فيهما احاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم. ثم عرج به الى السماء الثانية واستفتح جبريل كاستفتاحه في السماء الاولى وفتح له ومعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال فاذا انا بابني الخالة عيسى نقرأ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فهذا هو مجلس السابع من مجالس شرح الطحاوية لشرح معالي شيخنا يوسف الغفيص وينعقد هذا المجلس في السادس من شهر الله المحرم من عام اثنين وثلاثين واربع مئة والف في جامع عثمان بن عفان بحي الوادي في مدينة الرياظ. قال الامام ابو جعفر الطحاوي رحمنا الله واياه والمعراج حق وقد اسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج بشخصه في اليقظة الى السماء ثم الى حيث شاء ثم الى حيث شاء الله من العلا واكرمه الله بما شاء واوحى اليه ما اوحى ما كذب الفؤاد ما رأى فصلى صلى الله عليه وسلم في الاخرة والاولى. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله واصحابه اجمعين قال رحمه الله تعالى والمعراج حق اي انه يجب الايمان به وقد ذكر الله جل وعلا في كتابه الاسراء بنبيه قال سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا وذكر المعراج في القرآن متضمن في سياق بعض الايات كقول الله تعالى لقد رأى من ايات ربه الكبرى وجاء هذا في السنة الصحيحة في الصحيحين وغيرهما في ذكر المعراج بالنبي صلى الله عليه وسلم فانه اسري به من مكة من المسجد الحرام كما ذكر ذلك القرآن كما في كتاب الله سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام جاء في السنة ايضا ما يدل على ذلك وما جاء في السنة لا يكون مخالفا لما جاء ذكره في القرآن من جهة ذكر المسجد الحرام وعرج به عليه الصلاة والسلام بروحه وجسده الى السماء على ماهية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لحديث انس اوتيت بالبراق وهو دابة ابيظ طويل فوق الحمار ودون البغل يظع حافره عند منتهى طرفه قال فركبته حتى اتيت بيت المقدس كان مسراه من مكة من المسجد الحرام الى بيت المقدس على البراق قال حتى اتيت بيت المقدس وربطته بالحلقة التي يربط بها الانبياء ثم دخلت المسجد وصليت فيه ركعتين يعني المقدس ثم اتاه جبريل قال ثم اتاني جبريل بناء من خمر واناء من لبن قال فاخترت اللبن فشربته وفي رواية فقيل لي كما وفي حديث ابي هريرة قال فقيل لي خذ ايهما شئت. قال فاخذت اللبن وفي رواية فاخترت اللبن. فقيل هديت الفطرة في رواية قال فقال جبريل اصبت الفطرة اما انك لو اخذت الخمر غوت امتك ثم آآ عرج به الى السماء عليه الصلاة والسلام ورأى من ايات ربه ما رأى. كما قال الله تعالى لنريه من اياتنا وقوله لقد رأى من ايات ربه الكبرى مات السماء الاولى فاستفتح جبريل وقيل من؟ قال جبريل قيل ومن معك؟ قال محمد قيل وقد بعث اليك؟ قال قد بعث اليه وفتح له فرأى فيها ادم عليه الصلاة والسلام فرحب به ودعا له بخير وذكر النبي مما رأى من الاحوال عند ادم ما رأى في قوله انه رأى عن يمينه وعن يساره اسوده فاذا التفت عن يمينه ضحك واذا التفت فعن يساره بكى فسأل جبريل فقال هؤلاء نسموا بنيه الذين في الجنة عن يمينه والذين في النار عن يساره وهذا جاء في حديث آآ ابي ذر وجاء في حديث ما لك بن صعصعة وجاء في حديث انس وجماعة من الصحابة في الصحيحين وغيرهم ابن مريم ويحيى ابن زكريا فرأى فيها عيسى عليه الصلاة والسلام. ثم عرج به الى الثالثة والرابعة في الخامسة الى ان اتى السماء التي فيها ابراهيم عليه الصلاة والسلام. قال فرأينا اذا انا بابراهيم مسندا ظهره اليه البيت واذا هو يدخله كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون اليه حتى بلغ النبي