى. اما نفي الصفات اصلا فهو مردود وكفر كما هو عليه الجهمية. اما تقويض الصفات باثبات بعض او نفي بعض فلا يطلق القول بتكفير هذه الفئات ومن اهل العلم من اهل السنة والجماعة من خص مسألة علو الرحمن جل وعلا لاجل ظهور دليلها علو الذاكر للرب جل وعلا لاجل ظهور دليلها قوة برهانها وعدم وجود مجال للتأويل فيها خصها بان من انكر علو الذات للرب جل وعلا فانه يكفر لكن الاصل الذي عليه ائمة اهل السنة والجماعة انهم يستعملون في هذا الباب عبارات الابتداع البدعة الضلالة والمخالفة وطريقة الخلف واشباه ذلك وليس كل من نفى صفة او تأولها يعتبر كافرا خارجا من الدين وانما ذاك باتفاق مخصوص به الجحمية والمجسمة. واما المعتزلة ففيهم تفصيل بحسب المسألة التي تتناول. اما الاساءة اول ما تريدية والكلابية فلا اعلم احدا من اهل السنة اطلق عليهم الكفر وهل الصحيح ان ازار المسلم الى نصف الساق الى الكعبين؟ لاني سمعت من يقول ان الى نصف الساق لكن الشرية هل هذا صحيح؟ ما فهمتك انا مخطط غير جيد والمقصود ان النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه انه قال هجرة المسلم الى نصف ساقه ولا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وايضا في الحديث الصحيح الذي في الصحيحين ما تحت الكعبين من الازار في النار. صح عنه عليه الصلاة والسلام ايضا انه قال من جر كيزار خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الطحاوي رحمه الله والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات يريد بذلك بيان بعض اثار ربوبية الله جل وعلا على خلقه وهذا يدل على ان المسلم ليس له ان يجعل ثوبه او ازاره او ما يلبس ادنى من الرداء ونحوه ان يجعله تحت الكعبين يعني ان يكون مستديما تحت الكعبين. اما اذا كان في حالة يكون تحت الكعبين ثم اذا لبسه مستويا لا هي المنهي عنها وان اشد الامر في ذلك ان يكون جره لازاره او اسباله لثوبه او ردائه او نحوه وذلك على جهة الخيلا هذا اشد واذا جعل هزاره الى ما فوق الكعبين بقليل ولم يجعله تحت الكعبين فلا حرج عليه؟ لان هذا مأذون فيه وفيه سعة قول النبي عليه الصلاة والسلام اما جعل الازار الى انصاف الساقين فهل هو عام في الازار؟ وفي غيره من الثياب؟ ام هو خاص بالازار؟ اختلف اهل العلم في ذلك فمنهم من خصه بالازاء لظاهر قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي في السنن ازرة المسلم الى نصف ساق. واما الثوب يعني القميص واشباه ذلك فانه لا يكون تكون السنة فيه كذلك وهذا وجه لطائفة من اهل العلم واخرون قالوا ان الاصل يعم الجميع. الازار ليس له مزية على غيره في هذا الحكم بل الثوب والازار على هذا الباب في ان يكون له ان يجعله الى نصف الساق بل يكون هذا الافضل في حقه الا اذا كان يرجو مصلحة شرعية في عدم فعله هذا فانه لا حرج عليه. كمثلا ان يكون رياء او ان لا يكون او ان يكون فعله ذاك لا يسهل له امر الدعوة والارشاد ويمكر الناس منه ونحو ذلك فان هذا اذن في طائفة من العلماء بهذا المعنى وهو في المرخص في فيما بينه وبين الكعبين المهم ان الواجب على كل مسلم الا يسبل ازاره فيما تحت الكعبين ولا ثوبه ولا رداءه بل هذا يحرم عليه وهو من كبائر الذنوب اذا استداما واعظم منه ان يفعل ذلك خيلاء يعني تكبرا وطلبا للرفعة فان هذا اعظم. واهل العلم اختلقوا هل يحمل حديث ما تحت الازار؟ ما تحت الكعبين من الازار في على حديث من جر ازاره خيلاء ام ان يكون هذا له باب وهذا له باب على قوله والمعروف عند العلماء ان حديث من من جر ازاره خيلاء هو الاصل وما تحت الكعبين من الجزار وفي النار محمول على من فعله خيلاء يجمع بين الحديثين وهذا قول الجمهور ومنهم الحنابلة وقد كان ايوب السختياني فيما رواه عنه عبدالرزاق في اسناد صحيح كان يسبل ازاره والامام مالك ايضا ربما فعله فقد قيل لايوب اليس هذا من الخيلاء؟ فقال كانت الخيلاء في جر الايزار والخلى والخيلاء اليوم في التشمير وهذا ليس بصحيح لكنه فعل لبعضه لهذا كان الامام احمد وعدد من الائمة فهو الذي عليه اصحاب المذاهب ان الجر لغير خيلاء او اسبال الازار او الرداء لغير خيلاء مكروه. الافضل تركه. واما جره للخيلاء فهو المحرم حملا حديثين بعضهما على الاخر لان الاحاديث يفسر بعضها بعض والقول الثاني ان الازار او الربا الاسبال او الجر محرم مطلقا فان كان بغير خيلاء فهو في النار. واذا كان لخيلاء فالجسم اعظم بما رتب عليه في قوله من جر ازاره خيلاء لم ينظر الله اليه يوم القيامة وهذا له باب يعني هذا له والحديث الاخر له باب فلا يندرج عليه حمل في المطلق هنا على المقيد بعدم اتحاد الاثر فيهما او السبب فيهما المقصود من هذا انه يجب على المسلم ان يتعاهد ذلك يخشى عليه ان يكون مرتكبا للكبيرة واذا كان محتكبا لكبيرة جر الازار او الاسبات فانه لا يرجى له تكفير الصغائر ولا يرجى لها ان تكون الصلاة الى الصلاة مكفرات لما بينهما. لان فيه ما اجتنبت الكبائر. فينبغي بل يجب عليه ان يحذر اشد الحذر من هذا اعان الله الجميع على ترك ما يغضب الرب جل وعلا. نكتفي بهذا القرآن. