المكتبة الصوتية لمعالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف ال الشيخ. شرح العقيدة الطحاوية. الدرس والخمسون بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فاسأل الله جل وعلا ان يصلني واياكم برحمته. وان يتقبل منا قليل طاعته وان يبارك لنا في اعمالنا واقوالنا واعمالنا انه جواد كريم. ثم نجيب عن بعض الاسئلة بفاتحة هذا الدرس امل التكرم باعادة شرح الواسطية بعد الانتهاء من الطحاوية لان غالب الطلبة لم يحضروا شرحكم وكثيرة وكثيرة فاحالتكم عن الواسطية فهو خير فيحتاج الى يعني تأمل لكن ما اعظم النية ذلك لانه مشينا على عدد من الكتب والرغبة ان تبقى مسجلة في الاشرطة ينتفع الناس فالإبتداء بكتب جديدة اولى لتبقى محفوظة في الأشرطة يمكن طالب العلم ان يرجع الى الشرح موجود يستفيد منه انه هو موجود ان شاء الله في هذا آآ كتاب مسائل الجاهلية امام الدعوة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب ما اكملناه وعدد من الاخوة اختاروا اكماله او نأخذ عدد من الكتب اثنين ثلاثة مع شلون يصير الدرس المتنوع؟ ما بعد قررنا ان شاء الله حيكون خير تعلمون كثرة الكلام حول استعمال الرجال للدفوف هو تسرع البعض بالتحريم نرجو منكم تبيين الحكم استعمال الدف للرجال العلماء اختلفوا فيه على عدة اقوال فمنهم من رأى المنع والنهي عن ذلك بانه انما ابيح للنساء في العرس وليال الفرح وهم الرجال فهم باقون على اصل المنع وهذا ذهب اليه جمع من اهل العلم في ذلك استدلوا له بان امرأة كانت تضرب الدف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل عمر حلقة الدفاع تحتها وجلست عليه فقال عليه الصلاة والسلام له يا عمر ان الشيطان يفرق منك. استدلوا بقوله ان الشيطان يفرق منك بان هذا من عمل الشيطان والاصل في اعمال الشيطان انها محرمة والقول الثاني انه يباح الدف للرجال ويستدل اهل هذا القول بعدة ادلة منها ان النبي صلى الله عليه وسلم اقر آآ الضرب بالدف بين يديه واتته امرأة فقالت يا رسول الله اني نذرت ان رجعت سالما ان اضرب على رأسك بالدف فقال اوفي بنذرك فدل على ان الضرب بالدف استماع الرجل له ليس بمحرم لانه قال او في بنذرك نذرع في معصية الله جل وعلا. هذا الحديث رواه ابو داوود وغيره باسناد جيد واستدل له ايضا ببعض اعمال السلف الكلام في المسألة راجع الى بعض الاحوال الفرح بعرس او بعيد او في حرب او في افتخار ونحوهما هل يباح مطلقا ام في هذه الصور التي جاء في الدليل ما هو من جنسها العلماء مختلفون في ذلك والمسألة تحتاج الى تحرير مزيد تحرير وكثير من علمائنا يمنعون منها لسد الذريعة في ذلك هل اه هذا ياسر عمار يقول صلى الله عليه وسلم لعمار تقتلك الفئة الباغية. هل هذا معناه ان فرقة معاوية فرقة باغية قول النبي عليه الصلاة والسلام لعمار ابن ياسر تقتلك الفئة الباغية هذا حديث صحيح واهل العلم يستدلون به على ان الحق مع علي رضي الله عنه واصحابه وان معاوية رضي الله عنه ومن معه انهم كانوا متعوذون وبغوا اه في على علي رضي الله عنه وانما فعلوا ذلك باجتهاد كما هو معلوم ولهذا لما قيل لمعاوية آآ هذا الحديث ان عمارا تقتله الفئة الباغية قال انما قتله الذين اخرجوه ما قتلناه قتله الذين اخرجوه في امر ليس بحق. فتأول حتى الحديث وجعلها وجعل آآ عليا رضي الله عنه ومن معهم الذين بغوا على اولياء دم عثمان رضي الله عنه والصواب في ذلك هو ما عليه معتقد اهل السنة والجماعة من الترضي عن الجميع واعتقاد ان الصواب والحق مع علي رضي الله عنه واصحابه وان معاوية رضي الله عنه بغى على علي في ما ذهب اليه وانه لم يكن ايضا هذا يعني كل ما حصل باختيار معاوية رضي الله عنه بل كان ثم من يفسد بين الفئتين وهم الخوارج قاتلهم الله المقصود من ذلك ان محبة الجميع فرض ومعاوية رضي الله عنه كاتب وحي النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز التنقص منه وولايته كانت من خير الولايات. يعني هو خير ملك ملك لانه صحابي واقام الجهاد واجتمعت عليه الامة في وقته وعلي رضي الله عنه من هذه الجهة لم تجتمع عليه الامة فلذلك حصل من الخير ومراغمة الاعداء وقتال اعداء الله وجهاد المشركين سعة انتشار الاسلام في وقت معاوية ما لم يحصل في خلافة علي رضي الله عنه. فلهذا الله اعلم مواقع حكمته وقدره ولكن علي رضي الله عنه ولى هو المصيب وهو الحق وهو الخليفة الراشد وهو رابع الخلفاء ورابع المبشرين بالجنة. وهو افضل واعلى مقام بن معاوية اه رضي الله عنه. عنهم جميعا لا شك ولكن معاوية كان في ذلك متهولا وكان آآ في عهده من الخير آآ ما يحمد له ما رأيكم بموسى الموسوي قرأت له ردودا على الامامية وقيل انه شيعي هذا احد آآ موسى الموسوي احد الامامية