صلى الله عليه وسلم سدرة المنتهى وقالها حتى ظهرت لمستوى اسمع فيه صريف الاقلام ولكنه عليه الصلاة والسلام لم ير ربه ببصره على قول عامة الصحابة رضي الله تعالى عنهم قد حكى الامام الدارمي رحمه الله اجماع الصحابة ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه ببصره. حكى الامام الدارمي اجماع الصحابة ان النبي لم ير ربه ببصره. وفعلا هذا لم يحفظ عن صحابي واحد باسناد صحيح ان النبي رأى ربه ببصره. بل عائشة رضي الله عنها كانت تقول كما في الصحيحين وغيرهما من حدثك في حديث مسروق ان عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها كانت تقول من حدثك ثلاث من حدثك بواحية منهن فقد اعظم على الله الفرياه. وذكرت من ذلك قالت ومن حدثك ان محمدا رأى ربه؟ فقال اعظم على الله الفرياه واقوى من ذكر عنه الرؤيا هو ابن عباس لكن الاحاديث الصحاح الى ابن عباس ليس فيها انه ببصره وانما فيها ذكر رؤية مطلقة او مقيدة برؤية الفؤاد. ويحمل مطلق قول ابن عباس على مقيده على مقيده والامام احمد رحمه الله كان يجيب بقول ابن عباس تارة وتارة يجيب بقول عائشة لانه يرى ان اثار الصحابة في هذا على معنى واحد وان رؤية الفؤاد التي ذكرها ابن عباس ليست منافية لما ذكرت عائشة رضي الله عنها انما المعنى الذي عليه سواد الصحابة ان النبي لم ير ربه ببصره وهذا الذي هو ظاهر الصحابة وحكاه الدارمي اجماعا هو ظاهر القرآن فان الله قال لقد رأى من ايات ربه وقال لنريه من اياتنا فذكر رؤية الايات ولو كان حصلت له رؤية ربه عليه الصلاة والسلام لو كان حصل الى النبي صلى الله عليه وسلم رؤية ربه عز وجل ببصر النبي لكان الامتنان بذكر رؤية ربه سبحانه وتعالى اعظم من الامتنان بذكر رؤية الايات فهذا وجه وجيه من القرآن اي في من الاستدلال بالقرآن هو استدلال متين وكذلك في السنة فان النبي سأله ابا ذر وقال هل رأيت ربك ما في الصحيح؟ فقال رأيت نورا. وفي رواية نور انا اراه وهذا يدل على انه لم يرى ربه ببصره ولكن المعراج حق اسفي بالنبي وعرج به الى السماء واتى السموات وفتحت له على الحقيقة ولم يكن ذلك مناما لم يكن ذلك مناما بل كان الاسراء والمعراج على الحقيقة وهذا من تدبير الله سبحانه وتعالى وقدرته وامره وقضاء نعم قال رحمه الله والحوظ الذي اكرمه الله تعالى به غياثا لامته حق. قال والحوظ الذي اكرمه الله به وذلكم انه تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديث الحوض جاءت عن جماعة من الصحابة منهم ابو ذر وعبدالله وعبدالله ابن عمر وجابر ابن سمرة وعائشة بنت ابي بكر وابي هريرة وغيرهم من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلكم ما جاء في حديث ابي ذر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال آآ حوضي طوله شهر وارضه شهر انية وعدد نجوم السماء من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا. وفي حديث ابن عمر حوضي كما بين صنعاء مدينة وفي رواية كما بين جرباء وادرخ وهما من قرى الشام وجاء في حديث جابر ابن سمرة انا فرطكم على الحوض. وجاء في حديث ابي هريرة الا لا يذادن رجال عن حوض كما يذاد البعير الضال اناديهم الا هلم فيقال انه قد بدلوا بعدك فاقول سحقا سحقا. وجاء في حديث انس ابن مالك وكلها في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مع اصحابه قال انس بين رسول الله ذات يوم بين اظهرنا اذ اغفى اغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا ما اضحكك يا رسول الله؟ قال انزلت علي انفا سورة فقرأ انا اعطيناك الكوثر ثم قال اتدرون انما الكوثر قلنا الله ورسوله اعلم. قال فانه نهر وعدنيه ربي عز وجل عليه خير كثير وعليه حوض تلده امتي يوم القيامة فاحاديث الحوض متواترة في الصحاح والسنن والمسانيد عن النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر بعض الحفاظ انه يرويها عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يقارب الثلاثين من الصحابة ولذلك اتفق المحدثون على صحتها فحوظ النبي صلى الله عليه وسلم حق اي يجب الايمان به على الصفة التي ذكرها الرسول صلى الله عليه واله وسلم. نعم. قال رحمه الله والشفاعة التي ادخرها لهم حق كما روي في الاخبار. قال والشفاعة التي ادخرها لهم احق كما روي في الاخبار الشفاعة ثابتة بالقرآن وان الله سبحانه وتعالى يأذن لمن يشاء من الشافعين بالشفاعة. فدليل ثبوت شفاعة للانبياء وللصالحين هو القرآن فان الله ذكر امر الشفاعة على الاثبات في مقام وذكرها النفي في مقام في مقام النفي كقوله جل وعلا فما تنفعهم شفاعة الشافعين وهذا في حق الكفار الذين لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا واما فيمن اذن الله له ورضي باذنه للشافع ورضاه عن المشفوع له فهذا ايضا ثابت في القرآن ولا يشفعون الا لمن ارتضى فهذا تضمن نفيا من وجهه تضمن اثباتا من وجه والشفاعة المثبتة هي الشفاعة للمؤمنين اي لمن معه اصل الايمان اما الكفار فلا تشملهم الشفاعة لا شفاعة محمد عليه الصلاة والسلام ولا شفاعة الانبياء. فضلا عن الصالحين الا ما وقع من الاستثمار في وجه من الشفاعة لابي طالب. فان ابا طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وان مات على الشرك الا ان الله جل وعلا اذن لنبيه في وجه له من الشفاعة لا يخرجه من النار وانما يخفف عنه بعض العذاب قال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح هل نفعت ابا طالب بشيء فانه كان يحوطك ويغضب لك قال نعم هو في ضحواح من نار ولولا انا لكان في الدرك الاسفل من النار فهذا لابي طالب اما ما عداه فلم يثبت فيه شيء اما ما عداه فلم يثبت فيه شيء وآآ الشفاعة التي اوتيها النبي صلى الله عليه وسلم وجوه اعظمها الشفاعة العظمى وهي الشفاعة لاهل الموقف في فصل القضاء وهذه الشفاعة العظمى مجمع عليها بين المسلمين مجمع عليها بين طوائف اهل القبلة من اهل السنة والجماعة وغيرهم. فلا ينفيها نفاة الشفاعة لاهل الكبائر من المعتزلة ونحوها. بل جميع اهل القبلة من اهل السنة وطوائف المتكلمين وغيرهم يثبتون هذه الشفاعة العظمى فهي ثابتة باجماع المسلمين اجماع طوائف اهل القبلة ودل عليها ظاهر القرآن وصريح السنة اما ظاهر القرآن فهو قوله جل ذكره ومن الليل فتعجب به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فان المقام المحمود هو الشفاعة فان المقام المحمود هو شفاعته عليه الصلاة والسلام واما السنة فانها صريحة في هذه الشفاعة كما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بلا حنفر في عينيه الذراع وكانت تعجبه فنهس منها نهسة ثم قال انا سيد الناس يوم القيامة وهل تدرون بما ذاك يجمع الله الناس يوم القيامة؟ ثم ذكر عليه الصلاة والسلام في حديث طويل يرويه هريرة وغيره ذكر الشفاعة العظمى. وان الناس يأتون ادم فنوحا فابراهيم فموسى فعيسى الى ان ينتهي الى النبي الله عليه وسلم ويقولون يا محمد انت رسول الله وخاتم الانبياء وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا الى ربك اترى ما نحن فيه ولا ترى ما قد بلغنا فيشفع النبي صلى الله عليه وسلم على الصفة المذكورة بالسنة. فهذه هي الشفاعة العظمى عليه الصلاة والسلام وهي خاصة به بعد ان يتراد ويتراجع عنها الانبياء اولو العزم من الرسل والشفاعة لاهل الكبائر ايضا بصريح السنة وهي شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر من امته في ان يصرف عنهم