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله واصحابه والتابعين. قال الامام ابو جعفر احمد بن محمد الصحابي رحمه الله تعالى. والله تعالى يستجيب الدعوات ويقضي الحاجات ويملك كل شيء ولا شيء يملكه ولا غنى عن الله طرفة عين ومن استغنى عن لله طرفة عين فقد كفر. والله يغضب ويرضى ذاك احد من الورى. الحمد لله رب العالمين وانه سبحانه وتعالى خلق الخلق وهو ربهم مالكهم وسيدهم والمتصرف فيهم. وهو الذي يفيض عليهم من خيراته جل وعلا. وينزل عليهم من رحمات فاذا احتاجوا فاليه الملجأ فكما انه جل وعلا يبتدأهم بالعطايا وينعم عليهم بانواع النعم فانهم اذا سألوك ودعوه فانه سبحانه وتعالى يجيبه لان ربوبيته لهم وخلقه لهم يقتضي ان ييسر ما يحتاجون اليه. وخاصة هنا اجابة الدعوات وقضاء الحاجات لاجل خلاف طائفة من الفلاسفة وغلاة الصوفية ومن شابههم لاجل خلافهم في هذا الاصل وهو انه لا حاجة للدعاء ولا حاجة للسؤال ولا طلب الحاجات. لان كل شيء اما ان يكون مقدرا من عند الله بقول الصوفية فلا يؤثر فيه شيء واما ان يكون اثرا لمؤثر ومنفعلا بفعل كقول الاسفة او ولاة الفلاسفة وها هنا مسائل الاولى الله جل وعلا في القرآن ذكر كثيرا اجابته للدعاء وللسؤال واعطائه كقوله جل وعلا وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين واثنى الله جل وعلا على الانبياء بانهم يدعون الله جل وعلا خوفا وطمعا وبين جل وعلا انه يجيد دعوة المضطر فقال سبحانه امن يجيب المضطر اذا دعاه. ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض بل بين جل وعلا انه اجاب دعاء ابليس اذ قال سبحانه قال ربي فانظرني الى يوم يبعثون. قال فانك من المنظرين وبين جل وعلا انه ربما اجاب دعاء اولياء الشيطان والكفرة فقال سبحانه فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر فمنهم مقتصد وما يجحد باياتنا الا كل ختار كفور ونحو ذلك من الايات كقوله واذا مسكم الضر في البحر ظل من تدعون الا اياه وهذا منوع في القرآن كثيرا بان الله سبحانه خلق الخلق جميعا فهو رب المؤمن ورب الكافر. وربوبيته للكافر تقتضي اعطاءه. وربوبيته للمؤمن تقتضي اعطاء وهكذا فربما اعطى المؤمن فكان في حقه نعمة وربما اعطى الكافر فكان في حقه عذابا ونقنا فهم يسألون والله جل وعلا يجيب الداعي ويجيب المضطر اذا دعا وقضاء الحاجات ايضا يبتدئه الرب جل وعلا ويعطي عبده اذا سأله قضاء حاجة قال سبحانه يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله. والله هو الغني الحميد اي شيء يذهبكم ويأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز وصح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال من حديث سلمان ان الله حيي ستير يستحيي من عبده اذا رفع اليه يديه ان يردهما صفرا خائبتين رواه ابو داوود الامام احمد وجماعة باسناد صحيح وايضا جاء في سنن ابن ماجة وعند غيره انه عليه الصلاة والسلام قال من لم يسأل الله يغضب عليه وفي اسناده نظر وايضا صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ان الله ينزل اخر كل ليلة الى السماء الدنيا في نادي هل من داع فاستجيب له هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له وهذا يدل على ان الرب جل جلاله يقضي حاجات العباد ويفيض عليهم من الخيرات وهو سبحانه الذي دعا الى دعائه. وهو الذي يجيب وهذا يدل كما سيأتي على ان الدعاء سبب من الاسباب العظيمة النافعة التي جعلها الله جل وعلا سببا المسألة الثانية مخالفة من خالف ولاجلها اورد الطحاوي هذه الجملة من غلاة المتصوفة وطائفة من الفلاسفة هؤلاء يقولون الدعاء لا حاجة اليه وسؤال الرب جل وعلا قضاء حاجة العبد لا حاجة اليه وعللوا ذلك بامرين الاول انه سبحانه قدر الاشياء وجعل لكل امر سيحصل قدرا مقدورا فاذا كان مقدرا فسيقع وان لم يكن مقدرا قالوا فلم يقع. فاذا لا حاجة الى الدعاء ولا فائدة منه والثاني انهم قالوا ان الله جل وعلا عود خلقه وسنة الله فيهم على انه يعطيهم ما يحتاجون ولم يجعل قلوبهم معلقة هل يأتي الامر ام لا يأتي فتمام اخلاص القلوب عندهم ان ترضى بما عليها وان ان ترضى بما هي عليه من الحال وان تنتظر افاضة الله جل وعلا لما يريده