الرافضة نقم على على الخميني دعوته في ولاية الفقيه وفي بعض امور السياسة فرحل الى امريكا وانشأ له هناك آآ دارا ومركزا والف بعض الكتب باللغة الانجليزية وبعض والبعض باللغة العربية. وبعض كتبه كالشيعة والتصحيح الشيعة التشيع يا شيعة العالم استيقظوا ونحو هذه الكتب مفيدة في الرد على شيعة وبيان ان منهم من يرد عليهم من كتبهم وانهم متناقضون وان الحق ليس معهم وان عندهم من التناقض وعندهم من مخالفة اه ما عليه اكابرهم المتقدمون ما اه يدل على فساد ما ذهبوا اليه. فكتبه مفيدة في باء لكن هو يذهب الى شيء يجب ان تنتبه اليه وهو ان الشيعة حق وان التشيع حق وان الجعفري حق وانه لا يجوز آآ ان يتعدى على التشيع من حيث هو وان السنة والشيعة فرقتان آآ من فرق الاسلام لا ينبغي ان يكون بينهما كبير فرق ومع هذا فهو رد على الشيعة في مواضع كثيرة. مثلا اذكر له آآ في كتابه الشيعة والتصحيح آآ ذكر عدة مسائل منها مسألة العصمة مسألة الترك الجمعة وزواج آآ المتعة وايضا ذكروا في مسألة مهمة عقد لها بابا سماه الشيعة ومراقد الائمة ومراقد الائمة وذكر في هذا آآ نقدا واضحا وتضليلا للذين يقدسون الائمة ويتجهون الى مراقبهم بالحج يعني الى قبورهم قال حتى في في صدر هذا الباب ان صح آآ حفظي يقول اه يحلو في اول اسطر منه يحلو لبعض الفئات ان تجعل معظمهم مقدسا ويجعلون عليه خلعا من صفات الاله كما فعل الناس من المسلمين بمعظميهم. فلدى السنة معظمون خلعوا عليهم من صفات الاله وجعلوا يذهبون اليهم للذبائح والنذور والطلبات والاستغاثات للشيعة ايضا اه مقدسة لمقدسون ومعظمون خلعوا عليهم من صفات الاله. ولم ينجوا هذي عبارته ولم ينجوا من هذا التخريف الطائفة الموسومة بالسلفية فعلى العموم عنده اه ما عنده وكتبه تستفيد منها يستفيد منها طالب العلم في بعض الامور وخاصة في مسألة متى بدأ القول بالعصمة متى بدأ الانحراف؟ انحراف الشيعة عن اقوال الاوائل. ارخها في كتبه تاريخا جيدا وبين ان بداية العراق كانت في اوائل المئة اه في اوائل المهن الرابعة بدأ القول بالعصمة وبدأ اه الانحراف عن طريقة ائمتهم في الاولين. فيرد عليهم من كلام بعضهم في بعض الاسئلة خاصة فتاوى خاصة اه يعني ممكن يسألني بعدها اختلف العلماء المفسرون في القول عن حقيقة تأويل كذبات إبراهيم عليه السلام فلهما فما الأقوال المرجحة لذلك ما ادري وش معنى تأويل كلمات ابراهيم؟ ان اختلاف المفسرون وتأويل الكذبات في الحديث فماذا يعني بها؟ على كل حال الكذبات التي ذكرت في الحديث آآ هي معروفة ولا ذريبات كلها في ذات الله. قوله اني سقيم قول هذا ربي. وقوله لي زوجه سارة هذه اختي وكان متعودا في ذلك وصادقا وهي فيها مصلحة فهو خشي ان واجعل من الكذب باعتبار الظاهر لا باعتبار فالباطن الارض متى تزكى؟ هل يكون ذلك اذا عرضها للبيع؟ كلفظ الحديث ايش ام اذا نوى ان تكون هذه الارض مثلا استثمارا تجاريا الارض اذا ملكها المسلم بفعله بنية التجارة ثم اعدها للبيع فانه حينئذ فيها الزكاة وتزكى زكاة عروض تجارة تقوم بعد حول من ملكها مالك تجارة واعدادها للبيع تقوم وتزكى قيمتها. اذا كانت عنده واذا لم تكن القيمة يعني الزكاة عنده يعني يمكنه ان يخرج مما عنده فانه ينتظر حتى آآ يبيعها ثم يخرج زكاته والاصل في ذلك عند العلماء حديث سمرة الذي رواه ابو داوود وغيره ان النبي صلى الله عليه انه قال كنا نؤمر ان نخرج الصدقة مما نعده للبيع وهذا الحديث رواه ابو داوود واسناده فيه مجاهيل. ولكن قال بعض اهل العلم ان اسناده مقارب او مقارب وهذا لاجل انها نسخة رويت بها روي بها عدد من الاحاديث وليس حديثا واحدا والنسخ ربما اغتفر فيها العلماء على اعتبار انها وجادة وتتناقل بالاسناد ما لا يغتر في التحليل والصحيح ان اسناده ضعيف ولكنه مأخوذ به لدلالة عدد من الاحاديث على زكاة عروض التجارة. منها ما رواه الحاكم باسناد جيد ان النبي عليه الصلاة والسلام قال وفي البز صدقته والبز هو القماش الذي يبيعه التاجر ومنها ما رواه البخاري في صحيحه وغيره لما منع ابن جميل وخالد والزكاة قال عليه والعباس قال عليه الصلاة والسلام اما ابن جميل فما نقم الا ان كان فقيرا ثم اغناه الله من فضله. واما خالد فانكم تظلمون خالدا فانه احتبس اسيافه واذرعه في سبيل الله واما العباس فهي علي ومثلها بانه تقدم بصدقة سنتين والشاهد منه على زكاة عروب التجارة قوله في شأن خالد رضي الله عنه انه احتبس اسيافه واذرعه وهم نقموا على خالد انه لم يخرج الصدقة من الاسيار والادرع والنبي صلى الله عليه وسلم اعتذر له لا بان زكاة عروض التجارة ليست بواجبة ولكن بانه اوقفها واذا كان اوقفها فقد خرجت من ملكه فحينئذ تكون ملكا للمسلمين حول المجاهدين. فحين اذ لا زكاة فيها فالصحيح الذي عليه جمهور العلماء بالادلة التي ذكرت كل الاصول العامة ان عروض التجارة فيها ملكات بشرطين. الشرط الاول ان يملكها بفعله. والثاني ان ينوي بها التجارة من حين ملكه ولعلماء الفقه تفاصيل في اه اذا حولها يعني من نية التجارة الى نية السكنة الامهات وما شابه ذلك لكن فيما ذكرنا ما هو كاف بهذا المقصود. اما اذا الارض ملكها جيدا ليبني عليها عمارة او آآ مسكنا عمارة للتأجير او ليسكن فيها او بنى له بيتا يسكن او ليؤجره فهذه لا زكاة فيها زكاة ان ينوي بها التجارة في نفسها. يعني عروض التجارة ينوي بها الربح. ايش معنى التجارة؟ معناها الربح. يعني يشتريها يعني انه يشتريها ليطلب بها الزيادة انا داخل في اصل المال انه مال قابل للنماء الى اخره ومن اهل العلم ممن يقولون بالزكاة عروض التجارة من يقول لا تجب زكاة الفروض الا في الاموال المدارة. وهو قول الامام مالك بن انس رحمه الله تعالى وهو مذهب المالكية فيجعلون الاموال الجامدة غير المتحركة لا زكاة فيها. واما الزكاة في حق من يملك الاموال المدارة. بمعنى تاجر عقار يبيع ويشتري يبيع ويشتري. تاجر اسهم. يبيع ويشتري واحد عنده محل دائما يغير يدير المال فهذا هو الذي يقدره اه في وقت من السنة ويزكيه لانه مدير وليس كل احد آآ يعتبر مديرا آآ عنده. لكن ظاهر الادلة ان عروبة التجارة تجب اذا كانت بالتجارة سواء اكان مديرا ام لم يكن مديرا. وهذا له ارتباط باساس المال. لان هذا المال الذي اشترى به هذا الارظ وقابل للنماء فشراؤه للارض هذه للتجارة او عمارة للتجارة او شيء للتجارة هذه هو يطلب فيها النمع استمرار النمع وما كان كذلك فهو داخل تحت الاصل في وجوب الزكاة في الاموال التي تقبل النماء وخرج من نحو قوله ليس على المسلم في فرسه ولا عبده ولا داره صدقة لانه ليس معدا انما والله اكبر نكتفي بهذا القدر ثبت ان الله تعالى خط التوراة لموسى بيده فهل ثبت ان الله تعالى ناوله التوراة بيده من يده ما ما اعلم ذلك وظاهر القرآن لا يدل عليه ادرس في احدى الثانويات وعندنا مدرس ينصح باستماع اشرطتي الدكتور طارق السويدان في جميع الطلاب يأتي بهذه المدرسة لبيعها باسعار مخفضة ما في هذا المرجو الاجابة في اهميته والاختلاف فيه لا يطلق القول في الاشرطة اشربك اه الاخ المذكور يطلق القول بردها جميعا او قبولها جميعا. منها ما هو حسن ومنها ما عليه فيه ملاحظات وهو ليس بطالب علم اه يحسن مواضع خلاف ومواضع العقيدة. وانما اراد ان يبسط قصص الانبياء ويبسط السير باسلوب ينفع الناشئة فاجتهد في ذلك فما اخطأ فيه يجب الانتباه لذلك وحذفه من الشريط او آآ بيان ذلك له صحيح ذلك ولا يطلق القول بانها كلها نافعة او كلها غير نافعة بل آآ ينبغي النظر فيما اشتملت عليه وبعض الاخوة ذكر لي ان انه فيما مضى جاء هنا لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وانه نبه على بعض الاشياء وانه صححها في في العشرة طعنة جديدة ما ادري عن صدقها هذا الكلام او يعني حقته. المقصود ان ان بعضها اذا كانت نافعة فيراجع قبل ثم بعد ذلك لا بأس من من نشره اذا كان فيها خطأ او غلط في العقيدة او تساهل مع اهل الفرق الضالة او نحو ذلك فهذا لا يجوز تساؤل فيه هذي بعض الاشياء احيانا نجيب عليها بعد ذلك اقرأها. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين. قال الامام ابو جعفر احمد بن محمد الطحاوي رحمه الله تعالى. ولا نصدق وكاهنا ولا عرافا ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة واجماع الامة. قال رحمه الله وتعالى في اواخر هذه العقيدة المباركة العقيدة الطحاوية ولا نصدق كاهنا ولا عرافا ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة واجماع الامة وهذه الجملة منه في عقيدته يريد بها تقرير اصل من اصول اهل السنة والجماعة وهو انهم لا يصدقون من يدعي شيئا من علم الغيب او يدعي حالا مخالفة لما دل عليه القرآن وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وما اجمعت عليه الامة في صدرها الاول وسبب ايرادها في العقيدة ان زمنه كثر فيه من ينتسب الى الاولياء يكون له احوال شيطانية ويكون له هدي يخالف به ما يجب على الاولياء من طاعة الله ورسوله ومعاداة الشياطين وربما كان منهم من يدعي بعض علم الغيب فيكون كاهنا او يخبر ببعض المغيبات فيكون عرافا او يكون على حال لم يكن عليها السلف ولا ما اجمعت عليه الامة فيكون مدعيا لشيء يخالف الكتاب والسنة واجماع الامة وهذا كما انه كان في الدجالين وكذلك كان في السحرة والكهنة حقيقة وكذلك في بعض من ينتسب الى الصلاح والطاعة ظاهرة وهو في الباطن من اخوان الشياطين ومواليه وما ذكره ظاهر الدليل من كتاب الله جل وعلا ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونذكر تحت هذه الجملة مسائل مسألة الاولى الله جل جلاله هو المختص بعلم الغيب فلا يعلم احد الغيب بل الله جل وعلا هو الواحد الاحد وهو العالم بغيب السماوات والارض وما فيهن ومن فيهن قال جل وعلا وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو وقال جل وعلا في سورة النمل قل لا يعلم من في السماوات والارض غيب الا الله وقال جل وعلا عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسوله فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا. ليعلم ان قد ابلغوا رسالات ربهم الاية كذلك في قوله جل وعلا ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي رغد تموت ان الله عليم خبير فدلت هذه الحياة على ان علم الغيب مختص بالله جل وعلا. والمقصود به علم عند غيب المستقبل يعني ما سيكون في الارض او في السماء هذا لا يعلمه على اليقين والحقيقة الا الله جل وعلا. وانما الناس يخرسون في ذلك فواجب اعتقاد ان الله جل وعلا هو الذي يعلم الغيب وحده جل جلاله وتقدست اسمع ومن ادعى شيئا من علم الغيب فانما هو من الشياطين او من اخوان الشياطين كما قال جل وعلا ويوم نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا. فذكر ان الجني يستمتع او بالإنسي بعبادته له وتقربه له. وان الانس يستمتع بالجن بما يخبره من المغيبات وما يكون وهذا دلت عليه ايضا عدد من الاحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كانت الكهانة وهي ادعاء ما يستقبل من الامور من الغيبيات او العراقة سيأتي تفسيرها كانت من الامور الشائعة في زمنه عليه الصلاة والسلام وقبل ذلك من امور الجاهلية. قد رواه مسلم في الصحيح ان معاوية ابن الحكم السلمي اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له منا رجال يتكهنون فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. قد جاء ايضا في الحديث ليس منا من تكهن او تكهن له وسيأتي باقي الاحاديث في الكهانة وسبب سبب ادعاء علم الغيب في الناس من قبيل الكهان او العرافين او المنجمين او من شابههم وان الشياطين تمدهم بالمعلومات والشياطين قد تمدهم بمعلومات كاذبة وقد تمدهم بمعلومات فيها صدق وقد يكذب الكاهن او العراف او المنجم مع ما اتاه من المعلومات مائة كذبة او اكثر وهذا سببه يعني ما يصدقون فيه من اخذ منك من الاخبار بالمعلومات سببه ان الله جل جلاله اذا اوحى بالامر في السماء وامر ملائكته به مما ينفذه في خلقه. لان الملائكة منفذون لاوامر الله جل وعلا. فان الشياطين اعطاهم الله على القدرة على الاستماع وعلى الصعود وان يعلو بعضهم بعضا فيما اقدرهم الله عليه. فربما استمعوا الى بعض ما يوحيه الله جل وعلا لملائكته وما يلقيه الملائكة بعضهم الى بعض ولاجل هذا ملئت السماء بالشهب وحرست بالنجوم التي تقتل من يستلم السمع كما قال جل وعلا الا من اشترق السمع فاتبعه شهاب مبين. وقال جل وعلا والنجم وقال جل وعلا فاتبعه شهاب ثاقب. وقال والنجم اذا هوى في بعض تفاسير. فجعل الله جل وعلا في السماء رجوما للشياطين وهي هذه الشهوة واذا كان كذلك فان ملء السمع بالشهب واستراق السمع له تفصيل سيأتي ان شاء الله تعالى في مسألة لاحقة مسألة الثانية قال ولا نصدق كاهنا ولا عرافا العلماء اختلفوا في معنى الكاهن والعراف تفسير هذا وهذا على عدة اقوال وظاهر صنيع المعلم الطحاوي رحمه الله انه يفرق بين العراف وبين الكاهن وسبب التفريق ان الاحاديث جاء فيها ذكر الكاهن وجاء فيها ذكر العراف ذكره الكاهن مفردا والعراف مفردا. وجاء فيها ذكر الكاهن والعراف مجموعتا مجموعين مما يدل على الفرق بينهم لهذا اذا نظرت الى اصل اللغة فان كلمة تكحن وكاهن غير كلمة تعرف وعارف صيغة المبالغة عن الراء. لان التكهن هو رجم الانسان عذب بالغيب فيما لا يعلم يعني انه يستقبل ما سيأتي بما لا علم له به ويدخل في ذلك العموم الظن لكن الظن ليس معه ادعاء لعلم الغيب واما التكهن فصار فيه ظن هو في الاصل يعني في اللغة وظن فيما سيحصل مستقبله لهذا يجوز لغة ان يقول القائل تكهنت انه سيكون كذا وكذا. على اعتبار يعني في المستقبل انه يظن انه سيكون كذا وكذا. ثم شاع هذا الاسم في من يدعون علم الغيب بواسطة الشياطين فصار لقبا واسما على طائفة مخصوصة وهم الذين يخبرون الناس يتولون هذه الصنعة ويخبرون الناس عما سيكون من احوالهم فيما يستقبلون من الزمان فاذا صار الكاهن كما عرفه بعض العلماء على هذا الاعتبار هو من يقضي ويخبر بالمغيبات واما لفظ العراف فهو في اللغة اصله من عرفة او تعرف يتعرف فهو متعرف او عراف وهو الذي يعرف بامور غيبية يعرفها فيخبر بها وهذا يشمل الامور الغيبية في الزمان الماظي يعني مما حدث او