سمي الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال عمامة الطحاوي رحمه الله تعالى وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين. اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر لا يذكرون الا بالجميل. ومن ذكرهم بسوء فهو على غير سبيل. ولا احدا من الاولياء على احد من الانبياء عليهم السلام. ونقول نبي واحد افضل من جميع ونؤمن بما جاء من كرامتهم وصح عن من رواياتهم. الحمد لله وبعد. قال العلامة الطحاوي الحنفي رحمه الله تعالى وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر لا يذكرون الا بالجميل. ومن ذكرهم بسوء فهو على غير السبيل هذه الجملة من هذه العقيدة المباركة قرر فيها الطحاوي منهج اهل السنة والجماعة في التعامل مع اهل العلم من اهل الاثر واهل الفقه. فانهم كما قال لا يذكرون الا بالجميل. لانهم نقلوا الشريعة ولانهم المفتون في مسائل الشريعة. ولانهم المبينون للناس معنى كلام الله جل وعلا في كتابه ومعنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين يدفعون عن الدين ويذبون عنه في تثبيت العقيدة الصحيحة وتثبيت سنة النبي صلى الله عليه وسلم ورد الموضوعات والاحاديث المنكرة والباطلة التي اضيفت ليه النبي صلى الله عليه وسلم فهم اذا حماة الشريعة الحماية العلمية ولهذا كان العلماء ورثة الانبياء لان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم والذين حمى العلم هم الصحابة رضوان الله عليهم وهم التابعون من علماء السلف وعلماء تابعي التابعين من اهل حديث ومن اهل الفقه فهؤلاء منهج اهل السنة والجماعة ان يذكر الجميع بالجميل والا نقع في عالم من العلماء لا من هؤلاء لا من اهل الحديث ولا من اهل الفقه بل يذكرون بالجميل ولا بسوء وانما يرجى لهم فيما اخطأوا فيه انهم انما اجتهدوا ورجوا الاجر والثواب والخطأ لا يتابع عليه صح وهذا الاصل ذكره الطحاوي في هذا المقام لاجل ان طائفة من غلاة اهل الحديث في ذاك الزمن كانوا يقعون في اهل الفقه وطائفة من غلاة اهل الفقه كانوا يقعون في اهل الحديث ويصفونهم بالجموع. واهل السنة الذين حققوا بالكتاب وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم بهدي الصحابة يعلمون ان الجميع محسن وان هؤلاء وهؤلاء ما ارادوا الا نصرة الشريعة والحفاظ على العلم والفقه. نعم هم درجات في مقامهم وفي علمهم لكنهم لا يذكرون الا جميل والله جل وعلا سخر هؤلاء لشيء وسخر هؤلاء لشيء. والوسط هو سمة اهل الاعتدال وسمة اهل السنة والجماعة كما كان عليه الامام احمد والبخاري ومسلم والشافعي وماله وابي حنيفة وجماعات اهل العلم فانهم كانوا على هذا السبي ونذكرها هنا مسائل الاولى ان ذكر العلماء بالجميل وعدم ذكرهم باي سوء او قدح هذا امتثال الاول امتثال لقول الله جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ولقوله يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ولقوله جل وعلا ولو ردوه الى الى الرسول ولو ردوه الى الرسول والى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم فاوجب الله فبين الله جل وعلا منزلة اهل العلم وبين فضل العلم وفضل اهله. وانهم مرفوعون عن سائر المؤمنين درجات. لما عندهم من العلم بالله جل وعلا انا وبين ان المؤمن للمؤمن موالي ان المؤمن يوالي المؤمن ومعنى هذه الموالاة في قوله والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض هي من الولاية وهي المحبة. والنصرة وهذه المحبة والنصرة عند اهل السنة والجماعة تتفاضل بتفاضل تحقق وصف الايمان فالمؤمن يحب ويوالي المؤمن الاخر اذا كان كامل الايمان اكثر من نصرته ومحبته لمن كان ما دونه ومعلوم ان العلماء هم الذين اثنى الله جل وعلا عليهم. واثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم اذا بنص الاية ان يوالوا وان يذكروا بالجميل وان يحبوا وان ينصروا والا يذكروا بغير الحسن والجميل العصر الثاني او الشيء الثاني لما قاله هنا ان القدح في اهل العلم فيما اخطأوا فيه وسيعفي مسألة مستقلة لذلك ان شاء الله ان القدح فيهم يرجع في الحقيقة عند العامة الى قدح في حملة الشريعة ونقلت الشريعة وبالتالي فيضعف في النفوس محبة الشرع لان اهل العلم حينئذ في النفوس ليسوا على مقام رفيع وليسوا على منزلة رفيعة في النفوس فحين اذ يشك فيما ينقلون وفيما يحفظون به الشريعة فتؤول الامور حينئذ الى الاهواء والاراء فلا يكون ثم مرجعية الى اهل العلم اي ما اشكل على الناس ستتفصم عرى الايمان وتتناثر نجوم اليقين. لهذا كان ذكر العلماء بسوء هو من جنس ذكر الصحابة بسوء. ولهذا اتبع الطحاوي ذكر العلماء اتبع ذكر الصحابة في ذكر العلماء يعني لما فرغ من ذكر الصحابة ذكر العلماء لان القدح في الصحابة والقدح في العلماء منشأه واحد ونهايته واحدة فان القدح في الصحابة طعن في الدين والقدح في العلماء المستقيمين العلماء الربانيين بما اخطأوا فيه او فيما اجتهدوا فيه هذا ايضا يرجع الى القبح في الدين فالباب باب واحد المسألة الثانية لا يشترط في العالم الا يخطئ فعلماء الحديث والاثر واهل الفقه والنظر ربما حصل منهم اغلاط لانهم غير معصومين. وهذه الاغلاط التي قد تحصل منهم حصولها من نعم الله جل وعلا ولما سئل بعض الائمة عن غلط العالم كيف يغلط العالم؟ كيف يخالف السنة؟ كيف يكون في سلوكه؟ كيف يكون في سلوكه مقصر كيف يغيب عن ذهنه في مسألة التدقيق ويتساهل فقال لان لا يشتبه العلماء لئلا يشابه العلماء الانبياء لان النبي هو الذي لا ينطق عن الهوى هو الذي يصيب في كل شيء وهو الذي يتبع في كل شيء. فاذا كان العالم على صواب وربما وقع في اجتهاد هو عليه مأجور ولكنه اخطأ في ذلك لم يكن عند الناس رفع للعالم في منزلة النبي فيتبع على كل شيء فيحصل في النفوس التوحيد والبحث عن الحق والسنة والنظر فيما الذمة في ذلك وهذه عبوديات في القلب يسلكها الناس مع وجود هذا الخلاف بين اهل العلم لهذا اذا نظرت في هؤلاء الذين عناهم الطحاوي اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر هو عنا بهم اوليا انا بهم الائمة الاربعة ابو حنيفة وهو من اهل الفقه والنظر ليس هو من اهل الحديث والاثر والامام مالك والشافعي واحمد وهؤلاء هم ائمة اهل الحديث كما انهم ائمة اهل الفقه في المذاهب المتبوعة المعروفة هؤلاء بينهم خلاف في مذاهبهم بو حنيفة يذهب الى قول مالك يذهب الى قوم الشافعي يذهب الى قول آآ الامام احمد يذهب الى قوم فهؤلاء منهم من يكون قوله هو الصواب منهم من يكون قوله خلاف العولة او او يكون قوله مرجوحا وهكذا. فالعالم يدقق ويتحرى من الاقوال ولا يقلد عالما في كل ما قال. لانه لان المسائل كثيرة جدا وهو بشر فقد تهيأ له في المسألة ان يدقق وهي مسألة اخرى لا يدقق وهكذا لهذا وجب على اهل الايمان ان يتولوا جميع العلماء وان يذكروهم بالخير. وان لا يذكروا احدا منهم بسوء وخلافهم فيما اختلفوا فيه. راجع الى اسباب يأتي ذكرها ان شاء الله فليس منهم احد اراد المخالفة وانما كلهم اراد المتابعة وتحري الحق ولكن ربما اصاب وربما لم يصب المسألة الثالثة قوله في اول الكلام وعلماء السلف من السابقين طحاوي رحمه الله توفي في اول القرن الرابع الهجري وعاش اكثر حياته في القرن الثالث ويعمل بعلماء السلف السابقين من كان سلفا له يعني من سبقه من اهل العلم وهذا يصح ان يعتبر سلفا باعتبار فكلمة السلف او علماء السلف اطلقت واريد بها من سلف العالم ومن سبقه وهذا الاطلاق فيه سعة ولهذا استعملها اناس في القرن الرابع وفي القرن الخامس والسادس الى اخره ويعنون بالسلف من سبقهم. لانهم كانوا تلفا لهم يعني كانوا سابقين لهم. والاصطلاح الثاني وهو المعتمد عند المحققين ان كلمة علماء السلف يعنى بها علماء القرون الثلاثة المفضلة من الصحابة والتابعين وتبع التابعين. ومن كان من الائمة على هذا النهج وان لم يكن من تبع التابعين. فهؤلاء هم الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال الراوي فلا ادري اذكر بعد قرنه بعد بعده ثلاثة قرون او اربعة قرون. والقرن هنا المراد به الجير من الناس وليس القرن الزمني الذي هو مئة سنة. قرني يعني الذي حين قارئ لاقترن اقترن زمانهم بي وهم الجيد من الناس. انقضى الصحابة اتى التابعون قضى التابعون اتى تبع التابعين وهكذا وهؤلاء هم الذين قلت فيهم البدع. وقل فيهم الخلاف للسنة. وكثر فيهم الخير بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم وبشهادة الواقع ايضا فاذا كلمة السلف علماء السلف يعنى بها هذا وقد تطلق على من سلف وسبق على ما ذكرت لك من الاصطلاح الخاص المسألة الرابعة الطحاوي في هذه الجملة قسما العلماء الى قسمين قال اهل الخير والاثر واهل الفقه والنظر فجعل العلماء على فئتين. الفئة الاولى اهل الاثر والفئة الثانية اهل الفقه والنظر اهل الاسر هم الذين اعتنوا بالحديث رواية ودراية ويدخل فيه الدراية نؤمن بها الفقه ويدخل فيهم الامام مالك والشافعي واحمد واسحاق وابن جرير وجماعات على هذا النحو ويقصد باهل الفقه والنظر الذين تغلبوا القواعد المستنبطة الكلية على السنن المروية وهم اصحاب الرأي والنظر في مدرستيك الكبيرتين في المدينة التي كان يتزعمها الامام ربيعة مشهور بربيعة الرأي وفي الكوفة التي كان يتزعمها الامام ابو حنيفة النعمان ابن ثابت رحمهم الله تعالى اجمعين اهل الفقه اهل الفقه والنظر يعتنون بالسنة. لكن عنايتهم بالسنة خليل واهل الحديث والاثر يعتنون بالنظر لكن عنايتهم بالاقيسة بالتقعيد قليلة ولهذا صار هناك في الامة في الاجتهاد صارت هناك مدرستان مدرسة اهل الحديث والاثر ومدرسة اهل النظر ولا تقابل بان اهل الحديث واهل الفقه لان هذه المقابلة لا حقيقة لها. وانما المقابلة بين اهل الحديث والاثر وبين اهل الفقه والنظر قيمة النظر ارادها الطحاوي لان الجميع موصوفون بالفقه وبالعناية به يعني استنباط الاحكام من الادلة لكن من جهة النظر والقياس والعقليات والقواعد هذه اعتنى بها الحنفية واهل الرأي ولم يعتني بها اهل الحديث والاثر وانما اعتنوا اعتنوا باستخراج الفقه من الادلة بدون تحكيم للاقيسات على الدليل. مثاله مثلا عنده عند الحنفية مثلا عند اهل النظر. الحديث المرسل اقوى من المسند فاذا اجتمعا حديثان مرسل ومسند حكم في الفقه بالمرسل ولم يحكم بالمسند لماذا؟ لدليل عقلي عندهم وهو ان المرسل من اهل الفقه من علماء التابعين لا ينسب الى النبي صلى الله عليه وسلم شيئا الا وهو متحقق به لانه من اهل الفقه. واما الروايات المجردة فانها يدخلها الغلط ويدخلها ما يدخله. ولا شك ان هذا تعليل عقلي لكنه ليس بمنطقه ايضا ينظرون الى القواعد انها قطعية والادلة غير المتواترة انها ظنية فيقولون اذا صار هناك قاعدة او قياس كلي فانه يكون قطعيا في الدلالة على محتواه. واما الدليل فيكون ظنيا اما ظنيا الرواية واما يعني اذا كان من السنة واما ان يكون ظني الدلال ايظا غير قطعي الدلالة من الكتاب او من السنة يحكم بالقاعدة ويترك ظاهر الدليل لاجل انه يحتمل الظن والقاعدة قطعي. ونحو لذلك من الخلاف المؤسس على مساجد شتى ولهذا قال شيخ الاسلام ابن تيمية وذكره شارح الطحاوية وجمع ان العلماء فيما اختلفوا فيه من عدم الاخذ بالدليل من الكتاب والسنة يمكن ان يرجع الى عدة اسباب. من اهم هذه الاسباب او اولا الا يثبت عند الامام صحة الدليل الثاني ان يكون منسوخا او مؤولا الثالث ان يكون معارضا بما هو اقوى عند الامام من ذلك الدليل. اما معارض بدليل اخر واما ربي بقاعدة تسمى عند الحنفية الرابع ان يكون للامام هذا شرط في الرواية ليس هو شرط الامام الاخر في في الحديث مثلا عندك الامام الشافعي يقول حدثني الثقة ويعني به ابراهيم ابن ابي يحيى فاذا عرف الامام احمد او غيره ان الرواية عن ابراهيم بن ابي يحيى هو عندهم ليس في الثقة بل هو ضعيف بل ربما كان ادنى من ذلك من ما اتهم به بالكذب ونحو ذلك. فهو عند امام ثقة فيما يرويه يأخذ بروايته. وعند اخر ليس بشيء فلا بروايته وهذا يبين لك ان اختلاف الائمة من اهل الفقه والنظر واهل الحديث والفقه والاثر ان اختلاف الائمة في ذلك اختلاف ليس رادعا الى عدم الاخذ بالدليل ولكنه راجع الى فهم الدليل وما هو الدليل الذي يستدل به؟ وكون الدليل راجحا غير مرجوه. ولهذا لا يوجد في مسألة ان يقال ليس للعالم هذا دليل انا لا اعلم مسألة يقال ليس للامام ابي حنيفة فيها دليل او ليس للامام احمد فيها دليل او ليس الامام مالك فيها دليل كل منهم لا يقول قولا ولا يذهب الى مذهب الا بدليل. والادلة اعم من النصوص اعم من النص من الكتاب والسنة لان جماع الادلة عند اهل الاصول يرجع الى ثلاثة عشر دليلا. وتصير بالتفريق كما ذكره اهل الاصول وذكرها القرابي في الى عشرين دليلا. فهذه الادلة منها ما هو متفق على الاستدلال به ومنها ما هو مختلف في الاستدلال به. فقد يكون الدليل دليلا عند الامام ما لك وليس دليلا عند الامام احمد مثل عمل اهل المدينة. وقد يكون الدليل مرئيا عند الامام ابي حنيفة وهو القاعدة. ولا يكون مرئيا الشافعي في ورود دليل من السنة في خلاف ذلك وهكذا. فاذا مأخذ العلماء اجتهادا. فواجب حينئذ اذ كانت هذه مآخذهم واجب حينئذ ان لا يذكروا الا بالجميع. والا يذكر العالم فيما اخطأ فيه وابتعد في الخطأ حتى اباحة المالكية اكل لحم الكلب وحتى في اباحة بشرب النبي يعني غير المسكر لا يثنى عليهم في ذلك لانها اجتهادات فيما اجتهدوا فيه. المسألة الخامسة والاخيرة هنا الواجب على طلبة العلم الذين يريدون ان يسلكوا هذا السبيل ان يلزموا انفسهم مع اهل العلم السابقين والائمة الذين اسادوا للدين بنيانا وللعلم اركانا واجب عليهم ان يدفعوا عنهم وان يثنوا عليهم وان ينشروا في الناس سيرتهم حتى يقتدى بهم وحتى يقوى ركن علماء الشريعة. وهكذا ايضا واجب على طلاب علم الا يقعوا في احد من العلماء بسوء. فمن اصاب من اهل العلم من اهل الحديث والاثر او من اهل الفقه والنظر من اصاب فقد احسن ويثنى عليه ويتابع فيما اصاب فيه. ومن اخطأ فايضا قد احسن اذ اجتهد لكن الصواب من الله تعالى وهذا لا يدخل فيه علماء العلماء الذين نصروا الشرك والبدع والخرافات ولم يكن لهم حظ لا من الحديث والاثر ولا من الفقه والنظر. وانما سخروا جهدهم في مخالفة السنة في البدع فارادوا نشر البدعة ونشر الخرافة ودافعوا عن الشرك وعلقوا الناس بالموتى وعلقوا الناس بالبدع والاحتفالات واشباه ذلك. فهؤلاء لا يدخلون في هذا الكلام الذي ذكره. لانهم ارادوا اراد بانه آآ لانهم ارادوا ما خالفوا به اجماع الائمة الاربعة هؤلاء يرد عليهم ربما يحتاج من باب التعزير الى ذكرهم بما فيهم حتى يحذرهم الناس تنبيه اخير الى ان قول الطحاوي في اول الكلام علماء السلف من السابقين قال بعدها ومن بعدهم من التابعين كلمة من بعدهم من التابعين فيما افهم انه لا يريد بها آآ التابعين اهل الاصطلاح يعني التابعين الذين صحبوا الصحابة. وانما يريدهم من تبع علماء السلف على اصطلاحهم لان التابعين ما فيهم هذا التقسيم اهل الحديث واهل النظر. تابعون والصحابة ما فيهم هذا التقصير اهل الحديث واهل نظر وانما هذا التقسيم في من بعده قال بعدها رحمه الله ولا نفضل احدا من الاولياء على احد من الانبياء عليهم السلام ونقول نبي واحد افضل من جميع الاولياء. يريد العلامة الطحاوي في هذا ان يقرر عقيدة عظيمة وهي ان افضل الناس هم الانبياء. وان النبي افضل من جميع الاولياء وان اهل السنة والاثر والجماعة هؤلاء لا يفضلون وليا على نبي بل كل نبي افضل من جميع الاولياء. وادخلها في العقيدة مع انها مسألة تفضيل لصلة بالنبوة وبالولاية ولانه ظهر في عصره طائفة ممن زعموا ان الولي قد يبلغ مرتبة