ولما وهذا عندهم هو مقام الصديقين والعارفين والاولياء وهذا الذي ذكروه لا شك انه فاضل وان اهلهم طردوا الا ما نذر بحيث انه لا يوجد الان فئة تنسب اليهم هذه المقال وسبب ذلك ان الرد عليهم وبيان بطلان ما قالوا واضح بين بان التعليل الاول الذي ذكروه وهو انه لا حاجة الى الدعاء لانه اما ان يكون مقدرا او لا يكون مقدرا يجاب عليهم ويرد على ما قالوا بان الله جل وعلا اناط اشياء كثيرة جدا بل اناط اكثر ما يوجده في خلقه بالاسباب المقتضية لمسبباتها فأناط اخراج الولد وانعقاد الحمل بان يتزوج الرجل على المرأة يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور. لكن لا يهب الا بسبب وكذلك قدر جل وعلا ان فلانا يمرض لكنه لم يقدر هذا المرض الا غالبا بسبب وكذلك وجل وعلا جعل فلانا عالما وقدر ذلك لكن لا يكون الا بسبب هو ان يتعلم كما قال عليه الصلاة والسلام انما العلم بالتعلم. فاذا قول غلاة الصوفية هو مصير منهم الى نفي الاسباب ونفي النظر اليها. وان الامور بجبر وليست منوطة باسباب. بل الله جل وعلى يجبر الاشياء على ان تكون على وفق ما يراد دون ان يرتبط شيء بسببه. وهذا لا شك قدح في العقل لانه الغاء بما يدركه كل عقل من ان الشيء منوط بسببه. من جملة الاسباب التي اناط الله جل وعلا بها في قاع ما قدر الدعاء كون العبد يدعو الله جل وعلا يكون الدعاء سببا في حصول ما قدر الله جل وعلا. فيكون ما قدره الله جل وعلا لا يقع الا بعد وجود الستر. كما ان الحمل لا ينعقد الا بعد وجود سبأ بل الدعاء في الحقيقة اعظم انواع الاسباب لان به يحصل امداد الله جل وعلا في كل شيء ونفع الرب جل وعلا بكل سبب يعمله العبد الدعاء اعظم انواع الاسباب اما الثاني فان قولهم ذاك مبني على ان حالة النبي عليه الصلاة والسلام وحالة الصحابة رضوان الله عليهم ليست هي الحالة الكاملة بل كيف ينظرون الى فعل النبي عليه الصلاة والسلام في احواله كلها وانه عليه الصلاة والسلام لم يكن يترك الدعاء لنفسه ولاهله ولامته عليه الصلاة والسلام بل ارشد الصديق وعمر الى ان يعظموا الرجاء والدعاء وهذا يدل على ان حال الكاملين بان يتعرضوا لدعاء الله جل وعلا فكم دعا النبي عليه الصلاة والسلام من دعاء في صلاته في اخر الليل وفي اوقات الاجابة عليه الصلاة والسلام وهذا لانه اعرف الناس واعلم الناس بربه جل جلاله وتقدست اسماؤه اما قول الفلاسفة فالفلاسفة انواع منهم من يوقن بنفع الدعاء لكنهم يقولون ان الدعاء ينفع لانه يؤثر فيما عقدته الافلاك لان عندهم ان الاثر للفلك الثامن الذي يؤثر في مجموعة الافلاك فينقل فيها التأثيرات التي تؤثر على سلوك اهل الارض وما يكون في الارض ومنهم من يقول الدعاء اصلا لا ينفع لان الامور بنظام وكل شيء يقع على مقتضى الطبيعة والدعاء ليس سببا طبيعيا. وهذا قول الملاحدة منهم وظاهر فيه انهم لا يؤمنون بحال الانبياء عليهم الصلاة والسلام المسألة الثالثة دعاء العبد لله جل وعلا وتضرع العبد عند الله جل وعلا فيه امور في الاول انه تعرض لرحمة الله جل وعلا ولاثار ربوبيته. فهو سبحانه وتعالى يعطي من سأله ويجيب من دعاه جل وعلا لانه هو ولهذا قد يعطي الله جل وعلا الكافر كما اجاب دعاء ابليس قد يمرض الكاتب فيسأل الله جل وعلا فيشفى وقد يتعرض الكافر لمصيبة فيسأل الله جل وعلا ان يكفيه شرها فيجاب فليأتي المشرك والخرافي والمشرك المتعلق بالاموات فيأتي عند القبر بقلب مضطر فيسأل الله جل وعلا من صاحب هذا القبر او يسأل الله جل وعلا ثم يسأل صاحب القبر فيجاب الدعاء لما قام في قلبه من الاضطرار. لله جل وعلا ويكون في حقه ابتلاء ويكون ايضا فتنة للاخرين فاذا العطاء لا يقتضي الرضا عن المعطى واجابة الدعاء لا تقتضي الرضا عن من اجيب دعاء فهذا ابليس اجيب دعاه وقد دعا باعظم دعوة عنده وهي ان يطول عمره حتى يكون الى يوم القيامة. قال ربي انظرني يعني امد في عمري الى يوم يبعثون. الى ان ينتهي تكليف ابن ادم وابناءه فاعطاه الله جل وعلا هذا السؤال الذي لم يعطه نبيا من الانبياء في اطالة العمر الى هذا الحد وهذا كما اعطى القصاص بعض ما سألوا كما يعطي بعض من يعبدون المسيح او يعبدون عزيرا او يعبدون غير الله فيعطيهم لامر لا لاجل كفرهم ولكن لحكمة يعلمها الله او لاجل اضطرارهم او لان هذا الاعطاء اصلا من مقتضيات ربوبيته جل وعلا لهم وهم بحاجة اليه والله هو الذي خلقهم وجعل لهم قدرا لغة الامر الثاني ان الدعاء فيه اثبات لصفات كثيرة من صفات الرب جل وعلا فمن دعا الله جل وعلا بحق فانه يستحضر اذ دعا ولو لم يستحضر فان هذا متضمن لدعائه فانه موقن بوجود الرب جل وعلا وموقت هذه صفة والثانية بانه سبحانه