ما فوجب عليهم من العذاب هم يستحقوه من العذاب وشفاعته لمن دخل النار من اهل الكبائر ان يخرجوا منها وشفاعته في رفع درجاته اهل الجنة فجميع هذه الاوجه من الشفاعة ثابتة ثابتة بالسنة جميع هذه الاوجه ثابتة في السنة وان كانت اكثر الاحاديث في شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم اكثرها في الشفاعة العظمى او الشفاعة لمن دخل النار من اهل الكبائر. اكثر الاحاديث على هذا ولكن الشفاعة لمن استوجب دخول النار من اهل الكبائر او وجبت له النار او الشفاعة في رفع درجات اهل الجنة هناك من الاثار في السنة ما يدل عليها وهي داخلة في عموم شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم المذكورة في القرآن للصالحين من عباد الله وهم الذين رضي الله عنهم لان للقرآن في كتاب الله ذكر الله جل وعلا انها لمن ارتضى ومعلوم ان الذين رضي الله عنهم هم الرسل والانبياء وائمة الصالحين نعم ولكن هذه الشفاعات ليست خاصة به. بل تقع له عليه الصلاة والسلام ولغيره من الانبياء. فيشغل الانبياء وكذلك الصالحون يشؤون لاهل الكبائر على الوجهين من دخل النار منهم ومن لم يدخل النار في البراءة من العذاب في درجات اهل الجنة الى غير ذلك فاذا الشفاعة وجهان وجه مختص بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام وهي شفاعته لاهل لاهل الموقف وكذلكم شفاعته توفي ابي طالب الوجه الثاني لا يختص به وهي الشفاعة لهذه الكبائر او في رفع درجات اهل الجنة ولكن هذا الوجه الثاني الذي لا يختص بالنبي صلى الله عليه وسلم يعلم انه وان اشترك غيره من الانبياء والصالحين معه فان له في هذا الوجه من المقام والتمام والكمال ما لا يقع لغيره الوجه الثاني الذي قيل انه لا يختص به يقال انه يقع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فيه من الكمال والتمام ما لم يقع لغيره لانه اكرم العباد على ربه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار. والميثاق والميثاق الذي اخذه الله تعالى من ادم وذريته حق نعم وهذا مذكور جملته في القرآن وبقول الله جل وعلا واذا اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم. وارشدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى وطائفة من اهل العلم يقولون هذه الفطرة التي مضت من الله سبحانه وتعالى لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما صحيحين عن ابي هريرة كل مولود يولد على الفطرة فابواه يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء. هل تحسون فيها من جدعاء تكونوا انتم تجدعونها. نعم وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة. نعم وذلكم ان الله جل ذكره وتقدس اسمه بكل شيء عليم فعلم بسابق علمه من يدخل الجنة ومن يدخل النار وما من نفس منفوسة الا وقد كتب مقعدها ومقامها من الجنة او من النار وكل ميسر لما خلق له. وهذا العلم منه سنة والا علم الله سبحانه وتعالى هو اصل قاعدة السلف في الايمان بالقضاء والقدر الايمان بعلم الله علم الله سبحانه وتعالى بكل شيء ومن ذلكم افعال العباد ومن ذلكم علمه بمآل العباد وهذا الاصل لا ينكره الا جاحد لانه اصل فطري واصل عقلي واصل سمعي. اصل العلم ثابت بالفطرة وثابت بدليل العقل وثابت بدليل الشرع ومن مفصله في القرآن وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة لا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا بكتاب مبين فهذا هو الاصل في الايمان بالقدر ومن هنا كان الامام احمد يقول عن القدرية ناظروهم بالعلم فان انكروه كفروه وان اقروا به فان مسألة القدر ترجع الى هذا الاصل الشريف. وهو عمودها الاول ولذلكم كل شبهة ترد في مسألة القدر فان هذا الاصل الشريف من الشريعة يدفعها اذا فقه الاصل فقها صحيحا وهو الذي اشار اليه الامام احمد بقوله ناظروهم بالعلم. فان انكروه كفروه يعني ان جحدوا علم الله فهذا لا يجحده مسلم وان اقروا به قالوا انه علم ما كان وعلم ما سيكون وان اقروا به ايش؟ خصموا وهذا يضطرد في كل شبهة تقال في مسألة القدر. هذا مطرد في كل شبهة لكنه يحتاج الى بعض الفقه ممن يستعمله وعلمه سبحانه وتعالى السابق لا ينافي تكليفه او تقول بعبارة الشريعة لا ينافي امره لعباده ونهيه لهم فان الله جل وعلا امر العباد بطاعته ونهاهم عن معصيته والعبد هو الطائع هو المطيع وهو العاصي وهو المؤمن وهو الكافر فان الايمان هو فعل العبد ليس فعل الرب سبحانه وتعالى. هذه افعال العباد والله جل وعلا كما ان الكفر ليس فعل الرب جل وعلا وهو فعل العبد فمنكم كافر ومنكم مؤمن وقال الله تعالى حتى في مقام الارادة منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. ولكن الفعل وان كان فعل حقيقة الا انه خلق من الله سبحانه وتعالى فان الله خلق العبد وخلق فعله. وهذا الخلق ليس معناه ان الفعل يكون من الرب بل الفعل على الحقيقة هو فعل العبد ايمانا او كفرا خيرا او شرا ولكن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لافعال العباد لدخول ذلك في عموم خلقه. لان الافعال داخلة في عموم خلق الله سبحانه وتعالى. ولذلكم اه ذهب السلف رحمهم الله الى هذا المعنى والعباد ميسرون لما خلقهم الله ولذلكم لما حدث النبي صلى الله عليه وسلم بالكتاب السابق وقوله صلى الله عليه وسلم بذكر القدر سأله من سأله من الصحابة عن العمل؟ فقالوا يا رسول الله ففيم العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق لها اما اهل السعادة فيسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل اهل الشقاوة. وهذا من حيث للشرع بين وصريح في القرآن والسنة وهو من حيث العقل متأتي تماما فان الله خلق الانسان قابل الا الخير وقابل للشر ولو كان الله جل وعلا امضى بني ادم ان فريقا في الجنة وخلقهم الله قابلون لعمل الطاعات فحسب وخلق فريقا الى النار وخلقهم على طبع وقابلية للفجور والكفر فحسب لكان هذا مورد اشكال ومثار سؤال لكنك ترى بني ادم لا يختلفون في ان جميع بني ادم بان جميع بني ادم قابلون للخير وقابلون للشر وهذا هو شأن النفس الادمية كما اخبر القرآن بذلك في قول الله جل وعلا ونفسه وما سواها وهذا كل متعلق بجميع نفوس بني ادم. قال ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها انا ان الله الهمها فجورها وتقواها انه جعلها سبحانه وتعالى قابلة اي جعل النفس الادمية قابلة للخير وقابلة للشر. ليس الهمها فجورها اي جبرها على الفجور. وهذا ليس وصفا لبعض الانفس قوله فالهمها فجورها وتقواها لا يفهم احد ان هذا فهم ان هذا الاول وصف لبعض الانفس والثاني وصف للبعض الاخر لا هو وصف للنفس الواحدة وذلكم ان كل نفس ادمية قابلة خير وقابل للشر وهذا امر بين في في اثر الحس فان الانسان يصدر منه الخير ويصدر منه الشر ولا تجد انسانا لا يصدر منه الا الخير. ولا تجد انسانا لا يصدر منه الا الشر. الا من عصم الله من من طهرهم الله من الرسل الذين اصطفاهم الله بالعصمة واما ما عدا ذلك فالمؤمن يصدر منه ايظا اوجه من الشر والمعصية والخطأ والخطيئة الى اخره بل حتى الكافر وان كان يصدر منه الشر الاعظم بالكفر الا انه يصدر منه افعال من الخير وهي الخير الادمي ليس الخير الديني عبادي انما هو الخير الادمي العام. مثل بذله للمعروف من الطعام او نحو ذلك. وهذا صريح في القرآن قال الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس فهذه اوجه من الخير كما