اعظم من مرتبة النبي وهذه الطائفة او هذه الطائفة تشمل فئتين كبيرتين. الفئة الاولى الباطنية في زمنه من اخوان الصفا والاسماعيلية ومن شايعهم. وكذلك ربما دخل فيها طائفة من اهل الركن والتسيب فانهم يفضلون بعض الاولياء على بعض الانبياء. والفئة الثانية من الطائفة التي تفضل الاولياء على الانبياء هم غلاة المتصوفة في ذلك الزمن الذين تزعمهم الحكيم الترمذي محمد بن علي بن حسن الترمذي في كتاب سماه ختم الولاية كما سيأتي بيان. فاراد ان يبين عاينت اهل العقيدة الصحيحة لهذه الطائفة ولهذه الفئات جميعا واننا نعتقد ان الولي مهما بلغ مهما بلغ من الصلاح والطاعة فانه حسنة من حسنات النبي الذي تبعه فانما على مقداره وظهر شأنه بمتابعته للنبي لا باستقلاله. على الانبياء جميعا صلوات الله وسلامه ونذكر هنا مسائل المسألة الاولى التفضيل تفضيل الاولياء على الانبياء هذا نشأ مع عقيدة عند المتصوفة ومن شابههم يعني غلاة المتصوفة وهي ما اسموه بختم الولاية ويعنون بختم الولاية انه كما ان للانبياء نبيا خادما لهم فكذلك للاولياء نبي ولي خاتم له وكما ان خاتم الانبياء افضل من جميع الانبياء. فكذلك خاتم الاولياء خاتم الاولياء هو افضل من جميع الاولياء وعقيدة ختم الولاية ذكرها الحكيم الترمذي في كتاب سماه ختم الولاية قد طبعت منتخبات منه اه قديما واسس فيها القول بان الاولياء يختمون. وان الولي في باطنه الولي في باطنه قد يبلغ مقاما يتلقى فيه من الله جل وعلا مباشرة. وان الولي قد يكون افضل من النبي وهذه لم ينص عليها ولكنها تفهم من فحوى كلامه ولا شك انه غلط في ذلك غلطا فاحشا وان كان هو من اهل العناية بالحديث كرواية ومن اهل الخير والصلاح كما وصفه بذلك ابن تيمية لكنه غلط في هذه البدعة الكبرى التي ابتدعها في الامة والشرور التي حدثت من القول الوجود وتفضيل الولي على النبي والاستقاء من الله جل وعلا مباشرة انما حدثت بعد هذا الكتاب وهذه النظرية الباطلة التي تبطل شريعة محمد عليه الصلاة والسلام على الحقيقة. وهذا لم يختص به الحكيم الترمذي بل تبعه عليه اناس منهم ابن عربي في كتابه الفصوص وفي كتابه الفتوحات المكية ومنهم محمد بن عثمان المرغني السوداني الذي له طريقة معروفة عند اهل السودان طريقة الختمية ومنهم تيجان او لا كانوا في القرن الثالث عشر وهو صرح صرح في كتابه تاج التفاسير صرح بهذا بهذه العقيدة ومنهم التيجان عند اهل المغرب فيما يعتقدون فيه ما وصف به. هؤلاء يعتقدون ان الولاية تختم لكن ادعى ابن عربي انه هو الذي ختم الاولياء وودع الميرغني انه هو الذي ختم الاولياء ودع ايضا التيجاني انه هو الذي ختم الاولياء المسألة الثالثة الثانية المسألة الثانية عقيدة ختم الولاية ختم الولاية او ختم الاوليا مبنية على ثلاثة الاشياء الاول ان النبي انما اتى بشريعة ظاهرة والولي جاء خاتم الاولياء جاء شريعة باطنة. فخاتم الاولياء في الظاهر مع النبي وفي الباطن مستقل عن النبي لهذا يقولون ان الانبياء راعوا الظاهر. واهتموا بالعبادات الظاهرة. وخاتم الاولياء وصفوة الاولياء اهتموا بالاخذ عن الله جل وعلا. لهذا ذكر ابن عربي في كتابه الخصوص لما جاء الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي في الصحيح ان بنيان الانبياء تم ولم يبق فيه الا موضع لبنة. قال عليه الصلاة والسلام يعني قال مثلي ومثل الانبياء من قبلي كما مثل من بنى بنيانا فكمله واحسنه. حتى لم يبق منه والا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به. فيقولون لو كملت هذه اللبنة؟ قال فكنت انا اللبنة وانا خاتم النبيين. قال ابن عربي قبحه الله في هذا الموطن. قال وخاتم الاولياء يرى نفسه في قصر الولاية في موضع لبنتين لبنة لبنة فضة في الظاهر ولبنة ذهب في الباطن. فهو يفضل النبي في الحاجة اليه لان البنيان احتاج الى لبنتين وذاك احتاج الى لبنة واحدة. ولبنته الظاهرة من الفضة في متابعة النبي ظاهرا ولبنته الذهبية في الباطن بها يأخذ من المشكاة التي تنزل الوحي على خاتم الانبياء. يعني يأخذ عن الله مباشرة او كما جاء في كلامه. قد كرر هذا في مواضع في الخصوص وخاصة في فص واحد يعني كرر الكلام وعبر عنه هذا ليس خاصا بهذا الرجل بل كذلك من بعده ممن شرحوا او الميرغني او تيجان او من شابههم كان كل من يعتقد في نفسه انه خاتم الاولياء. الثاني الثاني العام من الثلاث نقاط اللي بنوا عليها مذهبا ان خاتم الاولياء افضل من خاتم الانبياء. لان خاتم الانبياء يأخذ عن الله واسطة وخاتم الاولياء يأخذ مباشرة ولان خاتم الانبياء يأخذ الناس بما يصلح ظاهرهم وخاتم الاولياء يصلح باطنه. ولهذا يقول مثلا في بعض كلامه يقول من رآني ومن رأى من رآني الى خمسة اجيال فانهم محرمون عن النار ما في خاتم الاولياء من النور الذي قذفه الله جل وعلا فيه فينبعث هذا النور في رآه ورأى من رعاه الى اخره او كما قال وهذه العقيدة بها جعلوا ان للولي ما يقبل به النبي والعياذ بالله. الثالثة في كلامهم ان الولي والنبي بينهما فرع من جهة ان النبي جاءه الوحي اختيارا من الله جل وعلا واما الولي خاتم الاولياء ففاض عليه الوحي لانه استعد لذلك بتصفية باطنه فعنده القبول والاستعداد لان يفاض عليه وبهذا