وتعالى يسمع دعاء مع انه في عليائه جل وعلا وهو يهمس همسا لا يجهر وهو يعتقد ان الرب جل وعلا سميع لدعاءه ويوقن انه جل وعلا هي الصفة الثالثة انه قدير على اجابة دعاء ويوقن ايضا وهي الصفة الرابعة انه سبحانه وتعالى غني. يعطي بغير حساب ويوقن ايضا وهي الصفة الخامسة انه جل وعلا رحيم بعبادة فان سؤال الرب جل وعلا تعرض لاثار رحمته سبحانه وتعالى وكذلك يوقن وهي الصفة التي بعده بانه سبحانه وتعالى حي وهكذا فمن تأمل دعاء العبد نظر في ان في دعاء العبد انواعا من اثبات الكمالات للرب جل وعلا ولذلك يضعف التوحيد اذا ترك العبد دعاء ربه جل وعلا فكلما قل الدعاء قل تعلق العبد بالله جل وعلا لان اثار التوحيد على النفس والنور الذي يغلق في القلب من اثاره التعلق بالله جل وعلا يضعف شيئا فشيئا الرابع مما يتعلق بالدعاء نعم ثابت فما هو بالمسألة مما يتعلق بالدعاء ثالث نعم الله جل وعلا في اجابة الدعاء وفي اعطاء الحاجة التي سئلت جعل لذلك شروطا وجعل لذلك موانع فان العبد قد يسأل ولا يعطى وقد يدعو دعاء سؤال ولا يستجاب له في عين ما سأل لانه لم تكتمل الشروط في حقه او قام مانع من المواهب وهذا يتضح بمسألة تأتي الرابع من من المسألة الثالثة ان اجابة الدعوات وقضاء الحاجات ليس دليلا على شيء وانما هو من جنس مطلق الاعطاء فكما ان الله جل وعلا جعل هذا على صفة وهذا على صفة وهذا على صفة فانه سبحانه يعطي هذا ويعطي هذا ويعطي هذا فقد كما ذكرت لك يعطي الكافر ويعطي المبتدع ويعطي الفاسق ويجيب دعاء هذا وهذا وربما هذا باكثر لكن يمتاز المؤمن والعبد الصالح وولي الله جل وعلا ان يكون جواب الله جل وعلا له واعطاؤه لسؤاله يعني اعطاء بما سأل عن محبة ورضا فيكون في حقه نعمة ولا يكون في حقه نقمة او ابتلاء وهذا هو الذي جاء في حديث الولي حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى ردته عليه الى ان قال ولئن سألني ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به التي يمشي ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه. هذا عطاء محبة. ولئن استعاذني لاعيذنه هذا اعادة محبة ورضا المسألة الرابعة قال بعضهم ان الله جل وعلا ربما لم يعطي العبد سؤال فيدعو العبد ولا يعطى. وهذا الكلام صحيح لكن له اسباب الاول ان الله سبحانه وتعالى قال وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال من يدعوني فاستجيب له. من يسألني فاعطيه. من يستغفرني فاغفر له واجابة الدعاء عام يشمل اجابة دعاء العبادة واجابة دعاء المسألة اما اجابة دعاء العبادة فهو بالاثابة. واما اجابة دعاء المسألة فهو بالاعطاء ولهذا في اية سورة فاطر قال جل وعلا وقال ربكم ادعوني بل اية سورة غافر وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ورجح طائفة من اهل العلم انها في في الدعاء الذي هو العبادة. ادعوني استجب لكم يعني اعبدوني ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين والنوع الثاني الذي هو دعاء المسألة ويكون استجابة الدعاء المسألة باعطاء العبد ما سأل وهذا يعم اجابة الدعاء يعم اعطاء العبد ما سأل او ما هو في مقام اعطائه ما سأل من صرف السوء عنه ولهذا قال العلماء ان العبد اذا دعي اذا دعا الله جل وعلا ولم يعطى ما سأل فان لهذا عدة تعليلات الاول منها انه يصرف عنه من الشر بمثل ما سأل فان النبي عليه الصلاة والسلام كما روى مسلم في الصحيح قال ما من عبد مسلم يدعو بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا اعطاه الله بها احدى ثلاث خصال اما ان تعجل له دعوته واما ان يصرف عنه من الشر مثلها واما ان تدخر له يوم القيامة وهذا يعني ان دعاء العبد المؤمن لا يضيع بل يستجاب لكن ربما استجيب بثواب يوم القيامة وربما استجيب بعطاء وربما استجيب بصرف شرعا. والله جل وعلا اعلم بما العبد في دنياه وفي اخرته قد يكون حاجته حاجة العبد المؤمن للحسنات في الاخرة اعظم من حاجته لما سأل في هذه الدنيا فيدخر له ما سأل يوم القيامة. وهذا من اعظم لطف الله جل وعلا ورحمته بعبده. وعنايته بعبده جل جلاله وتقدست اسماءه سبحان ربنا لا نحصي ثناء عليه التعليل الثاني انه كما ذكرنا ان الدعاء يكون له سرور وله موانع. فقد يكون العبد في دعائه اتى بمانع من الموانع من اجابة الدعاء كما قال عليه الصلاة والسلام ما من عبد مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم. قطيعة الرحم معروفة والاثم قد يكون منه الاعتداء في الدعاء لان الله جل وعلا نهى عن الاعتداء في الدعاء. فقال سبحانه ادعوا ربكم تضرعا وخفية. انه لا يحب المعتدين. يعني المعتدين في الدعاء وايضا المعتدين في