مما سيكون لان المعرفة والتعرف تشمل الماضي والمستقبل لكن خص في بعض الاستعمالات بانه من يخبر عن الامور التي حصلت وانتهت مما خفي عن الناس الاخبار عن مكان المسروق او الضالة او عن ما اضاع عن شيء اضاعه الانسان او عن شيء حصل وخفي على ونحو ذلك من المسافة. اذا نظرت الى هذا الاصل اللغوي هو ارتباط ذلك بحال اهل الجاهلية. فالعلماء اختلفوا في ذلك على عدة اقوال. القول الاول ان الكاهن هو القاضي بالغيظ وهو الذي يخبر عن امور مستقبلة من الغيب مستعينا في ذلك بالشياطين والعراف هو الذي يخبر عما خفي مما حدث وغاب عن الناس بالاستعانة ايضا بالشياطين القول الثاني ان الكاهن يعم الجميع العراف اخص والكاهن يدخل فيه من يخبر بامور مستقبلة اوحى ماضية غابت عن الناس او او التنجيم او نحو ذلك. فيجعلون الكاهن يجعلون الكائن اسما عاما لكل من يدعي شيئا من علم الغيب فيدخل فيه صور كثيرة من الضرب بالرمل ومن آآ الودع هو من الخشب والاستقسام بالازلام وخشبة اباجات الضرب بالحصى ونثر السبع والخط والرمل ونحو ذلك مما هو شائع عندهم وادخل فيه عن طائفة من المعاصرين كما سيأتي بيانه تنويم المغناطيسي وما يجري مجراه والعراف اخص من هذا فيكون مخصوصا باسم والاسم العام الكاهن القول الثالث هذا القول الثاني هو المشهور عند اهل العلم والاكثر عليه القول الثالث ان العراف اشمل والكاهن اخص منه لان الكاهن مخصوص بالعلم المستقبلي على حسب قولهم والعراف لكل من يدعي شيئا من علم الغيب. هذا هو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية كما نقله عن شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب في كتابه والراجح من هذه الثلاثة ان الكائن اسم غير اسم العراء فالكهانة لها صفتها واحكامها والعراف له صفته واحكامه على نحو ما ذكرنا في قولا اول. المسألة الثالثة دلت الادلة بسنة النبي صلى الله عليه وسلم على ان تصديق الكاهن او العراب انه محرم بل كفر وعلى ان اتيان الكهنة والعرافين فيها اثم كبير. فمن ذلك ما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث حفصة ولم يسمها مسلم بل قال عن بعض ازواج النبي صلى الله عليه وسلم وهي حفصة ام المؤمنين ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من اتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة اربعين ليلة وجاء في السنن او جاه في سنن ابي داوود من حديث ابي هريرة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من اتى كاهنا فصدقه فقد كفر بما انزل على محمد عليه الصلاة والسلام وفي مسند الامام احمد ايضا من حديث ابي هريرة ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من اتى كاهنا او عرافا فسأله عن شيء قصده لم تقبل له صلاة اربعين ليلة. واسناده صحيح فدلت هذه الاحاديث على ان اتيان الكاهن او العراف منهي عنه وان سؤاله كبيرة من كبائر الذنوب اسمها عظيم يترتب عليها الا تقبل المرء صلاة اربعين ليلة من عظم الاثم وانه ان سأل فصدق فقد كفر بما انزل على محمد عليه الصلاة والسلام اذا تبين ذلك فقوله عليه الصلاة والسلام من اتى عرافا فسأله فسأله عن شيء هذا فيه عموم سأله عن شيء يعني عن اي شيء سواء اكان فيما مضى عن ضالة او عن شيء مفقود او عن شيء في المستقبل فانه لا تقبل له صلاة اربعين ليلة وسبب ذلك ان العراف لا يستدل على ما غاب امور ظاهرة او بتجربة او وباسباب معلومة وانما يستعين بالجن والاستعانة بالجن شرك لان الجن لا يعينون الانسان الا اذا تقرب اليه اليهم اعطى بعض العبادة له ومكنهم ليستمتعوا به كما قال جل وعلا وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهصا. يعني زاد الجني انسية رهقا واثما بلى لم تقبل له صلاة اربعين ليلة اختلف العلماء هنا هل عدم القبول يعني الاجزاء ولكنها لكنه لا يهاب ام انها لا تقبل بمعنى انها لا تجزئه لو صلى ولكن يجب عليه ان يفعلها يعني ان يقيمها وانه لا يثاب عليها لانها لم تقبل منه وهذا في نظائره في تفسير عدم القبول. العدم القبول يعني عدم الاجزاء او عدم الثواب والظاهر هنا ان عدم القبول بمعنى عدم الثواب لكنه اذا اداها سقط عنه الفرض باجماع الامة انه لا يجب عليه ان يعيدها بعد انقضاء الاربعين ليلا واما تصديق الكاهن او العراف يعني اذا سأل كاهن فصدقه فما في الحديث ظاهر وهو انه خلف قد كفر بما انزل على محمد هذا في حال ارساء بحال السائل المصدق فكيف بحال الكاهن نفسه؟ يعني توعد السائل الذي يأتي يسأل ويصدق انه قد كفر فكيف بالكائن او بالعراظ؟ لهذا هنا مسألتان. المسألة الاولى في حكم الكاهن او العراف والصحيح انهم اذا استعانوا بالشياطين في ذلك يعني لم يكونوا دجالين وانما فعلا يخبرون عن استعانة بالشياطين فان هذا كفر ويجب كتابتهم فان تابوا والا قتلوا عند كثير من اهل العلم على تفصيل مر معنا في حكم الزنديق وامثاله الثاني وفي حال السائل قال عليه الصلاة والسلام فقد كفر بما انزل على محمد. وهنا الكفر هل هو كفر اكبر؟ مخرج من الملة ام كفر اصغر؟ كفر دون كفر ام يتوقف فيه فلا يقال كفر اكبر ولا كفر اصغر بعدم الدليل على ذلك ثلاثة اقوال لاهل العلم ثاني وفي حال السائل قال عليه الصلاة والسلام فقد كفر بما انزل على محمد وهنا الكفر هل هو كفر اكبر؟ مخرج من الملة ام كفر اصغر؟ كفر دون كفر ام يتوقف فيه؟ فلا يقال كفر اكبر ولا كفر اصغر بعدم الدليل على ذلك ثلاثة اقوال اهل العلم من اهل العلم من المعاصرين وممن قبله من قالوا انه كفر اكبر بظاهر قوله وقد كفر ويفتي بها عدد من المشايخنا هنا ومن اهل العلم من يقول هو كفر دون كفر وهذا اظهر من حيث الدليل لامرين الامر الاول ان النبي عليه الصلاة والسلام كما في رواية احمد قال من سأل من اتى كاهنا او عرافا فسأله عن شيء فصدقه لم تقبل له صلاة اربعين ليلة ترتب عدم قبول الصلاة على السؤال والتصديق معه. ولو كان السائل الذي صدق كافرا فانه لا تقبل له صلاة حتى يتوب دون تحديد لمدة معلومة والسبب الثاني في ترجيح هذا القول ان الناس يصدقون العراف والكاهن لا على اعتبار انهم يدعون علم الغيب وانهم ينفذون على علم الغيب بانفسهم ولكن يقولون هذا يعني ربما قالوا هذا من استيراد مما استرقته الشياطين فيكون لهم شبهة ما يصدقون به وهذه الشبهة تمنع من ان يعتقدوا فيهم انهم يعلمون علم الغيب مطلقا وهذا يكثر في حال من يصدق من ينتسبون الى الصلاح او يظهر عليهم الولاية والصلاح ويخبرون بالمغيبات والناس يصدقونهم باعتبار انهم يحدثون بذلك ولهم في ذلك كما ذكرنا شبه هذه تمنع من اخراجهم من الملة والكفر الاكبر بهذا صار الصحيح هو القول بان تصديق الكاهن يعني في الخبر المغير بخصوصه يعني من اتى فسأل فصدق بالخبر بعينه انه هذا كفر دون الكفر لا يخرج من الملة لكن يجب معه التعزير البليغ والردع حتى ينتهي عما سماه النبي صلى الله عليه وسلم كفرا والقول الثالث وهو رواية عن الامام احمد انه يتوقف فيه. فلا يقال هو كفر اكبر ولا اصغر لان الحديث اطلق ثم لبقاء الردع في الناس والتخويف في هذا الباب المسألة الرابعة الشبهة التي ذكرنا من استراق السمع هي التي جاءت فيها الايات ان الشهاب يرسل على الشيطان او على الشياطين الذين يستنقون السمع واستراح السمع له ثلاثة ازمنة الزمن الاول ما كان قبل البعثة قبل ان يوحى الى محمد صلى الله عليه وسلم يعني في حال اهل الجاهلية والناس وهذا كان كثير لحكمة لله جل وعلا في ذلك. كان استراق السمع كثيرا. ولذلك كان ما يخبر به الكهان ويصدقهم الناس فيه كان كثيرا المرحلة الزمنية الثانية بعد ان اوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم فان السماء ملكها الله جل وعلا حرسا شديدا وشهبا كما قال جل وعلا في سورة الجن مخبرا عن قول الجن في صدر السورة قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا الى ان قال وانا لمسنا السماء فوجدنا مبناها ملئت حرسا شديدا وشهبا فدل على انها ملئت ولم يعهدوا ذلك من قبل يعني ان الله جل وعلا جعلها محروسة لاجل وقت تنزل وحيه على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم حكمة منه. والا فالله سبحانه قادر لا ان لا يأذن بشيء من استراق السمع لكن لله جل وعلا الحكمة والابتلاء لعباده فمنعوا من الاستماع ومنعوا من استراق السمع وبقي ما ينفذ القليل جدا بالنسبة الى ما سبق المرحلة الثالثة هي ما بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم فان ظاهر الادلة يدل على انها لم تخلو السماء او لن تخلو بعد ذلك من الشهب ومن حراستها في ذلك لان لا يدعي احد النبوة ويكثر تكثر السبعة معه فيما يخبر بالمغيبات ممن يدعي النبوة واذا كان الامر كذلك في هذه الاحوال الثلاثة فان ادعاء علم الغيب كفر اذا كانت ادعاء علم الغيب كفر اما لتهجمه على ما يختص الله جل وعلا به او لانه لا يدعي علم الغيب الا من يستعين بالجن ويتقرب اليه واما الذي يصدق من يدعي علم الغيب في بعض الاحوال مثل ما ذكرنا هذه له تفاصيل ذلك والواجب الا والواجب ان يعتقد ان الغيب كما قدمت لك في اول المسائل ان الغيب مختص بالله جل على عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا هذا يعم لان احدا نكرة في سياق النفي فتعم كل احد ثم استثنى الله جل وعلا فقال الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصد فاستثنى الله جل وعلا الرسول الملكي والرسول البشري فيما يطلعهم عليه من علم الغيب بدليل صدقهم. او لحكمة لله جل وعلا في ذلك المسألة الخامسة