صار حاتم الاولياء افضل من خاتم الانبياء. هذه ثلاث مجملات في اه تلخيص كلامه. المسألة الثالثة عند كثيرين من الفئات التي تعتقد في الاولياء اهل السنة يعتقدون في كرامات الاولياء كما سيأتي لكن بالاعتقاد الصحيح لكن في فئات كثيرة مثل الباطنية والرافضة وآآ غولات الصوفية يعتقدون ان افضل المقامات مقام الولي ويليه الدرجة الثانية مقام النبي ويليه مقام الرسول وفيها يقول قائلهم مقام النبوة في برزخ فوق الرسول ودون مقام النبوة في برزه يعني هو في الوسط. خويق الرسول الرسول تحت النبي. مع انه الرسول هو افضل من النبي النبي تحته بقليل يقول فويقة يعني بينهما شيء يسير. طويق الرسول ثم ما قال قال ودون الولي يعني بينه وبين الولي مراتب فالاعلى عندهم الولي ثم بعده النبي ثم الرسول وهذا القول في الترتيب قال به غلاة الصوفية كما ذكرت لك النقل عنهم وقال به ايضا ائمة ائمة مذهب الاثني عشرية مثل ما ذكرت لك في اول الكلام عن قول الخميني حيث قال من مذهبنا الضروريات معناها الشيء الذي لا يحتاج الى استدلال. الذي يحس باحد الحواس الخمس. ما يحتاج الى دليل ولا برهان الشيء الضروري لا يحتاج الى دليل وبرهان لانه محسوس. قال من ضروريات مذهبنا ان لائمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. يعني ان مقام اولياء الائمة الاثني عشر انهم اعلى من مقام الانبياء. وهذا بلا شك طعن في القرآن وطعن في السنة طعن في الصحابة وهكذا يبلغ الامر عند من قال لان افضل هذه الامة واحق الناس بان يكون من الاولياء ابو بكر الصديق رضي الله عنه وارضاه. ثم ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم العشرة المبشرون بالجنة وهكذا هؤلاء هم الاولياء وهم سادة الاولياء والاصفياء وخير الصحابة رضوان الله عليهم. واذا كان النبي عليه الصلاة والسلام فضل قرنه فقد فضل ابا بكر تفضل عمر فكيف يكون واحد من هذه الامة يأتي ويزعم انه افضل من الصحابة ثم يزعم انه افضل اولياء وخاتم الاولياء ثم يزعم انه افضل من الانبياء. لا شك ان هذا قول من صاحبه قد يحكم بكفر صاحبه. بل حكم كثير من العلماء بكفر من قال هذه المقالة لانها قدح في قرآن وقدح في السنة وعدم ورفع لمقام الولي وتهجيم مقام النبي والرسول ورفع خاتم الاولياء على خاتم الانبياء. لهذا آآ مع اختصار في المقام لهذا ذكر الطحاوي رحمه والله هذه الجملة وركز عليها يعني في هذه العقيدة لانها بدأت في زمانه وهي سبب الشر في الناس مع طرق الصوفية في هذا الى هذا الزمان وقال ولا نفضل احدا من الاولياء على احد من الانبياء عليهم السلام ما في ولي يمكن ان يكون افضل من نبي. بل افضل الناس هم الانبياء ثم يليهم الاولياء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابة كل نبي الى اخر قال ونقول نبي واحد افضل من جميع الاولياء. الله اعلم حيث يجعل رسالته سبحانه وتعب قال بعدها ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم. هذا نتكلم عنه نقسم الكلام عليه لان الدرس هذا ان شاء الله في الدرس القادم فانه يطول الكلام على كرامات الاولياء قال ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياته. يريد رحمه الله ان اهل السنة والجماعة واهل الحديث والاثر والمتابعين للسلف الصالح يؤمنون بما جاء في الكتاب والسنة ما به الرواية من كرامات الاولياء وهم يصدقون بكرامات الاولياء ولا ينفونها وما صح عن الثقات من الروايات في بيان كراماتهم فانهم يصدقون بذلك ويعتقدونه ويؤمنون به لان هذا من فضل الله جل وعلا عليهم لان في التصديق به تصديقا بما اخبر الله جل وعلا به في القرآن واخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في السنة ويريد بذلك مخالفة طوائف ممن من العقلانيين الذين انكروا الكرامات كرامات الاولي ويخص بالذكر منهم المعتزلة فانهم انكروا كرامة الاولياء وقالوا ليس لولي كرامة بانه لو صح ان يكون لولي كرامة لاشتبهت كرامات الاولياء بمعجزات الانبياء وحينئذ تشتبه الكرامة بالنبوة ويشتبه الولي بالنبي وهذا قدح في وقدح في الشريعة ونذكر هنا مسائل الاولى كرامات الاولياء جمع كرامة والكرامة في اللغة اكرام من الاكرام وهو ما يؤتى المكرم من هبة وعطية وهي في باب الكرامة من الله جل وعلا وفي الاصطلاح عرفت الكرامة كرامة الولي بانها امر خارق للعادة جرى على يدي ولي. وكونه خارقا للعادة يخرج به ما ينعم الله جل وعلا به من النعم على عباده مما لا يدخل في كونه خارقا للعادة فاهل الايمان ينعم عليهم بنعم كثيرة وهي اكرام من الله جل وعلا لكن لا تدخل في حد الكرامة. فالكرامة ضابطها انها امر خارق للعادة والعادة هنا خارق للعادة اي عادة عادة اهل ذلك الزمان. فقد يكون خارقا لعادة اناس في القرن الثاني. وهو ليس بخارق لعادتنا في هذا الزمن. مثلا ان ينتقل من بلد الى بلد في ساعة من الشام الى مكة او الى القدس في ساعة. ويصلي هنا الى اخره او ان يحجب عن بعض المكروه. او ان يكون عنده علم بحال اناس بالتفصيل يسمع كلامهم ويرى صورتهم في بلد بعيد عنه. هو في الجزيرة ويرى حالهم في في الشام او في مصر او في اه خراسان او ما اشبه ذلك. هذه في زمن مضى كانت خوارق لعادة اهل ذلك الزمان. لكنها بالنسبة لاهل