غيره فكده لا يحبه الله جل وعلا. الاعتداء في الدعاء اثم وله صور كثيرة فقد يدعو العبد ويعتدي في الدعاء ويزيد في ادعيته او يأتي باشياء ليست من الادب مع الرب جل جلاله فيكون مانعا من اجابة الدعاء لاثم وقع فيه بالدعاء او لاثم وقع فيه في سلوكه فانه صح عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ان الرجل ليحرم ليحرم الرزق ان الرجل ليحرم الرزق في الذنب يصيبه وهذا يكون مانع ايضا هناك شروط للدعاء من الاداب فيه فلابد من توفرها التعليل الثالث ان حديث النبي عليه الصلاة والسلام في نزول الرب جل وعلا اخر الليل او في النصف الاخير من الليل او في الثلث الاخير من الليل على اختلاف الروايات. رتب مسألة الدعاء على ثلاث درجات. فقال عليه الصلاة والسلام ان الله ينادي هل من داع فاستجيب له هل من سائل فاعطيه؟ هل من مستغفر فاغفر له ومغفرة الذنب اخص من اعطاء السؤال واعطاء السؤال اخص من اجابة الدعاء. ولهذا رتبها عليه الصلاة والسلام على هذه الثلاث درجات يعني في الحديث الله جل وعلا جعلها ثلاث مرات. ينادي من يدعو والدعاء يعم السؤال ويعم غيره كما اوضحت لك. او من يسأل ثم من يستغفر فهذه مراتب ثلاث فاذا ليس كل سؤال استغفار وليس كل دعاء سؤال. وهذا يعني ان اجابة الدعاء التي وعد الله جل وعلا بها هدف واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون. هذا ام كل ما يحتاجه العبد في عبادته وفي دنياه وايضا ما يحتاجه ثوابا على العبادة واعطاء للسؤال المسألة الاخيرة الخامسة خارج صح بالنسبة كيف من الاسباب؟ قال بعضهم ان الله جل وعلا ربما لم يعطي العبد سؤاله فيدعو العبد انه كسبان. نعم. ذكرت السبب الاول؟ في هذا المهم. المهم المسألة الخامسة والاخيرة اذا كان الله جل وعلا يستجيب الدعاء ويقضي الحاجة ويعطي السائل فان مما ينبغي على العبد ان يتأدب به ان يعد للدعاء عدته وان يجتهد في حسن المسألة ولهذا احسن امير المؤمنين عمر رضي الله عنه ايما احسان اذ ارشد الامة الى قوله اني لا احمل هم الاجابة. ولكن احمل هم الدعاء فاذا وفقت للدعاء جاءت الاجابة وهذا من اعظم الكلام الذي قاله عمر رضي الله عنه ومن احسنه لانه لا يدل عليه في بيانه ولا في تصويره لهذه المسألة من كلام الصحابة بمثله لهذا ينبغي على العبد اذا اراد ان يدعو ان يعلم انه انما يدعو ما لك الملك الذي خلق الذي هذه الارض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه الذي عنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين الذي يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء الذي يعلم السر وعخفه الذي يطلع على خائنة الاعين وما تخفي الصدور لهذا ينبغي على العبد المؤمن ان يعد للدعاء عدته كما قال عمر رضي الله عنه اني لا احمل هما الاجابة ولكن احمل هم الدعا فاذا وفقت للدعاء جافت الاجابة لهذا يحسن بالداعي ان يجتهد في دعائه وان يحضر له ان يستعد في تحسينه لانه سيدعو ويرفع يديه لله جل وعلا وخاصة اذا كان الدعاء في موقع من مواضع العبادة العظيمة كحالف سجود اذا لم يدعو بما اثر على النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو جوامع الكلم في الدعاء فانه لا بد ان يستعذ ولا يدعو باثم او يجتهد يتساءل في هذا الامر. كذلك في موقع خطبة الجمعة فانه ينبغي له ان يعد العدة فيما يدعو به اذا دعا بشيء لم يؤثر وكذلك في صلاة في قنوته كل ليلة او في سجوده او في صلاة التراويح من الائمة الذين يقنطون بالناس فانه ينبغي لهم ان يعلموا ان اجابة الدعاء منوطة بحسن الدعاء فمن احسن الدعاء رجي له الاجابة اما انه يدعو بما خطر على باله ويتعدى في ذلك وهو ليس بمحسن ويأتي بكلام كثير ربما يكون فيه اعتداء في الدعاء وهو لا يشعر فيأثم ويأثم من خلفه وربما لم تستجب دعواتهم بعموم انواع الاستجابة التي ذكرنا فهذا مما ينبغي التنكب عنه البعد عنه لهذا هذه المسألة عظيمة الدعاء اثر من اثار الايمان وبه تستمطر الرحمات من الرب جل جلاله ولهذا اعدوا لانه عدة ولا يكن المرء مستغنيا عن فضل الله جل وعلا لابد من الالحاح في الدعاء الاضطرار في اوقات الاجابة كل احد له حاجة كل احد له حاجة. فاذا احسن السؤال جاءت الاجابة اسأل الله جل وعلا ان يجعلني واياكم ممن تجاب دعواتهم وتغفر زلاتهم انه سبحانه جواد كريم قال بعد ذلك ويملك كل شيء ولا يملكه شيء يريد بذلك انه سبحانه وتعالى هو المتفرد بانه يملك كل شيء فما من شيء الا والله جل وعلا ربه وهو مالكه وهو سيده المتصرف في شؤونه وكذلك هو سبحانه وتعالى لا يملكه شيء. ولا يؤثر في ملكه شيء سبحانه وتعالى الا باذنه. فهو الواحد الاحد في ملكه الرب