انها تقع من المؤمن فانها تقع حتى من غير المؤمن ولذلك ميز عمل المؤمن فيها بقوله ماذا تمام الاية ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عظيما وهو الاجر الاخروي لكن اول اية قال لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة من هو الذي امر بصدقة المسلم والكافر الانسان سواء كان هذا او هذا. لكنه ان كان مؤمنا لحقه اخر الاية فهو قوله جل وعلا ومن افعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا. وقال عن الاجر قال اجرا عظيما. لان الاجر اذا وصف بانه عظيم علم ان المراد به ايش اجر الاخرة والا مطلق الاجر يثبت حتى للكافر. لكنه ليس الاجر بمعنى الرضا والقبول من الله سبحانه وتعالى الديني انما هو بمعنى المجازاة. بمعنى المجازات عدلا من الله كما جاء في حديث انس في صحيح ان الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الاخرة. قوله ويجزى بها في الاخرة هو قوله الله ومن يفعل ذلك ابتغاء مرظات الله. قال واما الكافر فيطعم بحسنات. هنا لاحظ ان الشارع سماها ايش يسمى فعل الكافر حسنات. قال واما الكافر في طعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا اي انها لم تقع ابتغاء وجهه لله او مرضاة الله في طعم بها فهذا هو اجره وهو بمعنى مجازات اما الاجر الذي هو يطلق في القرآن فيراد به اجر القبول والرضا والثواب عند الله في الاخرة وهذا لا حظ فيه للكافر وانما يأتيه مجازاة او تأتيه مجازاته في الدنيا. قال فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا حتى اذا افضى الى الاخرة لم تكن له حسنة يجزى بها لانه لا يأتي ربه بحسنة. والا فان الله يقول من جاء بالحسنة فله عشر امثالها الحسنة هنا في الاية ليست هي الحسنة في الحديث انما الحسنة في الحديث بمعنى الخير. واما الكافر في طعم بحسنات اي بعمل خير. واما الحسنة في قول الله من جاء بالحسنة ولو وامثالها فيراد بها الطاعة ولذلكم الحسنة تذكر ويراد بها مطلق الخير. وتذكر الحسنة ويراد بها العبادة والطاعة. من جاء بالحسنة ولو عشر امثالها وتطلق الحسنة ويراد بها في القرآن النعمة تطلق الحسنة في القرآن ويراد بها النعمة. ولتكون السيئة بمعنى ايش في هذا السياق الثالث السيئة بمعنى المصيبة الله تعالى ان وبلوناهم بالحسنات والسيئات الحسنات يراد بها ايش هنا في الاية وبلوناهم بالحسنات اي بالنعم والسيئات لعلهم يرجعون السيئات المصائب هذا ليس هو موافق لقوله ان الحسنات تذهبن السيئات بعض اهل العلم يقولون ان قوله ان الحسنات المقصود بها الطاعات يذهبن السيئات والمعاصي وبعضهم يقول ان قوله وان الحسنات يذهبن السيئات كما تتضمن الامر الشرعي تتضمن الامر الكوني في النعم والمصائب على كل حال المقصود ان الحسنة تأتي بمعنى النعمة وتأتي بمعنى الطاعة وتأتي بالنص او في نص الشارع بمعنى مطلق الخير بمعنى مطلق الخير. نعم المقصود هنا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ولذلكم الله جعل النفس قابلة للخير وقابلة للشر وعلم جل وعلا وهو الذي خلق الانفس ويعلم ما في الصدور علم ما كان وما سيكون وهذا باب واسع القول فيه لا ينتهي لكنه باب شريف من ابواب اصول الدين وهو من الايمان بالله ومن الايمان بقضائه وقدره هو باب من الايمان من ابواب الايمان بالله والايمان بقضاء الله وقدره وكلاهما من اصول الايمان كما تعرف نعم قال رحمه الله وعدد من يدخل النار جملة واحدة فلا يزاد في ذلك العدد فلا يزاد في ذلك العدد ولا وان كان ثبت ان الجنة يبقى بها فظل وينشئ الله للجنة اقواما نعم وكذلك افعالهم فيما علم منهم ان يفعلوه. وكل ميسر لما خلق له. وان هذه جملة النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له