الكهانة والعراقة متنوعة الصور ففي الزمن الاول كان لها صور متعددة مثل الظرب بالحصى ومثل الخط هذي لو كان هنا فيها يعني لوحة بينت لكم كيف يضربون بالحصى وكيف يخطون يعني ويصلون الى النتيجة بزعمهم سيتضح لك انه دجل. لانه لا دليل منطقي ولا سبب كوني ولا شرعي يدل على النتيجة التي يدعونها. لكن يدجل على الناس بان يجعل شيئا لا يفهمه الناس يدعي الكاهن او العراف او الضارب بالحصى والرمل الى اخره يدعي انها تدله على المعلومة وهو في الحقيقة لا يستدل عليها بالخط لا يستدل عليها بالخشبة التي يكتب عليها لا يستدل عليها بالحصى وانما هي من وهذه الاشياء الصور المختلفة منها ما هو قديم ومنها ما هو حديث في انحاء شتى لكن كلها يظهرون انها سبب وليست بسبب. وبخصوص الخط فانهم يدعون دجلا وكذبا ان هذا من علم الله لبعض انبيائه علم الله ببعض انبيائه. وهذا قد يذكر بعضهم عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الخطب قال كان نبي يخط كما رواه مسلم في الصحيح كان نبي يخط فمن وافق خطه فذاك يعني ان اصل الخط انه اية لنبي من الانبياء علمه الله جل وعلا نبيا من الانبياء ليكون دلالة على ما يعلمه الله جل جلاله وبقي في الناس لكن لا يوافقون اية النبي لان اية النبي لا يستطيع احد ان يفعلها لانها اية مختصة به. ولو كانت اية النبي تكون لكل احد لما لما خص النبي بالاية. لهذا قال كان نبي يخط ثم قال فمن وافق خطه فذاك قوله فمن وافق خطه فذاك هذا من الاحالة على مستحيل يعني ان احدا من هؤلاء الذين يخطون والكهنة والعرافين ومن نحى نحوهم لا يمكن لاحد ان يقول هكذا خط ذاك النبي. او ان هذه اية من جنس اية ذاك النبي الكهنة والذين يخطون يدعون علم الغيب من ان الخط كان من عند الانبياء فيرد عليهم بهاتين الجهتين اول انه اية واية النبي لا يمكن لاحد ان يدركها. والثاني ان النبي صلى الله عليه وسلم احال على مستحيل فمن وافق خطه فذاك وهذا لا يمكن لاحد ان يدركه. لهذا الخط وفي الرمل وضرب الحصى والخشب وانواع ذلك هذه من الصور القديمة وهي موجودة الان في بعض البلاد وهي كلها من وسائل الكهان ومن نحى نحوه ومن الصور الحديثة التي اختلف فيها العلماء هل تدخل من الكهانة ام لا تدخل؟ وهل هي من استخدام الجن وعلم الغير انها تدخل ما يسمى بتنويم المغناطيسي قال له صفته وثم كتب كثيرة مؤلفة في ذلك من من مختصين في هذا في اوروبا وفي مصر وفي لبنان في معاهد تعلم هذا الذي يدعون انه فن او علم من العلوم. وقد افتت اللجنة الدائمة اه عندنا افتت اللجنة الدائمة في فتوى مشهورة مطولة. اه بان التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة واستخدام الجن يتسلط الجني حسب ما عبروا ليتسلط الجني على الانس ليرتفع عن الارض اه يخبر امور مغيبة ويتسلط على نفسه وعلى روحه فيكون له عليها اه سلطة وثمة صور كثيرة واليوم في عدد من البلاد والعياذ بالله ثم معاهد لتعليم عدد من هذه اه الامور المنكرة والواجب على المسلمين جميعا ان ينكروا هذا اشد الانكار لانه تهجم على ما يختص الله جل وعلا به اولا ثم لانه لا يكون الا بالاشراك بالله جل وعلا اذا صدق استخدامهم للجن ثم ثالثا انه فتح لباب الدجل وباب الكذب على الناس واخذ اموال الناس بالباطل وما يأخذه المتكهن من المال فهو حرام عليه وخبيث كما جاء في الحديث الصحيح حلوان الكاهن خبيث يعني انه كسب محرم خبيث وقد جاء غلام عند ابي بكر الصديق رضي الله عنه فاعطاه طعاما فاكله ابو بكر رضي الله عنه ثم قال له الغلام اتدري من اين هذا؟ قال قال كنت تكهنت يقول غلام ابي بكر لابي بكر رضي الله عنه. يقول كنت تكهنت لرجل في الجاهلية فاعطاني هذا الحلوان فجعل ابو بكر الصديق رضي الله عنه يدخل يده يدخل اصبعه في فيه حتى قاء كل ما في بطنه هذا من حيث الكشف حرام من حيث السؤال حرام وذلك لعظم هذا الذنب فانه لا يجوز اقراره ويجب على من يقدر على انكاره ان ينكر وعلى اهل الحسبة وهو ومن يلي هذا الامر بخصوصه ان لا يتساهلوا في ذلك وكذلك على الدعاة الى الله جل وعلا واهل العلم ان يبينوا ذلك لانه من مسائل التوحيد نكتفي بهذا القدر وتم مسائل اخرى متعلقة بالجملة الاخرى وهي قوله ولا من يدعي شيئا يخالف الكتاب والسنة واجماع الامة نرجعها ان شاء الله تعالى الى الدرس القادم واظنه بقي عندنا اربع اربعة دروس ان شاء الله. وننتهي من هذا الكتاب العظيم الحقني الله واياكم خيرا وجعلنا ممن تعلم العلم له انه سبحانه جواد كريم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد تجيب عن ثلاثة اسئلة ثم نمشي ان شاء الله قال بعض اهل العلم انه لا يستعان بالجن بالجن لا مسلمهم ولا كافرهم. وذكر ان كون الجن يخبرون انهم مسلمون فهذا لا يصدق لانه