وحده والعباد محتاجون اليه في ذلك وهذه الجملة واضحة في تقرير بعض افراد الربوبية التي تجعل العبد يقبل على ربه في الدعاء. فهو سبحانه يقضي الحاجات لانه يملك كل شيء ولا يملكه شيء سبحانه وتعالى. والعبد يدعو ربه لانه يعلم ان الله يملك كل شيء ولا يملكه شيء سبحانه تعال وهذا يدلك على عظم شأن الرب جل جلاله وعلى انه هو المتفرد بتصريف الاحوال على التفصيل والاجماع قال بعدها ولا غنى عن الله تعالى طرفة عين. ومن استغنى عن الله طرفة عين فقد كفر وصار من اهل الحي لا غنى عن الله تعالى طرفة عين يعني ان العبد في طرف عينه وحركة عينه لا يستغني فيها عن الله جل وعلا. لانه انما حرك عينه برحمة الله وبفضله وبامداده وبعطائه سبحانه وتعالى. فلا يستغني عن الله طرفة عين. هذا مأخوذ من قول النبي عليه الصلاة والسلام اللهم لا تكلني الى غيرك الى نفسي اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين وهذا اذا وكله الى نفسه طرفة عين فمعناه انه استغنى قال ومن استغنى هذا حكم عن الله طرفة عين فقد كفر وصار من اهل الحي. لانه استغنى عن الله جل وعلا ورأى انه يقتدر وانه ليس بحاجة الى الله جل وعلا. وهذا كما صنع ابليس اللعين فانه قال فانه استغنى فكفر وتكبر فاستحق الكفر والخلود في النار استغنى عن الله استغنى معناها كان في غنى وليس معنى استغنى طلب الغنى استغنى يعني ومن كان في غنى عن الله طرفة عين فقد كظى. لان كلمة استغنى ليس فيها الطلب فالاصل في السين والتاء الطلب الا في مسائل ومن اهل العلم من يقول انه لا قاعدة في السين والتاء انها للطلب لكن يقال الاكثر في مجيئها انها للطلاق وقد تأتي لبيان تمكن الصفة من الموصوف فقول الله جل وعلا في سورة التغامن واستغنى الله والله هو الغني الحميد استغنى الله يعني غني الله فصار صارت صفة الغنى له صفة كمال له الغنى الكامل الذي لا نقص فيه من الوجه من الوجوه لان زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى وهنا في قوله ومن استغنى يعني ليس معناه من طلب الغنى معناه كان في غنى. من استغنى عن الله يعني كان في غنى لم عن الله طرفة عين فقد كفر وصار من اهل الحي. والحين هنا بمعنى الهلاك لانه صار متوعدا. بل صار من اهل العذاب لانه كفر والعياذ بالله هذه كلها يريد منها الطحاوي رحمه الله بيان اثار ربوبية الله جل وعلا وتعلق العقل بالله سبحانه وتعب نقف عند هذا والجملة القادمة تحتاج الى تفصيل طويل. والله يغضب ويرضى لا كاحد من الورى. لان لها تعلق بالصفات الاختيارية وبمسائل كثيرة فيما ذهب اليه اهل البدع الصفات الاختيارية صفات الافعال يأتي بيانها ان شاء الله تعالى. نجيب على بعض الاسئلة سؤالين او ثلاثة يقول ما الفرق بين قيام الحجة وبين فهم الحجة؟ وهل من لم يفهم الحجة يؤاخذ على ما لم يفهمه؟ على ما لم يفهمه اثدني ذكرنا الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة فيها اجوبة اسئلة وكذلك فصلناه في كشف الشبهات. كانوا اريد الاخ السائل انه يرجع الى شرح كشف الشبهات ليستفيد اولا ثم ينظر الى هذا الموضع وخلاصة الكلام ان قيام الحجة ليس بشرط اه ان فهم الحجة ليس بشرط واما قيام الحجة فهو شرط في التكفير ووقوع العذاب وسهم الحجة يراد منها يعني الذي ليس بشرط يراد منه ان يفهم ان هذه الحجة ارجح مما عنده من الحجج. المهم ان يفهم الحجة الحجة من كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. وان تزال او يبين له بطلان الشبهة التي عنده وآآ ليس من شرط قيام الحجة ان يفهم فهم الحجة ان يفهم الحجة كفهم ابي بكر وعمر والصحابة الذين نور الله قلوبهم ولا من نور الله قلبه ممن تبعهم باحسان لانه لو قيل بفهم الحجة هنا صار لا يفخر الا منعان. يعلم ان هذه الحجة يفهم الحجة ويفهم صحيحة ويفهم انها راجحة ومع ذلك لا يستجيب فهذا يعني انه معان. والله جل وعلا بين في القرآن ان منهم من لم يفقه اصلا كقوله جل وعلا وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه. يعني ان فهم الحجة كما فهمها من اراد الله جل وعلا هدايته هناك قسم اخر من فهم الحجة اللي هو فهم اللسان. فهم اللسان هذا لابد منه. وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين له فلا بد ان يفهم وجه الحجة باللسان الذي يتكلم به. لكن يفهم ان حجته هذه ارجح مما من الحجة هذي ارجح من الحجة التي عنده. او انها اقوى من الشبهة التي عنده نحو ذلك. هذا ليس بلازم. المهم ان توضح بشروطها الكامل. وهذا يقوم بها العلماء. وتختلف مسألة قيام الحجة وفهم الحجة بحسب نوع الشبهة التي تعلم. فمساء على الاستغاثة الاستغاثة بالله جل وعلا ليست في قيام