وليس هذا جبرا ولا نزعا الى القول بالقدر فان الصواب في هذه المسألة وسط بين هذين الفرظين بين القول بالجبر على طريقة الجبرية او من قاربهم من الكسب القائلين او القائلون القائلين بالكسب على معنى الجبر وقول القدرية الذين يجعلون العباد يخلقون افعالهم وانه لا قظاء لله ولا قدر له في افعال العباد فكلا الوجهين ممتنع شرعا وعقلا والذي عليه ائمة السنة رحمهم الله وهو مذهب الصحابة وهو المستفيض في القرآن والسنة ومقتضى دليل العقل ان الله جل وعلا بكل شيء عليم وعلم افعال العباد وكتبها وهو الخالق لكل شيء ودخل في عموم خلقه خلقه لافعال العباد ومشيئته الشاملة لكل شيء ودخل في عموم مشيئته مشيئته لافعال العباد ولا يلزم من هذه المشيئة والخلق المحبة لكل افعالهم والرضا بكل افعالهم فان العباد يقع منهم الطاعة ويقع منهم المعصية ويقع منهم الخير ويقع منهم الشر وهم الفاعلون المريدون لافعالهم على الحقيقة ولكن ارادتهم لا يمكن في العقل ولا في الشرع ان تكون مباينة باذن الله وقضائه امره الكوني وان خالفت امره الشرعي فان الامر يأتي في كتاب الله ويراد به الامر الكوني اي القضاء من الله ليس الطلب والتكليف للعباد ويأتي الامر ويراد به التشريع ويأتي القضاء ويراد به القضاء الكوني الذي لا يلزم منه رضا الرب سبحانه وتعالى بذلك وان كان قدره لعموم ربوب او لكمال ربوبيته وملكه وتدبيره. ويأتي اسم القضاء ويراد بذلك التشريع. الا ترى ان الله جل وعلا قال في كتابه وقضينا الى بني اسرائيل الكتاب لتفسدن في الارض مرتين مع انه معلوم عند جميع المكلفين ان الله سبحانه وتعالى لا يريد من عباده ان يكونوا ماذا؟ ان يكونوا ومع ذلك قالوا قضينا الى بني اسرائيل. القضاء هنا ليس قضاء شرعيا هذا قظاء بمعنى القظاء الكوني اي ان الله قدر ذلك وقظاه عليهم باذنه وعلمه ومشيئته واما القضاء اذا جاء شرعيا فيكون فيما امر الله به قال الله تعالى وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا. فقظاؤه هنا او معنى القظاء في هذه الاية ليس مطابق لمعنى في قوله وقظينا الى بني اسرائيل وهكذا نعم قال رحمه الله والاعمال بالخواتيم والاعمال بالخواتيم وهذا مما دلت الاثار عليه ولكنه لا يلزم عنه القطع بان من كان له خاتمة حسنة لا يلزم من ذلك القطع بان ما سبق يكفر وانما تكفير السيئات يقع على احد وجهين اما باسباب من العباد شرعها الله ان تكون اسبابا للكفارة كالتوبة واما بفضل من الله سبحانه وتعالى باسباب ليست من العباد يجعلها الله كفارة كالمصائب المكفرة مثلا واما اذا خرجت عن وجهه السبب بمحض فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته وعفوه مقطوعا عن السبب لا السبب المكتسب ولا السبب اللاحق للادمي بغير امره فانك ترى ان التوبة سبب مكتسب. لانه فعل العبد وهو الذي يتوب والسبب غير المكتسب ولكنه يلحق العبد كالمصيبة المصائب كفارات ويأتي او يأتي التكفير والمغفرة بغير سبب لا مكتسب ولا لاحق وذلك ما حظ رحمة الله سبحانه وتعالى ومحض عفو الله سبحانه وتعالى اما الخواتيم من الصالحات فهذا سبب جملته شرعية ولكنه ليس في النصوص ما يدل دلالة مطردة على انه بدرجة التوبة وانما يكون مما يرجى للعبد فان من ختم له بخير فهذه امارة خير ويرجى له الخير ويرجى له الرحمة ويرجى له العفو من الله سبحانه وتعالى لكنه ليس بدرجة التوبة ليس بدرجة التوبة. نعم قال رحمه الله الا الا ان يفسر على ما هو فوق ذلك كمن كان كافرا وختم له بايمان فهذا باب مختلف. لان الاسلام يجب ما كان قبله نعم والسعيد من سعد بقضاء الله تعالى والشقي من شقي بقضاء على هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله واصحابه اجمعين