هذا الزمان ليست بخارق مطلقة لهذا تضبط العادة في تعريف الكرامة خارق للعادة لانها عادة اهل ذلك الزمان والمعجزة ايضا او الاية والبرهان للنبي وخوارق السحرة والكهنة كما سيأتي فيها خرق للعادة لكن مع اختلاف الخارق واختلاف العادة كما سيأتي وحوله جرى يعني انه اكرم به الولي فجرى على يديه وقد يكون اعطي القدرة وقد يكون الولي احس بالشيء وجرى على يديه دون قدرة منه. اما من الملائكة او من او بسبب شاءه الله جل وعلا واخر جملة على يدي ولي يخرج منها ما جرى على يد الانبياء فهي امر خارق للعادة لكنه ليس على يدي ولي وليد وليد وانما على يدي النبي وكذلك خوارق السحرة والكهنة والمشعوذين فهي شيطانية ليست ايمانية ولذلك لا تدخل في التعريف المسألة الثانية الاصل في كرامات الاولياء من القرآن قول الله جل وعلا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة. لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم وقوله عليه هو قوله جل وعلا ايضا وكان ابوهما صالحا وآآ قوله عليه الصلاة والسلام ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذني لاعيذنه ومن الواقع فانه تواتر النقل عن الصحابة وعن التابعين ومن تبعهم وعن الامم السالفة تواتر النقل بما لا يكون معه مجال للتكذيب ولا للرد بنقل عدد كبير يختلفون في اماكنهم ويختلفون في في بحصول هذه الكرامات فيكون معه النقل متواترا ويكون دليلا من الادلة في هذه المسألة فاذا حصول الكرامات دل عليه القرآن والسنة ودل عليه التواتر في النقل عن الامم السالفة وعن هذه الامة المسألة الثالثة الكرامة تبع للولايا والاولياء جعلهم الله جل وعلا هم اهل الايمان والتقوى. قال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذي امنوا وكانوا يتقون. فالولي الذي يعطى الكرامة هو الموصوف بهذين الوصفين. الايمان والتقوى فلو جرى الخارق على يدي من لم يوصف بالايمان والتقوى فليس هو من الكرامة لان الله جل وعلا جعل الولاية في اهل الايمان والتقوى وهم الذين يعطون الكراهة وها هنا سؤال هل مبتدع او الضال او العاصي يعطى كرامة والجواب عن ذلك ان الاوليا كما قرر اهل العلم على فئتين فئة الاولى السابقون والفئة الثانية المقتصدون فليس الظالم لنفسه المقيم على المعصية حظ في الكرامة لكن قد تجري الكرامة على يدي من عنده بدعة وانما يكون هذا المبتدع او الظالم لنفسه في جهاد مع الكافر في جهاد مع العدو الكافر فيعطيه الله جل وعلا الكرامة لا لذاته ولكن لما يجاهد عليه. وهو الاسلام والايمان ورد الكفر فيكون اعطاؤه الكرامة لا يغتر بها لانها ليست لشخصه وانما هي للدليل على ظهور الايمان والاسلام على الكفر والالحاد والشرك ونحو ذلك السبب الثاني ان يكون في اعطائه الكرامة او ان يكون اعطاؤه الكرامة لحاجته اليها في ايمانه او في دنياه فتكون سببا له في استقامة او في خير ولهذا من جرى على يديه شيء من ذلك فينظر في نفسه ان كان من اهل الايمان والتقوى فيحمد الله جل وعلا ويثني عليه ويلازم الاستقامة على ما اكرمه الله جل وعلا به وان كان من اهل البدعة او المعصية او الظلم للنفس في علم ان في ذلك اشارة له ان يلازم سنة النبي صلى الله عليه وسلم والايمان والتقوى حتى تكون البشرى له في الدنيا والاخرى والا يكون قد قامت عليه حجة ونعمة من الله رعاها ثم انكرها المسألة الرابعة والاخيرة في هذا الدرس الكرامة كرامة الاولياء هي امر خارق للعادة وتشترك مع مخاليق السحرة والكهنة في انها امر خارق للعاد وكذلك معجزات الانبياء والايات والبراهين هي امر خارق للعادة فخرق العادة في نفسه ليس مثنى عليه فقد تخرق العادة لمبطل وقد تخرق العادة لصالح يعني لرجل صالح وقد تخرق العادة كاهن ساحر وقد تخرق العادة لولي صاد. ولهذا وجب ان يكون ثم فرقان في خرق العادة عند من حصلت له وعند الناس هل خرقت العادة لمؤمن تقي او بمبطل غير متابع للسنة. من السحرة والكهنة واشباه. فنعلم حين اذ الفرقان البين بين الولي وخرق العادة له وانها خرق ايماني خرق من الله جل وعلا لاكرامه وكرامته وبين خرق العادة للساحر والكاهن والمشعوذ وانها خارق شيطاني لان الشياطين لها قدرة في خرق عادة لكن ثم فرق بين خارق العادة للشياطين وخارق العادة الاولياء والفارق بينهما ان خارق العادة للاولياء هذا من الله جل وعلا. اولا واثر من متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام ثانيا والثالث انه خرق لعادة اهل الزمان فهو في جنسه اعظم وارفع من جنس خوارق السحر واما خوارق السحرة فهي اولا من الشيطان مخارق شيطانية والثاني هي من نتجت من التقرب للشياطين والتعاون معهم حتى خدمتهم الشياطين كما قال جل وعلا في سورة الانعام مما ذكر حشر الجن والانس يوم القيامة قال ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس. وقال اولياءه من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض. فاستمتع الانس بالشيطان الجني واستمتع الشيطان الجن بالانس فهذا تقرب وهذا خدم لهذا منشأها من جهة الشيطان. الثاني انها متابعة للمعصية والبدعة والشرك الى اخره التي هي مخاريق السحرة. الثالث انها محدودة وفي الغالب في الغالب انها تخييل وليست حقيقة وعالشيطان هو