من علم طيب فنؤمن انه من الجن من هو مسلم وكافر الى اخره الاستعانة بالجن حرام. سواء كانت استعانة بجني كافر الشيطان ام بالجني المسلم وذلك بعدة ادلة منها ان استمتاع الانس بالجن والجن بالانس محرم في نصوص الكتاب والسنة وانه لا يستثنى من ذلك لم يرد الدليل بالاستثناء ولا بالتخصيص فبقاء الامر على عمومه بما يشمل الجميع هذا هو الاصل وهو المتعين الامر الثاني ان الجن لهم قدرة كما هو معلوم وانه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان منهم مسلمون كثير اسلموا. قال جل وعلا قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن. فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا. الى ان قال وان منا الصالحون دون ذلك وقد ذلك قوله وان منا المسلمون ومنا القاسطون وكذلك في اخر سورة الاحقاف انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى يهديه الى الحق والى طريق مستقيم. فالجن في زمن النبوة كان منهم من صحب النبي عليه الصلاة والسلام. واسلم على يديه وعندهم من القدر ما ليس عند غيرهم وقد مضى زمن النبوة باجمعه ولم يستعن النبي صلى الله عليه وسلم بالجن ولم يستعن الصحابة بهم وقد واجهتهم اشياء فهذا فهذا الدليل وهذا الاجماع اعظم وابلغ مما يستدل به على ان هذا الامر من البدع لانه لم يكن في زمن السلف. هذه المسألة اظهر وابلغ بانهم لم يستخدم ذلك ولم يستعينوا بهم لا بمسلمهم ولا بكافرهم. وهذا له سبب. وهو ان الجن اذا زعم انه مسلم فان اثبات اسلامه واثبات صلاحه متوقف على امر باطن لا يطلع عليه الانسان فانت بالظاهر تحكم على الرجل اذا قابلك والجن منهم رجال ومنهم نساء وانه كان رجال من الانس يعودون برجال من الجن تحكم عليه بالظاهر من هيئته وشكله على انه مسلم ونحو ذلك. والجن لا تعلمون صدقهم ولا تعلموا اه حقيقة ما ادعوا. فبقي الامر على الامر المغيب ولهذا قال اهل العلم ان رواية اهل الجن رواية الجن للاحاديث ضعيفة فلو اتى جني وروى بالاسناد وقال قال الرسول صلى الله عليه وسلم كذا وهذا يقول انا مسلم والثاني يقول انا مسلم في الاسناد فعند اهل الاصطلاح بحثوا رواية ان وقالوا انها ضعيفة لان الجن مجاهيل حتى ولو قال انه مسلم فلا يصدق في خبره المسألة الثانية التي تدل على المنع من الاستعانة بالجن اه مسلمهم وكافرهم والمسألة على الاستعانة بالمسلمين ان فتح باب الاستعانة هذا هو فتح لباب الشرك بالله جل وعلا فيجب سده وهو اولى من سد بعض انواع ذرائع الشرك فالشريعة حرمت البناء على القبور لئلا يكون وسيلة الى تعظيم اصحابها وجاء تحريم بعض الوسائل وسائل الشرك لئلا يكون وسيم. وبعض وسائل البيوع المحرمة لئلا يكون وسيلة الى الربا وهكذا والاستعانة بالجن الذين يجهلون ولا يعلم حقيقة الحال الاستعانة بهم لا شك انه ذريعة بان يأمر الجن الانس اذا فتح الباب ان يأمره اه بالتقرب او ببعض الاشياء. وقد بلغني بيقين عن بعض من يتعاطى القراءة وهو من الجهلة ليس من اهل العلم ولا من من طلبة العلم ممن فتح هذا الباب فسيطر عليه الجن وهو لا والعياذ بالله في هذا واصبحوا يأمرون باشياء وينهون عن اشياء وربما اذلوه في بعض الامور. فسدت ذريعة في هذا اه واجب ولا يجوز التساهل به. الامر الثالث والاخير استدل بعض من قال بجوازه ببعض التعبير بعض العبارات عن شيخ الاسلام ابن تيمية في اخر كتاب النبوات وفي الفتاوى معلومة كلام ابن تيمية في الموضوع لكن شيخ الاسلام لا يريد بما قال اباحة الاستعانة وانما بحث في حال المسلم مع الجن فقال في اوله واولياء الله لا يعاملون الجن الا بامرهم بالشرع ونهيهم عن ضده. كما كانت حال النبي صلى الله عليه واصحابه. ثم ذكر الحالة الثالثة انه قد يعرض الجني للانس في امر يعينه فيه هذا لا بأس به فيحمل كلامه على انه في حالة لان بعض السلف فعلها في حالة انه يعرض له مثلا يأتيه ويقول انا اصحي كل صلاة الفجر او يضيع من الطريق مثل ما حصل الامام احمد قد يكون من الملائكة وقد يكون من الجن الله اعلم لكن هنا الطريق من ها هنا يتبعك هذا ليس استعانة ليس طلبا للعون. وانما هو ارشاد وهذا الارشاد وقف على صدق المرشد وعلى كذب ليس هو استعانة طلب للعون. ويقول له مثلا هو كذا او اه الطريق من هنا او هذا في الشيء الفلاني من دون ان يطلب وهذا خبر قد يكون صادقا وقد يكون كاذبا واختبار الخبر اختبار الخبر لا مانع منه يختبر هل هو صادق في ذلك ام لا؟ المقصود هذه مسألة لا تتساهل فيها لا في هذا الوقت ولا فيما بعده لان اخشى ان ينفتح فتح علينا ذرائع الشرك ووسائل البدع من جراء القراء الجهلة الذين باب الاستعانة بالجن في هذا الباب لاجل طول الجواب آآ نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على محمد