الحجة الاستغاثة لله جل وعلا وحده. وان الاستغاثة بغيره شرك اكبر ليست في قيام الحجة وفي مسألة فهمها مثل مسألة شفاعة طلب الشفاعة من النبي عليه الصلاة والسلام. هذه مسألة ربما حصل فيها نوع اشتباه عند من لم يعلم. وتلك واضحة بينة فاذا مسألة صيام الحجة تختلف باختلاف نوع قيام الحجة كيف تقام الحجة وبما تقام تختلف بما آآ يبين المسألة الى اخره هل هل يستدل بفعل العالم لفعل معين في مسألة ما على ان ذلك الفعل هو مذهبه الذي يقول به لا يدل على ذلك. فالفعل له احتمالات كثيرة. وايضا الفعل قد يكون عن غفلة. لكن اذا لازم الفعل اذا لازم فان هذا يدل على انه مذهب له لكنه اذا فعله احيانا فربما العالم بشر. ربما يأتيه من السوائل ما يجعله لا يلتزم بالسنة في بعض المواضع او يعمل شيئا وهو لا يستحضر الحكم فيه تماما يعني وهو يفعل جاهل ونحو ذلك فهذا يعرض لكل احد العالم فعله ليس بحجة الا اذا التزمه اذا التزمه يدل يعني ليس لا نقول ليس بحجة لكن ليس بمذهب له الا اذا التزم. فاذا التزمه دل على انه يذهب الى هذا القول. هل يجوز ان يدعى قول القائل يا مجيب دعوة نوح جيب دعائي وسأل الله جل وعلا وتعرض لذلك فلا بأس وهل يجوز نحو ذلك بقول القائل يا مجيب دعوة ابليس اجب دعائي هذا خلاف الادب فكون ما يدعو الا بهذا يدل على سوء او على جهل انه يتعرض بما يناسب ان يجيب الدعاء ودعوة ابليس وجيبة ابتلاء وامتحان وضلال له. ليعظم ليعظم اثمه واظلاله للخلق فيكون اعظم في عذاب. هذا من من الاعتداء في الدعاء ومن عدم الادب مع الله جل وعلا هل القول ان العمل شرط في صحة الايمان صحيح؟ واذا كان غير صحيح نرجو ذكر السبب وكذلك قول ان العمل شرط في كمال الايمان ينبغي ايضاح مسألة وانا وضحتها لكم عدة مرات وفي شرح الطحاوية ايضا فصلنا الكلام فيها في الواسطية كلمة شرط لا يدخلها اهل السنة في الكلام على مسمى الايمان الايمان له حقيقة وحقيقته التي يقوم عليها هي اركانه. وليست شروطه. الشرط يسبق المشروع شرط يسبق اما الاركان فهي ما تقوم عليه حقيقة الشيء. اذا ما قامت الاركان ما قامت حقيقة الايمان. فالايمان قول وعمل قول اللسان تصديق الجنان عمل الاركان هذه اركان اركان للايمان بالقول والعمل والاعتقاد وليست شروطا لان الشروط خارجة عن المسمى. والسلف اجمعوا على ان مسمى الايمان الاعتقاد والقول والعمل وبه تميزوا عن باقي الفرق الاخرى. بهذا ادخال كلمة شرط تدل على عدم فهم معنى الركن وحقيقة معنى الشر قبل ان يبحث هل هو شرط كمال او شرط صحة؟ هذا ليس آآ بحثا صحيحا. لانه عندنا ان الايمان العمل ركن الايمان. عند الخوارج العمل شرط في صحة الايمان وعند المعتزلة انه شرط في الصحة عندنا ليست كذلك بل العمل ركن من الاركان. اذا نظرت الى انواع الحكم التكليفي والحكم الوضعي وماهية المسابقة الاسمى ما هي في المسميات التي تدل على الاسماء؟ بان لك ان الركن هو ما عليه الشيء يعني لا يمكن ان يتصور الشيء الا به والشر هو مصحح للاركان كيف الان خذ مثلا البيع البيع ما اركان البيع؟ هل تحفظها اركانه كذا وكذا حفظا لا هي متصورة لان الركن هو ما تقوم عليه حقيقة الشيء بدونه لا يمكن ان يقوم هذا الشيء يعني يكون مسمى في البيع مثلا اذا قلت ما اذا قيل لك ما اركان البيت؟ ماذا نقول؟ ولاركان البيع ايش فلابد من بائع ولا كيف من اللي يبيع؟ ولابد من مشتري صحيح؟ ولابد من مثمن شيق عليه البيع ولابد من من صيغة تبادل بعتك شريط الى اخره لكن الاخ قال ثمن هل الثمن من الاركان ممكن ان يقع البيع يعني صورة البيع تقع بلا ثمن موجود يكون الثمن غير موجود او يكون الى اخر. فالثمن من مقتضيات البيع لكن ليس ركنا. المهم المثمن الذي يقع عليه عليه البيع السلعة التي تبايعوها. اذا اتينا للشرط شروط البيع شروط البيع ايش هي؟ مصححات هذه يعني مثلا تقول البائع اذا قلنا الشر الشرط ما معناه عند اهل العلم؟ شرط يصحح ان يكون هذا الركن شرعيا فالبائع ما شرطه ليكون تصرفه شرعيا؟ ان يكون اهل التصرف الى طيب المثمن في السلعة ما شرط هذا الركن ليكون هذا ما لم يقع عليك المعاملة يقول لك اشترطوا ايش له؟ ان يكون ايش معلوما ام يكون اه اه ان يكون اه له الية ما يكون محرم الى اخره ان يكون مباح النفع من باب الحاجة الى اخر مرة. اذا فالشروط خارجة عن ثقة السير وانما هي لتصحيح الشيخ خذ مثالا اخر الصلاة الان. حقيقة الصلاة تقع بالاركان. اركان الصلاة هل هي خارجة عنها او فيها هل فيه ركن للصلاة خارج عنها كل الاركان في داخله ابتداء من تكبيرة الاحرام وانتهاء بالتسليمة كلها في داخل مسمى الصلاة. لكن الشروط نجي لاستقبال القبلة قبل نأتي ليش للطهارة؟ قبل نجي للبقعة يعني في اشياء قبل. وهناك النية تكون مستصحبة فقط الى اخره فاذا في مسألة الايمان وانا اوضح لكم هذا فيما سبق لكن تأكيدا عليه الذي يتكلم في الايمان واذا تكلم عن العمل اتى بكلمة شرط فانه لم يفهم مذهب السلف لان الشر لا يمكن ان تقول الايمان قول وعمل وتقول العمل شرط كيف يكون الامام قول وعمل ويكون العمل شرط؟ الشرط خارج عن الحقيقة. فاذا كانت حقيقة الايمان قول وعمل باتفاق السلف بالاجماع باجماع السلف حتى ان البخاري رحمه الله ذكروا عنه انه لم يروي في في كتابه لمن لم يقل الامام قول وعمل اذا كان الايمان قول وعمل معناه هذه حقيقة الايمان. فكيف يجعل العمل شرط؟ فاذا جعلنا العمل شرطا معناه اخرجناه من كونه ركنا وجعلناه شرطا للقول او شرطا للاعتقاد. فاما ان ندخل في مذهب المرجئة او ندخل في مذهب الخوارج والمعتزل وهذه مسائل مهمة وتبين لك ضرورة الاتصال بعلم الاصول اصول الفقه وتعريفات الاشياء حتى يفهم معنى اللفظ ودلالة. وهذا كتفصيل للاجمال الذي به غلظنا محسي الطحاوية على حاشيته بينوا لنا الفرق بين المشيئة والارادة وهل تعلقهما واحد؟ ام ثم تفريق بين الكون والشرح؟ هذا سؤال جيد ويدل على آآ ادراك في العلم ان شاء الله تعالى المشيئة مشيئة الله جل وعلا غير الارادة من جهة ان الارادة تنقسم الى قسمين والمشيئة نوع واحد فمشيئة الله جل وعلا في النصوص واحدة وتفسر بما يشاءه كونه يعني بما يريده كونك بما يأذن به جل وعلا ان يحدث في ملكوته كونه اما الارادة فلها قسمان في الفاظ اخر جاءت في الشريعة مثل الاذن والكتابة والقظا. والامر الى اخره فالارادة منها ارادة كونية ومنها ارادة شرعية. الارادة الكونية لا تعلق لها وهي المشيئة. لا تعلق لها بمحبة الله جل وعلا وبرضاه يعني يريد كونا ويشاء كونا مما شاءه اشياء يحبها جل وعلا ويرضاها ومما شاءه ايضا واراده كونا يكرهها الله جل وعلا لكن اذن بها في ملكه لحكمة اما الارادة الشرعية فهو جل وعلا لا يريد شرعا لا يأذن شرعا الا بما يحبه ويرضاه. والله سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده الكفر. ولذلك لا يريد الكفر شرعا وان اراده وساءه كونا وهكذا يقول هل تعلقهما واحد؟ ام ثم تفريق بين الكون والشرع تعلق مختلف لان الارادة الكونية تعلقها بما يكون يعني تعلقها بالحكم بالخلق والارادة الكونية تعلقها بالامر وبما شرع. والله سبحانه وتعالى فرق ما بين الخلق والامر فقال الا له الخلق والامر. فالخلق هذا تعلق المشيئة والارادة الكونية به. والامر تعلق الارادة الشرعية به لهذا يختلف هذا عن ذاك. نكتفي بهذا القدر واسأل الله جل وعلا لكم العلم والعمل والتوفيق لكل خير ولاحبابنا جميعا انه جواد زكاة من سؤال الدعاء احدهما اخص والثاني عنه السؤال والدعاء. الدعاء اعم. لانه ينقسم الى دعاء عبادة ودعاء اما السؤال خاص بسؤال هذا سؤال يقول ما الفرق بين الدعاء والمسألة؟ وهو سؤال الدعاء قسمان دعاء عبادة ودعاء مسألة. معنى دعاء العبادة انه يتعبد الله جل وعلا. ليرجو ثوابه سميت العبادة دعاء لان كل متعبد يطلب بعبادته السواء فهو طالب ضمنا من صلى هو في عبادة. كل مصل سائل لانه يسأل الثواب ورضا الله جل وعلا عنه الى اخره وان لم قل اللهم ارضى عني اللهم عاتبني الى اخري. اما دعاء المسألة وهو السؤال فهو ان يرفع يديه ويقول اللهم اعطني كذا اللهم اسألك كذا هذا يسمى دعاء المسألة والدعاء في القرآن فيما ورد في النصوص في القرآن والسنة تارة يأتي بمعنى دعاء العبادة وتارة يأتي بدعاء بمعنى دعاء المسألة وتارة يكون بما يحتمل هذا وذاك. فمما يحتمل هذا وهذا او يشمل الامرين معا كقوله في الاية التي ذكرتها لكم وقال ربكم ادعوني استجب لكم. وكذلك قوله واذا سألك عبادي عني فان اني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان ودعاء المسألة كقوله فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين. دعوا هنا يعني ايش؟ موب عبدوا معنى سألوا الله مخلصين في سؤالك والسؤال من الدين وما خص به العبادة كقوله جل وعلا فلما اعتزلهم وما آآ واعتزلكم وما تدعون من دون الله وادعو ربي عسى ان لا اكون بدعاء ربي شقيا. فلما اعتزلهم وما يدعون من دون يعبدون من دون الله وهبنا له فقوله هنا في الاولى آآ يدعون وفي الثانية يعبدون دل على ان معنى الدعاء هنا هو العبادة. فاذا النصوص الدعاء ينقسم الى قسمين دعاء العبادة ودعاء المسألة ومعنى دعاء العبادة يعني العبادات بانواعها ودعاء المسألة يعني السؤال. وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احد. هذا يشمل دعاء العبادة ودعاء سلف وهكذا وفقكم الله. جزاكم الله خير