الذي يتمثل وليس من اعطي الخارق او من جرح الخارق على يديه في ظاهر الناس انه هو الذي انتقد. مثلا وجد في الشام ووجد في مكة في نفس الوقت. وجد في الرياء في في مصر في البقرية الفلانية ووجد في القرية فلانية هذا لا يمكن ان يكون فهو اذا من الشيطان قال بعضهم مثلا مثل ما قال عبد الوهاب الشعراني في ترجمة احد من ادعى انهم مجابيب ومجانين واولياء قال في ترجمته وكان رحمه الله يعني في الثناء عليه يخطب الجمعة في سبع قرى في مصر وهذا خارط عند الناس كيف ها القرية هذه والقرية هذه والقرية هذه كلهم يخطب فيهم هذا ويكون الشيطان تمثل به خدمه حتى يغوي الناس وبالاضافة لذلك هو مجنون ومجذوب وآآ ما شابه ذلك فاذا الشياطين تخدم الساحر والكائن لكن اكثر ذلك تخيير كما قال جل وعلا يخيل اليه من سحرهم انها تسعد وثم تفصيل الكلام على هذه المسائل المهمة في اه مسائل ناتي اليها ان شاء الله تعالى في الدرس القادم نكتفي بهذا القدر مسألة بسم الله مدخلينهم مع من باب الادب ما ندخله الفرق بين خوارق الاوليا ومعجزات الانبياء والمذاهب فيه والخلاف الى اخره تكثر المرافي والاشعار في من يموت من العلماء وغيره ويحصل من المبالغة في ذكر المحاسن والتباكي عليه فثم سؤالين يعني سؤالان فثم سؤالان الاول هل هذا من النياحة الثاني يرد في كثير منها بعض الالفاظ الشركية او قريب منها والمبالغة الشديدة الى اخره وذكر امثلة من ذلك واظنه تيقول القصائد كانت في رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وسمى مدخل لاهل البدع لا شك ان ما رثي به سماحة الشيخ عبد العزيز رحمه والله تعالى فيه وسم الحق وطيب وجزى الله الراثين خيرا. والعلماء يرفون العلماء. والشعراء يرفون اهل العلم ومن في على الاسلام والمسلمين الاثر لكن القسم الثاني من تلك المراثي كما ذكر من الامثلة فيها من الغلو ووسائل الشرك ونداء الميت ما فيها وهذا مما يبين لك غربة التوحيد. وان الناس لا يصح ان يقولوا التوحيد علمناه. والحمد لله الناس على الفطرة ولا يحتاجون للعقيدة والتوحيد. هذا في موت سماحة الشيخ لما سير بجنازته من الناس من تمسح به والقى عليه غترة وسماح من الجهلة ومن ولما جاءت القصائد في من يشار اليهم من ناداه في قصيدته يا ابا عبد الله ايش غوص الملاهيف يعني ونحوه من المبالغات وهذا يدلك على ان رسالة الشيخ رحمه الله في حياته والدعوة التي اقامها في ملازمة السنة وترك البدع ورد وسائل الشرك ووسائل البدع فيمن هو افضل من الشيخ رحمه الله هو النبي عليه الصلاة والسلام ابو بكر وعمر وعثمان علي الى اخره الشيخ اقام حياته لتقرير السنة والرد على البدع ووسائل الشرك. فيأتي من يجعل يغلو فيه اما لغرض صالح او لغرض غير صالح ايضا. لا شك ان هذا ذنب واثم على من قاله يجب عليه التوبة وسحب هذه القصائد وان يراجعها اهل العلم اذا كان فيها شيء منكر وجب عليها. وهذه نتبرأ منها. نحن نتبرأ ممن غلى في مدح الاولاد الصحابة بمدح النبي صلى الله عليه وسلم غلا فيه الغلو الذي اوصله الى مقام لم يجعله الله جل وعلا له. فكيف بمن هو دون النبي عليه الصلاة والسلام ودون الصحابة من العلماء والاولياء ومثل سماحة الشيخ رحمه الله تعالى لا شك ان الواجب الانكار ولا نقره شيئا من ذلك ونظرة منه وليس لاهل البدع حجة في ذلك لان اهل التوحيد فيهم جهلة ايضا مثل ما في اهل البدع جهلة فمن اهل البدع جهله يبالغون في المدح الى اخره ويطرون كذلك في المنتسبين الى التوحيد والى اهل التوحيد والى اهل العقيدة فيهم من يجهل كثيرا ويخطئ ويتجاوز وذكرني هذا حينما رأيت بعض الاشياء ذكرني هذا بحياة شيخ الاسلام ابن تيمية الذي عاش حياته للعقيدة وللتوحيد ولنصرة السنة ولرد البدع ووسائل الشرك والغلو في الاموات. ثم بعد ذلك جنازته صلي عليها الظهر وظلت تمشي الى المقبرة وما والناس يلقون عمائمهم ويلقون اربيتهم على جثمان شيخ الاسلام تبركا به. فما حياته اذا؟ هؤلاء الجهلة الكثيرون حتى ولو انتسبوا الى الثقافة والى العلم هؤلاء الجهلة بحاجة الى ان يدرسوا عقيدة ويعلمون ما يحل وما يحرم ويريد ان اماما وعالما مثل سماحة الشيخ. ويقع في الاثم ويجعل الاثم ايضا ينتشر في الامة والبدعة ووسائل الشرك. فبدل نسير بدعوته وما عاش في حياته له نخالفه بعد وفاته وهذا لا شك انه مما الشيطان ويأنس له. والغلو شر. الغلو شر. وهدي الصحابة في ذلك هو الهدي الكامل فكما المراتب في ابي بكر وكم المراتي في عمر وفي عثمان وكم المراتي في ابن عمر وابن عباس اجمعوها؟ اليس في زمنهم من الشعراء والعلماء من فيه لكنها قليلة. محافظة لا لانهم لا يستحقون. لكن خشية من الغلو. واحيانا بعض المسائل يعامل فيه يعامل فيها الانسان الناس بنقيض القصد حتى لا يتوسع في الشرك والبدع ولهذا ينبغي عليكم جميعا ان تستدلوا بما حصل من هذه التجاوزات على غربة التوحيد ويعطيكم دليلا على انه في هذا البلد والذين هم قريبون من الشيخ ويعلمون دعوته ويعلمون الكتب التي شرحها ودرسها وفتاويها التي يرد فيها على اقل البدع وعلى اقل وسائل الشرك. كيف ان الناس يخالفونه وهم عاشوا مع سنين عددا فما اشد الغربة وما اشد حاجة الناس الى التوحيد والعقيدة والعلم الصحيح والالتزام بالسنة. اسأل الله جل وعلا ان يرفع درجة شيخنا في عليين وان يجزيه عنا خير الجزاء وان يجعله مع الائمة السابقين ممن احبهم واختفى اثرهم انه سبحانه على كل شيء قدير. بعض الاسئلة اخروها قل ما رأيكم فيما جاء في كتاب عبد الله ابن الامام احمد؟ من اتهام لابي حنيفة وبالقول عليك خلق القرآن الى اخره هذا سؤال جيد هذا موجود في كتاب السنة لابي لعبد الله بن الامام احمد عبدالله ابن الامام احمد في وقته كان كانت الفتنة في خلق القرآن كبيرة وكانوا يستدلون فيها باشياء تنسب لابي حنيفة وهو منها براء خلق القرآن وكانت تنسب اليه اشياء ينقلها المعتزلة من تأويل الصفات الى اخره مما هو منها براء. وبعضها انتشر في الناس ونقل لبعض العلماء فحكموا بظاهر القول. وهذا قبل ان يكون لابي حنيفة مدرسة ومذهب لانه كان العهد كان العهد قريبا في عهد ابي حنيفة وكانت الاقوال تنقل قول سفيان قول وكيع قول سفيان الثوري قال سفيان بعيينة قول آآ فلان وفلان من اهل العلم في الامام ابي الحنيف فكانت الحاجة في ذلك الوقت باجتهاد عبد الله بن الامام احمد كانت الحاجة قائمة في ان ينقل اقوال العلماء فيما نقل ولكن بعد ذلك الزمان كما ذكر الطحاوي اجمع اهل العلم ان لا على الا ينقلوا ذلك وعلى الا يذكروا الامام ابا الامام ابا حنيفة الا الخير والجميع. وهذا فيما بعد زمن الخطيب البغدادي. يعني في عهد بعض اصحاب الامام احمد ربما تكلموا وفي عهد الخطيب البغدادي نقل مقولات في تاريخه معروفة وحصل ردود عليه بعد ذلك حتى وصلنا الى استقراء منهج السلف في القرن السادس والسابع هجري وكتب في ذلك رسالة ابن تيمية الرسالة المشهورة رفع الملام عن الائمة الاعلى وفي كتبه جميعا يذكر الامام ابا حنيفة بالخير وبالجميل ويترحم عليه وينسبه الى شيئا واحد وهو القول بالارجاء ارجاء الفقهاء. دون سلسلة الاقوال التي نسبت اليه. لانه يوجد كتاب ابي حنيفة الفقه الاكبر وتوجد رسائل له تدل على انه كان في الجملة يتابع السلف الصالح الا في هذه المسألة لمسألة دخول الاعمال في مسمى الايمان. وهكذا درج العلماء على ذلك كما قال الامام الطحاوي الا كما لك بعض من زاد غلا في الجانبين اما غلا من اهل النظر في الوقيعة وفي اهل الحديث وسماهم حشوية وسماهم جهلة ومن غلى ايضا من اهل من المنتسبين للحديث والاثر فوقع في ابي حنيفة رحمه الله او وقع في الحنفية الفقيه او بالعلا والمنهج الوسط هو الذي ذكره الطحاوي وهو الذي عليه ائمة السلف. لما جاء امام الامام الشيخ محمد بن عبد رحمه الله اصل هذا المنهج في الناس والا يذكر احد من اهل العلم الا بالجميع. وان ينظر في اقوالهم وما رجحه الدليل فيؤخذ به والا يتابع عالم فيما اخطأ فيه وفيما زل. بل نقول هذا كلام العالم وهذا اجتهاده القول الثاني هو الراجح. ولهذا ظهر بكثرة في المدرسة مدرسة الدعوة ظهر القول الراجح المرجوح والراجح والمرجوح وربي عليه اهل العلم. في هذه المسائل تحقيقا لهذا الاصل. حتى اتينا الى اول عهد الملك عبد العزيز رحمه الله لما دخل مكة واراد العلماء طباعة كتاب السنة لعبدالله بن الامام احمد وكان المشرف على ذلك والمراجع له. الشيخ العلامة الجليل عبد الله ابن حسن ال الشيخ رحمه الله تعالى رئيس القضاة بالذات في في مكة فنزع هذا الفصل بكامله من الطباع فلم يطبع لان لانه من جهة الحكمة الشرعية كان له وقته وانتهى. ثم هو اجتهاد السياسة الشرعية ورعاية مصالح الناس ان ينزع. والا يبقى وليس هذا في خيانة للامانة بل الامانة الا نجعل الناس يصدون عما ذكره عبد الله عبد الله بن الامام احمد في كتابه من السنة والعقيدة الصحيحة لاجل نقول نقلت في ذلك. وطبع الكتاب بدون هذا الفصل وانتشر في الناس والعلماء على ان هذا كتاب السنة لعبد الامام احمد حتى طبع مؤخرا في رسالة علمية او في بحث علمي وادخل هذا الفصل وهو موجود في المخطوطات معروف ادخل هذا الفصل من جديد يعني ارجع اليه وقالوا ان الامانة تقتضي اثباته الى اخره وهذا لا شك انه ليس صحيح الخنيع العلماء علماء الدعوة فيما سبق من السياسة الشرعية ومن معرفة مقاصد العلماء في تعاليفهم اختلاف الزمان والمكان والحال وما استقرت عليه العقيدة وكلام اهل العلم في ذلك. نعم. ولما طبع كنا في في دعوة عند فضيلة الشيخ الجليل الشيخ صالح الفوزان في بيته كان داعيا لسماحة الشيخ عبد العزيز رحمه الله وطرحت عليه اول ما طبع الكتاب طبعت اه كتاب السنة في الطبعة الاخيرة هذي التي مجلدين ادخال هذا الفصل او هذا الباب فيما ذكر في ابي حنيفة في الكتاب وان الطبعة الاولى كانت آآ خالية من هذا وصنيع المشايخ فقال رحمه الله في مجلس الشيخ صالح قال لي اللي صنعه المشايخ هو المتعين. ومن السياسة الشرعية ان يحلف. وارادة ليس مناسب وهذا هو الذي عليه منهج العلماء. زاد الامر حتى صار هناك تأليف يطعن في ابي حنيفة بعضهم يقول ابو جيفة ونحو ذلك وهذا لا شك انه ليس من منهجنا وليس من طريقة اه علماء الدعوة ولا علماء سلف لاننا لا نذكر العلماء الا بالجميل اذا اخطأوا فلا نتابعهم في اخطائهم وخاصة الائمة هؤلاء الاربعة لان لهم شأنا ومقاما لا سيمكر نكتفي بهذا القدر. اسأل الله لكم التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على نبينا محمد